
إغلاق مطارات في موسكو بعد هجوم أوكراني بعشرات المسيّرات
أُغلقت مطارات في العاصمة الروسية موسكو لعدة ساعات ليلاً، عقب هجوم شنّته أوكرانيا بطائرات مسيّرة، ليل الإثنين الثلاثاء، وفقاً لما أفادت به الهيئة الفيدرالية الروسية للطيران "روسافياتسيا".
وأضافت الهيئة أنه على إثر هذا الهجوم فرضت المطارات الأربعة في العاصمة، هي شيريميتيفو، ودوموديدوفو، وفنوكوفو، وجوكوفسكي، قيوداً مؤقتة على عملياتها خلال الليل، مع إغلاق بعضها مدارج الطائرات بالكامل، لكن بصورة مؤقتة.
وقد أُعيد فتح المطارات لاحقاً، إلا أن عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، صرّح بأن نحو 19 طائرة مسيّرة أوكرانية جرى إسقاطها أثناء توجهها نحو العاصمة الروسية، وأن الحطام وقع على أحد الطرق السريعة الرئيسية في موسكو.
وأفادت تقارير عسكرية أوردتها وسائل إعلام روسية رسمية أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت ما مجموعه 105 طائرات مسيّرة أوكرانية في مختلف أنحاء البلاد.
يأتي ذلك قبل أيام قليلة من بدء وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تزامناً مع تنظيم عرض عسكري بمناسبة ذكرى الحرب العالمية الثانية.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، قائلاً: "سيُوقف إطلاق النار، ولكن في حال عدم التزام نظام كييف بذلك، واستمرارها في استهداف مواقعنا ومنشآتنا، فسوف نرد فوراً وبشكل مناسب".
كما أعلن حكام مدن روسية أخرى، من بينها بينزا وفورونيج، أن مدنهم كانت أهدافاً للهجمات.
وأعلنت سلطات منطقة فورونيج جنوبي البلاد أن الدفاعات الجوية اعترضت 18 طائرة مسيّرة أوكرانية بينما أعلنت سلطات منطقة بينزا الجنوبية أيضا أنّ الدفاعات الروسية اعترضت 10 طائرات مسيّرة أوكرانية، دون الإبلاغ عن سقوط قتلى أو جرحى من جراء هذا الهجوم، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وفي كورسك، أدّى هجوم أوكراني إلى إصابة مراهقين، 14 و17 عاماً، وتسبّب في انقطاع التيار الكهربائي، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة الروسية الحدودية.
"مسيّرات من روسيا"
EPA
في ذات الوقت، أكدت أوكرانيا أنها تمكنت من إسقاط 54 طائرة مسيّرة أُطلقت من روسيا أثناء الليل، فضلا عن تنفيذ عدة هجمات في مناطق متفرقة من البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وأفادت تقارير بوفاة أربعة أشخاص نتيجة للهجمات الأخيرة، ثلاثة منهم في منطقة سومي القريبة من الحدود الروسية، وواحد في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود.
وقال رئيس منطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، إن 11 شخصاً أصيبوا، كما جرى تدمير السوق المركزي في المدينة نتيجة لحريق، مضيفاً أن أربعة آخرين أصيبوا في مدينة نيكوبول الواقعة في الجنوب صباح يوم الثلاثاء.
وتعتزم موسكو إقامة عرض عسكري في التاسع من مايو/أيار إحياءً لذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه على ألمانيا النازية، ويصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، ومن المنتظر أن يحضر عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى روسيا للمشاركة في المناسبة.
وكان بوتين قد أعلن عن رغبته في وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بدءاً من الثامن من مايو/أيار، إلا أن أوكرانيا تطالب بهدنة أطول زمناً.
كما أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن رفضه لخطط وقف إطلاق النار التي طرحتها روسيا، واصفاً إياها بـ "المسرحية التمثيلية"، وفي المقابل، طالب بهدنة لا تقل عن 30 يوماً، تتضمن وقفاً تاماً للهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين.
"إهانة لذكرى الانتصار على النازية"
EPA
لم توضح أوكرانيا إذا كانت تعتزم الالتزام بالهدنة الروسية المقترحة التي أعلنها بوتين أم لا، وأكد زيلينسكي أنه "لا يعتقد" أن القوات الروسية ستحترمها.
وأفادت تقارير بأن زيلينسكي صرّح بأن بلاده غير قادرة عن ضمان أمن أي شخص يعتزم السفر إلى موسكو خلال الأسبوع الجاري.
وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية "إنترفاكس" نقلا عن زيلينسكي قوله خلال عطلة نهاية الأسبوع: "موقفنا واضح وبسيط تجاه جميع الدول التي تعتزم التوجه إلى روسيا في التاسع من مايو/أيار، لا يمكن تحميلنا مسؤولية ما قد يقع على أراضي الاتحاد الروسي".
واتخذت وزارة الخارجية الأوكرانية موقفاً أكثر حزماً، وناشدت "جميع الدول الأجنبية بالامتناع عن إشراك أفراد من قواتها العسكرية في العرض العسكري المزمع إقامته في موسكو".
وجاء في بيان صدر يوم الثلاثاء أن أوكرانيا "ستنظر إلى المشاركة في هذا الحدث على أنها إهانة لذكرى الانتصار على النازية، وازدراء لتضحيات ملايين الجنود الأوكرانيين الذين شاركوا في المعارك لتحرير أوكرانيا وأوروبا من النازية قبل ثمانين عاما".
وكانت أوكرانيا قد نفذت هجوماً مفاجئاً في منطقة الحدود الروسية في أغسطس/آب الماضي، لكنها لم تتمكن من إحراز تقدم ملحوظ منذ ذلك الوقت.
ولا تزال المعارك مستمرة في منطقة كورسك الروسية، وذلك بعد مرور ما يزيد على أسبوع على إعلان موسكو أنها قد تمكنت من طرد القوات الأوكرانية. في المقابل، نفت أوكرانيا هذا التقرير مؤكدة أن قواتها ما زالت موجودة في المنطقة.
وذكرت السلطات العسكرية الأوكرانية أن عدد الاشتباكات التي وقعت بين القوات الأوكرانية والروسية يوم الاثنين وصل إلى 200 اشتباك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
مأساة الناصرية وإشكالية العقيدة التدريبية في الكليات العسكرية العراقية
قبل يومين، شهد موقع التدريب الميداني للكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار جنوب العراق مأساة مزدوجة تمثلت في وفاة متدربين اثنين وإصابة أكثر من 100 طالب بالإعياء وحالات إغماء نتيجة تعرضهم لاختبارات بدنية قاسية في ظروف مناخية قاسية تجاوزت فيها درجات الحرارة حدود التحمل البشري. وبينما سارعت وزارة الدفاع إلى إقالة عميد الكلية وآمر الفوج المختص وتشكيل مجلس تحقيقي، يبقى السؤال الأهم دون إجابة: ما الذي يدفع مؤسسات عسكرية إلى تكرار نفس الخطأ البنيوي في زمن تغيّرت فيه طبيعة الحروب والجيوش؟ الحدث لا يُقرأ كحادثة ميدانية معزولة، بل كعرض صارخ لأزمة أعمق في العقيدة التدريبية العسكرية العراقية، التي لم تواكب بعد متغيرات القرن الحادي والعشرين. فالمناهج التدريبية لا تزال أسيرة نماذج استنزافية بدنية تعود إلى عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين كانت الجندية تقاس بمدى صلابة الجسد وقسوته. غير أن الجيوش الحديثة، في سياق التحول نحو الرقمنة العسكرية، والسيطرة السيبرانية، والأنظمة الذكية الموجهة عن بعد، باتت تُدار بعقول متخصصة ومهارات تكتيكية رقمية أكثر مما تُدار بعضلات تقاوم الصهد والتراب. إن ما حدث في استقبال الدورة الجديدة ليس فقط سوء تقدير ظرفي، بل فشل في استيعاب التحول الجذري في وظيفة الجندي. فبينما تتجه المؤسسات العسكرية الاحترافية في العالم إلى تقسيم برامج الإعداد وفق التخصصات الدقيقة – بين الميداني، والاستخباري، والرقابي، والتقني – لا تزال بعض الكليات في العراق تُخضع كل طالب للنوع نفسه من التدريب، دون اعتبار لفروقات التخصص، أو الفروق البيولوجية، أو حتى المؤشرات الحيوية المباشرة لحالته الصحية. هذه ممارسة لا يمكن وصفها إلا بأنها تدريب قسري لا يراعي لا المناخ ولا الإنسان. إن العقيدة العسكرية الحديثة، كما تبلورت في جيوش الدول المتقدمة، تقوم على التمييز بين الجهد البدني المطلوب لبناء اللياقة العامة، وبين الكفاءة العقلية والتخصصية المرتبطة بأدوار العمليات المستقبلية. فليس مطلوبًا من ضابط سيتولى قيادة طائرة بدون طيار أن يتحمل مسيرًا قاسيًا في حرارة 50 درجة، كما لا يُفترض أن يُجبر ضابط استخبارات على الركض لساعات في ميدان ترابي مكشوف وهو سيتعامل لاحقًا مع تهديدات رقمية معقدة تتطلب هدوءًا ذهنيًا، لا إرهاقًا عضليًا. والخطر الأكبر أن التدريب البدني القاسي – حين يُفرض بشكل شمولي وغير علمي – يتحول من أداة تأهيل إلى أداة قتل رمزي أو فعلي. وهو ما وقع بالفعل في الناصرية: اثنان من أبناء العراق سقطا قتلى لا في ميدان قتال، بل تحت سياط تدريب عقيم، فيما أصيب أكثر من مئة طالب بالإجهاد، بعضهم بأعراض حرجة. كل هذا في وقت يفترض فيه أن تكون الكليات العسكرية هي مراكز الاحتراف والانضباط والجاهزية، لا مراكز إرهاق عشوائي. الإقالات الإدارية – وإن كانت ضرورية من باب المساءلة – لا تمثل حلاً جوهريًا ما لم يُعاد النظر في الفلسفة التعليمية للمؤسسة العسكرية العراقية. لا يتعلق الأمر فقط بضبط توقيت التمارين أو توفير الظل والماء، بل بإعادة تعريف التدريب العسكري نفسه: هل ما زال الجهد البدني القاسي معيارًا لبناء الضابط؟ أم أن المعركة اليوم تحسمها المعرفة، والجاهزية السيكولوجية، والقدرة على التحليل الفوري في بيئات هجينة ومعقدة؟ إن مؤسسات التدريب العسكرية في الدول المتقدمة أصبحت تدمج بين التقنية، والطب الحيوي، والذكاء الاصطناعي، لتحليل قدرة المتدرب لحظيًا وتحديد حدود جهده القابل للتحمل. التدريب هناك لا يتسم فقط بالصرامة، بل بالدقة. أما في الحالة العراقية، فغالبًا ما يُفهم الانضباط على أنه التحمّل المطلق، وتُفهم القوة على أنها استنزاف، لا فعالية. من هنا فإن ما جرى في الناصرية يجب أن يُقرأ بوصفه لحظة اختبار حقيقية لمدى رغبة المؤسسة العسكرية العراقية في إجراء مراجعة جذرية لعقيدتها التدريبية. لا يكفي تغيير الأشخاص، ولا تقديم اعتذار بيروقراطي. المطلوب هو إعادة صياغة فلسفة الإعداد العسكري من جذورها، على قاعدة التفريق بين الرجولة العسكرية وبين الانتحار النظامي المقنن. ومثل هذه المراجعة لا تتطلب فقط شجاعة في الاعتراف، بل جرأة في التغيير الجوهري للمناهج، وللغايات، ولأدوات القياس. ففي عصر تحسم فيه الحروب عبر الأقمار الصناعية والهجمات السيبرانية والطائرات المسيّرة، لا تزال بعض الكليات في العراق تختبر جنودها عبر قسوة الشمس، لا عبر اختبارات الذكاء أو الجاهزية الذهنية. وإذا لم تتحول هذه المأساة إلى نقطة انعطاف في وعي المؤسسة، فسنظل نودّع أبناءنا لا في المعركة، بل في ميدان 'الاستقبال'.


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
بعد استعادة روسيا السيطرة عليها .. بوتين يجري أول زيارة لـ'كورسك'
وكالات- كتابات: زار الرئيس الروسي؛ 'فلاديمير بوتين'، اليوم الأربعاء، مقاطعة 'كورسك' لأول مرة منذ تحريرها من قوات 'كييف'. كما زار محطة 'كورسك' للطاقة النووية الثانية التي هي قيّد الإنشاء، وعقد اجتماعًا مع رؤساء بلديات منطقة 'كورتشاتوف' في المقاطعة، وفق ما أفاد به الموقع الرسمي للرئاسة الروسية (الكرملين). وقال (الكرملين)؛ في بيان إنّ 'بوتين' وخلال لقائه في 'كورسك' مع المتطوعين الذين قدموا من عدة مناطق روسية إلى مقاطعة 'كورسك' لمساعدة السكان بعد الهجوم الأوكراني، إنّ: 'القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتدمير النصب التذكارية للحرب العالمية الثانية بشكلٍ مباشر، لأنها ذات إيديولوجية نازية جديدة'. وفيما قال الرئيس الروسي إنّ: 'العدو لا يتخلى عن محاولاته للتقدم نحو الحدود الروسية'، علّق 'بوتين' متابعًا: 'العدو تمّ رصده مؤخرًا في منطقة قرية شوستكا؛ (تقع في مقاطعة سومي)، في محاولة للتحرّك باتجاه حدودنا'. وأمر الرئيس الروسي: بـ'تعزيز عمل مجموعة إزالة الألغام في مقاطعة كورسك، حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم في أسرع وقتٍ ممكن'. وفي 26 نيسان/إبريل الماضي، قال الرئيس الروسي، إنّ: 'مغامرة نظام كييف في كورسك فشلت بشكلٍ كامل'، مؤكّدًا أنّ: 'الهزيمة الكاملة للعدو في مقاطعة كورسك الحدودية، تهييء الظروف لمزيد من الأعمال الناجحة للقوات المسلحة الروسية في مناطق أخرى مهمة من الجبهة'.


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
الحرب الأوكرانيّة:ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل!سعيد محمّد
الحرب الأوكرانيّة: ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل! سعيد محمّد* امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديم جدول زمني لمحادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها 'ستبدأ على الفور'. وأعلن بوتين بعد مكالمة هاتفيّة استمرت ساعتين مع نظيره الأمريكي (بعد ظهر الإثنين) ' اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح ومستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة إطار بشأن تسوية ممكنة تتضمن المبادئ التي سيقوم عليها سلام دائم والتوقيت المحتمل لذلك، ويمكن أن تشمل وقفاً لإطلاق النار لفترة من الوقت إذا تم التوصل إلى اتفاقات معينة'، لكنّه أشار إلى أن الهدف الرئيسي لروسيا من الانخراط في هكذا عمليّة يظل دائماً 'إزالة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة'. وتحدث الزعيمان عبر خط مشفر، الرئيس الروسي من منتجع سوتشي على البحر الأسود، والأمريكي في واشنطن، وتخاطبا بالأسماء الأولى، حيث هنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الأخير. ووصف بوتين للصحافيين المكالمة ب'الصريحة جداً، والمفيدة للغاية'، فيما قال ترامب إنها سارت 'بشكل جيد للغاية'، وقد سألت بوتين 'متى سننهي هذا يا فلاديمير؟'. وتحدث الرئيس الأمريكي بعد المكالمة إلى العديد من القادة بمن فيهم الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ووضعهم في صورة مضمون حديثه إلى الرئيس الروسي. وقال ترامب لاحقاً: ' لقد صرح الفاتيكان، ممثلاً بالبابا (ليو الرابع عشر)، أنه سيكون مهتماً جداً باستضافة المفاوضات (الروسية الأوكرانية المباشرة)، فلتبدأ العملية، وسيكون ذلك رائعاً'، مشيراً إلى أن ذلك 'سيضيف هيبة إضافية إلى الإجراءات'. ولم تعلق مصادر الفاتيكان على تصريحات ترامب حتى الآن. لكن على الرغم من التفاؤل الذي أظهره الرئيس ترامب حول إطلاق اتصالات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنّه حذّر من احتمال إنهاء جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لأن هناك 'بعض الغرور الكبير المتضمن في المسألة'، وأضاف: 'بدون تقدم، سأنسحب، فهذه ليست حربي، ولدي خط أحمر في رأسي بعده سأتوقف عن الضغط على الجانبين'. من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين (صباح أمس الثلاثاء) تعليقاً على مكالمة بوتين-ترامب: 'لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن تكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل'، مؤكداً أنه 'ستتم صياغة مسودات (لمذكرة الإطار بشأن تسوية ممكنة) من قبل كل من الجانبين الروسي والأوكراني، ومن ثم تبادل تلك المسودات، وبدء اتصالات قد تكون معقدة للتوصل إلى نص مشترك'. وبحسب مصادر صحفيّة، وتصريحات ليوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للسياسة الخارجية، فإن المكالمة تضمنت كذلك مناقشة صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا بمجرد انتهاء الحرب، وتبادلاً جديداً محتملاً للسجناء بين البلدين قد يشمل تسعة أشخاص. وقال أوشاكوف إن الزعيمين الروسي والأمريكي يريدان الاجتماع شخصياً وكلفا فرقهما للعمل على التحضير لذلك وإن لم يتم التوافق بعد على مكان لعقده، مؤكداً أن ترامب قال لبوتين: ': فلاديمير، عزيزي، يمكنك أن تتصل بي في أي وقت، وسأكون سعيداً بالرد، والتحدث إليك'. في كييف، شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار دور ترامب في التوسط لإنهاء الحرب. وكتب على موقع إكس بعد تلقيه مكالمة الرئيس الأمريكي: 'إن هذه لحظة حاسمة، لكن من الأهمية بمكان بالنسبة لنا جميعا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المحادثات والسعي لتحقيق السلام، لأن الشخص الوحيد الذي يستفيد من ذلك هو بوتين. وأنا أشكر كل من يدعم هذا النهج'. وأضاف: 'إذا رفضت روسيا وقف عمليات القتل، ورفضت إطلاق سراح أسرى الحرب والرهائن، وإذا طرح بوتين مطالب غير واقعية، فهذا يعني أن روسيا تواصل إطالة أمد الحرب، وتستحق أن تتصرف أوروبا وأمريكا والعالم حينها وفقاً لذلك، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات'. ورحب زيلينسكي باقتراح ترامب للفاتيكان كمكان محتمل للمفاوضات المباشرة مع روسيا، وقال: 'أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات بأي شكل يحقق نتائج'، وإن تركيا، أو الفاتيكان، أو سويسرا يمكن أن تستضيفها، مشيراً إلى إن كييف وشركائها يسعون إلى أن تكون المفاوضات على صيغة اجتماع رفيع المستوى تحضره إلى جانب أوكرانيا وروسيا كلاً من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا. الحلفاء الأوروبيّون من ناحيتهم لم يكونوا راضين فيما يبدو عن مضمون مكالمة بوتين-ترامب، إذ ثمة خشية بينهم من أن يبرم ترامب في عجلته من أمره لإنهاء القتال اتفاقاً مع بوتين يحصل فيه الأخير على معظم مطالبه على حساب أوكرانيا. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قوله إن المكالمة مع ترامب كانت 'بلا شك انتصارا لبوتين'، وإن الزعيم الروسي 'صرف النظر عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وبدلاً من ذلك يمكنه الآن مواصلة العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يمارس فيه الضغط على طاولة المفاوضات'. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين قال المستشار الألماني فريدريك ميرز إن القادة الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على مضمون مكالمته. ويبدو – بحسب رويترز – أن الرئيس الأمريكي قد أبلغ حلفاءه الأوكراني والأوروبيين بأنّ بلاده لا تدعم مبدأ فرض مزيد من العقوبات على روسيا لأن ذلك 'قد يزيد الأمر سوءاً'. ووجه الأوروبيّون قبل عشرة أيّام إنذاراً لروسيا بضرورة قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار أو مواجهة مزيد من العقوبات، لكن موسكو تجاهلته ودعت إلى عقد مفاوضات ثنائيّة مباشرة مع الطرف الاوكراني عقدت في اسطنبول يوم الجمعة، وهي الأولى منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكن تقدماً لم يتحقق. وتعهد الرئيس ترامب قبل انتخابه بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته الثانية، لكن السلام أثبت أنه بعيد المنال مع استمرار التباعد بين مطالب الجانبين. وتريد روسيا أن يتضمن أي اتفاق سلام تقييداً على قدرات وحجم الجيش الأوكراني، ووقف تلقيه إمدادات عسكريّة من الغرب، وأن يقرّ نظام كييف بسلطة موسكو على خمسة أقاليم ضمتها روسيا بما فيها أربعة يسيطر الجيش الروسي بالفعل على معظمها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. وبينما لا يمانع الروس من التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبيّ، إلا أنهم يرفضون قطعياً مسألة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفيما يتقبل الجانب الأمريكيّ السيادة الروسية على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسيّ بالفعل في أوكرانيا، فإن نظام كييف يجد أن تقديم تنازلات بشأن أراضي الجمهوريّة أمر صعب للغاية، كما أن زيلينسكي متردد أيضا في الموافقة على أي شيء قد يقيد حق نظامه في الدفاع عن نفسه في الحروب المستقبلية أو يمنعها من بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية عميقة مع الغرب، ويطالب بتمركز قوات أوروبيّة عبر البلاد كضمانة أمنية. – لندن 2025-05-21