حرائق مستودعات الوقود في بورتسودان..جريمة جديدة للدعم السريع تضر بالإنسان والبيئة
كتبت: د. هيام الإبس
تشهد مدينة بورتسودان الواقعة على الساحل الشرقي للسودان كارثة بيئية غير مسبوقة بفعل استمرار الحرائق في مستودعات الوقود، والتي اندلعت نتيجة استهداف بالطائرات المسيّرة. وتحوّلت ألسنة اللهب إلى تهديد مزدوج للإنسان والبيئة، وسط تحذيرات من تدهور جودة الهواء وانتشار أمراض تنفسية بين السكان.
وقال أحد الخبراء البيئيين: 'حرائق مستودعات الوقود ليست مجرد لهب يلتهم البنية التحتية، إنها انفجار بيئي صامت يطلق في الهواء كميات هائلة من الغازات السامة'.
تحذيرات طبية واستنفار صحي
أصدرت شبكة أطباء السودان بيانًا حذّرت فيه من خطورة استنشاق الأبخرة المتصاعدة من مواقع الحريق، لا سيما على مرضى الجهاز التنفسي والربو، مطالبةً برفع حالة الطوارئ الصحية في المدينة.
ودعت الشبكة المواطنين لتفادي الاقتراب من مناطق الخطر، وناشدت السلطات الصحية تجهيز المستشفيات لموجة محتملة من الإصابات الناتجة عن التلوث الجوي الحاد.
حالات اختناق وإصابات متفرقة
أكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة في ولاية البحر الأحمر تسجيل 15 إصابة نتيجة الحرائق، منها 3 حالات في مستشفى بورتسودان بينها حالة حرجة، و12 حالة اختناق يتم علاجها في مستشفى الشرطة. وأضاف أن المستشفيات تعمل حالياً بمولدات الوقود بعد توقف محطة الكهرباء بسبب استهدافها.
وأشار المصدر إلى أن خطة استجابة طارئة تم رفعها لوزارة الصحة الاتحادية، لكنها تنتظر التمويل.
خطة طوارئ لتأمين النظام الصحي
من جانبه، أكد وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم، أن اللجنة العليا للطوارئ وضعت خطة لتأمين المستشفيات وتوفير الأدوية ومستلزمات الحماية، مشيرًا إلى تقسيم المستشفيات إلى ثلاثة قطاعات جغرافية لتيسير إدارة الأزمة.
وشدد الوزير على ضرورة إدماج جمعية الهلال الأحمر ضمن خطة الطوارئ وتفعيل الفرق الميدانية من الدفاع المدني والأجهزة الأمنية لمجابهة أي طارئ بيئي أو صحي.
الدفاع المدني: نكافح بموارد محدودة
أوضح مصدر في الدفاع المدني أن الجهود لا تزال متواصلة منذ اليوم الأول للسيطرة على الحريق، مضيفًا أن خزانات الغاز تم تبريدها لتفادي انفجارها.
وأكد أن السيطرة الكاملة على حرائق الوقود أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى إمكانيات ضخمة غير متوفرة حاليًا، مشيرًا إلى أن جميع عمليات الإطفاء تتم بأيادٍ سودانية دون دعم خارجي حتى الآن.
خسائر اقتصادية بالمليارات
قال وكيل وزارة النفط الأسبق، د. حامد سليمان، إن استهداف مستودعات الوقود يُعد جريمة حرب تهدد أمن الطاقة والاقتصاد السوداني.وكشف أن المستودع الذي تم استهدافه تبلغ سعته نحو 200 ألف طن، وأن تكلفة إنشاء القسم الاستراتيجي منه فقط تجاوزت 150 مليون دولار.
وأشار إلى أن توقف هذه المنشآت سيؤدي إلى نقص حاد في الإمدادات البترولية، خاصة في ظل توقف مصفاتي الخرطوم والأبيض، مما يعني تفاقم أزمة الطاقة في البلاد.
كارثة بيئية متعددة الأبعاد
وصف الناشط البيئي محمد فتح الرحمن آدم حرائق بورتسودان بأنها 'أكبر كارثة بيئية في تاريخ السودان الحديث'، محذرًا من تداعياتها الخطيرة على الهواء، التربة، والبيئة البحرية.
وأوضح أن الحريق يطلق غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت، ما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وقد يؤدي إلى نفوق جماعي للحياة البحرية في حال تسرب الملوثات إلى مياه البحر الأحمر.
وأكد آدم أن التربة الزراعية المحيطة مهددة بالتسمم، ما قد يؤدي إلى تسارع وتيرة التصحر وتدهور الغطاء النباتي.
دعوة لإعلان حالة طوارئ بيئية
دعا آدم إلى ضرورة إعلان حالة طوارئ بيئية فورية، وتشكيل فرق تقييم بيئي لقياس مستويات التلوث، مطالبًا بتأسيس وحدة وطنية للاستجابة البيئية تكون جاهزة لمواجهة الكوارث في مناطق النزاع.
وحذّر من أن الحرب لا تقتل البشر فقط، بل تدمر البيئة أيضًا، مشددًا على أن المكوّن البيئي لا ينبغي أن يكون طرفًا في أي صراع، لأنه يخص الجميع دون استثناء.
أزمة إنسانية متفاقمة في ظل غياب الحل السياسي
الحرائق المتواصلة في بورتسودان تسلط الضوء على التحول الخطير في طبيعة الحرب السودانية، التي دخلت عامها الثالث دون أفق للحل، في وقت تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 15 مليون سوداني أصبحوا نازحين بسبب الحرب، في ما يُعد أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم حالياً.
وبات واضحًا أن استمرار الحرب لا يهدد الأرواح فحسب، بل يدمّر البيئة والبنية التحتية ومقومات الحياة بأكملها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
في يومه العالمي.. تعرف على أسباب انخفاض أعداد النحل خلال السنوات الماضية
النحل أحمد خالد تحتفل دول العالم يوم 20 مايو من كل عامّ بيوم النحل العالمي وفقا لإعلان منظمة الأمم المتحدة، ويُعتبر النحل العسلي والنحل البري من أكثر الأنواع أهميةً لسلة الغذاء واستدامة الأنظمة البيئية. أسباب انخفاض أعداد النحل خلال السنوات القليلة الماضية شهدت أعداد النحل والملقحات الأخرى انخفاضًا مستمرًا منذ سنوات، ويُرجع الخبراء ذلك إلى مجموعة من العوامل: المبيدات الحشرية، والطفيليات، والأمراض، وتغير المناخ، ونقص تنوع مصادر الغذاء. يأتي جزء كبير من النظام الغذائي البشري من النباتات التي يُلقّحها النحل - ليس فقط نحل العسل، بل مئات الأنواع من النحل البري الأقل شهرة، والعديد منها مُهدد بالانقراض. في عام 2018، رعت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول «يوم عالمي للنحل» لتسليط الضوء على معاناة النحل، وشُجّعت خطوات بسيطة، كزراعة حديقة للملقحات أو شراء العسل الخام من المزارعين المحليين. تم اختيار يوم 20 مايو ليكون «يوم النحل العالمي» ليتزامن مع عيد ميلاد أنطون جانشا، رائد تقنيات تربية النحل الحديثة في القرن الثامن عشر في موطنه سلوفينيا. في ألمانيا، حيث يُسهم النحل بملياري يورو (2.3 مليار دولار) من الفوائد الاقتصادية، يُعدّ النحل عنصرًا أساسيًا في تلقيح حقول بذور اللفت الصفراء الشهيرة التي تُهيمن على الريف في الربيع. يوم الثلاثاء، كان حوالي 400 ألف نحلة منهمكة في إنتاج العسل في خلايا أسطح منازل في مدينة كولونيا الغربية - حيث تُزهر الحقول الصفراء. يأمل علماء وخبراء النحل، مثل ماتياس روث، رئيس جمعية مربي النحل في كولونيا، أن يُسهم يوم النحل العالمي في رفع مستوى الوعي. يرى روث أن حماية نحل العسل - مثل النحل الموجود في خلاياه على أسطح المنازل - والأنواع البرية أمرٌ بالغ الأهمية. وقد أنشأت منظمته صناديق تعشيش على أمل مساعدة النحل الانفرادي الذي لا يُكوّن خلايا، لكن روث يخشى ألا يكون ذلك كافيًا.


أهل مصر
منذ 3 ساعات
- أهل مصر
رئيس شعبة الأدوية: أسعار 25% من الأدوية المستوردة ستتراجع في مصر بسبب ترامب
قال رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، علي عوف، إن الأمر التنفيذي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أسبوع، بخفض أسعار الأدوية في بلاده بنسبة تتراوح بين 30 إلى 80% سيسهم في خفض فاتورة واردات 25% من الأدوية التي تستوردها مصر سنوياً خلال الفترة المقبلة. وأوضح عوف لـ"العربية Business" أن أي خفض لأسعار الأدوية في أميركا سيترتب عليه خفض مماثل لنفس الأصناف الموردة لمصر التزاماً بسعر بلد المنشأ. "ربع الأدوية التي تستوردها مصر سنوياً تأتي من الولايات المتحدة، فيما تأتي نسبة أكبر من أوروبا وتحديداً ألمانيا.. هذه الأدوية تتضمن مستحضرات لعلاج مرضى الأورام والأنسولين وبعض الأدوية البيولوجية بجانب عدد من أدوية الأمراض النادرة"، وفقاً لعوف. بلغت فاتورة واردات مصر من الصناعات الطبية 4.7 مليار دولار خلال العام الماضي، بينها واردات أدوية بنحو 1.79 مليار دولار، بحسب بيانات أعدتها الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر، اطلعت عليها "العربية Business". وقال عوف، إن الأمر التنفيذي لترامب سيخفض فاتورة واردات دوائية لمصر من الولايات المتحدة الأميركية بقيمة تلامس نصف مليار دولار تقريياً سنوياً، وهو الأمر الذي سينعكس على أسعار تلك الأدوية للمستهلك النهائي. "نسبة الانخفاض في سعر الدواء المستورد من أميركا لمصر لا يزال غير واضح، ربما تكون بنفس نسبة الانخفاض في بلد المنشأ (أميركا)، وربما نسبة أخرى يتم احتسابها بعد قياس نسب التراجع المطبقة في بعض الدول المرجعية لمصر (36 دولة)، وتحديد نسبة الخفض وفقاً لأقل دولة من حيث السعر"، بحسب عوف عوف. تأثير سلبي وعلى الرغم من إيجابية القرار نوعاً ما على مصر، لكن عوف حذّر من تأثير سلبي للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب على شركات الأدوية الأميركية وبالتبعية مستقبل البحث العلمي والأدوية المبتكرة التي تنفق عليها الشركات مليارات الدولارات سنوياً. "شركات الأدوية الأميركية تحقق مكاسب مرتفعة جداً من الدواء، لكنها في الوقت نفسه تنفق أموالاً طائلة على الأبحاث الجديدة والمستحضرات المبتكرة.. تخفيض هوامش أرباح الشركات قد يدفعها لتقليل الأبحاث، هذا الأمر قد يهدد مركز أميركا كدولة تقود العالم في صناعة هامة كالدواء"، وفقاً لعوف. قبل أسبوع، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خفض أسعار الأدوية الموصوفة والصيدلانية بشكل شبه فوري في أميركا بنسبة تترواح بين 30% و80%. وقال ترامب، في منشور له على تروث سوشيال: "لسنوات عديدة تساءل العالم عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية الموصوفة والمستحضرات الصيدلانية في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير مقارنةً بأي دولة أخرى، بل أحياناً تكون أغلى بخمس إلى عشر مرات من نفس الدواء المُصنّع في نفس المختبر أو المصنع، ومن قِبَل نفس الشركة؟ كان من الصعب دائماً تفسير ذلك، وكان مُحرجاً للغاية، لأنه في الواقع، لم تكن هناك إجابة صحيحة". وأضاف ترامب "ستقول شركات الأدوية لسنوات إنها تكاليف البحث والتطوير، وأن جميع هذه التكاليف كانت وستظل بلا سبب على الإطلاق، يتحملها المواطنون في أميركا وحدهم". وتابع: "سأضع سياسة الدولة الأكثر رعاية، حيث ستدفع الولايات المتحدة نفس سعر الدولة التي تدفع أقل سعر في أي مكان في العالم". مبيعات قياسية للدواء في مصر وعلى الرغم من تفاؤل رئيس شعبة الدواء في مصر من تأثير الأمر التنفيذي لترامب على فاتورة واردات مصر من الدواء بنهاية العام الحالي، لكنه توقع في الوقت نفسه ارتفاع مبيعات الدواء في مصر إلى ما يتراوح بين 260 و270 مليار جنيه بنهاية 2025، مقارنة بنحو 214.5 مليار جنيه في 2024. وقدّر عوف مبيعات الدواء في مصر خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بما يتجاوز 85 مليار جنيه، مقابل 55.5 مليار جنيه في الفترة نفسها من 2024، بنمو يتجاوز 53%. وعزى عوف الزيادة الكبيرة في مبيعات الدواء بمصر منذ بداية العام الحالي إلى موافقة هيئة الدواء المصرية على تحريك أسعار عدد كبير من الأدوية منذ قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف في مارس من العام الماضي.


24 القاهرة
منذ 4 ساعات
- 24 القاهرة
فقدت القدرة على التحدث بالإنجليزية فجأة.. حالة غامضة تثير دهشة الأطباء في الصين
أثارت حالة شابة صينية تبلغ من العمر 24 عامًا حيرة الأطباء، بعد أن فقدت فجأة قدرتها على التحدث باللغة الإنجليزية، رغم أنها كانت تتقنها بطلاقة قبل الواقعة. حالة غامضة تثير دهشة الأطباء في الصين ووفقًا لأوديتي سنترال، القصة بدأت حين نشَر الدكتور وان فينغ، مدير قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى مقاطعة قوانغدونغ الشعبي بمدينة قوانغتشو، مقطع فيديو يظهر الحالة النادرة للفتاة، التي أصيبت بشكل مفاجئ أثناء حضور أحد دروسها، لتظهر عليها أعراض عصبية غريبة، كان أبرزها فقدان القدرة على التحدث بالإنجليزية تمامًا، مع أنها لا تزال قادرة على قراءتها وفهمها. وأوضح الدكتور وان أن الفتاة كانت تتحدث الماندرين والكانتونية بطلاقة، إلى جانب الإنجليزية التي أتقنتها خلال فترة دراستها في الخارج، مشيرًا إلى أن فقدانها المفاجئ لقدرتها على النطق بأي كلمة إنجليزية دفعها لطلب المساعدة الطبية بشكل عاجل. وعند إخضاعها للفحوصات الطبية، استبعد الأطباء في البداية وجود ورم، لكن فحص التصوير بالرنين المغناطيسي كشف عن وجود نزيف دماغي في المنطقة الحركية اليسرى من دماغها، وهي منطقة مسؤولة عن الوظائف المتعلقة بالكلام، وتحديدًا تلك المرتبطة باللغة الأجنبية التي تتقنها. وخضعت الشابة لعملية جراحية عاجلة لتخفيف الضغط على الدماغ، وتمكنت بعدها من استعادة قدرتها على التحدث بالإنجليزية فورًا، مما سمح لها بالعودة إلى دراستها في الخارج. وقد لاقت قصتها تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم تخلُ التعليقات من الطرافة. فتساءل أحد المعلقين ساخرًا: ما اسم هذا النوع من الجراحة؟ وهل يمكن أن تساعدني على تحسين لغتي الأجنبية، بينما كتب آخر: دكتور، نحتاج أن نحجز غرفة العمليات للسرير رقم 3، نرسلها إلى ألمانيا لتعلم اللغة. الصين تقدم 500 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية خلال الـ 5 سنوات المقبلة جنرال موتورز تعلن توقف تصدير المركبات من أمريكا إلى الصين