logo
قصة مدينة الفاشر من الازدهار في عصر سلطنة الفور وحتى اليوم

قصة مدينة الفاشر من الازدهار في عصر سلطنة الفور وحتى اليوم

الوسط٢٠-٠٧-٢٠٢٥
Getty Images
قصر السلطان علي دينار في الفاشر
في تطور للأوضاع في مدينة الفاشر، قال الجيش السوداني إن قواته تستعيد السيطرة على مواقع رئيسية في عاصمة إقليم شمال دارفور، كانت قد سيطرت عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وفي غضون ذلك، دعت المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى ضرورة الضغط لفك الحصار عن مدينة الفاشر، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
وقالت المفوضية في بيان إن الوضع أصبح حرجاً للغاية، حيث يودي الجوع والمرض يومياً بحياة الأطفال والنساء الحوامل والمُرضعات، وسط نقص شديد في مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي، والرعاية الطبية.
وحذّرت المفوضية من أن تفشي الكوليرا يُشكّل تهديداً كبيراً لمئات الآلاف من النازحين، خاصة في ظل موسم الأمطار والبيئة الصحية الهشة.
ولكن ما قصة مدينة الفاشر التي تُسلط عليها الأضواء حالياً؟
التأسيس والغزو المصري
تقع مدينة الفاشر غرب السودان، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، على ارتفاع حوالي 700 متر فوق سطح البحر، وتبعد نحو 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم و195 كيلومتراً شمال شرق مدينة نيالا.
وحول سكان المنطقة، تقول دائرة المعارف البريطانية إن العرب يشكلون منذ فترة طويلة أغلبية السكان في الجزء الشمالي من دارفور، بينما يهيمن العرب والفور على الجزء الجنوبي، ومن بين المجموعات العرقية الأخرى في الإقليم شعوب البجا والزغاوة والنوبة والداجو.
وفي عصور ما قبل التاريخ، كان سكان دارفور الشماليون مرتبطين بشعوب ما قبل الأسرات في وادي نهر النيل. ومنذ عام 2500 قبل الميلاد تقريباً، كانت دارفور ضمن نطاق القوافل المصرية التي كانت تتاجر جنوباً من أسوان، حيث كان أول حكامها التقليديين من الداجو مرتبطين بالشعوب القديمة.
ولا شك أن التجارة كانت تُجرى من دارفور مع مصر أثناء المملكة الحديثة، ومع مدينتي نبتة ومروي في مملكة كوش (الواقعة الآن في شمال السودان). وفي نهاية المطاف، أعقب حكم الداجو في دارفور حكم التانجور.
وانتهت الفترة المسيحية، التي دامت على الأرجح من عام 900 إلى عام 1200 في دارفور، بتقدم الإسلام شرقاً من إمبراطورية كانم-برنو (تتمركز حول بحيرة تشاد).
وبحلول عام 1240، كان ملك كانم يسيطر على الطريق التجاري مع مصر، ومن المحتمل أن يكون هذا هو التاريخ الذي نشأ فيه نفوذ كانم على دارفور.
وحكمت قبيلة كيرا، وهي عشيرة رئيسية تابعة للفور، دارفور من عام 1640 إلى عام 1916 تقريباً. وكان أول ذكر تاريخي لكلمة فور في عام 1664. وخلال تلك الفترة، استخدم ملوك سلطنة كيرا في دارفور مصطلح "فور" للإشارة إلى سكان المنطقة ذوي البشرة الداكنة الذين قبلوا الدين الإسلامي.
ومع زواج سلالة كيرا نفسها من سكان المنطقة، أصبح أفرادها معروفين أيضاً باسم فور. وقد اعتنق سكان دارفور الإسلام تحت حكم سلاطين كيرا الذين خاضوا معارك متقطعة مع مملكة وداي في تشاد، وحاولوا أيضاً إخضاع القبائل العربية شبه المستقلة التي سكنت البلاد.
وأما مدينة الفاشر فتقول عنها دائرة المعارف البريطانية إنها تُعد واحدة من أقدم الحواضر التاريخية في إقليم دارفور، ويعود تأسيسها إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين اختار السلطان عبد الرحمن الرشيد، من سلاطين الفور، موقعها ليكون مقراً دائماً لحكمه، وذلك بعد أن كانت السلطنة متنقلة.
وقد اختار السلطان عبد الرحمن الرشيد منطقة وادي رهد تندلتي في السهول الشرقية من دارفور لبناء عاصمته، بسبب خصوبة الأرض وملاءمتها للزراعة وتربية الماشية، حيث بدأ السلطان بتشييد قصره على الضفة الشمالية للوادي، ثم تبعه بناء منازل الحاشية والحرس، مما جذب السكان للتوافد إلى المنطقة، فتحولت إلى مدينة مأهولة.
ومع استقرار الحكم في هذا الموقع، تحوّلت الفاشر إلى عاصمة للسلطنة، ومركز إداري وثقافي واقتصادي مهم في المنطقة، مما أتاح لها النمو والازدهار السياسي والاجتماعي.
Getty Images
قام الجيش المصري بغزو دارفور في عهد محمد علي باشا
وقد أصبح اسم المدينة مرتبطاً بكلمة "فاشر السلطان"، أي مكان اجتماع السلطان ومجلسه، وهذا يعطي دلالة على مركزيتها في هيكل السلطة التقليدية لسلاطين الفور.
وهناك رواية أخرى تقول إن الاسم مشتق من ثور يُدعى "فاشر" كان يشرب من بركة ماء في المنطقة، وعندما تتبعه السكان اكتشفوا مصدر المياه، فأطلقوا اسم "الفاشر" على المنطقة، فيما تُشير روايات أخرى إلى أن الاسم قد يكون مشتقاً من كلمة "الفاخر" بمعنى المكان المتميز، نظراً لأهمية المدينة الإدارية والتجارية.
وأخذت الفاشر تنمو بسرعة بعد أن أصبحت عاصمة السلطنة، فبدأت القوافل التجارية تتجه إليها من مناطق مختلفة في إفريقيا، خاصة من ليبيا وتشاد وكردفان، لتصبح محطة تجارية مهمة على طريق القوافل في السودان.
وكان يُباع فيها الصمغ العربي، والعاج، والذهب، والجلود، والملح، والحبوب، مما أسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، وربطها بالشبكات التجارية الإقليمية. وقد أسهم هذا التطور في جذب مجموعات سكانية من مختلف القبائل، مثل الزغاوة والفور والتاما والميدوب، مما زاد من التنوع الإثني والثقافي للمدينة.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه في يوليو/تموز من عام 1820، أرسل محمد علي والي مصر في عهد الإمبراطورية العثمانية جيشاً بقيادة ابنه إسماعيل لغزو السودان. وبحلول عام 1821 استسلم الفونج وسلطان دارفور، وأصبح السودان النيلي من النوبة إلى التلال الأثيوبية ومن نهر عطبرة إلى دارفور جزءاً من إمبراطورية محمد علي.
ويقول التاريخ إن جيوش سلطان دارفور إبراهيم قرض دخلت في مواجهات مع قوات الزبير باشا رحمة، التابع لمحمد علي باشا، في معركة منواشي، لكن الجيش المصري تمكن من دخول الفاشر من الشرق عبر كردفان.
ولاحقاً، في عام 1884، وخلال الثورة المهدية، احتلت قوات المهدي المدينة بعد حصار استمر أسبوعاً واحداً.
وبعد الإطاحة بخليفة المهدي، الخليفة عبد الله التعايشي في عام 1898، اعترفت الحكومة الجديدة (الأنجلو-مصرية) في السودان بعلي دينار سلطاناً على دارفور في عام 1899.
السلطان علي دينار والحكم الثنائي
وقد شهدت الفاشر تطوراً كبيراً في عهد السلطان علي دينار، آخر سلاطين الفور، الذي حكم السلطنة بين عامي 1898 و1916، وكان شخصية محورية في تاريخ المدينة والمنطقة.
وُلد علي دينار في الفاشر وتلقّى تعليمه فيها، قبل أن يصعد إلى سدة الحكم ويعيد بناء السلطنة بعد فترة من الاضطراب السياسي.
وقد رمّم علي دينار الأبنية الرسمية، وبنى قصر السلطان الذي ما يزال قائماً في المدينة حتى اليوم كمتحف وطني، إلى جانب تقوية الجيش المحلي، وتوسيع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العثمانية.
ومن أبرز ما عُرف عنه إرساله كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة في مواسم الحج، تأكيداً على انتمائه الإسلامي وشرعيته السياسية. وقد جعل من الفاشر مركزاً إدارياً وعسكرياً متقدماً، وأعاد إليها مكانتها السياسية، إلى أن انتهى حكمه بمقتله على يد القوات البريطانية في عام 1916.
Getty Images
سيوف وبندقية معروضة في قصر السلطان علي دينار في الفاشر
وقد انتهت سلطنة دارفور وخرجت الفاشر من عباءة الحكم المستقل، بعد تدخل القوات البريطانية المصرية في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، حيث أدى التمرد الذي قاده علي دينار في عام 1915 إلى استفزاز البريطانيين لشنّ حملة عقابية قُتل فيها دينار في جبال مرة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1916، وبعد ذلك أصبحت دارفور مقاطعة (ثم ثلاث مقاطعات لاحقاً) في السودان تحت الحكم الثنائي.
وبعد ذلك، أصبحت الفاشر مركزًا إدارياً محلياً يتبع للسلطات الاستعمارية، وتم تعيين مفتشين بريطانيين لإدارة المدينة وشؤونها، مما أدى إلى إدخال نمط جديد من الحكم المركزي المبني على القوانين البريطانية والبنية البيروقراطية الحديثة، إلا أن هذا التحول أدّى أيضاً إلى تقويض السلطة التقليدية المحلية، والحد من نفوذ زعماء القبائل والسلاطين.
ورغم تراجع مكانتها كعاصمة سياسية بعد سقوط السلطنة، فقد احتفظت الفاشر بأهميتها كمركز ثقافي وتجاري، حيث استمرت القوافل في التوافد عليها، كما تطورت كمركز إداري لحكومة السودان البريطانية المصرية، وتم إنشاء مدارس ابتدائية وثانوية فيها، بالإضافة إلى بعض المراكز الصحية والبنى التحتية.
وقد أسهم الاستقرار النسبي خلال الحقبة الاستعمارية في نمو المدينة عمرانياً، إذ بدأت تظهر فيها طرق مرصوفة، وساحات عامة، ومبانٍ حكومية. كما شهدت المدينة تدفقاً سكانياً ملحوظاً، حيث استقرت فيها قبائل عديدة من أنحاء دارفور، مما زاد من تنوعها الإثني والثقافي.
بعد الاستقلال
مع استقلال السودان عام 1956، أصبحت الفاشر جزءاً من الجمهورية السودانية، وتطورت بنيتها التحتية نسبياً، حيث تم إنشاء مطار الفاشر، وتوسيع الطرق، وتأسيس بعض المؤسسات التعليمية مثل جامعة الفاشر، التي أدّت دوراً مهماً في تأهيل الكوادر المحلية.
ومع ذلك، فقد ظلت المدينة تعاني من ضعف في التنمية مقارنة بالعاصمة والمدن الكبرى الأخرى، وهو ما أسهم في تزايد الشعور بالتهميش بين سكانها وسكان الإقليم عامة.
ورغم أنها كانت مقراً لحاكم إقليم دارفور في بعض الفترات، إلا أن ضعف البنية التحتية واستمرار أنماط الحكم التقليدية جعل من التنمية الاقتصادية والتعليمية تحدياً مستمراً.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، استمرت الفاشر في النمو العمراني ببطء، مع ازدياد سكاني ناتج عن نزوح قبائل من مناطق أخرى بسبب الجفاف والتصحر.
ومنذ مطلع الألفية الجديدة، أصبحت الفاشر إحدى أبرز ساحات النزاع في السودان، خصوصاً بعد اندلاع الصراع في دارفور عام 2003 بين القوات الحكومية وحركات التمرد، وعلى رأسها حركة تحرير السودان.
وقد تعرضت المدينة إلى ضغوط هائلة نتيجة للنزوح الجماعي من القرى والبلدات المحيطة، مما أدى إلى إنشاء عدد كبير من معسكرات النازحين حول المدينة، مثل معسكر أبوشوك وزمزم، حيث يعيش مئات الآلاف من السكان في ظروف إنسانية صعبة.
وعلى الرغم من أن الفاشر لم تكن هدفاً مباشراً للقصف أو المعارك في مراحل الحرب الأولى، فإن التوترات الأمنية والاشتباكات المتفرقة جعلت منها منطقة غير مستقرة، وكان الوجود العسكري والأمني كثيفاً فيها.
في عام 2004، اختارت الأمم المتحدة مدينة الفاشر لتكون أول مقر لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المختلطة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، ما منح المدينة أهمية دبلوماسية وإنسانية جديدة.
BBC
هجمات قوات الدعم السريع أخرجت مستشفى الفاشر عن الخدمة وتسببت في موجة نزوح عارمة
وقد أدى ذلك إلى توافد منظمات الإغاثة والعاملين الدوليين إلى المدينة، مما أسهم ولو بشكل مؤقت في انتعاش بعض جوانب الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة. ومع ذلك، فقد ظلت الأوضاع هشّة، وتفاقمت مع فشل اتفاقيات السلام المتكررة، واستمرار موجات العنف، وازدياد تعقيد المشهد السياسي والعسكري في دارفور.
وفي السنوات الأخيرة، ومع اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/ نيسان من عام 2023، عادت الفاشر إلى واجهة الأحداث من جديد، حيث أصبحت ساحة قتال بين الطرفين، الأمر الذي أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية، وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وازدياد أوضاع النزوح والمعاناة الإنسانية.
وبرزت تقارير دولية تشير إلى وقوع انتهاكات خطيرة في المدينة، من نهب، وتهجير قسري، وجرائم حرب، مما دفع بالعديد من الجهات الدولية إلى التحذير من كارثة إنسانية في الفاشر، باعتبارها من آخر المناطق الكبرى في دارفور التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني.
وهكذا، مرت المدينة في تاريخها بالعديد من المراحل من كونها عاصمة سلطنة تقليدية مزدهرة إلى مركز للسلطة الاستعمارية، ثم إلى هامش منسي في الدولة الحديثة، وصولاً إلى قلب النزاعات المسلحة، وفي كل مرحلة، حملت المدينة عبء التحولات الكبرى، لكنها أيضاً عبّرت عن مرونة مجتمعها في مواجهة التحديات.
واليوم، تقف الفاشر على مفترق طرق تاريخي، فهي إما أن تتحول إلى مدينة منكوبة لا يُذكر منها سوى المآسي، أو أن تصبح رمزاً للسلام والمصالحة وبناء الدولة السودانية على أسس عادلة ومتوازنة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العضوية المؤجّلة: ما الذي يقف بين الفلسطينيين ومقعد الأمم المتحدة؟
العضوية المؤجّلة: ما الذي يقف بين الفلسطينيين ومقعد الأمم المتحدة؟

الوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • الوسط

العضوية المؤجّلة: ما الذي يقف بين الفلسطينيين ومقعد الأمم المتحدة؟

Getty Images اعترفت الجمعية العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحتها حق المشاركة في مداولات الجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية. وحصلت المنظمة على وضع مراقب في الأمم المتحدة عام 1974 ماذا يعني أن تعترف الأمم المتحدة بدولة ما؟ ومن يملك سلطة الاعتراف بها؟ وما الطريق الذي سلكه الفلسطينيون في مساعيهم لنيل هذا الاعتراف؟ وما الفرق بين الاعتراف الثنائي واعتراف الأمم المتحدة؟ ولماذا يرفض البعض هذا الاعتراف؟ أسئلة نجيب عنها في هذا التقرير الذي يتتبع مسار مسألة العضوية الفلسطينية في منظمة الأمم المتحدة منذ 1974، وهو العام الذي سجّل أوّل حضور رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية فيها. ماذا يعني أن تعترف الأمم المتحدة بدولة ما؟ وما شروط ذلك وأهميته؟ Getty Images إذا اعترفت الجمعية العامة بدولة دون موافقة مجلس الأمن، فإن الاعتراف يُعد رمزياً الاعتراف بدولة في منظومة الأمم المتحدة يكتسب ثقلاً قانونياً عندما يتوَّج بعضوية كاملة في المنظمة. ووفقاً للأمم المتحدة، يتطلّب الانضمام بعضوية كاملة توصية من مجلس الأمن تُمنح بأغلبية لا تقل عن تسعة أصوات، تليها موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة. وبالطبع، من دون استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية لحق النقض (الفيتو). هذه العضوية تمنح الدولة كامل الحقوق، مثل التصويت، وتقديم مشاريع القرارات، والانضمام إلى سائر أجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها على قدم المساواة مع بقية الدول. أما إذا اعترفت الجمعية العامة بدولة دون موافقة مجلس الأمن، فإن الاعتراف يُعد رمزياً. رغم ذلك، فإن الجمعية العامة تملك صلاحية منح صفة "مراقب غير عضو" كما حدث في ملف الدولة الفلسطينية عام 2012، وهو اعتراف غير مُلزم قانونياً؛ أي أنّه لا يمنح صلاحيات التصويت أو العضوية الكاملة. هذا الاعتراف يمنح الدولة فرصة الانضمام لعدد من وكالات الأمم المتحدة، كاليونسكو وغيرها. ما الطريق الذي سلكه الفلسطينيون؟ Getty Images قدّم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عبّاس، طلباً رسمياً للحصول على عضوية الأمم المتحدة في خطابٍ وجّهه إلى الأمين العام بان كي مون، الذي أحاله بدوره إلى مجلس الأمن والجمعية العامة بدأت مساعي الحصول على عضوية فلسطينية في الأمم المتحدة تدريجياً منذ السبعينيات، وأسفرت عن بعض الترتيبات دون الوصول إلى العضوية الكاملة. كانت البداية عام 1974 ، حين اعترفت الجمعية العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحتها حق المشاركة في مداولات الجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية. وبعد ذلك بشهر، حصلت المنظمة على وضع مراقب في الأمم المتحدة، ما أعطاها الحق بالمشاركة في دورات الجمعية كلّها دون أن تُعامل كدولة. وبعد شهر فقط من إصدار وثيقة "إعلان الاستقلال الفلسطيني" عام 1988 في الجزائر من قِبل المجلس الوطني الفلسطيني وهو "السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده"، أقرّت الجمعية العامة استبدال اسم "منظمة التحرير الفلسطينية" باسم "فلسطين" في منظومة الأمم المتحدة، مع حفاظ منظمة التحرير على مركز المراقب. بقي الأمر على حاله تقريباً 23 سنة، إلى أن جاء التحوّل الأبرز عام 2011 . قدّم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عبّاس، طلباً رسمياً للحصول على عضوية الأمم المتحدة في خطابٍ وجّهه عبّاس إلى الأمين العام بان كي مون، الذي أحاله بدوره إلى مجلس الأمن والجمعية العامة. تداولت لجنة قبول الأعضاء الجدد في مجلس الأمن أمر طلب منظّمة التحرير الفلسطينية لعضوية فلسطين على مدار شهرين، لم يصل فيهما أعضاء اللجنة إلى توافق. فقد أيد بعضهم الطلب، وفضّل آخرون الامتناع. ثم اقترح المجلس أن تعتمد الجمعية العامة قراراً يجعل فلسطين دولة مراقبة دون عضوية. وهو ما حدث بالفعل في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ، عندما اعتمدت الجمعية العامة قراراً بأغلبية كبيرة بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو بصفة مراقب في الأمم المتحدة. صدر هذا القرار بتأييد 138 دولة، ومعارضة 9 دول، وامتناع 41 دولة عن التصويت. كيف حرّكت الجزائر المياه الراكدة؟ Getty Images استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد القرار الذي أيده 12 عضواً من أصل 15، ما حال دون تمريره. تجددت المساعي مرة أخرى في 2024 عندما اجتمع مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار جزائري يوصي بقبول فلسطين عضواً في الجمعية العامة. لم يصمد القرار أمام الفيتو الأميركي، رغم أنه حظي بتأييد شبه كامل داخل مجلس الأمن، فقد أيده في حينها 12 عضواً من أصل 15، وامتنع عضوان عن التصويت. قالت واشنطن حينها أنها لا تعارض قيام دولة فلسطينية، لكن موقفها يأتي للتأكيد على أنه لا يمكن أن تنشأ هذه الدولة إلا عبر مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. فيما اعتبرت الجزائر أن التأييد الذي حصلت عليه من الدول باستثناء الولايات المتحدة يعكس أن دولة فلسطين تستحق مكانها بين أعضاء الأمم المتحدة. بعد أسبوعين، قدمت الإمارات بصفتها رئيسة للمجموعة العربية في الأمم المتحدة حينها طلباً للجمعية العامة لدعم طلب فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. الجمعية العامة أوصت مجلس الأمن بأن "يعيد النظر بشكل إيجابي في هذه المسألة، وأعربت عن بالغ أسفها وقلقها لأن تصويتاً سلبياً واحداً لأحد الأعضاء الدائمين (الولايات المتحدة) في مجلس الأمن حال دون اعتماد مشروع قرار أيده 12 عضواً في المجلس يوصي بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة." يذكر أن المملكة المتحدة وسويسرا امتنعتا عن التصويت. Getty Images رغم أن الاعتراف الثنائي لا يضمن عضوية أممية، فإن تراكمه يُستخدم سياسياً ودبلوماسياً لحشد التأييد ما هو الفرق بين الاعتراف الثنائي بين الدول وبين اعتراف الأمم المتحدة؟ الاعتراف الثنائي يحدث عندما تُقر دولة بشكل رسمي بوجود دولة أخرى وتُقيم معها علاقات دبلوماسية. هذا النوع من الاعتراف يُنشئ علاقة قانونية ودبلوماسية مباشرة بين الطرفين تشمل التمثيل، والمعاهدات، والتعاون السياسي أو التجاري. بالمقابل، فإن الاعتراف الأممي لدولة كاملة العضوية يفتح الباب أمام العضوية الكاملة واستخدام أدوات القانون الدولي كافة، من رفع القضايا إلى الترشح للمناصب الدولية، وغيرها. رغم أن الاعتراف الثنائي لا يضمن عضوية أممية، فإن تراكمه يُستخدم سياسياً ودبلوماسياً لحشد التأييد. واليوم، تعترف 149 دولة بفلسطين بشكل ثنائي، بحسب موقع الخارجية الفلسطينية، بما في ذلك دول أوروبية بارزة مثل إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج. واليوم تسير فرنسا على الطريق ذاته. Getty Images اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة فرنسا التي اتخذتها تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية "مكافأة للإرهاب" لماذا ترفض بعض الدول الاعتراف بدولة فلسطينية؟ رغم اعتراف 149 دولة بفلسطين كدولة، لا تزال دولٌ، أبرزها الولايات المتحدة، ترفض الاعتراف الرسمي بها، ويعود هذا الرفض إلى مجموعة من العوامل السياسية والقانونية. من منظور واشنطن، إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون نتيجة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لا عبر قرارات في الأمم المتحدة. وقد عبّرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن ذلك بوضوح في أبريل 2024، قائلة: "لا نرى أن إصدار قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مكان يمكننا أن نجد فيه مقترح حل الدولتين يمضي قدماً". أما بالنسبة لإسرائيل، فبعد تصويت الجمعية العامة في أبريل 2024، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس القرار بأنه "عبثي وجائزة لحماس"، ودليل على انحياز الأمم المتحدة حسب تعبيره. وكذلك اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة فرنسا التي اتخذتها تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية "مكافأة للإرهاب". كما علّق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على القرار قائلاً إن "الدولة الفلسطينية المقترحة ستؤول إلى حكم حماس". من الجدير بالذكر أن اتفاقية مونتيفيديو (1933) بشأن حقوق وواجبات الدولة تنص على أن المعايير الأربعة لقيام دولة ما هي: وجود سكان دائمين، وإقليم محدد، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع دول أخرى. لكن دون موافقة مجلس الأمن، تظل هذه الدولة خارج قائمة الدول التي تحظى بعضوية كاملة في الأمم المتحدة.

مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة
مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة

الوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الوسط

مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في النصيرات، وبرلين تعتزم إقامة "جسر جوي إنساني" مع غزة

Getty Images تستمر الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما يستمر الجدل حول دخول المساعدات للقطاع المحاصر. إذ قال الدفاع المدني في غزة ، يوم الثلاثاء، إن الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الليل وحتى ساعات الصباح، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، في منطقة النصيرات وسط القطاع، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت "عدداً من منازل المواطنين" في مخيم النصيرات للاجئين. لمعرفة أحدث تطورات الأوضاع الإنسانية في غزة، تابع التحليلات والتقارير الشاملة عبر قناتنا على واتساب ( وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 87 شاحنة مساعدات دخلت غزة الاثنين، معظمها تعرّض للنهب بسبب "فوضى يكرّسها الاحتلال"، متهما إسرائيل بمنع المساعدات، واستهداف نقاط تأمينها، ما أدى لمقتل 11 شخصاً. وأضاف المكتب الإعلامي أن إسرائيل سمحت بدخول الشاحنات تحت حماية "عصابات"، واصفاً ما يحدث بأنه "هندسة مجاعة متعمدة". يأتي هذا فيما اتهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من جانبه، حركة حماس بـ"سرقة المساعدات، وإثارة الفوضى، والاعتداء على السائقين، وإطلاق النار على الغزيين، ومحاربة آلية المساعدات الجديدة التي لا تمر عبرها" على حد وصفه. برلين ستقيم "جسراً إنسانياً" مع غزة واستمراراً لمحاولات إيصال المساعدات لقطاع غزة، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً" لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا. وقال ميرتس الذي يستقبل ملك الأردن، الثلاثاء، إن هذه الخطوة، رغم بساطتها، تشكّل مساهمة مهمة في ظل "مستويات مقلقة من سوء التغذية"، داعياً إسرائيل إلى "تحسين الوضع الإنساني فوراً وبشكل مستدام". يأتي ذلك فيما أكد المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء، أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، مشيراً إلى أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع غير كافية لوقف "الكارثة الإنسانية"، ومشدداً على أن عمليات إدخال المساعدات برّاً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". من جهته، تحدّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود مؤشرات لـ"مجاعة حقيقية" في غزة، وأعلن عن خطة لإنشاء "مراكز لتوزيع الطعام دون حواجز"، بالتعاون مع دول أخرى لتسهيل إيصال الغذاء. وأشاد ترامب بجهود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في ملف الرهائن، لكنه أشار إلى أن حماس ترفض الإفراج عن المحتجزين، وتستخدمهم كـ"درع". وأكد الرئيس الأمريكي أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "ممكن"، داعياً نتنياهو إلى "طريقة مختلفة" في التعامل مع الصراع. في السياق نفسه، شدد ستارمر على ضرورة استبعاد حماس من أي حكومة فلسطينية مستقبلية، وكشف مكتبه أنه يعمل مع القادة الأوروبيين على خطة لتحقيق "سلام دائم". ووفق صحيفة تلغراف، يعتزم ستارمر هذا الأسبوع إعلان خطة تشمل في نهايتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. Getty Images كما شدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أنه "لا بديل" عن حل الدولتين، داعياً لاتخاذ "تدابير ملموسة" تضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأعلنت هولندا حظر دخول وزيرَي الأمن القومي والمالية الإسرائيليين، إيتمار بن غفير وبِتسلئيل سموتريتش، ووصفتهم بأنهم "غير مرحب بهم" بسبب "تحريضهم على العنف ودعواتهم للتطهير العرقي". كما أدرجت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا إسرائيل على قائمة الدول التي تُشكّل تهديداً، في خطوة تواكب دعوات أوروبية لتعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزن" للأبحاث وتقييد التجارة معها إذا لم تفِ بالتزاماتها، بحسب رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف. وردّاً على القرار، اتهم سموتريتش هولندا بـ"الاستسلام لأكاذيب الإسلام المتطرف"، وقال إن أوروبا "لم تكن آمنة لليهود سابقاً، ولن تكون كذلك لاحقاً"، مؤكداً أنه سيواصل الدفاع عن مستقبل إسرائيل "حتى لو وقف العالم كله ضدنا". واقترحت المفوضية الأوروبية تعليق تمويل بعض الشركات الناشئة في إسرائيل، بسبب "التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية في غزة". وأوضحت أن إسرائيل أعلنت عن "هدنة إنسانية يومية" لكنها لم تلتزم بالكامل، وأن القرار المقترح يخص قطاعات محددة وقد يُعاد النظر فيه لاحقاً. ومن المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، لمناقشة الاقتراح، الذي يتطلب موافقة الأغلبية لاعتماده. "لا بديل عن حل الدولتين" وموازاة لذلك، يشهد مؤتمر الأمم المتحدة الدولي حول حل الدولتين الذي تنظمه السعودية وفرنسا، مشاركة واسعة من كبار المسؤولين العرب، الذين أكدوا التزامهم بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية مستمرة. وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن موقف بلاده، يقوم على قناعة بأن السلام المستدام لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية تُلبّي حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وشدد على رفض الافتراضات الإسرائيلية بأن الرياض قد تقبل بأقل من ذلك، مشيراً إلى ضرورة وجود مسار لا رجعة فيه ومحدّد زمنياً لإنشاء الدولة. وقال رئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني إن قطر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، رغم "العقبات ومحاولات تشويه صورة الوسطاء". وأشار إلى نجاحات سابقة بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، مؤكداً السعي نحو هدنة دائمة وإعادة الإعمار. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن فشل تنفيذ حل الدولتين يتجلى كارثياً في غزة، التي تحوّلت إلى "مقبرة لأهلها ولقيم الإنسانية"، حيث يُحرم السكان من الماء والغذاء والدواء. Getty Images وأكد الصفدي أن السلام العادل لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً إلى "وقف العدوان" فوراً وإعادة مئات آلاف الطلبة إلى مدارسهم. وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة إطلاق مسار تفاوضي قائم على تنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967. وطالب بـ"وقف العدوان على غزة، وإتمام صفقة تبادل الرهائن، وضمان تدفق المساعدات دون عوائق، ودعم جهود الأونروا والسلطة الفلسطينية في القطاع". من جهتها حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من "مخاطر مخططات الاحتلال" التي ناقشها الكابينت الإسرائيلي بشأن الضم التدريجي لقطاع غزة، واعتبرتها حلقة في "مؤامرة التهجير القسري لشعبنا" في القطاع، وتقويضاً لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض. إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" أكدت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيليتان ، الاثنين، أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة، استناداً إلى تحقيقات أجرتاها. وفي بيان مشترك خلال مؤتمر صحفي في القدس نددت المنظمتان الحقوقيتان بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". Getty Images وتنتقد المنظمتان سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر، وكان بيانهما المشترك حول الإعلان عن تقريرهما الأخير، هو الأكثر حدة تجاه الحكومة حتى الآن. وفي المقابل، رفض المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد منسر الاتهام، وقال "قواتنا المسلحة تستهدف الإرهابيين فقط".

ترامب يقول إن على بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 10 أو 12 يوماً
ترامب يقول إن على بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 10 أو 12 يوماً

الوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الوسط

ترامب يقول إن على بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 10 أو 12 يوماً

Getty Images أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وضع مهلة جديدة أقصر أمام روسيا، للموافقة على وقف إطلاق النار في الحرب مع أوكرانيا، مدتها "10 أو 12 يوماً" اعتباراً من يوم الاثنين. وقال الرئيس الأمريكي إنه "لا سبب" للانتظار أكثر من ذلك، إذ لم يُحرَز أي تقدم نحو السلام. وقبل أسبوعين، قال ترامب إن فلاديمير بوتين لديه 50 يوماً لإنهاء الحرب وإلا ستواجه روسيا تعريفات جمركية قاسية. وتحدث ترامب في مؤتمر صحفي في اسكتلندا، قائلاً إنه سيؤكد الموعد النهائي الجديد يوم الاثنين أو الثلاثاء، لكنه كرر التهديد بفرض عقوبات ورسوم ثانوية على موسكو. وكان قد قال في وقت سابق من يوليو/تموز إن تلك الرسوم ستبلغ نسبة 100 في المئة على أي دولة تتاجر مع روسيا. وسيؤدي ذلك إلى جعل السلع باهظة الثمن لدرجة أن الشركات الأمريكية ستختار على الأرجح شراءها بسعر أرخص من مكان آخر، مما سينتج عنه خسائر في الإيرادات لكل من روسيا والدولة التي تتاجر معها. وفي حديثه عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في اسكتلندا، أعرب ترامب مجدداً عن رفضه لما يقوم به بوتين في أوكرانيا، حيث لا تزال الحرب مستعرة بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من العمليات العسكرية الروسية واسعة النطاق. ورغم أنه امتنع عن القول ما إذا كان يشعر بأن بوتين كان "يكذب" عليه، أشار ترامب إلى ما وصفه بالتناقض بين خطاب الرئيس الروسي خلال محادثاتهما الثنائية، والصواريخ التي "تُطلَق" على المدن الأوكرانية بشكل شبه ليليّ. Getty Images امتنع ترامب عن القول ما إذا كان بوتين "يكذب" عليه وقال ترامب بأسف: "كنا سنحصل على وقف لإطلاق النار وربما سلام... وفجأة لديك صواريخ تُطلَق نحو كييف وأماكن أخرى"، مضيفاً أنه كان يعتقد أن المفاوضات ستكون ممكنة لكن الأمر أصبح الآن "متأخراً جداً في هذه العملية". وأضاف: "أقول، دعكم من ذلك. لن أتحدث بعد الآن. حدث ذلك في مناسبات كثيرة ولا يعجبني"، لكنه أصر في الوقت نفسه على أنه وبوتين كانا دائماً على وفاق جيد. كما قال ترامب إنه "لم يعد مهتماً بالمحادثات"، وهي عبارة سرعان ما ظهرت في وسائل الإعلام الروسية الكبرى. بوتين لم يعلّق من قبل على الإطار الزمني. وعندما أُعلن الموعد النهائي الأول البالغ 50 يوماً، وصفه المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف بأنه "جاد للغاية"، لكنه أضاف أن موسكو بحاجة إلى وقت لتحليله. وفي إشارة إلى التطورات الأخيرة بعد ظهر يوم الاثنين، قال النائب الروسي أندريه غوروليوف إن إنذارات ترامب "لم تعد تعمل... لا على الجبهة، ولا في موسكو"، مضيفاً أن لدى روسيا قوة "أسلحتها ومبادئها وإرادتها". وعندما ذكر ترامب لأول مرة تقصير المهلة، أشاد رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك بذلك، لأنه "وجّه رسالة واضحة للسلام من خلال القوة"، مضيفاً أن بوتين "يحترم القوة فقط". وفي الأشهر الأخيرة، كثفت روسيا هجماتها على أوكرانيا، مطلقة أسراباً من الطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن، بينما تواصل هجومها الصيفي في شرق البلاد. وأفضت ثلاث جولات من محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، استضافتها تركيا، إلى تبادل آلاف أسرى الحرب، لكن لم يُحرَز أي تقدم حقيقي نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وبعد ما يزيد على ثلاث سنوات من الصراع الدموي، من غير الواضح كيف يمكن للطرفين التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غضون 12 يوماً. ولا تقبل كييف وشركاؤها الغربيون جميع الشروط المسبقة التي تضعها روسيا من أجل السلام، بما في ذلك أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، وتقليص جيشها بشكل كبير، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي جولة المحادثات الأخيرة، التي لم تدم سوى ساعة واحدة، قال بيسكوف إن حدوث "تقدم كبير" في المفاوضات أمر "غير مرجح".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store