logo
كاميرا لا تعرف 'ستوب'.. لماذا فشلت دراما السير الذاتية في مصر؟

كاميرا لا تعرف 'ستوب'.. لماذا فشلت دراما السير الذاتية في مصر؟

الجزيرة٠٨-٠٥-٢٠٢٥

في عام 1975، اضطر المخرج الفرنسي ذو الأصل الهنغاري 'كلود سوتيه' للتخلي عن أكبر مشاريعه المهنية طموحا، وهو إصدار عمل سينمائي يوثق حياة مطرب فرنسا الأول 'موريس شيفالييه'.
قال 'سوتيه' بنبرة لا تُنسى، مع أن فظاظة التصريح أثارت حفيظة أكثر من 15 ممثلا كانوا مرشحين للبطولة: لا أحد يمكنه أن يكون 'شيفالييه'، إلا 'شيفالييه' ذاته.
وقبل 36 عاما من ذلك التاريخ، قرر الخلاسي ذو الدماء الأيرلندية والروح الأمريكية 'جون فورد' إصدار فيلم 'السيد لينكولن الصغير' (Young Mr. Lincoln) عام 1939، فوثق فيه حياة بطل أمريكا ومحرر عبيدها 'أبراهام لينكولن'.
وبعد سبعة أشهر من ذلك، حاول 'فورد' إقناع مشاهدي دور العرض في ساحة التايمز، الذين مطوا بأعناقهم في مقاعدهم، وتمزقت راحات أيديهم من التصفيق، بأن العمل الذي حظي باهتمام شعبي فاق فيلم 'ولادة أمة' (The Birth of a Nation) لـ'ديفيد غريفيت' لم يكن سوى جذوة فكرية عابرة، جاءته وهو في أريزونا يشعل سجائر ذات تبغ رخيص، متحررا من شبح حرب عالمية تلوح في الأفق.
بدأت منذ تلك اللحظة سلسلة لا تنتهي من سينما ما سيسمى لاحقا 'السينما الذاتية' كما وصفها ذات مرة 'جورج ستاينر'، ناقد أمريكا وفيلسوفها الذي لن يُنسى، لتضرب بمقارعها أبواب السينما الأوروبية.
ثم انتقلت بلا وسطاء ولا شهود إلى السينما الشرقية وتحديدا المصرية، التي أفردت سرودا خاصة لمثل هذا النوع من السينما، راحت تتغير مضامينها وقصصها ورسائلها بتغير الحقب والأزمنة، التاريخ والجغرافيا، وربما الشخوص والأمكنة.
لا يستهدف هذا المقال تفكيك ما هو مركب، ولا تركيب ما قد تفكك إزاء نوع ما من السينما أو الدراما، بقدر ما يستهدف سبر أغوارها، في سعي قرطاجي لفهم هذا النوع من السينما أو الدراما، ومدى قابليتهما الجماهيرية في البديهية الشعبية المصرية.
أيها السادة، سأروي لكم قصة إنسان كما جبلته الطبيعة وسلخته الحياة، وهذا هو المؤسف في الأمر.. فاقبلوا اعتذاري ومودتي.
جان جاك روسو – الاعترافات
'أم كلثوم'.. شذوذ عن القاعدة العامة
يمكن أن نقول إن أول رواية أدبية تروي بتشخيص معملي إحدى قصص السعي الإنساني من الصعود إلى الأفول، هي المسودة الخالدة لفيلسوف فرنسا العريق 'جان جاك روسو' (الاعترافات)، التي يروي فيها مآثره ونكباته ومآسيه، في بحور الزمن التي تخللت حياته، من الصعود المدوي حتى السقوط المشرف، ومن الولادة المبتسرة حتى الموت بأحد أمراض الحياة الخبيثة.
ويعدّ أول فيلم يتناول قصة سيرة ذاتية ذات طابع ملحمي حاملا ثقل هذا النوع بداخله هو فيلم 'ولادة أمة' (1915)، الذي يسلط الضوء على قصة عائلتين من السكان الأصليين من قبيلة 'الهونيكا' خلال الحرب الأهلية الأمريكية، ومدى تعاطي حيزهم الاجتماعي الجديد مع معتقداتهم وموروثهم الثقافي والاجتماعي، حتى عصر إعادة الإعمار، مرورا بصك وثيقة الاستقلال، إحدى مفاخر أمريكا التي تسبب الصداع حتى لحظة كتابة هذا المقال.
ثم بدأت بعد ذلك -كما قلنا- سلسلة لا تنتهي من سينما ودراما الترصد المرئي لقصص السير الذاتية، اختلفت عن سينما التوثيق التاريخي اختلافا طفيفا، ولكنه يظل اختلافا.
فبينما ذهبت سينما التوثيق لرصد حالات التغاير المجتمعي والتاريخي، وأثره على الذات المفردة من شخوص أوليين أو ثانويين، استقرت سينما السير الذاتية على سبر أغوار الشخصية الفردية، وتحليلها فنيا بما يناسب موقعها الاجتماعي والتاريخي والمكاني.
ففي 'أم كلثوم' (1999) -الذي يصنف أول مسلسل قصص ذاتي في مصر- ترسم صانعة العمل إنعام محمد علي حكاية سردية تأملية ذات مضمون روائي اجتماعي، وربما كان هذا ما أكسب العمل قداسته الفنية، ومنحه مكانا تحت الشمس، بصفته واحدا من دعائم دراما السيرة الذاتية في مصر والوطن العربي.
فقد قوبل المسلسل منذ لحظاته الأولى باحتفاء جماهيري، لكونه أيقونة درامية صُنعت على عجل وربما بجهد 'حميري' من صناع العمل، واستغرق إنتاجه 3 أشهر فقط، ويتناول في طيّه حياة كوكب الشرق 'أم كلثوم'.
ومع ذلك، فقد استطاع تفصيص الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية في مصر الملكية، حتى بداية صعود الاشتراكية القومية الناصرية وأفولها، من خلال شخصية محورية؛ ألا وهي أم كلثوم، التي عانت تحت شمس كل تلك الظروف، ونمت تحت قمرها متوغلة في ميدان ما يستحق الثناء والرثاء معا.
'إمام الدعاة'.. بحث عن نجاح سريع بشخصية محبوبة
ربما كان النجاح المدوي الذي ناله مسلسل 'أم كلثوم' هو ما شجع صناع عمل كثيرين بعد ذلك، للتوغل في صحراء ملح بارود دراما السيرة الذاتية، ولكن بجهد حثيث، لتجنب شقائق نعمان المشاكل الاجتماعية، ومستنقعات بحور السياسة الواقعية ومخاضات الأزمات الاقتصادية، آملين اجتياز رأس رجائهم الصالح إلى نجاح سريع، يليق بحكاية ذاتية تميل إلى أقصوصة يوتيوبية منها إلى رواية عادلة لأزمات الأزمنة.
ففي 2003، أصدر المخرج مصطفى الشال مسلسل 'إمام الدعاة'، الذي يروي قصة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقد حقق أيضا نجاحا جماهيريا، ولكن ليس لوزنه الفني أو التقني كما حدث في 'أم كلثوم'، بل لحجمه 'التعريفي'.
فمنذ اللحظة الأولى، لم يدع صانع العمل فرصة أمام الجمهور لالتقاط الأنفاس، بل مزق بضربة منجل واحدة خيوط عنكبوت الواقع بأصابع غير مرئية.
فالمسلسل يتناول سيرة واحد من أكثر الشخصيات الدينية قداسة في مصر، وربما في العالم العربي في القرن العشرين، ويبدو ذلك جليا من الاسم الذي أصر المخرج أن يدبغ به عمله 'إمام الدعاة'.
وقد أسهم ذلك في قبوله جماهيريا وهضمه شعبيا ونجاحه فنيا، برغم افتقاده إلى تقنية السرد الحر والعادل لبعض الأزمات السياسية والاجتماعية، التي تخللت مولد البطل حتى مماته، مستندا إلى شحنة دينية مثقلة من الأساس بقداسة شعبية شبه أرضية معدة سلفا لشخص البطل في الواقع المعاش.
أعمال تعجز عن حمل الشخصيات الثقيلة
من أبرز الاتهامات التي توجه إلى صُناع دراما السير الذاتية وأبطالها في مصر، أنهم يجنحون إلى مثل هذا النوع من الأعمال دون قناعة فنية متكاملة، أو دون إلمام بالحيثيات النفسية والمضامين الاجتماعية والشخصية التي تتخللها حياة بطل القص، مما يتسبب بالطردية في نص مجزوء ومتلف، وسرد متآكل وناقص، وحبكة شويت على نار هادئة في رماد الأيام والأزمنة.
وإنما غاية مرامهم نجاح سريع للعمل عند صانعه مخرجا كان أو منتجا، وشهرة أسرع لبطله ثانويا كان أم أوليا، حتى ولو أدى ذلك إلى عدم التناسق النظري والتطبيقي بين البطل متقمص الدور الذاتي، والأحداث والأزمات التي كان يعج بها عصره أو حقبته المعيشة.
ويبدو 'السندريلا' (2006) الذي يروي قصة حياة سعاد حسني مثالا حيا على الفشل الفني والإبداعي، والمبالغة في اجتزاء النص التاريخي، وتحوير وقائع الأزمنة، مداهنةً لرموز سياسية أو اجتماعية، كانت لها سلطة ما في تلك الأيام، كضابط المخابرات صفوت الشريف، الذي عُين لاحقا رئيسا لمجلس شورى النواب حتى إقالته في 2011.
أصبح المسلسل منذ أيام عرضه الأولى حتى اللحظة المعيشة نموذجا حيا للرداءة الفنية، وعدم التناسق التطبيقي بين شخوص العمل 'المتقمصين'، والأشخاص الحقيقيين الذين يدور عنهم القص.
من هؤلاء عبد الحليم حافظ، الذي أدى دوره المغني مدحت صالح، برغم عدم وجود سمات نفسية أو بيولوجية بينه وبين عبد الحليم حافظ، وكذلك منى زكي في تجسيدها لدور سعاد حسني، برغم افتقادها للحضور النفسي، وربما الأنثوي الذي امتازت به سعاد حسني، مما جعلها عن جدارة فرعونية تستحق لقب 'السندريلا'، وهو اللقب الذي عُرفت به لحما وعظما حتى موتها.
وكذلك تقمص المؤلف تامر حبيب دور صلاح جاهين، برغم انعدام الحضور الفني والذهني، للقيام بدور شاعر كبير في لغتنا العامية. ناهيك عن غير ذلك من الأخطاء الفنية والتاريخية، التي جعلت العمل يتحول من مسلسل سيرة ذاتية إلى 'ستاند أب' كوميدي على منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن، وهذا أقل ما يقال عنه من باب الأمانة التحليلية.
مضحك برغم أنه غير مضحك
يرى الباحث أحمد كمال خطاب في بحثه 'دراما السيرة الذاتية التلفزيونية وتشكيل الصورة الذهنية لدى الجمهور'، أن الدراما المصرية نجحت إلا قليلا في تجنب تعقيدات الحيثيات التاريخية، والحقائق الواقعية والسياسية، التي يفترض أن تعج بها سيرة المشاهير الذاتية، تفاديا لأخطار لا داعي لها مع دوائر الأنظمة الحاكمة ومؤسساتها، نظرا لما تزخر به حياة بعض المشاهير من مناكفات سياسية مع دوائر السلطة في حقبتهم، فتفضل صب مثل هذه القوالب في طابع أقرب إلى اليوتوبيا المعدة سلفا للهضم الفني.
وإذا استطعنا تحريف طريقة الباحث أحمد كمال خطاب الموغلة في التخصص الأكاديمي، وشددناها على مساحة من الواقع، لوجدنا أن دراما السيرة الذاتية المصرية في الألفية الجديدة قد لجأت -وربما عمدا- لعدم رصد حقائق بعض المشاهير السياسية والاجتماعية وربما الجنسية، تفاديا لدائرة حكم أو مركز سلطة ما.
ففي 'أبو ضحكة جنان' (2009)، الذي يروي قصة حياة إسماعيل ياسين، يبتعد صانع العمل عن أي تلميح -وإن رمزي- للأزمة التي حدثت بين إسماعيل ياسين ومجلس قيادة الثورة، وانتهت بتأميم أملاكه المكتسبة شخصيا.
أما 'الضاحك الباكي' (2022)، الذي يحكي حياة الفنان نجيب الريحاني، فقد ذهب إلى عدم التطرق لحياته السياسية والجنسية، التي دارت أقاويل عنها، حتى بلغت مسامع القصر الملكي يومئذ، مما كان سيتسبب في النهاية الحتمية لحياته الفنية.
في حين حمل 'أسمهان' (2008) شحنة سريالية مثقلة في حمولتها، في سرده حياة المغنية والممثلة المصرية ذات الأصل اللبناني أسمهان الأطرش، من دون التطرق إلى حياتها السياسية والجنسية، كاتهامها بالعمالة للمخابرات الإنجليزية في زمن الحرب، وعلاقتها الجنسية مع الملك فاروق.
كل هذه الأسباب ربما أسهمت في جعل كل هذه الأعمال أعمالا كوميدية، وُوجهت بالنقد اللاذع جماهيريا على المستوى الشعبي، وأدبيا على المستوى النقدي، نظرا لافتقادها إلى النص المتكامل، والنفس الطويل والعادل في القص، وهو بالتأكيد ما يبحث عنه المشاهد قبل الناقد.
'معصومية الشخصية'.. تمجيد كثير وحقائق قليلة
في عام 1996، أصدر المخرج محمد فاضل أكثر أعماله رسوخا في الذاكرة الشعبية؛ ألا وهو 'ناصر 56″، الذي يروي قصة منفصلة من حياة الرئيس جمال عبد الناصر، بدءا من الجلاء البريطاني عن مصر، حتى قرار تأميم قناة السويس، مرورا بمأثرة العدوان الثلاثي، أو ما سمته الأدبيات السياسية لاحقا 'قضية السويس'.
ومع أن الفيلم لا يصنف ضمن سينما السيرة الذاتية بالمعنى المادي للكلمة، فإنه كان بمنزلة مسمار عجلة الانطلاق لما سيطلق عليه 'كاميرا المخرج الواحد'، التي ذهبت إلى التقديس شبه الأعمى للشخصية، بدلا من تحليلها وسبر غورها، لا سيما إذا كانت ذات وزن سياسي، له شرط أرضي يمنع تحليل الشخصية معمليا في محاولة لفهم بعض جوانبها النفسية، والاكتفاء بتسليط الضوء على جوانبها الإيجابية والمثالية، التي مكنتها من قيادة قبيلة ومن ثم أمة.
فهذا ما يسمى في بعض الأدبيات الفنية 'معصومية الشخصية'، وهذا ما أدى بطبيعة الحال إلى خلق سينما ودراما سيرة ذاتية سياسية، منفصلة شكلا وموضوعا عن الوقائع التاريخية والحقائق السياسية التي يعرفها الجميع.
يختصر فيلم 'أيام السادات' (2001) قصة حياة الرئيس الراحل أنور السادات في سرد هلامي، افتقد لبعض الحقائق الاجتماعية والسياسية عن شخص الرئيس 'أنور السادات'، منها اتهامه بالعمالة للمخابرات الألمانية من الداخل المصري في زمن الحرب، وعلاقته بالراقصة والجاسوسة حكمت فهمي.
وذهب 'الاختيار 3' (2022) إلى تركيز الكاميرا من زواياها الأربع، لسرد قصة حياة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الاجتماعية والعسكرية والسياسية، من خلال إظهاره بمسحة قداسة وصوفية، أسهمت في تنصيبه حتى هذه اللحظة رئيسا للجمهورية.
في النهاية، يمكننا القول إن سينما ودراما السيرة الذاتية في مصر تحديدا لا تزال تعاني أفولا فنيا، نظرا لافتقادها إلى رسائل ومضامين واقعية وعدم حياديتها التاريخية في تناول الأحداث السياسية والاجتماعية وافتقادها إلى نص قوي ومتماسك يتيح لها مكانا تحت شمس القابلية الشعبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صفعة ماكرون "الزوجية" تهز فرنسا وتجبره على التوضيح
صفعة ماكرون "الزوجية" تهز فرنسا وتجبره على التوضيح

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

صفعة ماكرون "الزوجية" تهز فرنسا وتجبره على التوضيح

أثارت صور وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت إلى فيتنام -في بداية جولة آسيوية- تعليقات واسعة في الصحافة المحلية والعالمية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، إذ بدت السيدة الأولى في إحدى اللقطات كأنها تصفع زوجها، وتراوحت التفسيرات بين كونها "مشاحنة" أو حركة تعبّر عن "الودّ". وأظهر المشهد -الذي التقط مساء أمس الأحد في مطار هانوي- باب طائرة الرئيس يفتح، وبدا من خلاله ماكرون لا يزال داخل الطائرة. وفي تلك اللحظة، شوهدت يد بريجيت كأنها توجه صفعة لزوجها، من دون أن تظهر من خلف الباب. وبدا الرئيس متفاجئا، لكنه سرعان ما استدار نحو خارج الطائرة ليلقي التحية. وعندما بدأ الزوجان النزول على درج الطائرة، مدّ ماكرون ذراعه لزوجته كعادته، إلا أنها لم تمسكها بل تمسكت بحافة الدرج. وخرج ماكرون بنفسه ليعلق على ما جرى وعلى مواقف أخرى سابقة، بعدما شكك قصر الإليزيه بصحة الفيديو في البداية، مشيرا إلى احتمال التلاعب فيه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. إعلان وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين في هانوي، اليوم الاثنين "كنت وزوجتي نتبادل المزاح كما نفعل في كثير من الأحيان". وأضاف "قبل 3 أسابيع، ثمة أشخاص شاهدوا مقاطع فيديو وظنوا أنني شاركتُ كيس كوكايين، وأنني أبقيت إصبعي في يد الرئيس التركي، وأنني الآن تشاجرت مع زوجتي. لا صحة لأي من هذا كله… لذا على الجميع أن يهدأوا". وفي وقت سابق، تحدث مقرّب من الرئيس عن "مشاحنة" بسيطة بين زوجين. وقالت أوساط ماكرون للصحفيين الذين يغطون الرحلة الاثنين "كانت تلك لحظة ينفّس فيها الرئيس وزوجته توترهما للمرة الأخيرة قبل بدء الرحلة". وأضاف المصدر نفسه الذي عزا التعليقات السلبية إلى الدوائر الموالية لروسيا "إنها لحظة ودّ" استغلها "أصحاب نظرية المؤامرة". View this post on Instagram A post shared by Présidence de la République (@elysee) وقد نقلت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية عن النائب في التجمع الوطني جان فيليب تانجوي وصفه تصريحات قصر الإليزيه بأنها "أكاذيب" وقال ساخطا "في مواجهة أدنى مشكلة، يلقي حزب ماكرون باللوم على الذكاء الاصطناعي والاستخبارات الروسية، قبل تبرير ما لا يمكن تبريره" معتبرا أن رد فعل الإليزيه "مثير للقلق بشأن ديمقراطيتنا". إعلان أما صحيفة "لو موند" فقالت بدورها إن الفيديو أثار تساؤلات حول العلاقة بين الزوجين، وعنونت بأن محيط ماكرون ينفي تعرضه للصفع من زوجته في فيتنام، مشيرين إلى "شجار" بسيط. كما أكدت قناة "بي إف إم" المحلية صحة الفيديو. وفي تقرير لها، قالت "إن صور ماكرون وبريجيت أثارت جدلاً. وبينما كان الزوجان يستعدان للنزول من الطائرة، ظهرت يد السيدة الأولى تضرب وجه رئيس الدولة لفترة وجيزة". وقالت قناة "آر إم سي" بدورها إن اللقطات المتداولة أثارت ضجة، وعنونت منشور لها على منصة إكس ما جرى بالتساؤل: هل هو مشاجرة أم لفتة مقصودة أم ضربة على الوجه؟ "قصر الإليزيه يستحضر لحظة استرخاء قبل جولة في آسيا". يُذكر أن العلاقة بين الرئيس الفرنسي وزوجته كانت دائما محط اهتمام الإعلام والجمهور، نظرا لفارق السن بينهما وظروف تعارفهما، حيث كانت بريجيت معلمة لماكرون في مرحلة شبابه. وتأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه الرئيس الفرنسي تحديات داخلية وخارجية، بالإضافة إلى انتشار شائعات طالته مؤخرا. وتأتي زيارة ماكرون إلى فيتنام، وهي الأولى لرئيس فرنسي منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في إطار سعيه لتعزيز نفوذ بلاده.

كواليس تجديد عقد لامين جمال مع برشلونة.. الراتب الأعلى بالفريق مستقبلا
كواليس تجديد عقد لامين جمال مع برشلونة.. الراتب الأعلى بالفريق مستقبلا

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

كواليس تجديد عقد لامين جمال مع برشلونة.. الراتب الأعلى بالفريق مستقبلا

توصل برشلونة إلى اتفاق تام مع نجمه لامين جمال (17 عاما) لتجديد عقد اللاعب لسنوات طويلة قادمة. وأكد الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو المتخصص في انتقالات اللاعبين عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام" أن لامين سيواصل مسيرته مع برشلونة حتى صيف عام 2031. View this post on Instagram A post shared by Fabrizio Romano (@fabriziorom) ويتضمن العقد الجديد حوافز مالية مرتبطة بالأداء من بينها الفوز بجائزة الكرة الذهبية، مما قد يجعل اللاعب صاحب الراتب الأعلى في الفريق مستقبلا. وأكد رومانو في تغريدة أخرى عبر منصة "إكس" أن اللاعب ووكيله خورخي مينديز سيجتمعان اليوم مع مجلس إدارة برشلونة برئاسة خوان لابورتا للتوقيع رسميا على العقد الجديد. من جانبها، أكدت صحيفة "سبورت" الإسبانية أن رغبة لامين الدائمة كانت في الاستماع إلى عرض برشلونة فقط، وتجاهل بقية العروض الأخرى. وأوضحت أنه ورغم صعوبة المفاوضات بين الطرفين، فإن برشلونة كان واضحا في نيته تقديم عقد يتناسب مع مكانة جمال، بينما أظهر اللاعب ووكيله تفهّما للوضع المالي للنادي وبذلا جهدا كبيرا من أجل إتمام الصفقة. وأصر لامين جمال على أن يبدأ عطلته الصيفية وهو مطمئن تماما بشأن مستقبله مع البلوغرانا، لذا وصل وكيله مينديز إلى برشلونة أمس الاثنين من أجل إتمام التفاصيل النهائية للاتفاق. ومن المتوقّع أن يرتدي لامين جمال القميص رقم 10 الأسطوري في الموسم المقبل، خاصة مع قرب رحيل زميله أنسو فاتي على سبيل الإعارة إلى موناكو الفرنسي. وقالت الصحيفة عن هذه الخطوة "سيكون لامين جمال الوريث القادم للرقم 10، اللاعب الشاب يُجسّد حاضر النادي ومستقبله، وبرشلونة مستعد الآن لاتخاذ الخطوة الأكبر على المستوى الرياضي والتسويقي منذ سنوات". وتأتي هذه الخطوة في توقيت مثالي كما ترى الصحيفة، إذ يحظى لامين جمال بإجماع إعلامي وجماهيري بوصفه ظاهرة عالمية بعد أن ساهم في تتويج فريقه بالثلاثية المحلية في الموسم المنتهي حديثا (الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، كأس السوبر الإسباني) مع تقديم أداء مبهر خاصة في المباريات الكبرى. وخاض لامين خلال الموسم المنتهي مع برشلونة 55 مباراة بجميع البطولات ساهم خلالها في 43 هدفا (سجل 18 وقدّم لزملائه 25 تمريرة حاسمة).

ويكي توك.. هل يمكن تصفح ويكيبيديا بأسلوب تيك توك؟
ويكي توك.. هل يمكن تصفح ويكيبيديا بأسلوب تيك توك؟

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

ويكي توك.. هل يمكن تصفح ويكيبيديا بأسلوب تيك توك؟

في عصر يتسم بتسارع وتيرة استهلاك المعلومات، أصبحت المنصات التي تقدم محتوى سريعًا وجذابًا هي المهيمنة على انتباه المستخدمين. وقد نجحت منصات، مثل " تيك توك" و" إنستغرام" و"يوتيوب شورتس" (YouTube Shorts) في جذب المليارات من المستخدمين بفضل اعتمادها على آلية التمرير اللانهائي والمحتوى القصير الذي يقدم جرعات سريعة من الترفيه أو المعلومات. وفي حال فكرنا في تطبيق هذه الآلية نفسها على المحتوى المعرفي والتعليمي، فإننا نحصل على "ويكي توك" (WikiTok) وهو التطبيق الذي يعيد تعريف طريقة استهلاك المعلومات من خلال تحويل "ويكيبيديا" (Wikipedia) إلى تجربة تفاعلية شبيهة بتطبيق "تيك توك". المعرفة بأسلوب التمرير في حال كنت من النوع الذي يستخدم "ويكيبيديا" للتحقق من أي شيء وكل شيء، فإن "ويكي توك" تطبيق مبتكر يجمع بين المحتوى المعرفي الشامل للموسوعة وواجهة المستخدم التفاعلية للمنصات الاجتماعية القائمة على التمرير اللانهائي، مثل "تيك توك". ويستطيع مستخدمو "ويكي توك" تصفح سيل لا ينضب من مقالات "ويكيبيديا" واكتشاف حقائق ومعلومات شائقة أثناء التصفح، حيث يقدم التطبيق نموذجًا جديدًا لاستكشاف المعرفة بشكل عشوائي. ويحول "ويكي توك" المقالات الطويلة والمعقدة إلى تجربة سهلة التصفح تشبه تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. إعلان وبدلاً من البحث عن مقال معين أو التنقل عبر الروابط النصية، يقدم التطبيق بطاقات عشوائية تحتوي على مقتطفات من مقالات "ويكيبيديا" التي يمكن استكشافها بشكل بصري وسريع بمجرد تمرير الشاشة. وتحتوي كل بطاقة على عنوان المقال ومقتطف موجز ورابط لقراءة المقال الكامل، وخيارات التفاعل. وعند التمرير، تظهر للمستخدم فقرات رئيسية من المقالة مع صور أو رسوم بيانية ذات صلة، مما يزيد جاذبية المعلومات. كما يتيح التطبيق خيارات متعددة للتفاعل مع المحتوى، مثل حفظ المقالات للمراجعة لاحقًا أو مشاركتها مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل. ويمتلك "ويكي توك" واجهة مستخدم مألوفة تدعم الوسائط المتعددة، مما يزيد فائدة التصفح، وخاصة للمواضيع التي تعتمد على الرسوم التوضيحية. بساطة في الواجهة وذكاء بالخلفية "ويكي توك" ليس مجرد واجهة بديلة لموسوعة "ويكيبيديا" بل منظومة متكاملة تعتمد على مجموعة من التقنيات لتحسين تجربة المستخدم وتسهيل استهلاك المحتوى المعرفي. وتعد "معالجة اللغة الطبيعية" (NLP) إحدى أهم هذه التقنيات، حيث تستخدم نماذج ذكاء اصطناعي من أجل تحليل النصوص وتلخيص المقالات الطويلة واستخراج الكلمات المفتاحية والعناوين. وبالإضافة إلى ذلك، يدعم تطبيق "ويكي توك" الترجمة الفورية للمحتوى إلى لغات متعددة، مما يجعله أداة قوية للمستخدمين غير الناطقين بالإنجليزية. وتعتمد خوارزميات "ويكي توك" على مزيج من تقنيات التعلم الآلي، كما تقارن اهتمامات المستخدم مع مستخدمين آخرين لديهم توجهات مماثلة، مما يساعد في كشف محتوى جديد قد يكون ذا قيمة لهم. وتحلل الخوارزميات سلوك المستخدمين، مثل الوقت الذي يقضونه في قراءة مقالة معينة أو عدد المرات التي يتخطون فيها محتوى معينا، لتقديم توصيات دقيقة بمرور الوقت. ويستخدم التطبيق تقنيات التخزين المؤقت المسبق للمقالات، بالإضافة إلى ضغط البيانات، في سبيل تقديم تجربة سلسة وسريعة، وخاصة مع الاعتماد على التمرير اللانهائي الذي يتطلب تحميل المحتوى على الفور. كما يجري دمج مكتبات الوسائط لعرض الفيديوهات بكفاءة وتحسين عرض الرسوم البيانية المعقدة دون التأثير في أداء التطبيق. من القراءة المقصودة إلى الاستكشاف العشوائي يقدم تطبيق "ويكي توك" نموذجًا جديدًا لاستهلاك المعلومات، حيث يماثل تجربة التصفح اليومي في "تيك توك". وبدلًا من مقاطع الرقص والكوميديا، يحصل المستخدم على جرعات معرفية تتنقل بين الحضارات القديمة والمفاهيم العلمية والسير الذاتية والتاريخ السياسي والفن، وغيرها. وتهدف هذه العشوائية المقصودة إلى كسر الروتين المعرفي، وتحفيز الفضول من دون عناء البحث، وتشجيع المستخدم على التعمق إذا جذبه موضوع معين. وبهذه الطريقة، يصبح التطبيق بمنزلة بوابة اكتشافات معرفية متنوعة، وينقل المستخدم من وضع الباحث عن معلومة إلى المستكشف الفضولي. وفي السابق، كان الوصول إلى المعرفة يتطلب البحث عن المعلومات، سواء عبر محركات البحث أو تصفح المواقع التعليمية. ولكن مع "ويكي توك" يصبح التعلم عملية سلسلة إلى حد ما، حيث تصل المعلومات إلى المستخدم دون الحاجة إلى طلبها صراحة. وإحدى أبرز ميزات "ويكي توك" قدرته على كسر خوارزميات الترشيح التي تفرضها العديد من المنصات الرقمية. وتميل خوارزميات التوصية بمنصات التواصل إلى حصر المستخدمين في محتوى مشابه لما شاهدوه سابقًا، ولكن "ويكي توك" يعتمد على العشوائية الموجهة التي تعرض للمستخدمين مجموعة واسعة من المواضيع، حتى تلك التي تقع خارج نطاق الاهتمامات المعتادة. ويشجع هذا النهج على التنوع الفكري، ويساعد في توسيع آفاق المستخدمين من خلال التعريف بمواضيع جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، يجعل "ويكي توك" المحتوى المعرفي في متناول شريحة واسعة من الجمهور، إذ إن الكثير من المستخدمين يجدون "ويكيبيديا" معقدة بسبب طول مقالاتها وكثافة معلوماتها، وخاصة عندما يكونون معتادين على المحتوى القصير والسريع الذي تقدمه وسائل التواصل. ومن خلال تبسيط العرض وجعله تشويقيًا، يتحول "ويكي توك" إلى جسر بين عالم المعرفة الأكاديمية وثقافة الاستهلاك السريع للمعلومات، مما يعزز الثقافة المجتمعية في عصر يزداد فيه الاعتماد على المصادر الرقمية للمعرفة. التحديات والمخاطر المحتملة يواجه تطبيق "ويكي توك" عدة تحديات تقنية واجتماعية قد تؤثر في نجاحه، وأبرز هذه التحديات هو خطر التبسيط المفرط للمعلومات. وخلال سعيها لجعل المحتوى سهل الاستهلاك، قد تختزل الخوارزميات الأفكار المعقدة إلى نقاط سريعة وسطحية، مما يفقدها عمقها ودقتها الأكاديمية، ويشكل هذا الأمر تحديًا خاصًا في المواضيع العلمية أو التاريخية التي تتطلب تفصيلًا دقيقًا لفهمها بشكل صحيح. كما يواجه "ويكي توك" تحديا آخر فيما يتعلق بتأثير التمرير اللانهائي في الانتباه والاستيعاب، لأن هذه الآلية تقلل من مدى الانتباه وتضعف القدرة على التركيز فترات طويلة، وقد يتصفح المستخدمون المحتوى بسرعة دون تركيز أو تفكير نقدي. مستقبل "ويكي توك" يتمتع "ويكي توك" بإمكانيات كبيرة لتغيير المشهد الرقمي للمعرفة، وقد يشكل سابقة لتطبيقات مماثلة في مجالات أخرى. وعلى سبيل المثال، قد نرى في المستقبل تطبيقًا يعرض مقاطع فيديو تعليمية قصيرة بطريقة التمرير اللانهائي، أو آخر يقدم ملخصات للكتب والمراجعات الأدبية بنفس الآلية. وقد تجعل هذه التطبيقات التعلم سلسًا ومتكيفًا مع نمط الحياة الحديثة الذي يتسم بالسرعة وانعدام الوقت الطويل للقراءة المتعمقة. كما قد تفتح التطورات التكنولوجية المستقبلية آفاقًا جديدة للتطبيق، مثل دمج "الواقع المعزز" (AR) الذي يسمح بعرض المعلومات بشكل تفاعلي في العالم الحقيقي. وتنقل مثل هذه الميزات التطبيق إلى مستوى جديد كليًا، حيث يصبح أداة تعليمية ديناميكية تتجاوز حدود الشاشة. كما أن التكامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يسمح للتطبيق بتقديم ملخصات مخصصة، وحتى الإجابة عن أسئلة المستخدمين بشكل فوري. ومع ذلك، فإن مستقبل "ويكي توك" يعتمد على قدرته على تحقيق التوازن بين جذب انتباه المستخدمين والحفاظ على جودة المحتوى. وفي الختام، فإن "ويكي توك" يمثل نقلة نوعية في طريقة تفاعلنا مع المحتوى المعرفي، حيث يجمع بين سلاسة وسائل التواصل وثراء المحتوى التعليمي. ومن خلال تحويل مقالات "ويكيبيديا" إلى تجربة تمرير لا نهائية، يقدم "ويكي توك" حلاً مبتكرًا لمشكلة زيادة جاذبية المعرفة العميقة وتسهيل الاستهلاك في عالم يتسم بقصر مدى الانتباه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store