logo
اهتمام صيني بحرب إيران وإسرائيل!

اهتمام صيني بحرب إيران وإسرائيل!

البيانمنذ 4 ساعات

يمكن القول إن الصين هي من أكثر الدول اهتماماً ومراقبة للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاعها فجر يوم 13 يونيو الجاري. وهذا ليس فقط من باب الخوف على نظام طهران الحالي، الذي ربطته ببكين علاقات تحالف وصداقة وتعاون عسكري واقتصادي واستراتيجي على مدى السنوات الماضية، لا سيما منذ اشتعال المنافسة والحروب الاقتصادية الصينية الأمريكية (على الرغم من وجود علاقات صينية إسرائيلية قوية موازية)، وإنما أيضاً من باب التعرف إلى مدى كفاءة الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية التي تحارب بها إسرائيل، كونها أدوات قتال أمريكية الصنع، بل من أحدثها وأكثرها تطوراً في العالم.
ومراقبة كفاءة هذه الأسلحة والمنظومات التكنولوجية المرتبطة باستخدامها وتوجيهها، أمر في غاية الأهمية لصناع القرار في بكين، لأنها ستحدد مسار ومصير أي مواجهة في المستقبل بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، علماً بأن تايوان التي تصفها بكين بالفرع المنشق عن التراب الصيني، والذي يجب أن يعود إلى الأصل سلماً، أو بالحرب إنْ اقتضى الأمر، تمثل للولايات المتحدة الأمريكية أهمية استراتيجية كبرى في سياساتها الخاصة في الشرق الأقصى، والمحيطين الهندي والهادي، قد تتساوى مع أهمية إسرائيل لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، مع الفارق لجهة المعطيات والأسباب، بطبيعة الحال.
هذه المقدمة تجرنا إلى الحديث عن التصعيد والحرب الكلامية الذي حدث مؤخراً بين بكين وواشنطن، من خلال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغيست، والمسؤولين الصينيين. إذ إن الوزير الأمريكي انتهز فرصة مشاركته في حوار شانغريلا الدفاعي في سنغافورة، في اليوم الأخير من مايو المنصرم، ليصف الصين بأنها دولة تمثل خطراً على السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي، لأنها «تسعى إلى أن تكون قوة مهيمنة في آسيا، ومسيطرة على الكثير من أجزائها»، فيما رد الصينيون قائلين إن تصريحات الوزير الأمريكي مسيئة، وتبث الفرقة، وتتجاهل دعوات الصين المتكررة إلى السلام والتنمية، وتدعو إلى التأجيج بعقلية حقبة الحرب الباردة.
لقد كان واضحاً أن أكثر ما أثار الصينيين أثناء حوار شانغريلا، هو مخاطبة هيغيست للمؤتمرين بالقول إن هناك تهديداً صينياً وشيكاً لتايوان، وبالتالي، ضرورة أن تقوم الدول الآسيوية بتعزيز دفاعاتها، وزيادة إنفاقها العسكري، والعمل مع الولايات المتحدة لمنع الصين من الترهيب والتوسع والهيمنة.
يقول توني يانغ، وهو هارفاردي من أصول تايوانية، وأستاذ مشارك في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، في مقال كتبه بهذه المناسبة، ما مفاده أن صناع القرار في واشنطن وتايبيه يصرون علناً على أن المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، تعزز من قيمة تايوان الجغرافية والاستراتيجية، كموقع فريد وجسر تكنولوجي واقتصادي بين الابتكار الغربي والقدرة التصنيعية الصينية، فيما الحقيقة (والكلام للكاتب)، هي أن هذا الجسر يزداد ضعفاً باستمرار، تحت وطأة التنافس والخلافات والمماحكات الصينية الأمريكية، بمعنى أن الكثير من الأهمية الاقتصادية لتايوان، ونفوذها الدبلوماسي يتجه نحو الانهيار والتراجع، الأمر الذي يستدعي اهتماماً أمريكياً أكبر بها.
دعونا نفصل أكثر ما ذهب إليه الأكاديمي يانغ. فمما لا شك فيه أن تايوان كانت ذات قيمة اقتصادية كبيرة، عندما كانت واشنطن وبكين متعاونتين اقتصادياً. إذ كان لدى كليهما دوافع قوية لتجنب المواجهة العسكرية بشأن تايوان. هذه المعادلة اختلت الآن بدخول الطرفين في منافسة استراتيجية وحرب تجارية.
ونجد تجليات ذلك في موضوع صناعة «أشباه الموصلات»، على سبيل المثال، وهي صناعة ازدهرت وهيمنت عليها تايوان، لأنها نجحت في أن تكون قادرة على تلبية التقدم التكنولوجي الأمريكي، واحتياجات التصنيع الصيني في آن واحد.
لكن مع تفكيك واشنطن للنظام المتكامل لسلاسل التوريد العالمية، تجد تايوان نفسها في ورطة، فالقيود الحالية المفروضة على تصديرها لأشباه الموصلات المتقدمة ومعدات تصنيعها، تفرض عليها الامتثال لمطلب واشنطن بالتخلي عن فكرة الوصول إلى الأسواق في الصين، التي لا تزال أكبر شريك تجاري لها، وفي حال مقاومتها لهذه الضوابط والمطالب الأمريكية، فإنها تغامر بفقدان الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية الحيوية والضمانات الأمنية.
عدا موضوع أشباه الموصلات، هناك مسألة استنزاف المواهب، بمعنى أن إغلاق واشنطن أبوابها أمام الطلاب الصينيين برفض منحهم تأشيرات دراسية، أو منع التحاقهم بتخصصات وجامعات أمريكية معينة، يقوض مصالح تايوان بطريقة غير مباشرة وغير مقصودة.
فهؤلاء الطلبة، قد يوجهون للالتحاق بجامعات أوروبية أو آسيوية متقدمة علمياً، ثم يعودون بحرية، ودون قيود إلى البر الصيني، لتعزيز قدرات الصين العلمية والتكنولوجية ومزاحمة تايوان. ولعل الأدهى من هذا، هو أن بعض الطلاب والباحثين التايوانيين وقعوا ضحية لقوانين الهجرة الأمريكية الجديدة، بسبب عدم تمييز مسؤولي الهجرة بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 44 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران

وتعتبر هذه الانفجارات التي دوّت في شمال طهران ووسطها من بين الأعنف التي تشهدها العاصمة الإيرانية منذ بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو. وأفاد مراسل لفرانس برس بأن نوافذ شقته في طهران اهتزّت بقوة على وقع هدير طائرات مقاتلة تحلّق في سماء العاصمة الإيرانية. وأصدر الجيش الإسرائيلي عبر "إكس" قبل ورود أخبار عن الانفجارات، تحذيرا لسكان منطقتين في طهران لإخلائهما. وذكر الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه اعترض 4 مسيرات أطلقت من إيران. وكانت إيران قد أصدرت في وقت السابق تحذيرا لسكان رامات جان القريبة من تل أبيب لإخلائها. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الإثنين، الاتفاق على على وقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال"، إنه "بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران". وأضاف أن إيران ستلتزم وقف النار "بعد حوالي ست ساعات من الآن"، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة من ذلك. ووفق ترامب فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "يبدأ رسميا الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وتابع الرئيس الأميركي قائلا: "منعنا حربا كانت ستمتد سنوات". وشدد على أن " الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت. أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما للقدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الاثني عشر يوما". واختتم ترامب منشوره قائلا: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط".

نائب الرئيس الأميركي: إيران لم تعد قادرة على صنع سلاح نووي
نائب الرئيس الأميركي: إيران لم تعد قادرة على صنع سلاح نووي

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

نائب الرئيس الأميركي: إيران لم تعد قادرة على صنع سلاح نووي

وذكر دي فانس في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "كانت إيران على وشك امتلاك سلاح نووي... والآن هي عاجزة عن صنع سلاح نووي بالمعدات التي تمتلكها لأننا دمرناها". وأضاف المسؤول الأميركي أنه "إذا أرادت إيران بناء سلاح نووي في المستقبل فسيتعين عليها التعامل مع الجيش الأميركي مرة أخرى". وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الإثنين، الاتفاق على على وقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال": "بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران". ووفق ترامب فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "يبدأ رسميا الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وتابع الرئيس الأميركي قائلا: "منعنا حربا كانت ستمتد سنوات". وشدد على أن "الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت. أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما للقدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الاثني عشر يوما". واختتم ترامب منشوره قائلا: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط".

كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

وأضاف المسؤول المطلع على المفاوضات أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ أمير قطر بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار وطلب مساعدة قطرية لإقناع إيران بالموافقة أيضا. وأشار المصدر إلى أن ترامب ونائبه جيه دي فانس ناقشا اقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران مع أمير قطر بعد الهجمات الإيرانية على قاعدة "العديد" الجوية. وأعلن ترامب، الإثنين، الاتفاق على على وقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال"، إنه "بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران". وأوضح ترامب أن إيران ستلتزم وقف النار "بعد حوالي ست ساعات من الآن"، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة من ذلك. ووفق ترامب فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "يبدأ رسميا الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وتابع الرئيس الأميركي قائلا: "منعنا حربا كانت ستمتد سنوات". وشدد على أن "الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت. أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما للقدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الاثني عشر يوما". واختتم ترامب منشوره قائلا: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store