logo
عقيدة بيغن: 'حق إسرائيل في أن تملك وحدها السلاح النووي' #عاجل

عقيدة بيغن: 'حق إسرائيل في أن تملك وحدها السلاح النووي' #عاجل

سيدر نيوز١٣-٠٧-٢٠٢٥
يوم 18 أبريل نيسان 2025، نشرت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية مقالاً افتتاحياً، تدعو فيه حكومة، بنيامين نتنياهو، إلى 'التحرك بمفردها إذا تطلب الأمر، لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها في أقرب وقت ممكن'.
وقالت الصحيفة، في حضها للحكومة الإسرائيلية على شن الهجمات، التي وقعت فعلاً يوم 13 يونيو حزيران، إن 'عقيدة بيغن، لا ينبغي أن تبقى مجرد حدث تاريخي في الذاكرة، وإنما لابد أن تكون سياسة تمارس في الواقع اليومي'.
ما عقيدة بيغن، وماذا تعني؟
تنسب هذه العقيدة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن ( 1977 إلى 1983). وهو زعيم صهيوني يميني. ولد عام 1913 في بيلاروسيا حالياً، ودرس في بولندا. ومات في تل أبيب عام 1992. ويعرف أكثر بتوقيعه اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر عام 1979.
ومنح بيغن جائزة نوبل للسلام، في عام 1978، مناصفة مع الرئيس المصري، أنور السادات، بعد توقيعهما على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وفي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تولى بيغن قيادة منظمة مسلحة تعرف باسم، إيرغون. وهي منظمة يهودية متطرفة، تناهض الانتداب البريطاني، وتعادي العرب في فلسطين. وتدعو إلى إقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن.
وفي عام 1946، فجرت منظمة إيرغون، بقيادة مناحم بيغن، فندق الملك داوود في القدس. وقتل في العملية 91 شخصاً، بينهم جنود بريطانيون. وأصبح بيغن بعدها مطلوبا للسلطات الأمنية البريطانية بتهمة 'الإرهاب'. وعرضت بريطانيا مكافأة مالية لمن يقبض عليه.
وهاجمت مجموعة مسلحة، تابعة لمنظمة إيرغون، في 1948 قرية دير ياسين الفلسطينية، وقتلت فيها 100 شخص على الأقل. وكانت 'مجزرة دير ياسين' من بين الأحداث الدامية، التي عجلت بنزوح الكثير من الفلسطينيين عن ديارهم، خوفاً على حياتهم.
أما عقيدته فتقوم على مبدأ استراتيجي مفاده بأن إسرائيل 'لها الحق في منع أي دولة، تراها معادية، من الحصول على السلاح النووي'. ويكون ذلك بضرب الأهداف، التي تحددها لهذا الغرض. وتوصف هذه العمليات العسكرية، في عقيدة بيغن، بأنها 'دفاع استباقي عن النفس'.
وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي عقيدته هذه أول مرة في 1981، بقوله: 'لن نسمح لأي عدو بأن يطور أسلحة الدمار الشامل فيستعملها ضدنا'. ومن أجل تحقيق ذلك، وضع أساساً أمنياً تلتزم به الدولة، وتتعهد فيه بشعار أن 'ندافع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة لنا'.
ويعتقد أنصار بيغن أن إسرائيل من 'حقها ضرب الأهداف العسكرية، التي ترى فيها تهديداً محتملاً لأمنها'. ويرون أيضاً أن 'الضربات الاستباقية' من شأنها أن 'تردع خصوم إسرائيل، وتجعلهم يترددون في تطوير الأسلحة النووية، مخافة أن تضربها إسرائيل'.
وكان بيغن يحرص، في الترويج لعقيدته، على ربطها بالمحرقة اليهودية. وقال لتبرير الغارات الجوية على المنشأة النووية العراقية تموز في 1981، إن 'محرقة أخرى كانت ستقع في تاريخ الشعب اليهودي'، لو أن إسرائيل لم تنفذ ضربتها.
'القنبلة النووية الإسرائيلية'
لا يعرف أحد حجم الترسانة النووية الإسرائيلية. ولا يمكن لأحد أن يعرف بالتدقيق. فإسرائيل تنتهج سياسة التعتيم على هذا الملف. فلا تعترف ولا تنفي امتلاكها للأسلحة النووية. ولكن هذه المسألة أصبحت اليوم من الأسرار المكشوفة.
ففي عام 1999 نشر الباحث الإسرائيلي الأمريكي، أفنير كوهين، كتاباً بعنوان 'إسرائيل والقنبلة'. اعتمد فيه على آلاف الوثائق الحكومية الأمريكية والإسرائيلية، التي رُفعت عنها السرية. واستند على حوارات أجراها مع فاعلين في المشروع النووي الإسرائيلي.
وكشف الباحث أن إسرائيل أنتجت أول قنبلة نووية في عام 1967، يوماً واحداً قبل اندلاع حربها مع جيرانها العرب. وبدأ المشروع مع ديفيد بن غوريون، بإنشاء اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية في 1952، بمساعدة من فرنسا، التي أمدتها بالتكنولوجيا المطلوبة.
ويقول الكاتب إن إسرائيل تكتمت على برنامجها النووي في الداخل والخارج، حتى لا تثير مخاوف جيرانها العرب. وأخفت حقيقته العسكرية حتى عن الإدارة الأمريكية، التي كانت وقتها قلقة بشأن انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم.
والواقع أن عقيدة بيغن تعود إلى مطلع ستينات القرن الماضي. فكانت إسرائيل تجتهد في تطوير الأسلحة النووية لنفسها. وتعمل في الوقت نفسه، بكل 'الوسائل المتاحة لها'، على تدمير أي محاولة من جيرانها للحصول على هذه التكنولوجيا.
صواريخ عبد الناصر
في 2022، رفع الموساد السرية عن وثائق، عمرها 40 سنة، تكشف كيف تعقب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، عالماً ألمانياً وقتله في عام 1962. والسبب أنه كان يشرف على برنامج مصري، لتطوير صواريخ طويلة المدى، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان هانس كروغ من العلماء، الذين طوروا صناعة الصواريخ الألمانية في الحرب العالمية الثانية. وبعد سقوط النازية، تسابقت العديد من الدول لتوظيف هؤلاء العلماء والاستفادة من كفاءتهم وخبرتهم، في صناعاتها العسكرية، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا.
ولعل أشهرهم ، فيرنر فان براون، الذي كان عضواً بارزاً في الحزب النازي، وفي جهاز مخابراته، ورائد صناعة الصواريخ الألمانية. ودفع التنافس مع الاتحاد السوفييتي بالولايات المتحدة إلى توظيف فان براون ليقود برامجها الصاروخية والفضائية في وكالة ناسا.
وأقنعت السلطات المصرية بدورها كروغ ومجموعة من زملائه العلماء بمساعدتها في تطوير الصواريخ وصناعتها محلياً. ووصلت المعلومات عن البرنامج المصري إلى إسرائيل، فاعتبرت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها. وقررت، وفق وثائق الموساد، إيقافه بكل الوسائل.
وبدأت المهمة بتخويف العلماء وتهديدهم ليتركوا العمل مع الحكومة المصرية. وانتهت بالاختطاف والقتل. وتذكر وثائق الموساد أن تصفية كروغ تمت في غابة قريبة من ميونيخ، على يد عميل ألماني، متهم بجرائم الحرب، اسمه أوتو سكورزني.
وكان سكورزني، قبل أن يصبح عميلاً للموساد، عضواً في الحزب النازي، ومخابراته، ومن رجال زعيمه أدولف هتلر المقربين. ومنحه هتلر وسام الفارس الصليبي الحديدي، لأنه أنقذ في سبتمبر أيلول 1943 صديقه، بينيتو موسيليني، من السجن.
أوزيراك، مفاعل تموز العراقي
كانت فرنسا، التي زودت إسرائيل بالتكنولوجيا النووية بداية من الخمسينات، تسعى إلى موطئ قدم لها في المنطقة العربية بثروتها النفطية الهائلة. وأقامت باريس منذ الستينات علاقات متميزة مع بغداد، أثمرت عن صفقات مربحة لشركاتها، وعلى رأسها توتال.
ووقعت حكومة، جاك شيراك، في 1975 اتفاقاً مع حكومة، صدام حسين، تبني بموجبه فرنسا مفاعلاً نووياً للعراق. ولكن بناء مفاعل الماء الخفيف، الذي يستعمل حصراً لإنتاج الطاقة الكهربائية، حسب تأكيد المسؤولين الفرنسيين، لم ينطلق إلا بعد 4 سنوات.
وكان العراق انضم منذ 1970 إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تسمح له باستعمال التكنولوجيا النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولكن إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة إلى اليوم، كانت تنظر إلى نظام صدام حسين على أنه تهديد مباشر لأمنها.
'عمليات تخريبية مشبوهة'
تعثر إنجاز مشروع أوزيراك، بتسميته الفرنسية، أو مفاعل تموز، عند الحكومة العراقية، مرات عديدة، على الرغم من العلاقات المتميزة بين البلدين. وتعرض قبل انطلاقه إلى عراقيل و'عمليات تخريب' مشبوهة، لم يكشف فاعلها رسمياً إلى اليوم.
التزمت فرنسا بتزويد العراق بمركز للبحث النووي، وتدريب 600 مهندس عراقي. وفي أبريل نيسان 1979، كانت تجهيزات مفاعل تموز 1، في مخازن ميناء، لاسين سور مير، جنوب شرقي فرنسا، تنتظر شحنها إلى العراق. وكان معها 65 كيلو من اليورانيوم المخصب.
وفي ليل 5 إلى 6 أبريل نيسان وصلت مجموعة من الأشخاص، في هيئة سياح، على متن حافلة إلى مدينة تولون. وقصدوا الميناء. ونزل 5 منهم وتسلقوا الجدار. ووصلوا إلى المخازن، التي فيها تجهيزات المفاعل النووي، وثبوا فيها متفجرات تعمل بالتحكم عن بعد، وغادروا المكان.
وبعد دقائق، دمر الانفجار 60 في المئة من التجهيزات، وتسبب في خسائر قدرها 23 مليون دولار. وتأخر التسليم بذلك سنة كاملة. ولم تسفر التحقيقات الفرنسية عن شيء. ولكن مهندساً إسرائيلياً أكد لصحيفة هآرتس، في 2021، مسؤولية الموساد عن تلك التفجيرات.
BBC
وفي صباح يوم 14 يونيو حزيران 1980، عثرت عاملة التنظيف، بفندق مريديان في باريس، على نزيل مقتول في غرفته. كان المهندس المصري، يحيى المشد، يبلغ من العمر 48 عاماً، ومن أبرز علماء الذرة في العالم العربي وقتها.
كلفته وكالة الطاقة الذرية العراقية بتمثليها في التواصل مع المسؤولين الفرنسيين. وكان يفترض أن يستلم منهم، في اليوم التالي، تجهيزات ومواد علمية ينقلها إلى العراق. ولم تكشف التحقيقات الأمنية الفرنسية، مرة أخرى، عن هوية القاتل أو الجهة المسؤولة عنه.
وبعد أيام من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، أغارت طائرات فانتوم 4 الإيرانية، في سبتمبر أيلول 1980، على مجمع التويثة للبحث النووي، في بغداد. ولكن الهجمات أصابت البناية من الخارج، ولم تتسبب في أي خسائر بالمنشأة نفسها.
أول غارة على مفاعل نووي
واصل العراقيون إنجاز مشروعهم بالتعاون مع الفرنسيين. وكان يفترض أن يبدأ المفاعل في العمل، وفق تقارير الاستخبارات الإسرائيلية، في سبتمبر أيلول 1981. ويعتقد أن إسرائيل حددت يوم 10 مايو أيار 1981 لضرب المنشأة العراقية. وتزامن ذلك مع الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
ولكن زعيم المعارضة وقتها، شيمون بيريز، طلب من بيغن تأجيل الضربة، حتى لا تفسد أخبارها عرس الانتخابات على صديقه الحميم الرئيس، فرانسوا متيران. وتقرر تنفيذها يوم 7 يونيو حزيران، الذي يصادف ذكرى حرب الستة أيام 1967، بين إسرائيل وجيرانها العرب.
في منتصف نهار 7 مايو أيار 1981، أقلعت 8 مقاتلات أف 16 إسرائيلية مدعومة بطائرات اعتراضية أف 15 من قاعدتها في سيناء المصرية، التي كانت تحتلها إسرائيل. وعبرت الأجواء الأردنية والسعودية إلى الأجواء العراقية، دون أن ترصدها الرادارات.
وحلقت على ارتفاع 30 متراً فوق مجمع التويثة في بغداد، وأطلقت عليه صواريخها، فدمرت مفاعل أوزيراك – تموز تماماً. حدث كل ذلك في دقيقتين من الزمن. وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها سالمة. ولم تنتبه لها الدفاعات الجوية في عودتها أيضاً.
لم يعلن العراق عن الهجوم إلا بعد 24 ساعة من وقوعه، عندما صرحت به إسرائيل. وقالت في بيان إن: 'القنبلة الذرية، التي كان بمقدور ذلك المفاعل إنتاجها، بحجم قنبلة هيروشيما. ويعني هذا أنه كان خطراً قاتلاً، يتطور ليهدد شعب إسرائيل'.
وأثارت الغارات الإسرائيلية، التي قتل فيها 10 عراقيين وفرنسي واحد، تنديداً دولياً واسعاً، لأنها كانت أول هجوم على مفاعل نووي. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم بالإجماع، دون أن تعترض الولايات المتحدة على القرار.
وبعد أسبوعين من الهجوم على المنشأة العراقية، اعترفت إسرائيل، لأول مرة، بأنها تملك القدرة على إنتاج القنبلة النووية. ثم كشف الخبير الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، في 1986 مشاركته، منذ السبعينات، في برامج إسرائيلية سرية لإنتاج الأسلحة النووية.
'اليورانيوم الفرنسي المغشوش'
بعد أربعين سنة، كشفت وثائق أمريكية، رفعت عنها السرية في 2021، أن الفرنسيين طمأنوا الأمريكيين في اجتماع يوم 25 يوليو تموز 1980 في باريس بأن مفاعل أوزيراك تموز لا يمكنه أن ينتج الأسلحة النووية نظراً لتصميمه، وبسبب نوعية المادة، التي تسلمها فرنسا للعراق.
وأكد الفرنسيون في الاجتماع أن تصميم المفاعل العراقي لا يسمح بإنتاج الوقود للقنبلة النووية. وكان المهندسون الفرنسيون يغيرون سراً التركيبة الكيميائية لليورانيوم، الذي يسلمونه للعراقيين، بطريقة تجعله غير صالح تماماً لإنتاج الأسلحة النووية.
'مفاعل الكبر' في سوريا
Reuters
وفي العاشرة والنصف ليلاً من يوم 5 سبتمبر أيلول 2007، انطلقت طائرات أف 16 مصحوبة بطائرات أف 15 من جنوب إسرائيل، باتجاه دير الزور في سوريا. وأغارت هناك على مجمع قالت إسرائيل إنه 'مشروع مفاعل نووي تبنيه سوريا بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية'.
ولم تعترف إسرائيل بالهجوم، الذي قتل فيه عشرات السوريين، إلا في 2018. وكتب الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، في مذكراته إنه رفض طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بضرب المفاعل السوري المزعوم، 'دون إعلان المبررات'.
ولكن أولمرت رد عليه، حسب المستشار الأمريكي، إليوت أبراهامز: 'إذا لم تتحركوا لضرب المفاعل، فإننا سنفعل بمفردنا'. وقال في 2018: 'عندما اكتشفنا وجود مفاعل نووي في سوريا. قررنا على الفور أن ندمره. يستحيل أن نقبل به على حدودنا'.
وأثنت جيروسالم بوست على موقف أولمرت ووصفته بأنه يترجم عقيدة بيغن، التي ينبغي أن يلتزم بها نتنياهو في تعامله مع إيران. وقالت 'إن الذين حذروه من رد سوريا في 2007، كانوا على خطأ. فسوريا لم ترد، مثلما لم يرد العراق في 1981'.
'القنبلة النووية الإسلامية'
عندما أجرت الهند أول تفجير نووي في مايو أيار 1974، قررت باكستان الحصول على القنبلة النووية بأي ثمن. وينقل عن الرئيس، ذو الفقار علي بوتو، قوله بشأن ذلك: 'سنأكل العشب ونحصل عليها'. وتحقق طموح بلاده في مايو أيار 1998، على يد العالم النووي، عبد القادر خان.
وتعتقد باكستان أن إسرائيل سعت منذ السبعينات إلى إفشال برنامجها النووي. فقد تعرضت الشركات الأوروبية، التي كان عبد القادر خان يتعامل معها لتمويل مشروعه، إلى هجمات مشبوهة. وتعرض خان نفسه إلى مضايقات وتهديدات بقتله.
وذكر الجنرال الباكستاني، فيروز حسن خان، في كتابه 'نأكل العشب'، أن باكستان كانت متخوفة من هجوم هندي إسرائيلي على منشأة كاهوتا النووية الباكستانية. ويعتقد أن الأمريكيين هم الذين نبهوا الحكومة الباكستانية إلى الأمر في 1984.
وللتعبير عن قلقه من البرنامج النووي الباكستاني، كتب بيغن رسائل إلى قادة الدول العظمى، من بينها رسالة بعث بها في مايو أيار 1979 إلى رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت ثاتشر، يطالب فيها بمنع الشركات البريطانية من تمويل باكستان بالمواد والتكنولوجيا النووية.
وطمأنته ثاتشر في ردها يوم 19 يونيو حزيران 1979 بأن حكومتها ملتزمة بذلك. ولكنها نبهته إلى أن إسرائيل مطالبة هي الأخرى 'بتجنب نشر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط'. وأضافت أن 'إسرائيل وجميع الدول الأخرى مطالبة باحترام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية'.
'برنامج السعودية النووي'
عبّر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان منذ 2018، عن عزم بلاده على امتلاك التكنولوجيا النووية. وقال لقناة فوكس نيوز الأمريكية، في 2023: 'نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية. وإذا نجحت إيران في تطوير قنبلة نووية، فإننا سنحصل على واحدة'.
وحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن السعودية اشترطت في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مساعدتها في تطوير برنامجها النووي. ولكن إسرائيل رفضت هذا الشرط، كما اعترض عليه أنصار، جو بايدن، في الكونغرس.
وتصطدم عقيدة بيغن و 'حق إسرائيل' في منع أعدائها من الحصول على الأسلحة النووية، مع 'حق دول المنطقة المماثل'، في منع أعدائها أيضاً من الحصول على الأسلحة النووية. وهو ما عبر عنه ولي العهد السعودي بقوله: 'نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية'.
وأكد على ذلك مدير المخابرات السعودي السابق، تركي الفيصل، في مقال أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويدعو تركي الفيصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 'من باب العدل، إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، مثلما قصفت طائراته المنشآت النووية الإيرانية'.
ويتسع الاعتقاد في الغرب، بين المثقفين والحقوقيين وخبراء الطاقة النووية، بأن الغارات الإسرائيلية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قد تزيد من إصرار النظام على تطوير السلاح النووي. وهو ما يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى مواجهة نووية مدمرة.
سلاح 'لإبادة البشرية وتدمير الأرض'
تذكر الحملة الدولية لمنع الأسلحة النووية أن رأساً نووياً واحدًا يمكنه أن يقتل مئات الألاف من البشر في لحظة واحدة. ويتسبب في أضرار فادحة للإنسان والبيئة. وقد يصل عدد ضحايا تفجير نووي واحد على مدينة، مثل نيويورك، إلى أكثر من 583 ألف قتيل.
وتملك الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، مجتمعة أكثر من 12300 رأس نووي. قوة رأس واحد منها أكبر وأكثر فتكاً من القنبلة، التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما، في اليابان.
الدولة النووية الوحيدة
والدولة الوحيدة، التي تملك السلاح النووي في الشرق الأوسط، هي إسرائيل. أما تركيا فتؤوي أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، ولكنها لا تملكها ولا تتصرف فيها. وتخزن الولايات المتحدة رؤوساً نووية، في بلدان أخرى هي بلجيكا وألمانيا وهولندا.
أما روسيا فلها رؤوس نووية مخزنة في بلاروسيا المجاورة. وهناك دول أخرى لا تملك أسلحة نووية، ولا تؤويها على أراضيها، ولكنها توافق، بحكم معاداتها وتحالفاتها العسكرية، على تخزين الأسلحة النووية، أو مرورها أو إطلاقها من أراضيها.
كل هذه الدول، فضلاً عن 9 دول تمتلك أسلحة نووية، و6 دول أخرى تخزنها في أراضيها، موافقة على تفجير القنبلة النووية، في أي نزاع عسكري. وهددت روسيا مراراً باستعمال مقدراتها النووية التكتيكية في نزاعها مع الغرب، بشأن حربها في أوكرانيا.
ولكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم، حتى الآن، التي استعملت السلاح النووي. وألقت في 1945 قنبلة أولى على مدينة هيروشيما في اليابان، فقتلت 140 ألف شخص. ثم استهدفت قنبلة ثانية مدينة ناغازاكي بقنبلة ثانية، فقتلت 80 ألف إنسان في لحظة واحدة.
ضربة 'يوم القيامة'
يذكر الباحث الإسرائيلي، أفنير كوهين، أن إسرائيل كانت مرتين على وشك استعمال السلاح النووي، في حربها مع جيرانها العرب. المرة الأولى كانت في حرب 1967، عندما أراد القادة الإسرائيليون توجيه رسالة إلى مصر والدول العظمى بأنهم يملكون 'سلاح يوم القيامة'.
وعندما فشل الهجوم الإسرائيلي المضاد على القوات المصرية في 1973، اقترح وزير الدفاع، موشي ديان، الخيار النووي يومي 9 و17 أكتوبر. ويبدو أن رئيسة الوزراء غولدا مائير وافقت، على إخراج صواريخ أريحا وتركيب الرؤوس النووية عليها، ثم تراجعت في آخر لحظة.
وحسب تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية فإن روسيا تتصدر دول العالم من حيث عدد الرؤوس النووية بحوالي 5449 رأساً. وتليها الولايات المتحدة بحوالي 7277 رأساً، من بينها 20 رأسا تخزنها في منطقة الشرق الأوسط بتركيا.
وتقدر الحملة الدولية مقدرات إسرائيل النووية بعدد 90 رأساً على الأقل، ولا تفصح إسرائيل عن الأرقام الحقيقية. ولا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا يجعل منطقة الشرق الأوسط مخزناً لأكثر من 110 رؤوس نووية، تحت تصرف إسرائيل والولايات المتحدة.
66 مليون شخص مهددون بالإبادة
ويمكن لهذه الرؤوس النووية إذا فُجرت كلها، حسب الخبراء العسكريين، أن تبيد 66 مليون إنسان في لحظات. ويعني هذا أنها ستقضي تماماً على سكان سوريا والأردن وإسرائيل وفلسطين مجتمعين، فلا تبقي منهم أحداً. أو تقضي على 80 في المئة من سكان تركيا أو إيران.
وتملك إسرائيل والولايات المتحدة قوة نووية عسكرية مخزنة في الشرق الأوسط، بإمكانها إبادة سكان الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، مجتمعين، أو القضاء على سكان السعودية ودول الخليج العربية الأخرى كلها، وفق تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
أما إذا اندلعت حرب نووية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة فإنها ستؤدي إلى هلاك مئات الملايين من البشر. وتسبب الإشعاعات في تزايد الأمراض والتشوهات الخلقية. ويؤدي تدمير البيئة إلى مجاعة عالمية تمس المليارات من البشر على وجه الأرض.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني
مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني

شبكة النبأ

timeمنذ 2 أيام

  • شبكة النبأ

مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني

وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران... بقلم: مارفن وينباوم، نادي علي- معهد الشرق الأوسط ترجمة: د. لطيف القصاب/ مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية استقبل الباكستانيون بارتياح إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي دام اثني عشر يومًا، فمع تصاعد التوترات بين الخصمين اللدودين، لاسيما عقب الغارات الجوية الأمريكية في الحادي والعشرين من حزيران ضد المنشآت النووية الإيرانية، ارتفعت وعلى نحو مفاجئ الأهمية الجيوسياسية لباكستان. لقد كانت كلًا من طهران وواشنطن تتوقعان من إسلام آباد الانحياز إلى موقفيهما، فالولايات المتحدة تأمل في أن تتفهم باكستان قرارها باستخدام القوة لتدمير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، في حين كانت إيران تعوّل على وقوف باكستان إلى جانبها في متابعة ما تزعم أنه برنامج طاقة سلمي، وقد وضع هذا الوضع الحكومة الباكستانية في موقف حساس سياسيًا ودقيق دبلوماسيًا. فمن جهة، كانت بصدد تعزيز علاقاتها الستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، لم تكن ترغب في التخلي عن مبدأ دعم تقرير المصير لدولة إسلامية مجاورة، على أن أي هجوم يؤدي إلى زعزعة استقرار إيران يهدد في الوقت نفسه بإشعال أزمة داخل باكستان؛ إذ قد تستغل الجماعات الإرهابية الناشطة في إقليم بلوشستان المتوتر والممتد على الحدود الإيرانية-الباكستانية، قد تستغل الوضع الخارج عن السيطرة لتكثيف الهجمات أو الاستحواذ على مناطق حدودية رخوة. وعلى الرغم من كل هذه الاعتبارات، فإن الصراع الطويل بين إيران وإسرائيل لم يشكل من قبل تحديًا داخليًا بالغًا للمؤسسة العسكرية- المدنية الباكستانية كما فعل في هذه المرة، فقبل يوم واحد فقط من الضربات الأمريكية أقدمت باكستان على ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، مشيدةً بـما سمته (تدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية) خلال الحرب الأخيرة التي دامت أربعة أيام بين الهند وباكستان، وقد كان هذا التوقيت سيئا للغاية فقد انتقدت أطياف سياسية واسعة المؤسسة الحاكمة لظهورها وكأنها تُرضي الولايات المتحدة، وتتخلى عن دولة إسلامية مجاورة! وهنا سارعت الحكومة الباكستانية إلى إدانة الضربات، ووصفتها بأنها (مقلقة بشدة) وانتهاك للمعايير الدولية، كما أعربت وزارة الخارجية عن قلقها العميق من احتمالات التصعيد، وتواصل رئيس الوزراء شهباز شريف مع الرئيس الإيراني بزشكيان مؤكدا دعم باكستان لإيران. لكن هذا الدعم من إسلام آباد كان محسوبًا بدقة؛ إذ تجاهلت الضغوط المحلية التي تطالب بتقديم دعم أمني لإيران مقتصرة على إبداء الدعم الخطابي والرمزي، فعلى الرغم من حالة التهدئة الأخيرة في علاقات إيران مع بعض جيرانها، فإنه من المرجح -واقعيا- أن لا ترحب أي دولة في المنطقة بفكرة وجود إيران نووية، ويُعتقد أن بعض القادة في باكستان يدعمون سرًا الإجراءات الأمريكية، أما الانتقادات العلنية، فيبدو أنها ترمي إلى إدارة الرأي العام الداخلي والحفاظ على خيارات دبلوماسية مفتوحة. لقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مؤخرا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء شهباز شريف، اتفقا خلالها على العمل المشترك لتحقيق سلام دائم بين إيران وإسرائيل، وفي الوقت ذاته، اتصل القائد العسكري الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، برئيس أركان الجيش الباكستاني المشير عاصم منير ليشكره على موقف باكستان الشجاع ودعمها لإيران خلال حربها التي استمرت اثني عشر يومًا مع إسرائيل. إن قدرة باكستان على الحفاظ على علاقات بناءة مع كل من إيران والولايات المتحدة تضعها في موقع استراتيجي مهم لتجسير الفجوة والعمل بوصفها وسيطا موثوقا بين الطرفين، ولطالما برعت باكستان في هذه المناورات الدبلوماسية الدقيقة، وتمكنت على مدى عقود بالحفاظ على علاقة متوازنة بين خصمين كبيرين هما إيران والسعودية، مثلما تمكنت من البقاء على علاقات ودية مع دول عربية متعارضة بعضها مع البعض الآخر في كثير من الأحيان. لقد دعمت الحكومات الباكستانية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان لمدة عشرين عامًا، في حين احتفظت أيضا بعلاقات أو تحالفات مع قسم من المتمردين الأفغان، كما انها رفضت ضمنيًا، ولكن دون إنكار صريح، فكرة تصنيف برنامجها النووي بوصفه برنامجا إسلاميا، وفي التوتر الذي نشب مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين، أظهرت إسلام آباد مهارة دبلوماسية في تجنب الانحياز لطرف ضد آخر، مستعيدةً لدورها المحوري في التقارب الأمريكي-الصيني عام 1971. وعلى الرغم من تجذّر مشاعر العداء لأمريكا في الوجدان الشعبي الباكستاني الذي تغذيه المعارضة السياسية منذ سنوات تحت بند نظرية المؤامرة، لاسيما مع التوافق الأمريكي مع السياسات الإسرائيلية في غزة، فإن السلطات المدنية والعسكرية في إسلام آباد عملت على تطبيع العلاقة مع واشنطن قدر الإمكان، وفي عهد الرئيس الامريكي جو بايدن شعرت الحكومة الباكستانية بالضيق من سياساته التي همّشت باكستان إقليميا فضيّقت من مفهوم العلاقات الثنائية، وقد شعر كثير من الباكستانيين بالإهانة الشخصية بسبب رفض بايدن التواصل مع قادة بلدهم، ومع هذا ظل رادار واشنطن يقظا تحسبا من تجدد خطر الإرهاب العالمي في المنطقة. في المقابل، ترى باكستان إدارة الرئيس دونالد ترامب مناسبة لبداية جديدة للعلاقات الباكستانية-الأمريكية، فقد أبدت إسلام آباد سرورها عندما خصّ الرئيس ترامب باكستان بالثناء في خطابه أمام الكونغرس في نيسان الماضي على خلفية مساعدتها في اعتقال أحد الإرهابيين، وقد استندت الحكومة والجيش الباكستاني إلى تصريحات ترامب لتصور إدارته في هيأة من يستعد للعب دور فعال في حل قضية كشمير، كما عبّر آخرون عن أملهم في أن تستغل واشنطن نفوذها لدى صندوق النقد الدولي لتخفيف شروطه الصارمة على البلد، لاسيما مع رحيل بايدن الذي منح باكستان فرصة للتخلص من الانتقادات الأمريكية المتواصلة بخصوص سجلها الخاص بحقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية. وعلى الرغم من أن جدول أعمال ترامب الخارجية القائمة على عقد صفقات ناجحة تعزز مصالح أمريكا أولا قد خففت قليلًا من آمال باكستان بخصوص عقد علاقات دافئة مع واشنطن، فإن رد فعلها بقي هادئًا، بل عرضت على الولايات المتحدة امتيازات في المعادن النادرة وفرصا استثمارية تعزيزا لروابط البلدين بصرف النظر عن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية عالية وقيود سفر، خاصة بعد الحرب القصيرة مع الهند، فقد وجدت إسلام آباد نفسها مسرورة بمعاملة الوسطاء الأمريكيين لها على قدم المساواة مع نيودلهي، وفي حين رفضت الهند الاعتراف بالدور الأمريكي في إنهاء النزاع، أثنت باكستان على ترامب وروبيو وغيرهما. وكان أوضح مؤشر على تغير الأجواء الأمريكية الباكستانية ما يتمثل بزيارة واشنطن من طرف المارشال عاصم منير الذي يُعد أقوى شخصية في باكستان، لاسيما أن زيارته سبقت بأيام قليلة الغارات الأمريكية على إيران، وقد استُقبل الضيف العسكري الباكستاني في البنتاغون بحفاوة، والتقى بالرئيس الأمريكي في غداء خاص، وقد جاءت زيارته على إثر زيارة وفد دبلوماسي باكستاني أجرى لقاءات ناجحة مع مسؤولي وزارة الخارجية بخصوص تقديم رواية باكستان عن الحرب الأخيرة مع الهند، لكن تلك الزيارة تحولت إلى مصدر حرج لباكستان بعد التدخل الأمريكي العسكري في إيران؛ إذ عُدّت نكسة سياسية للائتلاف الحاكم، وسرعان ما حاولت المعارضة استغلالها على هذا الأساس، ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب بين إيران وإسرائيل، قدّم استراحة مؤقتة لكل من المؤسسة العسكرية، والمؤسسة المدنية في باكستان. إن الدفء الأخير في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان قد يتطلب تفسيرًا أعمق من مجرد المصالح المتبادلة وإبرام الصفقات، وفي ضوء النظر إليه في سياق الانخراط الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط وجنوب آسيا خلال الأشهر الأخيرة، فقد تكون واشنطن بصدد إعداد باكستان لتضطلع ثانية بدور الشريك الأمني الإقليمي الوثيق، كما كان هو الحال في إطار سياسة الاحتواء خلال الحرب الباردة، والمساهمة في هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم في حملة مكافحة التمرد ضد حركة طالبان الأفغانية بعد عام 2001. وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران تسليط الأضواء العالمية على باكستان، مما فاقم التحديات الكثيرة التي تواجهها أصلًا في سياستها الخارجية، وما يزال من غير الواضح تحديد الصورة التي ستتعامل باكستان بموجبها مع هذا المشهد الدولي المعقّد ودائم التغيّر. * مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/ 2001 – 2025 Ⓒ

ترامب يتراجع عن تهدئة غزة ويدعو للتصعيد وسط أزمة إنسانية
ترامب يتراجع عن تهدئة غزة ويدعو للتصعيد وسط أزمة إنسانية

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

ترامب يتراجع عن تهدئة غزة ويدعو للتصعيد وسط أزمة إنسانية

قبل أسابيع قليلة فقط، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واثق من أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بات مسألة أيام، اتفاق من شأنه إنهاء القتال، وتأمين الإفراج عن الرهائن، والسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يعاني سكانه من المجاعة. لكن هذا التفاؤل سرعان ما تلاشى. فقد سحب ترامب هذا الأسبوع مفاوضيه من محادثات وقف إطلاق النار، بعد أن اعتبرت واشنطن أن حركة "حماس" ليست منسقة ولا تتصرف بـ"نية حسنة"، حسب تعبيرها. وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إنه يبحث في "خيارات بديلة" للإفراج عن الرهائن. وعوضًا عن الدعوة للعودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، أشار ترامب يوم الجمعة إلى أنه حان الوقت لتصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية، رغم تصاعد الغضب العالمي جراء صور الأطفال الجوعى في غزة. وقال ترامب عن حماس قبل توجهه في رحلة إلى اسكتلندا: "أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمر سيئ للغاية. لقد وصلنا إلى نقطة يجب فيها إنهاء المهمة". ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا التحول في موقف ترامب يعكس انهيارًا فعليًا للمفاوضات، أم أنه مجرد خطوة تكتيكية تهدف إلى الضغط على حماس لكسر الجمود، كما يرى بعض المسؤولين الغربيين. لكن تصريحاته أوحت بعدم وجود نية لممارسة أي ضغط على إسرائيل لتخفيف حملتها العسكرية المستمرة منذ 21 شهرًا، على الرغم من تفاقم الأزمة الإنسانية التي دفعت مسؤولًا أمميًا لوصف سكان غزة هذا الأسبوع بأنهم "جثث تمشي على الأرض". ورفض ترامب الخوض في تفاصيل محادثاته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أعرب عن استيائه منها قائلًا إنها كانت "محبطة إلى حد ما"، مضيفًا: "عليهم القتال وتطهير الساحة. يجب التخلص منهم"، في إشارة إلى استهداف حماس. هذا الموقف يمثل اعترافًا صريحًا من الرئيس بأن محاولاته لفرض وقف إطلاق النار الجديد — والتي بدت واعدة في وقت سابق من هذا الشهر — قد انحرفت عن مسارها. كما أن فشله في إنهاء النزاع في غزة، بالإضافة إلى تعثره في إيجاد حل للحرب الروسية على أوكرانيا، سببا له إحباطًا في وقت يسعى فيه للحصول على جائزة نوبل للسلام. إلا أن التشاؤم الأمريكي لا ينسجم تمامًا مع المؤشرات الإقليمية؛ إذ أكدت كل من مصر وقطر عزمهما مواصلة الوساطة، ووصفتا تعليق المحادثات الأخير بأنه "أمر طبيعي في سياق مفاوضات معقدة كهذه"، وفق بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لقناة CNN إن المحادثات "لم تنهَر على الإطلاق"، وأكد أن هناك فرصة حقيقية لاستئنافها. كما أبدى بعض المسؤولين الأميركيين أملهم في أن تؤدي تعليقات ترامب، بالإضافة إلى قرار ويتكوف سحب الوفد التفاوضي، إلى دفع حماس لاتخاذ موقف تفاوضي أكثر مرونة. لكن هذا الانسحاب المفاجئ من جانب واشنطن فاجأ الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري المفاوضات، ووصف أحد المصادر المطلعة الوضع قائلًا: "إنه زلزال... ونتعامل الآن مع الهزات الارتدادية". ولا تزال نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات تدور حول توقيت وشروط إنهاء الحرب بشكل دائم، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومواقع إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي داخل غزة. وفي حديثه للصحفيين يوم الجمعة في حديقة البيت الأبيض، حمّل ترامب حماس مسؤولية فشل المحادثات، معتبرًا أن الحركة فقدت كثيرًا من نفوذها التفاوضي بعد أن أُفرِج عن عدد من الرهائن أو قُتلوا في الأسر. وقال: "لقد وصلنا الآن إلى الرهائن الأخيرين، وهم يعرفون ما سيحدث بعد ذلك... ولهذا السبب، لم يرغبوا فعليًا في إبرام اتفاق"، مضيفًا أن هذه هي الرسالة التي نقلها له نتنياهو خلال عشاء جمعهما في البيت الأبيض مؤخرًا. ولا يُعرف ما إذا كانت تصريحات ترامب ستدفع حماس فعلًا إلى قبول المقترح القائم لإنهاء الحرب، لكنها بدت وكأنها محاولة لإعادتها إلى "واقع الممكن"، على حد تعبير أحد المسؤولين الإسرائيليين. وفي تصريح لقناة CNN، توقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن تؤتي جهود ترامب وويتكوف ثمارها في نهاية المطاف، لكنها امتنعت عن تحديد وجهة المفاوضات المقبلة. وقالت: "لقد حاولنا، والعالم شاهد ذلك... الرئيس ترامب والمبعوث ويتكوف يمتلكان أدوات عديدة، وهما يعرفان اللاعبين جيدًا. وأتوقع أن نُحقق بعض النجاح". لكن لا ترامب ولا أي من مسؤولي إدارته أرادوا تحديد إطار زمني لهذا النجاح المحتمل، خاصة بعد أن توقّع ترامب بداية يوليو أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع. ومع تفاقم المجاعة في غزة وتحولها إلى كارثة إنسانية، تتصاعد الضغوط الدولية لاستكمال الاتفاق. وخلال اجتماع في تونس يوم الجمعة، قدّم الرئيس التونسي قيس سعيّد لمساعد ترامب في الشؤون الأفريقية، مسعد بولسس — صهر ابنته تيفاني — صورًا لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، يتناولون الرمل بحثًا عن غذاء. وقال سعيّد، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق... إنها جريمة ضد الإنسانية جمعاء". وفي البيت الأبيض، حمّل ترامب حماس مسؤولية منع توزيع المساعدات، وشكا من تجاهل مساهمات بلاده في هذا الصدد. وأضاف: "الناس لا يعلمون ذلك، ولم نحصل على أي شكر بالتأكيد، لكننا قدمنا 60 مليون دولار كمساعدات غذائية ولوازم أخرى... نأمل أن تصل هذه الأموال، لأنك تعلم أنها تُنهب. الطعام يُنهب. سنقدم المزيد، لكننا قدمنا بالفعل الكثير". ومع ذلك، لم تجد مراجعة داخلية للحكومة الأميركية أي أدلة على سرقة ممنهجة للمساعدات الأميركية من قبل حماس. في هذه الأثناء، بدأ بعض حلفاء الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الحملة العسكرية الإسرائيلية. فقد قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي سيلتقي ترامب في اسكتلندا نهاية الأسبوع، إن "التصعيد العسكري غير المتناسب من قبل إسرائيل في غزة لا يمكن الدفاع عنه". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أعلن في منشور مفاجئ على وسائل التواصل الاجتماعي أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وهو إعلان أغضب إسرائيل، واعتبره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "صفعة في وجه ضحايا السابع من أكتوبر". لكن ترامب لم يُبدِ قلقًا كبيرًا حيال الخطوة الفرنسية، ووصفها بأنها "عديمة الوزن". وقال: "هذا التصريح لا يحمل أي أهمية. إنه رجل جيد، وأنا أحبه، لكن هذا التصريح لا يساوي شيئًا".

صحفي: ترامب لا يشعر بالارتياح تجاه اللوبي الداعم لإثيوبيا داخل واشنطن
صحفي: ترامب لا يشعر بالارتياح تجاه اللوبي الداعم لإثيوبيا داخل واشنطن

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

صحفي: ترامب لا يشعر بالارتياح تجاه اللوبي الداعم لإثيوبيا داخل واشنطن

قال الكاتب الصحفي عزت إبراهيم، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن مصر تعبّر عن إدراك واشنطن لصلابة الموقف المصري في ملفات إقليمية حساسة، واصفًا هذه التصريحات بـ"الغزل السياسي" تجاه القاهرة. الموقف المصري وأوضح عزت إبراهيم، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" المذاع على قناة صدى البلد، أن الإدارة الأمريكية أصبحت على قناعة بأن الموقف المصري لا يمكن زعزعته بسهولة، خاصة في القضايا الإقليمية مثل سد النهضة، وملف غزة. الملف الأوكراني وسد النهضة وتابع الكاتب الصحفي أن جزءًا من هذه التصريحات يعكس سعي ترامب لتحقيق إنجاز خارجي يعوّض الإخفاقات الداخلية، مشيرًا إلى أن الملف الأوكراني وسد النهضة والصراع في غزة أصبحت جميعها أدوات يحاول من خلالها الرئيس السابق إثبات جدارته بجائزة نوبل للسلام، بعد فشله في الوفاء بوعوده الداخلية. ملف سد النهضة وأوضح إبراهيم أن ترامب لا يشعر بالارتياح تجاه اللوبي الداعم لإثيوبيا داخل واشنطن، والذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى أن هذا اللوبي طالما عرقل المواقف المؤيدة لمصر في ملف سد النهضة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن التصعيد السياسي في تصريحات ترامب يعكس أزمة داخلية متصاعدة داخل الولايات المتحدة، موضحًا أن القاهرة تواصل إدارة ملفاتها الإقليمية بثبات، بينما يحاول ترامب الترويج لإنجازات خارجية تعزز موقفه في الانتخابات القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store