
معرض استعادي لفنان تشكيلي لبناني دمّرت الحرب منزله وقسما من أعماله
بيروت وكالات – الناس نيوز ::
يعيد معرض تكريمي في بيروت إحياء عالم الفنان اللبناني الراحل عبد الحميد بعلبكي الذي دمّرت الحرب الأخيرة في لبنان منزله وقسما من نتاجه التشكيلي في قريته المتاخمة للحدود مع إسرائيل، بعدما كانت البلدة والحرب ومجتمعه مَحاور لأعماله.
ويسترجع هذا المعرض الذي يفتتح الخميس ويستمر إلى 28 ايلول/ سبتمبر بمبادرة من متحف سرسق، مسيرة عبد الحميد بعلبكي (1940-2013) الذي رسم بواقعية تعبيرية مآسي الحرب وقضايا الإنسان وعائلته وبلدته العديسة التي أحبها.
وقالت مديرة متحف سرسق ومنسقة المعرض كارينا الحلو لوكالة فرانس برس 'بعدما شهدنا في الحرب الأخيرة ما تعرّض له منزل الفنان بعلبكي من تدمير، أردنا ان يكون لنا دور في تكريم الفنانين اللبنانيين ليس فقط في أفراحهم بل أيضا في أحزانهم'. واضافت 'نجتمع اليوم من خلال عمله، حول الفن وليس الدمار'.
ورأى نجل الرسام الراحل الفنان التشكيلي أسامة بعلبكي أن المعرض تحية إلى والده الذي اشتهر في سبعينات القرن الماضي 'ومن خلاله للإرث المنتهك ولكل الذين تعرضوا إلى خسائر في الجنوب'.
– لوحة 'مهجرة'-
وتوزعت في صالتين من الطبقة الأولى لمتحف سرسق ثلاث جداريات و50 لوحة زيتية ومجموعة من 20 رسما ورقيا عنوانها 'الاشجار الميتة' ميزت عمل بعلبكي في التسعينات. وهي أعمال اختيرت من مجموعات خاصة.
ويُعرض شريط فيديو يضم مقابلات لمقربين منه. فيما تستريح مجموعة من الكتب الشعرية والتراثية التي ألّفها الى جانب شاشة صغيرة تتوالى عليها صور فوتوغرافية من أرشيفه الخاص وقصاصات لمقابلات صحافية اجريت معه. و على رفّ اخر مجموعة من الكتب القديمة والنادرة التي كان يجمعها.
ويدخل الزائر عالم عبد الحميد بعلبكي بمشاهد رصدتها ريشة الفنان، تحكي قصص بيروت من 'القبضاي' (أي القوي) الى بائع البطيخ. ويلامس الراحل في رسم النظرات الحزينة وجع الإنسان، كما في لوحة 'الرحيل'، وفي عيون أخرى، يتجلى الحلم، كما في لوحة الأم التي تروي قصة لابنها.
وغمس عبد الحميد بعلبكي ريشته بألوان طبيعة منطقة جبل عامل التي فتح عينيه عليها وحلم في أرجائها، إذ تقع فيها بلدته في جنوب لبنان.
وشرح أسامة الذي ورث روح والده الفنية 'رسم أبي مناخات المنظر الطبيعي بنكهته الجنوبية وهو من رواد من رسم هذا الاقليم الذي تميزه الألوان والضوء وطبيعة تغلب عليها الهضاب والمنحى الأجرد مما يجعل التشكيل اللوني متنوعا'.
وتتوزع الوجوه المفجوعة والجثث الممددة والبيوت المدمرة والأشجار المحروقة وطائر البوم الذي ينذر بالشؤم في فضاء جدارية عنوانها 'الحرب'، رسمها بعلبكي الأب عام 1977 في المرحلة الأولى من الحرب اللبنانية.
ولاحظ فيها أسامة 'تصورا فجاعيا للحرب نتيجة الصدمة التي عاشها جيل عبد الحميد بعلبكي مع بداية الحرب اللبنانية التي أحرقت كل شيء وأحرقت لبنانهم القديم'، مشيرا إلى أن لها مكانة خاصة بين بقية الأعمال التشكيلية التي أنتجت خلال الحرب.
وذكّر بأن الصحافة أطلقت على هذه اللوحة إسم 'غرنيكا الحرب الأهلية' تيمنا بلوحة الفنان الاسباني بابلو بيكاسو 'غرنيكا' المستوحاة من الحرب الأهلية الإسبانية.
وهذه اللوحة 'تنقلت كأنها كائن حي هجرته الحرب' رغبة من بعلبكي في الحفاظ عليها، على ما روى نجله، مضيفا: 'كان يضعها عند اصدقائه (…). وفي العام 1993 أعدناها الى بيتنا في بيروت'، قبل أن تقتنيها مجموعة مصرفية كبيرة.
– المنزل المتحف-
بعد وفاة عبد الحميد بعلبكي عن عمر 73 عاما، نقلت العائلة الجزء الأكبر من لوحاته الى بيروت. وروى أسامة أن بعلبكي الأب تراجع اهتمامه بالرسم بسبب انشغالاته الكثيرة 'إذ كان في ترحال دائم وتهجُّر من منطقة الى منطقة منذ طفولته حتى وفاته حيث استقر في الربع الأخير من حياته في العديسة التي استوعبت ارثه المتراكم على ضخامته'.
لكنّ 'الحرب تجرف وبلمح البصر جهود اجيال'، على قول الإبن.
فالجيش الإسرائيلي عمَد بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر الفائت، خلال حربه مع حزب الله، إلى 'تفجير منهجي' لأحياء وقرى 'دُمرت أو أحرقت وتحولت أرضا غير قابلة للعيش' بحسب الرسام الأربعيني، ومن جملتها المنزل الأندلسي الطراز الذي شيده الفنان عام 1984 وفي حديقته ووريَ رفاته ورفات زوجته.
وسعى بعلبكي وهو اب لثمانية اولاد ومن بينهم، إضافة الى اسامة، كلّ من المغنية سمية والمايسترو لبنان، إلى أن يكون منزله أقرب إلى مركز فني وثقافي في المنطقة ويحتوي على الكثير من الأعمال الفنية ومكتبة ضخمة وتحف وأغراض قيمة'، لكنه أصبح اليوم مجرّد تلة ركام.
لم يبق من المنزل- المتحف سوى ذكريات، وبحسب الرسام الذي نشأ في أجواء المكان ويعرف جيدا محتوياته أن التفجير أتلف عشرات الأعمال الزيتية لوالده ولوحات لفنانين آخرين، ومجموعة من ثماني منحوتات وعشرات الرسوم بالحبر إضافة الى مكتبة تحوي آلاف الكتب والمجلدات، من بينها طبعات نادرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الناس نيوز
منذ 6 أيام
- الناس نيوز
عودة الاهتمام للمؤلفات السياسية في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب…
بيروت وكالات – الناس نيوز :: لاحظ عدد من الناشرين المشاركين في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي افتُتِحت دورته السادسة والستون الخميس أنّ للمؤلفات السياسية حضورا بارزا في هذه النسخة من الحدث الثقافي اللبناني، وأن اهتمام القراء بات يميل أكثر إلى هذا النوع بعدما كان الطلب ينصبّ على الرواية والشعر. وفق فرانس برس . ويواصِل عددُ دور النشر المُشاركة في المعرض هذه السنة الارتفاع مقارنة بالأعوام الأخيرة منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان وجائحة كوفيد، على ما افاد المنظمون. وأكدت رئيسة النادي الثقافي العربي الذي ينظم المعرض منذ العام 1956 سلوى السنيورة بعاصيري لوكالة فرانس برس أن من بين دور النشر الـ134 المُشاركة في هذه الدورة التي تمتد إلى 25 أيار/مايو الجاري، جهات عربية عدة، من قطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وسوريا، ومعهد العالم العربي في باريس، إلى جانب الحضور المحلي. وأوضحت بعاصيري في تصريحها أن إحجام دور النشر العربية عن المشاركة في الدورات الأخيرة كان 'لأسباب أمنية، إذ أن الظروف في لبنان كانت حتى القريب غير مؤاتية لهذا الحضور'، لكنّ 'الجميع يشعر الآن أن ثمة مناخا مختلفا'. وقال المدير العام لدار 'الشروق' المصرية أحمد بدير لوكالة فرانس برس 'انقطعنا (عن المشاركة) لأعوام لكنّ (…) تأليف الحكومة الجديدة شكّل لنا دافعا للعودة بقوة'. وتوقعت بعاصيري 'أن يزيد الحضور العربي في الدورة المقبلة' وأن يكون 'كثيفا'. وشدّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في افتتاح الدورة السادسة والستين الأربعاء على أن 'بيروت لم ولن تتعب من حمل راية الثقافة رغم كل الجراح'. وذكّر سلام المعروف بشغفه بالمطالعة وقال عنه عريف الحفل الاعلامي زافين قيومجيان إن 'منزله معرض كتاب'، بأن المعرض 'تقليد راسخ (…) يعكس نبض بيروت الثقافي وتراثها الفكري ودورها التاريخي كعاصمة عريقة للمعرفة والابداع'. 'تفاعل مع الأحداث'- وفي جناح دار 'النهار' التي عرضت مؤلفاتها الجديدة ومن أبرزها كتب عن العلاقات بين بيروت وطهران وعن الشأن السياسي اللبناني، قالت المديرة الادارية للدار العريقة كارلا قرقفي زيادة لوكالة فرانس برس 'نحن نحب المعارض، لأنّ فيها تفاعلا مع القارئ (…) لا يهمنا ما سنجنيه من أرباح، لكن نحب ان نحافظ على هذا التفاعل'. ولاحظت المسؤولة عن 'دار رياض الريس' فاطمة الريس أن 'القارئ كان يهتم لسنوات بالرواية والشعر، لكنه اليوم بات يميل إلى الكتب التي تطرح مواضيع فكرية وسياسية'. وتشكّل المؤلفات السياسية 80 في المئة من إصدارات دار 'سائر المشرق' التي كانت تشهد مثلا في يوم الافتتاح توقيع كتاب للباحث محمد عبد الجليل غزيّل، يتناول 'دور رئيس مجلس الوزراء في بناء الهوية الوطنية وقيادة الاصلاحات السياسية والاقتصادية'، على ما أوضح. ومن الإصدارات في المعرض كتاب عن مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر الذي كان قبل اختفائه عام 1978 أحد أبرز الشخصيات الشيعية في لبنان. وقالت شقيقته ورئيس المؤسسة التي تحمل اسمه رباب الصدر إن الكتاب يتناول موضوع الاعتصام الذي أقامه الإمام الصدر في أحد المساجد عام 1975 للدعوة إلى وقف الحرب الأهلية. ورأت استاذة القانون والكاتبة ندى شاوول أن 'معرض الكتاب العربي يتاثر اكثر من سواه بالمسائل السياسية والسوسيولوجية (…) ويتفاعل اكثر مع الاحداث'. ندوات ومعارض وفنون – وتشارك شاوول في إدارة نقاش عن مؤسسة 'الندوة اللبنانية' التي أدت ما بين 1946 و1984 'دورا تثقيفيا في حقبة من تاريخ لبنان المضيء'، بحسب بعاصيري، وهي واحدة من نحو 60 نشاطا مماثلا خلال المعرض. واشارت بعاصيري إلى أن من أبرز الندوات الأخرى، واحدة عن المسرح، وأخرى عن الكاتب الراحل الياس خوري، وسواهما مثلا عن مئوية الأديب للبناني سليمان البستاني المعروف بترجمته 'الإلياذة'، وعن الأديب والمؤرخ والرحّالة أمين الريحاني في الذكرى المئوية لكتابه 'ملوك العرب'، إضافة إلى واحدة عن المطربة أم كلثوم. وتتمحور إحدى الندوات على إمام بيروت وسائر الشّام عبد الرحمن الأوزاعي في الذكرى الـ1250 لوفاته، 'لِما عُرف عنه من تسامح ديني ونهج إصلاحي'. وهذه الندوات تندرج ضمن توجه المعرض، بحسب بعاصيري، إلى 'ألاّ يقتصر (…) على كونه منصة للكتاب بل ايضاً مساحة مفتوحة لفنون الكتاب وما يدور في فلكه'، على ما شرحت في كلمتها الافتتاحية. وأشارت في تصريحها لوكالة فرانس برس إلى أن ما يميز هذه النسخة 'التركيز على المعارض الفنية المختصة' التي يصل عددها إلى ستة، يضيء أحدها على 'دور مدينة طرابلس الثقافي والمعرفي'، ويتناول آخر تطور السينما في لبنان من خلال الملصقات، ويستعيد ثالث محطات المعرض نفسه منذ نشأته، إضافة إلى آخر عن رسوم كاريكاتورية متعلقة بغزة. ولأن 'الثقافة متعددة الأوجه، وهي فن وموسيقى وكتابة وتأليف وشعر'، على قول بعاصيري، طعّم المعرض برنامجه بعدد من الحفلات الموسيقية، يُحيي إحداها عازف البيانو الفرنسي اللبناني عبد الرحمن الباشا في مناسبة مرور مئة عام على ولادة والده المؤلف الموسيقي توفيق الباشا.


Independent عربية
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
بينالي "أمار" يستعيد "الأغاني الساخرة" في العالم العربي
معروف أن البينالي يختار في كل دورة، موضوعاً محدداً من الأرشيف الموسيقي العربي من أجل دراسته المعمقة، عبر أنشطة ووسائط عدة بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين من مجالات علمية ومهنية مختلفة. وتهدف هذه الأنشطة إلى دراسة الإرث الثقافي في مختلف المناطق العربية وإلى فهم أفضل لخصوصيته ولأطره التاريخية والاجتماعية والسياسية. ويشكل رصيد هذه الأعمال وثائق تاريخية في معرفة التحولات المجتمعية، وهو بالتالي أحد مكونات الذاكرة الجماعية التي يجب حفظها ونشرها في وجه المحاولات الممنهجة لمحوها. تنوعت أعمال هذه الدورة من إقامة فنية إلى إطلاق إصدارٍ سمعي وبحثي جديد، إضافة إلى ندوات وعروض أفلام وثائقية مختصة وسلسلة من الفيديوهات المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتختتم الأنشطة بحفلة من الأغاني الساخرة يقدمها المشاركون في الإقامة الفنية. شارك في الأنشطة 10 باحثين ومخرجين إضافة إلى سبعة موسيقيين. وقد أقيمت الدورة الأولى من البينالي بدعم من الحكومة النرويجية والصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، وقدمت الندوات في متحف سرسق. أعمال البينالي تكون برنامج البينالي من خمسة أنواع من الأنشطة، هي: إطلاق إصدار موسيقي، وندوات، وعروض أفلام، وعروض سلسلة فيديوهات قصيرة منتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي إضافة إلى الإقامة الفنية والحفلة الختامية. في ما يلي نبذة عنهم: أطلقت مؤسسة "أمار" إصدارها الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" يستعرض هذا الإصدار مجموعة من الأغاني الساخرة والنقدية التي ظهرت في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني، وهي مرحلة شهدت تحولات سياسية واجتماعية عميقة. من خلال تسجيلات أرشيفية نادرة، يكشف هذا العمل عن كيفية تجاوز هذه الأغاني الحدود الاستعمارية لتعبّر بأسلوب يجمع بين الفكاهة والنقد الحاد عن قضايا الهوية والمقاومة والحياة اليومية. تشكل هذه التسجيلات اليوم وثائق تاريخية مهمة في معرفة تحديات تلك الحقبة، ولعل دراستها ونشرها ضرورة للحفاظ على هذا التراث ومنعه من الزوال واعتبارها مكوناً من الذاكرة الجماعية للمنطقة، خصوصاً في وجه محاولات الإبادة والمحو الممنهجين لتاريخها وهويتها. يشمل الكتيب ثلاث دراسات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية إضافة إلى 78 تسجيلاً سمعياً من الأغنيات الساخرة. ندوات بحثية شهد البينالي ندوات دراسية شارك فيها متخصصون في علوم الاجتماع والتاريخ واللسانيات وعلم موسيقى الشعوب حول تأثير الأغنية الساخرة وتطورها في القرن الـ20 في المنطقة العربية. ويشمل ذلك إطلاق إصدار مؤسسة "أمار" الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" إضافة إلى أربع حلقات نقاشية تركز على الأغنية الساخرة في مصر وفلسطين والجزائر واليمن، إلى جانب حلقة ختامية تقدم خلاصات واقتراحات عما تمت مناقشته خلال البينالي، يدير هذا النشاط أكرم الريس. عروض أفلام وتفرد البينالي بتخصيص حيز لعروض أفلام تتناول الشأن الموسيقي. قد تكون في بعض الأحيان روائية، وثائقية أو تسجيلية، وفي أحيان أخرى حفلات موسيقية مصورة. وتتم معالجة هذه الأفلام ليس بالضرورة من الجانب السينمائي البحت، إنما من جانب التحليل الإتنوموسيقي. في هذه الدورة تم التركيز على أفلام تطرقت لدور الأغنية الساخرة في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية. يرافق هذه العروض، نقاد باحثون أو مخرجون من مختلف أنحاء المنطقة العربية لتقديم آرائهم حول الموضوع والحوار مع الحضور. واحتفل البينالي بالفنان اللبناني عمر الزعني في تظاهرة بعنوان "رجع عا بيروت" وقدم سلسلة فواصل فيديو قصيرة منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي. استطاعت التسجيلات السمعية القديمة للفنان عمر الزعني أن تنجو وتعبر من القرن الماضي إلى يومنا هذا، ولكن لم تتوفر مقاطع فيديو توثق نشاطه الفني ويومياته، ونظراً إلى قدرة أعماله على محاكاة التحديات الاجتماعية والسياسية للزمن الحاضر ومن ثم مخاطبة الجيل الجديد، استعانت المؤسسة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مستندة إلى بعض الصور من هنا ومن هناك، وإلى بعض الأبحاث والحكايات التي تدور حوله وحول أغانيه، لإعادة إحياء تراث هذا الفنان الساخر الملتزم بقضايا الشعب. حفلة موسيقية قدم الفنانون المقيمون في البينالي، حفلة موسيقية استناداً إلى الأغاني الساخرة في أرشيف مؤسسة "أمار"، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني وموسيقى "الشعبي" الجزائرية وآخرين. وبدت الحفلة نتيجة لإقامة فنية على مدار أسبوع، في مقر مؤسسة "أمار" في قرية قرنة الحمراء، وشارك فيها سبعة فنانين من لبنان والدول العربية، قاموا بتبادل المعلومات والخبرات والتجارب الموسيقية والبحث في أرشيف "أمار" عن الأغاني الساخرة ودراسة المخزون الموسيقي. من خلال هذا المسار التعاوني، أضاء الموسيقيون على أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش وسهام رفقي وغيرهم من الأعلام. جرى الافتتاح الرسمي للبينالي في متحف سرسق – بيروت، بحضور حوالى 100 شخص من فنانين وباحثين ومهتمين. استهلت المؤسسة الحدث بكلمة ترحيبية من مديرة المشروع هبة الحاج فيلدر، أعقبتها كلمة من السفيرة النرويجية، ثم مداخلة ممثلة "آفاق". بعدها، تم تقديم عرض بصري متقن صُمم باستخدام الذكاء الاصطناعي، تناول أرشيف الفنان عمر الزعني، أحد رموز الأغنية الساخرة في لبنان. ثم أقيمت ندوة نقاشية ضمت الدكتورة ديانا عباني، الدكتور نادر سراج، والأب الدكتور بديع الحاج، تم خلالها استعراض نماذج الغنائية الساخرة من بلاد الشام بين عامي 1920 و1950، إضافة إلى خصائصها اللغوية والموسيقية مرفقة بعرض سمعي. ركز المتحدثون على أن هذا النوع من الأغاني هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية و"كاريكاتير سمعي" يتجاوز الحدود الاستعمارية، ويعكس فضاء ثقافياً مشتركاً. بلاد الشام ومصر والجزائر قامت مؤسسة "أمار" بإطلاق إصدارها السمعي-البحثي الجديد حول "الأغنية الساخرة" في بلاد الشام بين 1920 و1950، ويتألف من كتيب يتناول جانباً نادراً من التراث الغنائي الساخر في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني. ويضم الإصدار مجموعة مختارة من 78 أغنية نادرة عكست ردود فعل الناس على القضايا الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، حيث تلتقي الروح الشعبية بالتوثيق التاريخي.أما ندوة "الأغنية الساخرة المصرية"، فجمعت بين البحث الأكاديمي والعرض الموسيقي التفاعلي. افتتحت الندوة بعرض مسجل قدمه الباحث الفرنسي فريدريك لاغرانج، المتخصص في الموسيقى المصرية في عصر النهضة، حيث أضاء من خلاله على تطور الأغنية الساخرة في مصر من منتصف القرن الـ19 حتى الثلاثينيات من القرن الـ20، وسياقاتها الاجتماعية والثقافية. أعقبه عرض تحليلي موسيقي قدمه طارق عبدالله، الباحث المصري المتخصص في آلة العود، تناول فيه مفهوم "التطريز الغنائي" وأنواع الفكاهة في الأغنية الساخرة منذ الأربعينيات حتى ميدان التحرير، مستخدماً أداء مباشراً على آلة العود لتوضيح المفاهيم بصورة غير تقليدية ولافتة.وشملت الندوة عرضاً لأعمال ساخرة لإسماعيل ياسين، الشيخ إمام، محمود عبدالعزيز وعلي الحجار، إلى جانب عرض فيلم وثائقي بعنوان الشيخ المغني لهيني سرور حول حياة الشيخ إمام ودوره في ترسيخ الأغنية الساخرة كأداة فنية مقاومة، وذلك بالتعاون مع نادي لكل الناس. وفي الندوة المخصصة للأغنية الفلسطينية، أبرز البرنامج تداخل الفن مع قضايا النضال، لا سيما في السياق الفلسطيني. وبينما تعذر حضور الباحث حازم جمجوم نتيجة ظرف طارئ، قامت منسقة البرنامج، هبة الحاج فلدر، بإلقاء محاضرتها نيابة عنه. كانت الكلمة تلخيصاً لندوة كان من المزمع أن يقدمها جمجوم بعنوان "فلسطين: قرن من الموسيقى والنضال"، التي كانت ستستعرض تحولات الأغنية الفلسطينية الساخرة والاحتجاجية في سياقاتها السياسية والتاريخية المختلفة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقدم البينالي ندوة بعنوان "الأغنية الساخرة في الجزائر – تاريخ وواقع". قدم الندوة الفنان والباحث في التراث الشعبي عبدالقادر بن دعماش، وحاوره الباحث الفرنسي جان لامبير، بدأت الندوة بعرض لتاريخ الثقافي وتنوعها عبر المناطق المختلفة في الجزائر، تخللها حديث عن تنوع الأنماط الموسيقية، من التراث الأندلسي، والموسيقى التقليدية الكلاسيكية، والموسيقى الفلكلورية البدوية، وصولاً إلى الأشواق (الموال) وغيرها من الأنماط التي تعكس غنى المشهد الثقافي الجزائري، مع التأكيد أن الأغنية الساخرة في الجزائر لم تكن مجرد شكل فني، بل أداة نضالية في مواجهة الاستعمار وتثبيت الهوية الوطنية. وتناول المحاضر تطور هذا الفن منذ بدايات القرن الماضي، حيث لعبت الأغنية الساخرة دوراً فاعلاً في معالجة كثير من القضايا والمواضيع، مثل أزمة الإفقار، الأزمات الاقتصادية، الواقع الاجتماعي، النضال ضد المستعمر، الظروف السياسية، وانتقاد السلطات، إضافة إلى دورها في إيقاظ الوعي والروح الوطنية. وقد تخلل الندوة عرض لنماذج سمعية مختارة من الأغاني الشعبية الساخرة التي شكّلت علامات بارزة في هذا السياق. اختتمت سلسلة الندوات الخاصة بـ"الأغاني الساخرة" ندوة عن اليمن. وقدم الباحث في علوم موسيقى الشعوب جان لامبير مداخلة تمحورت حول تجميع أولي ونادر لأرشيف الأغاني الساخرة الأقل شهرة في اليمن، بالتحديد تلك التي تناولت مواضيع سياسية واجتماعية، وظهرت في وقت مبكر مع بدايات التسجيلات الصوتية الأولى في عدن. حاوره أكرم الريس، العضو المؤسس في الهيئة الإدارية لـ"أمار". جاءت الجلسة تحت عنوان "من مقبرة الأناضول إلى حصاد الوطن"، في إشارة إلى المراحل التاريخية التي مر بها اليمن من المعارك ضد الإمبراطورية العثمانية إلى نهايات الاستعمار البريطاني. وهذا عبر عرض بصري مدعوم بأمثلة سمعية، سلطت الندوة الضوء على التأثير المباشر للمعارك والتحولات السياسية في الفن والموسيقى. كما أبرزت كيف تحول الغناء إلى وسيلة رمزية للتعبير عن الانتماء القومي، خصوصاً مع تصاعد الحركة القومية في خمسينيات القرن الماضي. وأكدت الندوة أهمية دراسة الأغاني الساخرة في عدن، ودورها بوصفها مرآة للذاكرة الجماعية للنضال السياسي والاجتماعي، مشيرة إلى ندرة الأبحاث في هذا الحقل وضرورة توثيقه أكاديمياً.


الرياضية
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الرياضية
الاعتداء الجنسي يبعد نجما من مهرجان كان
أعلن مهرجان كان السينمائي عن منع ممثل في فيلم فرنسي بارز من الحضور إلى السجادة الحمراء، الخميس، بسبب مزاعم اعتداء جنسي ضده. ويؤدي تيو نافارو موسي دورًا ثانويًّا كضابط شرطة في فيلم «دوسييه 137» للمخرج دومينيك مول، الذي سيُعرض للمرة الأولى الخميس في المسابقة الرئيسة للمهرجان. وبحسب مجلة «تيليراما» الفرنسية التي أوردت الخبر، يواجه الممثل تهمة الاغتصاب من جانب ثلاث حبيبات سابقات له في أعوام 2018 و2019 و2020، لكنّ القضية أُسقطت في الشهر الماضي لعدم كفاية الأدلة. وأضافت «تيليراما» أن النساء الثلاث يعتزمن الاستئناف ورفع دعوى مدنية. وأكد تييري فريمو، مدير مهرجان كان السينمائي، في حديث إلى «تيليراما»، أن نافارو موسي قد استُبعد بسبب إجراءات استئناف جارية. ونفى محامي نافارو موسي ذلك. ونقلت المجلة عن فريمو قوله «إنّ الإجراءات لا تزال جارية». وأكدت إدارة المهرجان القرار وتصريحات فريمو بعد تواصل وكالة فرانس برس معها.