
كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟.. تقرير يٌجيب
ذكر موقع "The Conversation" الأسترالي أنه "في أواخر الأسبوع الماضي، بدأت إسرائيل موجة من الهجمات على إيران أطلقت عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، وكان الهدف المعلن هو شل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وقدراتها على توجيه ضربات بعيدة المدى. في البداية، زعمت إسرائيل أن إيران سوف تتمكن قريباً من بناء تسعة أسلحة نووية، وهو الوضع الذي اعتبرته إسرائيل غير مقبول على الإطلاق. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية ، والاغتيالات المستهدفة للعلماء النوويين الإيرانيين وأعضاء رئيسيين في القوات المسلحة الإيرانية، ردت إيران بإطلاق وابل كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار على تل أبيب والقدس. يستمر الصراع في التصعيد، مع استهداف المراكز السكانية بشكل متزايد. وقد صدت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية، حتى الآن معظم الهجمات الإيرانية، لكن المستقبل غامض".
وبحسب الموقع، "تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار البعيدة المدى، إلى جانب أسلحة أخرى بعيدة المدى مثل صواريخ كروز. وتتحرك الصواريخ الباليستية على مسار ثابت إلى حد كبير، في حين يمكن للصواريخ المجنحة تعديل مسارها أثناء طيرانها. وتقع إيران على بعد نحو ألف كيلومتر من إسرائيل، لذا فإن الضربات الحالية تشمل في الغالب ما يصنف على أنه صواريخ باليستية متوسطة المدى، إلى جانب طائرات من دون طيار بعيدة المدى. ولم يتضح على وجه التحديد نوع الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، لكن البلاد تمتلك عدة صواريخ بما في ذلك فاتح-1 وعماد".
وتابع الموقع، "من الصعب جدًا الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، خاصة أنه لا يوجد وقت طويل بين الإطلاق والاصطدام، كما وأن هذا النوع من الصواريخ يسقط بسرعة عالية جدًا، وكلما كان مداه أطول، كلما كان أسرع وأعلى. ويشكل الصاروخ المُطلق هدفًا صغيرًا وسريع الحركة، وقد لا يكون لدى المدافعين وقت كافٍ للرد".
وبحسب الموقع، "ربما يكون لدى إسرائيل واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية واختباراً في المعارك في الخدمة اليوم، وكثيرا ما يتم وصف هذا النظام في وسائل الإعلام بـ"القبة الحديدية"، ولكن هذا ليس صحيحا تماما. تتكون دفاعات إسرائيل من عدة طبقات، كل منها مصممة للتعامل مع التهديدات المقبلة من نطاقات مختلفة، والقبة الحديدية هي واحدة فقط من هذه الطبقات: نظام دفاعي مضاد للمدفعية قصير المدى، مصمم لاعتراض قذائف المدفعية والصواريخ القصيرة المدى. في جوهرها، تتكون القبة الحديدية من شبكة من أجهزة إرسال الرادار، ومرافق القيادة والسيطرة، والصواريخ الاعتراضية. ويكتشف الرادار بسرعة التهديدات الواردة، وتقرر عناصر القيادة والتحكم أيها الأكثر إلحاحًا، ويتم إرسال الطائرات الاعتراضية لتدمير القذائف أو الصواريخ المتجهة نحو الهدف".
وتابع الموقع، "تشمل الطبقات الأخرى من نظام الدفاع الإسرائيلي نظام مقلاع داوود (David's Sling)، وصواريخ أرو 2 وأرو 3 الاعتراضية (Arrow 2 and Arrow 3)، وتم تصميم هذه الأنظمة خصيصًا للتعامل مع الصواريخ الباليستية ذات المدى الأطول، سواء داخل الغلاف الجوي أو على ارتفاعات عالية جدًا فوقه. ويمتلك الجيش الأميركي أنظمة دفاع صاروخي مماثلة، كنظام باتريوت باك-3 (Patriot PAC-3) المماثل لمقلاع داو,] ونظام ثاد (THAAD) المماثل لمقلاع أرو 2، كما وتمتلك البحرية الأميركية نظام إيغيس ونظام إس إم-3 (Aegis and the SM-3) المماثل لمقلاع أرو 3 ونظام إس إم-6 (SM-6) المماثل لمقلاع أرو 2".
وأضاف الموقع، "نشرت الولايات المتحدة سفناً حربية مجهزة بنظام إيغيس لدعم دفاعات إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية في عام 2024، ويبدو أنها تستعد للقيام بنفس الشيء الآن. وتمتلك إيران بعض أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام إس 300 (S-300) الروسي الذي يتمتع بقدرات دفاعية محدودة للغاية ضد الصواريخ الباليستية، ولكن فقط ضد تلك ذات المدى الأقصر. وعلاوة على ذلك، ركزت إسرائيل على إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، لذلك ليس من الواضح عدد تلك الدفاعات التي لا تزال تعمل. وتُركز إيران على تطوير تقنيات مثل الرؤوس الحربية القابلة للمناورة، والتي يصعب الدفاع عنها، ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات جاهزة للاستخدام أم لا".
وبحسب الموقع، "الدفاعات الصاروخية محدودة. دائماً ما يكون الطرف المُدافع محدوداً بعدد الصواريخ الاعتراضية التي يمتلكها. كذلك الأمر بالنسبة للطرف المهاجم الذي يكون محدوداً أيضًا بعدد الصواريخ التي يمتلكها. ومع ذلك، غالبًا ما يضطر المدافع إلى تخصيص عدة صواريخ اعتراضية لكل صاروخ مهاجم، تحسبًا لإخفاق الصاروخ الأول أو فشله. من جانبه، يخطط المهاجم لبعض الخسائر للصواريخ المعترضة، أو الأعطال الميكانيكية، ويرسل ما يراه كافيا من الصواريخ لتمكين بعضها على الأقل من اختراق الدفاعات. أما عندما يتعلق الأمر بالصواريخ الباليستية، فإن الميزة تكون في يد المهاجم، فهذا النوع من الصواريخ قادر على حمل حمولات متفجرة كبيرة، أو حتى رؤوس حربية نووية، وبالتالي فإن عددا قليلا من الصواريخ التي "تخترق" الأنظمة الدفاعية يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة".
ورأى الموقع أنه "من غير المرجح أن تتوقف الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية عن العمل تمامًا، ومع ذلك، وبما أن الهجمات تؤدي إلى استنزاف مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، فقد يصبح النظام أقل فعالية. ومع استمرار الصراع، قد يتحول الأمر إلى سباق لمعرفة من سينفد منه السلاح أولاً. فهل ستكون مخزونات إيران من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، أم الصواريخ الاعتراضية والذخائر المضادة للطائرات التي تملكها إسرائيل والولايات المتحدة وأي داعمين آخرين؟ من المستحيل التنبؤ بمن سينتصر في سباق استنزاف المخزونات هذا. وتشير بعض التقارير إلى أن إيران أطلقت ما يقارب ألف صاروخ باليستي من أصل ما يُقدر بثلاثة آلاف صاروخ، لكن هذا لا يزال يترك لها مخزونا هائلا للاستخدام، وليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن بها لإيران أن تصنع صواريخ جديدة لتجديد مواردها".
وختم الموقع، "يبقى الأمل في ألا يصل الأمر إلى هذا الحد. فإلى جانب تبادل إطلاق الصواريخ، يُنذر الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران بالتصعيد. وإذا لم يتم حل هذه الأزمة قريبا، وإذا تم جر الولايات المتحدة إلى الصراع بشكل أكثر مباشرة، فقد نشهد صراعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 14 ساعات
- بيروت نيوز
كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟.. تقرير يٌجيب
ذكر موقع 'The Conversation' الأسترالي أنه 'في أواخر الأسبوع الماضي، بدأت إسرائيل موجة من الهجمات على إيران أطلقت عليها اسم 'عملية الأسد الصاعد'، وكان الهدف المعلن هو شل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وقدراتها على توجيه ضربات بعيدة المدى. في البداية، زعمت إسرائيل أن إيران سوف تتمكن قريباً من بناء تسعة أسلحة نووية، وهو الوضع الذي اعتبرته إسرائيل غير مقبول على الإطلاق. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، والاغتيالات المستهدفة للعلماء النوويين الإيرانيين وأعضاء رئيسيين في القوات المسلحة الإيرانية، ردت إيران بإطلاق وابل كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار على تل أبيب والقدس. يستمر الصراع في التصعيد، مع استهداف المراكز السكانية بشكل متزايد. وقد صدت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية، حتى الآن معظم الهجمات الإيرانية، لكن المستقبل غامض'. وبحسب الموقع، 'تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار البعيدة المدى، إلى جانب أسلحة أخرى بعيدة المدى مثل صواريخ كروز. وتتحرك الصواريخ الباليستية على مسار ثابت إلى حد كبير، في حين يمكن للصواريخ المجنحة تعديل مسارها أثناء طيرانها. وتقع إيران على بعد نحو ألف كيلومتر من إسرائيل، لذا فإن الضربات الحالية تشمل في الغالب ما يصنف على أنه صواريخ باليستية متوسطة المدى، إلى جانب طائرات من دون طيار بعيدة المدى. ولم يتضح على وجه التحديد نوع الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، لكن البلاد تمتلك عدة صواريخ بما في ذلك فاتح-1 وعماد'. وتابع الموقع، 'من الصعب جدًا الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، خاصة أنه لا يوجد وقت طويل بين الإطلاق والاصطدام، كما وأن هذا النوع من الصواريخ يسقط بسرعة عالية جدًا، وكلما كان مداه أطول، كلما كان أسرع وأعلى. ويشكل الصاروخ المُطلق هدفًا صغيرًا وسريع الحركة، وقد لا يكون لدى المدافعين وقت كافٍ للرد'. وبحسب الموقع، 'ربما يكون لدى إسرائيل واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية واختباراً في المعارك في الخدمة اليوم، وكثيرا ما يتم وصف هذا النظام في وسائل الإعلام بـ'القبة الحديدية'، ولكن هذا ليس صحيحا تماما. تتكون دفاعات إسرائيل من عدة طبقات، كل منها مصممة للتعامل مع التهديدات المقبلة من نطاقات مختلفة، والقبة الحديدية هي واحدة فقط من هذه الطبقات: نظام دفاعي مضاد للمدفعية قصير المدى، مصمم لاعتراض قذائف المدفعية والصواريخ القصيرة المدى. في جوهرها، تتكون القبة الحديدية من شبكة من أجهزة إرسال الرادار، ومرافق القيادة والسيطرة، والصواريخ الاعتراضية. ويكتشف الرادار بسرعة التهديدات الواردة، وتقرر عناصر القيادة والتحكم أيها الأكثر إلحاحًا، ويتم إرسال الطائرات الاعتراضية لتدمير القذائف أو الصواريخ المتجهة نحو الهدف'. وتابع الموقع، 'تشمل الطبقات الأخرى من نظام الدفاع الإسرائيلي نظام مقلاع داوود (David's Sling)، وصواريخ أرو 2 وأرو 3 الاعتراضية (Arrow 2 and Arrow 3)، وتم تصميم هذه الأنظمة خصيصًا للتعامل مع الصواريخ الباليستية ذات المدى الأطول، سواء داخل الغلاف الجوي أو على ارتفاعات عالية جدًا فوقه. ويمتلك الجيش الأميركي أنظمة دفاع صاروخي مماثلة، كنظام باتريوت باك-3 (Patriot PAC-3) المماثل لمقلاع داو,] ونظام ثاد (THAAD) المماثل لمقلاع أرو 2، كما وتمتلك البحرية الأميركية نظام إيغيس ونظام إس إم-3 (Aegis and the SM-3) المماثل لمقلاع أرو 3 ونظام إس إم-6 (SM-6) المماثل لمقلاع أرو 2'. وأضاف الموقع، 'نشرت الولايات المتحدة سفناً حربية مجهزة بنظام إيغيس لدعم دفاعات إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية في عام 2024، ويبدو أنها تستعد للقيام بنفس الشيء الآن. وتمتلك إيران بعض أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام إس 300 (S-300) الروسي الذي يتمتع بقدرات دفاعية محدودة للغاية ضد الصواريخ الباليستية، ولكن فقط ضد تلك ذات المدى الأقصر. وعلاوة على ذلك، ركزت إسرائيل على إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، لذلك ليس من الواضح عدد تلك الدفاعات التي لا تزال تعمل. وتُركز إيران على تطوير تقنيات مثل الرؤوس الحربية القابلة للمناورة، والتي يصعب الدفاع عنها، ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات جاهزة للاستخدام أم لا'. وبحسب الموقع، 'الدفاعات الصاروخية محدودة. دائماً ما يكون الطرف المُدافع محدوداً بعدد الصواريخ الاعتراضية التي يمتلكها. كذلك الأمر بالنسبة للطرف المهاجم الذي يكون محدوداً أيضًا بعدد الصواريخ التي يمتلكها. ومع ذلك، غالبًا ما يضطر المدافع إلى تخصيص عدة صواريخ اعتراضية لكل صاروخ مهاجم، تحسبًا لإخفاق الصاروخ الأول أو فشله. من جانبه، يخطط المهاجم لبعض الخسائر للصواريخ المعترضة، أو الأعطال الميكانيكية، ويرسل ما يراه كافيا من الصواريخ لتمكين بعضها على الأقل من اختراق الدفاعات. أما عندما يتعلق الأمر بالصواريخ الباليستية، فإن الميزة تكون في يد المهاجم، فهذا النوع من الصواريخ قادر على حمل حمولات متفجرة كبيرة، أو حتى رؤوس حربية نووية، وبالتالي فإن عددا قليلا من الصواريخ التي 'تخترق' الأنظمة الدفاعية يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة'. ورأى الموقع أنه 'من غير المرجح أن تتوقف الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية عن العمل تمامًا، ومع ذلك، وبما أن الهجمات تؤدي إلى استنزاف مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، فقد يصبح النظام أقل فعالية. ومع استمرار الصراع، قد يتحول الأمر إلى سباق لمعرفة من سينفد منه السلاح أولاً. فهل ستكون مخزونات إيران من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، أم الصواريخ الاعتراضية والذخائر المضادة للطائرات التي تملكها إسرائيل والولايات المتحدة وأي داعمين آخرين؟ من المستحيل التنبؤ بمن سينتصر في سباق استنزاف المخزونات هذا. وتشير بعض التقارير إلى أن إيران أطلقت ما يقارب ألف صاروخ باليستي من أصل ما يُقدر بثلاثة آلاف صاروخ، لكن هذا لا يزال يترك لها مخزونا هائلا للاستخدام، وليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن بها لإيران أن تصنع صواريخ جديدة لتجديد مواردها'. وختم الموقع، 'يبقى الأمل في ألا يصل الأمر إلى هذا الحد. فإلى جانب تبادل إطلاق الصواريخ، يُنذر الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران بالتصعيد. وإذا لم يتم حل هذه الأزمة قريبا، وإذا تم جر الولايات المتحدة إلى الصراع بشكل أكثر مباشرة، فقد نشهد صراعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط'.


ليبانون 24
منذ 15 ساعات
- ليبانون 24
كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟.. تقرير يٌجيب
ذكر موقع "The Conversation" الأسترالي أنه "في أواخر الأسبوع الماضي، بدأت إسرائيل موجة من الهجمات على إيران أطلقت عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، وكان الهدف المعلن هو شل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وقدراتها على توجيه ضربات بعيدة المدى. في البداية، زعمت إسرائيل أن إيران سوف تتمكن قريباً من بناء تسعة أسلحة نووية، وهو الوضع الذي اعتبرته إسرائيل غير مقبول على الإطلاق. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية ، والاغتيالات المستهدفة للعلماء النوويين الإيرانيين وأعضاء رئيسيين في القوات المسلحة الإيرانية، ردت إيران بإطلاق وابل كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار على تل أبيب والقدس. يستمر الصراع في التصعيد، مع استهداف المراكز السكانية بشكل متزايد. وقد صدت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية، حتى الآن معظم الهجمات الإيرانية، لكن المستقبل غامض". وبحسب الموقع، "تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار البعيدة المدى، إلى جانب أسلحة أخرى بعيدة المدى مثل صواريخ كروز. وتتحرك الصواريخ الباليستية على مسار ثابت إلى حد كبير، في حين يمكن للصواريخ المجنحة تعديل مسارها أثناء طيرانها. وتقع إيران على بعد نحو ألف كيلومتر من إسرائيل، لذا فإن الضربات الحالية تشمل في الغالب ما يصنف على أنه صواريخ باليستية متوسطة المدى، إلى جانب طائرات من دون طيار بعيدة المدى. ولم يتضح على وجه التحديد نوع الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، لكن البلاد تمتلك عدة صواريخ بما في ذلك فاتح-1 وعماد". وتابع الموقع، "من الصعب جدًا الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، خاصة أنه لا يوجد وقت طويل بين الإطلاق والاصطدام، كما وأن هذا النوع من الصواريخ يسقط بسرعة عالية جدًا، وكلما كان مداه أطول، كلما كان أسرع وأعلى. ويشكل الصاروخ المُطلق هدفًا صغيرًا وسريع الحركة، وقد لا يكون لدى المدافعين وقت كافٍ للرد". وبحسب الموقع، "ربما يكون لدى إسرائيل واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية واختباراً في المعارك في الخدمة اليوم، وكثيرا ما يتم وصف هذا النظام في وسائل الإعلام بـ"القبة الحديدية"، ولكن هذا ليس صحيحا تماما. تتكون دفاعات إسرائيل من عدة طبقات، كل منها مصممة للتعامل مع التهديدات المقبلة من نطاقات مختلفة، والقبة الحديدية هي واحدة فقط من هذه الطبقات: نظام دفاعي مضاد للمدفعية قصير المدى، مصمم لاعتراض قذائف المدفعية والصواريخ القصيرة المدى. في جوهرها، تتكون القبة الحديدية من شبكة من أجهزة إرسال الرادار، ومرافق القيادة والسيطرة، والصواريخ الاعتراضية. ويكتشف الرادار بسرعة التهديدات الواردة، وتقرر عناصر القيادة والتحكم أيها الأكثر إلحاحًا، ويتم إرسال الطائرات الاعتراضية لتدمير القذائف أو الصواريخ المتجهة نحو الهدف". وتابع الموقع، "تشمل الطبقات الأخرى من نظام الدفاع الإسرائيلي نظام مقلاع داوود (David's Sling)، وصواريخ أرو 2 وأرو 3 الاعتراضية (Arrow 2 and Arrow 3)، وتم تصميم هذه الأنظمة خصيصًا للتعامل مع الصواريخ الباليستية ذات المدى الأطول، سواء داخل الغلاف الجوي أو على ارتفاعات عالية جدًا فوقه. ويمتلك الجيش الأميركي أنظمة دفاع صاروخي مماثلة، كنظام باتريوت باك-3 (Patriot PAC-3) المماثل لمقلاع داو,] ونظام ثاد (THAAD) المماثل لمقلاع أرو 2، كما وتمتلك البحرية الأميركية نظام إيغيس ونظام إس إم-3 (Aegis and the SM-3) المماثل لمقلاع أرو 3 ونظام إس إم-6 (SM-6) المماثل لمقلاع أرو 2". وأضاف الموقع، "نشرت الولايات المتحدة سفناً حربية مجهزة بنظام إيغيس لدعم دفاعات إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية في عام 2024، ويبدو أنها تستعد للقيام بنفس الشيء الآن. وتمتلك إيران بعض أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام إس 300 (S-300) الروسي الذي يتمتع بقدرات دفاعية محدودة للغاية ضد الصواريخ الباليستية، ولكن فقط ضد تلك ذات المدى الأقصر. وعلاوة على ذلك، ركزت إسرائيل على إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، لذلك ليس من الواضح عدد تلك الدفاعات التي لا تزال تعمل. وتُركز إيران على تطوير تقنيات مثل الرؤوس الحربية القابلة للمناورة، والتي يصعب الدفاع عنها، ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات جاهزة للاستخدام أم لا". وبحسب الموقع، "الدفاعات الصاروخية محدودة. دائماً ما يكون الطرف المُدافع محدوداً بعدد الصواريخ الاعتراضية التي يمتلكها. كذلك الأمر بالنسبة للطرف المهاجم الذي يكون محدوداً أيضًا بعدد الصواريخ التي يمتلكها. ومع ذلك، غالبًا ما يضطر المدافع إلى تخصيص عدة صواريخ اعتراضية لكل صاروخ مهاجم، تحسبًا لإخفاق الصاروخ الأول أو فشله. من جانبه، يخطط المهاجم لبعض الخسائر للصواريخ المعترضة، أو الأعطال الميكانيكية، ويرسل ما يراه كافيا من الصواريخ لتمكين بعضها على الأقل من اختراق الدفاعات. أما عندما يتعلق الأمر بالصواريخ الباليستية، فإن الميزة تكون في يد المهاجم، فهذا النوع من الصواريخ قادر على حمل حمولات متفجرة كبيرة، أو حتى رؤوس حربية نووية، وبالتالي فإن عددا قليلا من الصواريخ التي "تخترق" الأنظمة الدفاعية يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة". ورأى الموقع أنه "من غير المرجح أن تتوقف الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية عن العمل تمامًا، ومع ذلك، وبما أن الهجمات تؤدي إلى استنزاف مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، فقد يصبح النظام أقل فعالية. ومع استمرار الصراع، قد يتحول الأمر إلى سباق لمعرفة من سينفد منه السلاح أولاً. فهل ستكون مخزونات إيران من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، أم الصواريخ الاعتراضية والذخائر المضادة للطائرات التي تملكها إسرائيل والولايات المتحدة وأي داعمين آخرين؟ من المستحيل التنبؤ بمن سينتصر في سباق استنزاف المخزونات هذا. وتشير بعض التقارير إلى أن إيران أطلقت ما يقارب ألف صاروخ باليستي من أصل ما يُقدر بثلاثة آلاف صاروخ، لكن هذا لا يزال يترك لها مخزونا هائلا للاستخدام، وليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن بها لإيران أن تصنع صواريخ جديدة لتجديد مواردها". وختم الموقع، "يبقى الأمل في ألا يصل الأمر إلى هذا الحد. فإلى جانب تبادل إطلاق الصواريخ، يُنذر الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران بالتصعيد. وإذا لم يتم حل هذه الأزمة قريبا، وإذا تم جر الولايات المتحدة إلى الصراع بشكل أكثر مباشرة، فقد نشهد صراعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
طهران بلا أجنحة.. لماذا غاب سلاح الجو الإيراني عن ضرب إسرائيل؟
تتواصل الضربات العسكرية ليل نهار بين إيران وإسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي عقب سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق، التي شنتها تل أبيب على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، وشملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين. ودخلت الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب يومها الرابع وسط تصعيد غير مسبوق في الهجمات من قبل طهران، والتي رفضت التفاوض لوقف إطلاق النار في ظل مواصلة تل أبيب هجماتها واستهدافها لمنشآت البلاد الحيوية، وكذلك قتل عدد كبير من القادة العسكريين. ووسط الحرب الدائرة والهجمات التي تنفذها إيران داخل الأراضي العربية المحتلة "إسرائيل" برز إلى حد كبير اعتماد طهران على قوتها الصاروخية الباليستية، إضافة إلى مجموعة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، فيما غاب سلاح الجو تماما عن المعركة. وتمتلك القوة الجوالفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أكثر من 100 قاذفة صواريخ باليستية متوسطة المدى، قادرة على إطلاق مقذوفات يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وهو ما يكفي لضرب إسرائيل، وفقًا لتقرير "التوازن العسكري 2025" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) وبحسب "سي إن إن" عربية. سلاح الجو الإيراني وحول أسباب فقدان إيران لقوة سلاح الجو خلال صراعها الدائرة مع إسرائيل والذي تتفوق فيه الأخيرة بفضل قوة سلاحها الجوي، يقول الكاتب الصحفي والخبير في شؤون الدولية عزت إبراهيم، إن تساؤلات حادة طُرحت في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة في إيران، حول مدى كفاءة سلاح الجو الإيراني في صد مثل هذه الهجمات أو الرد عليها بفعالية. يضيف إبراهيم خلال تصريحات له، أنه على الرغم من أن إيران تمتلك أسطولاً جوياً يزيد عن 300 طائرة مقاتلة، إلا أن معظم هذا الأسطول يعود إلى عقود مضت ويعاني من تقادم خطير في التجهيزات والتكنولوجيا، مما يحد من قدرته على مجابهة طائرات حديثة مثل الـ (F-35) أو حتى الـ (F-15) بنسخها المطورة. يتابع الخبير في الشؤون الدولية - حسب مجلة "Military Watch Magazine" تتكون القوة الجوية الإيرانية من خمسة عشر سرباً مقاتلاً، تعتمد في معظمها على طائرات أميركية من حقبة السبعينيات مثل الفانتوم (F-4D/E) والنمر (F-5E/F)، إلى جانب عدد محدود من المقاتلات الروسية (ميج -29) و(السوخوي -24) ومقاتلات صينية (J-7). يواصل: كما يعتمد الحرس الثوري على سرب خاص من طائرات (سو-22) المطورة، والتي تُستخدم في مهام الإسناد الجوي القريب، لافتا إلى أنه رغم الجهود التي بذلتها إيران في التسعينيات لتحديث هذا الأسطول عبر صفقات مع روسيا، إلا أن الضغوط الأميركية حالت دون تنفيذ تلك الصفقات بشكل واسع، مما أبقى الأسطول الإيراني رهيناً لمقاتلات قديمة. ما هي المشكلة الأكبر؟ بحسب إبراهيم - تقول المجلة - إن المشكلة الأكبر تكمن في القدرات الإلكترونية والتسليحية لهذه المقاتلات، فمعظم الطائرات الإيرانية ما زالت تعمل برادارات ميكانيكية من الحقبة الفيتنامية، مما يجعلها عرضة للتشويش الإلكتروني بسهولة، خاصة أن أنظمة (الميج -29) و(الإف -14) معروفة تماماً لأعداء إيران بعد تفكيك حلف وارسو وسيطرة واشنطن على تقنياتها، مضيفا: بالنسبة للصواريخ، فإن طائرات (الميج -29) الإيرانية تعتمد على صواريخ (R-27) التي لم تعد فعالة في البيئات القتالية الحديثة، فيما تُعد صواريخ (AIM-54) الخاصة بـ (الإف -14) غير موثوقة وقديمة. يؤكد الخبير في الشؤون الدولية، أنه رغم كل هذه التحديات، فإن الحجم العددي للأسطول الإيراني لا يزال يشكل عبئاً تكتيكياً على أي خصم، مشيرا: فمجرد وجود هذا العدد الكبير من الطائرات يتطلب من إسرائيل أو الولايات المتحدة ضرب عدة قواعد جوية في وقت واحد، وتخصيص عدد كبير من طائراتها لمهام الدفاع الجوي، مع اعتماد كثيف على خزانات الوقود الإضافية. يتابع إبراهيم، قائلا أن العقيدة العسكرية الإيرانية باتت تعتمد بصورة شبه كاملة على الدفاعات الجوية الأرضية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، بينما تراجع دور المقاتلات التقليدية إلى حدٍّ كبير. يشير إلى أنه لا تزال الطائرات الإيرانية تُستخدم بكفاءة في مهام الهجوم البحري، خاصة بفضل تزويد طائرات (F-4D/E) بصواريخ كروز صينية تم إنتاجها محلياً، مما زاد من فعاليتها في هذا المجال. يقول: قد أُثيرت تكهنات كثيرة خلال السنوات الماضية بشأن نية إيران شراء مقاتلات حديثة لتجديد أسطولها، وهو ما سيغيّر ميزان القوى الإقليمي في حال تحققه، كما سيقلّص تكاليف التشغيل التي تتفاقم نتيجة تقادم الهياكل الجوية الموجودة حالياً. صفقات تسليحية جديدة يشير الخبير في الشؤون الدولية إلى أنه بعد رفع حظر السلاح المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة في عام 2020، أصبحت طهران أكثر قدرة على عقد صفقات تسليحية جديدة، خاصة مع ازدياد اعتماد روسيا على الطائرات المسيرة الإيرانية منذ بداية حربها في أوكرانيا. يتابع أن إيران قد استفادت من هذا الوضع لطلب شراء طائرات (سو -35) الروسية، حيث أشارت تقارير مؤكدة إلى توقيع عقود رسمية في يناير 2025، بينما تُشير تسريبات أخرى إلى نية طهران شراء (64) طائرة من هذا الطراز. يوضح الكاتب الصحفي بأنه رغم أن مقاتلات (سو -35) ليست الأحدث عالمياً، إلا أنها تمثل قفزة نوعية مقارنة بما تمتلكه إيران حالياً، خصوصاً في مجال الاشتباكات الجوية بعيدة المدى، والتعامل مع المقاتلات الشبحية، كما أن حجم الأسطول الإيراني الكبير يسمح له باستيعاب أنواع أخرى من الطائرات لاحقاً، ما قد يُحدث تحولاً كبيراً في الهيكل الدفاعي الإيراني على المدى المتوسط. يؤكد إبراهيم، أن تأخر إيران في اقتناء مقاتلات جديدة بشكل فوري أسهم في بقاء فجوة واضحة بينها وبين خصومها، خاصة في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل والغرب، وهذا التأخر جعل من التخطيط لشن هجمات على الداخل الإيراني عملية أكثر سهولة من الناحية العسكرية، إذ لم تكن هناك منظومات ردع جوية فعالة تواجه الطائرات المهاجمة. تطور النزاع مع إسرائيل بحسب إبراهيم - تُظهر هذه المعطيات أن إيران ما زالت تسير في اتجاه عسكرة الردع بعيداً عن التفوق الجوي، معتمدة على التكنولوجيا المحلية وتعدد جبهات التهديد، لكن هذه المقاربة تبقى عرضة للاختبار الحقيقي في حال تطور النزاع مع إسرائيل إلى مواجهة طويلة الأمد تتطلب توازناً جوياً وليس فقط نيراناً أرضية. يختتم الكاتب الصحفي تصريحاته مؤكدا أنه في ظل استمرار هذا الواقع، يبقى تطوير سلاح الجو الإيراني رهناً بالظروف السياسية والاقتصادية، ومدى قدرة النظام على تجاوز القيود الغربية، وإبرام صفقات تسليحية حيوية تُعيد إلى السماء الإيرانية بعضاً من فعاليتها المفقودة، أما في الوقت الراهن، فإن السماء الإيرانية تظل مكشوفة نسبياً في وجه خصم يمتلك أحدث ما أنتجته الصناعة العسكرية الأميركية من طائرات وتكنولوجيا متفوقة.