
فنون / أمين الفتوى: يجوز أداء الحج والعمرة عن الغير بمقابل بشرط واحد (فيديو)
أكد الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز شرعًا أن يؤدى الإنسان الحج أو العمرة عن شخص آخر بمقابل مادى، بشرط أن لا يُعتبر هذا المقابل "أجرًا" على أداء العبادة نفسها، وإنما مقابل للجهد والوقت المخصصين للسفر والقيام بهذه المهمة.
وأوضح الوردانى، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن العبادات فى الإسلام خالصة لوجه الله تعالى، ولا يصح أن تكون وسيلة للتكسب، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل أن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين"، مشددًا على أن من يتقاضى مالًا مقابل أدائها، لا يأخذه على العبادة ذاتها، بل على ما يستقطعه من وقته وجهده وظروف سفره.
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز للرجل أن يلبى عن "شبرمة" بعد أن لبى عن نفسه، ولم يمنعه من ذلك سواء كان بأجر أو بدون أجر، مما يدل على جواز الإنابة فى الحج أو العمرة، مادامت استوفت الشروط الشرعية.
وأضاف الدكتور الورداني: "إذا سافر شخص إلى الأراضى المقدسة لأداء الحج أو العمرة عن غيره، وحصل على مبلغ مالى، فإن هذا المبلغ لا يُعد ثمنًا للعبادة، وإنما نظير ما يقدمه من وقت وجهد، وهذا لا حرج فيه شرعًا طالما لم يكن الهدف هو التكسب من العبادات".
وأكد على أن نية الشخص هى العامل الأهم، فإذا كانت نية من يؤدى العبادة خالصة لله، والمال الذى يتقاضاه فى إطار الخدمة لا العبادة، فلا بأس فى ذلك.
مشاركة
بتاريخ: 2025-04-17

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 34 دقائق
- الدستور
لماذا الهجرة النبوية تُعد بداية التقويم الإسلامي؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه ما هي الأسباب التي دعت الصحابة إلى اختيار حادثة الهجرة لتكون بداية التقويم الإسلامي؟ وأجابت الإفتاء على السائل عبر موقعها الإلكتروني، قائلة إن الهجرة حدثٌ عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وإنها استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معاني سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: 8]. وأضافت أنها كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية، ولأجل ذلك اختار الصحابة رضي الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي؛ فروى الطبري في "تاريخه" عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه صَكٌّ محله في شعبان، فقال: أيُّ شعبان؛ الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ضعوا للناس شيئًا يعرفونه"، فقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الروم"، فقيل: "إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين؛ فهذا يطول"، وقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الفرس"، فقيل: "إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله"، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


اهرام مصر
منذ 41 دقائق
- اهرام مصر
🖤🔥🌵 المنافقون 🌵🔥🖤بقلم المستشار عادل رفاعي
الحمد لله الذي تسبحه البحار الطوافح، والسحب السوافح، والأبصار اللوامح، والأفكار والقرائح، العزيز في سلطانه، الكريم في امتنانه، ساتر المذنب في عِصيانه، رازق الصالح والطالح، تقدس عن مثلٍ وشبيه، وتنزه عن نقص يعتريه، يعلم خافية الصدر وما فيه من سر أضمرته الجوانج، لا يشغله شاغل، ولا يبرمه سائل، ولا ينقصه نائل، تعالى عن الند المماثل، والضد المكادح، يسمع تغريد الورقاء على الغصن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ويتكلم فكلامه مكتوب في اللوح، مسموع بالأذن بغير آلات ولا أدوات ولا جوارح، أنزل القطر بقدرته، وصبغ لون النبات بحكمته، وخالف بين الطعوم بمشيئته، وأرسل الرياح لواقح، موصوف بالسمع والبصر، يُرىَ في الجنة كما يُرىَ القمر، يُنجّي من شاء كما شاء ويُهلِك، نحمده على تسهيل المصالح، ونشكره على ستر القبائح، ولعل من أقبح القبائح ثلة عرفتهم ممن صار النفاق لهم مركبا ذلولا، فهم يسلكون هذه السبيل التي تفقأ عين الأخلاق، فإذا هي عَمياء صَمّاء، لا تجد من ينتصر لها، وسواء كان الفعل كلمات أو أفعال، فإن هي إلا محاولات لكسب رخيص بأثمان غالية، فما أسوءهم من رجال وما أبشع النفاق يهوي بالهامات إلى أسفل درك من بئر سحيقة من الخزي والعار. حقاً من ارتضى الذلة في نفسه طائعا مختاراً، فقد برئت منه ذمة الله ورسوله. والواقع أن النفاق هو الداء العضال الباطن، الذي يكون الرجل ممتلئاً منه ، وهو لا يشعر فإنه أمر خفيٌ على الناس، وكثيراً ما يخفى على من تلبس به، فيخال نفسه مصلحاً وهو مفسد، وهو نوعان:أكبر وأصغر فالأكبر: يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل، وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين وكشف أسرارهم وجلى لعباده أمورهم، فلله كم معقل للإسلام قد هدموه؟! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخرّبوه؟! وكم من علم له قد طمسوه؟! وكم من لواء مرفوع قد وضعوه؟! وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها؟! وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفونها ويقطعوها؟! فلا تزال الأوطان والناس منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون. (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة ١٢'. اتفقوا على مفارقة الوحي، فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون، (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) المؤمنون ٥٣'. (يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً) الأنعام ١١٢'. ولأجل ذلك (اتخذوا هذا القرآن مهجورا) الفرقان ٣٠'. وما أن التقيت أستاذي الأزهري النابه، بادرته بالسؤال عنهم قال: درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها. ودُثِرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها، وأفِلَت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها، وكسفت شمسه عند إجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها، لم يقبلوا هدي الله الذي أرسل به رسوله، ولم يرفعوا به رأساً، ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأساً، خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة، وعزلوها عن ولاية اليقين، وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة، فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين، نزلت عليهم نزول الضيف على أقوامٍ لئام، فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام، أعدّوا لدفعها أصناف العُدَد وضروب القوانين. فسألته ماذا عن إفسادهم للعلم والدين؟ قال: لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران، فالظواهر ظواهر الأنصار، والبواطن قد تحيزت إلى الكفار، فألسنتهم ألسنة المسالمين، وقلوبهم قلوب المحاربين، ويقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) البقرة ٨' رأس مالهم الخديعة والمكر، وبضاعتهم الكذب والختر، (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) البقرة ٩'. فأردفتُ أن هؤلاء قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها، وغلبت القصود السيئة على إراداتهم ونياتهم فأفسدتها، حتى إن فسادهم قد ترامى إلى الهلاك، فعجز عنه الأطباء العارفون. (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) البقرة ١٠'. وذكرت أنهم ممن علقت مخالب شكوكهم بأديم إيمانهم، فمزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرر فتنتهم بقلبه، ألقاه في عذاب الحريق، ومن دخلت شبهات تلبيسهم في مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق، ففسادهم في الأرض كثير، وأكثر الناس عنه غافلون. (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة ١١:١٢'. لكل منهم وجهان، وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين، وله لسانان، أحدهما يقبله بظاهره المسلمون، والآخر يترجم به عن سره المكنون (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون) البقرة ١٤'. فرد أستاذي قائلاً: خرجوا في طلب التجارة البائرة في بحار الظلمات، فركبوا مراكب الشبه والشكوك، تجري بهم في موج الخيالات، فلعبت بسفنهم الريح العاصف، فألقتها بين سفن الهالكين (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) البقرة ١٦'. فقلتُ أضاءت لهم أنوار الإيمان فأبصروا في ضوئها مواقع الهدى والضلال، ثم طُفئ ذلك النور وبقيت نارا تأجج ذات لهب واشتعال، فهم بتلك النار معذبون، وفي تلك الظلمات يعمهون. (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) البقرة ١٧'. وأضفت: أن أسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر، فهي لا تسمع منادي الإيمان، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى، فهي لا تبصر حقائق القرآن، وألسنتهم بها خرسٌ عن الحق فهم به لا ينطقون، صاب عليهم صيب الوحي، وفيه حياة القلوب والأرواح، فلم يسمعوا منه إلا رعد التهديد والوعيد والتكاليف، فجعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم وجدوا في الهرب، ضعفت أبصار بصائرهم عن احتمال ما في الصيد من بروق أنواره وضياء معانيه، وعجزت أسماعهم عن تلقي رعود وعوده، وأوامره ونواهيه، فقاموا عند ذلك حيارى في أودية التيه، لا ينتفع بسمعه السامع ولا يهتدي ببصره البصير. لهم علامات يعرفون بها، قام بهم الرياء وهو أقبح مقام قامه الإنسان، وقعد بهم الكسل عما أمروا به من أوامر الرحمن، فأصبح الإخلاص عليهم لذلك ثقيلا. هُم جنسٌ بعضه يشبه بعضاً، يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه، وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه، ويبخلون بالمال في سبيل الله ومرضاته أن ينفقوه. كم ذكّرهم الله بنعمه فأعرضوا عن ذكره ونسوه؟! وكم كشف حالهم لعباده المؤمنين ليتجنبوه؟! فذكر أستاذي الأزهري وصفاً لهم قال فيه: إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين، وإن دعوتهم إلى حكم الحق رأيتهم عنه معرضين، فكيف لهم بالفلاح والهدى بعدما أصيبوا في عقولهم وأديانهم؟! وأنى لهم التخلص من الضلال والردى، فما أخسر تجارتهم البائرة فقلت تعقيباً على ذلك: تبا لهم ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان فقد نشب زقوم الشبه والشكوك في قلوبهم، فلا يجدون له مُسيغا تباً لهم! برزوا إلى البيداء مع ركب الإيمان. فلما رأوا طول الطريق وبُعد الشقة، نكصوا على أعقابهم ورجعوا، وظنوا أنهم يتمتعون بطيب العيش ولذة المنام في ديارهم، فما مُتِّعوا به ولا بتلك الهجعة انتفعوا، فما هو إلا أن صاح الصائح، فقاموا عن موائد أطعمتهم، والقوم جياع ما شبعوا. فكيف حالهم عند اللقاء؟ وقد عرفوا ثم أنكروا وعلموا بعدما عاينوا الحق وأبصروا، َفطُبِع على قلوبهم فهم لا يفقهون. أحسن الناس أجساما وأخلبهم لسانا وألطفهم بيانا، وأخبثهم قلوبا، وأضعفهم جنانا، فهم كالخشب المسندة، التي لا ثمر لها، قد قُلِعت من مغارسها فتساندت إلى حائط يقيمها لئلا يطأها السالكون يؤخرون الصلاة عن وقتها، وإن خاصم أحدهم فجر، وإن عاهد غدر، وإن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن أؤتمن خان. إن أصاب أهل الحق عافية ونصر وظهور، ساءهم ذلك وغمهم، وإن أصابهم من الله ابتلاء وامتحان، أفرحهم ذلك وأسرهم، فلما سألته عن جزائهم قال: كره الله حتى طاعاتهم، لخبث قلوبهم وفساد نياتهم، فثبطهم عنها وأقعدهم، وأبغض قربهم منه وجواره لميلهم إلى أعدائه، فطردهم عنه وأبعدهم، وأعرضوا عن وحيه فأعرض عنهم وأشقاهم وما أسعدهم، وحكم عليهم بحكم عدل، لا مطمع لهم في الفلاح بعده إلا أن يكونوا من التائبين، فقال وهو أحكم الحاكمين (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ، لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) التوبة ٤٦ : ٤٧'. ثَقُلَت عليهم النصوص فكرهوها، وأعياهم حملها فألقوها عن أكتافهم فوضعوها، وصالت عليهم نصوص الحق من الكتاب والسنة، فوضعوا لها قوانين ردوها بها ودفعوها، وقد هتك الله أستارهم وكشف أسرارهم، أسروا سرائر النفاق، فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان، ورسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها على أهل البصائر والإيمان، وظنوا أنهم إذ كتموا كُفرهم وأظهروا إيمانهم راجوا على الصيارف والنقاد، كيف؟ والناقد البصير قد كشفها. فسألته هل يُخشي على المؤمنين الصادقين أن يتلوثوا ببعض صفات النفاق؟ قال: تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين لعلمهم بدقه وجله وتفاصيله وجمله، ساءت ظنونهم بنفوسهم، حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. وقال عمر لحذيفة: نشدتك بالله، هل سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ قال لا وذُكِرَ عن الحسن البصري: ما أمنه إلا منافق وما خافه إلا مؤمن، وقد ذكر عن بعض الصحابة أنه كان يقول في دعائه:.اللهم اني أعوذ بك من خشوع النفاق، قيل وما خشوع النفاق؟! قال: أن يرى البدن خاشعاً والقلب ليس بخاشع. فهتفت: تالله لقد مُلِئت قلوب القوم إيماناً ويقينا وخوفهم من النفاق شديد وهمهم لذلك ثقيل. زرع النفاق ينبت على ساقيتين: ساقية الكذب وساقية الرياء. ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة وعين ضعف العزيمة. فإذا تمت هذه الأركان الأربع، استحكم نبات النفاق وبنيانه، ولكنه بمدراج السيول على شفا جرف هار، فإذا شاهدوا سيل الحقائق يوم تبلى السرائر، وكشف المستور، وبعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، بان حينئذ لمن كانت بضاعته النفاق: أن حواصله التي حصلها كانت كالسراب، فالقلوب عن الخيرات لاهية، والأجساد إليها ساعية، والفاحشة في فجاجهم فاشية، وإذا سمعوا الحق كانت قلوبهم عن سماعه قاسية، وإذا حضروا الباطل وشهدوا الزور انفتحت أبصار قلوبهم وكانت آذانهم واعية، فهذه أمارتهم: إذا عاهدوا لم يفوا، وإن وعدوا أخلفوا، وإن قالوا لم ينصفوا، وإن دعوا إلى الطاعة وقفوا، وإن قيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدفوا، وإذا دعتهم أهواؤهم إلى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا، فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران، ولا تثق بوعودهم ولا تطمئن إليهم، فإنهم فيها كاذبون، وهم لما سواها مخالفون. ودعا لي صديقي ثم انصرف راشدا. 'يراجع كتاب مدارج السالكين للإمام ابن القيم الجزء الأوّل' وما أن حاولت أن أخلد إلى النوم في الهزيع الأخير من الليل حتى سمعت الهاتف ينادي: فكيف إذا جمعوا ليوم التلاق، وتجلى الله جل جلاله للعباد، وقد كشف عن ساق؟ ودعوا إلى السجود فلا يستطيعون، أم كيف بهم إذا حشروا إلى جسر جهنم؟ وهو أدق من الشعرة وأحد من الحسام، وهو دحض مزلة مظلم لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطئ الأقدام، فقسمت بين الناس الأنوار، وهم على قدر تفاوتها في المرور والذهاب، وأعطوا نورا ظاهراً مع أهل الحق، كما كانوا بينهم في هذه الدار يأتون بالصلاة والزكاة والحج والصيام، فلما توسطوا الجسر عصفت على أنوارهم أهوية النفاق، فأطفأت ما بأيديهم من المصابيح فوقفوا حيارى لا يستطيعون المرور، فضرب بينهم وبين أهل الإيمان بسور له باب، ولكن قد حيل بين القوم وبين المفاتيح، باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة، وما يليهم من قبلهم العذاب والنقمة، ينادون من تقدمهم من وفد الإيمان، ومشاعل الركب تلوح عن بُعد كالنجوم، تبدو لناظر الإنسان. (انظرونا نقتبس من نوركم) الحديد ١٣'. لنتمكن في هذا المضيق من العبور، فقد طُفِئت أنوارنا ولا جواز اليوم الا بمصباح من النور (قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) الحديد ١٣'. حيث قُسِمت الأنوار فهيهات الوقوف لأحد في مثل هذا المضمار! كيف نلتمس الوقوف في هذا المضيق، فهل يلوي أحد اليوم على أحد في هذا الطريق؟ وهل يلتفت اليوم رفيق إلى رفيق؟ اللهم أعذنا من النفاق والمنافقين، وردنا إلى دينك وكتابك وسنة نبيك مردا جميلاً غير مخزٍ ولا فاضح، ورقق قلوبنا بخشيتك، واملأ جوانحنا بمحبتك، وطهر أقوالنا من اللغو، وأعمالنا من العبث، وارادتنا من الوهن، وأنفسنا من الشُح، وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة، وقلوبنا من النفاق، وعبادتنا من الرياء، وحياتنا من التناقض. أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء. اللهم كن لنا ولا تكن علينا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا، وتقبل توباتنا واغسل حوباتنا وأجب دعواتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة صدورنا. يا سميع الدعوات، يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، يا كاشف الكربات، يا رفيع الدرجات، ويا غافر الزلات نجنا برحمتك مما نخاف يا أمان الخائفين وجار المستجيربن ويا رجاء السائلين ويا عون المستغيثين ويا قاصم الجبارين يا مذل المستكبرين، يا أكرم الأكرمين، يا أحكم الحاكمين، يا أرحم الراحمين، يا أحسن الخالقين، يا أسرع الحاسبين نسألك توبة نصوحا تطهر بها قلوبنا وتغسلنا بها من ذنوبنا وتصلح بها عيوبنا، وتنصرنا بها على أنفسنا الأمارة بالسوء وتدخلنا بها في عبادك الصالحين. ونسألك أن تصل على حبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أهله الطيبين الطاهرين وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من والاه إلى يوم الدين. ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم ما طلعت شمس النهار وما قد شعشع القمر ما جن ليل الدياجي أو بدا السحر ما صحب الدجى حاد وحنت بالفلا وجناء المستشار: عادل رفاعي 🌹❤️ معجب بهذه: إعجاب تحميل...


فيتو
منذ 42 دقائق
- فيتو
ما حكم التوسعة على الأهل والأولاد في يوم عاشوراء؟ دار الإفتاء تجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه: "ما حكم التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء؟ حيث إن البعض يدَّعي أنها هذه التوسعة لا أصل لها ولا تصح، وأنها ليست سنَّةً بحال، وأن جميع الأحاديث الواردة فيها لا تصح؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: التوسعة على الأهل يوم عاشوراء التوسعة على الأهل والعيال يوم عاشوراء سنَّةٌ نبوية جليلة؛ قوَّاها كبار الحُفَّاظ، وأخذ بها فقهاء المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفقهية، وجرت عليها عادة جماهير الأمة عبر الأمصار والأعصار، وقد جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث جماعة من الصحابة؛ منهم: جابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهم. وأمثل هذه الطرق وأقواها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: فأخرج الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 330-331، ط. دار الكتب العلمية) من طريق شعبة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ». قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "جَرَّبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ"، وقال أبو الزبير مِثْلَهُ، وقال شعبة مِثْلَهُ. وقد ورد الأثر بهذه السُّنَّة عن الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وعن محمد بن المنتشر (وكان مِن أفاضل أهل الكوفة في زمانه؛ كما قال ابن عُيَيْنَةَ)، وابنه إبراهيم، وأبي الزبير، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد، وسفيان بن عُيَيْنَةَ. فأخرج الدارقطني في "الأفراد"، وابن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 331) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "مَن وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائرَ سَنَتِه". وسُنَّة التوسعة قوَّاها جمعٌ من الأئمة والحفّاظ؛ كالإمام عبد الملك بن حبيب من المالكية، والحافظ البيهقي، وأبي موسى المديني، وأبي الفضل بن ناصر، والعراقي، وابن حجر في "الأمالي"، والسخاوي، والسيوطي، وغيرهم، ومن ضعَّف منهم أسانيد أحاديثها أو بعضها فقد قوَّاها بمجموعها؛ كما صنع الحافظ البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 333، ط. مكتبة الرشد) حيث يقول: [هذه الأسانيدُ وإن كانت ضعيفةً فهي إذا ضُمَّ بعضُها إلى بعض أخذَتْ قوةً، واللهُ أعلم] اهـ. وقد صنف جماعةٌ من الأئمة الحفَّاظ في جمع طرق أحاديثها وتقويتها والرد على من أنكرها؛ كما صنع الحافظ أبو الفضل العراقي [ت806هـ] في رسالة "التَّوْسِعَةِ على العيال"، والإمام السيوطي [ت911هـ] في رسالته "فضل التوسعة في يوم عاشوراء"، والحافظ أحمد بن الصديق الغماري [ت1380هـ] في كتابه "هدية الصغرا، بتصحيح حديث التَّوْسِعَةِ على العيال يوم عاشورا". نصوص المذاهب الفقهية في التوسعة على الأهل يوم عاشوراء اتفقت المذاهب الأربعة بلا خلاف على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء. قال الحافظ العيني الحنفي في "نخب الأفكار" (8/ 388، ط. وزارة الأوقاف القطرية): [وبالجملة هو يوم عظيم معلوم القدر عند الأنبياء عليهم السلام، والنفقة فيه مخلوفة. ثم روى حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا] اهـ. وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 419، ط. دار الفكر): [نعم، حديث التَّوْسِعَةِ ثابتٌ صحيحٌ كما قال الحافظ السيوطي في "الدرر"] اهـ. وقال الإمام ابن العربي المالكي في "المسالك في شرح موطأ مالك" (4/ 205-206، ط. دار الغرب الإسلامي): [وأمَّا النَّفَقَةُ فيه والتَّوسعة فمخلوفَةٌ باتِّفَاقٍ إذا أُرِيدَ بها وجه الله تعالى، وأنَّه يخلف الله بالدِّرْهَمِ عشرًا] اهـ. بناءً على ذلك: فسنة التوسعة على العيال سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن السلف الصالح، وقد نص على الأخذ بها فقهاء مذاهب أهل السنة الأربعة المتبوعة من غير خلاف، وجرى عليها عمل جماهير الأمة في مختلف الأعصار والأمصار، فلا التفات إلى قول منكرها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.