
فنلندا.. قانون جديد لتقييد استخدام الطلاب للهواتف في المدارس
أقر البرلمان الفنلندي قانوناً جديداً يفرض قيوداً مشددة على استخدام الهواتف المحمولة، والأجهزة الرقمية الأخرى بالمدارس، في خطوة تعكس تصاعد القلق بشأن تأثير هذه الأجهزة على الصحة النفسية، والتحصيل الدراسي للطلاب.
ووفقاً للتعديلات التشريعية، التي تم التصويت عليها، الثلاثاء، سيدخل القانون حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل، إذ سيفرض قيوداً صارمة على استخدام الهواتف المحمولة خلال ساعات الدوام المدرسي، ولا سيما أثناء الحصص الدراسية، بحسب صحيفة جارديان البريطانية.
وسيُسمح للطلاب باستخدام أجهزتهم فقط في حال حصولهم على إذن من المعلم، سواء لأغراض تعليمية، أو صحيّة.
تقييد استخدام الهواتف
ووجَّه البرلمان الفنلندي وزارة التعليم والثقافة لإجراء دراسة شاملة حول تأثير قيود استخدام الهواتف المحمولة، سواء داخل البلاد، أو على المستوى الدولي، على أن تُنجَز هذه الدراسة بحلول نهاية العام المقبل، وفي حال كشفت نتائجها عن الحاجة لتدابير إضافية، فإن الوزارة ستباشر اتخاذ خطوات جديدة.
وبموجب القانون الجديد، سيكون استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية مقتصراً على الأغراض التعليمية، أو الصحية فقط.
وفي حال استخدام الطالب لهاتفه بما يعوق عملية التعليم، سيكون من حق المعلم، أو مدير المدرسة مصادرة الجهاز. كما سيتعيَّن على المدارس وضع قواعد تنظيمية واضحة لكيفية استخدام وتخزين الهواتف المحمولة خلال الحصص الدراسية، وأوقات الطعام والاستراحة.
وقد عبّر عدد من النواب عن اعتراضهم على القانون، مشيرين إلى أنه كان من الأفضل تمديد الحظر ليشمل فترات الاستراحة والوجبات أيضاً، وليس فقط الحصص الدراسية.
من جانبه، قال وزير التعليم الفنلندي أندرس أدلركروتس في تصريحات صحافية: "من خلال هذا القانون، نمنح الطلاب فرصة أفضل للتركيز على دراستهم، ونوفر للمعلمين الأدوات اللازمة لضمان بيئة تعليمية هادئة ومحفِّزة على التعلم".
وأضاف: "المدرسة ليست مكاناً لتحصيل المعلومات فحسب، بل هي أيضاً مساحة لتطوير المهارات الاجتماعية، وعندما تظل أعين الطلاب مشدودة إلى الشاشات، يصبح من الصعب التفاعل مع الآخرين، لذلك نسعى عبر هذا التشريع إلى تعزيز فرص التفاعل الإنساني الحقيقي خلال اليوم الدراسي".
منع الهواتف في المدارس
وبهذا، تنضم فنلندا إلى قائمة متنامية من الدول الأوروبية التي لجأت إلى تشريعات قانونية للحد من استخدام الهواتف المحمولة في البيئة التعليمية، على خلفية ما تشير إليه دراسات متزايدة حول تأثير هذه الأجهزة على قدرات الانتباه والثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الدنمارك أنها ستحظر استخدام الهواتف المحمولة في جميع المدارس، في خطوة وصفتها لجنة الرفاه الوطني في البلاد بأنها ضرورية لـ"منع المنصات الرقمية من استعمار البيئة المدرسية"، وفق تعبير رئيس اللجنة راسموس ماير، الذي دعا دول أوروبا الأخرى إلى أن تحذو حذو بلاده.
وأشارت اللجنة الدنماركية في تقريرها إلى أن 94% من الأطفال في البلاد يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل بلوغ سن 13 عاماً، رغم أن هذه السن هي الحد الأدنى المسموح به على العديد من هذه المنصات، لافتة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاماً يقضون في المتوسط ثلاث ساعات يومياً على تطبيقي "تيك توك" و"يوتيوب".
أما في فرنسا، فقد فُرض حظر على استخدام الهواتف في المدارس الابتدائية والثانوية منذ عام 2018، بينما شرعت البلاد في اختبار ما يعرف بـ"فترة التوقف الرقمي" للأطفال دون سن 15 عاماً.
وفي النرويج، أُعلن مؤخراً عن حد أدنى إلزامي لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يبلغ 15 عاماً، حيث وصفت الحكومة النرويجية شركات التكنولوجيا بأنها "تتنافس مع أدمغة الأطفال الصغار".
وفي المملكة المتحدة، كشفت دراسة حديثة أن نحو 99.8% من المدارس الابتدائية، و90% من المدارس الثانوية تطبق شكلاً من أشكال الحظر على الهواتف المحمولة، رغم عدم وجود قانون وطني ينظم هذه المسألة حتى الآن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 18 ساعات
- Independent عربية
الـ"تريند السياسي"... هل هو جديد "قصف العقول"؟
على طريقة "الأكثر رواجاً" يبدو بعض قادة العالم مهووسين بتصدر الـ"تريند"، يبتكرون "ميمز"، ويصنعون صوراً بالذكاء الاصطناعي، ويتحدثون عن كواليس قضايا كبرى من واقع ما يجري في الغرف المغلقة، مستبقين الأحداث كي يقودوا هم محركات البحث، والأمر لا يخلو من الفيديوهات الساخرة، والتصريحات التي لا نعرف إن كانت هزلية أم جادة. وأبرز هؤلاء دونالد ترمب الذي يطلق منذ دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية تصريحاً يبدو غريباً، وهو حتى إن تراجع عنه فإنه سيكون قد حقق مراده وتربع به على عرش "الأكثر تداولاً". ربما يتبع ترمب وغيره تعليمات ونصائح تتعلق بمخاطبة الجماهير، بخاصة أنصاره الذين يحتفون بكل ما يصدر عنه، ومثله زعماء آخرون في مناصب سياسية متباينة، لكن غالبيتهم يبدو أنهم لا يزالون متأثرين بكتاب "سيكولوجية الجماهير" للمفكر الفرنسي غوستاف لوبون على رغم مرور 130 عاماً على إصداره، إذ إن بعض ما جاء فيه لا يزال صالحاً للتطبيق ـ بالنسبة إلى بعضهم ـ حتى في عصر الـ"سوشيال ميديا"، لكن الأمر ينفلت في مواضع كثيرة لا سيما في ظل وجود وسيط هائج مثل مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتحول السياسة شيئاً فشيئاً إلى عرض مستمر للثرثرة والبوح بلا سقف، بعدما كانت مهنة الأسرار والحكمة والاقتصاد في الكلام. اتهامات وهواجس من أبرز ما يقر به كتاب لوبون، الذي يعتبر من أوائل الأعمال التي حللت سلوك الجماهير وتعمقت في ما يسمى علم النفس السياسي، أن الجماهير سريعة التأثر والانفعال وتميل لتبني الإشاعات المبالغ فيها وليس الحقائق، وتنجذب إلى الصور الرمزية والشعارات العاطفية، والتكرار دوماً يجدي نفعاً معها. ومن ضمن ما جاء فيه أيضاً من طريقة إرشادية لتعامل القادة مع الجمهور أن "تكرار الفكرة يجعلها مقبولة كحقيقة مهما كان سخفها". وبتفنيد سلوكيات بعض السياسيين سنجدهم يتبنون هذا النهج بحذافيره، فمن أبرز ما صرح به دونالد ترمب منذ وصوله إلى البيت الأبيض في ولايته الأولى على سبيل المثال، ما أدلى به في مارس (آذار) 2017 عما سماه "أوباما غيت"، مدعياً أن الرئيس الأميركي السابق تجسس على مكالماته الهاتفية، من دون أي دليل، وقد فاز ببلبلة كبرى، وسبب فوضى عارمة، فيما التحقيقات لم تثبت شيئاً، كذلك فإن اتهاماً هائلاً بهذا الحجم لم يكن ليخرج من رئيس دولة أبداً بلا دلائل ومن دون أن يفكر ملياً في الطريقة التي سيعلن بها عن الأمر، فهو يكيل الاتهامات ويدلي بتصريحات وكأنها هواجس يفكر بها، وبدلاً من أن يسرها في نفسه يختار أن يطلقها في العلن، وهو إلى جانب كثر في إدارته الأولى والثانية يعتمدون على العبارات المختصرة التي تبدو رنانة وتصلح كمقاطع قصيرة تُتداول ويُبنى عليها من قبل مرتادي مواقع مثل "تيك توك" وغيره، حيث التدقيق والتريث بعيدان تماماً من هذا العالم. يقول المحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة، المتخصص في الإعلام الرقمي والتسويق، فادي رمزي، إن أنماط الجمهور تتغير بصورة سريعة، وفي عالم السياسة لم يعد موقع "إكس" هو الأكثر تفضيلاً مثلما كان في وقت سابق، فقد دخل "تيك توك" بقوة وأصبح الانتشار عليه هدفاً مهماً للسياسيين ووسائل الإعلام الرسمية، إذ يتطلب نمط محتوى مختلفاً يعتمد على الدعابة والفيديوهات الخفيفة، لهذا يحاول العاملون في هذا الحقل مجاراته بكل الطرق التي قد تضرهم على المدى البعيد. ويضيف أن "دخول الأجيال الأصغر سناً المعترك السياسي جعل المتنافسين يتصارعون للفوز بأصواتهم، ولهذا فإن أساليب التأثير فيهم تتطور بسرعة فائقة". ويتابع رمزي "ترمب أيضاً في ولايته الثانية ركز بصورة أساسية على الأمور الاقتصادية، وتحدث مراراً عن فرض ضرائب باهظة على الدول التي تورد لبلاده كل السلع تقريباً، واهتزت الأسواق بين يوم وليلة وانهارت البورصات، لكنه ظل يشدد على قراراته، ثم بعد وقت قصير تراجع جزئياً أو كلياً، ثم بدأت الفكرة في التلاشي، وكلما كان في حاجة إلى (تريند) جديد استدعاها مجدداً"، ويستطرد "كذلك في مسألة غزة اعتمد ترمب التكرار، وعلى رغم حساسية التناول وصدامية المقترح بتحويل غزة إلى منتجع وتهجير أهلها، فإنه كان يسوقه كأنه أمر واقعي سيمر بسهولة، هذه الخطة التي قالها بشكل مباشر جرت العادة أن ينتقي السياسيون الأكثر رزانة أساليب أخرى في عرضها، إذ يمهدون أولاً للأمر بشكل غير مباشر، ثم يسربون معلومة هنا وأخرى هناك، ولكن ترمب هو من يتولى المهام كأنه يختبر ردود الفعل". بالطبع القضايا كبيرة، ولا تُدار بالمصادفة، ولا يمكن اختصارها في بضعة تصريحات، ولكن الأسلوب الذي يختاره ترمب يعتمد على الرغبة في "الفرقعة" والانتشار أولاً، ثم تأتي التفاصيل الكبرى في ما بعد، إذ ينجح في إثارة الجدل وما هو أكبر من الجدل، ويربح الـ"تريند" أياماً وأسابيع، مفضلاً أن يستأثر هو بالاهتمام ويستحوذ عليه ولا يترك شيئاً تقريباً لأفراد المكتب الإعلامي للبيت الأبيض، الشيء نفسه حينما تبنى صورته بملابس البابا، على رغم الصدى السلبي والاستياء الذي خلفته هذه الصورة، إذ نصب نفسه كبابا افتراضي للفاتيكان عقب وفاة فرنسيس، وهو يفضل دوماً أن ينعم بالألقاب الكبرى بما يتماشى مع شعار حملته "سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". طموحات وسطوة يرى المتخصص في مجال العلوم السياسية والأمن القومي، زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، رامي عاشور، أن كل ما يفعله ترمب سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية، موجه بصورة مباشرة إلى الناخب الأميركي، وأسلوبه في إدارة هذه المرحلة من ولايته يصب تماماً لمصلحة شعاره الشهير المتعلق بعودة عظيمة للولايات المتحدة. ويضيف "هذا الأسلوب المعتمد على التصريحات المثيرة للجدل، حتى لو لم تكن مؤكدة، وحتى لو كانت مجرد انطباعات، يهدف إلى اللعب على الجماهير لا أكثر، فالسياسات والمواقف والرؤية الترمبية لها خصائصها التي تبحث عن السطوة الاقتصادية والسياسية والجماهيرية أيضاً، لذا فإن طريقته في التواصل الإعلامي تتبع هذا النهج الذي قد يجده بعض المتابعين صادماً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويشير عاشور إلى أن "هناك بعض القرارات التي من المستحيل تنفيذها على أرض الواقع، ولكن ترمب يطلقها ليجذب الاهتمام، ثم في ما بعد يمكنه أن يتراجع عنها لأسباب قانونية أو غيره، لأن طموحاته مقيدة بفعل أمور كثيرة، لهذا فهو يعلن عنها بصفته الشخصية ليحقق منها ما يريد". لكن المبالغة في تبني هذه الأساليب يمكن أن تخصم من رصيد الصدقية بسهولة، وتعبث بالصور الذهنية الراسخة، ويمكن أن تربك الناخب، مثلما فعلت عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري مارغوري تايلور غرين حتى وقت قريب، إذ كانت تتبنى مجموعة من نظريات المؤامرة البعيدة كل البعد من المنطق، وبينها أن حرائق الغابات التي تنتشر في الولايات المتحدة من حين لآخر هي نتاج شعاع ليزر يهوي من الفضاء، كما دعت صراحة إلى قتل رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي برصاصة في الرأس لاختلافها مع أفكارها. فكيف تحول فن الدبلوماسية، المرادف للرزانة والدقة والثقة والصدقية، إلى لعبة للتنافس على السخرية والإضحاك والسبق غير المدروس الذي يشغل العالم أياماً وليالي، ثم يتضح أن الأمر كان مجرد "اقتراح" أو "مزحة" أو "توقع" أو أفكار بصوت عالٍ، هل باتت علوم السياسة في حاجة إلى تحديثات جديدة تتماشى مع نمط "الزعيم الإنفلونسر"؟ دبلوماسية المسار الثاني يصف المتخصص في مجال العلوم السياسية رامي عاشور هذه الطريقة التي تميل إلى التسويق أكثر منها إلى السياسة التقليدية، بأنها يمكن أن تصنف ضمن أنواع دبلوماسية المسار الثاني، لافتاً إلى أنها "أداة سياسية ضمن أدوات القوة الناعمة، إذ يتباين استخدامها بصورة كبيرة، وتتطور بصورة ملحوظة. ووفق أدبيات السياسة فإن دبلوماسية المسار الثاني تشير إلى الحوار غير الرسمي وأنشطة حل المشكلات بين الأفراد أو الجماعات، ويتيح هذا النهج بحسب التعريفات المعمول بها إتاحة الفرصة لإجراء مناقشات مفتوحة من دون قيود المفاوضات الرسمية، مما يسهل بناء جسور ودية وتعزيز الثقة. طريقة "الفرقعة السياسية" تنسحب أيضاً على زعماء ومسؤولين سياسيين في مناصب شديدة الحساسية، وبينهم الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الذي عرف بأسلوبه الذي يشكك في الحقائق العلمية والبيئية ويطلق نصائح لا سند لها، إذ كان يتصدر محركات البحث بينما يسهم في تشويه صورة إدارته بطريقته غير المفهومة ولا المسؤولة. كذلك لم يختلف عنه كثيراً الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي، وأيضاً تحول نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي، رئيس الوزراء سابقاً، ديميتري ميدفيديف، إلى أحد نجوم السياسة الذين يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم وآخر بتغريدة معادية تماماً للدبلوماسية، إذ يطلق تهديدات ومقولات هنا وهناك من دون أن يحاول التحقق مما يدلي به، بل عادة يلقي ما لديه ثم يستمتع بعاصفة الردود التي لا تتوقف. كذلك لم يكن أحد يتوقع أن ينقاد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف وراء تلك الحال، وأن ينشر فيديو في خضم الصراع العسكري بين بلاده والهند يسخر فيه من أعدائه، حين لجأ لنشر مشهد تمثيلي يعتمد على المبالغة، والرسالة المقصودة كانت هي التقليل من شأن الهند، اعتماداً على الصورة السينمائية النمطية وهي أنهم يعيشون في عالم غير واقعي وقوتهم مفتعلة، فقد كان مجمل المشهد أن الباكستانيين قادرون على هزيمة الهنود بأقل جهد. وهو هنا اعتمد على تكنيك كان قاصراً على من هم بعيدون كل البعد من دوائر صنع القرار ولا سيما في الأمور العسكرية، إذ تضمنت الرسالة إثارة الجدل ونشر رأي متطرف بصورة معلنة في توقيت شديد الحساسية، فالجيش الهندي هو الرابع عالمياً من جهة القوة في بلد تعداده يقترب من المليار ونصف المليار نسمة، لكن ما فعله آصف حقق التأثير المتوقع، إذ انتشرت تغريدته بصورة موسعة عبر العالم، وصادفت هوى الجماهير الهندية، وتصدر الـ"تريند" ببساطة، إنها طريقة الحرب النفسية والحرب على "الأكثر مشاهدة" و"الأكثر تداولاً". الصدقية تتلاشى استخدام الـ"سوشيال ميديا" في الترويج لمواقف الدول وقراراتها وتوجهاتها أمر معتاد، فهي في النهاية وسيلة أساسية لإيصال الرسالة للجماهير، وقد تكون أكثر تأثيراً من طرق الإعلام التقليدية، لا سيما للفئات الأقل رغبة في القراءة الطويلة، وبالطبع هناك أساليب وطرق مختلفة للتعامل مع هذه المنصات بما يتوافق مع طبيعتها، لكنها عادة لا تخرج عن المألوف. لكن الأعوام الأخيرة شهدت تحولاً كبيراً في إدارات حسابات مواقع التواصل لبعض كبار القادة السياسيين في العالم، إذ تحولت بعض حسابات ذوي المناصب السياسية الفرعية إلى مصدر للنكات، وبالطبع أسلوب السخرية السياسية هو أسلوب ذكي ولكنه خطر للغاية، ويغذي فكرة الاستقطاب ويخلط الهزل بالجد، وهي أمور من المفترض أن تكون بعيدة من مصائر الشعب وقرارات الدول، بخاصة حينما يتعلق الموقف بالسلاح والحروب على الأرض. أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأميركية بالقاهرة فادي رمزي، يعدد أهمية الـ"سوشيال ميديا" كعنصر أساس في الحياة السياسية الآن لتأثيرها الكبير في تشكيل وتوجيه الرأي العام، لا سيما في الحملات الانتخابية الكبيرة مثل انتخابات الرئاسة الأميركية على سبيل المثال، لكن هذا الاهتمام بها أصبح يحيد عن هدفه في بعض الأوقات، إذ لم تعد الدقة أو الصدقية والرصانة قيماً يُحتكم إليها، بل إن ما يجري في بعض الأوقات ـ وفقاً لرأيه ـ لا يليق بالواجهة السياسية التي يعبر عنها، إذ دخلت فيها وسائل تُوظف أو حتى تُزيف بالذكاء الاصطناعي من أجل السيطرة على انتباه المتابعين أطول فترة ممكنة. وبعيداً من التوتر العسكري، فإن لدى الهند كذلك أحد أكثر السياسيين اهتماماً بأن يكونوا في بؤرة الضوء، وهو رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يحضر بقوة على مواقع التواصل، وقد وصفته "بي بي سي" بأنه أحد قادة العالم الأكثر متابعة على "يوتيوب" و"إكس" و"فيسبوك" و"إنستغرام"، فهو يحافظ بشدة على اسمه كعلامة تجارية، مخاطباً أنصاره بلغة شعبوية عاطفية، وحتى لو كانت تصريحاته غير دقيقة فإنهم يتفانون لأجله بسبب حرصه على الحديث إليهم بطريقة غير رسمية، حتى إن أحد أبرز معارضيه، السياسي الهندي شاشي ثارور، قال عنه إنه "موهوب في مخاطبة الجماهير. يأتي بشعارات ومقاطع صوتية وصور فوتوغرافية بطريقة لا مثيل لها"، قاصداً طريقته في إدارة حساباته عبر الـ"سوشيال ميديا"، التي لا تلتزم البيانات الرسمية أو المعلومات المؤكدة، وإنما تسعى إلى جذب الجمهور بطريقة الترويج التي يلجأ إليها المؤثرون. المعروف أن الـ"سوشيال ميديا" تكافئ الضجة حتى لو كان الأمر مجرد شائعة، فمقارنة بطريقة السياسيين القديمة في إدارة الجدل بات الوضع أكثر تأزماً وتفاقماً مع كل هذه التطورات التكنولوجية، سواء في الإنتاجات البصرية التي تعزز وجهة النظر حتى لو كانت محض خيال وهواجس، وصولاً إلى المنصات المتشعبة التي تضمن الانتشار، لكن المثير للقلق أن هذا الأسلوب بات يخرج من رأس الدولة مباشرة، أو أرفع مسؤوليها، من دون حنكة، ولكن على طريقة التراشق، فتبدو وجهة النظر مزاجية تبتعد عن الحكمة، وكأن ساحة السياسة أصبحت مثل لعبة "فيديو جيم" أو سباق نحو الـ"لايك" والـ"شير".


مجلة رواد الأعمال
منذ 2 أيام
- مجلة رواد الأعمال
حملة جوجل ضد المؤثرين الصينيين.. جولة جديدة من الصراع الرقمي
ذكرت جوجل أنها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام الحالي أوقفت 15876 قناة على YouTube، كجزء من تحقيقاتها المستمرة، في عمليات التأثير المنسقة المرتبطة بالصين. وذلك بالتزامن مع الجدل الدائر حول ما إذا كان سيسمح للتطبيق بالبقاء في الولايات المتحدة. وما المخاوف الفعلية بشأنه. حيث تبدو هذه الملاحظات من آخر تحديثات جوجل التنفيذية ذات الصلة. وقالت شركة جوجل إن الشبكة المنسقة غير الموثوقة حملت محتوى باللغتين الصينية والإنجليزية عن الصين، والشؤون الخارجية الأمريكية. وهي ليست مفاجأة كبيرة في الواقع. جوجل تثير أزمة جديدة بعد التيك توك ومنذ سنوات حتى الآن، تتصدى جوجل لعمليات التأثير الصينية التي تركز على إنشاء قنوات ومدونات إخبارية تسعى إلى الظهور بمظهر شرعي يغطي أحدث الموضوعات. بينما في خضم هذه التحديثات غير الواضحة، ستعمل هذه القنوات أيضًا على تضخيم الرسائل المؤيدة للصين. ذلك بهدف تحويل آراء المشاهدين لتتماشى مع وجهات النظر هذه. ففي عام 2022، أزالت Google أكثر من 50,000 قناة على YouTube في الصين لهذا السبب، و65,000 قناة أخرى في عام 2023. لذا، فإن 15 ألف قناة في ثلاثة أشهر هي في الحقيقة تضاهي ما شهدته جوجل في السنوات السابقة، ولكنها تؤكد حقيقة أن النشطاء الصينيين يحاولون بالفعل استخدام القنوات الرقمية الغربية للتأثير على الرأي العام، كجزء من جهود دعائية موسعة. ومع وضع ذلك في الاعتبار، فمن المنطقي إذن أن يكون تطبيق TikTok أيضًا محط تركيز للأمر نفسه. تيك توك يهدد العلاقات بين الصين وأمريكا من ناحية أخرى, تتمتع تيك توك بانتشار كبير في الدول الغربية. في حين أنها تنبع من الصين أيضًا. ما يمنح العملاء الصينيين، كما يفترض، إمكانية وصول أكبر إلى أنظمتها وفهمها لنفس الغرض. ولكي نكون واضحين، لم يتم الإبلاغ عن أي شيء يشير إلى استخدام تيك توك بهذه الطريقة. ولكن بالنظر إلى أن هذه المجموعات تستهدف كل تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي الغربية. ببرامج واسعة النطاق من هذا النوع.كما يبدو من المنطقي افتراض أن TikTok من المحتمل أن يكون خاضعًا لنفس الشيء. لم تذكر تيك توك ذلك في تقارير التهديدات الخاصة بها، ولكن أعتقد أنه من الآمن أن نفترض أن هذا كان من العناصر التي تم تسليط الضوء عليها لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسات الإحاطة الأمنية السرية للغاية التي حضروها في الفترة التي سبقت التصويت على مشروع قانون بيع تيك توك. في السياق ذاته, لم تكن الصين المصدر الوحيد لمثل هذا النشاط الذي اكتشفته جوجل وأزالته في الربع الأول. فقد أزالت أيضًا 4282 قناة على يوتيوب مرتبطة بمبادرات مماثلة مصدرها روسيا. و2891 قناة على يوتيوب مرتبطة بنفس الشيء في أذربيجان. إجراءت جوجل لتقليص المستخدمين الصينيين وصرحت جوجل في وقت سابق''لقد حظرنا 21 نطاقًا من أهلية الظهور على أسطح أخبار جوجل واكتشاف كجزء من تحقيقنا في عمليات التأثير المنسقة المرتبطة بشركة استشارية مقرها الولايات المتحدة. كانت الحملة تشارك محتوى باللغة الإنجليزية حول قضايا محلية في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة بالإضافة إلى محتوى متعلق بالأعمال التجارية الدولية.' إن قيام شركة استشارية أمريكية بإطلاق حملات إعلامية منسقة يبدو شبيهاً جداً بما تقوم به شركة كامبريدج أناليتيكا. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيظهر من هذا التحقيق الجاري. ولكن تظل الصين إلى حد بعيد المصدر الأول لمثل هذا النشاط، مع المبادرات المستمرة التي تسعى إلى التأثير على آراء المستخدمين الغربيين من خلال جهود التأثير القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي. عندما تسلط الضوء على المخاوف بشأن TikTok، يرد العديد من الأشخاص بحقيقة أن Meta يتتبع بيانات المستخدمين بنفس الطريقة. لذلك لا ينبغي أن يتم تخصيصها. لكن الأمر لا يتعلق بذلك. حيث إن الضغط ضد تيك توك يتعلق بقدرته على التأثير أكثر من كونه يتعلق بجمع البيانات بشكل منهجي. أمريكا تتصدر للتيك توك لطالما كانت لدى المشرعين ومسؤولي الأمن القومي شكوك حول علاقات تيك توك بالصين. وقد حذّر مسؤولون من كلا الحزبين أن الحكومة الصينية قد تستخدم تيك توك للتجسس على ما يقرب من 170 مليون مستخدم أمريكي وجمع البيانات من مستخدمي التطبيق. أو التأثير سرًا على الجمهور الأمريكي من خلال تضخيم أو قمع محتوى معين. وجادلوا بأن القلق مبرر؛ لأن قوانين الأمن القومي الصينية تتطلب من المنظمات التعاون مع جمع المعلومات الاستخباراتية. كما أثار القرار معركة في المحكمة العليا حول المصير النهائي للقانون. حيث طلب الطرفان من القضاة اتخاذ قرار بحلول يوم الجمعة، حتى يكون هناك وقت كافٍ للمحكمة العليا لمراجعة القضية قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ. من ناحية أخرى، يأمل تطبيق تيك توك في أن تتفق محكمة الاستئناف الفيدرالية مع حجتها بأن القانون غير دستوري. حيث إنه يمثل تأثيرًا مذهلًا على حرية التعبير لمستخدميها البالغ عددهم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة. لكن المحكمة أيدت القانون، الذي قالت إنه 'كان تتويجًا لعمل مكثف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من قبل الكونغرس والرؤساء المتعاقبين'. المقال الاصلي: من هنـا


شبكة عيون
منذ 5 أيام
- شبكة عيون
تجميد خطة "ترامب" لإنشاء صندوق ثروة سيادي وسط عقبات قانونية ومالية
مباشر: جمّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب خطته لإنشاء صندوق ثروة سيادي ضخم، بعد ثلاثة أشهر من المناقشات داخل إدارته لم تسفر عن توفير المرونة الاستثمارية المطلوبة لتحقيق رؤيته، وفقاً لمصادر مطّلعة. وكان ترامب قد وجّه في فبراير الماضي بإعداد خطة لإنشاء أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، على أن يُموّل من خلال تسييل أصول حكومية واستخدامه لدعم مشاريع استراتيجية في قطاعات مثل المعادن الحيوية، أو للاستحواذ على حصص في شركات كـ" تيك توك"، مع تحقيق أرباح تساهم في تقليص الدين القومي. لكن هذه الطموحات اصطدمت بقيود قانونية ومالية وسياسية حالت دون تنفيذ المشروع بالشكل الذي أراده ترامب، ليتم لاحقاً تخفيض أولوية الملف داخل الإدارة. ووفقاً للمصادر، تتجه الإدارة حالياً إلى إنشاء آلية استثمارية أبسط باستخدام وكالات حكومية قائمة لا تتطلب موافقة الكونغرس، عوضاً عن إنشاء كيان مستقل. وخلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، أشار ترامب إلى تحفظه على إنشاء الصندوق في الوقت الراهن، مشدداً على أن خفض الدين القومي يمثل الأولوية القصوى. وقال في تصريح من قطر: " أفضل سداد الدين أولاً، ثم إنشاء الصندوق بعد تسديد الدين". وكان كل من سكوت بيسينت وزير الخزانة، وهاورد لَتنِك وزير التجارة، قد أعدّا مقترحات تنفيذية لتقديمها إلى ترمب خلال مهلة 90 يوماً، إلا أن مسؤولي البيت الأبيض لم يبدوا رضاهم عن النتائج، ولم تُعرض الخطة النهائية على الرئيس للموافقة. وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض، أن وزارتي الخزانة والتجارة قامتا بصياغة خطط وفق الأمر التنفيذي الصادر، لكن لم تُتخذ قرارات نهائية بعد. فيما امتنعت وزارتي الخزانة والتجارة عن التعليق. ووفقاً للمصادر، فإن دراسة متأنية للأفكار الواردة في الأمر التنفيذي كشفت عن صعوبة تطبيق العديد منها في ظل القوانين الحالية والقيود المفروضة على الميزانية. كما أظهرت التحليلات أن تمويل الصندوق عبر الاقتراض قد يضعف العوائد المتوقعة، مما يهدد الهدف الأساسي باستخدامه لسداد الدين. حالياً، تدرس الإدارة آلية لتنسيق القدرات الاستثمارية لدى وكالات حكومية قائمة، عبر تشكيل مكتب رقابي بإمكانه توحيد الجهود الاستثمارية وتوجيهها نحو أولويات الأمن القومي والاستراتيجية التي يحددها ترمب. ويُتوقع أن يتبع هذا المكتب وزارة الخزانة ويشرف على مؤسسات مثل مؤسسة التمويل الإنمائي الدولية، بنك التصدير والاستيراد، مكتب رأس المال الاستراتيجي في وزارة الدفاع، وبرنامج القروض بوزارة الطاقة. وتُعتبر مؤسسة التمويل الإنمائي، التي أُنشئت خلال الولاية الأولى لترمب، نقطة انطلاق محتملة للمشروع، إذ تمتلك حالياً ميزانية تبلغ 60 مليار دولار، ومن المرجح أن يتم تعزيزها في قانون إعادة التفويض المنتظر عرضه على الكونغرس لاحقاً هذا العام، ما يضعها في موقع مقارب لصناديق استثمار حكومية مثل " صندوق الثروة الوطني" في بريطانيا. من جانبه، اعتبر عدنان مزاري، الزميل في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أن فعالية الصندوق المحتمل تتوقف على وضوح التفويض وهيكل الحوكمة. وأضاف أن تصريحات الإدارة حتى الآن تفتقر إلى الوضوح، وتغفل هذه المتطلبات الجوهرية. أما إنشاء صندوق ضخم بحجم تريليون دولار ينافس نظيره النرويجي أو السعودي، فسيحتاج إلى موافقة الكونغرس، الذي ينشغل حالياً بعمليات إعداد الميزانية، ما يُعقّد تنفيذ هذه الفكرة في الوقت الراهن. وقد استشارت الإدارة شركات استثمار كبرى خلال الأشهر الماضية، لكن العديد من هذه الجهات أبدت شكوكاً حول الرؤية غير الواضحة للمشروع، وعدم وجود خطة تمويل واضحة. كما طلب مسؤولو الخزانة والتجارة مقترحات بشأن هيكل حوكمة يضمن استقلالية الصندوق عن التأثيرات السياسية، وهو ما قد يُضعف قدرة البيت الأبيض على استخدامه لأجندته السياسية. في ظل هذه التعقيدات، بات المشروع في حالة تجميد، وتحوّلت الأولويات نحو حلول أكثر واقعية ومرونة من خلال الأجهزة الحكومية القائمة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات المالية المصرية: 2.6 تريليون جنيه إيرادات ضريبية مستهدفة بموازنة 2025-2026 مصر.. 5.9 مليار جنيه مخصصات دعم التأمين الصحي بموازنة 2025-2026 Page 2 الخميس 01 مايو 2025 07:27 مساءً Page 3