logo
هيغسيث يتّهم بكين بالتحضير لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في آسيا

هيغسيث يتّهم بكين بالتحضير لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في آسيا

الرأيمنذ 2 أيام

- أعاد التذكير بأن الصين لن تغزو تايوان في عهده
- حضّ الحلفاء على زيادة إنفاقهم الدفاعي... «الردع لا يأتي رخيصاً»
سنغافورة - أ ف ب، رويترز - حذّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، من أن الصين «تستعد» لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، متعهداً أن الولايات المتحدة ستبقى بجانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما حض حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على زيادة إنفاقهم على احتياجاتهم الدفاعية.
وتعليقات هيغسيث التي وردت خلال منتدى أمني سنوي في سنغافورة، تأتي في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توترات في ملفات عدة منها التجارة والتكنولوجيا والنفوذ في مناطق إستراتيجية في العالم.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أطلق الرئيس دونالد ترامب حرباً تجارية ضد الصين تقوم على رفع التعرفات الجمركية، ويعمل على تقييد حصولها على التقنيات الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويواصل تعزيز العلاقات مع أطراف إقليمية على تباين مع بكين مثل الفلبين.
اجتياح تايوان
وقال هيغسيث خلال ظهوره الأول أمام منتدى حوار شانغري-لا للأمن، إن «التهديد الذي تشكله الصين حقيقي وقد يكون وشيكاً».
وأشار إلى أن بكين «تستعد بصورة موثوقة لاستخدام محتمل للقوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، محذّراً من أن الجيش الصيني يعمل على بناء القدرات لاجتياح تايوان «ويتدرب» على ذلك فعلياً.
وقال «من المعروف أن شي أمر جيشه بأن يكون قادراً على غزو تايوان بحلول عام 2027. وجيش التحرير الشعبي يقوم ببناء القوات العسكرية للقيام بذلك ويتدرب من أجل ذلك يومياً على المهمة الحقيقية».
وزادت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي لكن تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، وأجرت العديد من المناورات العسكرية الواسعة في محيط الجزيرة شملت على وجه الخصوص محاكاة الحصار والغزو.
وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة «تعيد توجيه نفسها من أجل ردع عدوان الصين الشيوعية»، داعياً الحلفاء والشركاء في آسيا إلى الإسراع في رفع الانفاق في المجال الدفاعي في مواجهة التهديدات المتزايدة.
واعتبر أن على التصرفات الصينية أن تكون بمثابة «جرس انذار»، متهماً بكين بالضلوع في هجمات سيبرانية ومضايقة جيرانها، وصولاً إلى «مصادرة أراضٍ وتحويلها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني» في بحر الصين الجنوبي.
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا المسطح المائي الذي يمرّ عبره نحو 60 في المئة من التجارة البحرية، على رغم حكم قضائي دولي يعتبر أن لا أساس قانونياً لهذا المطلب.
وسجلت على مدى الأشهر الماضية مناوشات بين البحريتين الصينية والفلبينية في هذه المنطقة. وتوقع مسؤولون أميركيون أن تكون هذه المنطقة وما تشهده من توترات، محوراً أساسياً في النقاشات على هامش منتدى شانغري- لا.
دوريات استعداد قتالي
وتزامناً مع كلمة هيغسيث في المنتدى، أعلن الجيش الصيني أن قواته البحرية والجوية تقوم بـ«دوريات استعداد قتالي» روتينية حول سلسلة من الشعاب والصخور المتنازع عليها مع مانيلا.
وقال القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في سنغافورة كايسي مايس إن «حزم الصين في بحر الصين الجنوبي زاد خلال الأعوام الأخيرة»، مؤكداً ضرورة مناقشة ذلك خلال منتدى سنغافورة.
ولم ترسل بكين أي مسؤول من وزارة الدفاع للمشاركة في المنتدى، واكتفت بوفد من جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وأتت تصريحات الوزير الأميركي بعد ساعات من تلميح ترامب الى تجدد التوترات التجارية مع الصين، متهماً إياها بـ«انتهاك» اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، قائلاً إنه يتوقع أن يتحدث قريباً إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ.
واتفقت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم خلال مايو الماضي، على تعليق العمل بالزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية بينهما فترة 90 يوماً، بعد محادثات بين الطرفين في جنيف.
لكن ترامب كتب عبر منصته «تروث سوشال»، أن «الصين، وهو أمر قد لا يُفاجئ البعض، انتهكت اتفاقها معنا بشكل كامل»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
أولوية أميركية
وفي مسعى لطمأنة الحلفاء في آسيا، شدد هيغسيث على أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تبقى «أولوية» بالنسبة إلى الولايات المتحدة، متعهداً ضمان أن «الصين لن تهيمن علينا أو على حلفائنا وشركائنا».
وفي حين أشار إلى أن بلاده عززت تعاونها مع الفلبين واليابان، أعاد التذكير بأن «الصين لن تغزو (تايوان)» في عهده.
زيادة الانفاق الدفاعي
وأضاف «من الصعب تصديق أنني أقول هذا، ولكن بفضل الرئيس ترامب، ينبغي على الحلفاء الآسيويين أن ينظروا إلى الدول في أوروبا كمثال جديد»، مستشهداً بتحرك دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك ألمانيا، نحو هدف الإنفاق الذي حدده الرئيس الأميركي بنسبة 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
أضاف «الردع لا يأتي رخيصاً».
وسبق أن انتقد هيغسيث الحلفاء في أوروبا لعدم إنفاقهم المزيد على دفاعهم. وفي فبراير، حذر أوروبا من التعامل مع الولايات المتحدة على أنها «ساذجة» خلال مؤتمر صحافي في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
وأثارت كلمة هيغسيث انتقاد بعض المحللين الصينيين في المنتدى.
تصادمي للغاية
وقال دا وي، مدير مركز الأمن الدولي والإستراتيجية في جامعة تسينغهوا للصحافيين، إن الخطاب كان «غير ودود للغاية» و«تصادمياً للغاية».
واتهم واشنطن باعتماد معايير مزدوجة لجهة مطالبة الصين باحترام جيرانها، بينما تقوم هي بمضايقة جيرانها، مثل كندا وغرينلاند.
والجمعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام المنتدى إن واشنطن محقة في مطالبة أوروبا بزيادة إنفاقها الدفاعي.
من جانبه، قال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانس إنه من المهم أن يقر هيغسيث بجهود الدول الأوروبية.
وأوضح «ربما كانت هذه المرة الأولى، أو من أوائل المرات، التي أسمع فيها الإدارة الأميركية تقر بذلك صراحة».
وتفيد دراسة جديدة أجراها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، والذي يدير حوار شانغري-لا، بأن الإنفاق على الأسلحة والبحوث يشهد ارتفاعاً قوياً في بعض الدول الآسيوية، استجابة للتوقعات الأمنية المتشائمة، من خلال توسيع شراكاتها الصناعية الخارجية وسعيها لتعزيز صناعاتها الدفاعية.
ووفقاً للمعهد، الذي يتخذ من لندن مقراً، يأتي هذا الارتفاع رغم إنفاق الدول الآسيوية ما معدله 1.5 في المئة في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024، وهو رقم ظل ثابتاً نسبياً على مدار العقد الماضي.
لكن بعض الخطوات المبكرة لإدارة ترامب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أثارت الدهشة. فقد نقلت الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوي من آسيا إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا العام مع تصاعد التوترات مع إيران، وهو جهد استدعى استخدام 73 رحلة جوية لطائرات «سي-17».
وأوضح هيغسيث خلال المنتدى، «لسنا هنا للضغط على الدول الأخرى لتبني سياساتنا أو أيديولوجيتنا. لسنا هنا لنلقي عليكم محاضرات حول تغير المناخ أو القضايا الثقافية. نحن نحترمكم ونحترم تقاليدكم وجيوشكم. ونرغب في العمل معكم حيث تتوافق مصالحنا المشتركة».
وحوار شانغري-لا، هو المنتدى الآسيوي الأبرز لقادة الدفاع والجيوش والدبلوماسيين.
استياء صيني من مقارنة ماكرون تايوان بأوكرانيا
نددت الصين، بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شبه الوضع في أوكرانيا بوضع تايوان التي يخشى الغربيون أن تقدم بكين على غزوها.
وأعلنت السفارة الصينية في سنغافورة حيث أدلى الرئيس الفرنسي بتصريحاته «مقارنة ملف تايوان بالنزاع في أوكرانيا أمر غير مقبول. فالملفان مختلفان ولا يمكن المقارنة بينهما بتاتا».
في افتتاح منتدى حوار شانغري -لا للدفاع والأمن، قال ماكرون مساء الجمعة إن غزو الصين لتايوان يمكن مقارنته بغزو روسيا لأوكرانيا.
وتساءل من على منصة المنتدى «إذا اعتبرنا أنه يُمكن السماح لروسيا بالاستيلاء على جزء من أراضي أوكرانيا من دون قيد أو شرط، ومن دون أي رد من النظام العالمي، فماذا سنقول عما قد يحدث في تايوان»؟
وقال «إذا كانت الصين لا ترغب في تدخّل الناتو في جنوب شرق آسيا أو آسيا، فعليها بوضوح منع كوريا الشمالية من التدخّل في الأراضي الأوروبية» حيث تنشر بيونغ يانغ قوات دعما للجيش الروسي في حربه على اوكرانيا.
وأكدت بكين من خلال سفارتها أن «مسألة تايوان ملف داخلي بحت بالنسبة للصين».
وذكرت الخارجية الصينية في بيان على «فيسبوك»، «هناك صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية».
خرجت تايوان عن سيطرة بكين منذ ثورة 1949 ولم تستبعد الصين استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر وتكثف مناوراتها حول الجزيرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المسؤولون اللبنانيون ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفًا اميركيًا واضحًا
المسؤولون اللبنانيون ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفًا اميركيًا واضحًا

المدى

timeمنذ 4 ساعات

  • المدى

المسؤولون اللبنانيون ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفًا اميركيًا واضحًا

تتجه الانظار كذلك هذا الاسبوع على الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغن اورتاغوس، وان كان الاعلان عن مغادرة منصبها تماما، ترك ارتياحا في صفوف كثير من اللبنانيين، الذين اعتبروها منحازة تماما 'لاسرائيل' واجندتها. فقد كشف الصحافي 'الإسرائيلي' في القناة 14 'الإسرائيلية' تامر موراغ، أن أورتاغوس المسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، ستغادر منصبها قريبا، معتبرا أنّ 'هذا ليس خبرا سارا لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل، وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله'. كما أشارت الصحافية الأميركية لورا لومر القريبة من البيت الأبيض، في تغريدة على حسابها في منصة 'إكس' إلى أن 'أورتاغوس كانت ترغب في أن تعين كمبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب مُنح إلى توم باراك'. وأضافت: 'ويتكوف سيكشف عن بديل مورغان أورتاغوس هذا الأسبوع'. واشارت مصادر لبنانية مواكبة لحركة اورتاغوس الى انه 'صحيح ان اجندة الادارة الاميركية للبنان واحدة، ولا تتغير مع تغير المبعوثين، لكن شخصية اورتاغوس ومواقفها الحادة كاتت تستفز فريقا كبيرا في البلد، وبالتالي قد يكون من المفيد للبنان تعيين شخصية اكثر ديبلوماسية'. واضافت المصادر لـ'الديار': 'على كل الاحوال، فان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون ان يسمعوا من اورتاغوس موقفا اميركيا واضحا بخصوص التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل ما يتردد عن رفض اميركي- 'اسرائيلي' للتجديد ودفع باتجاه انهاء مهام هذه القوات. كذلك سيحاول هؤلاء تبيان اذا كانت فترة السماح الاميركية لحل مسألة سلاح حزب الله شمالي الليطاني طويلة، او اذا كانت قاربت من نهايتها وما ستكون تداعيات ذلك'.

إيران: مقترحات واشنطن بشأن الاتفاق النووي بعيدة كل البعد عن الواقع
إيران: مقترحات واشنطن بشأن الاتفاق النووي بعيدة كل البعد عن الواقع

المدى

timeمنذ 12 ساعات

  • المدى

إيران: مقترحات واشنطن بشأن الاتفاق النووي بعيدة كل البعد عن الواقع

أفاد مصدر إيراني لـ RT بأن طهران ترى أن العناصر التي تقترحها الولايات المتحدة بعيدة للغاية عما يمكن اعتباره أساسا عادلا وواقعيا لتسوية محتملة. وقال المصدر لـRT إن الإيرانيين شعروا بالفزع لرؤية مثل هذا النص 'الخيالي والأحادي الجانب البعيد كل البعد عن الواقع، حسب تعبيره. وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن سلطنة عمان قدمت لإيران تفاصيل الاقتراح الأمريكي بشأن الاتفاق النووي، وإن طهران سترد بالشكل المناسب انطلاقا من مصالحها الوطنية. وكان البيت الأبيض قد صرح سابقا بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدمت عرضا مفصلا ومقبولا لإيران في المفاوضات النووية، مشددا على أن 'على طهران قبوله'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store