
الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل
الصديق عبده درويش الذي عرفناه بدماثة أخلاقه وابتسامته التهامية الصادقة.. رحل عن دنيانا بعد معاناة جمعت بين الظروف المعيشية الصعبة نتيجة انقطاع المرتبات، وآلام مرض القلب التي أخذت منه حيويته ونشاطه عاماً بعد عام إلى أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها في لحظة فارقة أحزنتنا وأبكتنا كثيراً.
رحل الدرويش تاركاً لنا مآثر عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات الصداقة والأخوة التي لم تنقطع حتى في سنوات مرضه بالتواصل عبر الهاتف بين الحين والآخر.
الزميل الراحل وخلال معرفتنا به كأخ قريب وصديق ناصح وأستاذ قدير له اسهاماته وكتاباته المميزة في صحيفة "26سبتمبر"، اتسم على مدى عقود من العمل الصحفي بالمهنية العالية والمصداقية، والتجرد من التعالي والمن، كتاباته ولقاءاته الإعلامية تنم عن ثقافة واسعة، وتترجم مدى تشبعه بحب اليمن الإنسان والأرض.
قد لا أجد الكلمات التي استطيع أن أعبر بها عن فقدان هذا الزميل العزيز، وعما يشتعل في صدري من أحاسيس وتفاعلات، وفي مثل هذه الحالة، يكتفي الإنسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والأسى عبر دموع صامتة، او من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة التي جمعتني بالفقيد.
لقد فقدنا زميلاً عزيزاً، وقلماً مؤثراً، وإنساناً نبيلًا، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وهكذا دورات الحياة، هم السابقون ونحن اللاحقون!.
المكلوم: عبدالحميد الحجازي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة والثقافة
كد الأسير الفلسطيني المحرر نائل البرغوثي، السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي حاول كسر إرادة الأسرى، لكن ردهم عليه كان عبر التمسك بالثقافة والحضارة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح النسخة العاشرة من معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، الذي يقام تحت شعار 'وتبقى العربية'، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر من مختلف الدول. وقال البرغوثي، المعروف بعميد الأسرى الفلسطينيين، إن 'جسر العربية للعالم هو جسر الإنسانية والجهاد والحرية والعطاء'. وأضاف: 'نقول للعالم، إن الكتاب العربي كان له فضل كبير في رفع شأن الحضارة ونشر كل ما هو إنساني، ونقف بين جناحي هذه الثقافة التي امتدت للعالم عبر جسور متعددة وآخرها الدولة العثمانية وإخواننا في الدولة الحديثة'. وتابع البرغوثي: 'من قلب الأسر جئناكم لنقول لكم الحمد لله الذي هيأ لنا أسباب الفرج وكسر القيد لنخاطبكم بعد أن غُيِّبنا في بطن الحوت عقودا من الزمان، ليس إلا لأننا نقول فلسطين عربية إسلامية حرة والقدس قبلة لكل المسلمين وأصحاب الأديان السماوية'. وأمضى البرغوثي، أكثر من 44 سنة متنقلا بين زنازين السجون الإسرائيلية، ويعد أحد أبرز رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة، وأفرجت عنه إسرائيل في فبراير/شباط الماالماضي، ضمن مئات الأسرى الفلسطينيين المحررين، في إطار هدنة بين حركة 'حماس' وتل أبيب. وأشار البرغوثي، إلى أن الأسرى الفلسطينيين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب في سجون الاحتلال، ليس فقط لكونهم فلسطينيين، بل لأنهم 'رسل حرية' لوطن يتألم مع كل قطرة دم تُسفك. وقال إن 'الصهيونية هي عنوان العنصرية باعتراف الأمم المتحدة والدول المتحضرة، وهي عدو للثقافة العربية والإنسانية إسلامية أو غير ذلك'. وأردف 'وبما أننا في حضرة الكتاب العربي، كما أن هناك شعراء وكتاب ومثقفون وفنانون، نقول للشعراء، إن من لم يكتب شعره على بحر غزة فلا ضرورة للشعر العربي أبدا، وإن من لا يكتب بعظام الجائعين ودماء الأطفال فلا كتابة له'. وتوجه البرغوثي، برسالة إلى الحاضرين قائلا: 'أنتم رسل الكلمة والعطاء في الإنسانية ورسل لكل سياسي تلتقون به، إن فلسطين تنتظركم جنودًا في الثقافة والميدان'. واستذكر محاولات الاحتلال بث رسائل عن أنه 'قوة لا تُقهر'، قائلاً: 'لكنهم قُهروا في غزة'. وقال البرغوثي: 'كان العدو دائماً يوجّه لنا رسائل يسعى من خلالها إلى أن تصل لكل الأجيال مفادها أنهم قوة لا تُقهر، لكنهم قُهروا في غزة. وكانوا يحرصون على إلباسنا رموزاً يريدون من خلالها إيصال رسالة لكل من يرانا. هذا هو ما أرادوه'. ثم رفع لباساً أبيض مكتوباً عليه: 'أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم'، قائلا 'ولكن كان ردّنا مختلفاً'، ثم رفع علم فلسطين، وأكمل 'فكان ردّنا هو رد الثقافة والحضارة'. وختم البرغوثي بالقول 'طوفان الأقصى جاء بالأسرى إلى المنفى، ولكن نحن لسنا في المنفى بل بين إخواننا تجمعنا كلمة: الله أكبر فوق كل كيد معتدي'. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة 61 ألفا و369 شهيدا و152 ألفا و862 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
ما بعد القصّة.. ما بعد فيصل علوي
في (نشمة) الوجع، قريتي البعيدة عن الله والحبّ والشعر، العاشرة ليلًا بتوقيت الغبار، والريح تعصف بكلّ شيء، في الداخل والخارج، أبدأ ليلتي. غرب العاطفة، شرق العاصفة، أنزوي في غرفتي لا أشتهي سوى 'إشتقتلك، وبعتّلك مكتوب' بعود وحنجرة فيصل علوي، تخفّف عنّي، وعن كتفيّ أطنان المسافات. أشتاق إليكِ، تحاصرني أطيافكِ آناء المكان، تأرجحني في مدارات الحيرة والخوف. أحتاجكِ ليمضي يومي هادئًا خفيفًا، أحتاجكِ كي لا أصاب غدًا بالفزع، عندما أستيقظ وأجدني لا أزال حيًّا. الشوق، هو الحاجة الملحة للاستماع إلى القصص، واختراعها. اختراع القصص، في أحد أوجهه العميقة، هو اختراع الزمن. ليس الزمن الفيزيائي، بل زمن الحكاية والعواطف والأحلام والتّيه والأبطال. ليس أبطال الواقع المرتبط عضويًّا بعقارب الفيزياء، من يطهّرون قبحه وبشاعاته بميثانول الدم الثوري والمغامرات المجنونة، بل أبطال الانسحاق المثير للفضول والشفقة والإعجاب، ومن ثمّ الرغبة بضرورة التقمّص. لقد سرقوا منّا الزمن والأبطال والحكايات، وأصبح زمننا مستهلكًا، فيزيائيًّا، ومبثوثًا ومختلطًا بروث الواقع بشكل لا توجد معه إمكانية لاختراع زمن موازٍ على مستوى الغيم، وأصبح الجميع أبطالًا مكسورين في كلّ مرّة، حيث لا داعي لاختراع القصص، وبالتالي لإشباع حاجتنا للاستماع لها. أصبحت الحياة قصص زمن وأبطال كاملة الدسم، إلّا أنّها لا تثير فينا ما تثيره القصص المتخيّلة، ولا تثير فينا الفضول والرغبة لمعرفتها. لا يمكن للزمن الواقعي وأبطاله أن يتحوّلا إلى قصص. وسهل جدًا على زمن القصص وأبطالها التحوّل إلى واقع. لكن، بشكل غريب ممنهج، فقدنا الواقع والفن. بين جدران أحشرني لائذًّا بنفسي من الآخرين الذين لم أعد أجد قصصًا أسردها لهم، أو أسمعها منهم، ومن أخبار العالَم المؤسفة والحروب واللصوص، ومن شبكة الواي فاي أيضًا. نوافذ أغلقها بإحكام، أسدّ ثقوبها الفضولية بأحذيتي وثيابي وبعض الذكريات والأعضاء، ونوافذ أتركها مفتوحة لضجري منّي ولنوارس بعيدة تحنّ لها أشجار السدر الضامئة تحت بخل الطبيعة، وربما قد أكتب قصيدة الماء، وتنبثق الينابيع من قلبي وتنتشر في الأرض. أتكئ، أتمدد، أو أنبطح، لا فرق. معي كميّات لا بأس بها من القات، بأنواع وجودات مختلفة. لا أملك سجائر، ولّاعتي عاطلة عن العمل منذ أيام، وجيبي لم يدخله شيء حتى الفراغ. لليوم الثالث سأدخّن طفري، وسأحقد على رئتيّ المستلقيتين في صدري كسائحتين عاريتين هانئتين تتشمّسان على سواحل سُقطرى. عندما أجد مالًا، سأنتقم منهما بخسّة. أفتح مشغّل موسيقى الهاتف على أغنية علوي المُشتهاة، أفتح قلبي لفيصل لا ليفصل بيني وبينه، بل ليزيد التوتر المتوازن مع أشياء العالم. الفن العظيم، ليس فقط الذي يفعل فينا شيئًا ما، بل يجعلنا أيضًا نشعر أنّ أشياء كثيرة لم تحدث لنا، جيدة أو سيئة، ويجب أن تحدث، يجعلنا ننتبه للغياب المستعصي عنّا، وعلينا، في أقل التقديرات، أن نتقمّصه. الفن قصّة، وإن بدا غير ذلك، وكلنا، بشكل وآخر، مغرمون به لأنّه كذلك. 'وشرحتلك، عن حالي المتعوب… اشتقتلك' أخطّ لكِ مكاتيب، أدسّها في حمَام شبحي أنقّعه في ماء عناوينكِ وطرقكِ، وأطلقه في الفضاء الرمادي، حيث الرصاصات والطائرات الحربية والدُرون. تطحلب فمّي، سافر القات في دمي رويدًا رويدًا، يثيرني أن أستقلّ قطارات هائجة مجنونة، في رحلة أشد جنونًا. أحتفظ بنفسي عند المكان والزمن الفيصل علوي، وقد تاه صوته في هاتفي، وتهت معه ولم تبقَ إلّا حوافر الحنجرة اللحجيّة تحفر كهروعصبيتي، والدم على قصعات الذاكرة. 'يا فاتن جمالك من مثلك جميل يعجبني دلالك لمّا ما تميل.' يتعالى عود فيصل ويعلّيني معه، يقشّر عن طريقي بعض التيه، يرقّصني ويبعث فيّ الأمل. فيصل قادر على جعلكِ فرحانة في أيّة لحظة، يفكّ عقدة وجهكِ، يدهنه بزخات من الفرح، يحرّركِ تمامًا. لماذا فيصل بالذات؟ ولماذا علويّة؟ ليست بالأسئلة التي لها إجابات. أسئلة الفنّ، وألغازه وإشكاليات علاقته الخاصة مع الإنسان الفرد، حيث شهوات اللعب والمعايير هلامية وحرباوية، تبقى معلّقة دائمًا. أسئلة كهذه تتوالد وتتضاعف كطفرة انشطارية لها قرابة مع اليورانيوم غير المقيّد. وجنتاي منفوختان، أعبّئهما قاتًا بشراهة وربشة تزيدني قلقًا ولهيبًا. أموسق أصبعيّ الإبهام والوسطى، والغرفة لا توسع رقصتي، بل العالم كلّه لا يتسع لها. 'يا ويلك يا ظالم'، يمضي فيصل علوي في شطحاته الليليّة معي، يلكز حبالي الصوتيّة لتصرخ معه في وجه الظالمين. علوي ابن زمن يقدر فيه المرء، بأقلّ قدر من الوعي، أن يفرّق بين أعدائه وأصدقائه، أو بين الأخيار والأشرار، بعد تنقية هذه الثنائية من سياقاتها وشحناتها الدينيّة. لذلك لا يلاحظ وجعي حين أصرخ معه ضد مجهولين، أنا ابن زمن بلغ فيه التعارض الثنائي بين الأصدقاء والأعداء، الأخيار والأشرار، حدَّ الالتحام، أنا ابن زمن: للعملة وجه واحد فقط. على العالم، أو على أغلبه بأقل التقديرات، يسيطر لون واحد، قطب واحد، جيش واحد، والحرب هي حرب أضداد كارتونية هوليوودية انتهازية داخل هذا الواحد العدو على هيئة صديق. والنصر، كاملًا أو جزيئًا، نصر له بمجمله، وكذلك الهزيمة. لا نصر لنا، نحن الفقراء، والجنوبيون، أطفال العالم الثالث، إلّا بخسارة مجملة لذلك القطب. ونحن لا مواقع لنا في هذه الحروب، ولا ثكنات. والفنّ، اختراع القصص، شُلّتْ قدراته على التغيير. نادرًا، لمن أراد أن يحافظ على بقائه على قيد الحياة. فاحلم به، فيصل، واحسب إمكانيات النصر والهزيمة، ديالكتيكيًّا، أو بأسلوب (العم سام) ودعْني الآن، ألجم فم مشغل الصوت، لأخرسك. أصابني بعض الاكتئاب، أو عاودني، أو في الحقيقة، وهذا سرّ، أنا الاكتئاب ذاته والخوف والحزن، والآن، ينتابني قول (رجاء علّيش) كثيرًا: كلّهم أعدائي. حتى أنت يا فيصل، مع الكثير من الاعتذار.


اليمن الآن
منذ 11 ساعات
- اليمن الآن
محمد رمضان يلتقي لارا ترمب ويثير تساؤلات حول مبلغ التبرع
أعرب الفنان المصري محمد رمضان عن سعادته بدعوة تلقاها من لارا ترمب، زوجة نجل الرئيس الأمريكي السابق، مشيدًا بتقديرها للقارة الأفريقية. وكشف رمضان عن عمل فني قادم سيجمعه بلارا ترمب قريبًا، معتبراً هذا التقدير بمثابة دعم للموسيقى العربية الأفريقية. وشارك رمضان جمهوره عبر حسابه على فيسبوك صورًا من لقائه بلارا ترمب، معلقًا بأن هناك 'شيء عظيم قادم إن شاء الله'. وتهدف المبادرة إلى جمع التبرعات من خلال حفل يتطلب دفع رسوم مختلفة لحضور الفعاليات المصاحبة، حيث تتراوح أسعار التذاكر من 1000 دولار للتذكرة العادية، وتصل إلى 3500 دولار لتذكرة VIP التي تتضمن التقاط صورة مع لارا ترمب، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الفنان المصري قد دفع هذا المبلغ لحضور الفعالية والتقاط الصور. اخبار متعلقة