ما هي سبب بداية العام الهجري بشهر المحرم؟.. المفتي السابق يجيب
ورد سؤال إلي بوابة دار الإفتاء المصرية، من سائل يقول" هل حقًّا أن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول؟ ولو كانت كذلك، فلماذا نحتفل ببداية السَّنَة الهجرية ويوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر المحرم؟
وفي رده، قال الدكتور، شوقي علام مفتى الجمهورية السابق مفتي الجمهورية، إن هجرته صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول، وكان العزم عليها والاستعداد لها في شهر المحرم، ولهذا كانت بداية العام به، وكذا الاحتفال بها يكون في شهر المحرم، فيكون الاحتفال بها بمعنى الهجرة لا بخصوص يومها.وأضاف علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، أن الحكمة من جعل الهجرة النبوية بداية التقويم الإسلامي الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معانٍ سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ حيث هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾[الحشر: 8]، كما أنها كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة، ووضع أحكامها التشريعية التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية.وأوضح المفتي السابق، يعرف تاريخ كلِّ شيء بأنه غايته ووقته الذي ينتهي، وأما عرفًا: فهو توقيت الفعل بالزمان؛ ليعرف ما بين قدر ابتدائه وأي غاية فرضت له، وقيل: هو عبارة عن يوم ينسب إليه ما يأتي بعده، وقيل: عبارة عن مدة معلومة تعد من أول زمن مفروض؛ لتعرف الأوقات المحددة، فلا غنى عن التاريخ في جميع الأحوال الدنيوية والأخروية. ينظر: "فيض القدير" للإمام المناوي (1/ 101، ط. المكتبة التجارية الكبرى).وقد كانت العرب أول الأمر تؤرخ بعام الفيل، وهو عام مولده صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يزل التاريخ كذلك في عهد سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وعهد أبي بكر، رضي الله عنه، إلى أن وَلِي عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فجمع الصحابة واتفقوا رضي الله عنهم على الهجرة بداية للتقويم الإسلامي.وقد بوَّب البخاري في "صحيحه" لذلك بقوله: "باب التاريخ ومتى أرخوا التاريخ"، وأورد فيه قول سهل بن سعد رضي الله عنه: "ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة".يقول الزرقاني في شرحه على "المواهب اللدنية" (2/ 153، 154، ط. دار الكتب العلمية): [ولم يؤرخوا بالمولد ولا بالمبعث؛ لأن وقتهما لا يخلو من نزاع من حيث الاختلاف فيهما، ولا بالوفاة النبوية؛ لما يقع في تذكره من الأسف والتألم على فراقه] اه.* وأما سبب التأريخ للعام الهجري بشهر المحرم:من المعلوم أن دخول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة كان في شهر ربيع الأول وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في شهر المُحَرَّم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار؛ ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ قالوا: رمضان، ثم قالوا: المُحَرَّم، فهو مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجِّهِمْ، وهو شهر حرام فاجتمعوا على المُحَرَّم.قال الحافظ ابنُ كثير في "البداية والنهاية" (4/ 512) [والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة، وجعلوا أولها مِن المُحَرَّم فيما اشتهر عنهم، وهذا هو قول جمهور الأئمة] اه.قال أبو القاسم السُّهيْلي في "الروض الأنف" (4/ 151، ط. دار إحياء التراث العربي): [قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة يوم الإثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو التاريخ فيما قال ابن هشام] اه.وقد سبق ذكر أثر سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أنهم ما عَدُّوا إِلَّا مِن مَقدَمِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الْمَدينة.كما روى الحافظ البيهقي عن أبي البَدَّاح بن عاصم بن عدي، عن أبيه، قال: "قدِم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين".وما ذُكر هو مذهب الجمهور، ولم يخالف سوى ابن حزم رحمه الله؛ فمذهبه أن أول السنين الهجرية شهر ربيع الأول الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة مهاجرًا، ولكن لم يتابَع عليه؛ إذ الجمهور على أن أول التاريخ من محرم تلك السَّنَة.وقد حاول العلماء طلب مناسبة اختيار المُحَرَّم لبداية التاريخ، فذكروا حرمته وفضله؛ قال الحافظ السخاوي في "فتح المغيث" (4/ 306، ط. مكتبة السُّنَّة): [لكونه شهر الله، وفيه يُكسى البيت، ويُضرب الوَرِق، وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم] اه.وقيل: لأن فيه اجتماعًا للأشهر الحرم في السَّنَة الواحدة؛ قال أبو هلال العسكري في "الأوائل" (ص: 151، ط. دار البشائر- طنطا): [أراد بذلك اجتماع الأشهر الحرم في سنة واحدة] اه.وقيل: "لكونه وقت انصراف الناس وصدَرهم إلى بلادهم؛ قالوا: قدم المدينة في ربيع الأول؛ لأنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام". ينظر: "التوشيح" للإمام السيوطي (6/ 2474، ط. مكتبة الرشد).جاء في "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا" للحافظ مغلطاي (1/ 168، هامش 1، ط. دار القلم، الأولى ت: الفتيح): [وقالوا في سبب جعله من المُحَرَّم على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة في ربيع الأول: لأنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام، فأجمعوا على المُحَرَّم. وفي قول آخر: لتجتمع الأشهر الحرم في سَنَة واحدة] اه.وأوضح الحكمة من الاحتفال بالسنة الهجرية في شهر المحرمأما فيما يتعلق باحتفالنا بالسَّنَة الهجرية في شهر المُحَرَّم من كلِّ عام، فهو احتفال بما مثَّلته من معانٍ سامية ورفيعة، كالرغبة في العيش بسلامٍ، وهجران كل قبيح إلى كلِّ صحيح، وذلك بمجاهدة النفْس وتزكيتها، وهو أمر مُرغَّب فيه شرعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» رواه الشيخان.قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 8، ط. دار إحياء التراث العربي): [وفي هذا الحثُّ على نيةِ الخير مطلقًا، وأنه يُثاب على النية] اه.وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» رواه البخاري.قال العلَّامة ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 319): [أعلَمَهم أنَّ مَن هجَر ما نهى الله عنه كان هو المهاجر الكامل... وهذا الحديث مِن جوامع الكَلِم التي أُوتِيها صلى الله عليه وآله وسلم] اه.وفي الاحتفال بهذا الموسم المبارك امتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعمٍ وعبرٍ وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5].وكذلك هو وسيلة لتذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، والوسائل لها حكم المقاصد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ 18 دقائق
- الاقباط اليوم
رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الهجري الجديد
أرسل الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، برقية تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة العام الهجري الجديد، أعرب فيها عن خالص تهانيه القلبية، وأطيب تمنياته للرئيس ولجموع الشعب المصري بهذه المناسبة. وقال رئيس الطائفة الإنجيلية في برقيته: "يسعدني أن أبعث لفخامتكم، بالأصالة عن نفسي، وبالإنابة عن أعضاء المجلس الإنجيلي العام، ورؤساء المذاهب الإنجيلية في مصر، وأعضاء هيئة الأوقاف الإنجيلية، بأصدق التهاني القلبية بمناسبة العام الهجري الجديد، راجين من الله أن يعيدها عليكم بالصحة والتوفيق، وعلى مصرنا الغالية وشعبها العزيز بمزيد من التقدم والسلام والوحدة. كل عام وفخامتكم بخير." كما بعث الدكتور القس أندريه زكي ببرقيات تهنئة مماثلة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وفضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية. ووجّه رئيس الطائفة الإنجيلية كذلك تهانيه إلى وكلاء مجلس النواب، والوزراء، والمحافظين، متمنيًا لهم جميعًا دوام الصحة والتوفيق في خدمة الوطن، وأن يعيد الله هذه المناسبة على مصر وشعبها بالخير والسلام.


خبر صح
منذ 25 دقائق
- خبر صح
رئيس الإنجيلية يثني على التسامح والتعايش في مصر بمناسبة العام الهجري الجديد
بعث الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، حيث عبّر عن تهانيه القلبية وأطيب أمنياته لفخامته وللشعب المصري بمناسبة هذه المناسبة الدينية العظيمة، التي تمثل بداية عام هجري جديد وفقًا للتقويم الإسلامي. رئيس الإنجيلية يثني على التسامح والتعايش في مصر بمناسبة العام الهجري الجديد ممكن يعجبك: وزير الري يراقب حالة محطات رفع المياه وجهود مصلحة الميكانيكا والكهرباء نص البرقية وفي نص البرقية، أكد الدكتور أندريه زكي أنه يرسل هذه التهاني نيابة عن نفسه وعن أعضاء المجلس الإنجيلي العام ورؤساء المذاهب الإنجيلية في مصر، بالإضافة إلى أعضاء هيئة الأوقاف الإنجيلية، راجيًا من الله أن يعيد هذه المناسبة على مصر وشعبها بمزيد من التقدم والسلام والوحدة، وقال: 'كل عام وفخامتكم بخير' وأبرز رئيس الطائفة الإنجيلية في برقيته أهمية الوحدة الوطنية وروح التآخي بين أبناء الوطن الواحد، مشيرًا إلى أن الكنيسة الإنجيلية تحرص على تقديم التهاني والمشاركة في المناسبات الوطنية والدينية على حد سواء، مما يعكس خصوصية الحالة المصرية التي تتجلى فيها روح التسامح والاحترام المتبادل بين أبناء الديانات المختلفة. وفي سياق متصل، بعث الدكتور أندريه زكي برقيات تهنئة مماثلة إلى عدد من كبار القيادات الدينية والتنفيذية والتشريعية في البلاد، ومن بينهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وفضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بالإضافة إلى عدد من وكلاء مجلس النواب والوزراء والمحافظين والشخصيات العامة. مواضيع مشابهة: مصطفى بكري يحذر من أن حرب أمريكا ضد إيران ستؤدي إلى تصعيد في الإقليم فرصة للتأمل والدعاء وشدد القس أندريه زكي على أن العام الهجري الجديد يمثل فرصة للتأمل والدعاء من أجل أن يعم السلام في مصر والعالم أجمع، داعيًا إلى تعزيز العمل المشترك من أجل رفعة الوطن واستقراره، وأوضح أن الطائفة الإنجيلية كانت ولا تزال حريصة على ترسيخ قيم المواطنة والتعايش وقبول الآخر في إطار الدولة الوطنية الجامعة. كما أشار إلى أن مناسبة الهجرة النبوية الشريفة، التي تُعتبر من أهم مناسبات السنة الإسلامية، تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا في الفداء والتضحية من أجل العقيدة والوطن، وهي قيم مشتركة تلتقي فيها الأديان السماوية في جوهرها، وأكد أن مصر عبر تاريخها الطويل تمثل نموذجًا فريدًا للتعدد والتنوع والوحدة في آنٍ واحد. واختتم رئيس الطائفة الإنجيلية برقيته بالدعاء بأن يحفظ الله مصر وشعبها، ويبارك جهود القيادة السياسية في تحقيق التنمية وبناء الدولة الحديثة، متمنيًا أن يحمل العام الهجري الجديد الخير والبركة والسلام للجميع.


الاقباط اليوم
منذ 27 دقائق
- الاقباط اليوم
الأبرشية اليونانية الأرثوذكسية في أمريكا تؤكد تضامنها مع بطريركية أنطاكية بعد الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس في دمشق
أصدرت الأبرشية اليونانية الأرثوذكسية في أمريكا التابعة للبطريركية المسكونية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن حزنها العميق وتضامنها الكامل مع كنيسة أنطاكية وسائر المشرق، وذلك عقب الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة النبي إيليا (مار إلياس) للروم الأرثوذكس في منطقة الدويلعة بدمشق، والذي أودى بحياة العشرات من المصلّين الأبرياء. "فيما تتواصل مأساة الجنس البشري ويتفاقم العنف المتصاعد في الشرق الأوسط، امتدت هذه المأساة إلى داخل جماعتنا. ففي الثاني والعشرين من حزيران/يونيو 2025، وأثناء القداس الإلهي في كنيسة النبي إيليا للروم الأرثوذكس (مار إلياس) في أطراف مدينة دمشق، أقدم انتحاري على إطلاق النار قبل أن يفجر حزامه الناسف، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 22 مؤمنًا وإصابة العشرات بجروح، وفقا لـ"الأخبار المسكونية". لقد أصبح اللجوء إلى الحرب هو القاعدة، وغالبًا ما نصبح غير مبالين، لا تهزّنا المآسي إلا حين تنطق لغتنا. لكن في المسيح، كل حياة إنما هي "حياتنا نحن". وفيما نرفع الصلوات من أجل نفوس الذين قضوا في هذا الاعتداء المروّع على كنيسة مار إلياس، نتذكّر أيضًا جميع الذين فقدوا حياتهم في هذا الصراع المتصاعد. "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5:9). عسى أن يقودنا هذا الوعد المقدّس نحو رحمة ومصالحة وسلام حقيقي، يتجاوز حدود الجغرافيا والانتماء. ونحن ننضم إلى بطريركيتنا المسكونية وإلى قداسة البطريرك برثلماوس في تقديم التعازي إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. كما نضمّ صوتنا إلى كل الدعوات المطالبة بوقف العنف واستعادة الرجاء. نصلّي من أجل عزاء للقلوب الحزينة، وشفاء للجرحى، وشجاعة إلهية للذين يعملون من أجل السلام. وبروح المحبة والتضامن، نؤكّد أن كل حياة ثمينة، وكل صلاة خطوة نحو سلام الله على الأرض." صاحب السيادة المتروبوليت ألبيدوفوروس رئيس أساقفة الأبرشية اليونانية الأرثوذكسية في أمريكا (التابعة للبطريركية المسكونية – القسطنطينية) ونسأل الرب، رئيس السلام، أن يسكب تعزياته الإلهية في قلوب المفجوعين، ويمنح شفاءه للمصابين، ويثبّت كل من يعمل من أجل المصالحة والرجاء، حتى يتحقّق سلام الله الكامل في عالمنا المتألم.