
استراتيجية روسية لتطوير سلاحها البحري حتى عام 2050
تأكيداً لما سبق وقاله هنري كيسنجر عميد الدبلوماسية الأميركية السابق حول "إيمان بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) الصوفي بالتاريخ"، ولما أشار إليه الرئيس بوتين في احتفالات روسيا بالذكرى الـ350 لميلاد بطرس الأكبر، مؤسس الإمبراطورية الروسية، حول "أنه يحذو حذو هذا الإمبراطور العظيم ويقتفي خطاه"، ولما نقله الأمير ألكسندر ميخائيلوفيتش، صهر الإمبراطور الروسي الإسكندر الثالث في حديثه إلى وزرائه "ليس لدينا في العالم كله سوى حليفين مخلصين وهما الجيش والأسطول"، عاد بوتين ليعلن عن خطته حول استراتيجية تطوير الأسطول البحري الروسي، التي تبدو كمزيج بين الضرورات الأمنية والطموحات الجيوسياسية. وذلك فضلاً عن تعزيز هذه الخطة باستثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية، كذلك فإنها لا تستهدف تعزيز الردع النووي وحسب، بل وأيضاً تأكيد دور روسيا كفاعل رئيس في الساحة الدولية.
وقد جاءت هذه الخطوة إلحاقاً بما سبق وأعلنه بوتين حول دعم مؤسسات الصناعات العسكرية، وإمداد الجيش الروسي بأحدث الأسلحة والمعدات، فضلاً عما تناوله لأهم القضايا الاستراتيجية التي سبق وتوقف عندها في خطابه الشهير في مؤتمر الأمن الأوروبي في فبراير (شباط) 2007 الذي أعلن فيه رفضه عالم القطب الواحد، وضرورة بناء عالم متعدد الأقطاب، وذلك إلى جانب ما أعلنه حول استراتيجيته لتطوير منطقة القطب الشمالي، وتقدم بلاده إلى الأمم المتحدة بمذكرة تؤكد فيها سيادتها على منطقة من الجرف القاري للقطب الشمالي تبين أنها غنية بالنفط والغاز الطبيعي. وكانت روسيا سبق وتقدمت بطلب عام 2001 إلى الأمم المتحدة للاعتراف بسيادتها على ما يزيد على مليون كيلومتر مربع من القطب الشمالي.
أوضح بوتين "أن ديناميات المتغيرات الدولية وظهور التحديات والتهديدات الجديدة بما في ذلك في الاتجاهات البحرية تتطلب تشكيل صورة جديدة للبحرية" (أ ب)
استراتيجية تطوير البحرية الروسية
بعد لقائه الثالث مع ستيف ويتكوف المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أوكل إليه كل الملفات المهمة على خريطة اهتمامات أميركا في الساحة الدولية بداية من روسيا، وأوكرانيا وإيران، حتى الأوضاع في الشرق الأوسط، والعلاقة بين إسرائيل وحركة "حماس"، انتقل بوتين إلى مبني "الأميرالية"، مقر القيادة العامة للبحرية الروسية، في سانت بطرسبورغ العاصمة البحرية التاريخية لروسيا، ليعقد اجتماعه الذي ناقش فيه استراتيجية تطوير البحرية الروسية للفترة حتى عام 2050. وننقل عن "الصحيفة الروسية" الصحيفة الرسمية للدولة، ما استهل به القائد الأعلى للقوات الروسية المسلحة حديثه "المفتوح" في حضور ممثلي عدد من كبريات الصحف المحلية والعالمية، إلى المسؤولين عن السياسة البحرية الروسية والتخطيط والتنسيق وبناء السفن، وأشار الرئيس بوتين إلى أنه وخلال الأعوام الأخيرة، نفذ برنامج واسع النطاق لتحديث البحرية، وبناء السفن الروسية سواء في كالينينغراد، المطلة على بحر البلطيق غرباً، وحتى فلاديفوستوك في الشرق الأقصى على ضفاف المحيط الهادئ، بمختلف أنواعها السطحية وحاملات الصواريخ البحرية الجديدة، بما في ذلك أحدث المشاريع Borey-A وYasen-M الخاصة ببناء الغواصات النووية، كذلك كشف بوتين عن بناء 49 سفينة من فئات مختلفة، إلى جانب ما نفذ منذ عام 2020، حول ضم أربع غواصات استراتيجية إلى مشروع Borey-A، وأربع غواصات متعددة الأغراض من مشروع Yasen-M إلى البحرية الروسية. وأوضح بوتين "أن ديناميات المتغيرات الدولية، وظهور التحديات والتهديدات الجديدة، بما في ذلك في الاتجاهات البحرية، وأخيراً، الثورة التكنولوجية والرقمية السريعة والروبوتات وإدخال الأنظمة غير المأهولة على نطاق واسع تتطلب تشكيل صورة جديدة للبحرية"، وذلك ما يستلزم تحديد الخصائص الواعدة والتكوين المتوازن للأسطول، لتقييم إمكانات تصميم وبناء السفن الجديدة وسفن الدعم البحري العسكري.
ومضى الرئيس الروسي في الكشف عما حققته بلاده من إنجازات على صعيد الصناعات العسكرية، وليقول أيضاً إن حصة المعدات الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية البحرية الروسية وصلت إلى نسبة 100 في المئة، في وقت أشار إلى أنه سيتم توفير 8.4 تريليون روبل (أي زهاء 100 مليار دولار)، في الأعوام الـ10 المقبلة، لبناء السفن البحرية الجديدة.
أضاف بوتين "من المهم تطوير مكونات البحرية بشكل منهجي ومستمر"، مما يعني به "مجموعات الغواصات وسفن السطح والطيران البحري والصواريخ الساحلية وقوات المدفعية، فضلاً عن وسائل الدعم الأخرى"، كذلك أشار إلى ما تدرجه روسيا من أولويات تتمثل في "تعزيز الأسطول المحلي في الجزء الرئيس من القوات النووية الاستراتيجية، التي تعد أهم ضمانة لأمن روسيا، والحفاظ على التوازن العالمي"، وأضاف كذلك ضرورة أن تدمج الطائرات المسيرة في مجمع واحد، وهو ما قد يعني تأسيس فرع جديد للقوات المسلحة على غرار "الدفاع الجوي" و"القوات الاستراتيجية".
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي إطلاق الغواصة المتعددة الأغراض "بيرم" (اسم مدينة قريبة من جبال الأورال)، التي أصبحت أول غواصة مسلحة بصواريخ "كروز - تسيركون" الفرط صوتية، وأشار إلى أن "هذا بالفعل سلاح يمكنه أداء مهام استراتيجية"، ولفت إلى أن أساس برامج تدريب البحارة العسكريين يجب أن يكون استراتيجية وتكتيكات حديثة للحرب، مع ضرورة الاستناد إلى ما تراكم من خبرات وإنجازات عسكرية، حققتها القوات الروسية في أوكرانيا، خلال "العملية العسكرية الروسية الخاصة" هناك.
وتقول المصادر الروسية إن الاجتماع تناول أيضاً كثيراً من القضايا المهمة المتعلقة بتطوير الأسطول، والضمان الاجتماعي للبحارة وأفراد أسرهم، فضلاً عن تجديد القواعد البحرية والبنية التحتية للمعسكرات العسكرية، وهو أمر مهم، بشكل خاص، لروسيا في القطب الشمالي. وأضاف بوتين إلى هذه المهام، ما قاله حول أن البحرية الروسية أدت وتؤدي دوراً مهماً في ضمان دفاع روسيا وأمنها، وفي حماية مصالحها الوطنية في المحيط العالمي، كذلك أكد أن السفن الروسية يجب أن تكون اليوم وفي المستقبل قادرة على حل مجموعة كاملة من المهام الموكلة إليها بشكل فعال.
ومن اللافت أن "الصحيفة الروسية" الناطقة الرسمية باسم الدولة الروسية أنهت ما نقلته عن ذلك الاجتماع البالغ الأهمية، بما سجلته في ختام تقريرها عن ذلك الاجتماع، وما نوقش فيه من موضوعات، بجملة مفادها "بقية ما تناوله الاجتماع يظل من الأسرار العسكرية".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الكتاب الأبيض للاتحاد الأوروبي
وكان بوتين عقد اجتماعه الذي ناقش فيه "استراتيجية تطوير البحرية الروسية"، في أعقاب اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي عقد في مارس الماضي، بمشاركة وزراء دفاع بلدان الاتحاد، لبحث مخاوف البلدان أعضاء الاتحاد الأوروبي وما يطرحونه من أفكار لمواجهة روسيا التي يقولون إنها تستعد لشن "عدوانها" ضد بلدان هذا التحالف العسكري. وقد تجاهل وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث حضور الاجتماع، مكتفياً بالمشاركة فيه عبر البث المباشر، وكان الاجتماع حدد لذلك "العدوان الروسي المحتمل" عام 2030 موعداً افتراضياً.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أصدرت، بالتعاون مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الدفاع، أندريوس كوبيليوس، مع وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي ما يسمى "الكتاب الأبيض" الذي بحث تبني استراتيجية دفاعية موحدة قدمتها المفوضية الأوروبية بهدف تنسيق جهود الدفاع بين دول الاتحاد الأوروبي وتعزير قدراتها التسليحية لمواجهة "أي تهديدات مستقبلية"، كذلك رصد الاجتماع مبلغ 800 مليار يورو (نحو 908672 مليار دولار) "لتلبية حاجات بلدان الاتحاد من استعدادات عسكرية، ولتقديم المساعدة إلى أوكرانيا بما في ذلك توفير 1.5 مليون قذيفة مدفعية، وأنظمة دفاع جوي، ومواصلة تدريب القوات الأوكرانية، لمواجهة العدوان من جانب روسيا"، بحسب ما أشارت قيادات هذا الاتحاد.
ومن اللافت، في هذا الصدد، أن الاجتماع الذي عقده بوتين مع عدد من كبار معاونيه والمسؤولين عن تطوير الأسطول، في تاريخ لاحق بعد لقاء وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوروبي، يبدو وحسب مراقبين كثر، وكأنما جاء رداً على ما جاء في ذلك اللقاء، وما اتخذه من قرارات، غير أن الواقع يقول إن بوتين، وكما أشرنا، سبق وحدد مبكراً ومنذ خطابه الشهير الذي ألقاه في فبراير2007 في مؤتمر الأمن الأوروبي، استراتيجيته لمواجهة المتغيرات الدولية ومواجهة عالم القطب الواحد، إلى جانب توسع "الناتو" والحد من محاولاته لنشر قواته على مقربة مباشرة من حدوده الجنوبية، تمهيداً لعودة روسيا إلى صدارة الساحة الدولية، واستعادتها مواقعها التي تستحق، على خريطة السياسة العالمية. ومن هنا كان ما اتخذه من قرارات حول تغيير العقيدة النووية وتطوير منطقة القطب المتجمد الشمالي، وغير ذلك من القضايا الاستراتيجية، وهو ما سبق ما تناولته "اندبندنت عربية" في تقاريرها السابقة من موسكو.
ماذا وراء استراتيجية تطوير البحرية الروسية؟
يعزو المراقبون في روسيا وخارجها الأسباب الرئيسة لما طرحه الرئيس بوتين حول استراتيجية تطوير البحرية الروسية إلى عوامل جيوسياسية وتكنولوجية وعسكرية عدة، منها تعزيز الأمن القومي وقوات الردع الاستراتيجي لحماية أمن روسيا وحلفائها، إلى جانب الحفاظ على التوازن العالمي، بخاصة مع تركيزها على الغواصات الحاملة للصواريخ الفرط صوتية مثل "تسيركون" العابرة للقارات، وذلك فضلاً عن أهمية مواكبة بلاده التطورات التكنولوجية العالمية، وهو ما أشار إليه بوتين في معرض حديثه عن أن الثورة الرقمية وانتشار ما يسمى "الأنظمة الروبوتية غير المأهولة"، تتطلب تحديث الأسطول البحري.
ولم يغفل المراقبون الإشارة أيضاً إلى أن "الاستراتيجية الجديدة" تستهدف كذلك تعزيز ما تقوم به روسيا من أجل مواجهة التحديات والتهديدات العالمية والمتغيرات الدولية، على ضوء ما يجري على صعيد المواجهة العسكرية مع أوكرانيا ومن يقف إلى جانبها من البلدان الغربية وبلدان الاتحاد الأوروبي، كذلك تستهدف هذه الاستراتيجية الجديدة ضمان قدرات البحرية الروسية على العمل في مختلف الظروف، بما في ذلك في المناطق البعيدة مثل المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي، في ظل التنافس مع الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، وضرورة تحقيق التوازن من ناحية الكم والكيف مع الترسانة العسكرية الغربية، وبما يحقق قدرات البحرية الروسية على "الحفاظ على التوازن العالمي"، وما يتفق مع القول المأثور حول أن "زيادة النشاط العسكري الغربي، تتطلب رداً بحرياً قوياً"، وهو ما يبدو واضحاً في استعدادات روسيا التي تقوم بها في مناطق المحيط المتجمد الشمالي، بما تملكه من أسطول كاسحات الجليد الذي يعد الأكبر في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب أبلغ الأوروبيين أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب لأنه يعتبر نفسه «منتصراً»
أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد وقف الحرب في أوكرانيا؛ لأنه يعتقد أنه منتصر. هذا ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» المحسوبة على الجمهوريين، التي أضافت في تقرير لها أن ترمب أبلغ هذا الأمر للقادة الأوروبيين الذين اتصل بهم بعد مكالمته الهاتفية مع بوتين الاثنين. ومع ذلك لم يفرض عقوبات إضافية على موسكو، وبدلاً من ذلك، اقترح إجراء محادثات على مستوى أدنى في الفاتيكان بين روسيا وأوكرانيا. كان هذا الاعتراف هو ما يؤمن به القادة الأوروبيون منذ فترة طويلة بشأن بوتين، لكنها المرة الأولى التي يسمعون فيها ذلك من ترمب. كما أنه يتعارض مع ما دأب ترمب على قوله علناً، وهو أنه يعتقد أن بوتين يريد السلام بصدق. ورفض البيت الأبيض التعليق، وأشار إلى منشور ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، حول محادثته مع بوتين. وقال: «كانت نبرة وروح المحادثة ممتازة. لو لم تكن كذلك، لقلت ذلك الآن». ليو الرابع عشر مصافحاً فولوديمير زيلينسكي بعد قداس تنصيب البابا الجديد في الفاتيكان يوم 18 مايو (أ.ف.ب) غير أن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نفى تقرير الصحيفة، وقال إن «روسيا تعرف ما قاله ترمب لبوتين، ولا تعرف ما قاله للقادة الأوروبيين، وتقرير (وول ستريت جورنال) يتناقض مع التصريحات الرسمية لترمب، وما نعرفه نحن أيضاً». وكان ترمب قد أجرى مكالمة هاتفية سابقة مع القادة الأوروبيين، يوم الأحد، قبل يوم من محادثته التي استمرت ساعتين مع بوتين. وقد أشار حينها إلى أنه قد يفرض عقوبات إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثة. غير أنه يوم الاثنين غيَّر موقفه مرة أخرى، حيث لم يكن مستعداً لفرض عقوبات، وبدلاً من ذلك، قال إنه يريد المضي قدماً بسرعة في محادثات بين روسيا وأوكرانيا بالفاتيكان. اجتماع بين زيلينسكي ووزراء في إدارته بكييف يوم 18 مايو (أ.ف.ب) وقال ترمب للصحافيين، يوم الاثنين، بعد مكالمته مع بوتين: «هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر ما كان ينبغي لنا التورط فيه». وأشار في مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين، يوم الأحد، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدرش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص كيث كيلوغ إلى المحادثات المتوقع عَقدُها في الفاتيكان. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى أوروبا في فرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية والمعاملات المصرفية. وصرح السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، الحليف المقرب من ترمب، أمس (الأربعاء)، بأنه جمع 81 صوتاً من أعضاء مجلس الشيوخ مستعدين للمشاركة في إعداد مشروع قانون من شأنه أن يشدد بشكل كبير عقوبات الطاقة وغيرها على موسكو. جانب من لقاء فانس وزيلينسكي في روما يوم 18 مايو (أ.ف.ب) وفي معرض تعليقه على المفاوضات المقترحة في الفاتيكان، التي أشار إليها أيضاً الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، الذي قال إن «هناك المزيد من الوسطاء» ولا يقتصر الأمر على واشنطن وإنما تشارك أوروبا أيضاً، نفى المتحدث باسم الكرملين، بيسكوف، ذلك، وقال: «لا، لا توجد اتفاقات حتى الآن، لا توجد ترتيبات محددة للاجتماعات المقبلة، ولم نتوصل بعدُ إلى اتفاق، ويجري العمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول». وأضاف بيسكوف أن روسيا وأوكرانيا لم تحددا موعداً لإجراء محادثات مباشرة أخرى لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات و«لا يوجد اتفاق ملموس بشأن الاجتماعات المقبلة. لم يتم الاتفاق عليها بعد». قادة فرنسا وأوكرانيا وبريطانيا وبولندا وألمانيا خلال الاتصال الهاتفي بالرئيس الأميركي يوم 10 مايو (أ.ف.ب) تقول «وول ستريت جورنال» إنه بالنسبة للأوروبيين، فقد ساهمت جهودهم الدبلوماسية التي بدأت قبل نحو 10 أيام، بهدف دفع ترمب للضغط على بوتين في التأكيد أن دعم أوكرانيا أصبح الآن مسؤولية تقع على عاتقهم إلى حد كبير. وقالت إن الأوروبيين لا يعتقدون أن إدارة ترمب ستوقف صادرات الأسلحة الأميركية طالما أن أوروبا أو أوكرانيا تدفع ثمنها. من ناحيته قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الاستعدادات جارية لتبادل الأسرى المحتمل، الذي وصفه بأنه «ربما النتيجة الحقيقية الوحيدة» للمحادثات في تركيا. وقال بيسكوف إن عملية تبادل الأسرى «عملية شاقة للغاية» و«تتطلب بعض الوقت». لكنه أضاف أن «العمل مستمر بوتيرة سريعة، والجميع يبدي اهتماماً بإتمامها بسرعة». روبيو خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب) ويوم الأربعاء، أحجم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن وصف الرئيس الروسي بوتين بأنه «مجرم حرب»، مؤكّداً أن الأولوية تقضي بالتفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وخلال جلسة استماع متوترة في مجلس النواب، ذكّره النائب الديمقراطي بيل كيتنغ، بالانتقاد اللاذع الذي وجّهه إلى بوتين عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، قبل توليه منصبه وزيراً للخارجية، وسأله إذا كان ما زال يعتبر بوتين «مجرم حرب». وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ب) وردّ روبيو قائلاً إن «جرائم ارتكبت في الحرب بأوكرانيا وستتمّ المحاسبة عليها لكن هدفنا الآن هو إنهاء هذه الحرب»، في ترداد واضح لمواقف ترمب. وأضاف: «دعوني أقول لكم إن كلّ يوم تستمرّ فيه الحرب، يقتل أشخاص ويصاب فيه المزيد من الأشخاص ويرتكب فيه بصراحة المزيد من جرائم الحرب». واعتبر كيتنغ تصريحات روبيو «غير متماسكة» و«تنطوي على التباس». وردّاً على سؤال آخر من نائب جمهوري، قال روبيو: «لولا الاتصالات التي جرت بين الولايات المتحدة وروسيا سنة 1961، لكان العالم قد انتهى إبّان أزمة الصواريخ الكوبية!» وميدانياً تستمر حرب الطائرات المسيَّرة ويحتدم القتال في بعض المناطق الرئيسية على الجبهة بين الطرفين. وقالت روسيا، الخميس، إن الدفاعات الجوية أسقطت 105 طائرات مسيَّرة أوكرانية فوق مناطق روسية، 35 منها كانت متجهة نحو موسكو. وذكر سيرغي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو، أنه تم إسقاط العديد من الطائرات المسيَّرة التي كانت متجهة نحو المدينة. وقالت روسيا، الخميس، إنها أطلقت صاروخاً من طراز «إسكندر-إم» على جزء من مدينة بوكروف في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير منظومتين صاروخيتين من طراز «باتريوت» و«رادار». وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن أضراراً وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك، بعد هجوم، لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تتقدم في نقاط رئيسية على الجبهة، وأفاد مدونون للحرب موالون لروسيا بأن القوات اخترقت الخطوط الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور حول بوكروفسك، ولم يشر إلى أي تقدم روسي. أفراد من الشرطة في موسكو (إ.ب.أ) من جانب آخر، قال المستشار الألماني فريدرش ميرتس، الخميس، إن تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بقوات ألمانية في ليتوانيا سوف يساعد في الدفاع عن الحلف العسكري ضد «أي عدوان». وقال ميرتس خلال زيارة لفلنيوس ليدشن رسمياً لواء مدرعات ألمانيّاً جديداً، إن الأفعال الروسية لا تهدد أمن أوكرانيا فحسب، ولكن أيضاً أمن أوروبا والمنطقة الأوروبية الأطلسية. وأضاف ميرتس، وإلى جانبه الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا: «الوضع الأمني هنا في دول البلطيق ما زال متوتراً للغاية». وتابع ميرتس: «سوف نرسل هذا اللواء لحماية الجناح الشرقي بالكامل لـ(الناتو). وسوف يدافع عن أراضي الحلف ضد أي عدوان». ووصف ناوسيدا زيارة ميرتس بأنها «إشارة قوية». ويحقق الجيش الألماني إنجازاً جديداً بتمركز دائم لوحدة عسكرية تابعة له في الخارج. وكانت عمليات الانتشار السابقة مؤقتة. وتأتي هذه الخطوة رداً على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
«الهلال الأحمر الفلسطيني»: أسطول الإسعاف في غزة يعمل بثلث طاقته
قال يونس الخطيب، رئيس «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني»، اليوم (الخميس)، إن عمليات الإسعاف في القطاع قد تتوقف في غضون أيام في ظل غياب الإمدادات الجديدة، وإن أسطول السيارات التابع لها يعمل بثلث طاقته فقط بسبب نقص الوقود. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الطحين والمساعدات الأخرى بدأت في الوصول إلى بعض أكثر المناطق عرضة لخطر المجاعة في غزة اليوم بعد سماح إسرائيل لبعض الشاحنات بالعبور، ولكن ليس بما يكفي لتعويض النقص الناجم عن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعاً. وقالت إسرائيل إنها سمحت بإدخال 100 شاحنة تحمل أغذية الأطفال والمعدات الطبية أمس (الأربعاء)؛ أي بعد يومين من إعلانها عن أول تخفيف للحصار تحت ضغوط دولية متزايدة وسط تحذيرات من وقوع المجاعة في غزة. وقال الخطيب للصحافيين في جنيف رداً على سؤال عن المدة التي يمكن أن تستمر فيها منظمته في العمل في غزة: «إنها مسألة وقت. قد تكون أياماً». وأضاف: «ينفد الوقود منا. الطاقة الاستيعابية لسيارات الإسعاف التي نعمل بها الآن هي الثلث»، مضيفاً أن التي تعمل منها بالبنزين توقفت بالفعل، لكن الجمعية لديها أخرى تعمل بالطاقة الشمسية توفرها الأمم المتحدة. و«الهلال الأحمر الفلسطيني» جزء من أكبر شبكة إنسانية في العالم، وهي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتقدم الرعاية الطبية في قطاع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وانتقد الخطيب ضآلة كمية المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة حتى الآن، محذراً من خطر وقوع هجمات غوغاء. وقال: «أعتقد أن هذه دعوة للقتل. هؤلاء الناس يتضورون جوعاً». وتخوض إسرائيل حرباً على «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية» (حماس) في قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ودافعت مراراً عن القيود التي تفرضها على المساعدات في القطاع، قائلة إن هناك ما يكفي من الغذاء هناك، ونفت الاتهامات بتسببها في حدوث مجاعة. وضم الخطيب صوته إلى الانتقادات الموجهة لمنظمة مدعومة من الولايات المتحدة تهدف إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو (أيار) للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات. وقال: «الأمر غير مطروح للنقاش. لا لا لا». وأضاف: «يجب ألا يتخلى العالم عن النظام الذي نعرفه». وتعتزم «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولايات المتحدة، العمل مع شركات الأمن والخدمات اللوجستية الأميركية الخاصة لتقديم المساعدات إلى 300 ألف شخص من مراكز التوزيع في جنوب غزة. ويبلغ إجمالي عدد سكان القطاع الفلسطيني نحو 2.3 مليون نسمة، معظمهم من النازحين.

العربية
منذ 6 ساعات
- العربية
الدفاع الروسية تسقط 8 مسيرات كانت تحلق باتجاه موسكو
أعلن عمدة م وسكو ، اليوم الخميس، أن منظومات الدفاع الجوي صدت هجوم 8 طائرات مسيرة كانت تحلق تجاه العاصمة. وكتب سيرغي سوبيانين على قناته في "تلغرام": "صدت منظومات الدفاع الجوي هجوم 8 مسيرات كانت تحلق تجاه موسكو"، مضيفاً "خبراء الخدمات الميدانية يعملون في أماكن سقوط الحطام". وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه تم اتخاذ قرار بإنشاء منطقة عازلة أمنية على طول الحدود بين روسيا وأوكرانيا، مبيناً أن القوات الروسية تعمل حالياً على ذلك. ووصف بوتين خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، الأساليب التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية وبـ"الإرهابية"، مشيرا إلى أن "أوكرانيا تقصف أهدافا بالمناطق الحدودية لا قيمة عسكرية لها: منازل وأشخاص ومواقع مدنية". وفي وقت سابق اليوم، أكد الكرملين أنه لا يوجد "اتفاق" بعد على لقاء روسي أوكراني ثان يمكن أن يعقد في الفاتيكان وفقا لتقارير صحافية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. كما أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع كييف في مفاوضات إسطنبول، مشيراً لعدم وجود اتفاق محدد حول الاجتماعات القادمة بشأن أوكرانيا حتى الآن. وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن فشل الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كذلك تطالب كييف، إلى جانب حلفائها الغربيين، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.