
رحيل مفجع لمدير تصوير مصري أثناء إنقاذ ابنه من الغرق
نعي واسع من المؤسسات الفنية
سارعت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى نعي الراحل عبر بيان رسمي أكدت فيه أنه "ترك إرثا فنيا سيبقى شاهدا على موهبته وإبداعه"، مشيرة إلى أن أعماله المتميزة أسهمت في إثراء مكتبة الدراما والسينما المصرية.
كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي بيانا عبّرت فيه عن حزنها العميق. وأكدت النقابة تضامنها الكامل مع أسرته وزملائه، داعية الله أن يمنحه الرحمة ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وأعربت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن الحزن العميق لرحيل تيمور تيمور بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني.
ونعى عدد من الفنانين مدير التصوير الراحل بكلمات مؤثرة، كتبت الممثلة ياسمين عبد العزيز ".. الرجاء الدعاء لتيمور بالرحمة ولأهله لولاده ولنا بالصبر".
وعبر الفنان أحمد السقا عن حزنه 'حتوحشني يا صاحبي يا أطيب خلق الله، ربنا يرحمك ويغفرلك ويصبر أهلك ويصبرنا".
وكتب الفنان ياسر جلال "إنا لله وإنا إليه راجعون، تلقيت من قليل خبر وفاة أخي وصديقي العزيز الفنان الكبير تيمور تيمور، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان".
ونعاه المخرج إسلام خيري قائلا: "ربنا يرحمك كنت أطيب من أنك تكمل معانا مع السلامة يا تيمو".
وكتبت الفنانة يسرا "الناس النظيفة والحلوة بتمشي بسرعة.. الضحكة عمرها ما فارقت وشك يا تيمور يا طيب يا جدع ويا كل حاجة حلوة ممكن تتقال عليك.. مش قادرة أوصف وجعي وصدمتي على خبر وفاتك.. ربنا يرحمك ويرزقك الجنة ونعيمها ويصبر أهلك وأصحابك وحبايبك على فراقك يا تيمور".
View this post on Instagram
A post shared by Yasmin Abdelaziz (@yasminabdelaziz_)
إعلان
وأعربت الفنانة منى زكي عن ألمها وكتبت "خبر حزين ومؤلم.. مش مصدقة، الله يرحمك يا تيمور ويغفر لك، كنت أطيب إنسان.. ربنا يصبرنا على فراقك ويصبر زوجتك وولادك وأسرتك وأهلك وأصحابك.. اللهم أسكنه فسيح جناتك وتغمده برحمتك يا أرحم الراحمين".
View this post on Instagram
A post shared by Mona Zaki (@monazakiofficial)
ولم يغب الحزن عن أروقة مستشفى رأس الحكمة، حيث وصلت زوجته في حالة صدمة شديدة لمتابعة إجراءات تصريح الدفن، غير قادرة على استيعاب الفقد المفجع.
مشوار فني متنوع
وُلد تيمور تيمور عام 1981، وتخرّج في معهد السينما، قسم التصوير. منذ دراسته الأولى برز شغفه بالفن، فشارك في مشاريع سينمائية وظهر كممثل في فيلم الحاسة السابعة مع أحمد الفيشاوي، وفيلم "بعد الموقعة" الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي.
على صعيد الإعلانات، تعاون مع العديد من النجوم، بينما ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية عبر أعمال بارزة مثل رسالة الإمام، طريقي، جراند أوتيل، فرقة ناجي عطالله، وجودر 2 الذي عُرض في رمضان 2025 كآخر أعماله.
أما في السينما، فقد ارتبط اسمه بأفلام مهمة منها: إبراهيم الأبيض، لا تراجع ولا استسلام، عريس من جهة أمنية، واحد صفر، ريغاتا، ورمسيس باريس.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
تجدد أزمة تصوير المشاهير.. ريهام عبد الغفور تهاجم مصورا في عزاء تيمور تيمور
رغم تكرار المطالبات بضرورة وضع آلية واضحة لتغطية مراسم عزاء المشاهير، فإن الجدل عاد إلى الواجهة مجددًا مع عزاء مدير التصوير والممثل تيمور تيمور بعدما عبّر عدد من الفنانين عن استيائهم من الحضور المكثّف للكاميرات وتدخّلها المبالغ فيه أثناء قيامهم بتقديم واجب العزاء لزميلهم الراحل. شهدت مراسم العزاء انفعال الممثلة المصرية ريهام عبد الغفور، التي دخلت في مشادة مع أحد المصورين أثناء مغادرتها القاعة بعد أن لاحقتها الكاميرات بشكل استفزها. وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق اللحظة التي توقفت فيها بشكل مفاجئ لتوجّه حديثًا غاضبا إلى أحد المصورين قائلة "خلاص بقى.. حس على دمك"، قبل أن تبعد هاتفه عن وجهها وتغادر المكان مسرعة. وشهد العزاء مواقف مشابهة مع آخرين من بينهم الفنانة دينا فؤاد، التي لم تخف انزعاجها من ملاحقة الكاميرات لها أثناء المغادرة، لتوجه حديثها إلى المصورين مطالبة إياهم بالتوقف عن تتبعها، وقالت "خلاص.. محدش يمشي ورايا بعد إذنكم". ثم أسرعت في الخروج لتفادي استمرار الملاحقة. مطالب بضوابط للتصوير المهني مع تصاعد المطالب في السنوات الأخيرة بضرورة وضع قواعد تنظّم آلية تصوير عزاءات المشاهير، أعلنت شعبة المصورين بنقابة الصحفيين المصريين عن عقد اجتماع يوم الأربعاء المقبل، الموافق 20 أغسطس/آب الجاري، لمناقشة اعتماد معايير مهنية واضحة لتغطية جنازات وعزاء الشخصيات العامة. ويأتي هذا التحرك بعد أشهر قليلة من المؤتمر الصحفي الذي أُعلن خلاله عن بروتوكول تعاون بين نقابة الصحفيين ونقابة المهن التمثيلية، بهدف وضع ضوابط واضحة لتصوير جنازات الفنانين والمشاهير، بما يضمن تمكين المصورين من أداء عملهم دون المساس بخصوصية المواقف الإنسانية، مع الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية للمهنة. ويُطرح هذا الملف مجددًا على خلفية الخلافات المتكررة بين بعض الفنانين والمصورين، في ظل تصاعد الدعوات لاحترام لحظات الوداع والامتناع عن تصوير الجنازات بشكل يثير الجدل. أزمات سابقة قبل أشهر، دخل الفنان عمرو عبد الجليل في مشادة مع بعض المصورين خلال عزاء الفنان الراحل سليمان عيد بعد أن أزعجه إصرارهم على ملاحقته بعدسات الكاميرات أثناء تقديمه واجب العزاء. الأمر لم يكن الأول من نوعه، فالممثل أحمد السعدني كان قد وجّه سابقًا انتقادًا حادا عبر منشور على صفحاته في مواقع التواصل، أعلن فيه رفضه القاطع لتصوير مثل هذه المواقف، كما دخل في مواجهة مباشرة مع أحد المصورين خلال جنازة والده الفنان الراحل صلاح السعدني في أبريل/نيسان 2024. وفي السياق ذاته، طالب الفنان محمد عادل إمام المصورين بمغادرة الجنازة احترامًا لحرمة الموقف. الجدل ليس جديدًا، إذ سبق أن شهدت جنازة الفنان الراحل فاروق الفيشاوي عام 2019 توترًا كبيرا بعد مشادة وقعت بين نجله أحمد الفيشاوي والمصورين بسبب الازدحام الشديد أمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين أثناء إدخال الجثمان للصلاة. كما حرص الفنان أحمد عز في الجنازة نفسها على تفادي الكاميرات ورفض التصوير، وهو الموقف الذي كرره أيضًا خلال حضوره عزاء الكاتب والإعلامي الراحل مفيد فوزي. وخلال وجوده لتقديم واجب العزاء، توجه عز إلى المصورين قائلا "إحنا في عزا يا جماعة.. بعد إذنكم، متأسف مش هتصور مع حد". كما انفعل كريم عبد العزيز في وجه شخص طلب منه التصوير بطريقة "سيلفي" أثناء حضوره عزاء والدة الفنانة يسرا. بلغت الأزمة أشدها خلال جنازة الفنانة دلال عبد العزيز عام 2021، حيث اضطر نقيب الصحفيين المصريين ضياء رشوان إلى تقديم اعتذار رسمي عن بعض التجاوزات التي ارتكبها صحفيون ومصورون أثناء التغطية. غير أن هذا الاعتذار لم يمر بهدوء، إذ أثار جدلا داخل أوساط الصحفيين أنفسهم، حيث امتلأت مجموعات مغلقة على "فيسبوك" بمنشورات تنتقد موقف النقيب، خاصة وأنه لم يشر إلى ما تعرض له بعض الصحفيين من اعتداءات لفظية وتجاوزات من فنانين حضروا الجنازة، وفق ما ورد في تلك النقاشات. وشهدت الجنازة توترا حادا بين بعض أفراد الأسرة والصحفيين، حين دخل الإعلامي رامي رضوان في خلاف مع أحد المصورين، وقام بإسقاط هاتفه من يده مبررا لاحقا أن المصور كان يحاول التقاط مشهد للجثمان أثناء نقله من النعش إلى القبر. كما تكرر الموقف مع الممثل أحمد زاهر الذي أبدى اعتراضا على تصويره، مما أدى إلى تحطيمه هاتف أحد الصحفيين، بحسب رواية الأخير. وقد رصدت الكاميرات أيضا حالة من الارتباك بين عدد من الفنانين الحاضرين الذين حاولوا تجنب عدسات المصورين ومغادرة المكان بسرعة. وكان الحزن قد خيم على الوسط الفني مساء السبت الماضي بعد الإعلان عن وفاة تيمور تيمور غرقا أثناء محاولته إنقاذ نجله الصغير من الغرق، ليفجر موجة من الصدمة بين أصدقائه وزملائه في الوسط الفني، الذين عبروا عن أسفهم لفقدان واحد من أبرز المبدعين في مجاله. ترك تيمور بصمته في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال لاقت نجاحا لافتا مثل "رسالة الإمام"، و"طريقي"، و"جراند أوتيل"، و"فرقة ناجي عطا الله"، وآخرها "جودر 2" الذي عُرض في رمضان 2025. وفي السينما، ارتبط اسمه بعدد من الأفلام البارزة من بينها "إبراهيم الأبيض"، و"لا تراجع ولا استسلام"، و"عريس من جهة أمنية"، و"واحد صفر"، و"ريغاتا"، و"رمسيس باريس".


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
فن النجاة.. كيف يحكي فنانو غزة قصة الصمود وسط الحرب؟
مع تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، ومع تعثر الجهود السياسية والدولية في وقف نزيف الحرب حتى الآن، يبرز الفن كأحد أقوى الأسلحة الرمزية القادرة على حمل رواية هذا الشعب إلى العالم، اليوم وغدا وعلى امتداد السنين. فعلى الرغم من كل الخسائر التي أثقلت كاهل الغزيين عبر العقود، لا يزال صوتهم حاضرا، يتردد في كل مكان عبر إبداعاتهم الفنية. يحوّل الفنانون في غزة آلامهم ومعاناتهم إلى أعمال شاهدة على بطش الاحتلال، وناطقة بإصرار الحياة على الاستمرار. هذه لمحة عن أبرز ما قدمه أولئك المبدعون الذين قرروا أن يقاوموا بالفن، تاركين لنا ذاكرة بصرية وسمعية لا تعرف الفناء. ذاكرة غزة البصرية: فن لا يطمس يقدم معرض "غزة تبقى القصة" (Gaza remains the story) تجربة الشعب الفلسطيني. يسعى المعرض إلى تقديم صورة أعمق لما يحدث خلف الحرب، تتجاوز ما يُعرض في الأخبار، عبر إبراز الهوية الثقافية لشعب غزة. قدمت أيضا مجموعة "التقاء" صورة حية لمواجهة جميع التحديات لإنقاذ لوحات الفنانين الغزيين من خلال مشاركتهم في معرض "كيف نعمل معا" (How to Work Together). تأسست المجموعة في عام 2002. وعلى الرغم من اعتمادهم الكامل على مجهوداتهم الذاتية، ورغم تدمير مقرهم جزئيا خلال العدوان على غزة عدة مرات، ما زلنا نراهم يشاركون في معارض عالمية، ويقدّمون مبادرات لدعم الفن وتعليم الرسم لأطفال غزة. من بين أبرز أنشطتهم منح إنتاج فني وإقامات إبداعية لفنانين من القطاع، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية فلسطينية. على الخشبة: مسرح غزة بين السخرية والصدمة على مسرح في لندن، منتصف العام الجاري، عُرضت مسرحية Application 36 ضمن أنشطة Palate Collective في مهرجان شُباك، وقد أثارت تفاعلا واسعا، واعتُبرت عملا يحمل هجاء أسود ولمسة من السخرية السياسية الجريئة. مزج الكاتب بذكاء بين الخيال المستقبلي والواقع القاسي في غزة، عبر قصة تدور أحداثها في عام 2048، حيث يتقدم موظفان إقليميان بطلب رسمي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في غزة، ويفاجَآن بالموافقة على الطلب فعلا. View this post on Instagram A post shared by Shubbak Festival (@shubbakfestival) إعلان ضمن المهرجان نفسه، عُرضت مسرحية "العودة إلى فلسطين" من إنتاج ذا فريدم ثيتر القادم من مخيم جنين. تتمحور أحداث العمل حول شاب فلسطيني-أميركي يزور فلسطين للمرة الأولى، ليصطدم بواقعها المعقد. بأسلوب ساخر ولاذع، قدّمت المسرحية نقدا اجتماعيا للواقع الفلسطيني الراهن، وجاءت ضمن إطار الكوميديا السوداء. استند العرض إلى مواقف مستوحاة من الحياة اليومية في مخيمات مثل جنين وجباليا، ونجح في تقديم أداء مسرحي مدهش وغير مألوف، من خلال تقمّص الممثلين لأدوار غير متوقعة مثل الحيوانات والسيارات، ما أضفى على العمل طابعا مبتكرا يجمع بين الجرأة والإبداع. من تحت الأنقاض إلى السجادة الحمراء قدّم الأخوان عرب وطرزان ناصر فيلم "يوما ما في غزة" (Once Upon a Time in Gaza). تدور أحداث الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" عام 2007، داخل قطاع غزة المحاصر، حيث يتتبع العمل قصة صديقين يحاولان البقاء وسط واقع خانق. عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي لهذا العام، وحصل على جائزة أفضل مخرج. يتميز الفيلم بطابع كلاسيكي مستوحى من أفلام الستينيات، يشبه أسلوب أفلام "سباغيتي ويسترن" (Spaghetti Western). في المشهد السينمائي الفلسطيني أيضا، قدّم 22 مخرجا ومخرجة من غزة فيلم "من نقطة الصفر – From Ground Zero"، وهو عمل أنثولوجي يتكون من مجموعة أفلام قصيرة، يروي كل مخرج فيها قصة مختلفة من قلب غزة. يجمع الفيلم بين أنماط متعددة من السرد البصري، منها الوثائقي، الدرامي، والرسوم المتحركة. وقد خضع المخرجون المشاركون لتدريب مكثف ضمن ورشة صناعة أفلام أُقيمت عن بُعد، تحت إشراف المخرج رشيد مشهراوي. من صول إلى سيدني: موسيقى ودبكة توحد الهوية في مشهد التعبير الفني أبدعت فرقة صول في إظهار مشاعر الشعب الفلسطيني، وهي مجموعة أصدقاء عرفوا بعضهم منذ الطفولة. تأسست فرقة صول عام 2012 في غزة للتعبير عن صوت أهالي فلسطين من خلال الموسيقى. تدمج الفرقة بين الموروث الشعبي وموسيقى البوب الحديثة. شاركوا في العديد من المهرجانات الدولية، وحصلوا على جائزة المعهد الفرنسي للموسيقى عام 2020. خلال الحرب، قدموا العديد من المقاطع الموسيقية من داخل غزة، وغنّوا لأطفال الملاجئ. View this post on Instagram A post shared by SOL BAND | فرقة صول (@solbandgaza) وفي إطار الحفاظ على تراث الموسيقى والرقص الفلسطيني، أُقيم العرض في دار الأوبرا بسيدني، بتنظيم مؤسسة "فنانون من أجل السلام" (Artists for Peace)، حيث امتزجت إيقاعات الدبكة برموز التطريز الفلسطيني في احتفالية ثقافية احتضنت التراث الفلسطيني وأبرزت جماله. ركّز العرض على الأغاني الشعبية مثل: "يا زريف الطول" وغيرها من أهازيج الدبكة التقليدية. وأغان مستوحاة من تراث ما قبل النكبة، مثل أهازيج العمل، والحصاد، والزواج، التي تستحضر النسيج الثقافي الفلسطيني. شارك في العرض فنانون من فلسطين ولبنان وتركيا وقبرص، من أبرزهم سراج جِلدة، الذي قدّم عروضا مميزة على العود والرق، معبرا عن عمق التراث الموسيقي الفلسطيني. الفن اليوم في غزة ليس مجرد وسيلة للتعبير أو استعراض المهارات الفنية، بل هو جهد يومي حيوي في إثبات الهوية الفلسطينية أمام العالم. هو محاولة لحفظ الرواية الحقيقية، وتوثيق أحداث مثل الانتفاضات والحصار، في مواجهة محاولات مستمرة لمحو التاريخ الفلسطيني. View this post on Instagram A post shared by Ay Go Sha (@ay_go_sha) إعلان لا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على الأرض، بل يسعى إلى طمس حضارة كاملة واستبدالها بروايته الخاصة. وهنا يتقدم الفنان الفلسطيني ليحمل على عاتقه مهمة صون الذاكرة وحماية الهوية. فعندما يرسم لوحة مستوحاة من التطريز الفلسطيني، أو يصدح بأغنية مثل "وين عَ رام الله"، فإنه لا يمارس الفن فحسب، بل يقاوم ويؤكد انتماءه العميق إلى جذور.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
صنع الله إبراهيم روائي شيوعي عارض كل رؤساء مصر
روائي وكاتب مصري بارز، ولد في القاهرة عام 1937 وتوفي صيف 2025، وهو من أبرز كتاب الرواية العربية المعاصرة، خاصة السياسية والاجتماعية. انخرط في صفوف اليسار المصري في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وتعرض للاعتقال عام 1959 ضمن حملة اعتقالات طالت الشيوعيين، وقضى في السجن 5 سنوات. عمل محررا صحافيا في القاهرة ثم ألمانيا، ودرس السينما في موسكو قبل أن يقرر العودة للقاهرة والتفرغ للكتابة الأدبية عام 1975، كما كان من أبرز رواد الرواية الوثائقية التي تعتمد على الأرشيف الصحافي والوثائق الرسمية، وقد فتحت تجربته آفاقا جديدة أمام السرد العربي المعاصر. نعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو قائلا "فقدنا قامة أدبية استثنائية" وأكد أن أعمال الراحل امتازت بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي. الميلاد والنشأة ولد صنع الله إبراهيم في حي العباسية بالقاهرة في 3 أغسطس/آب 1937. كان والده موظفا حكوميا وتزوج من والدته التي كانت تعمل ممرضة بعد وفاة زوجته الأولى. وعند ولادته، أدى والده -الذي كان في عقده السادس- صلاة استخارة، ثم فتح المصحف ووقعت عينه على الآية 88 من سورة النمل (صنع الله الذي أحسن كل شيء) فاختار له اسم "صنع الله" وهو اسم غير مألوف حينها، وأثار استغراب وتهكم أقرانه ومدرسيه، فكانوا ينادونه باسم "صُنْعُه". فتحت مكتبة الوالد عيني صنع الله على عالم القراءة، فاطلع في سن صغيرة على مؤلفات الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي وقصص الروائية البريطانية أغاثا كريستي. وكان عمره 14 سنة عندما فاز بأول جائزة أدبية، إذ حل في المركز الثاني بمسابقة للقصة القصيرة نظمها الكاتب عزيز أرماني. وشكل الفارق الاجتماعي بين أسرة والده الميسورة وأسرة والدته المتواضعة دافعا لبروز وعيه النقدي الحاد وانتمائه المبكر للاتجاه اليساري، خاصة وأن عائلة والده بعد وفاة زوجته الأولى رفضت زواجه من والدته لأسباب طبقية. درس صنع الله القانون في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وانجذب في تلك الفترة للنشاط السياسي، وبدأ يكتب في الصحف الطلابية ويشارك في حلقات النقاش السياسي. إعلان وانضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) وهي تنظيم شيوعي سري كان يعارض سياسات الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. وعام 1959، شنت السلطات حملة واسعة لاعتقال الشيوعيين والمثقفين المعارضين، واعتقل صنع الله وحكم عليه بالسجن 5 سنوات -بتهمة الانتماء لتنظيم سري شيوعي- قضاها بين سجون القلعة وأبو زعبل والواحات. المسار المهني بعد الإفراج عنه من السجن، عمل صنع الله صحافيا في وكالة أنباء الشرق الأوسط وفيها اكتسب خبرة في تحرير الأخبار والتقارير. وغادر صنع الله القاهرة نحو بيروت عام 1968 لأسباب سياسية، وعمل في ترجمة وتلخيص بعض الروايات الأميركية المعروفة لصالح جريدة النهار. وبعد أشهر سافر إلى برلين فترة الحرب الباردة وعمل محررا صحافيا في وكالة ألمانيا الديمقراطية مدة 3 سنوات. وتوجه صنع الله إلى الاتحاد السوفياتي السابق عام 1971 لدراسة السيناريو في معهد موسكو للسينما، ثم عاد إلى القاهرة عام 1974 واستقال تدريجيا من العمل الصحفي، وتفرغ للأدب كليا عام 1975 لكنه ظل وفيا لمنهج التوثيق الصحفي في رواياته. مواقفه السياسية والأدبية آمن صنع الله في شبابه بأفكار العدالة الاجتماعية ومناهضة الاستعمار، وشارك في مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني وضد سياسات الحكومة قبل حركة يوليو/تموز 1952. وتعاطف مع حركة الضباط في البداية، لكنه انتقد لاحقا ممارسات نظام جمال عبد الناصر، خصوصا فيما يتعلق بقمع الحريات، كما انتقد سياسات الرئيس أنور السادات ، خصوصا الانفتاح الاقتصادي واتفاقية كامب ديفيد التي رأى أنها أضرت بالسيادة الوطنية لمصر. وكان صنع الله من أبرز الأصوات الثقافية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل ، رافضا المشاركة في أي مؤتمر أو فعالية يحضرها إسرائيليون. وعام 2003 أثار جدلا كبيرا حين رفض استلام جائزة الرواية العربية التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، معلنا أن السبب أنها صادرة عن حكومة تقمع شعبها، وفي الكلمة التي ألقاها على مسرح الأوبرا المصرية انتقد التطبيع مع إسرائيل والخضوع للإملاءات الأميركية. وساهم صنع الله في تأسيس حركة كفاية (عام 2004) التي عرضت تمديد حكم الرئيس حسني مبارك وتوريث السلطة لابنه جمال، وطالبت بإصلاحات سياسية ودستورية، ودافعت عن الحريات وحقوق الإنسان. وكان حضوره في فعاليات حركة كفاية ووقفاتها الاحتجاجية رمزيا ومؤثرا بالنظر لمكانته الثقافية وتاريخه النضالي. ودعم صنع الله ثورة 25 يناير /كانون الثاني 2011 منذ بدايتها وشارك فيها، ورأى فيها فرصة حقيقية للتغيير الديمقراطي، لكنه انتقد لاحقا انحراف مسارها وعودة القمع السياسي. وقد عكست رواياته آراءه ومواقفه السياسية، ودفاعه عن المسحوقين وانتقاده فساد السلطة والاستبداد والتبعية الاقتصادية والسياسية للخارج، وكانت شخصيات رواياته تنتمي في الغالب للطبقة الوسطى أو المهمشة، وتعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والصراع مع الظروف الاقتصادية. وتميز أسلوب صنع الله بالمزج بين السرد الأدبي والتوثيق، إذ يوظف الأرشيف الصحفي ونصوص القوانين والوثائق الرسمية داخل الرواية. إعلان الإنتاجات الأدبية ألف صنع الله العديد من الروايات والقصص القصيرة وقصص الأطفال من أهمها: رواية "اللجنة" (عام 1981) من أشهر أعماله الأدبية، وترصد اغتراب الفرد زمن الانفتاح في عهد السادات، ويظهر فيها الحياة في مجتمع استبدادي تتغول فيه الشركات الكبرى. رواية "ذات" (عام 1992) التي تحولت إلى مسلسل عنوانه "بنت اسمها ذات". رواية "بيروت بيروت" (عام 1984). رواية "أمريكانلي" (عام 2003). رواية "شرف" (عام 1997) وتصنف ضمن أدب السجون. إلى جانب روايات أخرى مثل "وردة" (عام 2000)، و"الجليد" (عام 2011)، و"برلين 69″ (عام 2014) و"1970″ (عام 2019) وغيرها. ومن القصص القصيرة: "تلك الرائحة" التي كتبها عام 1966 ومنعتها الرقابة من النشر مدة عقدين، و"الثعبان"، و"أرسين لوبين"، و"أبيض وأزرق". ومن قصص الأطفال "يوم عادت الملكية القديمة" عام 1986، و"عندما جلست العنكبوت تنتظر" عام 1986، و"الدلفين يأتي عند الغروب" عام 1986. الجوائز حصل صنع الله على عدة جوائز عربية ودولية أبرزها: جائزة "غالب هلسا" من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992. جائزة "سلطان العويس" من الإمارات عام 1994. جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004. جائزة "كفافيس للأدب" عام 2017. جائزة "الشعب" عام 2018. جائزة "محمود درويش للإبداع" عام 2019. كما حلت روايته "شرف" -التي تنتمي إلى أدب السجون- ثالثة ضمن قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل 100 رواية عربية نشرت عام 2001. المرض والوفاة في مارس/آذار 2025 تعرض صنع الله لأزمة صحية وأصيب بكسر في عظمة الفخذ، خضع على إثرها لعملية جراحية دقيقة، ثم أصيب بالتهاب رئوي حاد استدعى وضعه على جهاز التنفس الصناعي. وتوفي في 13 أغسطس/آب 2025، ونعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، وقال عنه "فقدنا قامة أدبية استثنائية". وأضاف أنه ترك "إرثا أدبيا وإنسانيا خالدا سيظل حاضرا في وجدان الثقافة المصرية والعربية". وأكد هنو أن الراحل مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.