
القاتل الجذّاب والجريمة المبرّرة في مسلسل You
ودّعَ محبو الدراما الأميركية مسلسل You، بعد ثمانية أعوامٍ من المتابعة على منصة "نتفليكس"، منذ انطلاق عرضه الأوّل عام 2018، وصولاً إلى موسمه الختامي الخامس هذا العام. وقد تميّز المسلسل بطابع الرومانسية الداكنة (Dark Romance)، الذي بات يجذب جمهوراً واسعاً، سواءٌ أكان في الروايات أم في السينما والدراما التلفزيونية. كأنّ القصص الرومانسية التقليدية أصبحت مُضجِرة، ولم تعد اللقاءات الكلاسيكية بين العشاق تثير الاهتمام كالسابق، فأصبح المُشاهد يتطلّع في الفن إلى ما هو أبعد وأعمق حتى لو تجاوز المألوف واللامعقول؛ وهكذا جاءت قصةُ الحب في You، المستوحاة من روايةٍ تحملُ العنوانَ نفسه للكاتبة الأميركية كارولين كيبنيس.
جو غولدبيرغ: "العاشق الذي يحترفُ القتل"
يجسّد الممّثل الأميركي بن بادغلي في مسلسل You شخصية جو غولدبيرغ، مدير مكتبة في مدينة نيويورك، شغوفٌ بالكتبِ والروايات وبنوعٍ خاصٍ من النساء: الجميلة، الذكية، المثقفة. وإذا حدث وأغرمَ بها، يتحوّل الافتتانُ سريعاً إلى هوسٍ مرضيّ، فتصبح فيه المرأة محور عالمه، وما إن يضمنَ تعلّقها بهِ، حتى يبدأ ممارسةِ السيطرة والتلاعب، في تلك المرحلة من العلاقة، فيكونُ القتلُ وسيلتهُ للتخلصِ من أيّ شخصٍ يمثلُ عائقاً وتهديداً لعلاقتهِ بها؛ وحين تكتشف العاشقةُ أنّ هذا الرجل الرومانسي الذي تورطت بحبّه ليس سوى مضطربٍ نفسياً، تحاولُ الانسحاب، حينها يفضّلُ جو قتلها على أن يفقدها.
يحمل جو غولدبيرغ صفات العاشق المثالي الذي تحلمُ فيهِ معظم النساء، رجلٌ نبيل ومثقف وجذّاب، ويتمتّع بذكاء عاطفي حادّ، يعرفُ كيف يجعل شريكته تشعر بأهميتهِا لديه وما هو قادر على فعله لأجل حمايتها، ويصبح هذا مبرراً آخر للقتل... وللشخصيةِ أبعادها النفسية التي تنكشف شيئاً فشيئاً. الأزمات صنعت من هذا الطفل قاتلاً ومعتدياً على النساء، فما حدث في طفولته، عندما قتل والده وتخلّت عنهُ أمّه إلى دور الرعاية، جعله مرعوباً من فكرةِ الرفض والتخلّي، ودفعه إلى التعلّق والعنف كلّما شعر بأنّه على وشكِ الخسارة.
وقد تباينت المواسم من حيث مستوى السيناريو وجرعة العنف البصري، بينما تميّزت بطلة كل موسم بطبيعة مختلفة عن الأخرى؛ فشخصية بيك في الموسم الأوّل (أدّت دورها الممثلة إليزابيث لايل) كانت كاتبة متمردة ومغامرة ومتعدّدة العلاقات، وفي الموسمين الثاني والثالث ظهرت لاف (فيكتوريا بيدريتي) التي تتبيّن لاحقاً معاناتها من اضطرابات نفسية بدورها، لتعيد جو إلى عالم الجريمة بعد أن قرّر أن يصبح إنساناً أفضل إثر تجربة الأبوّة. تنشأ بينهما علاقة شراكة في القتل قبل أن تتصدّع بسبب خيانته لها وافتتانه بماريان (تاتي غابريال). أمّا في الموسم الرابع، الذي جرت أحداثه في لندن، فتظهر كايت (شارلوت ريتشي) سيّدة أعمال بريطانية ذكية وطموحة، تشكّل تحدياً مختلفاً لجو، ومع أنّها تتقبّل ماضيه المظلم، وتختار البقاء إلى جانبه، مشترطةً أن يتجاوز تاريخه الدموي، فإن جو، الذي حاول أن يهرب من القتل إلى كتابةِ نصوص بوليسية يتخفّف من خلالها من عنفه، لا يلبث أن يعود إلى حقيقته في الموسم الخامس عندما يغرَم برونتي (مادلين برور) وهي شابة بوهيمية، قارئة وكاتبة مسرحيات تتسلل إلى مكتبته في نيويورك.
موسم ختامي بين بداية واعدة ونهاية تقليدية
بذل صناع العمل جهداً ملحوظاً في الموسم الختامي الذي كان من إخراج ماركوس سييغا وكتابة كل من مايكل فولي وجاستن لو، إذ انطلق الموسم الخامس بحلقات قوية كانت في مستوى الموسم الأوّل، الذي أسر عشاق هذا النوع من الدراما، وبدت عودة جو إلى نيويورك بعد رحلة تنقّل طويلة بين لوس أنجلِيس وكاليفورنيا ولندن، كأنّها حلقة وصل بين البداية والنهاية. استعادت الحلقات الأولى ذلك الإيقاع المشوّق والغامض، خصوصاً مع ظهور جو وقد أصبح مستقراً عائلياً ومادياً قبل أن يعود إلى طبيعته الإجرامية. ولكنّ تصاعد الأحداث لاحقاً، لم يخل من ثغرات درامية ومبالغات غير مقنعة. أمّا النهاية فجاءت تقليدية تشبه النهايات الأميركية، حيث انتهى الصراع بعراك جسدي بين البطلة والقاتل، يتشابكان ويتخبطان إلى آخر لحظة، رغم إصاباتهما البليغة.
تطبيع القتل والجريمة المبرّرة
لعلّ أكثر ما يثير القلق في الموسم الخامس من مسلسل You هو الطريقة التي يتمُ بها تطبيع القتل، وتحويله إلى فعل يبدو مشروعاً ومقبولاً. فصنّاع العمل نجحوا في تقديم قاتلٍ متسلسل بهيئةِ بطلٍ محبوب، وليس على هيئةِ مجرمٍ منفّر؛ ذلك لأنّ جو غولدبرغ لا يشبه النموذج النمطي للمجرمين في بلادة مشاعرهم وعنفهم الوحشي، وتلذذهم بالقتل والتعذيب، إلى جانب اختلالاتهم العقلية الواضحة، بل هو قاتل جذّاب، وسيم، مثقف ورومانسي، يعاني من جروح طفولة تجعل المتلقي يتعاطف معه ويتفهّم ظروفَه رغم كل ما يرتكبه من جرائم.
يمتلكُ جو قدرة مدهشة على الإقناع والتبرير لكل جريمة؛ فهو دائماً مضطّر، ولم يكن أمامه حلٌ آخر، بل يحاول الإيهام بأنّ هنالك جرائم حاول بالفعلِ تجنّب ارتكابها، ولكنّه فعلها بدافعِ الحب أو الحماية أو الخوف من الفقدان. ومن هنا تقدّم الدراما الأميركية نموذجاً جديداً أكثر خطورة من المجرم الكلاسيكي المختّل. ولو قمنا بالمقارنة بين You ومسلسل Dahmer، الذي تناول قصة حقيقية لقاتل متسلسل، نجد أنّ دامر يثير الاشمئزاز رغم اهتمام صنّاع العمل بمعالجةِ جوانبه النفسية، بينما جو يقدّم كقاتلٍ رومانسي يجعلُ القتل يبدو هواية ممتعة وحلاً سريعاً وفعّالاً ومصيراً مناسباً لأشخاصٍ لا يستحقون الحياة!
في الموسم الخامس، تخضع برونتي هي الأخرى لسحر جو غولدبيرغ، حتى حين يقتلُ صديقَها أمام عينيها. ينجحُ بإقناعها بأنّ ما فعلهُ كان دفاعاً عن النفس، تماماً كما ينجحُ في إقناعِ الجمهورِ ببراءتهِ حينَ يُعرض فيديو الجريمة في مواقع التواصل، فيتعاطف معه الجمهور وتكتبُ لهُ الفتيات تعليقات من قبيل: "أتمنى رجلاً كهذا يقتلُ من أجلي". وهذا التأثير الذي أحدثه جو، لم يكن مقتصراً على الحبكةِ الدراميةِ فحسب بل مستلهمٌ من أصداءِ المواسمِ الأولى للمسلسل، حيث تحدّث الممثل بن بادغلي في حواراتٍ له عن استغرابهِ تعليقات كثيرة قرأها تمتدحُ شخصيةَ القاتل بدلاً من انتقادِها.
وهكذا يمكن للدراما أن تتحوّل إلى أداةٍ خفية وخطرة لتشكيل الوعي الباطن حين تعالج تيمة القتل بحبكة ناعمة ورومانسية ومبرّرة، ممّا قد يجعل المتلقّي معجباً بالجريمة، وقد تتحوّل في وعيه إلى وسيلة مشروعة لحلّ الصراعات أو حماية من يحب. وهذا الخطر يتجلى بتطبيع أفكار جديدة وإعادة تشكل الوعي الجمعي للكثير من الشعوب والمجتمعات، في جعل الناس يألفون ما كان غريباً ويقبلون ما كان مرفوضاً؛ لذا لا بد من طرح هذه الإشكالية، والتفكير ملياً في شأنها: هل يمتلك المتلقي وعياً نقدياً كافياً يحميه من أفكار منحرفة ورسائل مموّهة أم سيكون - في ظروف معيّنة -هدفاً سهلاً يتأثر بها تدريجياً حتى يعاد تشكيل وعيه دون أن يدري، فيؤثر بدوره على مجتمعٍ بأسره؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
القاتل الجذّاب والجريمة المبرّرة في مسلسل You
ودّعَ محبو الدراما الأميركية مسلسل You، بعد ثمانية أعوامٍ من المتابعة على منصة "نتفليكس"، منذ انطلاق عرضه الأوّل عام 2018، وصولاً إلى موسمه الختامي الخامس هذا العام. وقد تميّز المسلسل بطابع الرومانسية الداكنة (Dark Romance)، الذي بات يجذب جمهوراً واسعاً، سواءٌ أكان في الروايات أم في السينما والدراما التلفزيونية. كأنّ القصص الرومانسية التقليدية أصبحت مُضجِرة، ولم تعد اللقاءات الكلاسيكية بين العشاق تثير الاهتمام كالسابق، فأصبح المُشاهد يتطلّع في الفن إلى ما هو أبعد وأعمق حتى لو تجاوز المألوف واللامعقول؛ وهكذا جاءت قصةُ الحب في You، المستوحاة من روايةٍ تحملُ العنوانَ نفسه للكاتبة الأميركية كارولين كيبنيس. جو غولدبيرغ: "العاشق الذي يحترفُ القتل" يجسّد الممّثل الأميركي بن بادغلي في مسلسل You شخصية جو غولدبيرغ، مدير مكتبة في مدينة نيويورك، شغوفٌ بالكتبِ والروايات وبنوعٍ خاصٍ من النساء: الجميلة، الذكية، المثقفة. وإذا حدث وأغرمَ بها، يتحوّل الافتتانُ سريعاً إلى هوسٍ مرضيّ، فتصبح فيه المرأة محور عالمه، وما إن يضمنَ تعلّقها بهِ، حتى يبدأ ممارسةِ السيطرة والتلاعب، في تلك المرحلة من العلاقة، فيكونُ القتلُ وسيلتهُ للتخلصِ من أيّ شخصٍ يمثلُ عائقاً وتهديداً لعلاقتهِ بها؛ وحين تكتشف العاشقةُ أنّ هذا الرجل الرومانسي الذي تورطت بحبّه ليس سوى مضطربٍ نفسياً، تحاولُ الانسحاب، حينها يفضّلُ جو قتلها على أن يفقدها. يحمل جو غولدبيرغ صفات العاشق المثالي الذي تحلمُ فيهِ معظم النساء، رجلٌ نبيل ومثقف وجذّاب، ويتمتّع بذكاء عاطفي حادّ، يعرفُ كيف يجعل شريكته تشعر بأهميتهِا لديه وما هو قادر على فعله لأجل حمايتها، ويصبح هذا مبرراً آخر للقتل... وللشخصيةِ أبعادها النفسية التي تنكشف شيئاً فشيئاً. الأزمات صنعت من هذا الطفل قاتلاً ومعتدياً على النساء، فما حدث في طفولته، عندما قتل والده وتخلّت عنهُ أمّه إلى دور الرعاية، جعله مرعوباً من فكرةِ الرفض والتخلّي، ودفعه إلى التعلّق والعنف كلّما شعر بأنّه على وشكِ الخسارة. وقد تباينت المواسم من حيث مستوى السيناريو وجرعة العنف البصري، بينما تميّزت بطلة كل موسم بطبيعة مختلفة عن الأخرى؛ فشخصية بيك في الموسم الأوّل (أدّت دورها الممثلة إليزابيث لايل) كانت كاتبة متمردة ومغامرة ومتعدّدة العلاقات، وفي الموسمين الثاني والثالث ظهرت لاف (فيكتوريا بيدريتي) التي تتبيّن لاحقاً معاناتها من اضطرابات نفسية بدورها، لتعيد جو إلى عالم الجريمة بعد أن قرّر أن يصبح إنساناً أفضل إثر تجربة الأبوّة. تنشأ بينهما علاقة شراكة في القتل قبل أن تتصدّع بسبب خيانته لها وافتتانه بماريان (تاتي غابريال). أمّا في الموسم الرابع، الذي جرت أحداثه في لندن، فتظهر كايت (شارلوت ريتشي) سيّدة أعمال بريطانية ذكية وطموحة، تشكّل تحدياً مختلفاً لجو، ومع أنّها تتقبّل ماضيه المظلم، وتختار البقاء إلى جانبه، مشترطةً أن يتجاوز تاريخه الدموي، فإن جو، الذي حاول أن يهرب من القتل إلى كتابةِ نصوص بوليسية يتخفّف من خلالها من عنفه، لا يلبث أن يعود إلى حقيقته في الموسم الخامس عندما يغرَم برونتي (مادلين برور) وهي شابة بوهيمية، قارئة وكاتبة مسرحيات تتسلل إلى مكتبته في نيويورك. موسم ختامي بين بداية واعدة ونهاية تقليدية بذل صناع العمل جهداً ملحوظاً في الموسم الختامي الذي كان من إخراج ماركوس سييغا وكتابة كل من مايكل فولي وجاستن لو، إذ انطلق الموسم الخامس بحلقات قوية كانت في مستوى الموسم الأوّل، الذي أسر عشاق هذا النوع من الدراما، وبدت عودة جو إلى نيويورك بعد رحلة تنقّل طويلة بين لوس أنجلِيس وكاليفورنيا ولندن، كأنّها حلقة وصل بين البداية والنهاية. استعادت الحلقات الأولى ذلك الإيقاع المشوّق والغامض، خصوصاً مع ظهور جو وقد أصبح مستقراً عائلياً ومادياً قبل أن يعود إلى طبيعته الإجرامية. ولكنّ تصاعد الأحداث لاحقاً، لم يخل من ثغرات درامية ومبالغات غير مقنعة. أمّا النهاية فجاءت تقليدية تشبه النهايات الأميركية، حيث انتهى الصراع بعراك جسدي بين البطلة والقاتل، يتشابكان ويتخبطان إلى آخر لحظة، رغم إصاباتهما البليغة. تطبيع القتل والجريمة المبرّرة لعلّ أكثر ما يثير القلق في الموسم الخامس من مسلسل You هو الطريقة التي يتمُ بها تطبيع القتل، وتحويله إلى فعل يبدو مشروعاً ومقبولاً. فصنّاع العمل نجحوا في تقديم قاتلٍ متسلسل بهيئةِ بطلٍ محبوب، وليس على هيئةِ مجرمٍ منفّر؛ ذلك لأنّ جو غولدبرغ لا يشبه النموذج النمطي للمجرمين في بلادة مشاعرهم وعنفهم الوحشي، وتلذذهم بالقتل والتعذيب، إلى جانب اختلالاتهم العقلية الواضحة، بل هو قاتل جذّاب، وسيم، مثقف ورومانسي، يعاني من جروح طفولة تجعل المتلقي يتعاطف معه ويتفهّم ظروفَه رغم كل ما يرتكبه من جرائم. يمتلكُ جو قدرة مدهشة على الإقناع والتبرير لكل جريمة؛ فهو دائماً مضطّر، ولم يكن أمامه حلٌ آخر، بل يحاول الإيهام بأنّ هنالك جرائم حاول بالفعلِ تجنّب ارتكابها، ولكنّه فعلها بدافعِ الحب أو الحماية أو الخوف من الفقدان. ومن هنا تقدّم الدراما الأميركية نموذجاً جديداً أكثر خطورة من المجرم الكلاسيكي المختّل. ولو قمنا بالمقارنة بين You ومسلسل Dahmer، الذي تناول قصة حقيقية لقاتل متسلسل، نجد أنّ دامر يثير الاشمئزاز رغم اهتمام صنّاع العمل بمعالجةِ جوانبه النفسية، بينما جو يقدّم كقاتلٍ رومانسي يجعلُ القتل يبدو هواية ممتعة وحلاً سريعاً وفعّالاً ومصيراً مناسباً لأشخاصٍ لا يستحقون الحياة! في الموسم الخامس، تخضع برونتي هي الأخرى لسحر جو غولدبيرغ، حتى حين يقتلُ صديقَها أمام عينيها. ينجحُ بإقناعها بأنّ ما فعلهُ كان دفاعاً عن النفس، تماماً كما ينجحُ في إقناعِ الجمهورِ ببراءتهِ حينَ يُعرض فيديو الجريمة في مواقع التواصل، فيتعاطف معه الجمهور وتكتبُ لهُ الفتيات تعليقات من قبيل: "أتمنى رجلاً كهذا يقتلُ من أجلي". وهذا التأثير الذي أحدثه جو، لم يكن مقتصراً على الحبكةِ الدراميةِ فحسب بل مستلهمٌ من أصداءِ المواسمِ الأولى للمسلسل، حيث تحدّث الممثل بن بادغلي في حواراتٍ له عن استغرابهِ تعليقات كثيرة قرأها تمتدحُ شخصيةَ القاتل بدلاً من انتقادِها. وهكذا يمكن للدراما أن تتحوّل إلى أداةٍ خفية وخطرة لتشكيل الوعي الباطن حين تعالج تيمة القتل بحبكة ناعمة ورومانسية ومبرّرة، ممّا قد يجعل المتلقّي معجباً بالجريمة، وقد تتحوّل في وعيه إلى وسيلة مشروعة لحلّ الصراعات أو حماية من يحب. وهذا الخطر يتجلى بتطبيع أفكار جديدة وإعادة تشكل الوعي الجمعي للكثير من الشعوب والمجتمعات، في جعل الناس يألفون ما كان غريباً ويقبلون ما كان مرفوضاً؛ لذا لا بد من طرح هذه الإشكالية، والتفكير ملياً في شأنها: هل يمتلك المتلقي وعياً نقدياً كافياً يحميه من أفكار منحرفة ورسائل مموّهة أم سيكون - في ظروف معيّنة -هدفاً سهلاً يتأثر بها تدريجياً حتى يعاد تشكيل وعيه دون أن يدري، فيؤثر بدوره على مجتمعٍ بأسره؟


الوطنية للإعلام
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الوطنية للإعلام
أعلى المعايير التنظيمية من "بيروت ماراتون" بالتعاون مع In Action لسباق ماراتون بيروت الدولي ال21
وطنية - بدأت معالم الترتيبات اللوجستية لسباق ماراتون بيروت الدولي ال21 المقرر الخميس في الاول من ايار المقبل، في منطقتي الإنطلاق والوصول في واجهة بيروت البحرية. وتتعاون جمعية "بيروت ماراتون" المنظمة مع شركة In ActionEvents المتخصصة في تنظيم الأحداث والمناسبات، لجهة تطبيق أعلى المعايير التقنية المعمول بها في أكبر وأهم الأحداث الرياضة حول العالم. ويتوقع ان تكون النسخة ال 21 من السباق الأبرز لتاريخه تماشيا مع أهداف الجمعية في إعتماد البيان التصاعدي نحو الأفضل في مجال تنظيم الحدث الماراتوني. وقال رئيس الشركة جو حرب: "وضعنا الدراسات حول المنشآت للسباق وفق أفضل المعايير المعتمدة في أكبر وأبرز الأحداث الرياضية العالمية، وهي خطوة متقدمة على الصعيد المحلي. وعلى هذا المبدأ رسمنا خارطة مثالية لموقعي الإنطلاق والوصول، وأخذنا بعين الإهتمام إستعمال المواد التي تراعي الشروط البيئية من الحديد الخاص (سقالات خاصة) إضافة للوحات الدعاية حيث هناك شاشات على مساحة 250 مترا. وبذلك إستعضنا عن اللجوء إلى تلف الأغراض وتبديلها في كل سنة، وقد وحدنا كل القياسات كي لا نكرر الطبع مرات متتالية، ما يساعد في عملية ترشيد الإنفاق". ولفت حرب إلى أنه "تم التركيز على حالة الإبهار النظري لمتابعة الوقائع في مكان الحدث، من خلال تركيب شاشات عدّة خصوصاً في منطقة التجمع وتبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وعلى المسرح الذي ستقام عليه النشاطات الترفيهية وأجواء التشجيع والحماسة وحفل توزيع الجوائز على الفائزين والفائزات. كما توجد منطقة رعاية وترفيه للأطفال إضافة إلى "سوق الأكل" الذي يقدم المأكولات". وكشف أنه لم تعد هناك أقواس عند نقطتي الإنطلاق والوصول "من مواد حديدية أو خشبية، وإنما القوس عبارة عن شاشات تظهر عليها جميع الشعارات "اللوغو" والعبارات المعتمدة. وباتت منصة الضيوف والإعلاميين في الوسط بين مساري الإنطلاق والوصول، بما يتيح المواكبة بشكل مريح لحركة العدائين والعداءات". وأشار حرب الى لغة الأرقام التي سجلت نسبا قياسية، "حيث هناك 6 آلاف متر طولي من الحديد الخاص وأرضيات خشبية لمساحة 500 متر مربع و100 خيمة بأحجام مختلفة، وجسرين للتغطية الإعلامية المباشرة للسباق من قبل الناقل الرسمي للسباق قناة LBCI. ويبلغ عدد فريق العمل للنقل التلفزيوني 200 شخص، ويتم التنسيق بينهم دون أية صعوبات. كما أخذنا بعين الإعتيار الإجراءات التقنية اللازمة لعدم تأثير الأصوات على النقل التلفزيوني، وأضفنا منصّات خاصة للإعلاميين لتسهيل مهمتم". وعن الفريق الذي يقوم بهذا الجهد الكبير من قبل شركة In Action لفت إلى وجود 200 شخص يعملون على مدار الساعة وبدوامات مختلفة. "وهناك فريق تقني مع فريق عمل جمعية بيروت ماراتون وقناة LBCI وهذا ما يساعد المتواجدين في منطقة السباق على مشاهدة كل ما يحصل، خصوصا أن هناك قواعد وتعليمات تمنع إرتياد ودخول بعض المناطق". ولفت حرب الى أن الجمعية المنظمة والمؤسسة للسباق، "تلتزم المعايير الدولية منذ 21 سنة. وهي اليوم تؤكد هذا الإلتزام عبر تحديد هوية الجمعية من خلال صورة موحدة للماراتون تساهم بجعل الجمعية معلومة الإسم والنشاط". وختم متناولا الكلفة المالية لهذة الورشة الضخمة بقوله : "أرقامها غير عادية لكن بفعل المحبة للجمعية من شركة In Action إضافة إلى قائمة من الشركاء المثاليين، تم إعتماد أسعار تشجيعية للغاية والنوايا طيبة ولبنان يستحق مثل هذا الحدث".


ليبانون 24
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ليبانون 24
مذيع طقس الـ LBCI ينشر صورة برفقة زوجته.. تعرفوا إليها
نشر مقدم نشرة الطقس على شاشة الـ lbci جو قارح صورة عبر حسابه الخاص على انستغرام. وأطل جو في الصورة برفقة زوجته "آلين" داخل أحد المطاعم على البحر وعلّق عليها بالقول: "مع المديرة". View this post on Instagram A post shared by Joe Kareh (@joe_kareh_lbci) جو انضم إلى الـ lbci عام 2015 وهو يمتلك خبرة في الطقس قرابة 20 عاماً، وينتظره المشاهدون لدقة توقعاته وللشرح المفصل الذي يقوم به. خصص صفحة على موقع "فيسبوك" weather of Lebanon لنشر أحوال الطقس وفيديوهات وصور من مختلف المناطق اللبنانية.