logo
الإمارات.. طريق الحرير الجديد

الإمارات.. طريق الحرير الجديد

البيان٠١-٠٥-٢٠٢٥

طريق الحرير هو إرث إنساني عميق الدلالة على روعة الحركة الإنسانية داخل فكرة الحياة والعزم على تطويرها والتنعّم بطيّباتها على الرغم من ضجيج الحروب وصليل السيوف، وهو طريق كان يمتد من جنوب شرق آسيا في الصين حتى يصل إلى أنطاكيا في تركيا عبوراً إلى البندقية في إيطاليا، مروراً بعشرات المدن الزاهرة التي كانت القوافل تجد فيها محطات استراحة وأسواقاً للبيع والشراء، مثل بُخارى وسمرقند وبغداد وجدّة ودمشق بحيث كانت تكتسب هذه المدن أهميتها التاريخية والاقتصادية من خلال وجودها على هذا الطريق، وبمقدار ما يتحرك الناس تجاهها كانت هذه المدن تكتسب أهميتها الاقتصادية وقيمتها الحضارية، وكم كان ابن بطوطة في رحلاته العجيبة يصف بعض المدن بأنها عامرة بالسكان والنشاط التجاري في إشارة منه إلى أن حركة الحياة في أي مدينة هي المؤشر الصحيح لعمق حضورها في المشهد الحضاري الجميل.
واستلهاماً لهذه اللحظات الزاهرة في أعماق التاريخ، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تغريدة فائقة الروعة والجمال والجاذبية احتفى فيها بما وصلت إليه دولة الإمارات من قوة الحضور العالمي على المستوى الاقتصادي والثقافي، والذي تجسّد في ثقة العالم بهذه الدولة التي تتمتع بنموذج فريد من الحياة جعل منها الدولة النموذج القادر على جذب الاستثمارات، وتحريك الناس تجاه دولة الإمارات التي يجدون في رحابها كل حقائق الأمان، وكل شروط البيئة المناسبة للاستثمار.
«أثناء جولتي اليوم في سوق السفر العربي في دبي، سوق سفر تشارك فيه 166 دولة و55 ألف متخصّص في قطاع السفر والسياحة العالمي»، ثقافة الجولة في حياة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هي من المعالم الراسخة في شخصيته منذ بواكير حياته، فقد كان شديد الملازمة لوالده طيّب الذكرى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي كان له برنامج ثابت يفتتحه بجولة صباحية يتفقد فيها شؤون العمل، ويطمئن من خلالها على مسيرة الحياة النشيطة في دبي، فكان هذا الدرس العملي من الدروس العميقة التي تعلمها صاحب السمو في مدرسة والده والتي ما زالت إرثاً يحرص عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويرسّخه تقليداً في إدارة شؤون الدولة، وها هو يستعيد تلك اللحظات المفعمة بالسعادة والفخر حين يتحدث عن سوق السفر العربي في دبي، الذي كان محطّ جولته في هذا اليوم، وكيف أن هذا السوق هو أحد المعالم الدالة على نشاط الحركة التجارية تجاه دولة الإمارات، حيث تشارك فيه مئة وست وستون دولة ويعمل فيه خمسة وخمسون ألف متخصّص في شؤون السياحة والسفر، مما يحمل دلالة قاطعة على حجم النجاح الذي وصلت إليه دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي بامتياز.
«بحمد الله استمرت دولة الإمارات في أداء سياحي غير مسبوق، وسجّلت رقماً قياسياً باستقبال 30.7 مليون سائح العام السابق، وبلغ إجمالي الإنفاق السياحي 250 مليار درهم، وستستقبل مطارات الدولة هذا العام أيضاً رقماً قياسياً يبلغ 150 مليون مسافر»، وتأكيداً على ما سبق من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد سموه على التميز السياحي الذي حققته دولة الإمارات في العام الماضي والذي تمثّل في استقبال أكثر من ثلاثين مليون سائح بلغ حجم إنفاقهم 250 مليار درهم ليكون ذلك إسهاماً ملحوظاً في الدخل القومي للدولة، بحيث تتحقق سياسة الإمارات الاقتصادية القائمة على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مدخول النفط، مما يشير إلى النضج الإداري الذي وصلت إليه الدولة بفضل قيادتها الحكيمة، وإصرارها على فتح النوافذ الاقتصادية المتعددة، وهو ما سيتم تحقيقه على نحو أوسع وبوتيرة أسرع في العام القادم، حيث سيتضاعف عدد القادمين إلى الدولة خمسة أضعاف ويصل إلى مئة وخمسين مليوناً، وهو ما يحمل معه كل تباشير الخير والسعادة والتقدم.
«هناك مقولة تقول: People vote with their feet أي أن الناس تُصوّت لك بحركتها، عندما يتحرك السياح تجاه دولتك، وينتقل رجال الأعمال نحو بلدك، ويضخ المستثمرون أموالهم في اقتصادك، نعلم أننا في الطريق الصحيح، ونعلم بأن نموذجنا ضمن الأفضل عالمياً»، وتعزيزاً للمنجزات التي ذكرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يستلهم صاحب السمو مقولة شهيرة تربط بين نجاح سياسة الوطن وقوة اقتصاده وعمق ثقة الناس به وبين إقبال الناس عليه من سياح ومستثمرين ورجال أعمال، فمتى أصبح الوطن وجهة لهذه الجموع الغفيرة فهذا هو الدليل الحقيقي على نجاح سياسته، ورسوخ مكانته بين دول العالم الذي يشهد تنافساً اقتصادياً متسارعاً لا يكاد ينجح فيه إلا الدول ذات المصداقية العالية، ولقد فازت دولة الإمارات بالقدح المُعَلّى، حيث يتوافد إليها ملايين السياح، ويتسابق المستثمرون إلى ضخ أموالهم في مشاريعها التي يعلمون أنها محل الثقة والأمانة والنجاح، ليكون ذلك شهادة صريحة وضمنية بأن هذه الدولة هي على الطريق الصحيح، وأن نموذجها الاقتصادي هو ضمن النماذج المتقدمة على المستوى العالمي.
«نهنئ أنفسنا ورئيسنا وشعبنا بأن بلادنا أصبحت وجهة للعالم وبشهادة العالم»، ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي هنّأ فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نفوسنا جميعاً، كما هنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهنّأ هذا الشعب الطيب النبيل الذي بفضل جهوده ومثابرته أصبحت بلاده وجهة للعالم وبشهادة من هذا العالم نفسه لتظل الإمارات دولة تكتب مسيرتها بمِداد الفخر والتقدم والإبداع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس السفر والسياحة العالمي: 228.5 مليار درهم إنفاق الزوّار الدوليين في الإمارات 2025
مجلس السفر والسياحة العالمي: 228.5 مليار درهم إنفاق الزوّار الدوليين في الإمارات 2025

الاتحاد

timeمنذ يوم واحد

  • الاتحاد

مجلس السفر والسياحة العالمي: 228.5 مليار درهم إنفاق الزوّار الدوليين في الإمارات 2025

رشا طبيلة (أبوظبي) كشف مجلس السفر والسياحة العالمي، أنه من المتوقع أن يحقق قطاع السفر والسياحة في الإمارات عاماً قياسياً آخر في عام 2025، لتصل مساهمة قطاع السفر والسياحة بالاقتصاد الوطني إلى 267.5 مليار درهم العام 2025، بنمو 4 % مقارنة بالعام الماضي، ليمثل ما نسبته 13 % من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات. أشارت بيانات تقرير «أبحاث الأثر الاقتصادي» السنوي الصادر من المجلس، أن إنفاق الزوّار الدوليين في الإمارات من المتوقع أن يصل إلى مستوى قياسي قدره 228.5 مليار درهم في عام 2025، بزيادة 37% عن ذروته السابقة في عام 2019، وبنمو 5% مقارنة بإنفاق الزوار الدوليين العام الماضي. وفيما يتعلق بالزوار والسياح المحليين، من المتوقع أن يصل إنفاقهم إلى مستوى قياسي العام الجاري بواقع 60 مليار درهم بنمو 47% مقارنة بالعام 2019، ما يؤكد قوة السياحة المحلية في الدولة. وبحسب البيانات، من المتوقع أن يصل إجمالي الوظائف في قطاع السياحة والسفر الإماراتي إلى 925 ألف وظيفة مع نهاية العام مقارنة مع 898.6 بنهاية 2024 بنمو 3%، أي بزيادة 27 ألف وظيفة جديدة. وأكد المجلس أن هذه الإنجازات تعكس ريادة دولة الإمارات في دفع عجلة الابتكار والاستدامة وسهولة الربط بين مدنها ومعالمها السياحية، مدعومةً بمبادرات مثل تطوير المدن الذكية، والبنية التحتية عالمية المستوى، والتركيز على تجارب الزوّار. وقالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس: «تستمر الإمارات في ريادتها بقطاع السفر والسياحة العالمي، حيث تُعد نموذجاً يٌحتذى به في دور رؤيتها الاستراتيجية في تحقيق النمو الاقتصادي من خلال مدنها الذكية المتطورة والضيافة الإماراتية الاستثنائية وسهولة أنظمة التأشيرات السياحية». وأكدت: «من خلال مبادرات مثل استراتيجية السياحة 2031، تبني الإمارات قطاعاً جاهزاً للمستقبل، يرتكز على الاستدامة والابتكار، فبفضل القيادة القوية والتعاون بين القطاعين العام والخاص، من المتوقع أن يُمثل عام 2025 فصلاً جديداً في قصة النجاح السياحي المتميزة للدولة». المساهمة بالناتج فيما يتعلق بنتائج العام الماضي، فبحسب بيانات المجلس، بلغت مساهمة قطاع السفر والسياحة بالاقتصاد الوطني 257.3 مليار درهم، وبلغ إجمالي الوظائف حتى نهاية 2024 نحو 898.6 ألف وظيفة، أي ما يقارب وظيفة واحدة من كل ثماني وظائف في الدولة. وبلغ إنفاق السياح الدوليين 217.3 مليار درهم، فيما وصل إنفاق السياح المحليين إلى 57.6 مليار درهم. دور محوري خلال ال 10 سنوات المقبلة، توقع المجلس أن يُسهم القطاع بنحو 287.8 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول عام 2035 أي ما يُمثل 10.4% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، ومن المتوقع أن تتجاوز القوى العاملة في القطاع مليون وظيفة، ما يُؤكد الدور المحوري للقطاع في التنويع الاقتصادي والنمو الوطني.

غرفة السياحة تحذر من العروض الوهمية للحج والتأشيرات غير النظامية
غرفة السياحة تحذر من العروض الوهمية للحج والتأشيرات غير النظامية

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

غرفة السياحة تحذر من العروض الوهمية للحج والتأشيرات غير النظامية

أكدت غرفة الشركات السياحية على أن رحلات نقل الحجاج المصريين إلى الأراضي المقدسة تسير بشكل منتظم، موزعين ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشيرة إلى هناك متابعة على مدار الساعة لرحلات نقل الحجاج بالتنسيق التام مع وزارة السياحة والآثار. متابعة وصول الحجاج وأضافت الغرفة في بيان لها اليوم، أن موسم الحج السياحي يسير حتى الآن بشكل منتظم وناجح، حيث تم تسكين آلاف الحجاج في مكة والمدينة ضمن برامجهم المعتمدة، في إطار منظومة شاملة تم الإعداد لها مسبقًا لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن. وشددت الغرفة على أهمية الالتزام الكامل بالضوابط والإجراءات الرسمية المنظمة لموسم الحج، خاصة ما أعلنته وزارة الحج والعمرة السعودية بشأن ضرورة حصول الحاج على تصريح نظامي لحج الداخل، أو تأشيرة حج معتمدة لحجاج الخارج، مؤكدة أن أي محاولات لدخول المشاعر المقدسة بدون هذه التصاريح تعد مخالفة صريحة يعاقب عليها النظام السعودي. إجراءات مشددة لمخالفين نظام الحج وأشادت الغرفة بالإجراءات السعودية المشددة هذا العام لمواجهة الحج غير الرسمي وغير النظامي وهي إجراءات غير مسبوقة نجحت حتى الآن في الحد من وقوع أي مخالفة أو محاولة للحج دون تصريح رسمي، موضحة أن تلك الإجراءات السعودية تستهدف بالمقام الأول صالح الحجاج وراحتهم وسلامتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم الأراضي المقدسة كما أنها تبشر بموسم حج ناجح ومتميز يحقق صالح وأمن وسلامة ضيوف الرحمن من كافة الجنسيات. وحذرت الغرفة جموع المواطنين من الإنسياق وراء العروض غير الرسمية للحج أو محاولات السفر دون تصريح الحج النظامي، لما تمثله من مخالفة قانونية تعرض الحاج للمساءلة وتؤثر سلبًا على الجهود المبذولة في تنظيم الموسم. موضحة أنها نظمت حملة موسعة هذا العام للتحذير من السفر بالطرق غير الرسمية للحج أو الوقوع في براثن السماسرة والكيانات غير الشرعية حرصا علي صالح المواطنين. وأكدت الغرفة استمرار تنسيقها الكامل مع كافة الجهات المعنية في مصر والمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها وزارة السياحة والآثار، وسفارة المملكة بالقاهرة، ومكاتب شؤون الحج، والجهات التنظيمية، لضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتأمين راحتهم وسلامتهم منذ لحظة مغادرتهم وحتى عودتهم بسلامة الله إلى أرض الوطن.

وصول أولى قوافل الحج  السياحي  القادمين برًا إلى الأراضي المقدسة
وصول أولى قوافل الحج  السياحي  القادمين برًا إلى الأراضي المقدسة

البوابة

timeمنذ 4 أيام

  • البوابة

وصول أولى قوافل الحج السياحي القادمين برًا إلى الأراضي المقدسة

استقبلت الأراضي المقدسة أولى قوافل حجاج السياحة المصريين القادمين عبر المسار البري، إيذانًا ببدء موسم الحج لعام 1446هـ، وذلك وسط استقبال حافل يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والسعودي، وحرص الجهات المعنية على توفير أجواء روحانية وتجربة متميزة للحجاج منذ لحظة الوصول. وكان في استقبال الحجاج عدد من ممثلي مجموعة الطوافة والجهات المشرفة على خدمة الحجاج من مصر، حيث أقيمت مراسم استقبال خاصة تخللتها الورود، ومياه زمزم المبردة، والهدايا الرمزية، في مشهد يعكس كرم الضيافة السعودية وحفاوة الاستقبال. وقد عبّر الحجاج المصريون عن سعادتهم وامتنانهم لما لمسوه من اهتمام وتنظيم وخدمات متميزة، وهو ما يعكس التقدم المستمر في منظومة الحج بالمملكة. دمنهوري: نعتز بثقة الحجاج المصريين من جانبه، أكد محمود دمنهوري، مستشار مجموعة الطوافة، أن استقبال الحجاج المصريين يأتي ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تقديم أعلى مستويات الخدمة والرعاية لضيوف الرحمن، بالتنسيق الكامل مع كافة الجهات ذات الصلة. وقال: 'نعتز بثقة الحجاج المصريين، ونعمل بكل جدية لضمان سلاسة الإجراءات وجودة الخدمات، بما يعكس روح المسؤولية والمكانة التي يحظى بها هذا الموسم المبارك.' استقبال المصريين في رحلتهم الإيمانية ، أعرب علي بندقجي، رئيس مجلس إدارة شركة 'الماسية لخدمة الحجاج'، عن ترحيبه الحار بأفواج الحجاج المصريين، قائلاً:'نُرحب بأهلنا من مصر الغالية، ونفخر بأن نكون جزءًا من رحلتهم الإيمانية. لقد قمنا بتوفير جميع الإمكانات البشرية واللوجستية لضمان راحة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة حج تليق بمكانة الفريضة وقدسية الزمان والمكان.' ويأتي هذا الاستقبال في إطار حرص المملكة العربية السعودية على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والتأكيد على أن موسم الحج هو مناسبة روحانية وإنسانية سامية تتطلب أعلى درجات الجاهزية والتنظيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store