
كاتبان أميركيان: ترامب يوشك أن يكرر أخطاء بوش بالشرق الأوسط
قال كاتبان أميركيان إن الضربة الأميركية على إيران يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب لا هوادة فيها، يعارضها الأميركيون يمينا ويسارا، والتورط فيها حماقة كبيرة.
وأوضح الكاتبان ماثيو داس، مستشار المشرعين التقدميين، والمحرر المحافظ سهراب أحمري أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختار الآن الانضمام إلى حرب إسرائيل المتهورة مع إيران، مما يعرقل مفاوضاته الدبلوماسية التي أثبتت جدواها، ويجعله يوشك أن يُغرق الأمة في مستنقع جديد، ويشكل خيانة جسيمة لملايين الأميركيين الذين ساندوه سعيا إلى نهضة محلية، لا إلى مغامرات خارجية.
وذكّر الكاتبان في مقالهما بصحيفة واشنطن بوست، بأن ترامب تفوق عام 2016 على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لأنه انتقد حروب أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول ووصفها بأنها "كارثة"، كما فاز الرئيس السابق جو بايدن عام 2020، لمعارضته حروب الشرق الأوسط ، وانتصرت حملة ترامب الأخيرة لتعهده "بمنع الحرب العالمية الثالثة".
الحرب لن تكون سريعة
وأشار الكاتبان إلى أنهما، رغم مسيرتهما المهنية التي ظلت على طرفي نقيض، متحدان اليوم في الرعب من احتمال نشوب صراع مباشر بين إيران وأميركا، وفي التصميم على تجنبه، ومعهما عدد من المشرعين وبعض أبرز الأصوات في حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"" (ماغا) المقربة من ترامب.
إضافة إلى ذلك أظهر استطلاع رأي حديث أن 16% فقط من الأميركيين يعتقدون أن الجيش الأميركي يجب أن يتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران، في حين يرى 60% أن ذلك لا ينبغي، كما أظهر استطلاع آخر أن أغلبية كبيرة من مختلف الأميركيين تؤيد اللجوء إلى الدبلوماسية لمعالجة البرنامج النووي الإيراني بدلًا من الحرب.
ونبه الكاتبان إلى أن الصقور من دعاة الحرب يتصورون أن الأمر يتلخص في ضربة سريعة ل محطة فوردو النووية الإيرانية، مرددين صدى تصريحات متباهية سبقت غزو العراق بأن حرب الرئيس جورج بوش الابن ستكون "نزهة"، لكن أي حرب أميركية ضد إيران لن تكون سريعة على الإطلاق.
ترامب اختار الآن الانضمام إلى حرب إسرائيل المتهورة مع إيران، مما يوشك أن يغرق الأمة في مستنقع جديد، ويشكل خيانة جسيمة لملايين الأميركيين الذين ساندوه سعيا إلى نهضة محلية، لا إلى مغامرات خارجية
ومع أن الجيش الإسرائيلي حقق بعض النتائج المذهلة في الأيام الأولى من الصراع، وهو ما فعله الجيش الأميركي في الأيام والأسابيع الأولى في العراق، فإن المشكلة -كما يرى الكاتبان- هي ما يأتي بعد أن ينقشع غبار الضربات الأولى.
صراع لا داعي له
وحتى لو هاجمت القاذفات الأميركية فوردو، وأقنعت إدارة ترامب نفسها بأن عملية واحدة حققت كل ما هو ضروري، فإن القيادة الإيرانية ستشعر بالحاجة إلى التصعيد، ويمكنها إغلاق مضيق هرمز ، حيث يمر حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية، واستهداف القواعد الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بترسانة من الصواريخ المتطورة التي لم تتأثر بعد بالغارات الجوية الإسرائيلية، حسب الكاتبَين.
ولا شك أن الهجمات على القواعد الأميركية ستتطلب من واشنطن الرد بالمثل، لتبدأ حرب أخرى في الشرق الأوسط، ويكرس جيل من الأميركيين حياته لصراع لا داعي له، علما أن إسرائيل تستهدف انهيار النظام الإيراني أو تغييره، مما سيُحدث فوضى قد تزعزع استقرار الدول المجاورة ومصالح الولايات المتحدة الحساسة، وتدفع بملايين المهاجرين إلى أوروبا المنهكة.
وخلص الكاتبان إلى أن التورط أكثر في هذه الحرب سيكون حماقة، وأن على ترامب الآن حث إسرائيل على وقف هجومها والعودة إلى المسار الدبلوماسي، لأن أفضل طريقة لمنع حصول إيران على سلاح نووي -يعارضانه كما يعارضان الحرب- هي اتفاق يضع البرنامج النووي الإيراني تحت قيود مشددة ومراقبة دقيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 36 دقائق
- الجزيرة
تقرير: المعلومات المضللة تؤخر العمل لمواجهة تغير المناخ
أكد تقرير بيئي نشر حديثا أن المعلومات المضللة المنتشرة حول المناخ تُحول الأزمة إلى كارثة مع التركيز على تشويه سمعة الحلول، وفق صحيفة غارديان البريطانية. وذكر التقرير الصادر عن اللجنة الدولية المعنية ببيئة المعلومات (آي بي آي إي)، في وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، أن إنكار تغير المناخ تطور إلى حملات تقودها شركات الوقود الأحفوري وسياسيون يمينيون، لعرقلة العمل المناخي عبر نشر معلومات كاذبة ومضللة. وقال القائمون على التقرير إن المتصيدين على الإنترنت يضخمون المعلومات المضللة بشدة لترويج الأكاذيب المناخية وتأخير العمل المناخي، لا سيما في ظل استهداف قادة المناخ بحملات ضدهم على الإنترنت. وتتراوح المعلومات المضللة بين ترويج الصناعة للغاز الأحفوري على أنه "وقود منخفض الكربون" ونظريات المؤامرة مثل أن حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا هذا العام كانت مخططا لها من قبل المسؤولين بهدف تدمير أنفاق الاتجار بالأطفال، أو أن الطاقة المتجددة تسببت في انقطاع التيار الكهربائي الهائل الأخير في إسبانيا. أمر خطر وذكر التقرير أن "المعلومات المضللة قوضت ثقة الجمهور في علم المناخ والمؤسسات الاجتماعية الرئيسية الأخرى. إن أزمة سلامة المعلومات هذه تفاقم أزمة المناخ وتفاقمها". ويعد تقرير المنظمة تقييم شامل لمن يُنتج معلومات مضللة حول المناخ، وكيفية نشرها، وتأثيرها، وكيفية مكافحتها. وأفاد الباحث المشارك بالتقرير كلاوس جنسن بأن غياب المعلومات الصحيحة للجمهور يحد من قدرتهم على الاختيارات الصحيحة، متسائلا "إذا لم تكن لدينا المعلومات الصحيحة، فكيف سنصوت للقضايا والسياسيين المناسبين، وكيف سيترجم السياسيون الأدلة الواضحة إلى إجراءات ضرورية؟". وتقود الأمم المتحدة جهدا دوليا بإطار "المبادرة العالمية لسلامة المعلومات بشأن تغير المناخ" التي انضمت إليها المملكة المتحدة وفرنسا وتشيلي والمغرب ودول أخرى. ترامب واليمين الأوروبي وأوضحت الغارديان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ساهم بشدة بانتشار المعلومات المضللة عن المناخ في شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه وصف علم المناخ بأنه "هراء وخدعة كبيرة". وفي السياق الأوروبي، يشير التقرير إلى أن الأحزاب الشعبوية اليمينية "تخالف علم المناخ بنشاط"، مضيفا أن وسائل الإعلام ذات الأيديولوجيات السياسية المحافظة أو اليمينية تعطي الأولوية لإنكار تغير المناخ والتشكيك فيه ونظريات المؤامرة المتعلقة به. وتشمل تدابير مكافحة المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ وضع لوائح تنظيمية لتحسين إدارة المحتوى من قبل شركات التواصل الاجتماعي، كما هو الحال في قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وإلزام شركات الوقود الأحفوري بتقديم إعلانات موحدة عن انبعاثاتها. وقال جنسن إن بعض القضايا القانونية ضد مُروّجي المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ جارية بالفعل. وعلى الأمد البعيد، سيُمكّن تحسين التثقيف المناخي المواطنين من تحديد المعلومات المضللة، وفق وصفه.


الجزيرة
منذ 36 دقائق
- الجزيرة
مراسل الجزيرة بواشنطن: رسائل مهمة من ترامب إلى طهران
رجح مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني أن الجانب الإيراني قد أبلغ بشكل أو بآخر أن الهجوم الأميركي قادم وسيتم، ولذلك تمكنت إيران -حسب ما تشير تقارير- من نقل اليورانيوم إلى مناطق آمنة. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب ب منشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، وقالت نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية. كما كشفت صحيفة واشنطن بوست أن صور أقمار اصطناعية في 19 يونيو/حزيران الجاري تظهر نشاطا غير عادي للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأميركي. وقصفت الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد 3 منشآت نووية في إيران، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو انتهى. وأشار الحسيني إلى أن رسائل أميركية تكون قد وصلت إلى القيادة الإيرانية عن طريق دول عربية مفادها أن الهجوم الأميركي يقف عند هذا الحد، وأن واشنطن لا تريد المزيد من التصعيد ولا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات. لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال في تصريح له اليوم إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطا أحمر كبيرا بمهاجمة منشآت بلاده النووية، مشيرا إلى صعوبة العودة للمفاوضات، ودعا لجلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. أما الرسالة الأهم التي بعثتها واشنطن للقيادة الإيرانية، فهي -يضيف الحسيني- أن الولايات المتحدة في هذه اللحظة لا تسعى ولا تنوي ولا تستهدف إنهاء وجود النظام السياسي الإيراني حاليا. ويقول الحسيني إن الرئيس الأميركي يتحرك في اتجاهين في آن واحد، إلى الداخلي الأميركي عبر لغة صارمة يفرح بها مناصرو إسرائيل داخل الإدارة الأميركية وداخل الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يعتمد ترامب على دول عربية صديقة لإيران كي توصل رسالة أن بلاده لا تريد تغيير النظام، وأن الهدف الأساسي هو البرنامج النووي الإيراني.


الجزيرة
منذ 36 دقائق
- الجزيرة
صحفي يهودي: مشروع "إسرائيل الكبرى" هدفه محو الشرق الأوسط
قال الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا مارتن جاك إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة غالبا ما تكون غير شرعية، وحذر من أن مشروع إسرائيل الكبرى يهدف إلى محو منطقة الشرق الأوسط بأكملها. جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاك، تناول فيها سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلوبها في خلق الفوضى، بالإضافة إلى اتساع نطاق التهديدات الإسرائيلية في المنطقة. مخطط توسعي وفي معرض تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على عدة دول بالمنطقة، قال جاك إن ما يجري لا يمكن وصفه بأنه دفاع مشروع، بل لا يمكن حتى تسميته بهجوم وقائي، إنه "ببساطة تدمير واستئصال وقائي، يهدف إلى محو المنطقة (الشرق الأوسط) بأكملها ومنع أي إمكانية للرد أو الدفاع" وفق قوله. وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت حربا واسعة على لبنان بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيما قصفت عددا من المواقع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وتواصل تنفيذ هجمات على اليمن، وبدأت مؤخرا عدوانا على إيران. وأكد جاك أن ممارسات إسرائيل تزرع مشاعر العداء تجاه إسرائيل، حتى وإن لم تكن معادية لليهود أنفسهم. وعبر عن اعتقاده بأن نتنياهو وتحالفه واليمين المتطرف في إسرائيل يسعون لتوسيع الأراضي الإسرائيلية. وأضاف "لأكون صريحًا، فإن هذا المخطط يتجاوز حتى التصورات الدينية التقليدية لما يسمى بإسرائيل الكبرى". الإفلات من العقاب وشبّه جاك ما تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط بالنهج الذي اتبعته روسيا في عدد من البلدان، قائلا: عندما تنظر إلى ما حدث في غزة وجنوب لبنان، فإن المشاهد تذكّر بما جرى في مدينة غروزني خلال الحرب الشيشانية الثانية، أو ما ارتكبه الروس في حلب بعد تدخلهم إلى جانب نظام الأسد، (..) ما نشهده الآن هو إستراتيجية تدمير شاملة على النمط الروسي. إعلان وقال إنّ تمكّن الإسرائيليين من التجول بحرية في أماكن مختلفة في وضح النهار، وإبراز قوتهم أثناء ارتكابهم مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، دون أن يعترضهم أحد، يُظهر أنهم يمتلكون قوة مطلقة لا رادع لها. وشدد على أن هذه الحالة تمثل عرضًا فجًا لواقع الإفلات من العقاب. مركز قوة وأوضح جاك أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى تحقيق ما ورد في التوراة من حدود إسرائيل الكبرى، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد. وقال إن الهدف اليوم هو بناء إسرائيل كمركز قوة مشابه للولايات المتحدة، من حيث القدرات العملياتية والنفوذ السياسي، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم (العدوان الإسرائيلي في المنطقة) هو ما رأيناه لعقود في أفغانستان، والعراق، وأميركا اللاتينية. وأكد أن هذه القوة تمارس عملها بلا أي احترام للقانون الدولي، أو للأسس القانونية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية. قومية توسعية متطرفة وتطرق جاك إلى الدور الذي يلعبه يمينيون متطرفون بالحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قائلًا: هؤلاء لا يخفون نيتهم بشأن مشروع إسرائيل الكبرى، بل يصرّحون بها علنا. وقال إن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهو بحاجة إلى إنقاذ نفسه، كما يوجد في ائتلافه الحالي، أشخاص ينادون منذ زمن طويل بإقامة إسرائيل الكبرى. وأشار إلى أنهم لا يتحدثون فقط عن جنوب لبنان، بل عن أجزاء من سوريا ومصر أيضا، وهم في الواقع يشكلون جزءًا من الحكومة الإسرائيلية ويتولون مواقع صنع القرار. شكل من الجنون وحذّر جاك من خطورة مجموعة من السياسيين في إسرائيل ترى أنه من المشروع مهاجمة كل ما تعتبره تهديدا، مشيرا إلى أن هناك حديثًا متزايدًا هذه الأيام في إسرائيل عن أن الدور نصف النهائي سيكون مع إيران، أما النهائي فمع تركيا. وقال إن هذه المجموعة مستعدة لإثارة الحروب حتى في الأماكن التي تعتبرها مجرد احتمال لخطر أو ثغرة أمنية، وهي في غاية التطرف والتهور، مؤكدا أن ما يُمارس باسم التوسع الإسرائيلي، لا يمت بصلة لليهودية.