أحدث الأخبار مع #YasenM


بلد نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- بلد نيوز
'بوراي' و'ياسن'.. تعرف على الغواصات النووية التي ستنفق عليها روسيا 100 مليار دولار
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيادة الإنفاق على التقنيات العسكرية المرتبطة بالبحرية الروسية، وتعهد بإنفاق نحو 100.8 مليار دولار على مدى العقد المقبل على برامج أسلحة مثل برنامج الغواصات النووية "بوراي"-أ المتقدم وبرنامج "ياسن-إم" Borei-A و Yasen-M. كان هذا أحدث تصريحٍ من الرئيس بوتين حول أهمية تطوير وإصلاح البحرية الروسية، بعد سنوات حالةٍ الركود٬ حيث أصبحت أكبر سفنها الحربية، بما فيها حاملة الطائرات الرائدة، الأميرال كوزنيتسوف، خارج الخدمة، ولم يُحدَّد موعدٌ لانتهاء أعمال تجديدها. وقال بوتين إن تقوم روسيا ببناء أسطول من السفن الحربية والغواصات النووية الحديثة والأكثر قدرة. وأوضح: "سفننا يجب أن تكون قادرة على تنفيذ كامل مجموعة المهام المحددة لها الآن وفي المستقبل بشكل فعال"، مسلطاً الضوء على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن، وفقا لتقرير موقع "نافال توداي" الروسي. ويقول بوتين إن روسيا في السنوات الأخيرة، نفذت برنامجاً واسع النطاق لتحديث أسطولها البحري٬ من كالينينغراد إلى فلاديفوستوك، وهي تُنتج في أحواض بناء السفن كميات كبيرة من السفن السطحية والغواصات النووية الجديدة، بما في ذلك سفن مشروعي "بوراي" و"ياسن" المتطورتين. وقد خُصصت أموال طائلة لهذا الغرض. وأشار بوتن إلى أن 49 سفينة روسية جديدة دخلت الخدمة خلال السنوات الخمس الماضية، ودعا إلى تطوير تقنيات جديدة تخدم البحرية الروسية. لماذا تنفق روسيا 100 مليار دولار على تطوير الغواصات النووية؟ تخطط روسيا لتحديث أسطولها البحري بمليارات الدولارات من الأموال الإضافية، بعد أن قطعت بالفعل خطوات كبيرة في هذه المهمة على مدى السنوات الخمس الماضية. وتكبدت البحرية الروسية خسائر فادحة خلال الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، حيث زعمت كييف أنها دمرت أو عطّلت حوالي ثلث أسطولها في البحر الأسود بحلول منتصف عام 2024. ومع ذلك، تعمل البلاد على إعادة بناء وتسليح أسطولها البحري في الأشهر الأخيرة، وتشير تصريحات بوتين الأخيرة إلى أن الغواصات النووية ستكون محوراً أساسياً في المرحلة المقبلة من تطويرها. تقول مجلة national interest الأمريكية إن مبلغ 100.8 مليار دولار هو مبلغ كبير من المال، ولكن لوضعه في المنظور الصحيح، فإن ميزانية البحرية الروسية في العقد المقبل ستتجاوز بالكاد الإنفاق الدفاعي السنوي في المملكة المتحدة، أي أقل من 40% مما ستنفقه الولايات المتحدة هذا العام وحده. لكن على العموم٬ في عام 2009، قال الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف إنه "بدون وجود بحرية مناسبة، لن يكون لروسيا مستقبل كدولة". ولعلّ ميدفيديف يتذكر أن الإمبراطورية الروسية لم تصبح قوة عظمى إلا بعد أن أسس القيصر بيتر الأول أسس البحرية الروسية الحديثة. بوتين قال إن روسيا في السنوات الأخيرة، نفذت برنامجاً واسع النطاق لتحديث أسطولها البحري – تاس وتشهد قدرات البحرية الروسية توسعاً ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة، مع خطط لإضافة 12 سفينة حربية سطحية وأربع غواصات إلى أسطولها بحلول عام 2025. ورغم العقوبات الدولية المفروضة عليها إثر غزوها لأوكرانيا، تزعم روسيا أنها حققت استبدالًا كاملًا للواردات في بناء السفن، مما يضمن لها الاكتفاء الذاتي. وتمتلك البحرية الروسية أحد أكبر أساطيل الغواصات في العالم، إذ يُقدر الأمريكيون عددها بـ 64 غواصة. وتُعد غواصاتها الـ 16 العاملة بالطاقة النووية جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها الدفاعية. وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد قامت روسيا بتحديث قوتها البحرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة. كانت البحرية الروسية هدفًا للقوات الأوكرانية طوال الحرب مع أوكرانيا بعد غزو بوتين في 24 فبراير 2022. وقد قامت قوات كييف بتدمير بعض السفن الروسية الثمينة، وأعلنت مسؤوليتها عن غرق السفينة الرئيسية موسكفا. وقال دميتري بلينتشوك المتحدث السابق باسم البحرية الأوكرانية إن أوكرانيا قامت بتعطيل ثلث أسطول البحر الأسود الذي يحظى بالتقدير لدى بوتين. ما هي الغواصات النووية "ياسن"؟ غواصات "ياسن" (Yasen-class)، المعروفة أيضًا باسم مشروع 885 / مشروع 885M (Yasen-M)، هي غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية تابعة للبحرية الروسية. تم تصميمها لتحل محل غواصات أوسكار II وأكولا، وتُعد من أكثر الغواصات تقدماً من حيث التكنولوجيا والتسلح في الأسطول الروسي٬ ويوجد منها 5 نسخ نشطة حالياً. تمثل غواصة Yasen-M الجيل جديد من الغواصات الروسية الهجوم، وتضم فئتها مجموعة الضوابط الرقمية جديدة، كما أنها تمتلك بدناً أقصر، وهي الأقل ضوضائية. ويمكن لغواصة Yasen من فئتها الأولى سيفيرودفينسك أو Severodvinsk، إطلاق صواريخ كروز Kalibr-M الروسية الجديدة بمدى مذهل يبلغ 4500 كيلومتر. تزود روسيا غواصات "ياسن" بقمة التكنولوجيا البحرية التي تمنحها قدرات تسليحية مذهلة وتزيد قدرتها على التخفي من أنظمة الكشف المعادية. وتعد هذه الغواصات تهديدا كبيرا للغرب، خاصة وأنها تحمل صواريخ متقدمة مثل "تسيركون" الأسرع من الصوت، بحسب مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية والتي أشارت في تقرير لها إلى أنها تمثل "كابوساً" لخصوم روسيا. وتتميز صواريخ "تسيركون" بسرعتها (9 ماخ) ذات مستويات المناورة العالية، التي تجعلها اعتراضها شبه مستحيل. وتتميز غواصات "ياسن بي" بأنها من بين الأكثر هدوءا في العالم، مما يتيح لها الاقتراب من الأهداف دون اكتشافها. كما أنها مزودة بنظام السونار الكروي "إم جي كيه – 600″، وهو من أحدث الأنظمة، إضافة إلى استخدام الفولاذ منخفض المغناطيسية لتقليل فرصة اكتشافها، إضافة إلى اعتمادها على مفاعل نووي صغير من الجيل الرابع يتميز بدورة مياه طبيعية تقلل الضوضاء. ما هي الغواصات النووية من فئة "بوراي"؟ أما الغواصات من فئة "بوراي" (Borei-class) فهي غواصة صاروخية روسية من الجيل الرابع تعمل بالطاقة النووية. صُممت لتحل محل غواصات دلتا 3 وتايفون القديمة التي تم إخراجها من الخدمة بحلول فبراير 2023. وبوراي تعمل بالطاقة النووية، تم تطويرها لصالح البحرية الروسية ضمن مشروعي 955 و955A، وتُعرف باسم "بوراي" أو "بوراي-أ". تُشكل رادعًا هامًا للبحرية الروسية. وهي أول فئة من الغواصات تُطورها روسيا منذ الحقبة السوفيتية. وتتميز هذه الغواصات بتصميم هيدروديناميكي متكامل لتقليل الضوضاء، وتُعد أول غواصات روسية تستخدم نظام الدفع النفاث (pump-jet). وفقًا لوكالة تاس الروسية، فإن مستوى الضوضاء في غواصات "بوراي" أقل بخمس مرات مقارنة بغواصات "أكولا" من الجيل الثالث، وأقل بمرتين مقارنة بغواصات "فرجينيا" الأمريكية. الغواصة النووية Project Borei-A الروسية – البحرية الروسية فيما يتعلق بالتسليح٬ فهي تحمل صواريخ باليستية (16 صاروخا) من طراز RSM-56 Bulava، كل منها قادر على حمل 6 رؤوس نووية متعددة الانفصال (MIRV). كما تحمل نظام الدفاع المضاد للطوربيدات: REPS-324 Shlagbaum. بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن والغواصات: RPK-2 Viyuga وحول نسخها٬ فهناك مشروع 955A (بوراي-أ): والذي يتضمن تحسينات في أنظمة الاتصال والكشف، وتعديلات هيكلية لزيادة المناورة وتقليل البصمة الصوتية. تم إطلاق أول غواصة من هذا الطراز، "كنياز فلاديمير"، في 17 نوفمبر 2017. وهناك أيضاً مشروع 955B (بوراي-B): كان من المخطط أن يشمل نظام دفع مائي جديد وتقنيات متقدمة لتقليل الضوضاء، لكن تم إلغاء المشروع لأسباب تتعلق بالتكلفة. وبقي هناك مشروع بوراي-K: وهي نسخة تحمل صواريخ كروز بدلاً من الصواريخ الباليستية، مشابهة لغواصات "أوهايو" الأمريكية المعدلة. وفي معرض Army-2022 العسكري كشفت مكتب تصميم روبين الروسي عن تصميم جديد لغواصة صاروخية باليستية تُعرف باسم فئة "أركتوروس" (Arcturus)، والتي من المقرر أن تبدأ في استبدال غواصات "بوراي" اعتبارًا من عام 2037. وتتميز هذه الغواصة بهيكل مائل لتقليل إمكانية الكشف، وستحتوي على 12 صومعة صواريخ، بالإضافة إلى القدرة على حمل مركبة AUV مضادة للغواصات من طراز Surrogat-V. من المتوقع أن تكون إزاحتها أقل بنسبة 20% مقارنة بالغواصات الحالية، مع طاقم مكون من حوالي 100 فرد وطول يبلغ 134 مترًا.


البشاير
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البشاير
سامي عمارة يكشف : استراتيجية روسية لتطوير سلاحها البحري حتى عام 2050
استراتيجية روسية لتطوير سلاحها البحري حتى عام 2050 أشار بوتين إلى أنه سيتم توفير نحو 100 مليار دولار في الأعوام الـ10 المقبلة لبناء السفن الجديدة سامي عمارة كاتب وصحافي ملخص يعزو المراقبون في روسيا وخارجها الأسباب الرئيسة لما طرحه الرئيس بوتين حول استراتيجية تطوير البحرية الروسية إلى عوامل جيوسياسية وتكنولوجية وعسكرية عدة، منها تعزيز الأمن القومي وقوات الردع الاستراتيجي لحماية أمن روسيا وحلفائها إلى جانب الحفاظ على التوازن العالمي. تأكيداً لما سبق وقاله هنري كيسنجر عميد الدبلوماسية الأميركية السابق حول 'إيمان بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) الصوفي بالتاريخ'، ولما أشار إليه الرئيس بوتين في احتفالات روسيا بالذكرى الـ350 لميلاد بطرس الأكبر، مؤسس الإمبراطورية الروسية، حول 'أنه يحذو حذو هذا الإمبراطور العظيم ويقتفي خطاه'، ولما نقله الأمير ألكسندر ميخائيلوفيتش، صهر الإمبراطور الروسي الإسكندر الثالث في حديثه إلى وزرائه 'ليس لدينا في العالم كله سوى حليفين مخلصين وهما الجيش والأسطول'، عاد بوتين ليعلن عن خطته حول استراتيجية تطوير الأسطول البحري الروسي، التي تبدو كمزيج بين الضرورات الأمنية والطموحات الجيوسياسية. وذلك فضلاً عن تعزيز هذه الخطة باستثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية، كذلك فإنها لا تستهدف تعزيز الردع النووي وحسب، بل وأيضاً تأكيد دور روسيا كفاعل رئيس في الساحة الدولية. رفض القطب الواحد وقد جاءت هذه الخطوة إلحاقاً بما سبق وأعلنه بوتين حول دعم مؤسسات الصناعات العسكرية، وإمداد الجيش الروسي بأحدث الأسلحة والمعدات، فضلاً عما تناوله لأهم القضايا الاستراتيجية التي سبق وتوقف عندها في خطابه الشهير في مؤتمر الأمن الأوروبي في فبراير (شباط) 2007 الذي أعلن فيه رفضه عالم القطب الواحد، وضرورة بناء عالم متعدد الأقطاب، وذلك إلى جانب ما أعلنه حول استراتيجيته لتطوير منطقة القطب الشمالي، وتقدم بلاده إلى الأمم المتحدة بمذكرة تؤكد فيها سيادتها على منطقة من الجرف القاري للقطب الشمالي تبين أنها غنية بالنفط والغاز الطبيعي. وكانت روسيا سبق وتقدمت بطلب عام 2001 إلى الأمم المتحدة للاعتراف بسيادتها على ما يزيد على مليون كيلومتر مربع من القطب الشمالي. استراتيجية تطوير البحرية الروسية بعد لقائه الثالث مع ستيف ويتكوف المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أوكل إليه كل الملفات المهمة على خريطة اهتمامات أميركا في الساحة الدولية بداية من روسيا، وأوكرانيا وإيران، حتى الأوضاع في الشرق الأوسط، والعلاقة بين إسرائيل وحركة 'حماس'، انتقل بوتين إلى مبني 'الأميرالية'، مقر القيادة العامة للبحرية الروسية، في سانت بطرسبورغ العاصمة البحرية التاريخية لروسيا، ليعقد اجتماعه الذي ناقش فيه استراتيجية تطوير البحرية الروسية للفترة حتى عام 2050. وننقل عن 'الصحيفة الروسية' الصحيفة الرسمية للدولة، ما استهل به القائد الأعلى للقوات الروسية المسلحة حديثه 'المفتوح' في حضور ممثلي عدد من كبريات الصحف المحلية والعالمية، إلى المسؤولين عن السياسة البحرية الروسية والتخطيط والتنسيق وبناء السفن، وأشار الرئيس بوتين إلى أنه وخلال الأعوام الأخيرة، نفذ برنامج واسع النطاق لتحديث البحرية، وبناء السفن الروسية سواء في كالينينغراد، المطلة على بحر البلطيق غرباً، وحتى فلاديفوستوك في الشرق الأقصى على ضفاف المحيط الهادئ، بمختلف أنواعها السطحية وحاملات الصواريخ البحرية الجديدة، بما في ذلك أحدث المشاريع Borey-A وYasen-M الخاصة ببناء الغواصات النووية، كذلك كشف بوتين عن بناء 49 سفينة من فئات مختلفة، إلى جانب ما نفذ منذ عام 2020، حول ضم أربع غواصات استراتيجية إلى مشروع Borey-A، وأربع غواصات متعددة الأغراض من مشروع Yasen-M إلى البحرية الروسية. وأوضح بوتين 'أن ديناميات المتغيرات الدولية، وظهور التحديات والتهديدات الجديدة، بما في ذلك في الاتجاهات البحرية، وأخيراً، الثورة التكنولوجية والرقمية السريعة والروبوتات وإدخال الأنظمة غير المأهولة على نطاق واسع تتطلب تشكيل صورة جديدة للبحرية'، وذلك ما يستلزم تحديد الخصائص الواعدة والتكوين المتوازن للأسطول، لتقييم إمكانات تصميم وبناء السفن الجديدة وسفن الدعم البحري العسكري. ومضى الرئيس الروسي في الكشف عما حققته بلاده من إنجازات على صعيد الصناعات العسكرية، وليقول أيضاً إن حصة المعدات الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية البحرية الروسية وصلت إلى نسبة 100 في المئة، في وقت أشار إلى أنه سيتم توفير 8.4 تريليون روبل (أي زهاء 100 مليار دولار)، في الأعوام الـ10 المقبلة، لبناء السفن البحرية الجديدة. أضاف بوتين 'من المهم تطوير مكونات البحرية بشكل منهجي ومستمر'، مما يعني به 'مجموعات الغواصات وسفن السطح والطيران البحري والصواريخ الساحلية وقوات المدفعية، فضلاً عن وسائل الدعم الأخرى'، كذلك أشار إلى ما تدرجه روسيا من أولويات تتمثل في 'تعزيز الأسطول المحلي في الجزء الرئيس من القوات النووية الاستراتيجية، التي تعد أهم ضمانة لأمن روسيا، والحفاظ على التوازن العالمي'، وأضاف كذلك ضرورة أن تدمج الطائرات المسيرة في مجمع واحد، وهو ما قد يعني تأسيس فرع جديد للقوات المسلحة على غرار 'الدفاع الجوي' و'القوات الاستراتيجية'. وكان الرئيس الروسي قد أعلن في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي إطلاق الغواصة المتعددة الأغراض 'بيرم' (اسم مدينة قريبة من جبال الأورال)، التي أصبحت أول غواصة مسلحة بصواريخ 'كروز – تسيركون' الفرط صوتية، وأشار إلى أن 'هذا بالفعل سلاح يمكنه أداء مهام استراتيجية'، ولفت إلى أن أساس برامج تدريب البحارة العسكريين يجب أن يكون استراتيجية وتكتيكات حديثة للحرب، مع ضرورة الاستناد إلى ما تراكم من خبرات وإنجازات عسكرية، حققتها القوات الروسية في أوكرانيا، خلال 'العملية العسكرية الروسية الخاصة' هناك. القواعد البحرية وتقول المصادر الروسية إن الاجتماع تناول أيضاً كثيراً من القضايا المهمة المتعلقة بتطوير الأسطول، والضمان الاجتماعي للبحارة وأفراد أسرهم، فضلاً عن تجديد القواعد البحرية والبنية التحتية للمعسكرات العسكرية، وهو أمر مهم، بشكل خاص، لروسيا في القطب الشمالي. وأضاف بوتين إلى هذه المهام، ما قاله حول أن البحرية الروسية أدت وتؤدي دوراً مهماً في ضمان دفاع روسيا وأمنها، وفي حماية مصالحها الوطنية في المحيط العالمي، كذلك أكد أن السفن الروسية يجب أن تكون اليوم وفي المستقبل قادرة على حل مجموعة كاملة من المهام الموكلة إليها بشكل فعال. ومن اللافت أن 'الصحيفة الروسية' الناطقة الرسمية باسم الدولة الروسية أنهت ما نقلته عن ذلك الاجتماع البالغ الأهمية، بما سجلته في ختام تقريرها عن ذلك الاجتماع، وما نوقش فيه من موضوعات، بجملة مفادها 'بقية ما تناوله الاجتماع يظل من الأسرار العسكرية'. الكتاب الأبيض للاتحاد الأوروبي وكان بوتين عقد اجتماعه الذي ناقش فيه 'استراتيجية تطوير البحرية الروسية'، في أعقاب اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي عقد في مارس الماضي، بمشاركة وزراء دفاع بلدان الاتحاد، لبحث مخاوف البلدان أعضاء الاتحاد الأوروبي وما يطرحونه من أفكار لمواجهة روسيا التي يقولون إنها تستعد لشن 'عدوانها' ضد بلدان هذا التحالف العسكري. وقد تجاهل وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث حضور الاجتماع، مكتفياً بالمشاركة فيه عبر البث المباشر، وكان الاجتماع حدد لذلك 'العدوان الروسي المحتمل' عام 2030 موعداً افتراضياً. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أصدرت، بالتعاون مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الدفاع، أندريوس كوبيليوس، مع وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي ما يسمى 'الكتاب الأبيض' الذي بحث تبني استراتيجية دفاعية موحدة قدمتها المفوضية الأوروبية بهدف تنسيق جهود الدفاع بين دول الاتحاد الأوروبي وتعزير قدراتها التسليحية لمواجهة 'أي تهديدات مستقبلية'، كذلك رصد الاجتماع مبلغ 800 مليار يورو (نحو 908672 مليار دولار) 'لتلبية حاجات بلدان الاتحاد من استعدادات عسكرية، ولتقديم المساعدة إلى أوكرانيا بما في ذلك توفير 1.5 مليون قذيفة مدفعية، وأنظمة دفاع جوي، ومواصلة تدريب القوات الأوكرانية، لمواجهة العدوان من جانب روسيا'، بحسب ما أشارت قيادات هذا الاتحاد. ومن اللافت، في هذا الصدد، أن الاجتماع الذي عقده بوتين مع عدد من كبار معاونيه والمسؤولين عن تطوير الأسطول، في تاريخ لاحق بعد لقاء وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي، يبدو وحسب مراقبين كثر، وكأنما جاء رداً على ما جاء في ذلك اللقاء، وما اتخذه من قرارات، غير أن الواقع يقول إن بوتين، وكما أشرنا، سبق وحدد مبكراً ومنذ خطابه الشهير الذي ألقاه في فبراير2007 في مؤتمر الأمن الأوروبي، استراتيجيته لمواجهة المتغيرات الدولية ومواجهة عالم القطب الواحد، إلى جانب توسع 'الناتو' والحد من محاولاته لنشر قواته على مقربة مباشرة من حدوده الجنوبية، تمهيداً لعودة روسيا إلى صدارة الساحة الدولية، واستعادتها مواقعها التي تستحق، على خريطة السياسة العالمية. ومن هنا كان ما اتخذه من قرارات حول تغيير العقيدة النووية وتطوير منطقة القطب المتجمد الشمالي، وغير ذلك من القضايا الاستراتيجية، وهو ما سبق ما تناولته 'اندبندنت عربية' في تقاريرها السابقة من موسكو. ماذا وراء استراتيجية تطوير البحرية الروسية؟ يعزو المراقبون في روسيا وخارجها الأسباب الرئيسة لما طرحه الرئيس بوتين حول استراتيجية تطوير البحرية الروسية إلى عوامل جيوسياسية وتكنولوجية وعسكرية عدة، منها تعزيز الأمن القومي وقوات الردع الاستراتيجي لحماية أمن روسيا وحلفائها، إلى جانب الحفاظ على التوازن العالمي، بخاصة مع تركيزها على الغواصات الحاملة للصواريخ الفرط صوتية مثل 'تسيركون' العابرة للقارات، وذلك فضلاً عن أهمية مواكبة بلاده التطورات التكنولوجية العالمية، وهو ما أشار إليه بوتين في معرض حديثه عن أن الثورة الرقمية وانتشار ما يسمى 'الأنظمة الروبوتية غير المأهولة'، تتطلب تحديث الأسطول البحري. ولم يغفل المراقبون الإشارة أيضاً إلى أن 'الاستراتيجية الجديدة' تستهدف كذلك تعزيز ما تقوم به روسيا من أجل مواجهة التحديات والتهديدات العالمية والمتغيرات الدولية، على ضوء ما يجري على صعيد المواجهة العسكرية مع أوكرانيا ومن يقف إلى جانبها من البلدان الغربية وبلدان الاتحاد الأوروبي، كذلك تستهدف هذه الاستراتيجية الجديدة ضمان قدرات البحرية الروسية على العمل في مختلف الظروف، بما في ذلك في المناطق البعيدة مثل المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي، في ظل التنافس مع الولايات المتحدة وحلف 'الناتو'، وضرورة تحقيق التوازن من ناحية الكم والكيف مع الترسانة العسكرية الغربية، وبما يحقق قدرات البحرية الروسية على 'الحفاظ على التوازن العالمي'، وما يتفق مع القول المأثور حول أن 'زيادة النشاط العسكري الغربي، تتطلب رداً بحرياً قوياً'، وهو ما يبدو واضحاً في استعدادات روسيا التي تقوم بها في مناطق المحيط المتجمد الشمالي، بما تملكه من أسطول كاسحات الجليد الذي يعد الأكبر في العالم. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


Independent عربية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
استراتيجية روسية لتطوير سلاحها البحري حتى عام 2050
تأكيداً لما سبق وقاله هنري كيسنجر عميد الدبلوماسية الأميركية السابق حول "إيمان بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) الصوفي بالتاريخ"، ولما أشار إليه الرئيس بوتين في احتفالات روسيا بالذكرى الـ350 لميلاد بطرس الأكبر، مؤسس الإمبراطورية الروسية، حول "أنه يحذو حذو هذا الإمبراطور العظيم ويقتفي خطاه"، ولما نقله الأمير ألكسندر ميخائيلوفيتش، صهر الإمبراطور الروسي الإسكندر الثالث في حديثه إلى وزرائه "ليس لدينا في العالم كله سوى حليفين مخلصين وهما الجيش والأسطول"، عاد بوتين ليعلن عن خطته حول استراتيجية تطوير الأسطول البحري الروسي، التي تبدو كمزيج بين الضرورات الأمنية والطموحات الجيوسياسية. وذلك فضلاً عن تعزيز هذه الخطة باستثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية، كذلك فإنها لا تستهدف تعزيز الردع النووي وحسب، بل وأيضاً تأكيد دور روسيا كفاعل رئيس في الساحة الدولية. وقد جاءت هذه الخطوة إلحاقاً بما سبق وأعلنه بوتين حول دعم مؤسسات الصناعات العسكرية، وإمداد الجيش الروسي بأحدث الأسلحة والمعدات، فضلاً عما تناوله لأهم القضايا الاستراتيجية التي سبق وتوقف عندها في خطابه الشهير في مؤتمر الأمن الأوروبي في فبراير (شباط) 2007 الذي أعلن فيه رفضه عالم القطب الواحد، وضرورة بناء عالم متعدد الأقطاب، وذلك إلى جانب ما أعلنه حول استراتيجيته لتطوير منطقة القطب الشمالي، وتقدم بلاده إلى الأمم المتحدة بمذكرة تؤكد فيها سيادتها على منطقة من الجرف القاري للقطب الشمالي تبين أنها غنية بالنفط والغاز الطبيعي. وكانت روسيا سبق وتقدمت بطلب عام 2001 إلى الأمم المتحدة للاعتراف بسيادتها على ما يزيد على مليون كيلومتر مربع من القطب الشمالي. أوضح بوتين "أن ديناميات المتغيرات الدولية وظهور التحديات والتهديدات الجديدة بما في ذلك في الاتجاهات البحرية تتطلب تشكيل صورة جديدة للبحرية" (أ ب) استراتيجية تطوير البحرية الروسية بعد لقائه الثالث مع ستيف ويتكوف المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أوكل إليه كل الملفات المهمة على خريطة اهتمامات أميركا في الساحة الدولية بداية من روسيا، وأوكرانيا وإيران، حتى الأوضاع في الشرق الأوسط، والعلاقة بين إسرائيل وحركة "حماس"، انتقل بوتين إلى مبني "الأميرالية"، مقر القيادة العامة للبحرية الروسية، في سانت بطرسبورغ العاصمة البحرية التاريخية لروسيا، ليعقد اجتماعه الذي ناقش فيه استراتيجية تطوير البحرية الروسية للفترة حتى عام 2050. وننقل عن "الصحيفة الروسية" الصحيفة الرسمية للدولة، ما استهل به القائد الأعلى للقوات الروسية المسلحة حديثه "المفتوح" في حضور ممثلي عدد من كبريات الصحف المحلية والعالمية، إلى المسؤولين عن السياسة البحرية الروسية والتخطيط والتنسيق وبناء السفن، وأشار الرئيس بوتين إلى أنه وخلال الأعوام الأخيرة، نفذ برنامج واسع النطاق لتحديث البحرية، وبناء السفن الروسية سواء في كالينينغراد، المطلة على بحر البلطيق غرباً، وحتى فلاديفوستوك في الشرق الأقصى على ضفاف المحيط الهادئ، بمختلف أنواعها السطحية وحاملات الصواريخ البحرية الجديدة، بما في ذلك أحدث المشاريع Borey-A وYasen-M الخاصة ببناء الغواصات النووية، كذلك كشف بوتين عن بناء 49 سفينة من فئات مختلفة، إلى جانب ما نفذ منذ عام 2020، حول ضم أربع غواصات استراتيجية إلى مشروع Borey-A، وأربع غواصات متعددة الأغراض من مشروع Yasen-M إلى البحرية الروسية. وأوضح بوتين "أن ديناميات المتغيرات الدولية، وظهور التحديات والتهديدات الجديدة، بما في ذلك في الاتجاهات البحرية، وأخيراً، الثورة التكنولوجية والرقمية السريعة والروبوتات وإدخال الأنظمة غير المأهولة على نطاق واسع تتطلب تشكيل صورة جديدة للبحرية"، وذلك ما يستلزم تحديد الخصائص الواعدة والتكوين المتوازن للأسطول، لتقييم إمكانات تصميم وبناء السفن الجديدة وسفن الدعم البحري العسكري. ومضى الرئيس الروسي في الكشف عما حققته بلاده من إنجازات على صعيد الصناعات العسكرية، وليقول أيضاً إن حصة المعدات الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية البحرية الروسية وصلت إلى نسبة 100 في المئة، في وقت أشار إلى أنه سيتم توفير 8.4 تريليون روبل (أي زهاء 100 مليار دولار)، في الأعوام الـ10 المقبلة، لبناء السفن البحرية الجديدة. أضاف بوتين "من المهم تطوير مكونات البحرية بشكل منهجي ومستمر"، مما يعني به "مجموعات الغواصات وسفن السطح والطيران البحري والصواريخ الساحلية وقوات المدفعية، فضلاً عن وسائل الدعم الأخرى"، كذلك أشار إلى ما تدرجه روسيا من أولويات تتمثل في "تعزيز الأسطول المحلي في الجزء الرئيس من القوات النووية الاستراتيجية، التي تعد أهم ضمانة لأمن روسيا، والحفاظ على التوازن العالمي"، وأضاف كذلك ضرورة أن تدمج الطائرات المسيرة في مجمع واحد، وهو ما قد يعني تأسيس فرع جديد للقوات المسلحة على غرار "الدفاع الجوي" و"القوات الاستراتيجية". وكان الرئيس الروسي قد أعلن في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي إطلاق الغواصة المتعددة الأغراض "بيرم" (اسم مدينة قريبة من جبال الأورال)، التي أصبحت أول غواصة مسلحة بصواريخ "كروز - تسيركون" الفرط صوتية، وأشار إلى أن "هذا بالفعل سلاح يمكنه أداء مهام استراتيجية"، ولفت إلى أن أساس برامج تدريب البحارة العسكريين يجب أن يكون استراتيجية وتكتيكات حديثة للحرب، مع ضرورة الاستناد إلى ما تراكم من خبرات وإنجازات عسكرية، حققتها القوات الروسية في أوكرانيا، خلال "العملية العسكرية الروسية الخاصة" هناك. وتقول المصادر الروسية إن الاجتماع تناول أيضاً كثيراً من القضايا المهمة المتعلقة بتطوير الأسطول، والضمان الاجتماعي للبحارة وأفراد أسرهم، فضلاً عن تجديد القواعد البحرية والبنية التحتية للمعسكرات العسكرية، وهو أمر مهم، بشكل خاص، لروسيا في القطب الشمالي. وأضاف بوتين إلى هذه المهام، ما قاله حول أن البحرية الروسية أدت وتؤدي دوراً مهماً في ضمان دفاع روسيا وأمنها، وفي حماية مصالحها الوطنية في المحيط العالمي، كذلك أكد أن السفن الروسية يجب أن تكون اليوم وفي المستقبل قادرة على حل مجموعة كاملة من المهام الموكلة إليها بشكل فعال. ومن اللافت أن "الصحيفة الروسية" الناطقة الرسمية باسم الدولة الروسية أنهت ما نقلته عن ذلك الاجتماع البالغ الأهمية، بما سجلته في ختام تقريرها عن ذلك الاجتماع، وما نوقش فيه من موضوعات، بجملة مفادها "بقية ما تناوله الاجتماع يظل من الأسرار العسكرية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الكتاب الأبيض للاتحاد الأوروبي وكان بوتين عقد اجتماعه الذي ناقش فيه "استراتيجية تطوير البحرية الروسية"، في أعقاب اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي عقد في مارس الماضي، بمشاركة وزراء دفاع بلدان الاتحاد، لبحث مخاوف البلدان أعضاء الاتحاد الأوروبي وما يطرحونه من أفكار لمواجهة روسيا التي يقولون إنها تستعد لشن "عدوانها" ضد بلدان هذا التحالف العسكري. وقد تجاهل وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث حضور الاجتماع، مكتفياً بالمشاركة فيه عبر البث المباشر، وكان الاجتماع حدد لذلك "العدوان الروسي المحتمل" عام 2030 موعداً افتراضياً. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أصدرت، بالتعاون مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الدفاع، أندريوس كوبيليوس، مع وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي ما يسمى "الكتاب الأبيض" الذي بحث تبني استراتيجية دفاعية موحدة قدمتها المفوضية الأوروبية بهدف تنسيق جهود الدفاع بين دول الاتحاد الأوروبي وتعزير قدراتها التسليحية لمواجهة "أي تهديدات مستقبلية"، كذلك رصد الاجتماع مبلغ 800 مليار يورو (نحو 908672 مليار دولار) "لتلبية حاجات بلدان الاتحاد من استعدادات عسكرية، ولتقديم المساعدة إلى أوكرانيا بما في ذلك توفير 1.5 مليون قذيفة مدفعية، وأنظمة دفاع جوي، ومواصلة تدريب القوات الأوكرانية، لمواجهة العدوان من جانب روسيا"، بحسب ما أشارت قيادات هذا الاتحاد. ومن اللافت، في هذا الصدد، أن الاجتماع الذي عقده بوتين مع عدد من كبار معاونيه والمسؤولين عن تطوير الأسطول، في تاريخ لاحق بعد لقاء وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي، يبدو وحسب مراقبين كثر، وكأنما جاء رداً على ما جاء في ذلك اللقاء، وما اتخذه من قرارات، غير أن الواقع يقول إن بوتين، وكما أشرنا، سبق وحدد مبكراً ومنذ خطابه الشهير الذي ألقاه في فبراير2007 في مؤتمر الأمن الأوروبي، استراتيجيته لمواجهة المتغيرات الدولية ومواجهة عالم القطب الواحد، إلى جانب توسع "الناتو" والحد من محاولاته لنشر قواته على مقربة مباشرة من حدوده الجنوبية، تمهيداً لعودة روسيا إلى صدارة الساحة الدولية، واستعادتها مواقعها التي تستحق، على خريطة السياسة العالمية. ومن هنا كان ما اتخذه من قرارات حول تغيير العقيدة النووية وتطوير منطقة القطب المتجمد الشمالي، وغير ذلك من القضايا الاستراتيجية، وهو ما سبق ما تناولته "اندبندنت عربية" في تقاريرها السابقة من موسكو. ماذا وراء استراتيجية تطوير البحرية الروسية؟ يعزو المراقبون في روسيا وخارجها الأسباب الرئيسة لما طرحه الرئيس بوتين حول استراتيجية تطوير البحرية الروسية إلى عوامل جيوسياسية وتكنولوجية وعسكرية عدة، منها تعزيز الأمن القومي وقوات الردع الاستراتيجي لحماية أمن روسيا وحلفائها، إلى جانب الحفاظ على التوازن العالمي، بخاصة مع تركيزها على الغواصات الحاملة للصواريخ الفرط صوتية مثل "تسيركون" العابرة للقارات، وذلك فضلاً عن أهمية مواكبة بلاده التطورات التكنولوجية العالمية، وهو ما أشار إليه بوتين في معرض حديثه عن أن الثورة الرقمية وانتشار ما يسمى "الأنظمة الروبوتية غير المأهولة"، تتطلب تحديث الأسطول البحري. ولم يغفل المراقبون الإشارة أيضاً إلى أن "الاستراتيجية الجديدة" تستهدف كذلك تعزيز ما تقوم به روسيا من أجل مواجهة التحديات والتهديدات العالمية والمتغيرات الدولية، على ضوء ما يجري على صعيد المواجهة العسكرية مع أوكرانيا ومن يقف إلى جانبها من البلدان الغربية وبلدان الاتحاد الأوروبي، كذلك تستهدف هذه الاستراتيجية الجديدة ضمان قدرات البحرية الروسية على العمل في مختلف الظروف، بما في ذلك في المناطق البعيدة مثل المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي، في ظل التنافس مع الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، وضرورة تحقيق التوازن من ناحية الكم والكيف مع الترسانة العسكرية الغربية، وبما يحقق قدرات البحرية الروسية على "الحفاظ على التوازن العالمي"، وما يتفق مع القول المأثور حول أن "زيادة النشاط العسكري الغربي، تتطلب رداً بحرياً قوياً"، وهو ما يبدو واضحاً في استعدادات روسيا التي تقوم بها في مناطق المحيط المتجمد الشمالي، بما تملكه من أسطول كاسحات الجليد الذي يعد الأكبر في العالم.


وكالة نيوز
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- وكالة نيوز
يعلن بوتين عن غواصات جديدة ، لكن الصناعة متوترة
موسكو-ستقوم روسيا ببناء ثماني غواصات نووية متعددة الأغراض واستراتيجية للبحرية ، وفقًا للرئيس الروسي. أعلن فلاديمير بوتين عن الخطط بعد حفل إطلاق الأسبوع الماضي من الغواصة النووية الجديدة في فئة Yasen-M. سيكون هذا القارب أول شركة طيران بدوام كامل لصاروخ الزركون المفرط الصوت. في أعقاب انسحاب الغواصة السوفيتية ، أراد المسؤولون العسكريون في الأصل إدخال 30 غواصات من الدرجة الأولى و 14 قاربًا من الطبقة الاستراتيجية. يشير إعلان بوتين إلى تحول في الأهداف ، مع 10 نسخ يتم بناؤها في كل فئة. برزت مصنع تصنيع الغواصة Sevmash كشيء عنق الزجاجة في مخطط الإنتاج الكلي. لم يكن المصنع يصنع ما يكفي من القوارب ، وقبل عام فقط قام بتحديث إنتاجه مرافق. بالنظر إلى الخطط الروسية للبدء في بناء غواصات جديدة من فئة Husky بحلول عام 2027 ، قد يتوقف خط Yasen-M عن الوجود ، وفقًا لما قاله بافيل لوزين ، خبير الدفاع في روسيا في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن. يتردد مزيج الأسلحة البحرية الإجمالية في موسكو في التسرع في الإنتاج الإضافي لليزين ، حيث تفتقر إلى عناصر الدعم مثل أقمار الاستطلاع والسفن وكذلك طائرات المراقبة المصاحبة ، وفقًا لما ذكرته ديمتري سميرنوف ، الخبير العسكري الروسي. بالإضافة إلى ذلك ، تحولت ميزانية الدفاع إلى إنتاج الأسلحة اللازمة في الحرب ضد أوكرانيا. يقول الخبير الاقتصادي Vyacheslav Shiryaev إن Sevmash لا يتلقى أوامر كافية لبناء الغواصات ، ويحصل الموظفون على تخفيضات في الأجور. تفاقم الوضع ، بعد غزو أوكرانيا ، فقدت روسيا إمكانية الوصول إلى المكونات الأجنبية بسبب العقوبات وأجبرت على البدء من الصفر في بعض الغواصة أجزاء. Maxim Starchak هو مراسل روسيا لأخبار الدفاع. عمل سابقًا كمحرر لوزارة الدفاع الروسية وكخبير في مكتب معلومات الناتو في موسكو. وقد غطى القضايا النووية والدفاعية الروسية لمجلس المحيط الأطلسي ، ومركز تحليل السياسة الأوروبية ، ومعهد رويال يونايتد للخدمات وأكثر من ذلك.