logo
السيناتور شومر توقع تخلي الجمهوريين عن ترمب بعد 2020 واستعادة نهج بوش

السيناتور شومر توقع تخلي الجمهوريين عن ترمب بعد 2020 واستعادة نهج بوش

Independent عربية٢٥-٠٣-٢٠٢٥

زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر كان يعتقد أن الجمهوريين سيتخلون عن دعمهم الثابت لدونالد ترمب بعد انتهاء ولايته الأولى، وفقاً لمؤلفي كتاب جديد يوثق فترة الرئيس السابق جو بايدن في البيت الأبيض.
وقال شومر لمؤلفي الكتاب آني كارني ولوك برودووتر من صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه كان يأمل في عودة "الحزب الجمهوري القديم" بعد انتخابات 2020.
ونقلت صحيفة "ذي غارديان" عن شومر قوله للكاتبين "آمل بعد هذه الانتخابات - عندما يزيل الحزب 'الجمهوري' عن كاهله عبء دونالد ترمب - أن يعود إلى سابق عهده".
يظهر هذا الحديث الذي دار عام 2023 في كتاب من المقرر صدوره الثلاثاء المقبل وهو بعنوان "البيت المجنون: كيف حطم دونالد ترمب، وفتيات حركة 'ماغا' اللئيمات، وبائع سيارات مستعملة سابق، وطفل 'نيبو' من فلوريدا، ورجل تسكن الجرذان جدرانه، الكونغرس" Mad House: How Donald Trump, MAGA Mean Girls, a Former Used Car Salesman, a Florida Nepo Baby, and a Man With Rats in His Walls Broke Congress.
وأشار المؤلفان في كتابهما إلى أنهما يعتقدان أنه لو كانت لدى شومر أية فكرة عما سيحدث خلال وقت لاحق، لما كان سيرغب في "مواجهته".
وأعطت مقتطفات من الكتاب نشرت سابقاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، لمحات عن المناقشات التي دارت خلف الكواليس، والتي أدت إلى انسحاب بايدن من السباق الرئاسي خلال يونيو (حزيران) 2024. وتضمنت تلك المقاطع لقطات لشومر وهو يحاول إقناع بايدن بالتخلي عن ترشيحه.
شومر عاد إلى دائرة الضوء مجدداً لكن هذه المرة بسبب انتقادات شديدة تعرض لها نتيجة قيادته مجموعة من الأعضاء "الديمقراطيين" في "مجلس الشيوخ"، خالفوا موقف مجلس النواب وصوتوا لمصلحة تمويل الحكومة، على رغم مطالبات من بعض المشرعين وناخبين "ديمقراطيين" بإغلاق حكومي (حالة تتوقف فيها الحكومة الفيدرالية عن العمل جزئياً أو كلياً بسبب نقص التمويل الناجم عن فشل الكونغرس في تمرير موازنة أو مشروع قانون تمويل).
النائبة عن "ولاية نيويورك" ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وصفت قرار شومر الذي كان بمثابة تراجع عن التزامه السابق بالتصويت ضد التمويل، بأنه "خيانة".
وأضافت أوكاسيو كورتيز في حديثها مع الصحافيين بعد انتشار خبر تصويت شومر لمصلحة التمويل "هناك أعضاء في الكونغرس فازوا في دوائر انتخابية كانت يسيطر عليها ترمب، في بعض من أصعب المناطق في الولايات المتحدة، وقد تحملوا أخطاراً كبيرة للدفاع عن الشعب الأميركي... ليجدوا أنفسهم الآن أمام بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذين يفكرون في الرضوخ لإيلون ماسك. وأعتقد أن ذلك يشكل صفعة قوية لهؤلاء، وأن هناك شعوراً عميقاً بالخيانة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت صحيفة "يو أس إي توداي" نقلت عن النائب "الديمقراطي" عن "ولاية ماريلاند" غلين آيفي قوله الثلاثاء الماضي، إن الوقت قد حان لـ"الديمقراطيين" لتجاوز شومر.
وأضاف آيفي خلال اجتماع عام في الولاية "أكن الاحترام لتشاك شومر، وأعتقد أنه صاحب مسيرة مهنية طويلة ومتميزة، وحقق كثيراً من الإنجازات الرائعة، لكنني أخشى أن الوقت حان لـ'الديمقراطيين' في مجلس 'الشيوخ' لاختيار قيادة جديدة في سعينا إلى المضي قدماً".
في المقابل، كانت ردة الفعل العنيفة داخل الحزب كبيرة بما يكفي لإقناع شومر بإلغاء جولة ترويجية لكتابه الجديد بعنوان "معاداة السامية في أميركا: تحذير" Antisemitism in America: A Warning. وعزا فريق السيناتور "الديمقراطي" إلغاء الجولة إلى "مخاوف أمنية".
أما كتاب الصحافيين كارني وبرودواتر فيتناول عدداً من مشرعي الحزب "الديمقراطي" الذين أعربوا عن شكوكهم في اعتقاد شومر بأن "الجمهوريين" سيتخلون عن حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) ويعودون إلى النهج السابق للحزب.
ونقل عن السيناتور كريس مورفي العضو في "مجلس الشيوخ" عن ولاية كونيتيكت قوله للكاتبين "هناك كثير من الأمثلة على مجتمعات خضعت لسيطرة شخص ديماغوجي فريد من نوعه، لكنها غالباً ما تعافت بعد اختفاء ذلك الشخص. أنا لست متفائلاً مثل (شومر)، وأخشى أن يكون هناك عفن متجذر في صميم البلاد سيستمر في التكشف على المستوى السياسي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحليل بريطاني: الحوثيون يذلون أمريكا عسكريا.. هل أيامها كقوة عسكرية مهيمنة بدأت تقترب من نهايتها؟ (ترجمة خاصة)
تحليل بريطاني: الحوثيون يذلون أمريكا عسكريا.. هل أيامها كقوة عسكرية مهيمنة بدأت تقترب من نهايتها؟ (ترجمة خاصة)

الموقع بوست

timeمنذ 16 دقائق

  • الموقع بوست

تحليل بريطاني: الحوثيون يذلون أمريكا عسكريا.. هل أيامها كقوة عسكرية مهيمنة بدأت تقترب من نهايتها؟ (ترجمة خاصة)

سلطت وسائل إعلام بريطانية الضوء على تجربة حرب أميركا الفاشلة ضد جماعة الحوثي في اليمن، وقالت إن أميركا لا تستطيع حتى الاقتراب من النصر في اليمن". وقال موقع " UnHerd" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي كشفت عن إذلال أمريكا العسكري وتراجع قوتها في إطار المواجهات التي اندلعت في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية. وأضاف "في عالمنا الحالي، لا تملك أميركا سلاحاً جديداً يمكنه حتى الاقتراب من تحقيق النصر في اليمن". وتابع "عندما بدأ الحوثيون في اليمن، ردًا على حرب غزة، بفرض حصارهم على البحر الأحمر، اعتُبر ذلك علامة أكيدة على تراجع القوة الأمريكية: قوة عالمية مهيمنة تسمح بالتنافس على سيطرتها على طريق بحري حيوي. وفي خضم اندفاعهم لفهم سبب حدوث ذلك، زعم منتقدو الرئيس آنذاك أنه ببساطة ضعيف للغاية، ومُهادن للغاية، لدرجة أنه لا يستطيع استخدام كامل القوة العسكرية الأمريكية للقضاء على المشكلة". وأردف "في الواقع، ردًا على ذلك، أذن بايدن بحملتين عسكريتين. الأولى كانت عملية "حارس الرخاء"، التي هدفت إلى الجمع بين القوة البحرية الأمريكية وتحالف من الدول الراغبة في حماية الملاحة وكسر الحصار. تحول ذلك إلى كارثة محرجة، حيث انسحب معظم شركاء التحالف، واستمرت صواريخ الحوثيين في قصف السفن. وهكذا، في يناير 2024، أُطلقت عملية "رامي بوسيدون"، والتي شملت طائرات بريطانية وأمريكية حاولت قصف الحوثيين لإخضاعهم". وزاد "هنا أيضًا، باءت العملية بالفشل، ولم تُحقق أي تقدم يُذكر. كبح هجمات الحوثيين أو فتح البحر الأحمر أمام حركة الملاحة. ولكن حتى في ذلك الوقت، أُلقي باللوم على بايدن؛ إذ كان الجيش الأمريكي الجبار يُعاق بطريقة ما. وهكذا، كان الاستنتاج الطبيعي أنه بمجرد تولي ترامب منصبه، ستُنزع القفازات". وقال "كان منتقدو بايدن مُحقين جزئيًا. فبمجرد تولي ترامب منصبه، سُحبت القفازات. أعقبت عملية "بوسايدون آرتشر" عملية "راف رايدر"، في مارس من هذا العام، والتي حاولت إظهار رد عسكري أمريكي جديد وأكثر قوة ضد أهداف الحوثيين في اليمن - لمدة ستة أسابيع فقط". وأضاف "لمدة ستة أسابيع، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية اليمن على مدار الساعة، مع قاذفات شبح نادرة وباهظة الثمن تُحلق في مهمات من دييغو غارسيا لدعم الطائرات الموجودة على حاملات الطائرات. ومع ذلك، بمجرد انتهاء تلك الأسابيع الستة، أعلن ترامب بفخر أن اليمن "استسلم" وأنه لم تعد هناك حاجة للولايات المتحدة لمواصلة القصف. وقد توسطت عُمان في وقف إطلاق النار. وقد تم الترويج لهذا على أنه انتصار مجيد للجيش الأمريكي، حيث وعد الحوثيون أخيرًا بعدم مهاجمة السفن الأمريكية بعد الآن، وأعادت أمريكا بلطف... لفتة. بالطبع، لم يذكر ترامب شروط "الاستسلام". واستدرك "كان على الحوثيين فقط التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية مقابل توقف أمريكا عن القصف؛ وكانوا أحرارًا في مواصلة حصار البحر الأحمر أو إطلاق الصواريخ على إسرائيل. بمعنى آخر، منحت أمريكا الحوثيين حرية مطلقة لمواصلة السلوك الذي كان سببًا لشن الحرب في المقام الأول. لذا، كان وصف هذه الصفقة بالاستسلام أمرًا مناسبًا تمامًا؛ لكن الحوثيين لم يكونوا هم من يرفعون الراية البيضاء". وقال الموقع البريطاني "من الشائع جدًا إلقاء اللوم على الانتكاسات وحتى الهزائم في حروب أمريكا الاختيارية المختلفة على أنها مجرد مسألة نقص في الإرادة. إذا أرادت أمريكا حقًا الفوز، فستفوز، كما تقول القصة؛ إن فشل الولايات المتحدة هو مجرد فشل لم تبذل فيه القوة اللازمة لإنهاء القتال. لكن اليوم، يبدو هذا العذر واهٍ". وأشار إلى أن عملية ترامب "الراكب الخشن"، على عكس عمليات بايدن، استخدمت العديد من الأسلحة الأمريكية الأكثر محدودية وتكلفة وتطورًا في محاولة لإخضاع الحوثيين. ومع ذلك استسلمت. وبالتالي، فإن الدروس هنا قاتمة للغاية. لم تعد طريقة الحرب المفضلة لأمريكا والوحيدة القابلة للتطبيق بشكل متزايد - الحرب الجوية - فعالة من حيث التكلفة ولا عملية". وخلص التحليل إلى القول "لكن الولايات المتحدة ليس لديها أساليب حرب بديلة تعتمد عليها، مما يعني أن أيامها كقوة عسكرية مهيمنة ربما تقترب من نهايتها. لفهم مدى ضخامة الفوضى التي تحولت إليها الحرب الجوية ضد الحوثيين، من المهم فهم قاعدة أساسية للغاية للمخزونات العسكرية الأمريكية. في حين أن أمريكا تمتلك نظريًا 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وهو رقمٌ هائلٌ يفوق بكثير أي دولة أخرى في العالم، إلا أن هذا العدد الإجمالي لا يُذكر عمليًا".

«القبة الذهبية» تحمي كندا «مجاناً» إذا أصبحت الولاية الأميركية ال51
«القبة الذهبية» تحمي كندا «مجاناً» إذا أصبحت الولاية الأميركية ال51

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

«القبة الذهبية» تحمي كندا «مجاناً» إذا أصبحت الولاية الأميركية ال51

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعوته لكندا لأن تصبح الولاية الأميركية الحادية والخمسين، واعدا بحمايتها مجانا عندئذ بواسطة "القبة الذهبية"، مشروعه للدرع الصاروخية، وذلك بعيد إلقاء الملك تشارلز الثالث خطابا دافع فيه عن سيادة هذا البلد. وعلى صفحته في موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" كتب ترمب "لقد أبلغتُ كندا ، التي ترغب بشدّة في أن تكون جزءا من قبّتنا الذهبية الرائعة، بأنّ بقاءها بلدا مستقلا سيكلّفها 61 مليار دولار (...) لكنّها لن تتكلّف شيئا إذا ما أصبحت ولايتنا الحبيبة الحادية والخمسين"، وأضاف "إنّ الكنديين يدرسون العرض!". ومنذ عودته إلى السلطة، وحتى قبل ذلك خلال حملته الرئاسية، تحدث ترمب علنا عن رغبته بضمّ جارته الشمالية قبل أن يستهدفها برسوم جمركية وتهديدات تجارية، وكان موقف ترمب محوريا في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيرا في كندا وفاز فيها الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني. وفي مارس حلّ كارني محلّ جاستن ترودو الذي كان ترمب يطلق عليه اسم "الحاكم ترودو" كناية عن أنّه يعتبره "حاكم ولاية" وليس رئيس وزراء. ورفض كارني مرارا محاولات ترمب لضمّ بلده، وبلغ به الأمر حدّ مواجهة الملياردير الجمهوري داخل البيت الأبيض حين أكّد على مسامع ترمب عندما استقبله في المكتب البيضوي في وقت سابق من مايو الجاري أنّ كندا"لن تكون أبدا للبيع". وخلال إلقائه خطابا أمام البرلمان الكندي الجديد في أوتاوا بصفته رئيس الدولة، دافع الملك تشارلز الثالث عن سيادة كندا ، وأكد تشارلز بشكل خاص أنّ "الديموقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية هي قيم عزيزة على الكنديين"، وأنّ كندا"قوية وحرة".

هل تقبل إيران بالتعليق الموقت؟
هل تقبل إيران بالتعليق الموقت؟

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

هل تقبل إيران بالتعليق الموقت؟

لم تبتعد سلطنة عمان من دورها بالعمل على نزع فتائل أي اختلاف قد يؤدي إلى نسف المسار التفاوضي غير المباشر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهو ما يقتضيه الدور الذي اختارته القيادة العمانية بالوساطة بين الطرفين، بهدف تخفيف التوتر بينهما، ومنع استغلال أزمة البرنامج النووي لجر المنطقة إلى نزاع مفتوح وحروب جديدة قد تضع الإقليم أمام تحديات مفتوحة، تضاف إلى ما نتج من تحديات بعد معركة "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وكما كانت مسقط المبادِرة إلى كسر حاجز انعدام الثقة بين طرفي التفاوض، ودفعت من أجل عودة الطرفين إلى طاولة الحوار، يبدو أنها وانطلاقاً من مهمتها ودورها كوسيط معنية بتقديم المقترحات التي تساعد على تدوير الزوايا والتخفيف من حدة التوتر نتيجة تصعيد مواقف طرفي التفاوض المرتبطة بالخلاف حول مسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، بين التشدد الأميركي المطالب بالتفكيك الكامل لهذه الأنشطة، والتمسك الإيراني بها باعتبارها خطاً أحمر لا مجال للتفاوض عليه. في ظل المخاوف من إمكانية انهيار المفاوضات على خلفية الصراع على الخطوط الحمر بين واشنطن وطهران، التي تزايدت قبيل انعقاد الجولة الخامسة بين الطرفين في العاصمة الإيطالية روما، تأتي الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مسقط واللقاء مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، التي من المفترض أن تحدد مصير الرؤية العمانية لحل الاختلافات بين طرفي التفاوض وتساعد على استمرارها، خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استبق هذه الزيارة بتأكيد إيجابية الجولة الخامسة واقتراب موعد التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأيام المقبلة، والتي قد لا تصل إلى أسبوعين. زيارة بزشكيان إلى مسقط، سبقها اتصال بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيه زعيم البيت الأبيض ضرورة التزام تل أبيب بالضوابط الأميركية وعدم تعريض المفاوضات لأية أخطار قد تقوضها، وتزامن أيضاً مع زيارات لمسؤولين ووزراء من حكومة ترمب إلى تل أبيب، أبرزهم وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم التي أعادت تأكيد موقف الرئيس من أي إجراء أو تصرف إسرائيلي أحادي ومنفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية، لما له من تأثير سلبي على المفاوضات وقد يدخل المنطقة في نزاعات جديدة لا ترغب فيها واشنطن. الأهم في هذه الزيارة الرئاسية الإيرانية إلى مسقط، أنها تأتي في ظل المبادرة العمانية التي طرحها وزير خارجيتها بدر البوسعيدي لحل الخلافات التي نشأت بين طرفي التفاوض حول أنشطة تخصيب اليورانيوم، باعتبارها خطاً أحمر لدى كل منهما، وأن البحث حول هذه المبادرة سيكون محور المحادثات المباشرة التي سيجريها وزيرا خارجية البلدين الإيراني والعماني على هامش هذه الزيارة، ونتائج هذه المحادثات ستلعب دوراً رئيساً في تسهيل قرار تحديد الجولة السادسة للتفاوض والتي يأمل الرئيس الأميركي أن تصل إلى نتائج نهائية أو تضعها في مراحلها الأخيرة. التفاؤل الأميركي على لسان الرئيس ترمب بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران قريباً، يدفع إلى الاعتقاد أن الجانب الأميركي وضع بتصرف الوسيط العماني أجوبته على ورقة المقترحات الإيرانية التي تم تبادلها مع الجانب الإيراني في الجولة الخامسة من المفاوضات بما ينسجم مع المبادرة العمانية، وأن المطلوب من الجانب الإيراني أن يقدم للوسيط العماني أجوبته على الورقة الأميركية، ورؤيته للخروج من مأزق الخطوط الحمر التي رفعها الطرفان. ما بين التكتيك الذي تنجح إيران بتحقيق الربح فيه، والفشل في ترجمة هذا التكتيك إلى ربح في البعد الاستراتيجي، وأبرز المؤشرات إلى هذه المعادلة غير المنسجمة بين التكتيك والاستراتيجية، الفرص الكثيرة التي أضاعها النظام الإيراني خلال العقدين الماضيين بالوصول إلى تفاهمات وتسويات مع الإدارة الأميركية، وبخاصة بعدما تجمع، بين يديه كثير من الأوراق والأرباح، ساعده في امتلاكها توسع نفوذه ودوره في منطقة غرب آسيا بمساعدة من حلفائه وأذرعه، إلا أن المماطلة ومحاولة الربح المطلق تحولتا إلى فشل استراتيجي وخسارة قاسية بعد الضربات التي تعرضت لها أذرعه وخسارته مناطق نفوذه في الإقليم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) التسريبات أو المؤشرات الأولى المتعلقة بالمبادرة العمانية تتحدث عن رؤية وسط قدمتها مسقط عبر وزير الخارجية البوسعيدي، تقوم على قبول إيران مبدأ تعليق كامل أنشطة تخصيب اليورانيوم على أراضيها لمدة ستة أشهر، مع إجراء عمليات تفتيش ورقابة مشددة غير مسبوقة لمواقعها ومنشآتها النووية، مقابل قيام واشنطن بإلغاء الجزء المتعلق أو المرتبط بالأنشطة النووية من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على إيران. وبناء على التجارب السابقة، وبخاصة اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004 بين إيران والترويكا الأوروبية برعاية منسق العلاقات والسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، آنذاك، خافيير سولانا، فإن التعليق الموقت الذي وافقت عليه إيران لأنشطة التخصيب استمر أكثر من عامين بدلاً من ستة أشهر، ولم تحصل إيران على الوعود التي قدمتها هذه الدول. لذلك فإن أي قبول إيراني بهذا الحل الوسط الذي قدمته عُمان لا بد أن تقابله شروط والتزامات واضحة ومكتوبة وقابلة للثقة من الجانب الأميركي، بعودة أنشطة التخصيب بعد انتهاء المهلة الزمنية، مع الاحتفاظ بحقها في التملص من هذا التعهد في حال لم يلتزم الطرف الآخر شروط التسوية المقترحة. لا شك أن الوسيط العماني، ومن ورائه الطرف الأميركي، لا ينتظران أن يلعن الرئيس الإيراني بزشكيان الموقف النهائي من المبادرة أو المقترحات الأميركية هذه، وأن الأخير، أيضاً، يدرك ويعرف الخطوط الحمر المرسومة له في هذه المفاوضات، بالتالي فإن الجهة التي من المفترض أن تكشف عن الموقف الإيراني ليست سوى وزير الخارجية عباس عراقجي كونه المكلف من المرشد الأعلى للنظام بهذا الأمر، وأن أية نتيجة تنتهي لها الاتصالات المستمرة بين الوزير الإيراني ونظيره العماني هي التي ستحدد مستقبل المفاوضات وطبيعة القرار الإيراني، خصوصاً أن المرشد الأعلى سبق أن رفض مبدأ التفكيك ولم يقارب مسألة التعليق الموقت، مما يترك الباب مفتوحاً أمام هذا المخرج الذي يضمن لإيران حقها في التخصيب على أراضيها، ويعطي للأميركي ما ينسجم مع الخط الأحمر الذي رسمه، ويسمح له بالتفرغ لمعالجة الضغوط الإسرائيلية التي يتعرض لها في هذا المجال، فضلاً عن معالجة كثير من الملفات العالقة في الإقليم بما فيها العلاقة المتوترة مع رئيس الوزراء نتنياهو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store