logo
دعوات لتغيير جوهري في منظومة الحماية الاجتماعية

دعوات لتغيير جوهري في منظومة الحماية الاجتماعية

Amman Xchange٠٤-٠٥-٢٠٢٥

الغد-عبدالرحمن الخوالدة
بينما اتفقت الحكومة مع البنك الدولي على اعتماد برنامج جديد لدعم الحماية الاجتماعية محليا، يؤكد اقتصاديون أن الحاجة باتت ملحة لإجراء تغييرات جوهرية في منظومة الحماية الاجتماعية وفلسفتها التي تقوم على المساعدات النقدية ومعالجة الأسباب التي أضعفتها ولا سيما، تآكل الأجور.
واعتبر هؤلاء الخبراء في تصريحات لـ"الغد"، أن تصميم البرنامج والمستهدفات التي يسعى إلى تحقيقها يشير إلى وجود رغبة حكومية في تحسين واقع الحماية الاجتماعية، خاصة في أوساط الطبقات الفقيرة والمعوزة لذا فإن الأثر الإيجابي المنتظر من هذا البرنامج كبير، وثمة تعويل على مساهمته في تحسين منظومة الحماية الاجتماعية المحلية.
وشدد الخبراء، على أن تحسين مستوى الحماية الاجتماعية، أمر بالغ الأهمية خلال المرحلة الحالية، خاصة في ظل صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية ولا سيما، في أوساط الفئات المعوزة، مشيرين إلى أهمية توقيت حصول الحكومة على تمويل للبرنامج، إذ تستعد الحكومة لإطلاق النسخة المعدلة من الإستراتيجية، ما يوفر لها أدوات مالية إضافية لدعم هذا التحديث وضمان استمرارية برامجه.
وكانت الحكومة الأردنية وقعت على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي ثلاث اتفاقيات لدعم النمو وتعزيز الحماية الاجتماعية بقيمة 1.1 مليون دولار، منها برنامج الحماية الاجتماعية القادرة على الصمود والاستدامة بقيمة 400 مليون دولار، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة الأردن على الاستجابة للصدمات، مع تحسين أوجه الدعم المقدم للفئات الأكثر احتياجا من السكان.
ويعمل البرنامج على توسيع نطاق المساعدات النقدية، وتعزيز تقديم الخدمات الرقمية، إضافة إلى ربط المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية بخدمات التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل.
كما يهدف إلى تقديم الدعم المتمثل في التحويلات النقدية لنحو 1.2 مليون شخص من الفئات الأكثر احتياجا، وتوفير التأمين الصحي لنحو 150 ألف شخص، وتقديم الخدمات لمليون فرد من خلال أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة.
يشار إلى أن معدلات الفقر في الأردن، لم تحدث منذ أكثر من 14عاما، إذ تم تأجيل كشفها أكثر من مرة خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن تقديرات حكومية في العام 2021، قدرتها مرحليا بنسبة 24 %، في حين قدر تقرير "أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام 2023" حجم الفقر في الأردن بأكثر من 30 %، استنادا إلى معطيات خط الفقر الوطني لكل دولة في العالم، والمحدد للفرد الواحد في الأردن بـ7.9 دولار في اليوم.
برنامج حيوي يدعم إطلاق النسخة الجديدة من الإستراتيجية الوطنية
وقال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والاجتماعية أحمد عوض، "يعد هذا الدعم (البرنامج) بالغ الأهمية، كونه يعزز قدرة الحكومة الأردنية على تمويل التدخلات الرسمية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية".
وأضاف "يأتي هذا التمويل في توقيت مهم، إذ تستعد الحكومة لإطلاق النسخة المعدلة من الاستراتيجية، ما يوفر لها أدوات مالية إضافية لدعم هذا التحديث وضمان استمرارية برامجه".
وأكد عوض أن هذا التمويل سيساهم في تحسين واقع الحماية الاجتماعية، من خلال توسيع مظلة المساعدات النقدية، وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية، وربط الحمايات الاجتماعية بفرص العمل.
وقال عوض "لضمان فاعلية هذا الأثر واستدامته، من الضروري أن تتحلى الحكومة بالمرونة في تحديد أولويات الإنفاق بناء على احتياجات المجتمع، وأن تقوم بإجراء تقييمات دورية مستقلة لقياس فاعلية البرامج الجديدة، وكفاءة استخدام الموارد، والأثر الاجتماعي والاقتصادي الفعلي لهذه التدخلات".
وبهدف تعزيز واقع الحماية الاجتماعية محليا، دعا عوض الحكومة إلى إجراء تغييرات جوهرية في نموذج منظومة الحماية الاجتماعية، حيث يتم تقليل الاعتماد المتزايد على المساعدات النقدية من صندوق المعونة الوطنية، الذي يشهد تضخما سنويا في موازنته، والعمل بدلا من ذلك على توسيع قاعدة الحماية من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي.
ولتحقيق ذلك، يجب تطوير أدوات تأمينية مبتكرة ومدعومة حكوميا، تستهدف دمج العاملين في القطاع غير المنظم، ضمن مظلة الضمان الاجتماعي.
كما دعا إلى تخصيص جزء من القرض الميسر لدعم هذا التحول، بما يضمن توسيع نطاق الحماية الاجتماعية بشكل مستدام، ويخفف الأعباء المالية المستقبلية على الخزينة العامة.
وأشار عوض إلى أنه رغم الفرصة الكبيرة التي يمثلها التمويل الجديد من البنك الدولي لتعزيز الحماية الاجتماعية، إلا أنه يشكل في الوقت ذاته عبئا إضافيا على الدين العام الأردني.
ومع ذلك، فهو أفضل أنواع الديون الممكنة مقارنة بالديون التجارية، نظرا لكونه ميسرا وبشروط تمويلية مريحة.
لذلك، من الضروري أن تحرص الحكومة على توظيف هذا التمويل بحكمة لتحقيق أثر طويل الأمد ومستدام.
تحسين الحماية الاجتماعية ضرورة مرحلية
من جانبه، أكد المختص في الاقتصاد الاجتماعي فهمي الكتوت أن تحسين مستوى الحماية الاجتماعية، أمر بالغ الأهمية خلال المرحلة الحالية، خاصة في ظل صعوبة الظروف المعيشية والاقتصادية ولا سيما، في أوساط الفئات المعوزة.
واعتبر الكتوت أن وضع ملف الحماية الاجتماعية على طاولة الاهتمام الحكومي، خطوة جيدة، تأكد جديتها في إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية التي تعتريها اختلالات عدة.
وأوضح أن التغلب على هذه الاختلالات يتطلب معالجة الأسباب التي فاقمت واقع الحماية الاجتماعية خلال السنوات الماضية كتآكل الأجور، ضعف الإنفاق الحكومي على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم، داعيا في هذا الصدد، إلى وجوب إعادة النظر بالنظام الضريبي وتخفيض ضريبة المبيعات، إضافة إلى إعادة جدولة الحكومة للنفقات العامة والتخلي عن النفقات غير الضرورية، والتوسع في النفقات الرأسمالية.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي منير دية أن تصميم البرنامج والمستهدفات التي يسعى إلى تحقيقها يشير إلى وجود رغبة حكومية في تحسين واقع الحماية الاجتماعية ،خاصة في أوساط الطبقات الفقيرة والمعوزة، لذا فإن الاثر الإيجابي المنتظر من هذا البرنامج كبير، وثمة تعويل على مساهمته في تحسين منظومة الحماية الاجتماعية المحلية.
ولفت دية إلى أن البرنامج سيقود إلى أبعاد اقتصادية إيجابية أخرى، كتنشيط الاستهلاك المحلي، وتوفير المزيد من فرص العمل، ما ينعكس أيضا على النمو الاقتصادي، فضلا عن تعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وأشار دية إلى أن منظومة الحماية الاجتماعية، منذ جائحة "كورونا" تعاني من ضغوطات كبيرة ولا سيما، بعد إزدياد معدلات الفقر نتيجة التبعات الاقتصادية التي خلفتها الجائحة على مدار عامين وأكثر.
ويرى دية أن تحسين السياسات والخطط الحكومية الخاصة بالحماية الاجتماعية، يتطلب العمل على تحديث الدراسات والمسوحات الوطنية الخاصة بالفقر والاتفاق الأسري، حيث لم تحدث منذ عقد وأكثر، الأمر الذي يخلق فجوة في معرفة وإدراك واقع الحماية الاجتماعية محليا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نقص التمويل يجبر مفوضية اللاجئين على تقليص المساعدات في الأردن
نقص التمويل يجبر مفوضية اللاجئين على تقليص المساعدات في الأردن

وطنا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وطنا نيوز

نقص التمويل يجبر مفوضية اللاجئين على تقليص المساعدات في الأردن

وطنا اليوم:قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) إنها ستضطر إلى تقليص برامجها وخدماتها الحيوية بسبب انخفاض التمويل المخصص لعملياتها الإنسانية في الأردن، مشيرة إلى أن إجمالي المساهمات المسجلة حتى نيسان بلغ 82.7 مليون دولار. وأضافت مفوضية اللاجئين ، أنها وزعت 2.8 مليون دولار كمساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية، استفادت منها نحو 17,000 أسرة في المجتمعات المحلية، مشيرة إلى أن عدد الأسر التي تتلقى المساعدة قد يتغير في الأشهر المقبلة تبعا للتمويل. وأشارت إلى أن نحو 22,800 أسرة تلقت مساعدات نقدية ربع سنوية في مخيمي الأزرق والزعتري، مؤكدة أنها تواجه خطر خفض مساعداتها لتلبية الاحتياجات الأساسية إلى 14,000 أسرة في الربع الثاني بسبب انخفاض التمويل. ولفتت إلى أنها سهلت إحالة نحو 1,400 لاجئ من مخيمي الأزرق والزعتري لتلقي المساعدة الصحية الحيوية، مثل غسيل الكلى، والرعاية الطارئة للولادة وحديثي الولادة. وبينت أن شهر نيسان شهد عودة نحو 10,500 لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية من الأردن إلى سوريا، بزيادة تجاوزت 60% مقارنة بشهر آذار، الذي شهد عودة نحو 6,500 لاجئ. وبلغ عدد اللاجئين العائدين طوعًا من الأردن إلى سوريا، منذ 8 كانون الأول 2024 وحتى 10 أيار 2025، نحو 65,680 لاجئًا، وذلك بحسب آخر إحصائية صادرة عن المفوضية. وأشارت المفوضية إلى أنها أكملت خلال شهر نيسان مشروع النقل التجريبي، الذي استمر ثلاثة أشهر، ووفر الدعم لأكثر من 1,700 لاجئ أعربوا عن نيتهم في العودة طوعًا إلى سوريا، مبينة أنها ستنتقل الآن إلى ترتيبات طويلة الأجل لخدمات الحافلات، كما نقلت نحو 400 لاجئ يرغبون في العودة إلى سوريا من المخيمات والمجتمعات المحلية. وبينت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها أعادت توطين 86 لاجئًا غادروا الأردن خلال الشهر ذاته

إعلام عبري: حرب غزة كلفت إسرائيل 40 مليار دولار حتى نهاية 2024
إعلام عبري: حرب غزة كلفت إسرائيل 40 مليار دولار حتى نهاية 2024

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

إعلام عبري: حرب غزة كلفت إسرائيل 40 مليار دولار حتى نهاية 2024

سرايا - بلغت تكلفة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حوالي 40 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية. وقالت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء، إن "تكلفة الحرب، شاملة المساعدات الأمريكية، بلغت 141.6 مليار شيكل (نحو 40 مليار دولار) بنهاية عام 2024، وفقا لبيانات المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية". وأشارت إلى أن التكلفة الإجمالية تشمل التكاليف العسكرية، والنفقات المدنية، ومبالغ صندوق تعويضات الأضرار. وأوضحت "غلوبس" أن الصافي العسكري من هذه النفقات بلغ 98.4 مليار شيكل (27.7 مليار دولار)، منها 80.2 مليار شيكل (22.6 مليار دولار) خلال عام 2024 فقط، وهو ما يعادل نحو 80 بالمئة من إجمالي التكلفة. وبحسب الصحيفة، فإن ذروة الإنفاق العسكري سجلت في ديسمبر/ كانون الأول 2023، حين بلغت النفقات خلال ذلك الشهر وحده 17.2 مليار شيكل (4.8 مليارات دولار). ولفتت إلى أن وزارة المالية لم تنشر حتى اليوم بيانات مفصلة عن نفقات الحرب في عام 2025. ولم تشمل هذه الأرقام الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب، بما في ذلك انخفاض الإيرادات، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وتضرر قطاع السياحة. كما لم تتضمن أي تقدير لتكاليف إعادة الإعمار، سواء في المستوطنات المحيطة بغزة جنوبي إسرائيل، أو البلدات القريبة من الحدود اللبنانية التي تضررت جراء القصف المتبادل مع "حزب الله"

برشلونة يقترب من ضم راشفورد مقابل 54 مليون دولار
برشلونة يقترب من ضم راشفورد مقابل 54 مليون دولار

ملاعب

timeمنذ 3 ساعات

  • ملاعب

برشلونة يقترب من ضم راشفورد مقابل 54 مليون دولار

اضافة اعلان كشف خبير الانتقالات فابريزيو رومانو، عبر منصة "إكس"، أن النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، لاعب مانشستر يونايتد المعار حالياً إلى أستون فيلا، بات متاحاً للأندية مقابل 40 مليون جنيه إسترليني (54 مليون دولار أمريكي تقريباً).وأكد رومانو أن برشلونة يواصل وضع راشفورد على قائمته القصيرة للتعاقدات منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما لم تتم الصفقة بسبب عدم إتمام أي عملية بيع.ووفقاً لتقرير الصحافي تيخوان مارتي، عقد وكلاء راشفورد اجتماعاً مع إدارة برشلونة اليوم الأربعاء، حيث يُعتبر اللاعب واحداً من أربعة خيارات على قائمة النادي الكتالوني لتعزيز خط الهجوم في الميركاتو الصيفي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store