logo
'بوراي' و'ياسن'.. تعرف على الغواصات النووية التي ستنفق عليها روسيا 100 مليار دولار

'بوراي' و'ياسن'.. تعرف على الغواصات النووية التي ستنفق عليها روسيا 100 مليار دولار

بلد نيوز٢١-٠٤-٢٠٢٥

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيادة الإنفاق على التقنيات العسكرية المرتبطة بالبحرية الروسية، وتعهد بإنفاق نحو 100.8 مليار دولار على مدى العقد المقبل على برامج أسلحة مثل برنامج الغواصات النووية "بوراي"-أ المتقدم وبرنامج "ياسن-إم" Borei-A و Yasen-M.
كان هذا أحدث تصريحٍ من الرئيس بوتين حول أهمية تطوير وإصلاح البحرية الروسية، بعد سنوات حالةٍ الركود٬ حيث أصبحت أكبر سفنها الحربية، بما فيها حاملة الطائرات الرائدة، الأميرال كوزنيتسوف، خارج الخدمة، ولم يُحدَّد موعدٌ لانتهاء أعمال تجديدها.
وقال بوتين إن تقوم روسيا ببناء أسطول من السفن الحربية والغواصات النووية الحديثة والأكثر قدرة. وأوضح: "سفننا يجب أن تكون قادرة على تنفيذ كامل مجموعة المهام المحددة لها الآن وفي المستقبل بشكل فعال"، مسلطاً الضوء على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن، وفقا لتقرير موقع "نافال توداي" الروسي.
ويقول بوتين إن روسيا في السنوات الأخيرة، نفذت برنامجاً واسع النطاق لتحديث أسطولها البحري٬ من كالينينغراد إلى فلاديفوستوك، وهي تُنتج في أحواض بناء السفن كميات كبيرة من السفن السطحية والغواصات النووية الجديدة، بما في ذلك سفن مشروعي "بوراي" و"ياسن" المتطورتين. وقد خُصصت أموال طائلة لهذا الغرض. وأشار بوتن إلى أن 49 سفينة روسية جديدة دخلت الخدمة خلال السنوات الخمس الماضية، ودعا إلى تطوير تقنيات جديدة تخدم البحرية الروسية.
لماذا تنفق روسيا 100 مليار دولار على تطوير الغواصات النووية؟
تخطط روسيا لتحديث أسطولها البحري بمليارات الدولارات من الأموال الإضافية، بعد أن قطعت بالفعل خطوات كبيرة في هذه المهمة على مدى السنوات الخمس الماضية.
وتكبدت البحرية الروسية خسائر فادحة خلال الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، حيث زعمت كييف أنها دمرت أو عطّلت حوالي ثلث أسطولها في البحر الأسود بحلول منتصف عام 2024. ومع ذلك، تعمل البلاد على إعادة بناء وتسليح أسطولها البحري في الأشهر الأخيرة، وتشير تصريحات بوتين الأخيرة إلى أن الغواصات النووية ستكون محوراً أساسياً في المرحلة المقبلة من تطويرها.
تقول مجلة national interest الأمريكية إن مبلغ 100.8 مليار دولار هو مبلغ كبير من المال، ولكن لوضعه في المنظور الصحيح، فإن ميزانية البحرية الروسية في العقد المقبل ستتجاوز بالكاد الإنفاق الدفاعي السنوي في المملكة المتحدة، أي أقل من 40% مما ستنفقه الولايات المتحدة هذا العام وحده.
لكن على العموم٬ في عام 2009، قال الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف إنه "بدون وجود بحرية مناسبة، لن يكون لروسيا مستقبل كدولة". ولعلّ ميدفيديف يتذكر أن الإمبراطورية الروسية لم تصبح قوة عظمى إلا بعد أن أسس القيصر بيتر الأول أسس البحرية الروسية الحديثة.
بوتين قال إن روسيا في السنوات الأخيرة، نفذت برنامجاً واسع النطاق لتحديث أسطولها البحري – تاس
وتشهد قدرات البحرية الروسية توسعاً ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة، مع خطط لإضافة 12 سفينة حربية سطحية وأربع غواصات إلى أسطولها بحلول عام 2025. ورغم العقوبات الدولية المفروضة عليها إثر غزوها لأوكرانيا، تزعم روسيا أنها حققت استبدالًا كاملًا للواردات في بناء السفن، مما يضمن لها الاكتفاء الذاتي.
وتمتلك البحرية الروسية أحد أكبر أساطيل الغواصات في العالم، إذ يُقدر الأمريكيون عددها بـ 64 غواصة. وتُعد غواصاتها الـ 16 العاملة بالطاقة النووية جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها الدفاعية. وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد قامت روسيا بتحديث قوتها البحرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
كانت البحرية الروسية هدفًا للقوات الأوكرانية طوال الحرب مع أوكرانيا بعد غزو بوتين في 24 فبراير 2022. وقد قامت قوات كييف بتدمير بعض السفن الروسية الثمينة، وأعلنت مسؤوليتها عن غرق السفينة الرئيسية موسكفا. وقال دميتري بلينتشوك المتحدث السابق باسم البحرية الأوكرانية إن أوكرانيا قامت بتعطيل ثلث أسطول البحر الأسود الذي يحظى بالتقدير لدى بوتين.
ما هي الغواصات النووية "ياسن"؟
غواصات "ياسن" (Yasen-class)، المعروفة أيضًا باسم مشروع 885 / مشروع 885M (Yasen-M)، هي غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية تابعة للبحرية الروسية. تم تصميمها لتحل محل غواصات أوسكار II وأكولا، وتُعد من أكثر الغواصات تقدماً من حيث التكنولوجيا والتسلح في الأسطول الروسي٬ ويوجد منها 5 نسخ نشطة حالياً.
تمثل غواصة Yasen-M الجيل جديد من الغواصات الروسية الهجوم، وتضم فئتها مجموعة الضوابط الرقمية جديدة، كما أنها تمتلك بدناً أقصر، وهي الأقل ضوضائية. ويمكن لغواصة Yasen من فئتها الأولى سيفيرودفينسك أو Severodvinsk، إطلاق صواريخ كروز Kalibr-M الروسية الجديدة بمدى مذهل يبلغ 4500 كيلومتر.
تزود روسيا غواصات "ياسن" بقمة التكنولوجيا البحرية التي تمنحها قدرات تسليحية مذهلة وتزيد قدرتها على التخفي من أنظمة الكشف المعادية. وتعد هذه الغواصات تهديدا كبيرا للغرب، خاصة وأنها تحمل صواريخ متقدمة مثل "تسيركون" الأسرع من الصوت، بحسب مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية والتي أشارت في تقرير لها إلى أنها تمثل "كابوساً" لخصوم روسيا. وتتميز صواريخ "تسيركون" بسرعتها (9 ماخ) ذات مستويات المناورة العالية، التي تجعلها اعتراضها شبه مستحيل.
وتتميز غواصات "ياسن بي" بأنها من بين الأكثر هدوءا في العالم، مما يتيح لها الاقتراب من الأهداف دون اكتشافها. كما أنها مزودة بنظام السونار الكروي "إم جي كيه – 600″، وهو من أحدث الأنظمة، إضافة إلى استخدام الفولاذ منخفض المغناطيسية لتقليل فرصة اكتشافها، إضافة إلى اعتمادها على مفاعل نووي صغير من الجيل الرابع يتميز بدورة مياه طبيعية تقلل الضوضاء.
ما هي الغواصات النووية من فئة "بوراي"؟
أما الغواصات من فئة "بوراي" (Borei-class) فهي غواصة صاروخية روسية من الجيل الرابع تعمل بالطاقة النووية. صُممت لتحل محل غواصات دلتا 3 وتايفون القديمة التي تم إخراجها من الخدمة بحلول فبراير 2023.​
وبوراي تعمل بالطاقة النووية، تم تطويرها لصالح البحرية الروسية ضمن مشروعي 955 و955A، وتُعرف باسم "بوراي" أو "بوراي-أ". تُشكل رادعًا هامًا للبحرية الروسية. وهي أول فئة من الغواصات تُطورها روسيا منذ الحقبة السوفيتية.
وتتميز هذه الغواصات بتصميم هيدروديناميكي متكامل لتقليل الضوضاء، وتُعد أول غواصات روسية تستخدم نظام الدفع النفاث (pump-jet). وفقًا لوكالة تاس الروسية، فإن مستوى الضوضاء في غواصات "بوراي" أقل بخمس مرات مقارنة بغواصات "أكولا" من الجيل الثالث، وأقل بمرتين مقارنة بغواصات "فرجينيا" الأمريكية.
الغواصة النووية Project Borei-A الروسية – البحرية الروسية
فيما يتعلق بالتسليح٬ فهي تحمل صواريخ باليستية (16 صاروخا) من طراز RSM-56 Bulava، كل منها قادر على حمل 6 رؤوس نووية متعددة الانفصال (MIRV). كما تحمل نظام الدفاع المضاد للطوربيدات: REPS-324 Shlagbaum. بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن والغواصات: RPK-2 Viyuga​
وحول نسخها٬ فهناك مشروع 955A (بوراي-أ): والذي يتضمن تحسينات في أنظمة الاتصال والكشف، وتعديلات هيكلية لزيادة المناورة وتقليل البصمة الصوتية. تم إطلاق أول غواصة من هذا الطراز، "كنياز فلاديمير"، في 17 نوفمبر 2017.​
وهناك أيضاً مشروع 955B (بوراي-B): كان من المخطط أن يشمل نظام دفع مائي جديد وتقنيات متقدمة لتقليل الضوضاء، لكن تم إلغاء المشروع لأسباب تتعلق بالتكلفة.​ وبقي هناك مشروع بوراي-K: وهي نسخة تحمل صواريخ كروز بدلاً من الصواريخ الباليستية، مشابهة لغواصات "أوهايو" الأمريكية المعدلة.​
وفي معرض Army-2022 العسكري كشفت مكتب تصميم روبين الروسي عن تصميم جديد لغواصة صاروخية باليستية تُعرف باسم فئة "أركتوروس" (Arcturus)، والتي من المقرر أن تبدأ في استبدال غواصات "بوراي" اعتبارًا من عام 2037. وتتميز هذه الغواصة بهيكل مائل لتقليل إمكانية الكشف، وستحتوي على 12 صومعة صواريخ، بالإضافة إلى القدرة على حمل مركبة AUV مضادة للغواصات من طراز Surrogat-V. من المتوقع أن تكون إزاحتها أقل بنسبة 20% مقارنة بالغواصات الحالية، مع طاقم مكون من حوالي 100 فرد وطول يبلغ 134 مترًا.​

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي
نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي

الجمهورية

timeمنذ 6 ساعات

  • الجمهورية

نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي

أبرز نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني, ناصري زوهير, بسان بيطرسبورغ الروسية, جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي وتطوير الاقتصاد الأخضر خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة, حسبما أفاد به بيان للمجلس. جاء ذلك خلال مشاركته يوم الخميس في أشغال مؤتمر "نفسكي" البيئي الحادي عشر, ممثلا عن رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد ابراهيم بوغالي, أين ألقى مداخلة في جلسة خصصت لموضوع "الحلول منخفضة الكربون لتطوير الاقتصاد الأخضر" تطرق فيها إلى مجهودات الجزائر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة. كما أكد السيد ناصري في كلمته على الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لمسألة الانتقال الطاقوي, باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الطاقوي الوطني, وحرصه على تنفيذ برنامج مدروس لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية, والاستفادة من كل المؤهلات والقدرات الطبيعية والمالية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر, يضيف المصدر ذاته. وفي ذات السياق, ذكر بأن الجزائر تسعى بخطى ثابتة إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الطاقات النظيفة من خلال إطلاق استثمارات استراتيجية واسعة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما ذكر بخارطة الطريق التي تمت المصادقة عليها في ديسمبر2022 لتطوير الهيدروجين النظيف, والتي تشمل استثمارات تتراوح بين 20 و25 مليار دولار بالشراكة مع متعاملين أجانب بهدف إنتاج 40 تيراواط/ساعة سنويا بحلول 2040, للاستهلاك المحلي والتصدير. وفي ختام مداخلته, شدد السيد ناصري على المسؤولية الدولية لجميع الدول في مجال مسار الانتقال الطاقوي الذي لابد أن يكون عالميا وعادلا, مشيرا إلى أن الدول النامية وخاصة الافريقية تواجهها عراقيل أكبر من غيرها في هذا المسار. كما دعا إلى "تعزيز العمل المشترك لتحقيق العدالة المناخية, ونقل التكنلوجيا, وتعزيز القدرات المحلية من أجل سد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية, وتوريث كوكب نظيف للأجيال القادمة, دون أن تترك أي دولة خلف الركب", وفقا للمصدر ذاته.

نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض بسان بطرسبورغ جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض بسان بطرسبورغ جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

التلفزيون الجزائري

timeمنذ 8 ساعات

  • التلفزيون الجزائري

نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض بسان بطرسبورغ جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري

أبرز نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، ناصري زوهير، بسان بيطرسبورغ الروسية، جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي وتطوير الاقتصاد الأخضر خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة، حسبما أفاد به بيان للمجلس. جاء ذلك خلال مشاركته أمس الخميس في أشغال مؤتمر 'نفسكي' البيئي الحادي عشر، ممثلا عن رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، أين ألقى مداخلة في جلسة خصصت لموضوع 'الحلول منخفضة الكربون لتطوير الاقتصاد الأخضر' تطرق فيها إلى مجهودات الجزائر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة. كما أكد ناصري في كلمته على الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمسألة الانتقال الطاقوي، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الطاقوي الوطني، وحرصه على تنفيذ برنامج مدروس لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، والاستفادة من كل المؤهلات والقدرات الطبيعية والمالية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر، يضيف المصدر ذاته. وفي ذات السياق، ذكر بأن الجزائر تسعى بخطى ثابتة إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الطاقات النظيفة من خلال إطلاق استثمارات استراتيجية واسعة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما ذكر بخارطة الطريق التي تمت المصادقة عليها في ديسمبر2022 لتطوير الهيدروجين النظيف، والتي تشمل استثمارات تتراوح بين 20 و25 مليار دولار بالشراكة مع متعاملين أجانب بهدف إنتاج 40 تيراواط / ساعة سنويا بحلول 2040، للاستهلاك المحلي والتصدير. وفي ختام مداخلته، شدد ناصري على المسؤولية الدولية لجميع الدول في مجال مسار الانتقال الطاقوي الذي لابد أن يكون عالميا وعادلا، مشيرا إلى أن الدول النامية وخاصة الافريقية تواجهها عراقيل أكبر من غيرها في هذا المسار. كما دعا إلى 'تعزيز العمل المشترك لتحقيق العدالة المناخية، ونقل التكنلوجيا، وتعزيز القدرات المحلية من أجل سد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتوريث كوكب نظيف للأجيال القادمة، دون أن تترك أي دولة خلف الركب'، وفقا للمصدر ذاته.

"المخزن يفعل ما يريد متجاهلا تماما الأغلبية"
"المخزن يفعل ما يريد متجاهلا تماما الأغلبية"

الخبر

timeمنذ يوم واحد

  • الخبر

"المخزن يفعل ما يريد متجاهلا تماما الأغلبية"

قال موقع إخباري بريطاني، إن مشاركة الجيش الصهيوني المتورط في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، في المناورات العسكرية الجارية على الأراضي المغربية، هي "أحدث تعزيز للعلاقات مع المغرب على الرغم من ردود الفعل المحلية". وفي مقال مطول لـ "ميدل إيست أي"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، سلط الضوء على التعاون المغربي-الصهيوني في عز إبادة الفلسطينيين، أكد أن المرة الثالثة التي يشارك فيها الكيان الصهيوني في المناورات السنوية متعددة الأطراف، ولكن على عكس العام الماضي، التي أحيطت فيها بالسرية تجنبا لغضب الشارع المغربي، فإن المشاركة هذا العام كانت في العلن. وفي هذا الخصوص، قال ياسر العبادي، القيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في تصريح لـ"ميدل إيست أي"، "حقيقة النظام المغربي لا يتعاون مع الجيش الصهيوني فحسب، بل ويظهر ذلك لنا بلا خجل وعلنا، وهذا ما يجعلني عاجزا عن الكلام حقا". ويرى ياسر العبادي أن دولة المخزن "تفعل ما تريد، متجاهلة تماما رغبات الأغلبية، تماما مثل ما حدث مع التطبيع"، مردفا: "إنها ديكتاتورية وهكذا تتصرف الأنظمة الاستبدادية". من جهته، نبه الخبير المغربي في الأمن والجيوسياسية في شمال افريقيا، عبد القادر عبد الرحمن، في تصريح للموقع ذاته إلى أنه ورغم المعارضة الشعبية الواسعة، فقد تطور التعاون بين المغرب والكيان الصهيوني "تدريجيا"، مشيرا الى أن التجارة بين الطرفين شهدت نموا سريعا لتصل إلى 116.7 مليون دولار في عام 2023، وهو ضعف الرقم المسجل في العام السابق. ولفت الى أن التعاون يتوسع أيضا في مجال الأسلحة والاستخبارات، مستشهدا بالصفقات والسفن التي تحمل أسلحة موجهة الى الكيان الصهيوني وترسو في الموانئ المغربية، وتزويد المملكة بقمر صناعي صهيوني للتجسس، وحذر من أن "هذا التعاون العسكري الوثيق من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة شمال افريقيا والساحل على نطاق أوسع". ويرى ياسر العبادي إن كل هذا التعاون بين الجانبين لم يفاجئه لأن "الاتصالات العسكرية بين المغرب والكيان الصهيوني سبقت التطبيع بعقود من الزمن"، موضحا: "نحن نعلم أن الملك الحسن الثاني ساعد الصهاينة على الفوز في حرب الستة أيام من خلال تقديم معلومات حيوية عن الدول العربية". وختم الحقوقي المغربي تصريحاته قائلا :"حتى بث الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة وآلاف الجثث البشرية في شوارع غزة لن تجعل النظام المغربي يتراجع أو يفكر في قطع العلاقات أو على الأقل إخفاءها". وفي أواخر شهر مارس الماضي، تورطت الفرقة الصهيونية التي تشارك في المناورات بالمغرب في قتل 15 من عمال الإنقاذ الفلسطينيين في غزة وفي حفر مقابر جماعية للتغطية على الجريمة. ودعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، الرباط إلى "احترام سيادة القانون واعتقال جنود اللواء". وأضافت المقررة الاممية : "إذا تأكد ذلك، فإنه سيمثل عتبة جديدة من الانحطاط - وانتهاكا للالتزام الدولي بالتحقيق مع الأفراد المتورطين في جرائم الفظائع وملاحقتهم قضائيا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store