
بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب
القرار بعودته من جديد كأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إشارة إلى أن هناك تغييراً في سياسة إيران تجاه المنطقة، ولكن هل هذا التغيير إيجابي، أم أنه مسايرة للتغيرات التي حدثت بعد حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل؟ وأيضاً خروج سوريا مما عرف بمحور المقاومة، وخسارة فادحة في غزة لـ«حماس»، كذلك تضاؤل «حزب الله» في لبنان!
الرأي العام اللبناني، وكثير من السياسيين، لم يكونوا متحمسين لحضور السيد لاريجاني إلى بيروت، وحتى زيارته إلى العراق ما يتمخض منها غير اتفاق حدودي لا أكثر. في لبنان سبق زيارة السيد لاريجاني عدد من التصريحات النارية لعدد من السياسيين الإيرانيين، حول أهمية بقاء السلاح في يد «حزب الله»!
في وقت لاحق بدأت تسريبات تقول بأن تلك التصريحات هي مجرد نصائح تقدمها الجمهورية الإسلامية إلى لبنان، والمعروف أن «حزب الله» ما زال تحت الهيمنة الإيرانية.
لاريجاني رجل الصفقات ربما قدم إلى بغداد وبيروت لجس النبض، ومعرفة اتجاه الريح في العاصمتين، وربما إشارة أيضاً إلى التغيير في بوصلة طهران، تجاه الصراع الواسع في الشرق الأوسط، ربما أصبحت طهران بعد حربها المباشرة مع إسرائيل، تعيد حساباتها، وإعادة السيد علي لاريجاني الذي يتكلم العربية بطلاقة، ربما من أجل بناء علاقات جديدة تحفظ لطهران احترامها، إلا أن البعض يرى أن أي جهود تبذلها طهران اليوم، هي في الوقت الضائع، فقد انتهت حرب في غزة بكارثة بعد أن أصبحت قاعاً صفصفاً، وبعد أن قُتل وجُوّع مئات الآلاف من الفلسطينيين، كما أن خسارة «حزب الله» أمام إسرائيل في حرب 2023 واضحة لقيادة «حزب الله»، وأيضاً للقيادة الإيرانية في طهران.
ما بقي من أذرع إيرانية في المنطقة هو الحوثي البعيد جغرافياً، وتأثيره هامشي.
فزيارة السيد لاريجاني إلى بيروت، التي استقبلت بكثير من الجفاء في الإعلام اللبناني، ولدى كثير من القوى السياسية اللبنانية، هي محاولة لرأب الصدع، فهل يقوم لاريجاني بإقناع «حزب الله» بالتخلي تدريجياً عن سلاحه والاندماج في المشروع اللبناني الجديد، أم أنه سوف يشجع «حزب الله» على الاحتفاظ بسلاحه، ومن ثم المغامرة في صراع مع الدولة؟!
قبول الدولة اللبنانية استقبال لاريجاني قد يفهم منه أنه قد قدم للتهدئة، وهذه أخبار سارة، فرجل الصفقات ربما يستطيع أن يركب صفقة جديدة في منطقة سياسية صعبة.
لا بد أنه يعرف، وأيضاً من أرسله، أن قرار توحيد السلاح في لبنان وحصره في الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، هو قرار نهائي لا رجعة عنه، وهو قرار لبناني، مؤيد من قوى عالمية، وعربية من أجل استقرار لبنان.
كان من المناسب أن يقدم ملف للسيد لاريجاني فيه بعض الصور للمهجرين اللبنانيين في شوارع بيروت قادمين من الجنوب بعشرات الآلاف، وكان أيضاً من المناسب أن يحمل هذا الملف صور المغادرين عجلاً من الضاحية الجنوبية، بعد كل تهديد إسرائيلي بضرب بعض المباني هناك، ربما هذه الصور تذكر السيد علي لاريجاني بأن الواقع يختلف عن الشعارات، وهو واقع ربما يستطيع أن يفهمه السيد علي لاريجاني!
المشروع العابر للحدود الذي روج له في العقود الأربعة الأخيرة، وصل إلى نهايته وحتمية دروس التاريخ، وتطور الشعوب، تقرر أن الحكم بالآيديولوجيا لم يعد له مكان في التطور الإنساني، تحكم الشعوب بالسوسيولوجيا، أي أن يقدم لها العمل والأمل والأمن، إذا فقدت هذه الثلاثية، فإن أي كلام وشعارات لا يمكن أن تعوض الأمل والأمن والعمل.
حسناً تفعل إيران بالنظر إلى الداخل الإيراني؛ لأنه مرتبك على أقل تقدير، ومفردات هذا الارتباك يعرفها كثير من الإيرانيين، وخاصة من هم في السلطة، وربما عليهم أن يتفرغوا لإيجاد حلول لها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 29 دقائق
- عمون
إطلالة جديدة في مسيرة العلم والعطاء.
بمناسبة بدء دوام المعلمين والمعلمات غدًا، يسرّني أن أتوجّه إليكم بأسمى آيات التقدير والاحترام، معبّرًا عن فخري واعتزازي بجهودكم المستمرّة والمتواصلة في مسيرة بناء الأجيال وصقل العقول. إنّنا اليوم على أعتاب عامٍ دراسيّ جديد، يحمل بين طيّاته تحدّيات وآمالًا جديدة، ولكنّكم أنتم أهل العزم والإرادة؛ أصحاب الأيادي البيضاء التي تزرع في قلوب أبنائنا الطلبة بذور العلم والمعرفة. في هذا العام الدراسي، نقف جميعًا في صفٍّ واحد، متّحدين بروح الفريق، لنكتب معًا فصولًا جديدة من النجاح والتميّز. أنتم من يحمل رسالة التربية والتعليم، وتحملون على عاتقكم أمانة بناء المستقبل، وهذه الأمانة تتطلّب العزيمة والإخلاص، كما تتطلّب الصبر والإبداع في مواجهة التحدّيات التي قد تعترض طريقنا. وأنتُم أهلٌ لهذا؛ فبفضل جهودكم المخلصة، نحتفل كلّ عام بثمرة عطائكم التي تتجسّد في النجاح والتفوّق. واليوم، ونحن نبدأ فصلًا جديدًا، فإنّني على يقينٍ بأنّكم ستواصلون العمل بكلّ حبٍّ وإصرار، وأنّ مدارسنا ستظلّ مناراتٍ للعلم في وطننا العزيز. أيّها الزملاء والزميلات في الميدان، أنتم قناديل الوطن المضيئة، ومصدر الأمل والتفاؤل لأبنائنا الطلّاب. أنتم الذين تزرعون فيهم القيم والمبادئ التي سيحملونها معهم في مسيرتهم المستقبلية. فلتكن هذه العودة بدايةً جديدةً للعطاء والبناء؛ فكلّما أضاءت أفكاركم في عقول الطلبة، تزيّنت الحياة العلميّة والتربويّة بمزيدٍ من الإنجازات. كلّ عام وأنتم خير معلمين ومعلمات، وأنتم أمل المستقبل، وسند الأجيال القادمة في ظلّ القيادة الهاشمية الحكيمة. نسأل الله عزّ وجل أن يوفّقنا جميعًا في هذا العام، وأن يكون عامًا مليئًا بالتحدّيات التي نتغلّب عليها سويًّا، وأن يتحقّق النجاح والتفوّق بفضل جهودكم المباركة؛ فأنتم لبنة هذا المجتمع المتعلّم. وفّقكم الله، وكتب لكم النجاح في كلّ خطوةٍ على طريق العلم والمعرفة.


جو 24
منذ 29 دقائق
- جو 24
راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحتلال #عاجل
جو 24 : أثارت تصريحات راهبة أميركية ظهرت في برنامج تلفزيوني شهير بالولايات المتحدة جدلا واسعا بعدما تحدثت عن تجربتها التي عاشتها على مدى عقدين في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن المسيحيين هناك يواجهون معاناة مشابهة لتلك التي يعيشها المسلمون تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الأم أغابيا ستيفانوبولوس، التي أقامت منذ 1996 في بلدة بيثاني الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "حركة مقاومة تدافع عن شعبها وأرضها"، مشيرة إلى أن السياسات الإسرائيلية جعلت حياة الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين على حد سواء "شديدة الصعوبة"، بسبب القيود على الحركة ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات. وأضافت أن عدد المسيحيين الفلسطينيين تراجع بشكل كبير منذ النكبة عام 1948 نتيجة التضييق والتهجير، مؤكدة أن "المشكلة ليست دينية بل وطنية"، إذ يتعرض المسيحيون للتمييز ذاته بسبب هويتهم الفلسطينية. وانتقدت الراهبة ما وصفته بـ"الدعم الأعمى" من بعض المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة لإسرائيل، قائلة إنهم يتجاهلون معاناة المسيحيين الفلسطينيين ويبررون الاستيطان ومصادرة الأراضي. كما أشارت الأم أغابيا ستيفانوبولوس إلى تعرض كنائس ومؤسسات مسيحية في الضفة وغزة للقصف والدمار، معتبرة أن ذلك جزء من استهداف ممنهج للفلسطينيين. وأوضحت أن المسيحيين الفلسطينيين يعيشون في تلاحم طبيعي مع المسلمين، ضاربة مثالا بمدارس مسيحية في بيت لحم والقدس يدرس فيها غالبية طلاب مسلمين، مؤكدة أن التعايش هو السمة الغالبة على المجتمع الفلسطيني. المقابلة، التي حملت عنوان "هكذا يعيش المسيحيون في الأرض المقدسة"، تجاوزت 12 مليون مشاهدة، واعتُبرت من أبرز الحلقات التي سلطت الضوء على أوضاع الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين معا تحت الاحتلال، وما يواجهونه من عنف المستوطنين والقيود الإسرائيلية. المصدر: الجزيرة تابعو الأردن 24 على


رؤيا نيوز
منذ 29 دقائق
- رؤيا نيوز
الولايات المتحدة توقف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إيقاف جميع تأشيرات الزيارة التي تمنح للأفراد القادمين من غزة. وقالت الوزارة في منشور لها على منصة 'إكس' إنه تم 'إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة'. وأوضحت أن القرار جاء بينما تجري 'مراجعة كاملة وشاملة للعملية والإجراءات التي استخدمت لإصدار عدد محدود من التأشيرات المقدمة لأغراض طبية وإنسانية، في الأيام الأخيرة'.