القسام تنشر مشاهد لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الاحتلال (فيديو)
نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قبل قليل مقطع فيديو مصور لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه جيش الاحتلال قبل عدة أيام.
وجاء في الفيديو انتشال أحد الأسرى من تحت الأنقاض ووضع أكسجين له لمساعدته على التنفس، وقد ذكر الأسير أن جسده يؤلمه بالكامل.ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي، مؤكدًا أن الحرب لن تنتهي قبل القضاء على قدرات حماس العسكرية بشكل كامل واستعادة جميع الأسرى المحتجزين لديها في القطاع. أسرى إسرائيليين قصفهم الاحتلال وأنقذهم القسام pic.twitter.com/CC9y0BBLvb — Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) April 26, 2025
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
مقاومة متواصلة ضد الاحتلال .. القسام تدمر ناقلتي جند وسرايا القدس تسقط طائرة مسيرة
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الثلاثاء، أنها تمكنت بالاشتراك مع "سرايا القدس" من تدمير ناقلتي جند للجيش الإسرائيلي بعبوتي "شواظ" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت كتائب القسام على حسابها بمنصة تلغرام، إن عناصرها تمكنوا بالاشتراك مع مقاتلي "سرايا القدس" أمس الاثنين، "من تدمير ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي شواظ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس". وأضافت أنه "تم رصد اشتعال النيران في الآليات وهبوط الطيران المروحي للإخلاء". وفي بيان ثان، قالت كتائب القسام إن عناصرها "تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح شرق عبسان الكبيرة" دون مزيد من التفاصيل. إسقاط طائرة مسيرةمن جانبها، أعلنت "سرايا القدس" إسقاط مسيرة إسرائيلية والسيطرة عليها شرق مدينة غزة. وفي منشور على تلغرام، قالت السرايا إنها " تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة صهيونية والاستيلاء عليها"، منوهة إلى أن المسيرة كانت تقوم بمهام استخبارية في محيط مسجد الإمام علي بحي الشجاعية شرق غزة. وفي 22 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت السرايا السيطرة على طائرة استطلاع من طراز "Matrice 350 RTK" في أجواء مدينة خان يونس. وفي 16 أبريل، أعلنت السيطرة على مسيّرتين إسرائيليتين شرق محور نتساريم وسط القطاع. كما سبقتها عملية مماثلة في 9 أبريل شرق مدينة غزة. والاثنين، أعلنت كتائب القسام تنفيذ سلسلة عمليات ضد آليات وقوات من الجيش الإسرائيلي شمال وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عسكريين إسرائيليين. وقالت في بيان: "تمكن مجاهدو القسام بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) من استهداف قوة صهيونية راجلة تحصنت داخل أحد المنازل شرق مدينة خان يونس، بقذيفة مضادة للأفراد وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح". كما أفادت "القسام" في بيان آخر، الاثنين، بأن مقاتليها تمكنوا من قنص أحد الجنود الإسرائيليين "في موقع الحدث السابق نفسه". مقاومة متواصلةوفي بيان آخر أمس، قالت "القسام" إن عناصرها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال "استهداف ناقلة جند صهيونية ودبابة (ميركافاه) بعبوة أرضية شديدة الانفجار وعبوة العمل الفدائي شرق بلدة جباليا شمال القطاع، يوم 10 يونيو/ حزيران الجاري". كما ذكرت في بيان آخر أن مقاتليها استهدفوا "دبابة (ميركافاه) بعبوة شديدة الانفجار شرق بلدة جباليا في 11 يونيو الجاري". وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عسكري وإصابة 10 آخرين بينهم ضابط، بكمين في جنوب قطاع غزة. يأتي ذلك في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.


مصر 360
منذ 2 ساعات
- مصر 360
حرب إسرائيل الجوية.. لن تُدمر البرنامج النووي الإيراني
المقال الأصلي على فورين آفيرز Israel's Futile Air War مقال لروبرت أ. بابي أستاذ العلوم السياسية ومدير مشروع جامعة شيكاغو للأمن والتهديدات. وهو مؤلف كتاب 'القصف لتحقيق النصر: القوة الجوية والإكراه في الحرب'. على مدار الأسبوع الماضي، خاضت إسرائيل حملة جوية طويلة الأمد في إيران لتحقيق هدف، لم يسبق أن نجحت فيه أي دولة من قبل: إسقاط حكومة والقضاء على قدراتها العسكرية الأساسية باستخدام القوة الجوية وحدها. إن محاولة إسرائيل بلوغ هذه الأهداف الطموحة للغاية عبر حملة جوية وشبكات استخباراتية متقدمة، دون نشر قوات برية، هي محاولة لا سابقة لها في العصر الحديث، وحتى الولايات المتحدة لم تنجح قط في تحقيق مثل هذه الأهداف بالضربات الجوية وحدها، سواء خلال حملات القصف الاستراتيجي الواسعة في الحرب العالمية الثانية، أو في الحرب الكورية، أو حرب فيتنام، أو حرب الخليج، أو الحروب في البلقان، أو الحرب على العراق. وكذلك فشل كلٌّ من الاتحاد السوفيتي وروسيا في تحقيقها في أفغانستان والشيشان وأوكرانيا. أما إسرائيل نفسها، فلم تحاول أبداً تنفيذ مثل هذه الحملة في صراعاتها السابقة في العراق ولبنان وسوريا، وحتى في عمليتها الأخيرة في غزة. حققت إسرائيل، بوصفها القوة العسكرية الأقوى في الشرق الأوسط، العديد من النجاحات التكتيكية باستخدام الضربات الجوية الدقيقة والاستخبارات عالية المستوى منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. فقد تمكّنت قوات الدفاع الإسرائيلية من اغتيال قادة كبار في التنظيمات التابعة لإيران، بمن فيهم عدد كبير من قيادات حزب الله في المستويين المتوسط والعالي. وفي تبادل سابق لإطلاق الصواريخ في إبريل، دمّرت القوات الإسرائيلية مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وقدراتها الصاروخية. أما هجماتها الأخيرة على إيران، فقد أدّت إلى مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإسلامي، وتدمير أنظمة اتصالات حساسة للنظام، وإلحاق أضرار بأهداف اقتصادية مهمة، فضلًا عن إضعاف بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني. لكن، وعلى الرغم من استمرار إسرائيل في تحقيق انتصارات فردية، تبدو وكأنها تسقط في 'فخ القنابل الذكية'، ذلك الفخ الذي ينجم عن الإفراط في الثقة بالأسلحة الدقيقة والمعلومات الاستخباراتية، والذي لا يُغري فقط قادة البلاد بالاعتقاد، بأن بمقدورهم إيقاف اندفاعة إيران نحو امتلاك سلاح نووي، بل وحتى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، وإنما يجعل إسرائيل أقل أمنًا، مما كانت عليه. القوة الجوية مهما بلغت من دقة وشدة، لا تضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما أنها لن تمهّد الطريق لتغيير النظام في طهران. وفي الواقع، إذا كان التاريخ مرشدًا، فإن الإفراط في الثقة بقدرات الأسلحة المتطورة إسرائيليًا سيؤدي على الأرجح إلى تقوية عزيمة إيران، ويُفضي إلى نتائج معاكسة تمامًا، لما تريده إسرائيل: إيران أكثر خطورة، وربما مسلّحة بأسلحة نووية. ومن دون غزو بري، (وهو أمر مستبعد للغاية)، أو دعم مباشر من الولايات المتحدة، (والذي قد تُحجم إدارة ترامب عن تقديمه)، فإن النجاحات العسكرية الإسرائيلية في إيران وخارجها قد تكون مؤقتة وعابرة. قوة الضربة القاضية الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية لا تحرّكها الخشية، من أن تمتلك إيران القدرة على تصنيع سلاح نووي ــ ففي عام 2025، باتت إيران قادرة دون شك على إتقان التكنولوجيا التي مرّ عليها ثمانون عامًا، والمستخدمة في تصنيع أسلحة نووية بدائية كتلك التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي ـ بل تنبع من القلق، من أن إيران قد تكون على وشك الحصول على المادة الانشطارية الحاسمة اللازمة لصنع القنبلة. ويمكن لإيران، أن تطوّر هذه المادة بطريقتين: تخصيب خام اليورانيوم للوصول إلى نقاء النظائر المطلوب لصناعة قنبلة نووية، وذلك عبر مناجم خام اليورانيوم الإيرانية. تواجه إسرائيل ثلاثة عوائق رئيسية، تحول دون القضاء الكامل على البرنامج النووي والمنشآت ذات الصلة: أولاً: جزء كبير من البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم، يقع في أعماق الأرض. فالمرفق المتطور في منشأة فوردو محفور على عمق مئات الأقدام تحت الجبل، كما يجري بناء منشأة تحت أرضية جديدة في نطنز، على أعماق مماثلة، منذ عدة سنوات. وحتى الآن، لم تستهدف إسرائيل موقع فوردو إطلاقًا، واقتصرت هجماتها على نطنز، وعلى مرافق توليد الطاقة فقط، دون أن تحاول تدمير أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب المدفون على عمق 75 قدمًا تحت الأرض. لا توجد أدلة متوفرة تشير إلى أن لدى إسرائيل القدرة على حمل القنابل الضخمة الخارقة للتحصينات التي طوّرتها الولايات المتحدة، والتي تزن 30 ألف رطل، واللازمة لتدمير منشأة مثل فوردو بالكامل. ويُشير امتناع إسرائيل حتى عن استهداف الغرف تحت الأرضية الأقل تحصينًا في نطنز، إلى أنها تواجه قيودًا ــ قد تكون مفروضة من الولايات المتحدة، أو نابعة من محدودية قدراتها العسكريةــ حتى تجاه المنشآت الأضعف نسبيًا. ويبدو أن القادة العسكريين الإسرائيليين يدركون، أن أي عملية حاسمة ضد فوردو ستكون مستحيلة بدون دعم أمريكي، إذ أكّد وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، أن الولايات المتحدة 'ملزمة' بالانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني. ماذا لو انضمت الولايات المتحدة، بقنابلها الخارقة للتحصينات، إلى الهجوم؟ هل تستطيع إسرائيل فعلاً القضاء على برنامج الأسلحة الإيراني بهذا الدعم؟ حتى لو وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طلب جالانت بقصف فوردو، وحتى لو تمكنت قنابل الولايات المتحدة الضخمة الخارقة للتحصينات من اختراق أعمق غرف فوردو، فستظل الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان تحديات أكبر في القضاء على قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية. لن تكون هناك لحظة 'إنجاز المهمة' التي يمكن فيها للبلدين، أن يستنتجا بثقة مطلقة، أن إيران لا تستطيع المضي قدمًا سرًا، بل على العكس، فإن هجومًا بمساعدة الولايات المتحدة على منشآت إيرانية سيضع الولايات المتحدة فقط في مرمى نيران إيران النووية، بدلًا من حل المشكلة نهائيًا. ثانيًا: إضافة إلى منشآت التخصيب الإيرانية، يُمثل مفاعل بوشهر، الذي يقع على بُعد حوالي 11 ميلًا جنوب شرق مدينة بوشهر، تحديًا كبيرًا، حيث يُمكن تعديل المفاعل لإنتاج البلوتونيوم الذي يُمكن استخدامه في صنع الأسلحة النووية. لا يُمكن استبعاد هذا الخطر، ما دام المفاعل قائمًا، ولكن إذا دمّرته إسرائيل، فقد تُخاطر بانبعاث سحابة إشعاعية، تُشبه سحابة تشيرنوبيل فوق المدينة، التي يقطنها حوالي 200 ألف نسمة، وكذلك فوق المراكز السكانية في الخليج العربي. كما سيُثير ذلك ردًا صاروخيًا باليستيًا إيرانيًا انتقاميًا ضد مجمع المفاعلات النووية الإسرائيلية في ديمونا. أخيرًا: والأهم من ذلك، أنه وحتى بعد الغارات الجوية المكثفة على المنشآت النووية، سيظل هناك غموض كبير بشأن حالة العناصر المتبقية وقدرتها على إعادة التكوين. وبدون عمليات تفتيش ميدانية، لن تتمكن إسرائيل من إجراء تقييمات موثوقة للأضرار التي لحقت بقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم ومخزوناتها الحالية من اليورانيوم المخصب. ومن غير المرجح، أن تسمح إيران للمفتشين الدوليين، ناهيك عن الفرق الأمريكية أو الإسرائيلية، بتقييم الدرجة الدقيقة للضرر الذي لحق بمخزوناتها من اليورانيوم المخصب، أو تحديد ما إذا كانت المعدات أو المواد القابلة للاستخدام قد أُزيلت قبل الضربات أو بعدها، أو تحديد مواقع تصنيع مكونات إنتاج أجهزة الطرد المركزي المحلية المهمة في إيران. قد تحاول فرق الكوماندوز الاستطلاع الميداني، لكنها ستواجه مخاطر واضحة من هجوم القوات الإيرانية. هذا النقص في المعرفة، يعني أن إسرائيل- حتى بمساعدة الولايات المتحدة- لن تكون واثقة أبدًا، من أن إيران لم تعد تملك طريقًا إلى القنبلة. إن المخاوف بشأن امتلاك إيران للسلاح النووي سراً، سوف تتفاقم، مما يفسر المخاوف التي دفعت الولايات المتحدة في عام 2003، إلى شن حرب برية لغزو العراق، بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة. سوء تقدير تشير الإحصاءات المتوفرة حول مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بوضوح إلى استحالة تحقيق الهدف المعلن لإسرائيل، والمتمثل في تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل وبشكل دائم. حتى لو افترضنا، أن الضربات الإسرائيلية دمّرت فعليًا كل المواد المخصبة في منشأة نطنز، فإن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪، لا يزال موجودًا في فوردو. ووفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو، فإن هذا المخزون بلغ 408 كيلوجرامات، صعودًا من 275 كيلوجرامًا في فبراير، وهي كمية تكفي لإنتاج عشر قنابل نووية بعد أسابيع قليلة من التخصيب الإضافي، (إذ يتطلب تصنيع قنبلة واحدة نحو 40 كيلوجرامًا فقط). ما لم تكن الضربات الجوية قادرة على ضمان تدمير أكثر من 90٪ من هذا المخزون في فوردو ــ وهو هدف بالغ الصعوبة حتى لو شاركت الولايات المتحدة في المهمة ــ فإن إيران ستحتفظ بكمية كافية من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة على الأقل، وربما أكثر. هذا دون احتساب مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪، والبالغ 276 كيلوغرامًا، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين إضافيتين. ونظرًا لأن إيران تسارع في زيادة معدلات تخصيبها لليورانيوم بشكل كبير، فإن منعها تمامًا من إعادة بناء برنامجها النووي سيتطلب من إسرائيل تدمير جزء كبير من أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى منشآت تصنيع أجهزة الطرد المركزي، التي لم تُكشف مواقعها علنًا. ومع تسارع جهود إيران لإخفاء ما تبقّى من قدراتها، ستضطر الاستخبارات الإسرائيلية للاعتماد على تقديرات غير دقيقة ستزداد غموضًا مع مرور الوقت، في وقتٍ تكون فيه إيران مدفوعة بكل الحوافز لإعادة تشغيل منشآتها الباقية وتسريع سعيها لصنع سلاح نووي. الأنظمة الجديدة لا تسقط من السماء تُفسّر القيود التكتيكية التي تمنع إسرائيل من القضاء التام على القدرات النووية الإيرانية؛ سبب رغبتها في دفع الأمور نحو تغيير النظام، فإذا كانت الضربات الجوية غير كافية لتدمير القدرات النووية، فإن استبدال النظام الحاكم في إيران بحكومة جديدة قد يبدو، في نظر إسرائيل حلاً استراتيجيًا جذّابًا. وقد لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعلًا، إلى أن الحملة الجوية الإسرائيلية أضعفت النظام الإيراني إلى حد جعله عرضة لثورة شعبية. لكن تغيير النظام هو هدف مبالغ في طموحه، فمثل هذه المغامرة تتطلب أكثر من مجرد قطع رأس القيادة العليا للنظام، أو إزاحة المتشددين من مواقعهم، بل تستدعي تنصيب حكومة صديقة لإسرائيل، تكون مستعدة للتخلي عن بقايا البرنامج النووي الإيراني، وضمان عدم السعي مستقبلاً إلى امتلاك سلاح نووي. بكلمات أخرى، سيتعين على إسرائيل أن تحقق نسخة معاصرة مما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1953، عندما دبّرا انقلابًا عسكريًا، أطاح برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيًا محمد مصدق، واستبدلوه بنظام الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الغرب. لكن خلافًا لما حدث عام 1953، أو في انقلابات أخرى دُبرت من الخارج، فإن إسرائيل تسعى لاستخدام القوة الجوية كأداة رئيسية لإسقاط النظام الإيراني، بدلًا من الاعتماد على عناصر محلية من الجيش أو النخب السياسية. ومثل هذا النهج من المرجّح، أن يثير معارضة شعبية واسعة ضد التدخل الأجنبي، دون أن يؤدي فعليًا إلى تفكيك بنية النظام الإيراني. القوة الجوية حتى إذا اقترنت بشبكات استخباراتية متطورة، لم تُسقط يومًا نظامًا حاكمًا، فمنذ ولادة نظريات القصف الاستراتيجي في الحرب العالمية الأولى، كان بعض منظري سلاح الجو يؤمنون، بأن الحملات الجوية قد تُفضي إلى انتفاضات شعبية ضد الحكومات، وعلى مدار القرن التالي، جرّبت جيوش عدة قصف المدن المكثف لدفع المدنيين إلى مطالبة حكوماتهم بتقديم التنازلات ووقف الهجمات. لكن، في أكثر من 40 حالة قصف استراتيجي منذ الحرب العالمية الأولى حتى حرب الخليج الأولى عام 1991، سواء كانت الحملات مكثفة ومركزة أو خفيفة ومبعثرة، لم تخرج الجماهير أبدًا بأعداد مؤثرة لإسقاط حكوماتها. تغيير النظام هدف مبالغ فيه لم يغيّر اختراع الأسلحة الدقيقة قبل أكثر من ثلاثين عامًا هذه الحقيقة. وحتى مع القنابل الذكية عالية الدقة، فإن قتل القادة من الجو كثيرًا ما يعتمد على الحظ بقدر، ما يعتمد على الدقة والمعلومات الاستخبارية. ففي عام 1986، نفذت الولايات المتحدة أول محاولة لـ 'قطع الرأس' بدقة، مستهدفة الزعيم الليبي معمر القذافي، أصابت الغارة خيمة القذافي، لكنه كان قد غادرها للتو. وادعى القذافي، أن ابنته قُتلت في الهجوم، ما دفع ليبيا لاحقًا إلى تنفيذ هجوم انتقامي بتفجير طائرة 'بان آم 103' عام 1988، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين. كما حاولت الولايات المتحدة اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين بضربات جوية دقيقة أعوام 1991 و1998 و2003، على أمل أن تحقق الاستخبارات المتفوقة الهدف، لكنها فشلت في كل مرة. وحده الغزو البري الأمريكي أنهى حكم صدام. حتى عندما تؤدي القوة الجوية إلى قتل الزعيم، نادرًا ما تكون النتائج مباشرة أو محسومة. ففي عام 1996، قتلت روسيا الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف بصواريخ موجهة إلى إشارات الراديو، بعد أن تم تحديد موقعه أثناء مكالمة مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن، لكن خلفه زعيم جديد أكثر تطرفًا، سرعان ما طرد القوات الروسية من الشيشان، مما أدى إلى حرب برية دموية لإعادة فرض الحكم الموالي لموسكو بعد ثلاث سنوات. وقد نجحت القوة الجوية في تحقيق تغيير النظام في عصر الدقة فقط، عندما كانت مدعومة بقوات برية محلية، ضمن نموذج 'المطرقة والسندان'، كما فعلت الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001 وليبيا عام 2011 لإسقاط حكم طالبان والقذافي. وعلى عكس الولايات المتحدة، لا يبدو أن إسرائيل مستعدة أو قادرة على تنفيذ عمليات برية كبرى في إيران قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني. وأخيرًا، يكمن أكبر عائق أمام تنصيب حكومات صديقة في الشعور الشعبي أو النزعة القومية داخل البلد المستهدف. فالقومية تميل إلى التصاعد بسرعة، عندما تواجه الشعوب المحلية احتمال الخضوع لحكم أجنبي، خاصة إذا كان نتيجة تدخل عسكري خارجي، وهذا هو السبب الأساسي الذي جعل جهود الولايات المتحدة لتنصيب أنظمة ديمقراطية ظاهريًا في العراق وأفغانستان تُقابل بالإرهاب— ولماذا تواجه إسرائيل صعوبات مماثلة في غزوها العسكري الحالي لغزة. إن الضربات الجوية التي تستهدف قادة محليين، لا تؤدي إلا إلى تفاقم هذا الاتجاه. فعدم رضا السكان المحليين عن قياداتهم، مهما كان شديدًا، لا يعني أنهم يريدون أن يُحكموا، مباشرة أو غير مباشرة، من قبل قوة أجنبية مستعدة لقتل أي قائد، لا تتفق معه. ولعل إسرائيل تعلمت هذا الدرس من تجربتها الخاصة: فكلما قتلت قائدًا إرهابيًا، لم يكن خلفه يومًا أكثر ودًا تجاه إسرائيل. ولن تكون إيران استثناءً من هذه القاعدة. الوقوع في الفخ لا تستطيع القوة الجوية الإسرائيلية القضاء بشكل حاسم على البرنامج النووي الإيراني؛ إذ يمكن لإيران أن تعيد تجميع برنامجها سرًا من البقايا، بقدر أقل من الرقابة والمعلومات الاستخبارية الغربية حول تطوير الأسلحة. ولو كانت إسرائيل تملك خطة لتنفيذ انقلاب عسكري ضد الحكومة الإيرانية، لكانت قد شرعت فيها بالفعل. بدون تدخل أمريكي مباشر لصالحها، ستجد إسرائيل نفسها وحدها، دون خيارات جيدة، في مواجهة إيران أكثر خطرًا من أي وقت مضى. وكما يبدو الآن، فإن الصراع يتصاعد نحو 'حرب المدن' بين تل أبيب وطهران، حيث يهاجم الطرفان مناطق حضرية مكتظة بالسكان. ومع تزايد أعداد الضحايا المدنيين، سيزداد عناد الطرفين، مما ينذر بعواقب كارثية متزايدة. أما إدارة ترامب، فقد شجعت إسرائيل في حربها على غزة، وهددت بشن ضربات عسكرية على إيران، تسبق مفاوضات نووية، يبدو أنها لم تعد مطروحة على الطاولة، وبعد أكثر من عشرين عامًا، من شنها حربًا استباقية في العراق، قد تنضم الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل في إيران، لكن التدخل الأمريكي ليس أمرًا حتميًا. وإذا تصرفت إيران بضبط النفس، فقد يتمكن ترامب من مقاومة الانجرار إلى حرب جديدة لا تنتهي. تطلّب الأمر هجمات 11 سبتمبر، حتى تُقنع واشنطن بخوض حرب وقائية ضد العراق، وفي غياب استفزاز كبير، فإن قلة من القادة الأميركيين، خاصة من يهتمون بصورتهم مثل ترامب، سيرحبون بمغامرة جديدة كهذه. وفي هذه الحالة، ستبقى إسرائيل وحيدة في مواجهة احتمال حصول إيران سرًا على سلاح نووي. وفي النهاية، قد لا تجد إسرائيل مفرًا من وهم القنابل الذكية، أو من مستنقع جديد في الشرق الأوسط.


عالم المال
منذ 5 ساعات
- عالم المال
أسعار النفط تواصل الارتفاع بعد مخاوف تعطل الإمدادات من مضيق هرمز
واصلت أسعار النفط ارتفاعها في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، مدفوعة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، إذ أثارت الحرب الجوية المتواصلة بين إيران وإسرائيل مخاوف من تعطل إمدادات الخام، خاصة عبر مضيق هرمز الحيوي. أسعار النفط تواصل الارتفاع وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% لتصل إلى 76.80 دولارًا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.5% إلى 75.23 دولارًا للبرميل. وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة أمس الثلاثاء على ارتفاع بأكثر من 4% بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران إلى «الاستسلام غير المشروط»، بالتزامن مع دخول النزاع الإيراني الإسرائيلي يومه السادس، كما أكد ثلاثة مسؤولين أمريكيين إرسال واشنطن المزيد من الطائرات المقاتلة إلى المنطقة دعما لقواتها. وتتركز المخاوف في السوق على إمكانية تعطل الإمدادات من مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره قرابة خُمس صادرات النفط المنقولة بحرًا عالميًا. وقد شهدت المنطقة حادث تصادم بين ناقلتي نفط قرب المضيق يوم الثلاثاء أدى إلى اندلاع النيران، كما حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من تداخل إلكتروني يؤثر على أنظمة ملاحة السفن. وتُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك» بمتوسط إنتاج يبلغ نحو 3.3 ملايين برميل يوميًا. ويرى محللون أن الأعضاء الآخرين في المنظمة قد يستغلون طاقتهم الإنتاجية الفائضة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات الإيرانية. في الأثناء، يترقب المستثمرون نتائج اليوم الثاني لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث من المتوقع إبقاء معدلات الفائدة ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% – 4.50%، إلا أن محللين يرون أن استمرار النزاع في الشرق الأوسط قد يدفع الفيدرالي إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة، وربما اتخاذ خطوة مبكرة في يوليو، بدلا من سبتمبر كما تتوقع الأسواق حاليا. ويقول توني سيكامور، محلل الأسواق لدى IG، إن الفيدرالي قد يتجه نحو موقف أكثر ميلا للتيسير النقدي، كما حدث عقب هجوم «حماس» في 7 أكتوبر 2023، لكن ارتفاع أسعار النفط يمثل عاملا ضاغطا في الاتجاه المعاكس، إذ يهدد بخلق مصدر جديد للتضخم. وأفادت مصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأمريكي بأن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة تراجعت خلال الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير.