logo
ترامب ودبلوماسية التجارة

ترامب ودبلوماسية التجارة

المركزيةمنذ 5 ساعات

فور وصوله إلى البيت الأبيض وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارة والأعمال على رأس أولويات سياسته الخارجية، واستخدم الرسوم الجمركية كأداة للتواصل والتفاوض مع الدول الأخرى. والدليل أنه عندما فرض رسوماً جمركية على البضائع المستوردة من العديد من الدول وعلى رأسها الصين رسم سقف المفاوضات وحدد شروطها وسارعت الدول إلى التفاوض مع الإدارة الأميركية لمواجهة الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي يمكن أن تلحق بها وباقتصاداتها في حال تطبيق هذه الرسوم وعدم التوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن.
ولأهمية التجارة ومكانتها في سياسة إدارته وصف الرئيس الأميركي الرسوم الجمركية بأنها أجمل كلمات له في القاموس وقال "الله والدين والحب هي في الواقع الكلمات الثلاثة الأولى في هذا الترتيب ثم تأتي التعريفات الجمركية".
إنطلاقاً من هذه الأولوية عين ترامب صديقه المقرّب البليونير هاورد لوتنيك وزيراً للتجارة ويعول عليه كثيراً في جلب الإستثمارات الأجنبية وتوقيع اتفاقات تجارية مع الدول الأخرى وحماية الصناعات الأميركية وتعزيز صادراتها. وفي رحلته الأولى إلى الخارج والتي شملت السعودية والإمارات وقطر، حيث تم التوقيع على صفقات تجارية بمئات المليارات من الدولارات، اصطحب الرئيس ترامب معه وزيري التجارة والخزانة وكبار المسؤولين الماليين والاقتصاديين والعشرات لا بل المئات من رجال الأعمال الأميركيين بالطبع إلى جانب وزيري الخارجية والدفاع.
التجارة والمفاوضات مع إيران
وإلى جانب فرض العقوبات على الأخصام والمنافسين يستخدم الرئيس الأميركي التجارة كوسيلة للتفاوض والضغط وكمحفز للتشجيع على تحقيق أهدافه. وهذا ما حصل بالفعل عندما تدخلت الولايات المتحدة دبلوماسياً من أجل وقف الإشتباكات وتجنب اندلاع حرب شاملة بين الهند وباكستان. وذكر الرئيس الأميركي في هذا الصدد أنه استخدم التجارة كعامل مهم في تحقيق وقف إطلاق النار. وأشار إلى أنه عرض حوافز تجارية على البلدين مقابل وقف الأعمال العدائية.
وفي حديثه عن إيران التي يخوض معها الجانب الأميركي مفاوضات حساسة ودقيقة قد تؤدي إما إلى اتفاق نووي جديد أو تفضي إلى ضربات عسكرية توجهها الولايات المتحدة إلى المنشآت النووية الإيرانية، قال الرئيس الأميركي إن "إيران تريد التجارة معنا، حسناً، إن كنتم تصدقون ذلك، وأنا موافق على ذلك، فأنا أستخدم التجارة لتصفية الحسابات وإحلال السلام. لكنني أخبرت إيران، إذا عقدنا صفقة، ستكونون في غاية السعادة. والأهم من ذلك، قلتُ لإيران ببساطة شديدة... أنه ليس هناك متسع من الوقت.. ولن يمتلكوا سلاحاً نووياً..".
وفي تعامله مع سوريا فاجأ الرئيس الأميركي الكثير في داخل الولايات المتحدة وخارجها عبر إعلانه في السعودية عن رفع العقوبات عن دمشق. وجاء هذا الإعلان لمساعدة سوريا على إعادة الإعمار وتنمية تجارتها والخروج من مآسيها ومنعها من أن تعود مجدداً إلى أحضان النفوذ الإيراني ووكلائه وتجنب تجدد الحرب فيها واتساعها بحسب تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو مؤخراً. كما أن هذا الإجراء ورغم محاذيره الأمنية والسياسية، يقطع الطريق على روسيا والصين المستفيدان الأساسيان من العقوبات منذ سنوات، ويفتح الباب أمام الشركات الأميركية للاستثمار على الأراضي السورية وبالتالي يعيد سوريا إلى العالم العربي ويقربها من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة وعلى رأسها تركيا والدول الخليجية ويسرع إحلال السلام بينها وبين إسرائيل.
سفيرات وسفراء من ناد مختلف
ولتطبيق الدبلوماسية التجارية هذه سمى الرئيس دونالد ترامب الكثير من أصدقائه والمقربين منه من رجال وسيدات أعمال سفراء وسفيرات إلى دول العالم للتركيز على التجارة والإستثمار. ولم يعتمد على الدبلوماسيين والسياسيين التقليديين. ومن هنا يأتي مثلاً تعيينه صديقه اللبناني الأصل رجل الأعمال والخبير المالي ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة في لبنان. وقال ترامب إنه من خلال عيسى فإن إدارته "مستعدة لمساعدة لبنان على بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه".
فهل ينجح المستثمرون ورجال الأعمال والمصرفيون حيث فشل الدبلوماسيون المحترفون؟
وهل تنجح الدبلوماسية التجارية في إنهاء الحروب وتفادي أخرى وإحلال السلام في العالم؟ وهل تتمكن من تجاوز التحديات الإستراتيجية والمخاطر الأمنية والنووية والتعقيدات الدينية والجيوسياسية؟
الجواب يتطلب أشهراً لا بل سنوات لتبيانه والعبرة في التنفيذ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب
أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب

النهار

timeمنذ 25 دقائق

  • النهار

أميركا تتسلم طائرة أهدتها قطر لترامب

أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تسلمت طائرة بوينغ 747 هدية من قطر، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتطويرها سريعا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة. وقال شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان اليوم الأربعاء: "تسلّم وزير الدفاع طائرة بوينغ 747 من قطر وفقاً لجميع القواعد واللوائح الفيدرالية". وأضاف: "ستعمل وزارة الدفاع على ضمان مراعاة الإجراءات الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية للطائرة المستخدمة لنقل رئيس الولايات المتحدة". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دافع عن قبول الطائرة رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة. وتبلغ قيمة الطائرة 400 مليون دولار وهي من إنتاج شركة بوينغ. وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي قدمتها الأسرة الحاكمة في قطر سيتطلب تحسينات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات. والتكاليف الدقيقة لهذه التعديلات غير معروفة لكنها ربما تكون كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج بوينغ طائرتين جديدتين (إير فورس وان) تتجاوز خمسة مليارات دولار. وعلى مدى العقد الماضي واجه برنامج (إير فورس وان) تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين 747-8 في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقا. وفازت بوينغ في 2018 بعقد قيمته 3.9 مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأميركي لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت بوينغ إنها أنفقت 2.4 مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع.

ترامب يعيد رسم الشرق الأوسط.. و"إسرائيل" لم تعد أولاً
ترامب يعيد رسم الشرق الأوسط.. و"إسرائيل" لم تعد أولاً

الميادين

timeمنذ 30 دقائق

  • الميادين

ترامب يعيد رسم الشرق الأوسط.. و"إسرائيل" لم تعد أولاً

الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات، والتي تمخّض عنها توقيع عقود استثمارية وتجارية تقدّر بنحو أربعة تريليونات دولار، لم تمرّ مرور الكرام في "تل أبيب". فبالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، لم تكن هذه الجولة مجرّد حدث اقتصادي عابر، بل كانت إيذاناً بإعادة ترتيب الشرق الأوسط—ولكن هذه المرة من دون "إسرائيل". التحذير من هذا التغيير لم يقتصر على المراقبين الخارجيين، بل جاء من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذاتها، وعلى رأسهم الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، الذي اعتبر أنّ الإدارة الأميركية بدأت تنسج خيوط تحالفات جديدة تتجاوز "إسرائيل"، بل وتستبعدها أحياناً. فقبيل هذه الجولة، كانت واشنطن قد اتخذت سلسلة من الخطوات التي عزّزت هذا الانطباع: بدء التفاوض مع إيران من دون تنسيق مع "تل أبيب"، وقف الغارات على أنصار الله في اليمن، دعم الدور التركي-القطري في سوريا، فصل المشروع النووي السعودي المدني عن التطبيع مع "إسرائيل" كشرط ملزم، والتفاوض المباشر مع حركة حماس وإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر من دون تدخّل إسرائيلي يُذكر. هذه المؤشرات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل نشهد تحوّلات جذرية في العقيدة الاستراتيجية الأميركية؟ أم أنّ ما يحدث ليس أكثر من تقاسم أدوار بين واشنطن و"تل أبيب" في سياق أوسع؟ الإجابة تبدأ من الداخل الأميركي نفسه، وتحديداً من داخل الحزب الجمهوري. لطالما عُرف الحزب الجمهوري، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بانحيازه إلى التدخّلية العسكرية والدبلوماسية، وبتبنّيه مواقف صارمة في دعم الحلفاء، وعلى رأسهم "إسرائيل". غير أنّ السنوات الأخيرة، وتحديداً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت تحوّلاً جذرياً في هذا الإرث السياسي. فقد أعاد ترامب ترتيب الأولويات القومية، مستنداً إلى رؤية تعتبر أنّ الحروب الخارجية، والتحالفات غير المتكافئة، والالتزامات الأمنية البعيدة، تشكّل استنزافاً للاقتصاد الأميركي، وعبئاً على المواطن العادي. هذا التوجّه، الذي يُعرف اليوم داخل الحزب الجمهوري بـ"الانعزالية الجديدة" (MAGA)، لا يعني انسحاباً تاماً من العالم، لكنه يضع المصلحة الأميركية الاقتصادية المباشرة في المقدّمة، على حساب الالتزامات التاريخية، بما فيها الالتزام بالدفاع غير المشروط عن "إسرائيل". وفي مقابل هذا التيار، يقف الجناح التدخّلي التقليدي داخل الحزب، والذي يدافع عن استمرار الدور الأميركي الفاعل في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، ويشدّد على ضرورة الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع "إسرائيل". لكن في الميزان السياسي الحالي، بات واضحاً أنّ الكفّة تميل لصالح التيار الانعزالي. ويكفي النظر إلى الخطوات العملية الأخيرة لإدارة ترامب كي ندرك أنّ هذا التيار لم يعد مجرّد صوت داخلي، بل هو الذي يمسك فعلياً بمفاتيح القرار. إزاء هذا الواقع، تجد "إسرائيل" نفسها أمام مشهد غير مألوف. للمرة الأولى منذ عقود، لا تملك "تل أبيب" تأثيراً مباشراً على أولويات الإدارة الأميركية، ولا تستطيع فرض خطوطها الحمر كما كانت تفعل في الماضي. فالتفاوض مع إيران جرى خارج قنوات التنسيق، والعلاقة مع السعودية تُبنى اليوم على أساسات اقتصادية لا تمرّ عبر بوابة "السلام مع إسرائيل"، وحماس، التي تصنّفها "إسرائيل" كمنظمة إرهابية، باتت تحاور واشنطن مباشرة. 19 أيار 09:03 18 أيار 06:45 في هذا السياق، تبدو "إسرائيل" قلقة من أن يتحوّل حضورها في المعادلة الإقليمية إلى أمر ثانوي. فالرؤية الأميركية الجديدة ترى في استقرار الشرق الأوسط هدفاً في حدّ ذاته، لا وسيلة فقط لضمان أمن "إسرائيل". وهذا تحوّل جذري، يعكس إدراكاً أميركياً بأن أمن الطاقة، وضبط التوازنات الإقليمية، ومنافسة الصين وروسيا، كلّها أولويات تتقدّم على العلاقة التاريخية مع "تل أبيب". ولعلّ ما يُفاقم التباعد بين واشنطن و"تل أبيب"، ليس فقط التحوّلات داخل الحزب الجمهوري، بل أيضاً التحوّلات العميقة التي شهدتها "إسرائيل" نفسها وما زالت تتفاقم. فالحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تعد تمثّل الإجماع الإسرائيلي التقليدي، بل تقودها ائتلافات من اليمين الديني القومي الاستيطاني، والتيارات المشيحانية التي تُضفي على الصراع طابعاً دينياً مطلقاً يتنافى مع أيّ تسوية سياسية. هذا الائتلاف لا يتبنّى فقط خطاباً متطرّفاً تجاه الفلسطينيين، بل يدفع بالصراع إلى أمد غير محدود، وهو ما تجلّى بوضوح في إصرار نتنياهو على استمرار الحرب في غزة من دون أفق سياسي واضح، ومن دون خطة استراتيجية للخروج. هذا التوجّه بات يتعارض جذرياً مع المزاج الأميركي الجديد، حيث تُفضّل إدارة ترامب—وعلى غير عادتها في ولايته الأولى—إنهاء النزاعات المفتوحة والتركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي بوسائل دبلوماسية واقتصادية. وهكذا، لا يعود التوتر بين واشنطن و"تل أبيب" مجرّد انعكاس لتحوّلات أميركية، بل هو أيضاً نتيجة لانسداد سياسي داخلي في "إسرائيل"، يقوده نتنياهو وحلفاؤه نحو مسار تصادمي مع المصالح الأميركية الجديدة. وبذلك، تصبح العلاقة الخاصة بين الطرفين نتاجاً لتحوّلين متوازيين: انعزالية أميركية متنامية، وراديكالية إسرائيلية متصلّبة. وفي هذا السياق، تصبح نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر تعقيداً. فرغم أنها أضعفت من دور المحور الإيراني وأربكت امتداداته في المنطقة، فإنّ "إسرائيل" لم تتمكّن من استثمار هذا التراجع. والسبب؟ غياب الرؤية السياسية والاستراتيجية لما بعد الحرب. ترك هذا الواقع فراغاً في الإقليم، لم تملأه "تل أبيب"، بل سارع آخرون إلى استغلاله. فالسعودية، التي صعدت كقوة إقليمية أولى بعد تراجع طهران وتردّد "إسرائيل"، بدأت تملأ هذا الفراغ بثقة. وإلى جانبها، تحرّكت أنقرة والدوحة في الملف السوري بدعم أميركي واضح، في ما بدا وكأنه توزيع جديد للأدوار في المنطقة، من دون حاجة أميركية للدور الإسرائيلي التقليدي. وهكذا، تكون "إسرائيل"، التي تباهى نتنياهو بأنها تعيد رسم الشرق الأوسط من خلال حرب غزة، قد رسمت فعلياً حدود تراجعها الاستراتيجي في المنطقة. لا يعني كلّ ما سبق أنّ التحالف الأميركي-الإسرائيلي في طريقه إلى الانهيار، لكنه بالتأكيد أمام إعادة تعريف. فـ "إسرائيل" لم تعد حجر الزاوية الوحيد في سياسة واشنطن بالمنطقة، والإدارة الأميركية لم تعد ترى في التوافق المطلق مع "تل أبيب" شرطاً لتحقيق مصالحها. إنّ ما نشهده اليوم هو نهاية مرحلة، وبداية أخرى، لا تقوم على العلاقات التاريخية، بل على الحسابات البراغماتية المتغيّرة. وفي هذا الشرق الأوسط الذي يُعاد تشكيله، لا يبدو أنّ لــ "إسرائيل" موقعاً مضموناً، ما لم تُعد هي الأخرى قراءة المشهد وتعديل أدواتها. لكن يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن لهذا التعديل أن يحدث في ظلّ قرار سياسي تتحكّم فيه قوى مشيحانية صاعدة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟

"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية
"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً للصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، يتناول فيه الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتصاعد الضغوط الدولية والداخلية على الأخير لوقف الحرب. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: أفاد موقع "أكسيوس" يوم الإثنين أنّ فانس قرر عدم زيارة "إسرائيل"، في إشارة إلى تعقيد العلاقات بين إدارة ترامب الثانية والحكومة الإسرائيلية. فهل أعاد نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، النظر في خطته لزيارة "إسرائيل" بسبب هجومها على قطاع غزة؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنّ لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سبباً إضافياً للقلق في ظل تصعيد إدارة ترامب للضغط على "إسرائيل". في الأسبوع الماضي، وصل المبعوثان الأميركيان، ستيف ويتكوف وآدم بوهلر، إلى القدس للاحتفال بإطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر، الذي تم من دون تدخل إسرائيلي. وصرّح أحد مساعدي نتنياهو لموقع "المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأنه على الرغم من سعادة رئيس الوزراء بالإفراج، إلا أنه لم يشارك في الاحتفالات. وقال المساعد: "هذه الاحتفالات زائفة. نتنياهو لا يشارك فيها حقاً. إنه يعلم ما سيحدث قريباً. تبدو زيارة ويتكوف الحالية مشابهة جداً لزيارة 11 يناير". من الواضح أنّ زيارة ويتكوف لـ"إسرائيل" في 11 كانون الثاني/يناير، قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، جعلت نتنياهو يدرك أنّ إدارة ترامب الحالية ستكون مختلفة تماماً عن سابقتها. فرض ويتكوف نفسه على نتنياهو يوم السبت، يوم الراحة اليهودي، في محاولة عاجلة لإبرام هدنة. وذكرت صحيفة "هآرتس" بعد الزيارة أنّ ويتكوف، بسلوكه غير الدبلوماسي، أجبر نتنياهو عملياً على قبول اتفاق إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تقوده الولايات المتحدة. 21 أيار 08:47 20 أيار 14:20 وقال مساعد نتنياهو لموقع "المونيتور": "لم يكن الأميركيون يعرفون بعد ما الذي يُقحمون فيه بالضبط". وأضاف المصدر: "كان لدى ترامب بعض الصبر على ما يحدث. والآن نفد صبره". وأضاف: "سنكتشف في الأيام المقبلة مدى سخط ترامب على نتنياهو". كما تلوح في الأفق موجة دبلوماسية مع شركاء إسرائيليين آخرين. فقد أصدر ثلاثة من أهم حلفاء "إسرائيل"، بريطانيا وفرنسا وكندا، بياناً غير مسبوق يوم الإثنين أدانوا فيه "إسرائيل" على حملتها في غزة، متضمناً تهديدات باتخاذ "إجراءات ملموسة". حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم الثلاثاء، من أنّ الاتحاد الأوروبي قد يُعيد النظر في اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"، بما في ذلك مناطق التجارة الحرة. كما أنّ اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية مطروحٌ أيضاً، كذلك أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً. وأصدرت 22 دولة يوم الإثنين بياناً مشتركاً حثّت فيه "إسرائيل" على السماح فوراً باستئناف وصول المساعدات إلى قطاع غزة بالكامل. ويُبدي القادة الدوليون وقادة الرأي، الذين دعموا "إسرائيل" دعماً قاطعاً منذ مجزرة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، علامات إرهاق أو ندم متزايدة. في مواجهة ضغوط دولية، يحاول نتنياهو الحفاظ على بقاء ائتلافه اليميني، مع الحفاظ على استقرار "إسرائيل" دبلوماسياً. لكن الضغوط الخارجية تتزايد باستمرار. خلال زيارة ترامب للخليج الأسبوع الماضي، وجد نتنياهو نفسه مضطراً لإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بوساطة مع حماس. ومرة ​​أخرى، لم يمنح نتنياهو الوفد تفويضاً واسعاً للتفاوض، ما أدى إلى تقويض المحادثات قبل بدئها. يوم الإثنين، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر أميركي لم تسمّه قوله: "ترامب يُخبر إسرائيل باستمرار: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". بعد ساعات قليلة، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر في إدارة ترامب قوله إنّ البيت الأبيض يدرس دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الذي من المرجح أن ينافس نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ليُظهر لنتنياهو أنّ صبر الرئيس بدأ ينفد. وقال مساعد نتنياهو: "الأمور تجري بوتيرة أسرع بكثير مما توقعنا. لقد أخطأنا في تقييمنا للإدارة الجديدة. لم نقرأ الخريطة، ولم نفهم أن هؤلاء أشخاص مختلفون تماماً عن أولئك الذين حاصروا ترامب في المرة السابقة". يتعين على نتنياهو الآن أن يقرر كيفية المضي قدماً في عملية "عربات جدعون"، التي من المتوقع أن يسيطر فيها "الجيش" الإسرائيلي على أجزاء كبيرة من غزة إلى أجل غير مسمى لمنع حماس من العودة إلى السلطة. وقد جرت بالفعل تعبئة خمس فرق، وهو عدد القوات نفسه تقريباً الذي جرى استدعاؤه في ذروة الحرب قبل أكثر من عام. وقد صرّح مصدر سياسي رفيع المستوى لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته قائلاً: "لقد جُرّ نتنياهو إلى تصعيد في غزة تحت ضغط من شريكيه في الائتلاف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وحتى الآن، قَبل أن يُجرّ إلى هذا لأنه كان يعلم أن بقاءه السياسي يعتمد عليه. لكن الآن، ومع تهديد الأميركيين بالتخلي عنه، أصبحت المعضلة أكثر وضوحاً". وتابع المصدر: "نتنياهو يخاف من بن غفير وسموتريتش، لكنه يخاف أيضاً من ترامب. السؤال هو: مِمَّن يخاف أكثر؟". نقلته إلى العربية: بتول دياب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store