logo
صراع وجود: إيران وإسرائيل في لحظة الحسم

صراع وجود: إيران وإسرائيل في لحظة الحسم

«أساس ميديا»
لم تعد المواجهة بين إيران وإسرائيل حرباً بالوكالة أو صراعاً عبر التصريحات والضغوط الدولية وحسب، بل تحوّلت إلى حرب مباشرة مفتوحة، تهدّد وجود أحد الطرفين، إن لم يكن وجود كليهما.
في قلب هذه المواجهة، يقف صراع وجودي مزدوج: إسرائيل ترى في إيران تهديداً وجوديّاً دائماً، فيما ترى طهران أنّ أيّ استهداف حقيقي لبرنامجها النووي هو تهديد مباشر لبقاء نظام 'الجمهورية الإسلامية'.
تعتبر إسرائيل أنّ امتلاك إيران لقدرات نوويّة يهدّد وجودها ويفتح الباب أمام تغيير جذري في ميزان القوى الإقليمي، وقد يدفع دولاً أخرى (كالسعودية وتركيا) للسير في الاتّجاه ذاته.
لكنّ التهديد ليس نوويّاً فقط، بل يشمل منظومة النفوذ الإيراني في المنطقة: من 'الحزب' في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، فالميليشيات في العراق وربّما في سوريا، التي ترى فيها إسرائيل أذرعاً جاهزة للهجوم من أكثر من جبهة. وبعد الهجمات الصاروخيّة الإيرانية أصبحت إسرائيل أكثر قناعة بضرورة تفكيك البرنامج الصاروخيّ البالستيّ وعدم الاكتفاء بتفكيك البرنامج النووي فقط.
الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران جاءت لمنع اقتراب طهران من 'العتبة النوويّة'. لكنّها لم تكن ضربة تكتيكية فحسب، بل رسالة استراتيجية مفادها أنّ السماح لإيران بالتحوّل إلى قوّة نووية غير وارد، حتّى لو أدّى إلى حرب شاملة.
إيران تدافع عن النّظام
من جهتها، لا تخوض إيران هذه الحرب لحماية اليورانيوم أو المفاعلات فحسب، بل وللدفاع عن بقاء النظام السياسي ذاته. فالبرنامج النووي بات أحد أهمّ مصادر الشرعية الوطنية والإقليمية، وأيّ تراجع فيه سيُعدّ خضوعاً وضعفاً داخلياً، قد يُشجّع حركات الاحتجاج، ويُحرّك انقسامات داخل المؤسّسة السياسية، خصوصاً في مرحلة ما بعد المرشد خامنئي.
ردّ طهران العنيف على الهجوم الإسرائيلي، عبر مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، يؤكّد أنّ النظام يرى نفسه محاصراً في معركة مصيرية، ويدرك أنّها قد تكون فرصة لاستعادة الردع أو بداية نهاية تدريجيّة.
للمرّة الأولى منذ الثورة الإيرانية، يخوض الطرفان مواجهة مباشرة لا تتعلّق بالبقاء السياسي فقط، بل والردع العسكري. إسرائيل تريد القضاء على التهديد الإيراني قبل أن يتجذّر، وطهران تدافع عن عمقها الاستراتيجي ورمزيّتها الثورية ونظامها الديني.
تنسيق أميركي خليجي؟
النتيجة: حرب لا يستطيع أيّ من الطرفين حسمها سريعاً، ولا تحمل أيّ ضمانة لعدم الانزلاق إلى صراع شامل يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط. على الرغم من أنّ واشنطن لم تُشارك بشكل مباشر في الضربة الأخيرة، فإنّ بصمتها السياسية واضحة في كلّ تفاصيل المواجهة.
أعطت إدارة دونالد ترامب الثانية إسرائيل ضوءاً أخضر سياسيّاً، ضمن سياق استعادة الردع الإقليمي، وتأكيد الانسحاب الكامل من اتّفاق 2015. في الوقت نفسه، تعمل واشنطن على منع الانفجار الشامل: تُنسّق مع الخليج لضبط الإيقاع، وتُحاور أوروبا لاحتواء التصعيد، وتراقب من بعيد إمكان استغلال الصين وروسيا لهذا الفراغ لتوسيع نفوذهما في المنطقة.
مع استمرار الحرب، تواجه الولايات المتّحدة تحدّياً مزدوجاً: الحفاظ على أمن إسرائيل، ومنع اندلاع حرب إقليمية شاملة قد تُخرج الوضع عن السيطرة في العراق وسوريا ولبنان. تحاول الولايات المتّحدة أن تلعب دور الحكَم غير الظاهر، لكنّها تبقى الطرف القادر على ترجيح كفّة الحلّ أو الحسم. الضربات العسكرية قد تتوقّف، لكنّ صراع الوجود مستمرّ.
في هذه المرحلة، كلّ جولة ليست سوى فصل من حرب أطول، لا تُحدَّد نتيجتها بقدرات الصواريخ فقط، بل بمدى قدرة كلّ طرف على الصمود السياسي والاقتصادي والمعنوي. سيناريو الحلّ واضح: العودة إلى المسار الدبلوماسي والمفاوضات بين إيران وأميركا، بعدما تكون إسرائيل وجّهت ضربة عسكرية قويّة للنظام وابتكاره النووي. ويمكن للرئيس ترامب أن يظهر بدور المنتصر من دون إرسال قوّة أميركية والانخراط بحرب جديدة.
موفق حرب

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصعيد غير مسبوق والمواجهات تتوسع أكثر.. الحرب الإسرائيلية الإيرانية تشتد في يومها الرابع
تصعيد غير مسبوق والمواجهات تتوسع أكثر.. الحرب الإسرائيلية الإيرانية تشتد في يومها الرابع

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

تصعيد غير مسبوق والمواجهات تتوسع أكثر.. الحرب الإسرائيلية الإيرانية تشتد في يومها الرابع

وأطلقت إيران عددا من الصواريخ مساء اليوم، وذلك عقب استهداف مبنى التلفزيون الإيراني. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى رصد صاروخ سقط في محيط مدينة صفد في الجليل الأعلى. وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تدمير طائرتين إيرانيتين F14 في مطار طهران، ومركز للاتصالات تابع للحرس الثوري الإيراني. وأفادت 'العربية' بسقوط صاروخ في محيطة مدينة صفد في الجليل الأعلى. إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن قصفاً إسرائيلياً طال مصنعاً للطائرات الهليكوبتر بساحة آزادي في طهران، فيما تم تفعيل الدفاعات الجوية في منشآت أصفهان النووية. وأعلنت وكالة أنباء 'فارس' الإيرانية، الإثنين، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مسيّرة أميركية من طراز MQ-9 فوق أجواء محافظة إيلام غرب البلاد. وأكد معاون محافظ إيلام أن الطائرة تابعة للجيش الأميركي، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا مباشرا في التوتر الإيراني–الأميركي. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة دهلران جنوب غربي البلاد. وأوضح محافظ دهلران أنه 'تم حتى الآن إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في أجواء المحافظة من قِبل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية'. جاء ذلك بعد ساعات من سماع دوي انفجارات غرب طهران، لم تُصدر السلطات الإيرانية بشأنها أي توضيح رسمي، فيما أفادت تقارير إعلامية بأنها ناجمة عن ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت أمنية. وتتزامن هذه التطورات مع الإعلان عن ضبط ورشة سرية مكوّنة من ثلاثة طوابق في منطقة 'الري' جنوب طهران، قالت السلطات الإيرانية إنها كانت تستخدم لإنتاج المتفجرات والطائرات المسيّرة، حيث جرى ضبط أكثر من 200 كلغ من المواد المتفجرة ومنصات إطلاق وأجهزة إلكترونية. في الداخل الإيراني، أعلنت وسائل إعلام رسمية اعتقال العشرات ممن وُصفوا بـ'الجواسيس والمخرّبين' المرتبطين بإسرائيل، فيما توعد رئيس السلطة القضائية بعقوبات 'سريعة وقاسية'، مشدداً على أن أي تعاون مع 'العدو الإسرائيلي' سيواجه بأحكام تصدر فوراً وتُنفّذ علنًا. وفي تصعيد متبادل للخطاب، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الإثنين، بتدمير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، مطالبًا بإخلاء المنطقة المحيطة بمقرها في شمال شرق طهران. وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مبنى الهيئة، ما تسبب بارتجاجات قوية أثناء بث مباشر، وفق مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل. من جانبها، ردّت إيران بإصدار الحرس الثوري تحذيرًا لسكان تل أبيب دعاهم فيه إلى مغادرة المدينة فورًا، معلنًا الاستعداد لـ'حرب طويلة وشاملة'. وقال مستشار قائد الحرس إن 'العالم سيرى ابتكارات جديدة في المعركة خلال الأيام المقبلة'، في وقت أكدت فيه مصادر إيرانية أن ما أُطلق من صواريخ ومسيرات حتى الآن 'مجرد مزحة'، وأن 'الرد الحقيقي لم يبدأ بعد'. وعلى الصعيد الدولي، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة ميدانيًا ودبلوماسيًا، حيث بدأت حاملة الطائرات الأميركية 'يو إس إس نيميتز' التوجه غربًا من بحر الصين الجنوبي نحو الشرق الأوسط، بعد إلغاء زيارة كانت مقرّرة إلى فيتنام. وأفاد مسؤولان أميركيان بأن الجيش نقل عددًا كبيرًا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، 'لتوفير خيارات أمام الرئيس دونالد ترامب'. وفي هذا السياق، شارك ترامب في قمة مجموعة السبع في كندا، حيث قال إن استعداد إيران للتفاوض يُعدّ 'إشارة إلى نيتها خفض التصعيد'، مضيفًا: 'لكن إيران لن تفوز بهذه الحرب، ويجب أن تتفاوض فوراً قبل فوات الأوان'. وأشار إلى أنه منح إيران مهلة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق نووي، 'لكنهم تجاوزوها'، مكررًا دعوته لطهران وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق 'قريبًا'، على غرار ما حدث بين الهند وباكستان.

أميركا تتحرك… طائرات تزويد بالوقود وحاملة إلى الشرق الأوسط!
أميركا تتحرك… طائرات تزويد بالوقود وحاملة إلى الشرق الأوسط!

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

أميركا تتحرك… طائرات تزويد بالوقود وحاملة إلى الشرق الأوسط!

غادرت حاملة الطائرات الأميركية 'يو إس إس نيميتز' صباح الإثنين مياه بحر الصين الجنوبي، متجهة غربًا نحو منطقة الشرق الأوسط، في ظل التصعيد القائم بين إسرائيل وإيران. وبحسب بيانات موقع 'Marine Traffic' لتتبع حركة الملاحة، بدأت 'نيميتز' تحركها غربًا بعد إلغاء زيارة كانت مقررة هذا الأسبوع إلى مدينة دانانغ في وسط فيتنام. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الاستقبال الرسمي الذي كان مرتقبًا في 20 حزيران أُلغي، عقب إبلاغ السفارة الأميركية في هانوي الجهات الفيتنامية بـ'متطلبات عملياتية طارئة' حالت دون تنفيذ الزيارة. وكانت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات 'نيميتز' قد نفذت في الأسبوع الماضي عمليات أمنية بحرية في بحر الصين الجنوبي، في إطار ما وصفته قيادة الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ بأنه جزء من الوجود الروتيني للبحرية الأميركية في منطقة الهندو-باسيفيك. وأظهرت بيانات حركة الملاحة صباح الاثنين أن 'نيميتز' تتجه غربا نحو الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران. ومن جهتهما، كشف مسؤولان أميركيان لوكالة 'رويترز'، الإثنين، أن الجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، في خطوة تهدف إلى توفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط. وأكد المسؤولان أن حاملة الطائرات الأميركية 'نيميتز' تتجه نحو الشرق الأوسط، وسط تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، إلا أن أحدهما أوضح أن التحرك المتعلق بالحاملة تم التخطيط له مسبقا. وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الخليج والمنطقة الإقليمية برمتها توترا متزايدا، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة قد تشمل أطرافا دولية. (سكاي نيوز)

سكاي نيوز عربية: مسؤولون أميركيون: لن ننضم لإسرائيل في ضرب إيران
سكاي نيوز عربية: مسؤولون أميركيون: لن ننضم لإسرائيل في ضرب إيران

تيار اورغ

timeمنذ 2 ساعات

  • تيار اورغ

سكاي نيوز عربية: مسؤولون أميركيون: لن ننضم لإسرائيل في ضرب إيران

سكاي نيوز عربية: قال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي بي إس" الإخبارية، إن "الولايات المتحدة لن تنضم إلى إسرائيل هجوميا في عمليتها العسكرية ضد إيران". ورغم التقارير التي تفيد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من مجلس الأمن القومي وغرفة العمليات الاستعداد، فقد قيل لـ"سي بي إس" إن أعضاء مجلس الأمن القومي على أهبة الاستعداد على مدار الساعة، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران. كما قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، إن إدارة ترامب أبلغت عدة حلفاء في الشرق الأوسط، الأحد، أنها لا تنوي التدخل الفعال في الحرب بين إسرائيل وإيران ما لم تستهدف طهران الأميركيين. واستقى "أكسيوس" معلومته من مصدرين مطلعين في الشرق الأوسط. وأثار ترامب جدلا كبيرا بشأن مشاركة أميركية محتملة في الضربات الإسرائيلية على إيران، عندما قال في منشور على منصة "تروث سوشال"، الإثنين، إن "على سكان طهران إخلاء المدينة فورا". لكن بعد المنشور، قال الناطق باسم البيت الأبيض أليكس فايفر إن القوات الأميركية تحافظ على "وضعية دفاعية" في الشرق الأوسط. وأضاف فايفر على منصة "إكس": "سندافع عن المصالح الأميركية" في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store