
مخرج "لام شمسية" لـ "الشرق": المسلسل استحق المغامرة.. وأكمل "ثلاثية النفس البشرية"
قال المخرج المصري كريم الشناوي، مخرج مسلسل "لام شمسية" الذي عُرض خلال موسم شهر رمضان الماضي، إنه أكمل بهذا المسلسل الذي أثار جدلاً ضخماً، حقق ما سماه "ثلاثية النفس البشرية" مع الكاتبة مريم نعوم، مشيراً إلى مسلسلي "خلي بالك من زيزي" و"الهرشة السابعة"، معتبراً أن الخوف الذي صاحب المسلسل طبيعي؛ لأن القضية حساسة ووطنية وهو ما دفعه لإذاعة السلام الوطني المصري القديم "اسلمي يا مصر" في نهاية المسلسل.
واعتبر كريم الشناوي، خلال حواره مع برنامج "ضيفي" الذي يقدمه معتز الدمرداش على قناة "الشرق"، أن "الشللية" في الوسط الفني "شيء طبيعي"، مؤكداً أنه يحب العمل مع أمينة خليل، ومحمد ممدوح، وهما أبطال العديد من أعماله الفنية.
وأضاف المخرج كريم الشناوي، أن فكرة مسلسل "لام شمسية"، عُرضت عليه قبل 5 سنوات من الكاتبة مريم نعوم، لكنها لم تكن تتعجل خروجه للنور، وكان لديه خوف من المشروع؛ بسبب حساسيته الشديدة، إذ أن المسلسل يناقش قضية التحرش الجنسي بالأطفال، ومع ذلك تحدث مع المنتج محمد سعدي، وأصر على التجربة؛ إذ أنه اعتبرها "ثرية وتستحق المغامرة"، وبدأ بناء الديكور في عام 2022.
وأشار الشناوي إلى أن لديه 3 أعمال مع الكاتبة مريم نعوم يعتبرها "ثلاثية"، هي "خلي بالك من زيزي"، و"الهرشة السابعة"، و"لام شمسية"، لأنها أعمال تتحدث عن النفس البشرية، وأحدثت تأثيراً ما في البشر، على الرغم من الإيقاع المختلف لكل منها، موضحاً أن المسلسلات الثلاثة تعتبر صرخات للفت النظر نحو قضية ما، مؤكداً أنه شعر بالقضايا الثلاثة.
ورأى، أن الجمهور شعر بالخوف من "لام شمسية"، معتبراً أن هذا شيء طبيعي؛ لأن هناك خوف من أي عمل يتعرض لقضايا حساسة، خاصة أن القضية في دولة عربية مثل مصر، وليس في دولة أوروبية مثل السويد، لكنه سيكون سعيداً، لأنه سيتحدث عن "لام شمسية" بعد 10 سنوات، مشدداً على ضرورة أن يحاط أي عمل بأشخاص لديهم شغف، حتى يخرج بشكل مختلف تماماً.
رداً على سؤال بشأن الغرابة في اسم المسلسل، قال الشناوي، إنه كان مغرماً جداً بالاسم، موضحاً "اللام الشمسية في اللغة تكتب ولا تنطق، والمعنى هنا الحديث عن شيء محظور، وبناءً عليه جاءت فكرة الاسم خاصة أن وسام (محمد شاهين) كان يدرس اللغة العربية للطفل يوسف، واللغة العربية هي المادة التي تدرس فيها هذه الكلمة".
اختيارات طاقم العمل
وبشأن اختياراته في طاقم عمل "لام شمسية"، أوضح المخرج كريم الشناوي، "عقدنا العديد من جلسات الاختبارات لأطفال كثيرين، لكن لم أجد أي طفل يناسب شخصية الطفل يوسف، وبعد ذلك اتصل بي محمد شاهين، المسؤول عن اختيار الشخصيات، وأبلغني أن هناك فتى لا بد أن ألتقي به، فالتقيته، وبالفعل منذ اللحظة الأولى التي شاهدت فيها علي، شعرت أن يتقمص شخصية يوسف، فقررت اختياره فوراً والتقيت بعائلته، ولم أتعامل معه على أنه طفل، وإنما شريك في عمل مهم".
وعن أسباب تفضيل بعض المخرجين، العمل مع ممثلين بعينهم، وعما إذا كان هذا الأمر طبيعياً في مجال الإخراج، قال الشناوي إن هذا صحيح، لافتاً إلى أنه شخصياً يحب العمل مع محمد شاهين، وأمينة خليل، ومحمد ممدوح، وكريم قاسم، وممثلين آخرين، لكنه لا يعنيه ما إذا كانت هذه تسمى (شللية) في العمل الفني أو أي اسم آخر، مؤكداً أن موجات الفن الكبيرة وموجات الأدب الكبيرة كانت جماعية (شللية).
وأضاف: "مصطلح (شلة) في العمل يعني أن هناك أشخاصاً تشعر معهم بالارتياح، لكن في الوقت ذاته من المستحيل أن أختار ممثلاً من هذه المجموعة أو (الشلة) في دور غير مناسب، لأن المهم هو وضع المجموعة كلها داخل منظومة العمل، وأي بطل يريد وضع نفسه فوق العمل، فإن المنظومة بأكملها تختل، وهذا ما كان وراء تميز (لام شمسية) لأن الأهم بالنسبة لي ليس النجم، بل مدى استيعابه للدور، وهناك نجوم كثيرون يستطيعون المشاركة في هذا العمل، لكن المهم هو الاستيعاب وليس النجومية".
وكشف الشناوي عن أنه كان يرشح للمسلسل ممثلين آخرين في عام 2022، أهمهم منى زكي في دور (نيللي)، وإياد نصار، وأحمد رزق، وإسعاد يونس، لكن توقف المشروع في ذلك الوقت، وارتبط الممثلون بأعمال أخرى.
الشناوي أجاب عن سؤال بشأن ما إذا كانت قضية حساسة مثل "التحرش الجنسي بالأطفال" ترقى إلى أن تكون قضية وطنية لدرجة اختيار النشيد الوطني القديم لمصر بعد ثورة 1919 "اسلمي يا مصر" للغناء في تتر النهاية، وهو ما واجه بعض الانتقادات، بقوله إن "قضية التحرش بالأطفال قضية عالمية، وأنه يتحمل مسؤولية اختيار النشيد إلى الأبد".
وأضاف: "(اسلمي يا مصر) ليس لها علاقة بمفهوم الدولة، وإنما بمفهوم الوطن، والوطن هو حماية للأجيال القادمة، والوطنية هي انتقاد أي شيء خاطئ في المجتمع، وليس المجاملات لأنها مسكنات وليست وطنية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
حينما تنطـق العراقــة
الخيل.. القهوة.. الدرعية.. فخر واعتزاز.. في مشهد تاريخي اتجهت أنظار العالم نحوه بترقب: ماذا سيحدث في العالم؟ ترقب سياسي واقتصادي بين قوى تسعى لإدارة الحياة الإنسانية، وتنميتها على وجه الأرض.. نطق مشهد آخر يحكي قوة وحضارة، متباهيًا بالثقافة العريقة.. مشهد قصير جمع تفاصيله صورتان؛ ماضٍ عريق ومستقبل مزهر.. إنها السعودية العظمى.. أصالة ومجد قرون دوّن حضارتها التاريخ.. ففي استضافة المملكة العربية السعودية للزيارة الأولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه منصب الرئاسة، كان الاستقبال بأبهى صورة، تحكي ذوقًا رفيعًا.. وعمقًا أصيلًا.. صورة تتباهى بدقة تفاصيل الحضارة، لتكشف للعالم أن القوة تكون بعمق الجذور وتأصلها.. والفخر بها.. ومواكبة التقدم والنمو المتسارع الذي يعيشه العالم.. حكت صورة الاستقبال للعالم كله أننا أبناء اليوم بقلوب الأمس.. فقوتنا تنبض من أعماقنا.. من مجدنا الذي أصّل جذوره مؤسسو دولتنا العظيمة.. فأين للبصر أن يسرح في صورة حيّة جمعت بين البساطة، والعراقة، والاعتزاز، والفخر! فالقوة بالخيل العربية التي رافقت الموكب.. تخطف القلوب بجمالها وأناقتها التي تبطن قوة أقامت مجدًا.. والسجادة التي امتدت لهم ترحيبًا.. تنشر عبق الخزامى من أرض السعودية.. وقد أبت أن تكون صورة منسوخة من أعراف العالم.. ولأن كرم الحفاوة والضيافة له أعرافه العريقة، وإرثه الثقافي الذي نما مع الأجيال، وتأصل فيهم كانت القهوة السعودية في استقبال الضيوف، بنكهتها الخاصة، ورائحة الهيل الذي يفوح من فنجانها.. لتكشف عادات وتقاليد أصيلة في إكرام الضيف منذ أن يطأ بقدمه الدار.. واستقبال بالزي السعودي الناطق بأدق التفاصيل السعودية، وبالنظام (البروتوكول) في الديوان الملكي؛ إذ لكل يوم من أيام الأسبوع لون (مشلح) خاص، فكانت الصورة أن اللون الأسود هو اللون الرسمي ليوم الثلاثاء. ويكتمل المشهد باستقبال ولي العهد للرئيس الأمريكي في الدرعية، باللباس السعودي دون رسمية مكلفة، وترحيب شعبي يؤكد على قيمة الثقافة والترويح عن النفس لدى المجتمع السعودي منذ القِدم. وباحت الرحلة البسيطة بين جدران التاريخ بأن دولتنا كانت وما تزال ذات قوة ومجد يوقد المهابة والعزّ كلما توجهت الأنظار إليه.. ولم يكتفِ المشهد بالاعتزاز بالوطن وجذوره فقط، بل امتد إلى العروبة بأن كانت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- باللغة العربية.. هويتنا الإسلامية.. ليقول للعالم إننا دولة قوية تعتز بعروبتها فهي من العرب وقوة للعرب.. لقد استطاع هذا المشهد أن يصور لمحة عميقة عن هوية المملكة وحضارتها، وصورة من ثقافتها التي هي من مقومات جودة حياتها، وأنها وجهة سياحية لكل أقطاب العالم، ويخبر العالم رؤيتها بأن المملكة العربية السعودية قوية بعمقها العربي والإسلامي، وأنها قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط قارات العالم.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
استوقفني، كما استوقف العالم، تفاصيل الترتيبات رفيعة المستوى التي قدمتها المملكة العربية السعودية خلال مراسم استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية. وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل. وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة. أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية. كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر. لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية. *وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
اللغة الأدبية.. في قلب التحول
في عالم الأدب لا تقاس قوة النص بجمال مفرداته فقط، بل بمدى قربه من القارئ وقدرته على ملامسة واقعه ومع تطور أساليب الكتابة وتبدل اهتمامات الجمهور، بدأت العامية تفرض نفسها كلغة حضور لا يمكن تجاهلها، إلى جانب الفصحى التي احتفظت بمكانتها التاريخية واللغوية، وهذا الحضور الجديد لم يأت على حساب اللغة الأم، بل كشكل من أشكال التعبير المتنوع الذي يعكس تحولات الثقافة والمجتمع، كما أن العامية بما فيها من بساطة ومرونة، لم تأت لمنافسة اللغة العربية الفصحى أو لتقليص دورها، بل ظهرت كأداة تعبير بديلة في بعض النصوص، قادرة على نقل مشاعر، وفي الرواية مثلاً تمنح اللغة العامية الشخصيات صوتًا حقيقيًا، وتجعل الحوار بين الأبطال أقرب إلى الواقع، فيشعر القارئ وكأنه يستمع إليهم لا يقرأ عنهم وفي الشعر خاصة الشعبي منه، تحولت العامية إلى وسيلة لإيصال القضايا اليومية والمواقف الشخصية بلغة سهلة وعاطفية، لكن استخدام العامية لا يخلو من تساؤلات: هل هي مجرد موجة عابرة؟ هل استخدامها يقلل من قيمة النص الأدبي؟ أم أنها تفتح للأدب بابًا جديدًا للتنوع والتجديد؟ يرى بعض النقاد أن الإفراط في العامية قد يؤدي إلى إضعاف الذائقة اللغوية، بينما يعتقد آخرون أن تنوع الأدوات اللغوية يغني النص ويمنحه طابعًا عصريًا وشخصيًا، وفي المملكة بدأت تظهر أعمال أدبية تدمج اللهجة المحلية في السرد، خصوصًا في النصوص التي تحاول استحضار ثقافة المجتمع، دون أن تتخلى عن القيم الفنية أو الرسائل العميقة، وهذا ما يمنح القارئ إحساسًا بالأصالة والانتماء، ويعيد تعريف العلاقة بين اللغة والأدب، كما أن الكتابة ليست مجرد التزام بقواعد لغوية بل هي أيضًا اختيار لصوت يعبر ويقنع القارئ، ليرسم الكاتب باللغة جسوراً للإبداع والأحاسيس، ويجد الكاتب نفسه كذلك بين الفصحى والعامية أمام خيارات متعددة، لكل منها طاقته التعبيرية وجماله الخاص، حيث إن تلك الخيارات تشكل الأدب الحديث بما يحمله من رغبة في الوصول إلى القارئ بأقرب الطرق وأصدق الكلمات.