
هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز.. وما الطرق البديلة؟
أثار تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط في العالم.
ويمر نحو خمس النفط الخام العالمي عبر القناة التي يبلغ عرضها في أضيق نقطة 40 كيلومترا.
وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن نحو 20 مليون برميل من النفط مرت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من عام 2023، وهذا يعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنويا، وتمر عبر الطرق البحرية، وبالتالي فإن أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب في تأخيرات كبيرة في توصيل النفط على صعيد عالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار.
ويحذر المحللون من أن تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران قد تكون له عواقب أكثر خطورة، إذ إن الصراع يمكن أن يستقطب دولا أخرى تعتمد على واردات النفط.
ما مدى ضيق مضيق هرمز؟
٭ مضيق هرمز هو قناة تربط بين إيران وسلطنة عمان، وعلى الرغم من أن عرضه عند مدخله ومخرجه يبلغ حوالي 50 كيلومترا، فيما تبلغ أضيق نقطة في منتصفه حوالي 40 كيلومترا، إلا أن الجزء الأوسط في المضيق، هو الجزء العميق بما يكفي لمرور السفن الكبيرة.
وتحدد خرائط الملاحة البحرية مسارا آمنا للدخول والخروج من المضيق، ومنطقة عازلة، لناقلات النفط الثقيلة.
إجمالا، يجب على السفن الكبيرة الإبحار عبر قناة لا يتجاوز عرضها 10 كيلومترات. ويعتبر العديد من الخبراء أن العمل العسكري هو الوسيلة الأكثر ترجيحا لتعطيل حركة الملاحة البحرية، إذ حدث ذلك سابقا خلال الحرب الإيرانية- العراقية بين عامي 1980 و1988.
ويقول المحللون إن إغلاق مضيق هرمز بالنسبة لإيران يعد شكلا من أشكال «القوة الرادعة»، وهو أشبه بامتلاك سلاح نووي.
ويتوقع الخبراء أن إيران قد تتمكن من إغلاق المضيق مؤقتا، لكن الكثيرين منهم يثقون في قدرة الولايات المتحدة على إعادة تدفق حركة الملاحة البحرية بسرعة باستخدام الوسائل العسكرية.
كيف يمكن لإيران
أن تغلق مضيق هرمز؟
أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأميركي عام 2012، إلى أن إيران قد تتبع نهجا تدريجيا لإغلاق المضيق، يشمل ما يلي:
- إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز، دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح.
- الإعلان عن خضوع السفن المارة إلى التفتيش أو المصادرة.
- إطلاق عيارات تحذيرية على السفن.
- استهداف سفن محددة.
- زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج.
- استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية.
وخلال الحرب العراقية - الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم (دودة القز) وزرعت الألغام البحرية في مياه الخليج.
وأخفقت طهران في إغلاق مضيق هرمز بالكامل، لكنها استطاعت التسبب في رفع أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير، وتسببت في ازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج.
ماذا يتوقع المحللون؟
يتوقع الخبراء أن تكون إحدى أكثر الطرق الإيرانية فعالية لوقف حوالي 3000 سفينة تمر عبر الممر المائي كل شهر هي زرع الألغام باستخدام قوارب هجومية سريعة وغواصات.
ومن المحتمل أن تشن البحرية الإيرانية والبحرية التابعة للحرس الثوري، هجمات على السفن الحربية والتجارية الأجنبية.
في المقابل، يمكن أن تصبح السفن العسكرية الإيرانية الكبيرة، أهدافا سهلة للغارات الجوية الإسرائيلية أو الأميركية.وتملك إيران مجموعة من السفن السطحية والزوارق شبه الغاطسة والغواصات، وعادة ما تكون القوارب السريعة التي يملكها مسلحة بصواريخ مضادة للسفن.
وفي الوقت الحالي تقوم مواقع التتبع البحري التي تستخدم صور الأقمار الاصطناعية بالإبلاغ عن تحركات السفن العسكرية الإيرانية بالقرب من الحدود البحرية الجنوبية لإيران.
الطرق البديلة
دفع التهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز على مر السنين الدول المصدرة للنفط في منطقة الخليج، إلى تطوير طرق تصدير بديلة.
ووفقا لتقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، قامت المملكة العربية السعودية بتفعيل خط أنابيب «شرق - غرب»، وهو خط بطول 1200 كيلومتر قادر على نقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميا.
وفي عام 2019 قامت المملكة العربية السعودية بإعادة استخدام خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتا لنقل النفط الخام.
كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بربط حقولها النفطية الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عمان عبر خط أنابيب بطاقة يومية تبلغ 1.5 مليون برميل.
وفي يوليو 2021، دشنت إيران خط أنابيب «غوره - جاسك»، المخصص لنقل النفط الخام إلى خليج عمان. ويستطيع هذا الخط حاليا نقل حوالي 350 ألف برميل يوميا، مع أن التقارير تشير إلى أن إيران لم تحقق هذا القدر بعد.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى أن هذه الطرق البديلة مجتمعة قد تمكن من تصدير نحو 3.5 ملايين برميل من النفط يوميا، وهو ما يمثل نحو 15% من النفط الخام الذي يتم شحنه حاليا عبر المضيق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ ساعة واحدة
- الأنباء
مدبولي قبيل اجتماع «لجنة الأزمات»: لدينا احتياطيات إستراتيجية من السلع تكفي الاستهلاك المحلي
القاهرة - هالة عمران وناهد إمام شدد د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، على موقف مصر الرافض تماما لتوسيع دائرة الصراع في الإقليم، وضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية، وأكد خلال ترؤسه للاجتماع الحكومي أمس أن استمرار هذا التصعيد ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة دون استثناء، بل والعالم بأسره. وفيما يتعلق بتداعيات هذا الصراع على الأوضاع داخليا، طمأن د.مصطفى مدبولي المواطنين، على توافر مختلف السلع بالأسواق، وهناك احتياطي استراتيجي يكفي لعدة أشهر، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحكومة تحركت على الفور لمناقشة تداعيات الأزمة الحالية على مختلف الأصعدة، ولاسيما فيما يتعلق بإمدادات الوقود وزيادة مخزون البلاد من جميع السلع الاستراتيجية الأساسية، لافتا في هذا السياق إلى القرار الذي أصدره بتشكيل «لجنة أزمات» برئاسته، لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية - الإسرائيلية، بما يسهم في الاستعداد لأي مستجدات بمختلف القطاعات. وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه سيجتمع دوريا مع أعضاء اللجنة، منوها قبيل أول اجتماعاتها أمس أنه يكثف حاليا من اجتماعاته مع اللجان الاستشارية المختلفة، بهدف بحث تداعيات الأحداث الأخيرة وتأثيراتها على مختلف قطاعات الدولة. وفي سياق ذلك أيضا، طلب مدبولي من المواطنين ضرورة الحرص الشديد على ترشيد استهلاك الكهرباء، وذلك في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مع التأكيد على التزام الحكومة بالعمل على إمداد محطات الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيلها بالكفاءة المطلوبة. وأكد د.مصطفى مدبولي أنه ليس هناك حاجة تدعو للقلق فيما يخص توافر أي سلعة من السلع الأساسية، فلدينا احتياطيات استراتيجية منها بما يكفي حاجة الاستهلاك المحلي، كما تعمل الحكومة على متابعة جميع المستجدات على مختلف المستويات، وهناك عدة سيناريوهات يتم وضعها للتعامل مع مختلف هذه المستجدات، معربا عن تطلعه إلى عودة الاستقرار للمنطقة في أقرب وقت ممكن. وفي ذات السياق، أوضح وليد جمال الدين أن هذا المشروع يعد من أكبر الاستثمارات الصناعية في مجال مستلزمات الطاقة المتجددة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث يقام على مساحة 200 ألف متر مربع، باستثمارات إجمالية تقدر بـ 200 مليون دولار، مقسمة على مرحلتين: بقيمة 90 مليون دولار للمرحلة الأولى، و110 ملايين دولار للمرحلة الثانية، وأنه من المقرر أن يسهم المشروع خلال مرحلتيه في توفير أكثر من 1800 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب تحقيق قيمة مضافة كبيرة عبر تصدير منتجاته إلى الأسواق الإقليمية والدولية، بعائدات سنوية متوقعة تصل إلى 300 مليون دولار.


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
بوتين: إيران لم تطلب منا دعماً عسكرياً.. وعراقجي: ندافع عن أنفسنا وملتزمون بالديبلوماسية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وطهران لا تتضمن تعاونا عسكريا. وأضاف بوتين ان طهران لم تطلب من روسيا مساعدة عسكرية. من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ان بلاده ملتزمة بالديبلوماسية وانها تدافع عن نفسها بنفسها.


الأنباء
منذ 5 ساعات
- الأنباء
هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز.. وما الطرق البديلة؟
أثار تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط في العالم. ويمر نحو خمس النفط الخام العالمي عبر القناة التي يبلغ عرضها في أضيق نقطة 40 كيلومترا. وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن نحو 20 مليون برميل من النفط مرت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من عام 2023، وهذا يعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنويا، وتمر عبر الطرق البحرية، وبالتالي فإن أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب في تأخيرات كبيرة في توصيل النفط على صعيد عالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار. ويحذر المحللون من أن تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران قد تكون له عواقب أكثر خطورة، إذ إن الصراع يمكن أن يستقطب دولا أخرى تعتمد على واردات النفط. ما مدى ضيق مضيق هرمز؟ ٭ مضيق هرمز هو قناة تربط بين إيران وسلطنة عمان، وعلى الرغم من أن عرضه عند مدخله ومخرجه يبلغ حوالي 50 كيلومترا، فيما تبلغ أضيق نقطة في منتصفه حوالي 40 كيلومترا، إلا أن الجزء الأوسط في المضيق، هو الجزء العميق بما يكفي لمرور السفن الكبيرة. وتحدد خرائط الملاحة البحرية مسارا آمنا للدخول والخروج من المضيق، ومنطقة عازلة، لناقلات النفط الثقيلة. إجمالا، يجب على السفن الكبيرة الإبحار عبر قناة لا يتجاوز عرضها 10 كيلومترات. ويعتبر العديد من الخبراء أن العمل العسكري هو الوسيلة الأكثر ترجيحا لتعطيل حركة الملاحة البحرية، إذ حدث ذلك سابقا خلال الحرب الإيرانية- العراقية بين عامي 1980 و1988. ويقول المحللون إن إغلاق مضيق هرمز بالنسبة لإيران يعد شكلا من أشكال «القوة الرادعة»، وهو أشبه بامتلاك سلاح نووي. ويتوقع الخبراء أن إيران قد تتمكن من إغلاق المضيق مؤقتا، لكن الكثيرين منهم يثقون في قدرة الولايات المتحدة على إعادة تدفق حركة الملاحة البحرية بسرعة باستخدام الوسائل العسكرية. كيف يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز؟ أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأميركي عام 2012، إلى أن إيران قد تتبع نهجا تدريجيا لإغلاق المضيق، يشمل ما يلي: - إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز، دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح. - الإعلان عن خضوع السفن المارة إلى التفتيش أو المصادرة. - إطلاق عيارات تحذيرية على السفن. - استهداف سفن محددة. - زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج. - استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية. وخلال الحرب العراقية - الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم (دودة القز) وزرعت الألغام البحرية في مياه الخليج. وأخفقت طهران في إغلاق مضيق هرمز بالكامل، لكنها استطاعت التسبب في رفع أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير، وتسببت في ازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج. ماذا يتوقع المحللون؟ يتوقع الخبراء أن تكون إحدى أكثر الطرق الإيرانية فعالية لوقف حوالي 3000 سفينة تمر عبر الممر المائي كل شهر هي زرع الألغام باستخدام قوارب هجومية سريعة وغواصات. ومن المحتمل أن تشن البحرية الإيرانية والبحرية التابعة للحرس الثوري، هجمات على السفن الحربية والتجارية الأجنبية. في المقابل، يمكن أن تصبح السفن العسكرية الإيرانية الكبيرة، أهدافا سهلة للغارات الجوية الإسرائيلية أو الأميركية.وتملك إيران مجموعة من السفن السطحية والزوارق شبه الغاطسة والغواصات، وعادة ما تكون القوارب السريعة التي يملكها مسلحة بصواريخ مضادة للسفن. وفي الوقت الحالي تقوم مواقع التتبع البحري التي تستخدم صور الأقمار الاصطناعية بالإبلاغ عن تحركات السفن العسكرية الإيرانية بالقرب من الحدود البحرية الجنوبية لإيران. الطرق البديلة دفع التهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز على مر السنين الدول المصدرة للنفط في منطقة الخليج، إلى تطوير طرق تصدير بديلة. ووفقا لتقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، قامت المملكة العربية السعودية بتفعيل خط أنابيب «شرق - غرب»، وهو خط بطول 1200 كيلومتر قادر على نقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميا. وفي عام 2019 قامت المملكة العربية السعودية بإعادة استخدام خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتا لنقل النفط الخام. كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بربط حقولها النفطية الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عمان عبر خط أنابيب بطاقة يومية تبلغ 1.5 مليون برميل. وفي يوليو 2021، دشنت إيران خط أنابيب «غوره - جاسك»، المخصص لنقل النفط الخام إلى خليج عمان. ويستطيع هذا الخط حاليا نقل حوالي 350 ألف برميل يوميا، مع أن التقارير تشير إلى أن إيران لم تحقق هذا القدر بعد. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى أن هذه الطرق البديلة مجتمعة قد تمكن من تصدير نحو 3.5 ملايين برميل من النفط يوميا، وهو ما يمثل نحو 15% من النفط الخام الذي يتم شحنه حاليا عبر المضيق.