logo
مجلس الوزراء يستهل اجتماعه اليوم بالوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور علي المصيلحي

مجلس الوزراء يستهل اجتماعه اليوم بالوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور علي المصيلحي

صدى البلدمنذ 21 ساعات
استهل مجلس الوزراء اجتماعه اليوم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بالوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، الذي وافته المنية أمس بعد مسيرة حافلة من العمل الوطني.
ونعى مجلس الوزراء الراحل الكريم مؤكداً الاعتزاز والتقدير لما بذله على مدار سنوات عمله من جهود مُخلصة لخدمة مصر وأبنائها، حيث كان قامة وطنية بارزة، ورمزًا للإخلاص والكفاءة والنزاهة، وساهم خلال فترة توليه وزارة التموين والتجارة الداخلية في تطوير منظومة السلع التموينية بكفاءة واقتدار، كما توجه المجلس بخالص التعازي لأسرة الفقيد متمنياً أن يسكن الله فقيد الوطن فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس
نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس

شبكة النبأ

timeمنذ 15 دقائق

  • شبكة النبأ

نحو بعثٍ حسيني يغير المجتمع ويهذب النفوس

ثورة إصلاحية وجودية انطلقت من أعماق التوحيد، وارتكزت على رسالة السماء في مقاومة الظلم والفساد والانحراف. إنه إصلاح لا يقف عند حدود المظهر، بل يمتد إلى الإصلاح العقدي والفكري والأخلاقي والاجتماعي. فكانت كربلاء حركة لتثوير الضمير الإنساني وتحريك سواكن الفطرة. وكذا فهي حركة لتنوير العقل المسلم وترسيخ الوعي... مقدمة حينما تطلّ علينا ذكرى عاشوراء، لا نقف أمام مجرد حدث تاريخي أو مأساة عاطفية، بل نجد أنفسنا أمام أعظم مدرسة في التاريخ البشري، مدرسةٍ سطرها الدم الطاهر على أرض كربلاء، ليتحول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رمز أبدي للحق والحرية والكرامة. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: كيف يمكن أن نترجم هذه الذكرى الخالدة إلى مشروع حيّ يغير النفوس ويصلح المجتمعات ويجسد القيم الحسينية في واقعنا؟ أولاً: في فهم جوهر الثورة الحسينية لم تكن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) مجرد صراع سياسي عابر أو نزاع على سلطة زمنية، بل كانت ثورة إصلاحية وجودية انطلقت من أعماق التوحيد، وارتكزت على رسالة السماء في مقاومة الظلم والفساد والانحراف. لقد لخص الإمام هدفه بقوله: «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي». إنه إصلاح لا يقف عند حدود المظهر، بل يمتد إلى الإصلاح العقدي والفكري والأخلاقي والاجتماعي. فكانت كربلاء حركة لتثوير الضمير الإنساني وتحريك سواكن الفطرة. وكذا فهي حركة لتنوير العقل المسلم وترسيخ الوعي والبصيرة سواء على المستوى الديني او على المستوى السياسي. إن عظمة الشعائر الحسينية -من البكاء واللطم والمسيرات وغيرها- لا ينبغي أن تبقى غايةً في ذاتها، بل لا بد أن تكون وسيلة للبعث الروحي والتغيير السلوكي. ومن هنا فإن تفعيل المنهج الحسيني في المجتمع يقتضي عدة مرتكزات: 1- ترسيخ العقيدة الصحيحة بيان أن الحسين (عليه السلام) خرج دفاعًا عن التوحيد المحض، ورفضًا للإسلام الأموي المزيف. وعودة الى الإسلام المحمدي الأصيل. ويكون ذلك من خلال ربط العقيدة بالحياة اليومية بأن يكون الله حاضراً في وعي الناس، وألا تقتصر العقيدة على مظاهر فارغة. 2- تزكية النفوس وتعزيز معالي الأخلاق كربلاء مدرسة للصبر والإيثار والوفاء والصدق، وهي القيم التي ينبغي غرسها في الأفراد عبر الخطب والدروس والورش التربوية. ويكون ذلك من خلال إحياء روح التوبة والعودة إلى الله في هذه الأيام، فكما قال الإمام جعفر الصادق (ع): «إن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها». 3- بناء الوعي الفكري والاجتماعي تسليط الضوء على خطر الاستبداد والفساد السياسي والظلم الاجتماعي. وتربية الناس على مقاومة الذل والمهانة في كل مظاهر الحياة من البيت إلى المجتمع إلى الدولة. ويكون ذلك من خلال جملة من الامور منها: أ. الخدمة الاجتماعية باسم الحسين (ع) إقامة مشاريع خيرية، ومبادرات تنموية ترفع مستوى المجتمع الفقير والمحروم. فيجب اعتبار كل عمل خيري امتداداً لكلمة الإمام: «كونوا أحرارًا في دنياكم». ب. محاربة الرذائل الاجتماعية من خلال نشر ثقافة الحسين في مقاومة الظلم والفساد الأخلاقي. وإقامة حملات شعبية ضد الآفات الاجتماعية امثال: المخدرات، الفساد الإداري، العنف الأسري. ج. تهذيب الذات ومجاهدة النفس فلابد من اعتبار كل فرد عاشورائي مشروع حسيني مصغَّر: يثور على هوى النفس، ويرتقي في درجات الإيمان. الشباب هم جنود عاشوراء الجدد، ومن هنا وجب: استخدام الوسائل العصرية (التكنولوجيا، الإعلام، الفنون) لزرع الوعي الحسيني. مضافا الى إشراكهم في مجالس التنظيم والتخطيط، وفي نشر رسالة الحسين بلغات العالم. كربلاء ليست نهاية الحكاية بل بدايتها، والمهدي (عجل الله فرجه) هو الوارث الشرعي لدم الحسين. فشعار: «يا لثارات الحسين» ليس مجرد شعار بل دعوة دائمة لإعداد الذات والمجتمع لظهور العدل المطلق. واخيرا اقول: عاشوراء ليست ذكرى عابرة، بل هي صوت خالد ينادي كل الأجيال: أن انهضوا في وجه الفساد كما نهض الحسين. أن أصلحوا أنفسكم ومجتمعاتكم كما أراد الإمام. أن اجعلوا الحسين في قلوبكم نهجاً، وفي عقولكم فكراً، وفي سلوككم خُلُقاً. إننا حين نجعل من الحسين (ع) مشروعاً يومياً لا موسماً عابراً، حينها فقط ستتحقق مقولة: «كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء».

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)

شبكة النبأ

timeمنذ 28 دقائق

  • شبكة النبأ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٨)

أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فلَم يضحِّي من أَجلِ حاكميَّةِ الإِسلام، أَيّاً كانت، وإِنَّما من أَجلِ قيَمهِ ومبادئهِ والتي تقِف على رأسِ أَولويَّاتِها العَدل ولذلكَ قالَ (ع) مثلي لا يُبايِع مِثلهُ فهوَ (ع) رسمَ منهجاً. وعندما تتعارَض الحاكميَّة مع القِيم فالأَولويَّة للثَّانية وعندَها تصبَح قيمة الأُولى عفطةُ عنزٍ أَو شِسعُ... أَوليسَ هو الإِسلام الذي ضحَّى من أَجلهِ جدَّ الحُسين السِّبط (ع) رسولُ الله (ص) بالغالي والنَّفيس وتحمَّل من أَجلهِ كُلَّ عذابات الدُّنيا حتَّى قالَ (ص) (ما أُوذِيَ نبِيٌّ مِثلَ ما أُوذِيت) وكُلُّ ذلكَ لتحقيقِ حاكميَّتهِ في المُجتمعِ؟!. أَوليسَ هو الإِسلام الذي قاتلَ للدِّفاع عنهُ رسولُ الله (ص) في الصُّفوف الأَماميَّة لم يتقدَّمهُ أَحدٌ حتَّى وصفهُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرسول الله (ص) فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ) وكُلُّ ذلكَ من أَجلِ أَن تتكحَّلَ عيونَ الخَلقِ بحاكميَّتهِ لإِقامةِ القسطِ والعدلِ بين العبادِ من دونِ تمييزٍ؟!. أَوليسَ هو الإِسلام الذي [تقاتلَ] عليهِ الأَهل والأَقارب عندما انقسمُوا إِلى فريقَينِ؛ فريقٌ يريدُ العودةَ بالمُجتمعِ إِلى حاكميَّةِ الجاهليَّةِ الأُولى وفريقٌ يريدُ تثبيتَ حاكميَّة السَّماء لإِزاحةِ الظُّلمِ ونشرِ العدلِ وحمايةِ الحقوقِ لكُلِّ المُواطنينَ في الدَّولةِ، كما وصفَ هذا التَّقاتلَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (ولَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه (ص) نَقْتُلُ آبَاءَنَا وأَبْنَاءَنَا وإِخْوَانَنَا وأَعْمَامَنَا؛ مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وتَسْلِيماً ومُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ وصَبْراً عَلَى مَضَضِ الأَلَمِ وجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ، ولَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا والآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا؛ أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا ومَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللَّه صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الإِسْلَامُ مُلْقِياً جِرَانَه ومُتَبَوِّئاً أَوْطَانَه). أَولَيست هذهِ الحاكميَّة هي التي قاتلَ من أَجلِ حمايتِها والذَّودِ عنها الحُسين السِّبط (ع) كَتِفاً لكَتفٍ مع أَخيهِ الحَسن السِّبط (ع) في حروبِ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) الثَّلاثة فكانَا يتقدَّمان الصُّفوف ويقتحِمان الأَهوال فلم يكونا ليوفِّرا شيئاً من شجاعتهِما وعزيمتهِما وجَّدَهِما في قتالِ العدوِّ حتَّى قالَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) (امْلِكُوا عَنِّي هَذَا الْغُلَامَ لَا يَهُدَّنِي فَإِنَّنِي أَنْفَسُ بِهَذَيْنِ [يَعْنِي الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ (ع)] عَلَى الْمَوْتِ لِئَلَّا يَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللَّه (ص)). أَوليسَ هو الإِسلام الذي تنازلَ من أَجلِ إِعلاءِ كلمتهِ وتثبيتِ حاكميَّتهِ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) عن كُلِّ حقوقهِ الشَّخصيَّة وأَكثر حتَّى قالَ (فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (ص) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلَامَ وأَهْلَه أَنْ أَرَى فِيه ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِه عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وزَهَقَ واطْمَأَنَّ الدِّينُ وتَنَهْنَهَ) وقولهُ (لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي ووَ اللَّه لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ ولَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لأَجْرِ ذَلِكَ وفَضْلِهِ وزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وزِبْرِجِهِ) و (فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وفِي الْعَيْنِ قَذًى وفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً)؟!. فلماذا إِذن خرجَ الحُسين السِّبط (ع) على [حاكميَّةِ الإِسلام] عندما اعتلى الخلافةَ يزيد بن مُعاوية؟!. هل أَنَّهُ (ع) إِنقلبَ على ما ضحَّى من أَجلهِ فقُتِلَ بسيفِ جدِّهِ، كما يشيعُ الأَمويُّونَ؟! أَم أَنَّهُ غيَّر رأيهُ في الحاكميَّة؟! أَو حصلَ لهُ بِداءٌ؟! أَم أَنَّهُ (ع) ندمَ على تضحياتهِ السَّابقة؟! أَم ماذا؟!. أ/ إِنَّ حاكميَّةَ الإِسلام تتجلَّى حصراً بالعدلِ فهوَ مدارُ الخلافةِ والسُّلطةِ والإِدارةِ والعدلُ وهوَ لا يتحقَّقُ بخليفةٍ أَو حاكمٍ أَو مسؤُولٍ فاسدٍ ظالمٍ متهتِّكٍ يسحق حقُوقَ الرعيَّةِ ولا يخالف الله فيهِم! فإِذا لم يتحقَّق العدلُ في مُمارسةِ الحاكميَّةِ فلا معنى لاعتبارِها شيءٌ من الدِّينَ أَبداً. ب/ إِنَّ كُلَّ ما جاءَ بهِ رسولُ الله (ع) وما ضحَّى من أَجلهِ كانَ الهدفُ منهُ هو تحقيق كَرامة الإِنسان التي تتجلَّى في الحريَّةِ وتحديداً حريَّة الفِكر والرَّأي والإِختيار (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فإِذا لمسَ المُجتمعُ كُلَّ ذلكَ على أَرضِ الواقعِ وفي حياتهِ اليوميَّةِ وفي العلاقةِ بينَ الرَّاعي والرعيَّة قالَ؛ هذهِ هيَ حاكميَّةُ الإِسلام، وعكسَها حاكميَّة الشَّيطان الرَّجيم القائِمة على الغشِّ والتَّدليسِ والكذبِ وخلفِ الوعدِ والظُّلمِ والعبوديَّةِ وسحقِ حقوقِ الرعيَّةِ والإِحتكارِ والتَّدليسِ والتستُّرِ بالدِّينِ والمُقدَّسِ. ج/ تأسيساً على ذلكَ فإِنَّ الحُسين السِّبط (ع) لم يخرُج على [حاكميَّة الإِسلام] عندما رفضَ البَيعة للطَّاغية يزيد وإِنَّما رفضَ [الحاكميَّة المُتستِّرة بالدِّين] والمُتجلبِبة بلباسِ قيمِ السَّماءِ زوراً وبُهتاناً. ولو كانَ (ع) قد قبلَ بهذهِ الحاكميَّة المُزيَّفة لشرعنَ للأُمَّةِ [حاكميَّة الشَّيطان المُتلبِّس بلباسِ الرَّحمن] ولشرعَن لها القَتل باسمِ الدِّين وتكميمِ الأَفواه باسمِ الدِّين وفرْضِ البَيعة وإِجبار النَّاس على نوعٍ معيَّنٍ من الإِختيارِ باسمِ الدِّينِ ولشرعنَ عدم جَواز الخرُوج على [خليفةِ المُسلمينَ] حتَّى إِذا وُجدَ يزني في محرابِ الصَّلاةِ أَو يُصلِّي بالنَّاسِ ثمِلاً سكراناً، كما ذهبَ إِلى ذلكَ الكثير من [فُقهاء الأُمَّة]. لا أَدري كيفَ كان ينتظِر البعض من الحُسين السِّبط (ع) مُمارسة عمليَّة [خِداع الذَّات] فيغضَّ النَّظر عن كُلِّ ذلكَ ويُبايع الطَّاغية الأَرعن ويتمثَّل بالقَولِ المشهور [حشرٌ مع النَّاسِ عيدٌ] ويسلِّم أَمرهُ للحاكميَّةِ الجديدةِ [المُزوَّرة] ويعيشَ أَيَّامهِ وحياتهِ كما يعيش الآخرونَ؟!. لقد تجلَّت مسؤُوليَّة الحُسين السِّبط ع في حمايةِ الإِسلام كدينٍ وقِيمٍ ومبادئ وأَخلاق وسلوكيَّات صالِحة من العبثِ والإِتِّجارِ غيرِ المَشروعِ بالمُقدَّسِ حتَّى إِذا جاءَت على حسابِ [حاكميَّتهِ] المزعومةِ لأَنَّها مُزيَّفةٌ يُمارسها الدجَّالة والحيَّالة. إِنَّ الدِّفاع عن القِيمِ أَهم وأَعظم من الدِّفاع عن [الحاكميَّةِ] وعن [الخلافةِ] ولذلكَ لاحظنا أَنَّ أَميرَ المُؤمنينَ (ع) يتنازل عن الخلافةِ مرَّتَينِ من أَجلِ حمايةِ القِيم والمبادِئ. وكذلكَ فعلَ الحسنُ السِّبط (ع). أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فلَم يضحِّي من أَجلِ حاكميَّةِ الإِسلام، أَيّاً كانت، وإِنَّما من أَجلِ قيَمهِ ومبادئهِ والتي تقِف على رأسِ أَولويَّاتِها [العَدل] ولذلكَ قالَ (ع) [مثلي لا يُبايِع مِثلهُ] فهوَ (ع) رسمَ منهجاً. وعندما تتعارَض الحاكميَّة مع القِيم فالأَولويَّة للثَّانية وعندَها تصبَح قيمة الأُولى [عفطةُ عنزٍ] أَو [شِسعُ نعلٍ] أَو [ورقةً في فمِ جرادةٍ تقضِمُها] كما يصفُها أَميرُ المُؤمنينَ (ع). وهذا هو الفَرق الجَوهري بينَ مدرسةِ أَهل البيت (ع) ومدرسة الخِلافة! بينَ مَن يرى في الوحي [ديناً] وبينَ مَن يكفُرُ بالوحي قائلاً [تلاقفُوها يا بني أُميَّة تلاقُفَ الصِّبيانِ للكُرةِ فالذي يُقسِمُ بهِ أَبو سُفيان لا جنَّةَ ولا نارٍ ولا حشرٍ ولا قيامةَ وإِنَّما هوَ المُلكُ].

بنيامين نتنياهو على أكتافنا
بنيامين نتنياهو على أكتافنا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

بنيامين نتنياهو على أكتافنا

لو تخلينا، لهنيهة، عن ثقافة "هالكم أرزة العاجقين الكون"، وحاولنا العثور على موطئ قدم لنا وسط هذا الزلزال الذي يضرب المنطقة من أدناها الى أقصاها. ذاك التركيز اللامنطقي على الخطر الايراني، والمبرمج عربياً وسرائيلياً، يعكس مدى تبعيتنا العمياء للولايات المتحدة التي قد تبيعنا، في أي لحظة، ان لأحمد الشرع أو لبنيامين نتنياهو، أو للاثنين معاً. متى لم نضع بلدنا في المزاد العلني، ومتى لم نكن الدمى بين أيدي القناصل ؟ للمرة الألف، لسنا لا مع الخط الايديولوجي، ولا مع الخط الاستراتيجي، لآيات الله، ولطالما حذرنا من اللعب الجيوسياسي في لبنان، أو في أي بلد عربي آخر، لأن المنطقة، بكل عروشها، وبكل مصائبها، تدور داخل الحرملك الأميركي. ما حدث خلال الربع الأخير من العام المنصرم أكد ذلك، ليكون الانكفاء الايراني، وخلال ساعات لا خلال أيام، وان كانت الصيحات اياها لا تزال على عشوائيتها. ايران لم تعد تشكل، في اي حال، الخطر على لبنان. كفانا ضحك على الناس ما دام هناك بيننا من يبيع روحه للشيطان، لكأن ما يفعله دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو، لا يتعدى، بالكثير الكثير، ما يفعله الشيطان. سيناريو ترحيل الفلسطينيين من غزة، والضفة، وربما من الجليل ومن داخل الخط الأخضر، يقترب من الحلقة الأخيرة. في مصر، وفي الأردن، الهلع الكبير مما تحمله الأيام المقبلة، وهي ايام الزلزال .. ولكن هل أن الطريق، لتحقيق ذلك، مفروشة بالورود ؟ لنقرأ ما يكتبه، وما يقوله، المحللون الانكليز الكبار، الأكثر خبرة بالتفاعلات الجيولوجية، والتفاعلات الايديولوجية، وحتى بالتفاعلات التاريخية، في المنطقة. يسخرون من الأميركيين والاسرائيليين، حين يعملون ليس فقط لتغيير مسار الشرق الأوسط، وانما لتغيرر البنية الفلسفية، وحتى البنية اللاهوتية، للشرق الأوسط، بين ليلة وضحاها. هذه مسألة بالغة التعقيد. الديبلوماسي الأميركي آرون ميللر، يسأل "الى أين ماضون في لعبة الوحول ...؟" . فلاسفة، ومؤرخون، يهود يحذرون من أن تكون غزة، وهي القنبلة التي توجس منها دافيد بن غوريون، قد انفجرت داخل اسرائيل. وهم يتساءلون "الى أين يقودنا دونالد ترامب حين يضخ كل تلك النيران في رأس بنيامين نتنياهو ؟". حتى إنهم في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وهي دول لطالما اعتبرت أن وجود اسرائيل في المنطقة يعني وجود الغرب فيها، يتوقفون عند قول سارة نتنياهو اذا ما أسقطت المعارضة زوجها " لقد حزمنا حقائبنا لنرحل، ولتحترق اسرائيل". في الصحف الأوروبية "بقاؤه على كتف دونالد ترامب هو الذي يحرق اسرائيل". أكثر من ذلك. الانكليزي ديفيد هيرست يحذر من أن زعيم الليكود على وشك أن يحرق الشرق الأوسط، بعدما بدأ يشعر أن الخروج من المأزق الذي يتمثل بمواقف الدول الأوروبية منه، يقتضي شن عملية عسكرية مدوية ضد ايران، وبضوء أخضر أميركي. لكن ما ينشر في تلك الصحف اياها يشير الى أن الايرانيين الذين تمكنوا من معالجة الخروقات الهائلة التي أحدثتها الاستخبارات الاسرائيلية، والأميركية، في بلادهم (تصوروا أن عدد المشتبه فيهم اثناء الحرب 21000 شخص) يشعرون بأن عليهم خوض معركة البقاء واللابقاء. لذا لا بد من مواجهة الجنون الأميركي، والجنون الاسرائيلي، بالجنون الايراني... ما يستشف من الأوساط الديبلوماسية الأوروبية أن الحرب الايرانية ـ الاسرائيلية اذا ما انفجرت لن تنحصر مفاعيلها على الجانبين، خصوصاً في ظل التراكمات التي تشكلت بعد الانكفاء الجيوسياسي الايراني والتي أظهرت وجود قوس استراتيجي يراهن ليس فقط على تقويض النظام في ايران، بل وعلى تقويض الدولة، دون أن ندري مدى دقة المعلومات التي تشير الى أن الروس والصينيين باتوا يشعرون بأن ثمة أهدافاً بعيدة المدى لضرب ايران، وعلى مستوى الأمن الاستراتيجي لموسكو وبكين، فهل من واقع عسكري مختلف يمكن أن ينشأ في هذه الحال ؟ لقاء آلاسكا بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين قد يؤدي الى بروز وقائع جديدة، وربما وقائع صارخة، على الأرض، لتكون حرب المئة عام ... ولكن أليس لافتاً أن بعض المعلقين الأتراك بدؤوا يطرحون اسئلة من قبيل "وماذا في رأس نتنياهو حول تركيا؟" التي يلحظ المشروع التوراتي اقتطاع جزء من أراضيها، بل وحتى الحيلولة دون وجود دولة قوية عسكرياً في المنطقة، اذا ما أخذنا بالاعتبار الحجم الديموغرافي لتركيا، وموقعها الجغرافي الفائق الأهمية بالنسبة الى سائر دول المحيط الأوروبي والآسيوي . جمهوريتنا الضائعة داخل هذه الأوضاع الاقليمية المتشابكة. تصوروا أن البعض اعتبر أن زيارة علي لاريجاني لبيروت كسر للميثاقية التي قضى بها دستور الطائف، كما لو أن الميثاقية التي كانت الصولجان في يد رجل مثل شارل ديغول، لدى اطلاقه الجمهورية الخامسة، لم تكن تتتعلق، وكما كتب موريس دوفرجيه، بروح الأمة لا بأمزجة أساقفة الطوائف، على اختلاف ولاءاتهم في بلادنا. في احدى مسرحيات كاتب اللامعقول صمويل بيكيت عبارة "رقصة العناكب على الزجاج". ماذا نفعل الآن سوى أن نؤدي رقصة العناكب على الزجاج، لنكون اليوم ـ اليوم بالذات ـ أمام هذه المعادلة "ايران عدوتنا ... اسرائيل حليفتنا". هناك بيننا من أعدّ العدة لكي يحمل بنيامين نتنياهو على كتفيه. انه ... على أكتافنا !! نبيه البرجي -الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store