
أحمد فضل شبلول: "أنا ابن شرعي لقصور الثقافة" وأزمة الإغلاق خطر على الهوية
في تعليق على أزمة إغلاق بعض مواقع قصور الثقافة، استهل الكاتب أحمد فضل شبلول حديثه لـ"الدستور" بالتأكيد على انتمائه لهذه المؤسسات الثقافية قائلاً: "لا بد أن أعترف بداية بأنني ابن شرعي لقصور الثقافة".
وأوضح "شبلول" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية تحديدًا كان له تأثير كبير في تشكيل وعيه وثقافته. ففي منتصف السبعينيات، انضم إلى كتيبته الأدبية، حيث كان يشارك بشكل منتظم في مختلف الأندية والفعاليات الأسبوعية:
الأحد: نادي الشعر.
نادي الشعر. الاثنين: نادي القصة.
نادي القصة. الثلاثاء: نادي المسرح.
نادي المسرح. الأربعاء: نادي النقد الأدبي.
نادي النقد الأدبي. الخميس: نادي السينما.
نادي السينما. الجمعة: كان يتجول بين اللوحات والتصاميم والتماثيل في قاعة الفن التشكيلي، قاعة سيف وانلي، الذي التقى به عدة مرات قبل وفاته في عام 1979.
وأضاف شبلول أنه كان يشارك أحيانًا في فصول تحسين الخطوط التي يقدمها فنان الخط العربي خليل بدوي، مما يؤكد الدور الشامل والمتكامل لقصور الثقافة في بناء الوعي والمعرفة.
ولفت شبلول إلى أن المشرفون على تلك الأندية داخل قصر ثقافة الحرية يستضيفون كبار الشعراء والأدباء والنقاد والفنانين سواء من داخل الإسكندرية أو من القاهرة، وبعض المحافظات الأخرى. وكنا نلتقي أسبوعيا بالشعراء عبدالمنعم الأنصاري ومحجوب موسى وعبدالعليم القباني ومحمود العتريس وادوار حنا سعد وفوزي خضر وصبري أبو علم، وكتَّاب القصة والرواية إبراهيم عبدالمجيد وسعيد سالم ومصطفى نصر وسعيد بكر ومحمود عوض عبدالعال ورجب سعد السيد وعبدالله هاشم وأحمد حميدة وغيرهم. وكانت هناك موظفة ثقافية نشيطة جدا اسمها عواطف عبود، وكان يرأس قصر ثقافة الحرية في ذلك الوقت ا. محمد غنيم، ثم جاءت بعده السيدة وسام مرزوق، فسارت على النهج نفسه.
أين ذهبت مجلات قصور الثقافة؟
وتابع: كان قصر ثقافة الحرية يصدر مجلة اسمها "الكلمة" يرأس تحريرها الدكتور السعيد الورقي، وننشر فيها أعمالنا، فضلا عن مجلة "أمواج" التي كان يصدرها مجلس الثقافة بالإسكندرية ويرأس تحريرها د. محمد زكي العشماوي، ثم صدرت مجلة "نادي القصة" ومجلة "عكاظ" التي توليت رئاسة تحريرها.
كان قصر ثقافة الحرية يحتضن كل أدباء الإسكندرية وكتَّابها ومثقفيها، هناك تعرفت إلى أمل دنقل وفاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبوسنة وأحمد سويلم وفاروق جويدة، واستمعت إلى محاضرات د. زكي نجيب محمود، وصلاح عبدالصبور ود. محمد مصطفى هدارة وغيرهم.
ثم بدأ أبناء جيلي يترددون على قصر ثقافة الأنفوشي، ثم الشاطبي، وأحيانا قصر ثقافة القباري. لم يكن هناك وقتها بيوت الثقافة الموجودة في شقق صغيرة. ولم يكن هناك ما يسمى رئيس مجلس إدارة نادي الأدب، أو نادي الأدب المركزي، وعلى الرغم من ذلك كانت الاستفادة الثقافية عظيمة جدا.
قصور الثقافة بين الأمس واليوم
وحول تحولات قصور الثقافة، تابع 'شبلول': ذهبت إلى العمل خارج مصر بعض السنوات، وعندما عدت وجدت شققا صغيرة تسمى أحيانا قصور ثقافة وأحيانا بيوت ثقافة، وتحولت "الثقافة الجماهيرية" إلى مسمى "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، ودخل قصر ثقافة الحرية الذي نشأتُ فيه في عمرة وتطوير كبير ثم تحول إلى مسمى مركز الإبداع، وتحولت تبعيته إلى صندوق التنمية الثقافية بدلا من هيئة قصور الثقافة. وعلى الرغم من مشاركتي في أنشطة هذا المركز حتى الآن، إلا أنني أحس دائما بغربة شديدة في هذا المكان الذي تربيت ونشأت فيه.
أما عندما أذهب إلى تلك الشقق التي سُميت باسم بيوت الثقافة فإنني لم أجد الخدمة أو المناخ أو الحميمية التي كنت أجدها في قصر ثقافة الحرية، ولم أجد الموظف أو الموظفة التي تتفانى في عملها مثلما كانت عليه عواطف عبود أو حنان شلبي أو ماهر جرجس أو سلوى توفيق.
أحيانا كنت أذهب لبيت من بيوت الثقافة، فلم أجد أحدا من الأدباء، بل أجد الموظف غير موجود أصلا. وفي بعض المرات تخبرنا الموظفة أن ابنها ينتظرها بعد درسه الخصوصي لتذهب له ويرجعا إلى البيت ولا بد أن تنتهي الندوة قبل الساعة كذا، لأنها ستغلق الشقة وتغادر، وغيرها من الأسباب سواء كانت الملفقة أو غير الملفقة.
قصور الثقافة لم تعد جاذبة للشباب
أما عن خدمات الصيانة ودورات المياه والخدمات العامة، فمعظمها متهالك ويحتاج إلى ترميم وإعادة إصلاح، وعندما كنت أسأل الموظفين عن ضرورة إصلاح مثل هذا التهالك يخبرونني أنهم أبلغوا مالك الشقة أو مالك العمارة ليقوم بالإصلاح، لكنه لم يلتزم.
وبدأت اعتذر عن عدم ذهابي لمثل هذه البيوت التي لا تعمل بكفاءة جيدة، وشعرت أن عوامل الطرد فيها أكثر من عوامل الجذب.
كما أنني رأيت أنها تكرر الأنشطة نفسها التي في قصور الثقافة. وعندما سألت عن المغزى من إقامة بيوت الثقافة في تلك الشقق ضمن العمارات السكنية، عرفت أن الغرض هو جذب أبناء المنطقة التي يقع فيها النشاط. لكن حقيقة لم أجد أحدًا من سكان العمارة نفسها أو الشارع نفسه الذي به هذا البيت الثقافي موجودا أو مستفيدا من هذا النشاط. فالوجوه أعرف معظمها، وهم من الأدباء والكتَّاب الذين التقي بهم في أكثر من مكان.
وأعتقد أنه يجب إعادة النظر في مسألة بيوت الثقافة، خاصة في الإسكندرية التي أعرفها أكثر من غيرها. وفي ظل عدم جاذبية المكان لعدد كبير من الشباب، الذين وجدوا بدائل في أماكن أخرى، وتجمعات خاصة أكثر فاعلية، وأماكن أكثر جمالا وإشعاعا أدبيا وثقافيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 14 ساعات
- الدستور
نجيب محفوظ يتحول لشخصية مسرحية في بداية ونهاية.. ما القصة؟
بعد أن صدرت رواية "الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ" قرَّر مؤلفها الشاعر والروائي، أحمد فضل شبلول مسرحة الرواية، لتكون بين أيدي المهتمين بالحركة المسرحية التجريبية في مصر والوطن العربي. نجيب محفوظ يتحول لشخصية مسرحية في بداية ونهاية وقد اختار لها عنوان "نجيب محفوظ بداية ونهاية" لأنها تعرض في صورة مختصرة لحياة نجيب محفوظ منذ ولادته عام 1911 وحتى وفاته عام 2006، كما أنها تتعرض للكثير من أعمال صاحب نوبل 1988 من خلال تقنيات عرض مسرحية متقدمة، مثل الاستعانة بشاشة كبيرة في منتصف الخشبة تظهر عليها بعض مشاهد أفلام نجيب محفوظ، وصور أغلفة رواياته، وصور الشخصيات أو الأماكن التي يرد ذكرها أثناء الحوار بين نجيب محفوظ في ليلته الأخيرة بالغرفة رقم 612 بمستشفى الشرطة بالعحجوزة بالقاهرة، وبين الكاتب. وقعت المسرحية التي صدرت عن سلسلة "إبداعات التفرغ" بالمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع دار المفكر العربي بالقاهرة، في ثلاثة فصول و19 مشهدًاـ وتنتهي بقول نجيب محفوظ (للكاتب): انتهتْ مهمتك يا أحمد، مثلما انتهتْ مهمتي في الحياة.. تستطيع العودة الآن إلى الإسكندرية. وتذكر دائما قولي عنها: الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع، وأن الإسكندرية ليس كمثلها شيء. تستطيع أن تدير الوقف وأنت في الإسكندرية، ولتزُر القاهرة وقتما تشاء. لا تسلني عمَّا وجدت في العالم الآخر، ولن أسألك عمَّا حدث بعد رحيلي. إنها رغبة ميت. إنها رغبة ميت. إنها رغبة ميت. يذكر أن مسرحية "نجيب محفوظ بداية ونهاية" هو الكتاب الخامس الذي أصدره المؤلف عن صاحب "أولاد حارتنا" حيث صدر له إلى جانب رواية "الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ" التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية، كتاب "نجيب محفوظ بلا معطف"، وكتاب "عصر نجيب محفوظ"، وشارك في كتاب موسوعي بعنوان "نجيب محفوظ شرقًا وغربًا"، ثم جاءت مسرحية "نجيب محفوظ بداية ونهاية" ليكون العمل الخامس للمؤلف عن الروائي المصري الراحل. كما سبق لأحمد فضل شبلول أن كتب مسرحيات شعرية للناشئة، صدرت خمس منها في كتاب عن المجلس الأعلى للثقافة بعنوان "مسرحيات شعرية للناشئة، كما فازت إحدى مسرحياته الشعرية للناشئة بجائزة الاتحاد العربي للثقافة بدمشق 2024.


اليوم السابع
منذ 2 أيام
- اليوم السابع
كتب لكبار نجوم الزمن الجميل.. ذكرى وفاة الشاعر محمد حمزة
تمر علينا، اليوم الأربعاء، ذكرى وفاة الشاعر الكبير محمد حمزة ، الذى رحل عن عالمنا بعد أن ترك بصمة لا تمحى فى تاريخ الأغنية العربية، لم يكن محمد حمزة مجرد شاعر يكتب كلمات تغنى، بل كان صوتًا للحب، ومرآة للوجدان، وناقلًا صادقًا لمشاعر أجيال كاملة. فى 18 يونيو 2010، أسدل الستار على حياة شاعرٍ عشق الكلمة وعاش من أجلها، رحل محمد حمزة عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، كتب خلالها ما يزيد عن 1200 أغنية، غناها كبار نجوم الفن المصري والعربي، لكن رغم رحيله الجسدى، بقيت كلماته حية تلامس القلوب كلما عزفت نغمة من نغمات الزمن الجميل. كانت البداية الحقيقية لمسيرة محمد حمزة الذهبية مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حين كتب له أغنية "سواح" عام 1966، التي فتحت له أبواب المجد، وتوالت بعدها الروائع مثل: "زي الهوا"، "جانا الهوى"، "موعود". شكّل مع حليم والموسيقار بليغ حمدي ثلاثيًا فنيًا أسطوريًا، لا يزال يُضرب به المثل حتى اليوم. كما كتب حكايتي مع الزمن لوردة الجزائرية، و"يا حبيبتي يا مصر لشادية"، وعيون بهية أجمل ما غنى محمد العزبي، كما كتب لأصاله نصري "سامحتك". لكل صوت كان لحمزة لحن خاص به من الكلمات، يعرف كيف يعزف عليه ويوصل رسالته.


الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
تقديرا لعطائه.. "الثقافة" تكرم محمد سلماوي في احتفالية بقصر الإبداع الفني
شهد قصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر احتفالية "محمد سلماوي 80 شمعة من العطاء"، ونظمتها هيئة قصور الثقافة، بالتعاون مع نادي القصة، وجاءت ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الفكر والإبداع. جاءت الاحتفالية بمناسبة مرور 80 عاما على ميلاد الأديب الكبير محمد سلماوي، عضو المجلس الأعلى للثقافة والرئيس الأسبق لاتحاد كتاب مصر والعرب، وشهدت حضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، وشارك بها كل من الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، رئيس نادي القصة، الكاتب الصحفي محسن عبد العزيز، الناقد د. حسين حمودة، والناقد خالد جودة، ولفيف من الأدباء والمثقفين. وأدار فعاليات الاحتفالية القاص محمد رفاعي، وبدأت بكلمة رحب خلالها الكاتب محمد ناصف، بالحضور، مؤكدا أهمية اختيار قصر الإبداع الفني ليكون مقرا لهذه الفعالية. ووجّه الشكر لفريق القصر، ولنادي القصة، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الأنشطة الأدبية خاصة عقب اختيار قصر الإبداع مقرا لنادي القصة بتوجيه من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة. من ناحيته، توجه الكاتب محمد السيد عيد بالشكر إلى وزارة الثقافة لنقل مقر نادي القصة إلى قصر الإبداع الفني، كما توجه بشكر خاص للكاتب محمد سلماوي كونه أول من بادر بمقالة عن ضرورة وجود مكان متميز لنادي القصة. وأعلن تدشين جائزة سنوية للقصة القصيرة باسم نادي القصة، تُقام في مقره الجديد، واعتبر هذا اللقاء بمثابة انطلاقة جديدة للمبدعين. هذا وتناول الناقد الأدبي د. حسين حمودة، بالرصد والتحليل رواية "أجنحة الفراشة"، مؤكدا أنها تنبأت بالثورة قبل وقوعها، وتعد نموذجا للسرد المرتبط بالتحولات الاجتماعية والسياسية. واستعرض الناقد خالد جودة تجربة "سلماوي" في كتابة السيرة الذاتية، والقصص القصيرة، ومساهماته في أدب الطفل، لاسيما من خلال مجموعة "شجرة الجميز" مؤكدا على دورها في غرس القيم والأخلاق. أما الكاتب الصحفي محسن عبد العزيز، فوصف "سلماوي" بأنه "موسوعة ثقافة وموهبة"، لقدرته على الربط بين العمل الصحفي والأدبي، وإظهار الحقائق ومناقشتها بحرية بدافع التغير وزيادة المصداقية. بدورها تحدثت الكاتبة والقاصة منى ماهر عن دور "سلماوي" في اتحاد كتاب مصر، مشيدة بروايته الأخيرة "أوديب في الطائرة"، التي عكست ببراعة الواقع السياسي والاجتماعي. وفي كلمته، أعرب الأديب محمد سلماوي عن امتنانه لهذه الفعالية، كاشفا عن عمله الروائي الجديد "زهرة النار"، مشيرا أنه يحمل رمزية عميقة لامرأة ظنت أن قلبها قد يبس، قبل أن تُحييه علاقة حب جديدة تصطدم بقيود المجتمع. وعن سبب اختيار الاسم أوضح أن تلك الزهرة حين تذبل تنغلق علي نفسها وتتيبس تماما مثل قطعة الخشب حتى تمسها النار فتتفتح، وتبدأ دورة جديدة من الحياة. وتواصلت الفعاليات مع عدد من المداخلات بمشاركة نخبة من المبدعين، منهم المخرج المسرحي عمرو قابيل، الذي أخرج إحدى قصص سلماوي وعرضها بمركز شباب منشية التحرير، وتحدث عن لقاءات جمعته بالأديب بالمركز الثقافي الروسي. وتحدث الشاعر أحمد الشهاوي، مدير تحرير مجلة نصف الدنيا الأسبق، عن "سلماوي" كداعم للمواهب، ومؤسس دار "ألف للنشر"، ووصفه بالكاتب المفكر الذي أثرى الصحافة والأدب من خلال أعماله المتميزة ومنها ديوان "ركعتي العشق". كما أشاد الباحث والقاص فؤاد مرسي بمسرحية "رقصة سالومي الأخيرة"، التي كتبها "سلماوي"، وحرصه على استعادة مكانة اتحاد الكتاب في جامعة الدول العربية. فيما تناول الشاعر ماهر حسن أبرز محطات "سلماوي" في قيادة الاتحاد، وأشاد بخصاله الحميدة، وتميزه في توظيف الإسقاطات داخل رواياته. وتوقف الناقد معتز محسن، عند علاقة "سلماوي" بالأديب نجيب محفوظ، ودور مسرحيته "الجنزير" في قراءة الواقع. وتحدث الشاعر عبده الزراع عن دور "سلماوي" خلال توليه منصب رئيس لتحرير مجلة "قطر الندى"، ومشاركته في اجتماعات اتحاد القصة العربي، مشيدا بتواضعه، وأشار الكاتب حسن الجوخ، نائب رئيس نادي القصة، إلى الجانب الإنساني في شخصية "سلماوي" ودوره البارز في لجنة العلاقات الإنسانية باتحاد الكتاب. كما أثنى القاص عبد الناصر العطيفي على تواضع وإنسانية "سلماوي"، مشيرا إلى أنه بالفعل استحق التكريم نظرا بعطائه. وأشاد الباحت والكاتب صلاح شعير بدور قصور الثقافة في دعم الإبداع والمبدعين، وأوصى الكاتب طارق الطاهر، رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، بضرورة توثيق مسيرة سلماوي في كتاب ومؤتمر خاص، تقديرا لمكانته كونه رمزا من رموز الذاكرة الثقافية المصرية. واختتمت الاحتفالية بتكريم الأديب محمد سلماوي بمنحه درع من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وآخر خاص بنادي القصة، تقديرا لعطائه الأدبي المميز، كما قدمت الفنانة نور الهدى حمدي "بروتريه" رسمته للأديب الكبير، فيما عبّر أعضاء مجلس الجالية السودانية عن تقديرهم له بتحية خاصة، وذلك في حضور د. منى شعير، مدير عام القصور المتخصصة، نورا كرامة مدير قصر الإبداع الفني، د. عبد الرازق عيد أستاذ اللغة الإيطالية بحامعة القاهرة، والفنان عبد المنعم يوسف الخضر، وعدد كبير من الفنانين ومحبيه. والأديب محمد سلماوي ولد عام 1945، وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل على دبلوم في مسرح شكسبير من جامعة أكسفورد بإنجلترا، وماجستير في الاتصال الجماهيري من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. شغل عدة مناصب بارزة منها: مدير تحرير الأهرام ويكلي، ورئيس تحرير الأهرام إبدو، ووكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. له العديد من المؤلفات الأدبية في مجالات القصة والرواية والمسرح، منها: الرجل الذي عادت إليه ذاكرته، الخرز الملون، باب التوفيق، وكونشرتو الناي. ونال عن إبداعه عدة أوسمة وجوائز دولية، أبرزها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام التاج الملكي البلجيكي، وسام الاستحقاق الإيطالي، ووسام الفنون والآداب الفرنسي. كما فازت مسرحيته "رقصة سالومي الأخيرة" بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان قرطاج المسرحي، ومسرحية "الجنزير" بجائزة أفضل نص في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، فيما اختير عرض "فوت علينا بكرة" كأفضل عرض بالمهرجان الأول للمسرح العربي. جاءت الاحتفالية ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والإدارة العامة للقصور المتخصصة، ونسقت فعالياتها شهيرة حسن، وذلك في ضوء أنشطة قصر الإبداع الفني، وفي إطار جهود هيئة قصور الثقافة لتسليط الضوء على التجارب الإبداعية الملهمة.