
أخبار العالم : باكستان تُسقط "مسيّرات" أطلقتها الهند، والولايات المتحدة تقود جهوداً دولية لـ"تهدئة" التوتر
الخميس 8 مايو 2025 04:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA
8 مايو/ أيار 2025، 11:20 GMT
آخر تحديث قبل 42 دقيقة
اتهمت الهند، الخميس، باكستان باستهداف أراضيها عبر استخدام "طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرة إلى أنها ردّت بتدمير أنظمة للدفاع الجوي في لاهور شمال باكستان.
وقالت وزارة الدفاع الهندية "حاولت باكستان استهداف عدد من الأهداف العسكرية... باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرة إلى أنه "تمّ تحييدها" من قبل الدفاع الجوي الهندي.
وتابعت: "هذا الصباح، قامت القوات المسلحة الهندية باستهداف رادارات وأنظمة دفاع جوي في أنحاء مختلفة من باكستان"، معتبرة أن "الرد كان في المجال نفسه وبالشدة نفسها التي اعتمدتها باكستان".
واتهمت نيودلهي إسلام آباد "بزيادة حدة قصفها غير المبرر عبر خط المراقبة باستخدام مدافع الهاون والمدافع الثقيلة" عبر الحدود في كشمير.
كذلك، أفادت الهند بأن حصيلة القتلى جراء القصف الباكستاني منذ تصاعد التوتر الأربعاء بلغت 16 شخصاً، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال.
وأكدت الهند التزامها "عدم التصعيد، شرط أن يحترم الجيش الباكستاني ذلك"، فيما قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لرويترز، الخميس، إن الولايات المتحدة تقود جهوداً دولية لتهدئة التوتر بين بلاده والهند.
وذكر في مقابلة أن إطلاق الهند طائرات مسيرة إلى داخل المجال الجوي لباكستان يجعل من مسألة شن باكستان لهجوم على الهند أمراً "يتزايد تأكيده".
صدر الصورة، EPA
بدوره، أعلن الجيش الباكستاني، الخميس، أنه أسقط حتى الآن "25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع" أطلقتها الهند منذ مساء الأربعاء، موضحاً أنه تم اعتراض هذه المسيّرات "عبر وسائل تقنية وأيضاً... عسكرية"، وذلك بعدما أكّد "تحييد" 12 مسيّرة هندية في عدّة مواقع مع استمرار العمليات عبر الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري "الليلة الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيّرات إلى عدّة مواقع". وأضاف "تمكنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور".
وتابع "نتيجة لهذا النشاط، استشهد مدني في ميانو".
وأشار شودري إلى أنّ "العملية تتواصل، والجيش يقوم بتحييدها في هذه الأثناء".
وتجمّعت حشود عند الفجر في مواقع مختلفة في بنجاب والسند، لمشاهدة حطام المسيّرات المتناثرة على الأرض.
على المستوى الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار لنظيره الإيراني عباس عراقجي الذي يزور الهند في إطار جهود وساطة تجريها طهران، أن نيودلهي "لا تنوي التسبب في تصعيد جديد".
وأضاف أن أي هجوم من جانب باكستان سيُواجه بـ"رد حازم للغاية".
عودة مطارين إلى العمل
وفي سياق متصل، أعادت هيئة الطيران المدني الباكستانية فتح اثنين من المطارات الثلاثة الرئيسية في البلاد، بعد إغلاقها لفترة موقتة الخميس لأسباب "عملياتية" في ظل التوتر مع الهند.
وكانت الهيئة قد أعلنت أن المطارات الرئيسية للبلاد في إسلام آباد وكراتشي (جنوب) ومدينة سيالكوت القريبة من كشمير والحدود مع الهند، ستكون مغلقة حتى الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش.
وفي وقت لاحق، أكدت إعادة تشغيل مطار إسلام آباد وسيلكوت الواقع في لاهور، بينما بقي مطار كراتشي مغلقاً.
وجاء الإغلاق حين حصلت بين الهند وباكستان أعنف مواجهة عسكرية منذ عقدين في كشمير.
وتقع بنجاب في باكستان حيث لاهور وسيالكوت. ويؤكد الجيش الباكستاني أنه يشن عمليات لصد مسيّرات هندية تطلق باتجاه أراضيه.
"معسكرات إرهابية"
صدر الصورة، EPA
في الأيام التي تلت الهجوم على الشطر الهندي من كشمير في 22 نيسان/أبريل والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، بدأ الجيشان على جانبي خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في تبادل إطلاق النار كل ليلة باستخدام أسلحة خفيفة.
ومع الوقت، اكتسبت المواجهة منحى أكثر عنفاً، مع استمرار القتال طيلة نهار الأربعاء بين الدولتين المتخصامتين منذ تقسيم البلاد في العام 1947.
ويرى خبراء أن مستوى العنف الذي بلغه تبادل إطلاق النار، لم يشهده البلدان منذ أكثر من عقدين.
ورغم أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم كشمير، إلا أنّ نيودلهي نسبته إلى جماعة "عسكر طيبة" التي تتخذ في باكستان مقراً، مُلقية باللوم على باكستان في الوقت ذاته.
وكما تعهّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فقد ردّ جيشه على هجوم كشمير بتدمير تسع "معسكرات إرهابية" تابعة لهذه الحركة، "لإبعاد الخطر عن السكان أو المناطق المدنية"، وفقاً لوزير الدفاع راجناث سينغ.
ولكن الصواريخ الهندية التي سقطت على أكثر من ست مدن في كشمير الباكستانية وفي البنجاب، والتي ترافقت مع تبادل لإطلاق النار على طول الحدود المتنازع عليها، أسفرت عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 بجروح على الجانب الباكستاني، بناء على آخر حصيلة صادرة عن الجيش.
"أريدهم أن يتوقفوا"
وفي مدينة مظفر آباد الكبرى الواقعة في الشطر الباكستاني من كشمير، تضرّرت عدة منازل على خلفية استهداف غارة هندية لمسجد، الأمر الذي دفع السكان إلى الفرار.
كذلك، أفاد الجيش الباكستاني بأن سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية في كشمير تعرّض لضربة هندية.
وتؤكد إسلام آباد أنها "أسقطت خمس طائرات هندية" في المجال الجوي الهندي، بينما أفاد مصدر أمني هندي وكالة فرانس برس، بتدمير ثلاث مقاتلات من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
من جانبها، أشارت الهند إلى مقتل 16 شخصا، بينهم ثلاثة نساء وخمسة أطفال.
وقالت ماداسار شودري (29 عاما)، "كانت شقيقتي في المنزل عندما سقطت القذائف الأولى".
وأضافت "رأت طفلين أثناء خروجهما من منزل جارها وصرخت عليهما كي يدخلا ويلجآ إلى مأوى... ولكن أصابتهما شظايا وقُتلا".
دولياً، دعت الكثير من الدول البلدين إلى ضبط النفس. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أريدهم أن يتوقفوا".
هل يمكن للهند وباكستان تجنب الانزلاق إلى الحرب؟
صدر الصورة، EPA
تسير الهند مجدداً على خط رفيع بين التصعيد وضبط النفس.
فبعد الهجوم الذي وقع في باهالغام، سارعت نيودلهي إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان، وتعليق اتفاقية لتقاسم المياه، وطرد دبلوماسيين باكستانيين، ووقف إصدار معظم التأشيرات للمواطنين الباكستانيين.
كما شهدت المناطق الحدودية تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة، وقررت الهند منع تحليق الطائرات الباكستانية في أجوائها، في خطوة عكست إجراءً مماثلاً اتخذته إسلام آباد سابقاً.
وردّت باكستان بتعليق اتفاقية سلام تعود إلى عام 1972، واتخذت بدورها خطوات تصعيدية مقابلة.
هذا النمط من التصرف يعيد إلى الأذهان ما جرى بعد تفجير بولواما عام 2019، حين ألغت الهند سريعاً صفة "الدولة الأكثر تفضيلاً" عن باكستان، وفرضت رسوماً جمركية مشددة، وعلّقت روابط تجارية ونقل رئيسية.
وقد بلغت الأزمة آنذاك ذروتها عندما شنت الهند ضربات جوية على منطقة بالاكوت، أعقبتها غارات باكستانية مضادة واحتجاز طيار هندي، هو أبهيناندان فارتامان، ما أدى إلى تصعيد خطير في التوتر.
ومع ذلك، نجحت القنوات الدبلوماسية في خفض التوتر تدريجياً، بعدما أطلقت باكستان سراح الطيار في بادرة "حسن نية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 6 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد "بريكست"
الثلاثاء 20 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters قبل 3 ساعة استضافت لندن، الإثنين، قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ناقش خلالها القادة مواضيع عدة شملت الدفاع، والتجارة، وحقوق صيد الأسماك. وتُعد القمة الأولى التي تجمع القادة الأوروبيين والبريطانين منذ "بريكست"، أي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قبل خمس سنوات. وخلال القمة، أبرمت كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي "شراكة استراتيجية جديدة" لتعزيز العلاقات، ولا سيما في مجال الدفاع. ووقع الجانبان اتفاق "الشراكة الأمنية والدفاعية"، وعلى بيان مشترك بشأن التضامن الأوروبي، ووثيقة تفاهم بشأن قضايا تشمل التجارة والصيد وتنقل الشباب. وفي افتتاح القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن الاتفاق بين الطرفين "منصف ويمثل بداية عصر جديد في علاقتنا"، مضيفاً: "نحن نتفق على شراكة استراتيجية جديدة تناسب متطلبات زمننا". وأكد خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن الاتفاق "جيد للطرفين". وأشار ستارمر إلى أن المملكة المتحدة ستجني "فوائد حقيقية وملموسة" في مجالات، مثل "الأمن، والهجرة غير النظامية، وأسعار الطاقة، والمنتجات الزراعية والغذائية، والتجارة"، بالإضافة إلى "خفض الفواتير، وتوفير فرص العمل، وحماية الحدود". من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن هذا اليوم يمثّل "طيّاً لصفحة وافتتاحاً لفصل جديد"، مؤكدة أهمية هذا الاتفاق، في ظل "تصاعد التوترات الجيوسياسية". وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الاتفاق أُنجز بعد مفاوضات جرت في وقت سابق ليلاً، وتم خلالها تجاوز الخلافات في قضايا رئيسية. وجاءت هذه التطورات بعد مفاوضات استمرت لأشهر، واتفق الجانبان على رفع القيود المفروضة على الصادرات البريطانية إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، في مقابل تمديد بريطانيا حقوق الصيد للاتحاد الأوروبي في مياهها الإقليمية لمدة 12 عاماً إضافياً. ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات منتظمة أكثر، مع احتمال مشاركة بريطانيا في بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاعي بقيمة 167 مليار دولار اتفقت دول الاتحاد على إنشائه، لكن العديد من التفاصيل المتعلقة بالشراكة الدفاعية ستُترك لتُنجز لاحقاً. ومن شأن الاتفاق كذلك "أن يؤدي إلى تنفيذ الغالبية العظمى من عمليات نقل الحيوانات ومنتجاتها والنباتات ومنتجاتها بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى الشهادات أو إجراءات الرقابة المعمول بها حاليا". كما اتفق المفاوضون على صياغة عامة تؤجل التفاوض إلى وقت لاحق فيما يتعلق بمسألة تنقل الشباب، إذ تخشى لندن أن يُؤدي أي برنامج لتنقل الشباب إلى عودة حرية التنقل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ورفض ستارمر العودة إلى حرية الحركة الكاملة، لكنه منفتح على برنامج تنقل يتيح لبعض الشباب البريطانيين والأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، التنقل من أجل الدراسة والعمل في المملكة المتحدة وبالعكس. وأشارت رئاسة الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت)، في بيان إلى أن هذا الاتفاق سيضيف "ما يقرب من 12 مليار دولار إلى الاقتصاد البريطاني بحلول عام 2040". اتفاق "استسلام" للاتحاد الأوروبي صدر الصورة، EPA وكان كير ستارمر قد تعهد بعد فوز حزبه في انتخابات يوليو/تموز 2024، بإعادة رسم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة منه، لكن ستارمر رسم عدة خطوط حمراء قال إنه لن يتجاوزها. وانتقدت زعيمة حزب المحافظين المعارض، كيمي بادنوك، الاتفاق، قائلة إنه يمثل "استسلاماً" للاتحاد الأوروبي، وإن بروكسل "تملي مجدداً الدروس على بريطانيا". فيما قال زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني، نايجل فاراج، إن الاتفاق يمثل "نهاية قطاع صيد الأسماك في بريطانيا"، وإنه "باع قطاع صيد الأسماك باسم تعزيز الشراكة مع اتحاد يتضاءل باستمرار"، على حدّ وصفه. كما انتقد نائب زعيم الحزب، ريتشارد تايس، الاتفاق، قائلاً إن "ستارمر يستسلم"، و"يبيع قطاع الصيد"، وأضاف أن حزب "إصلاح المملكة المتحدة" سيُلغى هذا الاتفاق "عندما يفوز في الانتخابات العامة". وصرّحت وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافيرمان، بأن الحكومة "خذلت مجتمع الصيادين لدينا". وتفاعلت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية مع الاتفاق، إذ كتبت صحيفة "سبانش إكسبانسيون" الإسبانية: "على جانبي القنال الإنجليزي، هناك إجماع بشأن صحة طيّ صفحة الطلاق الذي بدأ بالاستفتاء الكارثي". ورحّبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية بالاتفاق، لكنها حذّرت من أنه سيكون بمثابة "اختبار للواقع" بالنسبة لأولئك الذين تاقوا إلى "عصر ما قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".


نافذة على العالم
منذ 7 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "شبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق"، هل يُشبه الشرع كاسترو؟
الأحد 18 مايو 2025 11:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع قبل 8 ساعة تعرض جولة الصُحف الأحد، قضايا تقارب الولايات المتحدة مع الإدارة الانتقالية في سوريا، وسعي أوروبا لتشكيل محكمة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك مدى جدوى إجراء الأفراد العاديين أبحاثاً عن أمور علمية وطبية. في صحيفة "جيروزاليم بوست" كتب ستيفن فلاتو مقالاً بعنوان "محادثات ترامب مع سوريا تعكس احتضان الولايات المتحدة لفيدل كاسترو عام 1959". يُقارن فلاتو بين التقارب الأمريكي مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بالتقارب مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في نهاية خمسينيات القرن الماضي. يتحدث الكاتب عن قبول الولايات المتحدة لـ"وجه جديد يَعِد بالاستقرار والإصلاح بعد سنوات من الفوضى وإراقة الدماء"، في سوريا، لكنه يستدرك بقوله "التاريخ يُحذّرنا من هذه السذاجة المُتفائلة". ويتطرق الكاتب لخلفية الشرع وانتمائه السابق لجماعات إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وقتاله في العراق وسوريا. يعود الكاتب إلى استقبال الولايات المتحدة فيدل كاسترو بتفاؤلٍ كبير، ويرى أنّه كان "خطأ مكلفاً للغاية". ويدعو الكاتب إلى عدم نسيان "الدروس القاسية" من تحوّل كوبا إلى "خصمٍ في الحرب الباردة"، بينما تُعيد سوريا تشكيل نظامها السياسي. ويستذكر الكاتب اعتبار الولايات المتحدة لكاسترو مُصلحاً يمتلك الكاريزما "سيعيد الكرامة والعدالة للشعب الكوبي". ويشير إلى تحول كاسترو في غضون عام من توليه السلطة، و"تعزيز سلطته وإسكات المعارضة والتحالف مع الاتحاد السوفياتي"، و"الحكم الاستبدادي الذي حل محل الوعود بالحكم الديمقراطي"، وفق الكاتب. يعود الكاتب للحالة السورية والأزمة التي مزّقت البلاد، لتُفرز قيادة جديدة يتزعمها أحمد الشرع الذي يُقدّم نظامه الجديد كقوة تحديثية، مُبتعداً عن "وحشية حكم بشار الأسد"، وفق توصيف الكاتب. ويعتقد فلاتو أن "الحكومات الثورية لا تولد بقيم ديمقراطية، بل غالباً ما تكتسبها أو تتخلى عنها استجابةً للحوافز والضغوط". جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو Play video, "أبرز لحظات اللقاء التاريخي بين ترامب والشرع برعاية السعودية", المدة 2,01 02:01 02:01 التعليق على الفيديو، أبرز لحظات اللقاء التاريخي بين ترامب والشرع برعاية السعودية يتحدث فلاتو عن "استجابة سعودية أمريكية لمغازلة الشرع للشرعية العالمية"، وتقديم رواية عن الإصلاح والاستقرار لجذب الدعم الغربي. ويحذر فلاتو من تقديم الاعتراف أو المساعدة على عجل، خشية "المخاطرة بإضفاء الشرعية على نظام قد يتحول إلى قمعي أو متطرف أو معادٍ للولايات المتحدة بمجرد وصوله إلى السلطة". ويشير فلاتو إلى "المخاطر الجيوسياسية الكبيرة" المحيطة بإسرائيل، مضيفاً: "إذا قرر الشرع، كما فعل كاسترو، التحالف مع خصوم الولايات المتحدة، فقد نواجه خصماً راسخاً آخر في ذلك الجوار الصعب". ويطالب فلاتو الولايات المتحدة بتجنب تكرار التاريخ، وضرورة ارتكاز سياسة واشنطن على الشك بدلاً من العاطفة. "يجب أن يكون أي انخراط دبلوماسي مشروطاً، تدريجياً، ومرتبطاً بإجراءات قابلة للتحقق: تقاسم حقيقي للسلطة، وحماية حقوق الأقليات، ونزع سلاح الميليشيات، والابتعاد التام عن الجهات الأجنبية الخبيثة"، بحسب فلاتو. "لا يمكننا أن نتحمل تكرار نفس الخطأ في سوريا… يجب أن ننظر إلى الماضي لنسترشد بالمستقبل، فشبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق. دعونا لا نرحب بذئب آخر في ثوب الإصلاح"، يختم الكاتب. هل سيُحاكم بوتين؟ صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "الغارديان" البريطانية يعلق الكاتب سيمون تيسدال على التأييد الأوروبي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب "جريمة العدوان على أوكرانيا". ويتساءل الكاتب في العنوان: "هل سنرى طغاة مثل بوتين في المحكمة يوماً ما؟ هذا مستبعد - وهذا خطأ الغرب أيضاً". يخلص الكاتب في مقاله إلى عدم وجود أمل يُذكر في إنشاء محكمة جديدة للجرائم ضد أوكرانيا، بسبب "انتهاك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى القانون الدولي باستمرار". ويرى أنّ فكرة المحكمة مغرية وجذابة، لكن لا أساس لها من الصحة. "يتهرب بوتين من محادثات السلام ويتهرب من مسؤولية الحرب التي بدأها، ويختبئ وراء تقليد عفا عليه الزمن يقضي بتمتع رؤساء الدول بالحصانة القانونية"، وفق تيسدال. ويرى أنّ روسيا ستتجاهل المحكمة الجديدة، تماماً كما تتجاهل أوامر الاعتقال الصادرة بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية. يقول الكاتب إنّ "هذه الحالة الخارجة عن القانون لا تُطاق. فلماذا يُتغاضى عنها؟". ويشير إلى عوامل تُساعد بوتين على "التهرب من العدالة"، أحدها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودول قوية كالولايات المتحدة، يرفضون أيضاً الاختصاص القضائي الدولي، خوفاً من أن يُقيّدهم أو يُوقعهم في شركه. "نتنياهو هو أيضاً مُتهم آخر من المحكمة الدولية، لم يندم على اتهاماته، وهو مثل بوتين، لا يزال طليقاً"، وفق الكاتب. ولا يستبعد أن تصبح محكمة أوكرانيا ستاراً للفشل الجماعي في وقف حربٍ غير شرعية. ويؤكد تيسدال على أن القانون الدولي - بما يتضمنه من قواعد ومعاهدات واتفاقيات ومعايير أقرتها الأمم المتحدة - هو حجر الأساس للنظام العالمي لما بعد عام 1945، كما يكتسب أهمية متزايدة مع ازدياد الاضطرابات في العالم. لكنه يقول أيضاً: "يبدو أنّ مبادئه ومؤسساته في كل مكان، تُطعن وتُنتهك وتُقوّض من قِبل السياسيين والحكومات الذين من واجبهم دعمه". وبالرغم من نجاح محاكم في محاكمة جرائم الحرب، مثل محاكمات نورمبرغ لقادة النازيين، وفي يوغوسلافيا السابقة ورواندا، لكنها "عملية معقدة ومكلفة وبطيئة في العادة". ويتحدث عن معاناة المحاكم من "تصدع الدعم بين الدول المؤثرة التي تقودها شخصيات استبدادية ومعادية للديمقراطية". ويشير الكاتب إلى دعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة، وحديثه عن تدهور القانون الإنساني الدولي في غزة. ويرى أن مجلس الأمن الدولي الوصي على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف التي تُنظّم "قوانين الحرب"، يعاني من انقسام مزمن حول هذه القضية وغيرها من القضايا العالمية الرئيسية. ويعتقد أن عدم فعاليته يُفاقم أزمة إنفاذ القانون الدولي. "تُعدّ قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قضيةً رائدة، لكن قد يستغرق حلها سنوات، إن حُسمت أصلاً"، بحسب الكاتب. ويستشهد الكاتب بتقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم بعض الحكومات بأنها "تُقوّض بنشاط" السعي لتحقيق العدالة الدولية. ويتحدث تيسدال عن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحكمة الجنايات وفرض عقوبات على مسؤوليها. "يتزايد تحدي القانون الدولي شراسةً مع تزايد المطالبات باحترامه. نادراً ما يلتزم الطغاة والأنظمة الاستبدادية بالقواعد. ومع ذلك، فإن الدول الديمقراطية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، التي يُفترض أن تكون قدوة غالباً ما تفعل العكس"، يقول الكاتب. ويضرب الكاتب مثالاً في جدال المملكة المتحدة في المحكمة بأن تزويد إسرائيل بمكونات للطائرات المقاتلة المستخدمة في غزة أمرٌ مقبول، لأنه كما تزعم، لا دليل على حدوث إبادة جماعية هناك. "تتجاهل هذه المغالطة… التزام بريطانيا القانوني الواضح، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بمنع الإبادة الجماعية، وليس الانتظار حتى وقوعها بالفعل"، بحسب الكاتب. "ابحث بنفسك" صدر الصورة، Reuters وفي صحيفة "تورونتو ستار" الكندية، يُناقش الكاتب جون سيملي جدوى دعوة الأفراد لإجراء بحوث في قضايا علمية. ففي مقال "عندما يعني (ابحث بنفسك) البحث في غوغل، فما الفائدة؟ إليك المعنى الحقيقي"، ينطلق سيملي في نقاشه من دعوة وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور لإجراء البحث. هذه العبارة كررها أحد أشد المتشائمين بشأن اللقاحات، وزير الصحة في عهد دونالد ترامب، روبرت كينيدي خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخراً وسط انتشار للحصبة، والشكوك المستمرة بشأن اللقاحات، وفق سيملي. يقول كينيدي (وهو ليس طبيباً) لأحد الحضور: "نحن نعيش في ديمقراطية، وجزء من مسؤولية الوالدين هو إجراء البحث بأنفسهم". يتحدث سيملي عن مدى صعوبة وصول شخص عادي، لا يملك وصولاً مؤسسياً إلى المجلات الطبية، إلى الدراسات العلمية الجادة، ناهيك عن فهمها، مضيفاً: "لا أحد يتوقع منطقياً أن يتعمق الشخص العادي في هذا المجال". ويرى الكاتب أن عبارة "ابحث بنفسك" تعني ببساطة، "ابحث عنه في غوغل". "إذا بحثتَ عنه في غوغل، ستجد جميع أنواع النظريات العلمية الزائفة والمُخالفة للواقع"، يقول الكاتب. ويرى أن بعض العقول لديها انجذاب لتلك النظريات الزائفة لمجرد استبعادها من الخطاب العلمي السائد. ويعتقد الكاتب أن لدى كينيدي "جهل متعمد" بكيفية تفاعل معظم الناس مع العلوم. ويقول إن زعزعة الثقة العامة بالمؤسسات السياسية والمدنية، قد يكون الهدف النهائي لكينيدي والعديد من الأشخاص الآخرين الذين وُظفوا بدافع الولاء في الدائرة المقربة من ترامب. ويشير إلى أن الولايات المتحدة شهدت في عهد روبرت كينيدي تفشٍ كبير لمرض الحصبة.


نافذة على العالم
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الولايات المتحدة والصين تُعلنان عن اتفاق لخفض "كبير" في الرسوم الجمركية المتبادلة
الاثنين 12 مايو 2025 07:15 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير (يسار) ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت (يمين) خلال مؤتمر صحفي في جنيف، سويسرا، 12 مايو/ آيار 2025. لإعلان الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على خفض التعريفات الجمركية لفترة أولية مدتها 90 يوما. قبل ساعة واحدة أعلنت الولايات المتحدة والصين، الأثنين، عن اتفاق هام لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بمقدار 115 في المئة، لمدة 90 يوماً. وصرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، عقب محادثاته مع مسؤولين صينيين في المدينة السويسرية جنيف، بأن الجانبين اتفقا على "تعليق مؤقت" للرسوم الحالية لمدة 90 يوماً. ويهدف الاتفاق، الذي يُمثل نقطة تحول في التوترات التجارية المستمرة بين البلدين، إلى تخفيف حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي واستعادة الثقة في الأسواق الدولية. وتصاعدت حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الشهر الماضي بعد أن أعلن الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية أساسية شاملة على جميع الواردات الأمريكية، في ما وصفه بـ"يوم التحرير". خضع حوالي 60 شريكاً تجارياً - وصفهم البيت الأبيض بأنهم "أسوأ المخالفين" - لرسوم أعلى من غيرهم، بما في ذلك الصين. وردت الصين بفرض رسوم جمركية خاصة بها، مما أدى إلى تصاعد هذه الإجراءات وصولاً إلى فرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 145% على الواردات الصينية، بينما فرضت بكين رسوماً بنسبة 125% على بعض السلع الأمريكية. بموجب الاتفاق الجديد، علقت الولايات المتحدة والصين جميع الرسوم الجمركية التي فرضت في "يوم التحرير" باستثناء 10% منها لمدة 90 يوماً، وألغيت الرسوم الانتقامية الأخرى. سيؤدي ذلك إلى خفض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية إلى 30%، بينما تنخفض الرسوم الصينية على الواردات الأمريكية إلى 10%. وسيبدأ التطبيق المؤقت لهذه الإجراءات في 14 مايو/أيار 2025. وما تزال الإجراءات الأمريكية تتضمن رسوماً إضافية بنسبة 20% تهدف إلى ممارسة الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود للحد من التجارة غير المشروعة في عقار الفنتانيل المخدر القوي. ردود الفعل صدر الصورة، Reuters خلف الأبواب المغلقة، شعر المسؤولون الصينيون بالقلق إزاء التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية وخطر العزلة، مع بدء شركاء الصين التجاريين التفاوض على صفقات مع واشنطن، وفقا لثلاثة مسؤولين مقربين من بكين. وفي الوقت الذي أشادت فيه وسائل الإعلام الرسمية الصينية بالاتفاق، ذكر تعليق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV) أن الاجتماع بين الصين والولايات المتحدة في جنيف كان "متوازناً ومفيداً لكلا الجانبين". ومع ذلك، يحذر البعض من أن فترة التوقف التي تبلغ 90 يوما هي مؤقتة، وأن القضايا العالقة قد تطفو على السطح مجددًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل. وأثارت الرسوم الجمركية الضخمة التي فُرضت مخاوف من انهيار التبادل التجاري بين البلدين، حيث أعلنت الموانئ الأمريكية عن انخفاض حاد في عدد السفن المتوقعة القادمة من الصين. وفي الجانب الآخر، أبدت بكين قلقاً متزايداً من تأثير هذه الرسوم على اقتصادها. فقد تباطأ الإنتاج الصناعي بالفعل، وتفيد تقارير بأن بعض الشركات اضطرت لتسريح عمال مع توقف خطوط إنتاج السلع الموجهة للولايات المتحدة. وأعلن بيسنت عن الاتفاقية قائلاً: "كان إجماع الوفدين هذا الأسبوع أن كلا الجانبين لا يرغبان في الانفصال الاقتصادي. ما حدث مع هذه الرسوم المرتفعة للغاية كان يعادل حظراً تجارياً، ولا يريد أي من الطرفين ذلك. نريد تجارة أكثر توازناً، وأعتقد أن كلا الجانبين ملتزمان بتحقيق ذلك". وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن الاتفاقية مع الولايات المتحدة تمثل خطوة مهمة "لحل الخلافات" و"وضع الأساس لتجاوز الخلافات وتعزيز التعاون". وصف نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس، الاتفاقية بأنها تمثل "تخفيفاً كبيراً" للحرب التجارية، قائلاً لبي بي سي: "كنا في وضع كانت الرسوم المفروضة مرتفعة لدرجة تكاد تمنع التجارة على المدى الطويل بين أكبر اقتصادين في العالم". لكنه أضاف أنه رغم استمرار التجارة الآن، "ستتم بأسعار أعلى يتحملها المستهلكون والشركات الأمريكية". أدت أنباء الاتفاقية إلى انتعاش الأسواق المالية، حيث أغلق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 3%. بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب الصيني 0.8% قبل إعلان تفاصيل الصفقة. كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، وتشير التوقعات إلى ارتفاع الأسواق الأمريكية الرئيسية بنسبة 2-3%. استفادت شركات الشحن من الصفقة، حيث قفز سهم "ميرسك" الدنماركية أكثر من 12% و"هاباغ لويد" الألمانية 14%. وقالت "ميرسك" لبي بي سي إن الاتفاقية الصينية الأمريكية تمثل "خطوة في الاتجاه الصحيح"، معربة عن أملها في أن "تمهد الطريق لاتفاق دائم يخلق الاستقرار الذي يحتاجه العملاء". لكن أسعار الذهب - التي استفادت من وضعها الملاذ الآمن في الأسابيع الأخيرة - انخفضت 3% إلى 3224.34 دولار للأونصة. وأعلن البلدان في بيان مشترك عن إنشاء "آلية لمواصلة المناقشات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية" بقيادة سكوت بيسنت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هو لي فنغ، مع تأكيدهما أن "المحادثات المستمرة يمكن أن تعالج مخاوف كل طرف". وكان الرئيس ترامب قد أعرب مراراً عن استيائه من العجز التجاري الأمريكي مع الصين، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية في الصين، بما في ذلك نقل التكنولوجيا القسري. كما توجد انتقادات حول الدعم الحكومي الصيني المزعوم لشركاتها، وهو ما تنفيه بكين وتشير إلى أن واشنطن تفعل الشيء نفسه. وكان ترامب قد زعم أن هذه الرسوم ستعزز التصنيع الأمريكي وتحمي الوظائف، بينما حذر اقتصاديون من تأثيرها السلبي على النمو العالمي وارتفاع أسعار المنتجات للمستهلكين الأمريكيين. وقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام من 3.3% إلى 2.8% بسبب عدم اليقين الناجم عن هذه الرسوم.