
ثقافة : "محفوظ فى القلب".. كيف عبر أديب نوبل عن العيد في أعماله
الاثنين 31 مارس 2025 11:30 مساءً
نافذة على العالم - بمناسبة اختيار وزارة الثقافة لكاتبنا الكبير نجيب محفوظ للاحتفاء به لعزة الهوية المصرية فى كافة مواقعها، تحت رعاية الدكتور احمد فؤاد هنو وزير الثقافة، يوم 16 أبريل ، نستعيد معكم أبرز ذكريات كاتبنا الكبير نجيب محفوظ عن شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، والذي كتب عنهما بروح العاشق، وبصدق المؤرخ، وبحنكة الفيلسوف، فخلدهما في كتاباته كما لم يفعل كاتب قبله.
ففى رواية "خان الخليلى" سرد أدق تفاصيل حياة الأسر المصرية في انتظار شهر رمضان المعظم قائلاً:
"وجاء مساء الرؤية، وانتظر الناس بعد الغروب يتساءلون وعند العشي أضاءت مئذنة الحسين إيذانا بشهود الرؤية وقد اجتزأوا بالإضاءة عن إطلاق المدافع لظروف الطوارئ وازينت المئذنة بعقود المصابيح مرسلة على العالمين ضياء فطاف بالحي وما حوله جماعات مهللة هاتفة "صيام صيام كما أمر قاضي الإسلام فقابلتها الغلمان بالهتاف والبنات بالزغاريد، وشاع السرور في الحي كأنما حمله الهواء الساري...".
بينما فى "فتوة العطوف" تحدث عن ليلة العيد قائلاً:
"إذا لاحت في الأفق القريب بشائرعيد الفطر خفت وطأة رمضان عن النفوس، وهون الفرح الموعود من جفاف شهر الصوم واهتزت صرامة التقشف في الصدور تحت موجة طرب آن انطلاقها.هناك تجد ربات البيوت أنفسهن في مكانة الساحر، يتطلع إليهن الصغار باعينهم الحالمة هاتفة بهن أن يبدعن آيات الكعك اللذيذ وأن يخلقن من العجين كهيئة العرائس والحيوان والطير".
وفى "خان الخليلى" يذكر
"وكان الأب أول المستيقظين، فتوضأ ثم غادر البيت حين الفجر ميمما المسجد لصلاة العيد... وكان أحمد ثانى المستيقظين، فنهض نشيطا حبورا وحلق ذقنه بعناية وارتدى جلبابا جديدا وطاقية جديدة، ووافته أمه إلى حجرته، وقد مشطت شعرها وأخذت زينتها، فقبل يدها.. ودعت للأسرة بالعمر المديد والسعادة والرفاهية، مضيا معا إلى الصالة وجلسا جنبا إلى جنب يتحدثان وينتظران بقية الأسرة".
"لبث ينتظر مجيلا بصره فى الحى الفرحان بالعيد، وقد بُثت روح العيد فى كل شىء، فتراها فى الألوان وتسمعها فى الجو وتشمها فى الهواء.. جرى الأطفال هنا وهناك بثيابهم المزركشة ذوات الألوان الفاقعة وتطايرت وراءها الضفائر والشرائط، وهتفت الزمارات وفرقعت قنابل السلام ولاكت الأفواه الحلوى والنعناع وملأت الأناشيد والأغانى الأسماع واكتظت المقاهى بأهل المدن والريف، فازدهت الأرض عيدا والسماء".
وفى "بين القصرين"، كتب:
"في صباح يوم العيد، كان الأطفال يركضون في الشوارع يجرون وراء بعضهم البعض، وكان صوت الزغاريد يملأ المكان. أما النساء، فقد ارتدين أجمل ما لديهن من ملابس جديدة، وكانت الشوارع مزينة بالألوان الزاهية. في ذلك اليوم، كانت البسمة لا تفارق الوجوه، وكان الجميع يشعرون بالسعادة والطمأنينة. وكان العيد بالنسبة لهم ليس مجرد مناسبة دينية، بل فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية والإنسانية."
بينما في حوار نادر مع مجلة "اليمامة" عام 1998، كشف الأديب الكبير نجيب محفوظ عن ذكرياته عن احتفالات العيد قائلاً: "كنت أشارك في عمل كعك العيد حتى أني كنت أنقشه مع والدتي وكنت أذهب مع الكعك إلى الفران وأتباهى بكعك والدتي أمام الأصدقاء، ولما انتقلنا إلى حي العباسية، وكنت في التاسعة دعوت أصدقائي لزيارة الأحياء العريقة، وكانت والدتي تصطحبني على عربة كارو لزيارة أولياء الله.
وتابع نجيب محفوظ "أما لبس العيد فكنت أذهب مع والدي لشراء بدلة العيد التي كانت تبيت في حضني ليلة العيد، وأتذكر البدلة التي جاءتني وأنا في العاشرة، ظلت معي وقتا طويلا وارتبطت عندي بالعيد، وكانت العيدية عبارة عن جنيه من الذهب، وكانت تساوى وقتها 97.5 قرشا، بينما الجنيه الورقي يساوي 100 قرش، إلا أن قيمة العيدية الذهب في لمعانها الذهبي فقط".
وفي كتاب "أنا نجيب محفوظ" تأليف الكاتب الصحفي والباحث إبراهيم عبد العزيز: يقول " كنت أهوى تناول الكعك، لكنى عندما أصبت بمرض السكر، منعني الأطباء من تناوله، أما الجنيه الذهب الذي كان يعطيه لي
والدي فكانت فرحته غامرة.. قيمة ذلك الجنيه الذهب لم تكن في قيمته الشرائية بقدر ما كانت في ذهبه اللامع، وفي ما كان يرمز إليه من مناسبة سارة".
وتابع: أما لبس العيد، فكنت أذهب مع والدي أشتري بدلة العيد وما أريده، أما بدلة العيد فكانت تبيت في حضننا ليلة العيد، وكان لها رائحة الملابس الجديدة التي لم تكن تفارقني طوال أيام العيد.
وواصل: "ما إن يحل العيد حتى تعود بي الذكرة بسرعة إلى حي الجمالية الذي عشت فيه طفولتي والذي عرفت فيه العيد أول ما عرفت، كم نظرت من خلف المشربية التي كانت تغطي شبابيك بيتنا القديم بحي الجمالية، إلى ذلك الميدان الهادئ الملييء بأشجار الصفصاف والذي كانت تملؤه الزينات كلما جاء العيد، فيلعب فيه الأطفال طوال النهار والليل دون خوف من مرور السيارات أو حوادث الطريق".
أبدع كاتبنا الكبير نجيب محفوظ في نقل عادات المصريين في شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك كجزء من هويتنا الثقافية، ورصدت كتاباته لحظات حقيقية من ماضي مصر وحاضرها وعادات المصريين خلال هذه الأيام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
وائل جسار: إعلاني الغنائي الجديد آخر لحن لمحمد رحيم قبل وفاته
أكد النجم اللبناني وائل جسار على سعادته بسبب طرح إعلانه الغنائي الجديد الخاص بشركه " امورادا" العقاريه، الذي يعد آخر ألحان الملحن محمد رحيم رحمه الله، وعن العمل الغنائي يقول جسار: "أغنية الدعايه الخاصة بشركه (امورادا) للعقارات، تعد آخر ألحان محمد رحيم قبل وفاته، واعتز بتقديم آخر ألحانه رحمه الله، ولكن ما عسانا نقول، فجميعنا على هذا الطريق، إنا لله وإنا إليه راجعون". يضيف: " لم اتعاون مع رحيم رحمه الله في أي عمل غنائي مسبق، وتلك المرة الأولى التي أقدم خلالها أغنيه من الحانه، وكنت اتمنى دائما التعاون معه منذ وقت طويل، ولكن لم تسمح الفرصه". وتعليقًا على الأغنيه التركيه التركيه Cok Güsel التي اقتبست لحن أغنيه" غريبة الناس" وانتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل قال جسار:" ليست فقط تلك الأغنيه، فهناك أيضا مطربة تركيه قد اقتبست أغنيه (غريبة الناس) بنسبه ٩٩ بالمائه من خلال لحن تركي، وتوزيع تركي، وطبعا هذا يسعدني للغاية، ويفرحني كثيرًا أن الأغاني الخاصة بي لم تقطع فقط الدول العربية بل امتدت ايضا لتقطع العالم الغربي، فهذا شئ جميل بالنسبة لأرشيفي، ومسيرتي الفنية". من الجدير بالذكر أن النجم اللبناني وائل جسار يستعد لإحياء حفل غنائي يوم ٢٠ يونيو المقبل بدولة المغرب، والمشاركة بمهرجان موازين المغربي.


الصباح العربي
منذ ساعة واحدة
- الصباح العربي
دموع الفنان هشام منصور تُبكي المتابعين بعد فقد شقيقته: 'قلبي انكسر'
في لحظة إنسانية مؤثرة، كشف الفنان المصري هشام منصور عن فاجعة ألمّت بعائلته صباح اليوم، بعد رحيل شقيقته "سلوى"، حيث لجأ إلى كلماته الموجعة على موقع "فيسبوك" ليُعبّر عن وجعه بكلمات قصيرة ولكنها موجعة: "أختي سلوى ماتت، أرجوكم ادعولها بالرحمة.". ردود الأفعال لم تتأخر، فقد تحوّل منشور هشام إلى مساحة عزاء إلكترونية، تفاعل فيها الجمهور والفنانون بالدعاء والمواساة، وسط حالة من الحزن على منصات التواصل، والبعض علّق قائلاً: "أدوارك كانت ترسم البسمة، ووجعك اليوم أبكانا" وآخر كتب: "رحمها الله، وربط على قلبك يا هشام." هشام منصور، صاحب الحضور الخفيف والابتسامة التي ميزت أدواره الكوميدية في أفلام مثل "صعيدي في الجامعة الأمريكية" و"فول الصين العظيم"، بدا وكأنه يودع جزءًا من ذاته، فمن خلف أدوار الضحك، يقف إنسان عاشق لأسرته، منكسر برحيلها. خبر وفاة شقيقة هشام منصور لم يكن مجرد إعلان عابر، بل لحظة إنسانية نادرة، سلّطت الضوء على الجانب الشخصي لفنان اعتدنا أن نراه على الشاشة فقط، واليوم، يطلب الدعاء لا التصفيق، والرحمة بدل التصفيق.


الصباح العربي
منذ ساعة واحدة
- الصباح العربي
بين التلميح والتأكيد: رحلة الانفصال الصامت بين السقا ومها الصغير
في صباحٍ غير متوقّع، استقبل جمهور النجم أحمد السقا خبر انفصاله عن زوجته الإعلاميّة مها الصغير، بعد زواجٍ دام 26 عامًا، حيث أكّد السقا، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" أنّ الطلاق قد تمّ رسميًّا منذ شهرين، رغم أنّ الانفصال الفعلي وقع قبل ستّة أشهر، مشيرًا إلى أنّ أولويّته الآن تكمُن في تربية أبنائه ومتابعة مشاريعه الفنيّة، وفي لفتة راقية، تمنّى السقا لطليقته السعادة والتوفيق في قراراتها، قائلاً: "ربّنا يسعدها في حياتها واختياراتها" وقد بدأت الشكوك تحوم منذ مايو 2024، حين نشرت مها رسالة غامضة عبر "استوري" إنستجرام: "الطلاق صعب، لكن الأصعب إنك تعيش من غير روح" ومع انتشار الشائعات، ظهر الزوجان في حفل زفاف الفنانة ريم سامي، حيث أنكرا الطلاق علنًا، وقال السقا ضاحكًا: "إحنا تمام، قوليلي بحبك يا مها" لكن مع بداية العام الجديد، زادت الشكوك بعد أن حذفت مها جميع صورها مع السقا من حسابها، ليتجدّد الحديث حول انفصالهما. وردّ السقا حينها، خلال تصويره "العتاولة 2" متأثّرًا: "حسبي الله ونعم الوكيل في ناشري الأكاذيب" ثم هنّأ زوجته بعيد ميلادها عبر "إنستجرام". وما لبثت مها أن عادت برسائل جديدة، إحداها في أبريل الماضي، مما أعاد إشعال التساؤلات، حيث قالت فيها: "اهتم بالست اللي في حياتك قبل فوات الأوان" الجدير بالذكر أنّ أحمد السقا ومها الصغير تزوّجا عام 1999 بعد قصة حب طويلة، وأنجبا ثلاثة أبناء: ياسين (مواليد 2001، وله تجربة تمثيلية في "الاختيار 3" ونادية، وحمزة.