
المهرجانات الثقافية بالعراق.. نشاطات تقليدية تخلو من حماسة الجمهور
شفق نيوز/ تهدف المهرجانات الثقافية والاجتماعية، التي تقيمها وزارة الثقافة والمؤسسات المرتبطة بها وبعض الجهات المعنية، الى تفعيل الجوانب الثقافية ونشر الوعي بين الفئات الاجتماعية، لما للثقافة من دور أساسي في سلوك الفرد والمجتمع.
ويؤشر ذلك أهمية الثقافة وأهدافها وضرورة تفعيلها، وهذا ماتسعى له العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، عبر اقامة المهرجانات الخاصة بالأدب والمسرح والنقد والسينما والتشكيل وغيرها.
وبهذا الصدد يقول المتحدث باسم وزارة الثقافة العراقية أحمد العلياوي، ان "هناك أنشطة ثقافية ومهرجانات أدبية وفنية تقيمها الوزارة او الدوائر المرتبطة بها وعددها 22 دائرة، تضم قطاعات الثقافة والسياحة والآثار".
ويضيف في تصريح لوكالة شفق نيوز، ان "الوزارة تقيم سنويا عدد من المهرجانات والفعاليات المسرحية والمعارض التشكيلية، فضلا عن تكريم الشخصيات الثقافية وتنظيم جائزة الابداع العراقي"، مؤكدا ان "جميع الفعاليات الادبية والفنية تحظى باهتمام الأوساط الثقافية وتتصدر المشهد بشكل دائم".
ويشير العلياوي الى "وجود أنشطة اخرى تقيمها المؤسسات الثقافية والفنية غير المرتبطة بالوزارة"، موضحاً أن "دور وزارة الثقافة بهذه الانشطة يتلخص في الإشراف والدعم والمساندة، لأن جميع هذه الأنشطة تصب في خدمة الثقافة العراقية".
ويلفت الى "حضور وزارة الثقافة في اغلب الانشطة والفعاليات التي تقيمها المؤسسات المختلفة، ومنها معرض الكتاب والمعارض التشكيلية ومهرجانات الشعر والمسرح والسينما والندوات النقدية والفكرية".
مهرجانات بلا جمهور
وعلى الرغم من تعدد المهرجانات وتنوع الفعاليات إلا أن الجمهور، وهو الجهة المستهدفة بجميع الانشطة، يكون غائبا ويقتصر الحضور على المعنيين فقط من أدباء وشعراء ونقاد متخصصين.
وعن ذلك يقول عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الشاعر والناقد محمد الكعبي لوكالة شفق نيوز، ان "ظاهرة غياب الجمهور عن حضور الأنشطة الثقافية قديمة ولها مسببات عدة"، مستدركا بالقول: "كانت الاحتفاليات التي تقام في الزمن السابق تحتفي بالسلطة ولاتطرح هموم الواقع ولا تؤشر خلل المرحلة، ولم يساهم المثقف الا في حدود ضيقة، بالبحث عن حلول معرفية للخروج من المأزق الذي خضع له المجتمع العراقي منذ تسعينيات القرن الماضي".
وينوه إلى "دور تعدد الجهات والمنظمات التي تقيم الانشطة والفعاليات الثقافية في مقاطعة الجمهور لهذه الجهة أو تلك، لأن الذهنية لم تتخلص بعد من التفكير السلبي الذي يربط الأنشطة الثقافية بالأهداف السياسية، مع أن بعضها صحيح بالطبع"، موضحا ان "الحضور النخبوي هو الآخر عاجز عن إيصال رسائل معرفية وفنية الى القطاعات الاجتماعية العامة او حتى الى الاوساط الجامعية لتنمية الوعي الشبابي وتطوير عقولهم بدل الدوران في الفراغ والسقوط في منشورات السوشيال ميديا التي لا نهاية لها".
ثقافة النخبة.. "الانغلاق" يبعد الجمهور
بدوره يوضح الفنان التشكيلي محمد المطيري، أن "الثقافة بشكل عام تختص بالنخب الثقافية كل حسب اختصاصه، فالشعراء يحضرون المهرجانات الشعرية، ويتابع المسرحيون باهتمام مهرجانات المسرح وما يتعلق بها، فيما يهتم التشكيليون بمعارض الفن التشكيلي".
ويلفت الفنان المطيري، في حديثه لوكالة شفق نيوز، الى "عدم انفتاح النخب الثقافية من مختلف الاختصاصات على الثقافة بمفهومها العام وانغلاق المثقفين والأدباء والفنانين على اختصاصاتهم وحسب".
ويؤكد، ان "هذا الانغلاق ينسحب بدوره على الجمهور، فهواة الشعر مثلا يواظبون على حضور المهرجانات الشعرية، ولا تعنيهم الفعاليات الاخرى"، مبينا ان "ثمة رابط يمكن أن يلتقي فيه الجميع، وهو معرض الكتاب الدولي، لأن المعرض يسد حاجة الجميع من المعرفة والعلوم، ويحضره فنانون وأدباء وكتّاب وأكاديميون وطلاب".
تكرار ممل يطرد الجمهور
من جهته يبين الفنان المسرحي زكي الجابر، أن "تكرار الموضوعات والشخصيات والأنماط التقليدية المتبعة في تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية، يلعب دورا في مقاطعة الجمهور للأنشطة الثقافية"، منوها الى ان "التكرار امر ممل حتى للمتخصصين أنفسهم، وهو مايفسر خروج كثير من الحاضرين عن قاعة الندوة للتدخين او اجراء مكالمات هاتفية أو تبادل الأحاديث فيما بينهم، ويتركون القاعة شبه فارغة".
ويضيف الجابر في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "اقامة المهرجانات والندوات غالبا في أماكن مغلقة يعد سببا مهما وراء غياب الجمهور، فضلا عن عدم اختيار الزمن المناسب لإقامة النشاطات والفعاليات، او تقارب الفترة الزمنية بين مهرجان وآخر".
ويشدد على ضرورة "إعداد دراسة مسبقة لاقامة الانشطة الثقافية لاختيار المكان والزمان المناسبين وتحديد الموضوعات الجديدة التي تجذب انتباه شرائح اجتماعية عديدة، اضافة الى عدم تكرار الشخصيات في المهرجانات والملتقيات وتوجيه دعوات لشخصيات للمشاركة بهذا النشاط او ذاك، شرط ان يتم اختيارهم على وفق منهج علمي مدروس".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

شفق نيوز
منذ 17 ساعات
- شفق نيوز
"ثورة ناعمة" على سفين في اربيل.. نساء يتسلقن الجدران الجيرية كسرا للتقاليد (صور)
شفق نيوز/ في ظل جبل سفين في اربيل، تنكشف ثورة هادئة ولكن حازمة ليس من خلال الاحتجاجات أو السياسة، ولكن من خلال النساء اللواتي يربطن الحبال، ويتشبثن بالجدران الجيرية، ويتسلقن إلى ارتفاعات غير مستكشفة. لا تزال رياضة تسلق الصخور في أربيل في بداياتها مقارنةً بمناطق أخرى في إقليم كوردستان، مثل السليمانية، حيث ثقافة تسلق الجبال أكثر تطورًا وتنظيمًا، لكن مجموعة صغيرة من المتسلّقات لا يقتصر دورهن على تسلق الصخور، بل يتجاوزنه لكسر الحواجز أيضًا. من بينهن مينا أياد، المتسلقة الشابة المتدربة احترافيا، وأصبحت من أوائل الشخصيات النسائية المعترف بها في مجتمع تسلق الجبال الناشئ في أربيل. تقول مينا لوكالة شفق نيوز: "انضممتُ لأول مرة إلى تدريب التسلق والإنقاذ الذي يقدمه اتحاد تسلق الجبال الكوردستاني عام 2022، من بين جميع المشاركات، كانت هناك ثلاث نساء فقط وكنتُ واحدةً منهن، حطمتُ الرقم القياسي في وقت الإنقاذ". منذ ذلك الحين، شاركت مينا في تدريبات متقدمة على التسلق، بل وحتى في تسلق الجليد والإنقاذ، لكن الرحلة لم تكن دائمًا سلسة، تقول: "توقفت عن التسلق لفترة لأنني كنت الأنثى الوحيدة في المجموعة، شعرتُ بالعزلة". لم يمنعها ذلك من العودة بعزيمة أكبر، تتدرب مينا الآن أسبوعيًا مع فريق تسلق اتحاد متسلقي الجبال في أربيل، إلى جانب متسلقات أخريات مثل هداية آزاد، 25 عامًا، التي انضمت إلى الفريق عام 2024 بعد تجربة تسلق غيّرت حياتها في وادي الموسيقى. تتذكر هداية بالقول: "التقيت بمينا على جبل سفين، وعلمتني كيفية التسلق، شعرت بتدفق هائل من الأدرينالين، فسألتها على الفور متى سنعود لنتسلق؟ ومنذ ذلك الحين، أتسلق أربع مرات أسبوعيًا". تتدرب هداية ومينا لتصبحا متسلقتين رئيسيتين، مع التركيز على تقنيات التثبيت وتثبيت المرساة والإنقاذ، كما تسعيان للحصول على شهادة كمرشدتين في التسلق، ليس فقط لرياضة التسلق، بل لبناء جيل جديد من المتسلقات. ويوجد في أربيل حاليًا موقعان رسميان للتسلق، وهما "ربن بويا"، الذي تم تطويره في عام 2010، و"مسارات وادي الموسيقى" بالقرب من جبل سفين، التي تم إنشاؤها في عام 2019. ووفقًا لسيامند جعفر، المتسلق المخضرم ورئيس قسم التعليم في مركز أربيل لاتحاد تسلق الجبال الكوردستاني، فإن هذه المواقع آمنة ولكنها لا ترقى إلى المعايير الدولية بعد. يؤكد سيامند لوكالة شفق نيوز: "بدأت رياضة التسلق في أربيل رسميًا بأول تدريب لنا عام 2022، ومنذ ذلك الحين، قمنا بتكوين فرق إنقاذ وتقديم دورات تسلق الصخور والجليد، لكن التحديات لا تزال قائمة، ولا سيما في توفير التمويل اللازم لتطوير هذا القطاع". وبالنسبة للعديد من النساء، لا تزال الضغوط المجتمعية تُشكّل عائقًا كبيرًا، حيث تشير مينا الى ان "بعض العائلات تتردد في السماح لبناتها بالتسلق، يعتقدن أنه أمرٌ خطيرٌ للغاية أو غير مناسب، لكن بمجرد أن تختبريه الأدرينالين، والثقة بالنفس، والتقنية تُدركين كم يُمكّنكِ ويرفع معنوياتكِ." يوافق سيامند هذا الرأي قائلاً: "لا يزال مجتمعنا يتمسك بآراء تقليدية حول مشاركة المرأة في الأنشطة الخارجية والجبلية، لكننا نعمل جاهدين لتغيير ذلك، نحتاج إلى المزيد من المتسلقات، ونشجعهن دائمًا على الانضمام لأن المرأة نصف المجتمع". تتدرب مينا وزميلاتها بانتظام في جدار التسلق في حديقة البيشمركة في أربيل وفي وادي الموسيقى، خلف جبل سفين. توضح هداية: "إنه أمر مخيف عندما تنظر للأعلى وأنت تتسلق، لكن عليك أن تدرب عقلك على الثقة بجسدك ومعدّاتك، تكتشف في جسدك أشياء لم تتوقعها أبدًا، يجعلك ذلك تشعر وكأنه لا حدود لك، وكأنك تطير." واحدى العوائق الرئيسية هي التكلفة، فمعدات التسلق باهظة الثمن، وتطوير المسارات يتطلب استثمارًا كبيرًا مثل البراغي، والمراسي، وأدوات السلامة، والتدريب. ويتدرّب اتحاد تسلّق الجبال الآن ثلاث مرات في الأسبوع، وتُجرى حاليًا خطط لزيادة التعليم في مجال التسلّق، وتهيئة المزيد من المسارات بشكل رسمي، واستضافة مسابقات وفعاليات دولية في المستقبل. قال سيامند: "جبال كوردستان تتمتع بإمكانيات هائلة، جبل سفين وحده قادر على استضافة العشرات من مسارات التسلق عالمية المستوى، لكننا نحتاج إلى الدعم والأدوات والتمويل والتوعية المجتمعية" وأضافت هداية: "لطالما عاش الكورد في الجبال، وهذا يمنحنا أفضلية. يمكن أن تصبح كوردستان من أفضل الأماكن في العالم لتسلّق الجبال. نحن فقط بحاجة إلى الاستثمار فيها." بالنسبة لمينا، لا يقتصر حلمها على تحقيق إنجاز شخصي فحسب حيث تقول: "أريد الوصول إلى المستوى الذي يُمكّنني من تمثيل وطني في مسابقات التسلق الدولية، بل أكثر من ذلك، أريد بناء ثقافة تسلق آمنة وشاملة وقوية، حيث تشعر النساء بالانتماء."


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
مبدعون عراقيون يشاركون في معرض روسي (صور)
شفق نيوز/ شارك ستة من أبرز الخطاطين العراقيين بمعرض "رحلة الحرف العربي من العراق إلى روسيا" في مدينة قازان. وافتتح المعرض الفني في متحف الثقافة الإسلامية بمسجد "قول شريف" ضمن فعاليات منتدى قازان، في السادس عشر من مايو/أيار. ويقام المعرض للمرة الأولى في روسيا، بتنظيم مشترك بين البيت الروسي في العراق ووزارة ثقافة تتارستان، وبمشاركة نخبة من الخطاطين العراقيين، وفقاً لما نقله موقع "روسيا اليوم". وأشرف على افتتاح المعرض رسميا كل من: مارات إيلشاتوفيتش غاتين، مساعد رئيس جمهورية تتارستان ونائب رئيس مجموعة "روسيا – العالم الإسلامي"، وألق علي محمد البرغش، مدير البيت الروسي في جمهورية العراق. وقد أكد غاتين على دور البيت الروسي في العراق في تنشيط العلاقات، وأعرب البرغش عن شكره وتقديره للتعاون المثمر بين جمهورية تتارستان والبيت الروسي في العراق. ويضم المعرض 39 عملا فنيا متنوعا لستة من أبرز الخطاطين العراقيين من فرع بابل لرابطة الخطاطين العراقيين، وهم: جاسم حمود حسين النجفي، جاسم التميمي، قاسم طاهر عباس الحافظي، رسول حمزة ناصر الزركاني، خضير شراد كريم الجبوري، وحيدر علي جبر حسين الشيباني. ويعرف هؤلاء الفنانون بإبداعاتهم المتنوعة ومشاركاتهم المتميزة في محافل فنية محلية ودولية. وتعرض في المعرض أعمال خطية كلاسيكية منفذة بالحبر والتذهيب على الورق، إلى جانب أعمال حديثة على القماش باستخدام مواد مثل الأكريليك والنحاس، مما يعبر عن تلاقي الأصالة مع الحداثة في تجربة الخط العربي العراقي. وشهد المعرض حضورا رفيع المستوى، ضم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ومفتي جمهورية تتارستان، ورئيس وزراء تتارستان، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الثقافية والرسمية. كما حضر وفد من الوكالة الفيدرالية الروسية برئاسة قسطنطين فولكوف.


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
"التكفير".. فيلم جديد يتناول حرب العراق وآثارها الإنسانية
شفق نيوز/ ذكر موقع "ديدلاين" الأمريكي المتخصص بأخبار هوليوود والسينما، أن ثلاثة من نجوم السينما، سيتشاركون في بطولة فيلم عنوانه "التكفير"، مرتبط بحرب العراق، والمستند على رواية مقتبسة من مقال شهير نشر في مجلة "نيويوركر" الأمريكية في العام 2012 تحت نفس الاسم. وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن الفيلم سيكون من بطولة الممثل البريطاني كينيث براناه، والممثلة الفلسطينية هيام عباس، والممثل الأمريكي بويد هولبروك، وسيبدأ تصويره في الأردن وتكساس، وهو يتناول قصة جندي من "المارينز" يعاني من الاضطراب، ويحاول أن يتصالح مع الناجين من عائلة عراقية أطلق عليها النار هو وعناصر وحدته العسكرية في العام 2003. ولفت التقرير إلى أن فيلم "التكفير" يمثل أول تجربة إخراجية لصانع الأفلام الأمريكي ريد فان دايك، الذي سبق له أن رُشح لجائزة الأوسكار عن فيلمه القصير "ابتدائية ديكالب" في العام 2017. وأشار التقرير إلى أن الثلاثي براناه، وعباس، وهولبروك، سيتصدرون البطولة في الفيلم الذي يأتي بعد 13 عاماً من مقال ديكستر فيلكينز المهم في مجلة "نيويوركر" والذي حمل أيضاً عنوان "التكفير" ويتناول الآثار النفسية والعاطفية لحرب العراق على المدنيين العراقيين وأيضاً على جنود مشاة المارينز، ويركز على شخصية لو لوبيلو، الذي تلاحقه ذكريات حادثة مميتة في بغداد، ثم تقوده رحلة الشعور بالذنب والندم إلى التواصل مع نورا التي كانت الناجية الوحيدة من عائلتها التي يعتقد أنه ربما الحق الأذى بها. وتابع التقرير أن فيلم "التكفير" سيبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وهو أول إنتاج ضخم يتم تصويره في استوديوهات "ساوث سايد" التابعة لشركة "تالون انترتينمانت".