logo
'الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران' – مقال في جيروزاليم بوست

'الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران' – مقال في جيروزاليم بوست

سيدر نيوزمنذ يوم واحد

نستعرض في عرض الصحف اليوم عدداً من الموضوعات بشأن الوضع في الشرق الأوسط، من بينها مقالات تتناول دور 'العناية الإلهية' في المواجهة بين إسرائيل وإيران، ثم السيناريوهات المترتبة على مدى الضرر الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني، وأخيراً إذا ما يظل التهديد الإيراني قائماً بالنسبة لدول منطقة الخليج.
نبدأ جولتنا بصحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية ومقال رأي كتبه مايكل فرويند بعنوان 'من أنقذ إسرائيل من إيران؟ إنه الله' ويستهله الكاتب بالإشارة إلى أن خلف كل اعتراض صاروخي من منظومة القبة الحديدية، وكل مهمة نفذتها قاذفة شبحيّة، وكل عملية سريّة نُفَّذت في عمق الأراضي الإيرانية، كانت هناك يد توجّه كل هذا، إنها 'يد الله'، وفقا للكاتب.
ويقول فرويند إن 'نجاح' الهجمات المنسّقة التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على البنية التحتية النووية الإيرانية، يُغري بالانبهار والاحتفاء بالقوة العسكرية والتفوق التكنولوجي، بيد أنه ينبغي 'ألا يُنسينا أنه لولا الله القدير'، لما تحقق شيء من هذا، بحسب رأي الكاتب.
12 يوماً تهزّ الشرق الأوسط: تسلسل المواجهة الخاطفة بين إيران وإسرائيل
ويرى الكاتب أن 'معجزات عصرنا لم تعد تظهر دائماً في هيئة انشقاق البحر أو نزول المنِّ من السماء، بل قد تكون مستترة في مهام طائرات إف-35 المقاتلة، أو في حروب إلكترونية، أو في قنابل خارقة للتحصينات، ولكن، لا مجال للشك أن الله هو الذي يمنح الحكمة لمن يخططون لدينا، ويغرس الشجاعة في جنودنا، ويبث الارتباك في صفوف أعدائنا، إنه هو الذي نجّانا'.
ويستشهد الكاتب بالكتاب المقدس في تأكيد وجهة نظره، قائلاً إن 'الفكرة ليست بجديدة، ففي سفر المزامير، يذكّرنا الملك داود: هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر (مزمور 20: 8)'، ويضيف أن أحداث التاريخ أظهرت مراراً، أن الخلاص لم يكن بقوة السلاح، بل 'برحمة من السماء، فمن حرب الأيام الستة إلى عملية إنقاذ الرهائن في عنتيبي، عاش الشعب اليهودي معجزات ارتدت الزي العسكري… والهجوم الأخير على إيران ليس استثناءً'.
ويعتبر الكاتب أن قدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية، وما وصفه بشلّ دفاعاتها الجوية، وإلحاق أضرار بمواقعها النووية الحصينة، دون إشعال صراع إقليمي شامل، يُعد 'إنجازاً يتجاوز التفسير الطبيعي'.
ويرى الكاتب أنَّ ما قاله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال كلمة ألقاها في 22 يونيو/حزيران، بشأن الهجمات على إيران: 'نحن نحبك يا الله'، ثم دعوته الله أن يحمي الجيش الأمريكي ويبارك الشرق الأوسط… لم تكن مجرّد كلمات إنشائية دعائية، بل كانت محمّلة بالعاطفة والصدق، وفقا للمقال.
ويقول الكاتب إن التاريخ مليء بالعِبر، معتبراً 'أن جيل البرية، الذي شهد معجزات يومياً، تاه حين نسي مصدر تلك البركات، ففي سفر التثنية، يحذر موسى (النبي) قائلاً: ولئلا تقول في قلبك: قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة. بل اذكر الرب إلهك، أنه هو الذي يعطيك قوةً لاصطناع الثروة (سفر التثنية 8: 17-18)، ولو استبدلنا كلمة 'الثروة' ووضعنا مكانها كلمة 'الأمن'، لبقي المعنى بنفس القوة والرهبة.
ويختتم الكاتب مايكل فرويند مقاله داعياً إلى 'اغتنام تلك اللحظة لتوجيه شكر للجنود والقادة، وشكر الخالق أيضاً'، مضيفاً أنه 'في أعقاب الهجوم على إيران، علينا أن نتذكر أن جيشنا نعمة، لكن درعنا الحقيقي هو الله، وعندما نسير في طُرقه، لن نخاف ظل الموت، فلنحوِّل شكرنا إلى إيمان أعمق، وإلى وحدة أشمل'.
فحين يأتي التحدي القادم، وهو حتمي، بحسب رأي فرويند، 'فلن تنقذنا الطائرات الشبحيّة ولا وحدات الحرب الإلكترونية، بل سيفعل ذلك نفس الإله الذي أنقذ إبراهيم من أتون النار، وأخرج بني إسرائيل من أرض مصر، ذاك الذي لا ينعس ولا ينام، ولا يزال يحرس شعبه… وفي هذه اللحظة المعجزة، علينا أن نتذكّر ذلك'، وفقا لما جاء في مقال جيروزاليم بوست.
'هل دُمّر البرنامج النووي الإيراني بالفعل؟'
EPA
ننتقل إلى صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية ومقال رأي لهيئة التحرير بعنوان: 'ما أهمية التأكد إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر بالفعل؟'.
ويُستهل المقال بطرح سؤال عن الكلمة الأنسب التي يمكن بها وصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد أن استهدفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم، هل هي 'مُدمَّر' أم 'مُقوَّض' أم 'ظل باقياً دون ضرر'؟
وتقول الصحيفة إن الكلمة الأنسب التي تجيب عن هذا السؤال، الذي هزّ الأوساط السياسية في واشنطن على مدار الأسبوع الماضي، ليست مسألة لغوية بحتة، بل إن مآل الصراع مع إيران يتوقف على تلك الإجابة.
وتضيف الصحيفة أنه إذا كانت الضربة الأمريكية 'قضت تماماً' على البرنامج النووي الإيراني، كما يؤكد الرئيس، دونالد ترامب، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة أظهرت قدرتها على تدمير قدرة النظام الإيراني على إنتاج أسلحة نووية متى شاءت، وإن كانت الدبلوماسية لا تزال ضرورية لتجنّب شنّ ضربات متكررة على إيران، فإن طهران في هذه الحالة ستضطر إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وهي تُقدِّم تنازلات، قد تشمل التخلي عن طموحاتها النووية.
ويضيف المقال أنه في حال كانت نتائج الضربة دون 'القضاء التام' على البرنامج النووي، فقد تستشعر إيران أنها قادرة على الدفاع عن برنامجها حتى في وجه قوة نارية أمريكية ساحقة، وفي ظل هذا السيناريو، قد تصبح الدبلوماسية ضرورة لا مجرد خيار مفضل، وقد تكون المفاوضات أصعب بالنسبة لترامب.
'ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟'- في عرض الصحف
وتلفت صحيفة واشنطن بوست، إلى أن من أبرز التساؤلات المطروحة: هل استطاع الإيرانيون نقل جزء أو حتى غالبية اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع أخرى آمنة قبل الضربة؟ والسؤال المهم الآخر هو إذا كانت الضربة الأمريكية قد دمّرت أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تحتاجها إيران لتخصيب ما تبقى من اليورانيوم أو ما قد تحصل عليه لاحقاً، أو إذا كانت هناك منشآت سرّية غير معلنة تحتوي على أجهزة طرد أخرى خارج نطاق التفتيش السابق؟
تقول الصحيفة، إنْ لم تكن الولايات المتحدة قد دمّرت تماماً قدرة إيران النووية، فعلى ترامب أن يُقدِّم حوافز بالتزامن مع احتفاظه بالخيار العسكري، وأن يُبقي الهدف محدداً بإحباط الطموحات النووية الإيرانية، لا بتوسيع الأهداف إلى حد يُعقّد المسار الدبلوماسي، وإذا أصرّت إيران على متابعة برنامجها النووي المدني، وهو ما تعتبره حقاً سيادياً، فيمكن تحقيق ذلك بالشراكة مع المجتمع الدولي، وتحت رقابة صارمة، وبعمليات تفتيش دقيقة، وبقيود واضحة على مستوى التخصيب المسموح به.
ويضيف المقال، أنه في حال كانت إيران لا تزال تُخفي مخزوناً نووياً سرّياً، فيجب إرغامها على الإفصاح عنه وتسليمه، وفي المقابل، قد يُعرَض على إيران تخفيف تدريجي للعقوبات التي أنهكت اقتصادها، مع إعادة أصولها المجمّدة في شتى أرجاء العالم، وذلك شريطة التحقق الكامل من التزامها وعدم خوضها برنامجاً سرّياً لصنع قنبلة.
وتختتم صحيفة واشنطن بوست، لافتة إلى أنه في ظل غياب حل دبلوماسي، فإن أفضل السيناريوهات الممكنة يتمثل في لجوء الولايات المتحدة وإسرائيل إلى لعبة 'ضرب الهدف عند ظهوره'، أي ملاحقة وتدمير المواقع النووية المشتبه بها على نحو دائم، لكن ذلك في المقابل، قد يدفع إيران لتطوير وسائل أكثر دهاءً لإخفاء برنامجها النووي وتأمينه، وفقا للمقال.
'التهديد الإيراني يلاحق منطقة الخليج'
EPA
نختتم جولتنا بصحيفة 'فاينانشيال تايمز' البريطانية ومقال رأي للكاتبة إيميلي هوكايم بعنوان: 'التهديد الإيراني سيظل يلاحق منطقة الخليج لسنوات'.
تلفت الصحيفة إلى ما وصفتها بمفارقة حول حالة التفاؤل التي تسود إسرائيل والولايات والمتحدة على اعتقاد أن تدمير قوة إيران سيحقق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، مقابل حالة من الخوف والذهول تسود منطقة الخليج بعد الهجمات الأخيرة.
وتقول الكاتبة إنه بصرف النظر عن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية، فإن السنوات القادمة ستتحدد ملامحها بناء على قرار طهران بالانسحاب من عدمه، من معاهدة عدم الانتشار النووي، وأيضاً إذا ما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان القصف، وإذا ما كان الإيرانيون سينجحون في تصنيع سلاح نووي بدائي.
وترى الكاتبة أن ما كان يُنظر إليه سابقاً كتهديد يمكن احتواؤه باتفاق، بات اليوم تحدياً مستعصياً سيؤثر على استقرار دول منطقة الخليج لعقود قادمة، وسيُبقي المستثمرين والمقيمين هناك في حالة قلق دائم.
وتلفت إيميلي هوكايم إلى أنه على الرغم من أن جميع التشبيهات قد تبدو ناقصة، فإن المشهد اليوم يُشبه إلى حدٍ كبير العراق عام 1991، إذ نجا نظام عسكري، وإن كان في صورة أضعف، ولم يعد بإمكانه فرض نفوذه، لكنه لا يزال قادراً على زعزعة استقرار دول الجوار، أمّا قوى المعارضة الداخلية والمنفية، فهي ضعيفة، ولا يزال القادة الإيرانيون يعتقدون أن تغيير النظام هو الهدف غير المعلن للولايات المتحدة.
وتعتقد الكاتبة أنه على الرغم من أن سياسة حافة الهاوية النووية التي انتهجتها إيران ربما انقلبت عليها، إلا أنها لا تزال ورقة تمتلكها طهران، كما سيتعيّن عليها إعادة التفكير في منظومتها الدفاعية، بعد فشل خيار الردع والهجوم على إسرائيل عبر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والميليشيات، كما سيكون بناء منظومة دفاع داخلي، مكلفاً وصعباً للغاية، وفقا للكاتبة.
وبحسب المقال فإن روسيا لن تعطي الأولوية لحاجات إيران، وأثبتت أنها ليست الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في كل الظروف، أمّا الصين، التي يُروّج لها الآن كخيار إيران المقبل، فربما استخلصت من هذا الصراع أن تقليل انخراطها في سياسات الشرق الأوسط هو الخيار الأفضل بالنسبة لها، وبالتالي، لم يتبقَ لدى إيران سوى ترسانة من الأنظمة القصيرة المدى، وصواريخ وطائرات مسيّرة، وهي أدوات فعّالة فقط داخل نطاق منطقة الخليج.
وتختتم الكاتبة إيميلي هوكايم مقالها مشيرة إلى أن ذلك يعني أنه ينبغي أن تكرّس دول الخليج الآن مزيداً من الوقت والجهد لإدارة العلاقة مع إيران، ومن المرجح أن تسعى لتعزيز دفاعاتها الجوية لتضاهي الدرع الإسرائيلي، وامتلاك صواريخ تمنحها قدرة ردع حقيقية، وهذا بدوره يضمن علاقات دفاعية دائمة مع الدول الغربية، بحسب المقال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟
القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟

تيار اورغ

timeمنذ 27 دقائق

  • تيار اورغ

القلق المسيحي يتصاعد في سوريا... هل ينتهي بالتهجير على غرار ما حصل في العراق؟

الديار: صونيا رزق- لم تنته تداعيات التفجير الارهابي الذي طال كنيسة مار الياس الارثوذكسية في دمشق، والذي ادى الى سقوط 25 ضحية واكثر من ستين جريحاً في بيت الله، على يد انتحاري "داعشي" أراد تحويل الكنيسة الى ركام واشلاء ودماء منتشرة في أرجائها، بدل التراتيل والصلوات والابتهالات، بهدف إطلاق رسائل في كل الاتجاهات يخطّ المسيحيون دائماً حبرها بدمائهم، فيُقتلون بطرق وحشية من دون اي ذنب، ويدفعون كالعادة الاثمان الباهظة. وتوجَه الرسائل من خلالهم في كل الاتجاهات، ليُردّ عليها بالاستنكارات والبيانات فقط لا غير، من دون ان تتخذ اجراءات أمنية إستباقية لردعها كما يجب، لتبعد عنهم الهواجس والمخاوف والقلق الشديد من دفعهم فاتورة الارهاب دائماً بالدماء، ومن دون الحماية المطلوبة من بعض الدول العربية، فتعاد الجريمة ومعها تزايد القلق من تهجير نهائي للمسيحيين، الباحثين دائماً عن ملاذ آمن في هذا الشرق الساخن امنياً وسياسياً. فإذا بالمشهد الامني الحاقد يتكرّر دائماً، فكان آخره في كنيسة مار الياس في العاصمة السورية، وسبقه ما جرى في معلولا في شهر آذار الماضي من تهجير مسيحي غير مسبوق، بسبب الاجراءات الامنية المشدّدة والمضايقات التي قام بها عناصر"هيئة تحرير الشام" التابعة للسلطة الحالية، ما جعل معلولا شبه فارغة من المسيحيين، الامر الذي شكّل ضربة سياسية قوية للرئيس السوري أحمد الشرع، نسبة الى المعنى الديني والتراثي الذي ينطبق على بلدة معلولا، أقدم المناطق المسيحية في العالم، التي تضم أديرة وكنائس يعود تاريخها الى العصور الأولى للمسيحية. واللافت انّ سكانها ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية اي لغة السيد المسيح. الى ذلك، وعلى الرغم من كشف جهاز المخابرات السوري بعد 24 ساعة مدبّر عملية تفجير كنيسة مار الياس، مع عدد من افراد الخلية "الداعشية"، إضافة الى عدد من الخلايا النائمة، ما زالت المخاوف المسيحية حاضرة بقوة من تكرار هذا النوع من العمليات الارهابية، بالتزامن مع أخبار عن حدوث اخرى مماثلة قريباً، للتذكير بأنّ هذا النوع من الخلايا ما زال طرفاً في المعادلة السورية، وقادراً على إستهداف المسيحيين وغيرهم من الاقليات ساعة يشاء، وسط هواجس تتفاقم يومياً من ان يصبح مصيرهم كمسيحيي العراق، وتحديداً مسيحيي الموصل وبغداد وسهل نينوى، اي المناطق التي شهدت العنف والهجومات، ما أدى الى نزوح كبير للمسيحيين العراقيين. للاضاءة على ما جرى والتداعيات التي نتجت عن تفجير الكنيسة، أجرت "الديار" حديثاً مع راعي أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، فأشار الى وجود مخاوف جرّاء التهديدات التي سمعنا بها عبر وسائل الاعلام من هؤلاء الارهابيين، الذين فجّروا بيت الله، مستنكراً بشدّة ما جرى، وقال: "هذه الامور ناتجة عن جهل، والجاهل يعتبر انّ الله غير موجود، لكن على هؤلاء ان يفهموا اننا أبناء هذه الارض منذ اكثر من 2000 سنة، والمسيحيون أتوا قبلهم وعليهم ان يحترموا أبناء البلد"، مشدّداً على "ضرورة بقاء المسيحيين في ارضهم لانهم متجذرون فيها"، مذكّراً بما قاله السيّد المسيح: "لا تخافوا انا معكم الى الابد"، لذا لا يجب ان نخاف ممَن يقتل الجسد، فنحن نادينا بالشهادة قبلهم". وعن مدى وجود خوف على مسيحيي لبنان، أشار المطران كفوري الى وجود مخاوف بعد الذي حصل، لكن اقول لهم: "ارضنا ارض قداسة والمسيح زار ضواحي صيدا وصور وفعلَ العجائب، فنحن أهل الارض واهل البلد، وسنبقى منارة هذا الشرق وبلد الايمان والحضارة". وعما اذا كان هناك شرق اوسط حضاري من دون المسيحيين؟ يجيب المطران كفوري: "ننحني امام الحضارة الاسلامية، لكن هذه الحضارة بدأت معنا وتفاعلت مع الديانات السماوية، فخلقت انفتاحاً على الآخر وتلاحماً بين المسيحيين والمسلمين، نشأت عنه حضارة العيش المشترك". في سياق متصل، إعتبر مصدر أمني في حديث لـ"الديار" بأنّ التفجير المذكور ليس رسالة موجّهة فقط الى المسيحيين، بل الى العلويين والدروز الذين نالوا نصيبهم ايضاً، وللقول الى المجتمع الدولي "أننا هنا وقادرون على تحقيق اهدافنا"، لكن من خلال الاوتار الطائفية الحساسة لتأجيج الصراع من جديد في سوريا، وإستهداف الكنائس لبث الخوف في نفوس المسيحيين، الذين باتوا يشعرون انهم غرباء في ارضهم، وبأنهم معرّضون دائماً كي يكونوا كبش محرقة في اي وقت"، ناقلاً انه تم تعليق الصلوات في الكنائس لوقت غير محدّد خوفاً على سلامة المصلّين. هذا المشهد بدا واضحاً في كلمة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، خلال تشييع ضحايا التفجير اذ قال: "أنّ تعازي الرئيس أحمد الشرع لا تكفي في وقت يتصاعد فيه القلق بين الأقليات الدينية، بشأن قدرتهم على الاعتماد على ضمانات الحكومة الجديدة بالحماية"، محمّلاً الحكومة السورية مسؤولية التقصير في حماية الأقليات وسط تصفيق لافت من الحضور. في غضون ذلك، إنتشرت احصاءات سورية تشير الى انّ أن المسيحيين كانوا يشكلون نحو 7 بالمئة من السكان قبل الحرب عام 2011، لكن نسبتهم اليوم لا تتجاوز 2 بالمئة، بعد هجرة كبيرة الى لبنان وبعض الدول الاوروبية. وعلى الخط اللبناني، افيد بانّ إجراءات امنية إستباقية إتخذت على الحدود مع سوريا وفي الداخل، بعد إنتشار أخبار عن إمكانية تفجير بعض دور العبادة في لبنان، لإحداث فتنة مذهبية متنقلة بين المناطق خصوصاً المختلطة منها، لكن الاستنفار الامني منتشر بقوة، وآخر هذه الاجراءات ما اعلنه الجيش اللبناني يوم الثلاثاء الماضي في بيان: "انه تم توقيف قائد تنظيم داعش الإرهابي الملقب بـ" قسورة"، وقد أتى هذا الاعلان بعد يومين على تفجير الكنيسة في سوريا". وبالتزامن مع أيام عاشوراء، تشهد المداخل الرئيسية للضاحية الجنوبية في بيروت إجراءات أمنيةً مشدّدةً من قبل الجيش تحسباً لأي طارئ، خصوصاً امام الجوامع والخيم العاشورائية، كما تشهد الكنائس وجوداً عسكرياً امام مداخلها خصوصاً أيام الآحاد، وتبدو الاجهزة الامنية في جهوزية تامة، والتدخل قائم بقوة ضدّ كل من يُخلّ بالأمن، على ان تبقى هذه التوجيهات الحيّز الأكبر لمنع انتشار الخلايا الارهابية.

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٣)
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٣)

شبكة النبأ

timeمنذ 29 دقائق

  • شبكة النبأ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٣)

من الأَساليب التي تنتهجَها السُّلطة الغاشِمة لوأدِ فُرص الإِصلاح هو أُسلوب التستُّر بالمُقدَّسِ، فهو من أَكثر الأَساليب الخدَّاعة التي تُضلِّل الرَّأي العام وتضحَك على ذقونِ المُغفَّلينَ وتُخدِّر المُجتمع عن أَيَّةِ حركةٍ إِصلاحيَّةٍ تغييريَّةٍ. فأَنتَ تتحدَّى الله تعالى وحاكميَّة الإِسلام والمذهب إِذا انتقدتَ السُّلطة أَو تساءلتَ عن مصيرِ المالِ العامِّ... الذين يُواجهُونَ فُرصَ الإِصلاحِ والتَّغيير بالحديدِ والنَّارِ وبالتُّهمِ والدِّعاياتِ السَّوداء على أَنواعٍ: - السُّلطة الغاشِمة والعِصابات الحزبيَّة والعشائريَّة التي تتحكَّم في مفاصلِ الدَّولة والنِّظام. فالسُّلطةُ تقمَع وتسحَق أَيَّة فُرصة للتَّغييرِ لأَنَّها، مهما كانت بسيطةً وصغيرةً وضيِّقةً، فقد تكبَر وتتَّسِع فتأتي على نفوذِها ومصالحِها أَو على الأَقلِّ تُقلِّص منها، وهو الأَمرُ الذي ترفضهُ السُّلطة مهما كانَ السَّبب، لذلكَ نراها ترتكِب أَعظم الجرائِم الدَّمويَّة البشِعة لمُواجهةِ الفُرصة. وهذا ما فعلهُ الأَمويُّونَ في كربلاء في عاشوراء عام ٦١ للهجرةِ، لأَنَّها كانت أَعظم فُرصة للإِصلاحِ والتَّغييرِ وإِعادةِ الأُمورِ إِلى نصابِها من العدلِ والمُساواةِ ومُكافحةِ الفسادِ المالي والإِداري وحمايةِ الكرامةِ الإِنسانيَّةِ. ومن الأَساليب التي تنتهجَها السُّلطة الغاشِمة لوأدِ فُرص الإِصلاح هو أُسلوب التستُّر بالمُقدَّسِ، فهو من أَكثر الأَساليب الخدَّاعة التي تُضلِّل الرَّأي العام وتضحَك على ذقونِ المُغفَّلينَ وتُخدِّر المُجتمع عن أَيَّةِ حركةٍ إِصلاحيَّةٍ تغييريَّةٍ. فأَنتَ تتحدَّى الله تعالى وحاكميَّة الإِسلام والمذهب إِذا فكَّرتَ في الإِصلاحِ والتَّغييرِ وانتقدتَ السُّلطة أَو تساءلتَ عن مصيرِ المالِ العامِّ!. وأَنت تتحدَّى التَّاريخ ورموزهِ ومُقدَّساتهِ وبالتَّالي أَنت خرجتَ عن الدِّينِ والمذهبِ إِذا فكَّرتَ في قيادةِ أَو الإِنتماءِ إِلى حركةٍ إِصلاحيَّةٍ!. ولقد مارسَت السُّلطات الغاشِمة، وخاصَّةً الأَمويُّونَ، هذا الأُسلوب بشكلٍ مُرعبٍ وذلكَ من خلالِ نظريَّتَينِ؛ الأُولى التي انتشرت في عهدِ الخليفةِ الثَّالث والتي عُرفت فيما بعدُ بنظريَّة [التَّقميص] أَي أَنَّ الخلافةَ والسُّلطةَ والحُكمَ [قميصٌ] يُقمِّصهُ الله تعالى مَن يشاءُ من عبادهِ، فالحاكِمُ إِذن ظِلُّ الله في الأَرضِ ووكيلُ السَّماء المُطلق فكيفَ يُجيزُ أَحدٌ لنفسهِ أَن يعملَ على إِزاحتهِ عن السُّلطة؟! كيفَ يجرُؤ أَحدٌ على أَن يُنزِعهُ قميصٌ هو للهِ تعالى؟! هذهِ حربٌّ ضدَّ الله سبحانهُ وضدَّ إِرادتهِ!. ولشرعنةِ النَّظريَّة [المُقدَّسة] روى السُّلطويُّونَ حديثاً عن رسولِ الله (ص) أَنَّهُ قالَ لفُلانٍ (يا فلُان إِنَّ الله عزَّ وجلَّ عسى أَن يُلبسكَ قميصاً فإِن أَرادك المُنافقونَ على خلعهِ فلا تخلعهُ حتَّى تلقاني! يا فُلان إِنَّ الله عسى أَن يُلبسكَ قميصاً فإِن أَرادكَ المُنافقونَ على خلعهِ فلا تخلعهُ حتَّى تلقاني! قالَها ثلاثاً). وتجذَّرت هذهِ النَّظريَّة في تُراثِ المُسلمينَ من خلالِ الأَبحاثِ الفلسفيَّة والعقديَّة والتشريعيَّة منذُ ذلكَ اليَوم وإِلى الآن، يقيسُها المُسلمونَ على كُلِّ فاسقٍ فاجرٍ قاتلٍ مُستبدٍّ لشرعنةِ السُّلطة الغاشِمة وتكريسِ نظريَّة أَنَّ الحاكِمَ بمثابةِ ظلُّ الله في الأَرضِ!. الثَّانية هي نظريَّة الجَبر والتَّفويض الإِلهي التي ابتدعها الطَّاغية مُعاوية لشرعنةِ سُلطتهِ الغاشِمة وتحويلهِ الخِلافة [الرَّاشدة] إِلى مُلكٍ عضُوضٍ، ليأتي من بعدهِ الفَلاسفة والفُقهاء ليُؤَدلِجُوا النظريَّة ويُلبِسُوها ثَوب القداسَة والشرعيَّة الدينيَّة. مفادُ النظريَّة هوَ أَنَّهُ ليسَ للأُمَّةِ أَن تختارَ الحاكِم وبالتَّالي ليسَ من حقِّها أَن تُحاسبهُ وتُراقبهُ وتُعاقبهُ وتُغيِّرهُ مهما فعلَ بها ومهنا جاءَ من مُنكرٍ، لأَنَّ الحاكميَّة تفويضٌ من الله تعالى تُجبَرُ عليهِ الأُمَّة، فهي ليست مُخيَّرة وإِنَّما هي مُجبَرةٌ على ذلكَ!. تأسيساً على هتَينِ النَّظريَّتَينِ رفعَ حُكاَّم الجَور الفاسدينَ عِبارة [ظِلُّ السُّلطان كظلِّ الله] المشهُورة كلافِتةٍ عريضةٍ في قصُورهِم!. أَمَّا أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) فقد نسفَ كُلَّ هذهِ الخُزعبلات والنظريَّات الفاسِدة التي لا أَساسَ لها من الصحَّة ولا عِلاقةَ لها بالدِّين من خلالِ مُمارساتٍ عمليَّةٍ وسلوكيَّاتٍ رساليَّةٍ يَوميَّةٍ كرَّسها منذُ أَن اعتلى سدَّة الخِلافة، فحاربَ مُحاولات تأليه الحاكِم ورفضَ التَّمييز بين الحاكِم والرعيَّة إِلَّا فيما يخصُّ المسؤُوليَّة والحقُوق والواجِبات وما دونَ ذلكَ فلا تمييزَ ولا خصوصيَّةَ أَبداً. يقولُ (ع) (فَلَا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِه الْجَبَابِرَةُ ولَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِه عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ ولَا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ ولَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالًا فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّه مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَه أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْه كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْه. فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولَا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلَّا أَنْ يَكْفِيَ اللَّه مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِه مِنِّي فَإِنَّمَا أَنَا وأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَيْرُه يَمْلِكُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيه إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْه فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَى وأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمَى). كما نسفَ نظريَّة التَّقميص كما في النصِّ التَّالي؛ (دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَه وُجُوه وأَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَه الْقُلُوبُ ولَا تَثْبُتُ عَلَيْه الْعُقُولُ وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوه أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!). وفي النصِّ التَّالي؛ (قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِذِي قَارٍ وهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَه فَقَالَ لِي؛ مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ؟ فَقُلْتُ؛ لَا قِيمَةَ لَهَا! فَقَالَ (ع) واللَّه لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا). شرعيَّة السُّلطة، إِذن، ليسَ من الله تعالى وإِنَّما بالإِنجازِ فقط، فإِذا حمَت الحاكميَّة حقَّ النَّاس من دونِ تفرِقةٍ أَو تمييزٍ فهي شرعيَّةٌ لها قيمةً عاليةً، أَمَّا إِذا لم يتحقَّق ذلكَ فهي حاكميَّةٌ باطِلةٌ بغضِّ النَّظرِ عن الطَّريقة التي تحقَّقت بها هذهِ الحاكميَّة وهويَّتها وخلفيَّتها [المذهبيَّة]!. يقولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) (وقَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِي ظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ الإِطْرَاءَ واسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ ولَسْتُ (بِحَمْدِ اللَّه) كَذَلِكَ ولَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكْتُه انْحِطَاطاً لِلَّه سُبْحَانَه عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ والْكِبْرِيَاءِ، ورُبَّمَا اسْتَحْلَى النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لإِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللَّه سُبْحَانَه وإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وفَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا).

30 Jun 2025 06:28 AM مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم
30 Jun 2025 06:28 AM مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم

MTV

timeمنذ 30 دقائق

  • MTV

30 Jun 2025 06:28 AM مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم

ما زالت دمشق تحت هول الصدمة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف قداس مساء الأحد في 22 حزيران في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة، محوّلًا الصلاة إلى مأساة جماعية أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شخصًا وأصابت أكثر من 50 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة السورية والصليب الأحمر السوري. تشير التحقيقات الأولية إلى أن المنفذ أطلق النار داخل الكنيسة لإحداث حالة ذعر قبل أن يفجّر نفسه عند المدخل، وسط معلومات أمنية عن شريك ثانٍ ساعده في مراقبة المكان وتأمين الدخول. وقد تبنى تنظيم «سرايا أنصار السنة» الهجوم عبر معرفاته على تطبيق تلغرام، في بيان نشرته أيضًا مجموعة SITE الاستخباراتية الأميركية، معتبرًا أنه يأتي ضمن «استهداف الصليبيين والروافض في عقر دارهم». وأعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية أن الأجهزة الأمنية أوقفت عددًا من المشتبهين في تخطيط هجمات متزامنة على مراقد دينية مسيحية وشيعية، وأن التحقيقات مستمرّة لكشف كامل الشبكة. ودان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الاعتداء، واصفًا إياه بـ «الجريمة النكراء بحق أبرياء كانوا يصلّون في بيت الله»، ومطالبًا الدولة بتحمّل كامل مسؤولياتها لحماية الكنائس والمصلّين. بدوره، أكد وكيل البطريرك في دمشق المطران رومانوس، أن الهجوم «يمسّ كلّ إنسان حرّ»، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لضمان سلامة دور العبادة، ومشدّدًا على أن «الكنيسة ستبقى برسالتها مهما اشتدّت المحن، إلى جانب كل جريح وكل عائلة مفجوعة بهذه الكارثة». شهادات من أهالي الضحايا أجرت «نداء الوطن» مقابلات مع عدد من أهالي الضحايا، عرضوا خلالها تفاصيل ما شاهدوه خلال الاعتداء وتحدّثوا عن تداعياته المستمرة على حياتهم اليومية. ع.ط: خوف قديم وصدمة لا تُنسى يقول ع.ط، الذي فقد والدته في الهجوم، إن الخوف كان يلازمه منذ سنوات، خصوصًا في الأعياد الكبرى، مثل جناز المسيح وعيد الشعنينة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يحدث تفجير داخل الكنيسة. ويضيف أن سيارات دعوية بدأت تدخل الشوارع المسيحية، من شارع حلب إلى باب توما وصولًا إلى الدويلعة، ما ولّد شعورًا بالخوف الدائم، رغم أن الأهالي تجنبوا أي مواجهة حتى لا يُفهم موقفهم بشكل سياسي. يتذكّر لحظة الانفجار، حين سادت حالة شلل تام وذهول في الحي، حتى مَن لم يفقدوا أحدًا كانوا في صدمة كاملة. ورغم تعزيز الأمن حول الكنائس بعد الهجوم، يرى ع.ط أن الأمان الحقيقي غاب، إذ إن «الحضور الأمني لا يكفي لإزالة الخوف المتجذر». ويعتبر أن توقيف أربعة أو خمسة أشخاص لا يختصر حجم الجريمة، موضحًا أن العملية أكبر مِمّا أُعلن. يعيش ع.ط وعائلته حالة قلق دائم، ويشعر أن شيئًا انكسر في داخله منذ ذلك اليوم، إذ اعتادت والدته الصلاة يوميًا في الكنيسة، لكنها خرجت صباح ذلك اليوم ولم تعد. زوجة الشهيد عبدالله عطية: حياة معلّقة بالخوف في منزلها بحي الدويلعة، تروي زوجة الشهيد عبدالله عطية أيام الرعب التي سبقت الاعتداء، قائلة إن القلق كان يرافقهم دائمًا خلال المناسبات الدينية الكبرى، لكنها لم تتخيّل أن الإرهاب سيدخل الكنيسة، المكان الذي اعتبروه الأكثر أمانًا. تحدّثت عن دخول سيارات دعوية إلى الأحياء المسيحية، ما ولّد لديها شعورًا بالتشاؤم والخوف، ولا سيّما مع المشكلات التي بدأت تظهر نتيجة هذا الوجود. وتفضّل العائلات عدم المواجهة حتى لا يُفهم موقفها سياسيًا. ترى أن الوضع الأمني في المدينة أفضل نسبيًا مقارنة بالقرى الطرفية التي يقلّ فيها الوجود المسيحي، مشيرة إلى أن الخطر هناك أكبر. تتذكّر يوم الانفجار، عندما كان زوجها في القداس بينما بقيت هي في المنزل. سمعت صوت التفجير، ركضت وهي تردّد اسمه، لكنهم لم يجدوه إلّا في برّاد مستشفى المجتهد. تقول إن الصدمة كانت عامة، والمأساة لم تصب عائلتها فقط بل كل المنطقة، مضيفة أنها تحاول الصمود من أجل بناتها الثلاث، رغم الخوف المستمرّ الذي يمنعهن من مغادرة المنزل. شقيق الشهيد عطية: نطالب بفتح الحدود يرى شقيق الشهيد أن الانفجار سبّب ارتباكًا ورعبًا شديدَين، معتبرًا أن كلمة «أمان» فقدت معناها. ويؤكد أن العائلة لا تنتمي إلى أي توجّه سياسي، بل تعيش ضمن مرجعية دينية ثابتة، ومشكلتهم الوحيدة هي مع الأعمال الإرهابية التي تقتل الأبرياء دون سبب. يقول إن طريقة الموت هي التي تترك الأثر، فلو كانت الوفاة طبيعية أو بسبب مرض لكان وقعها أقلّ ألمًا، لكن التفجير ترك جرحًا لا يلتئم وذكرى مؤلمة لا تغيب. ويشير إلى أن ما حدث زاد البعض ثباتًا وإصرارًا على التمسّك بالوجود المسيحي في سوريا، مؤكدًا أن المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الأرض. يطالب بفتح الحدود مع لبنان لحماية العائلات المسيحية الهاربة من الموت، موضحًا أنهم لا يريدون عبور الحدود تهريبًا بل بطرق قانونية تحفظ كرامتهم. ويختم: «إذا كانت الحدود تُفتح لكلّ من يجلب الموت والخراب، فلماذا لا تُفتح أمام من يبحث عن السلام؟». تهديد للهوية المسيحية فتح الهجوم الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل أمن دور العبادة وسلامة التجمّعات الدينية في سوريا، في وقت يترقب فيه السوريون بعض الطمأنينة بعد سنوات الحرب الطويلة. يتزامن التفجير مع تراجع أعداد المسيحيين في سوريا من نحو 1.5 مليون قبل عام 2011 إلى أقل من 700 ألف، بحسب منظمة Open Doors الدولية لعام 2024. وتؤكد مصادر كنسية لـ «نداء الوطن» أن الاعتداء لم يستهدف أرواح المؤمنين فقط، بل حاول ضرب رسالة التعايش التي يحملها المسيحيون في المشرق، مشيرة إلى أن بقاءهم مرتبط بمدى جدّية الدولة في حمايتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store