
السودان يغرق في كارثة إنسانية شاملة: مجازر ومجاعة وكوليرا
تفاقمت الأزمة الإنسانية في السودان بشكل مأساوي، حيث واصلت قوات الدعم السريع عملياتها في منطقة دار الريح، واقتحمت قرية دار كبير الواقعة جنوب مدينة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان ، وارتكبت هناك انتهاكات مروعة.
وتجلّت الانتهاكات في ذبح الشقيقين محمد وسعد علي سعيد ، إضافة إلى تهجير السكان المحليين قسرًا وتشريدهم، وسط عمليات نهب واسعة طالت المنازل والمتاجر. وتشهد المنطقة حالة من الفوضى التامة، في ظل شح حاد في مياه الشرب وتدهور الوضع الصحي، بالتزامن مع بداية انتشار وباء الكوليرا.
وفي تطور مقلق، أطلقت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر نداءً عاجلًا، محذرة من مجاعة حقيقية تضرب آلاف العائلات.
وجاء في بيانها: "تقف مدينة الفاشر اليوم شاهدة على واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ السودان الحديث، حيث لم تعد المجاعة مجرد خطر يلوح في الأفق، بل واقع قاسٍ يفرض نفسه على آلاف الأسر التي لم تعد تملك قوت يومها".
وأشارت التنسيقية إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية، في ظل فراغ الأسواق من السلع أو بيعها بأسعار باهظة تتجاوز قدرة معظم السكان، فيما يغيب الدواء والماء وأبسط متطلبات البقاء.
وأضاف البيان أن القصف المدفعي المتواصل يمنع المدنيين من مغادرة منازلهم بحثًا عن الطعام، ويُعيق دخول المساعدات، ما يجعل المطابخ الجماعية التطوعية الملاذ الأخير لآلاف الجوعى. إلا أن أغلب هذه المطابخ توقفت عن العمل بسبب نفاد الموارد وضعف الدعم.
وختمت التنسيقية بنداء عاجل لمنظمات الإغاثة والجهات الرسمية، مطالبة بـ"تحرك فوري لإنقاذ ما تبقى، ودعم مطابخ الأحياء بالغذاء والدواء قبل أن يتحول الجوع إلى إبادة جماعية".
وفي ولاية سنار جنوب شرقي السودان، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع الإصابات بمرض الكوليرا إلى 51 حالة مؤكدة، بينها 5 وفيات، بينما تماثلت 14 حالة للشفاء، فيما لا يزال 31 مصابًا يتلقون العلاج في مراكز العزل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 4 ساعات
- بيروت نيوز
الكوليرا تعصف بالسودان.. والصحة العالمية تندد باستهداف المرافق الصحية
فيما يبذل الأطباء في السودان جهودا لاحتواء تفشٍّ للكوليرا في العاصمة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، عن شعوره بـ'الهلع' إزاء هجوم على مرافق صحية بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان. وأضاف المسؤول الأممي: 'الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تتوقف. ندعو إلى حماية جميع البنى التحتية الصحية والعاملين فيها. أفضل دواء هو السلام'. أتى ذلك بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري لوكالة 'فرانس برس' أن قوات الدعم السريع 'قصفت مستشفى الضمان بمسيرة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى وجرح 12، وفي الوقت نفسه قصفت بالمدفعية الثقيلة' أحياء الأبيض، مشيرا إلى أن القصف استهدف مستشفى آخر. وأكدت إدارة المستشفى الحصيلة، مؤكدة أن المرفق الطبي بات 'خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر'. أزمة تفشي الكوليرا وفي الخرطوم حيث قضى العشرات هذا الأسبوع من جراء تفشي الكوليرا، واجه الأطباء صعوبات في علاج المرضى في خضم نقص في الإمدادات وتسارع التفشي. وقال الطبيب حمد عادل، من منظمة 'أطباء بلا حدود' لـ'فرانس برس' من مستشفى بشائر: 'نستخدم كل الوسائل المتاحة للحد من انتشاره وعلاج المرضى المصابين'. وأظهرت لقطات لتلفزيون 'فرانس برس' مرضى مستلقين على أسرة معدنية متهالكة، يتلقون علاجا وريديا في مركز عزل مؤقت يقتصر على خيمة منصوبة تحت الشمس الحارقة مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية. قصف منشأة لبرنامج الأغذية العالمي ومع دخول الصراع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب. ولم تتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر لتشديد قبضتها على إقليم دارفور، لكنها تواصل قصف المدينة العالق فيها سكان مدنيون يتضورون جوعا. الخميس، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن منشأة تابعة له 'أصيبت وتضررت بشكل كبير من جراء قصف متكرر لقوات الدعم السريع'. وقال مبعوث الرئيس الأميركي مسعد بولس، الجمعة 'إن إتاحة الوصول الآمن والمستدام للفرق الإنسانية أمر بغاية الأهمية، والانتهاكات التي تعرض للخطر مدنيين وجهود إغاثة تتطلب اهتماما جادا'. وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه 'أسوأ أزمة إنسانية' في العالم. وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب. وأعلنت الحكومة المرتبطة بالجيش الأسبوع الماضي، أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة معظم أنحاء العاصمة. ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل. وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن 'السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة'. وأضافت أن 'مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى'. ونزح ما لا يقل عن 3 ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34 ألف شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكان للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية.


الميادين
منذ 6 ساعات
- الميادين
السودان: مقتل مدنيين وخروج مشفى عن الخدمة نتيجة قصف "الدعم السريع"
قُتل 6 أشخاص وجُرح آخرون من جراء قصف قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة مستشفيين وأحياءً سكنية في مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان، بحسب مصدر عسكري. وأعلنت إدارة مستشفى "الضمان"، التي طالها القصف، خروجها عن الخدمة "إلى حين إشعار آخر"، في وقتٍ يبذل فيه الأطباء جهوداً لاحتواء تفش مرض "الكوليرا" في العاصمة السودانية الخرطوم. وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن شعوره بـ"الهلع" إزاء الهجوم، ودعا إلى وقف الهجمات على المرافق الصحية وحماية جميع البنى التحتية الصحية والعاملين فيها. 30 أيار 30 أيار ويتفشى وباء "الكوليرا" في الخرطوم، حيث قضى العشرات هذا الأسبوع وواجه الأطباء صعوبات في علاج المرضى في خضم نقص في الإمدادات وتسارع التفشي. وقال الطبيب حمد عادل من منظمة "أطباء بلا حدود" لوكالة "فرانس برس" من مستشفى بشائر: "نستخدم كل الوسائل المتاحة للحد من انتشاره وعلاج المرضى المصابين". ويُذكر أنّ "الكوليرا" مرض متوطن في السودان، لكن العدوى أصبحت أكثر تواتراً وضراوة بسبب انهيار المنشآت الصحية والأضرار الناجمة عن الحرب. وفي سياق متصل، أكدت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان، اعتزاز يوسف، أنّ البلاد على حافة كارثة صحية عامة شاملة. على صعيد آخر، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنّ منشأة تابعة له أصيبت وتضررت بشكل كبير من جراء قصف متكرر لقوات الدعم السريع.


المركزية
منذ يوم واحد
- المركزية
اليونيسف: أكثر من مليون طفل بخطر في السودان
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان على موقعها الرسمي، أن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بالسودان. وذكرت المنظمة أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا بما في ذلك أكثر من 1000 حالة في أطفال دون سن الخامسة و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في ولاية الخرطوم منذ يناير 2025، وفقا للسلطات الصحية. وتعمل "اليونيسف" وشركاؤها بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية للحد من انتشار هذا المرض القاتل وإنقاذ الأرواح. ومنذ بداية النزاع، اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، وتضررت حياة الملايين. ومع تحسّن إمكان الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية، عاد أكثر من 34000 شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية عام 2025. ويعود معظمهم إلى منازل مدمرة في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والتي تُعدّ ضرورية للوقاية من الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في كل أنحاء ولاية الخرطوم. وتسببت الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في ولاية الخرطوم خلال الشهر الماضي في انقطاع التيار الكهربائي وزيادة حدة نقص المياه، مما أثر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة والنظيفة. وقد اضطرت العديد من الأسر إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة عبر المياه، لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح. وارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يوميا إلى 815 إصابة يوميا في الفترة بين 15 و25 مايو أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط. بالإضافة إلى ذلك، تواجه اثنتان من محليات الولاية جبل أولياء والخرطوم خطر المجاعة، وتمثلان 33 في المئة من إجمالي 307000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية. ووفق "اليونيسف" يقدّر أن 26500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية، وبالنسبة للأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، يمكن أن تكون الكوليرا أو أي سبب آخر للإسهال الحاد مميتاً إذا لم يعالج على الفور. وقال شيلدون يت ممثل "اليونيسف" في السودان: "نسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة لحياة للأطفال الذين يعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم". وأضاف شيلدون يت: "كل يوم يمر، يتعرض المزيد من الأطفال لهذا الخطر المزدوج، لكن كليهما الكوليرا وسوء التغذية يمكن الوقاية منهما وعلاجهما إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال قبل فوات الوقت". وتنفذ "اليونيسف" استجابة متعددة الأوجه للكوليرا في ولاية الخرطوم تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر وتدعم البنية التحتية الحيوية للمياه، بما في ذلك توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه (البوليمر والكلور) ومولد كهربائي بقوة 1000 كيلوفولت أمبير لضمان استمرار تشغيل محطة معالجة مياه المنارة التي تخدم أكثر من مليون شخص في كرري وأم درمان القديمة. كما تقوم "اليونيسف" وشركاؤها بتوزيع مواد معالجة المياه المنزلية للحد من انتقال العدوى في المجتمع، ونشر أجهزة تعقيم المياه في نقاط توزيع المياه لتوفير مياه شرب آمنة، بالإضافة إلى تعبئة فرق الاستجابة السريعة لدعم كلورة المياه وتنفيذ أنشطة التعقيم. وتعمل "اليونيسف" أيضا على إشراك المجتمعات المحلية، من خلال الحوارات ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل توعوية حول أسباب وعوارض وطرق الوقاية من الكوليرا.