logo
رئيس الجمهورية يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية

رئيس الجمهورية يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية

دشن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الخميس في نواكشوط، المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.
وبعد أن قصّ الشريط الرمزي إيذانا بالبدء الفعلي لهذا الصرح العلمي الهام، قام فخامته بجولة في أروقة المتحف تلقى خلالها شروحا مفصلة من القائمين على هذا الصرح.
ثم قام صاحب الفخامة، بالتوقيع في السجل الذهبي لمتحف ومعرض السيرة النبوية.
ويعكس هذا الصرح العلمي الذي يعنى بنشر السيرة النبوية بأحدث الأساليب، رغبة موريتانيا في أن تكون من الدول السباقة في استضافته، كما يمثل المشروع امتداداً للمقر الرئيس بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي تم تأسيسه تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي، بالشراكة مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
ويضم المعرض أكثر من 20 جناحاً علميا، معزّزا بتقنيات الواقع المعزز والافتراضي والهولوجرام والتقنيات الذكية، إضافة إلى أكثر من 50 شاشة تفاعلية، لتقديم السيرة النبوية بطريقة تفاعلية ثلاثية الأبعاد وبثلاث لغات رئيسية: العربية، الفرنسية، والإنجليزية، إضافة إلى الإندونيسية والأوردية.
وخلال كلمته بالمناسبة، قال معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، إن افتتاح معرض السيرة النبوية يأتي تجسيدا لاهتمام فخامة رئيس الجمهورية، بالتعاليم الدينية، وتعزيز دور العلماء في نشر قيم الاعتدال والوسطية، من خلال برنامجه المكرس لمكانة الإسلام تعزيزا وتثمينا للوحدة الإيمانية للشعب الموريتاني.
وأضاف أن هذا التدشين يشكل سانحة كريمة لتقديم جزيل الشكر ووفير الامتنان للمملكة العربية السعودية، على جهودها المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولرابطة العالم الإسلامي على دعم هذه المعالم الحضارية والإشراف عليها وإعانتها لإيصال ثمارها للعالم ورسالتها الحضارية الإنسانية لكل أنحاء العالم.
وبين أن الشناقطة ساهموا في محطات كبرى من محطات مسار الحضارة الإسلامية، موضحا أنهم حملوا مشاعل الشريعة واللغة، سالكين دروب الفقه والأصول والحديث والتفسير والأدب والشعر والسيرة، مؤكدا أنهم أينما حلّوا، أينعت المحابر، وارتفعت المنابر، واستنارت العقول، حيث شكلت محاظرهم رياضا للعلم، تمد جسور المعرفة بين ضفاف المغرب والمشرق، في وقار العلماء وسكينة الأتقياء ونقاء الأصفياء.
وأشار معالي الوزير إلى أن السيرة النبوية كانت دوما جزءا عميقا من ذلك الإرث الأصيل، فحفظت كتب الشمائل في الصدور، وتعالت أصوات قصائد مديح سيد الوجود من أفواه العامة قبل الخاصة، وأصبح المديح النبوي رفيق السمر، وبلسم الأرواح، ومفتاح الحضرة، حيث انتشرت عديد الأغراض المتعلقة بالسيرة، من الشمائل والصفات والغزوات والأنساب.
ومن جهته، أوضح الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين المشرف العام على متاحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية، أن هذا المشروع يعد صرحا نوعيا في التعريف بالسيرة النبوية بصورة تجمع بين الأصالة والإبداع، مبرزا أنه قد نال إشادة واسعة من أكثر من ألف عالم ومفتٍ من مختلف أنحاء العالم.
وعبر عن اعتزازه بإطلاق هذا المشروع من موريتانيا، واصفاً إياه بأنه واحد من أكثر المبادرات عمقا وإبداعا في تقديم السيرة النبوية بأسلوب معاصر ومؤصل، موجهاً الشكر لصاحب الفخامة على دعمه الكريم، وللمملكة العربية السعودية على رعايتها السخية للمشروعات الثقافية الإسلامية.
وبدوره قال عمدة بلدية دار النعيم، السيد أمم ولد القطب ولد أمم، إن هذا الصرح العلمي يعد إنجازا تاريخيا يعزز هويتنا الإسلامية.
وأكد أن هذا العمل الجبار الذي يهتم بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، عبر أحدث التقنيات، يعتبر منارة للعلم ويجسد رسالة الإسلام السمحاء، مثمنا الجهود المبذولة للرابطة في إحياء الإرث الإسلامي.
وقد تخلل الحفل وصلة مديحية من أداء 'فرقة الإنشاد'.
جرى الحفل بحضور السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، ومعالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، ورئيس الجمعية الوطنية السيد محمد بمب مكت، وأصحاب المعالي الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية والوزيرين المستشارين برئاسة الجمهورية وأعضاء الحكومة، إضافة إلى قادة أركان القوات المسلحة وقوات الأمن، والوالي المساعد لولاية نواكشوط الشمالية ونائبة رئيسة جهة نواكشوط، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي القطاعات الوزارية المعنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الجمهورية يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية
رئيس الجمهورية يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية

إذاعة موريتانيا

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • إذاعة موريتانيا

رئيس الجمهورية يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية

دشن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الخميس في نواكشوط، المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية. وبعد أن قصّ الشريط الرمزي إيذانا بالبدء الفعلي لهذا الصرح العلمي الهام، قام فخامته بجولة في أروقة المتحف تلقى خلالها شروحا مفصلة من القائمين على هذا الصرح. ثم قام صاحب الفخامة، بالتوقيع في السجل الذهبي لمتحف ومعرض السيرة النبوية. ويعكس هذا الصرح العلمي الذي يعنى بنشر السيرة النبوية بأحدث الأساليب، رغبة موريتانيا في أن تكون من الدول السباقة في استضافته، كما يمثل المشروع امتداداً للمقر الرئيس بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي تم تأسيسه تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي، بالشراكة مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية. ويضم المعرض أكثر من 20 جناحاً علميا، معزّزا بتقنيات الواقع المعزز والافتراضي والهولوجرام والتقنيات الذكية، إضافة إلى أكثر من 50 شاشة تفاعلية، لتقديم السيرة النبوية بطريقة تفاعلية ثلاثية الأبعاد وبثلاث لغات رئيسية: العربية، الفرنسية، والإنجليزية، إضافة إلى الإندونيسية والأوردية. وخلال كلمته بالمناسبة، قال معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، إن افتتاح معرض السيرة النبوية يأتي تجسيدا لاهتمام فخامة رئيس الجمهورية، بالتعاليم الدينية، وتعزيز دور العلماء في نشر قيم الاعتدال والوسطية، من خلال برنامجه المكرس لمكانة الإسلام تعزيزا وتثمينا للوحدة الإيمانية للشعب الموريتاني. وأضاف أن هذا التدشين يشكل سانحة كريمة لتقديم جزيل الشكر ووفير الامتنان للمملكة العربية السعودية، على جهودها المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولرابطة العالم الإسلامي على دعم هذه المعالم الحضارية والإشراف عليها وإعانتها لإيصال ثمارها للعالم ورسالتها الحضارية الإنسانية لكل أنحاء العالم. وبين أن الشناقطة ساهموا في محطات كبرى من محطات مسار الحضارة الإسلامية، موضحا أنهم حملوا مشاعل الشريعة واللغة، سالكين دروب الفقه والأصول والحديث والتفسير والأدب والشعر والسيرة، مؤكدا أنهم أينما حلّوا، أينعت المحابر، وارتفعت المنابر، واستنارت العقول، حيث شكلت محاظرهم رياضا للعلم، تمد جسور المعرفة بين ضفاف المغرب والمشرق، في وقار العلماء وسكينة الأتقياء ونقاء الأصفياء. وأشار معالي الوزير إلى أن السيرة النبوية كانت دوما جزءا عميقا من ذلك الإرث الأصيل، فحفظت كتب الشمائل في الصدور، وتعالت أصوات قصائد مديح سيد الوجود من أفواه العامة قبل الخاصة، وأصبح المديح النبوي رفيق السمر، وبلسم الأرواح، ومفتاح الحضرة، حيث انتشرت عديد الأغراض المتعلقة بالسيرة، من الشمائل والصفات والغزوات والأنساب. ومن جهته، أوضح الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين المشرف العام على متاحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية، أن هذا المشروع يعد صرحا نوعيا في التعريف بالسيرة النبوية بصورة تجمع بين الأصالة والإبداع، مبرزا أنه قد نال إشادة واسعة من أكثر من ألف عالم ومفتٍ من مختلف أنحاء العالم. وعبر عن اعتزازه بإطلاق هذا المشروع من موريتانيا، واصفاً إياه بأنه واحد من أكثر المبادرات عمقا وإبداعا في تقديم السيرة النبوية بأسلوب معاصر ومؤصل، موجهاً الشكر لصاحب الفخامة على دعمه الكريم، وللمملكة العربية السعودية على رعايتها السخية للمشروعات الثقافية الإسلامية. وبدوره قال عمدة بلدية دار النعيم، السيد أمم ولد القطب ولد أمم، إن هذا الصرح العلمي يعد إنجازا تاريخيا يعزز هويتنا الإسلامية. وأكد أن هذا العمل الجبار الذي يهتم بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، عبر أحدث التقنيات، يعتبر منارة للعلم ويجسد رسالة الإسلام السمحاء، مثمنا الجهود المبذولة للرابطة في إحياء الإرث الإسلامي. وقد تخلل الحفل وصلة مديحية من أداء 'فرقة الإنشاد'. جرى الحفل بحضور السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، ومعالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، ورئيس الجمعية الوطنية السيد محمد بمب مكت، وأصحاب المعالي الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية والوزيرين المستشارين برئاسة الجمهورية وأعضاء الحكومة، إضافة إلى قادة أركان القوات المسلحة وقوات الأمن، والوالي المساعد لولاية نواكشوط الشمالية ونائبة رئيسة جهة نواكشوط، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي القطاعات الوزارية المعنية.

كلمة ولد مكت في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر
كلمة ولد مكت في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر

تقدم

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • تقدم

كلمة ولد مكت في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر

قال رئيس الجمعية الوطنية معالي السيد ؛ محمد بمب مكت ،إن انعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في نسخته 38 يأتي تحت شعار:"دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية". يأتي في وقت تتسارع فيه الأحداث والتطورات على الساحتين العربية والدولية في محيط جيو-سياسي مضطرب الأمر الذي يضعنا أمام تحديات مصيرية تستدعي منا جميعا مزيدا من الوحدة والتعاون والتنسيق والتضامن. مؤكدا في ذات السياق أنه ولهذه الأغراض ما فتئ فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يذكّر مراراً بضرورة توحيد الجهود على مستوى العالم العربي من أجل تعزيز وترسيخ التضامن العربي لمواجهة التحديات الراهنة. وفي هذا الصدد يتعين علينا أولا وفضلا عن تعزيز علاقاتنا البرلمانية أن نعمل يدا في يد توحيدا لمواقفنا بخصوص القضايا الراهنة التي تشغل بال الرأي العام العالمي وفي مقدمتها قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية. وأضاف رئيس الجمعية الوطنية في خطابه أمام السادة رؤساء البرلمانات العربية في العاصمة الجزائر ؛ أن عودة القوات الإسرائيلية مجددا لحرب الإبادة الجماعية بلا هوادة واقتحامها للمخيمات الفلسطينية في قطاع غزة وحرقها فوق رؤوس الأطفال والنساء والمسنين واقتحام الصهاينة لباحات المسجد الأقصى في تحد للرأي العام الدولي وخرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لَيُعدُ تصعيدا خطيرا يجعل حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في خطر حقيقي وينذر باتساع رقعة الصراع وتهديد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. النص الكامل لخطاب معالي رئيس الجمعية الوطنية السيد ؛ محمد بمب مكت بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم معالي السيد إبراهيم بوغالي رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية؛ معالي الأستاذ / احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ أصحاب المعالي والسعادة / السيدات والسادة رؤساء البرلمانات والمجالس ورؤساء الوفود؛ أيها السادة والسيدات. أود في البداية أن أعرب عن شكرنا وامتناننا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئيسا وقيادة وشعبا على حفاوة الاستقبال الأخوي وكرم الضيافة اللذين كنا موضعا لهما منذ وصولنا إلى هذه الأرض الطيبة مدينة الجزائر العاصمة الجميلة. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أنوه بالتنظيم الجيد لهذا المؤتمر مما سيساعد لا محالة في تحقيق ما نتطلع إليه من نتائج في هذا الظرف الحاسم والبالغ التعقيد. أصحاب المعالي والسعادة؛ أيها السادة والسيدات إن مؤتمرنا هذا الذي ينعقد تحت شعار:"دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية" يأتي في وقت تتسارع فيه الأحداث والتطورات على الساحتين العربية والدولية في محيط جيو-سياسي مضطرب الأمر الذي يضعنا أمام تحديات مصيرية تستدعي منا جميعا مزيدا من الوحدة والتعاون والتنسيق والتضامن. وفي هذا الصدد يتعين علينا أولا وفضلا عن تعزيز علاقاتنا البرلمانية أن نعمل يدا في يد توحيدا لمواقفنا بخصوص القضايا الراهنة التي تشغل بال الرأي العام العالمي وفي مقدمتها قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية. أيها السادة والسيدات إن ما يتعرض له أشقاؤنا الفلسطينيون الآن في الأراضي المحتلة وخاصة في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية وتجويع وتهجير قسري قد تعدى كل الحدود الحمراء، وأصبح في الحقيقة يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية. وإن عودة القوات الإسرائيلية مجددا لحرب الإبادة الجماعية بلا هوادة واقتحامها للمخيمات الفلسطينية في قطاع غزة وحرقها فوق رؤوس الأطفال والنساء والمسنين واقتحام الصهاينة لباحات المسجد الأقصى في تحد للرأي العام الدولي وخرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لَيُعدُ تصعيدا خطيرا يجعل حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في خطر حقيقي وينذر باتساع رقعة الصراع وتهديد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. أصحاب المعالي والسعادة السادة والسيدات إن وضعا كهذا يحتم علينا اتخاذ قرارات شجاعة تستجيب لما يُنتظر منا في هذا الظرف العصيب. لهذا الغرض، ما فتئ فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يذكّر مراراً بضرورة توحيد الجهود على مستوى العالم العربي من أجل تعزيز وترسيخ التضامن العربي لمواجهة التحديات الراهنة. والواقع أن الكيان الإسرائيلي الغاشم لا يسعى إلا إلى تكريس احتلاله للأراضي الفلسطينية وتوسيع استيطانه الاستعماري وفرض وقائع جديدة على الأرض لتصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج. وهذا ما يستدعي منا تفعيل الوثيقة البرلمانية العربية التي اعتمدناها بالإجماع في 22 فبراير الماضي بالقاهرة خلال المؤتمر المشترك بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي والمتعلقة بدعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق على أرضه ورفض مخططات التهجير والضم ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية. أصحاب المعالي والسعادة أيها السادة والسيدات إن الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتطلب منا تحركا حازما انطلاقا من المحورين التاليين: أولا : مضاعفة الجهود لرفع سقف التشاور العاجل مع البرلمانات الشقيقة والصديقة وخاصة الاتحاد البرلماني الدولي والمجموعة التشاورية الإسلامية والمجموعة التشاورية الإفريقية وبرلمان البحر الأبيض المتوسط والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والبرلمان الأوروبي، والتنسيق مع الحكومات لفرض وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في غزة المحاصرة وتقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة ومستلزمات الحياة والإيواء المناسبة للأهالي الفلسطينيين المنكوبين والعمل في أقرب الآجال على إعادة إعمار غزة. ثانيا: الحاجة إلى تحيين مبادرة السلام العربية وتفعيل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والقاضية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ومهما واصلت إسرائيل تعنتها في حربها الجنونية في غزة والضفة الغربية، وواصل المجتمع الدولي صمته اتجاه ما يحدث فإن حل الدولتين يبقى الحل الوحيد القابل للتحقيق. وقبل أن أنهي كلمتي هذه أود التأكيد على ضرورة مطالبة الأمم المتحدة والقوى الدولية المؤثرة من أجل تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والتشديد على أن المنطق العسكري القائم على الهمجية الإسرائيلية في الاستخدام المفرط للقوة لن يوفر الأمن والاستقرار لأي كان. ومهما يكن من أمر فإن فلسطين ستظل أرض رباط عصية على الاحتلال والتهجير. وقديما قيل : إن أرض بيت المقدس لا يُعَمرُ فيها ظالم. وفقنا الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زيارة السلطان أحمد علي دينار ودور الطرق الصوفية من أجل السلام والاستقرار
زيارة السلطان أحمد علي دينار ودور الطرق الصوفية من أجل السلام والاستقرار

تقدم

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • تقدم

زيارة السلطان أحمد علي دينار ودور الطرق الصوفية من أجل السلام والاستقرار

شهدت الساحة الوطنية مؤخراً نقاشات حيوية على خلفية زيارة السلطان أحمد علي دينار إلى بلادنا، وهي زيارة نظمت في إطار روحي بحت، بدعوة كريمة من القيادة العامة للطريقة القادرية في غرب إفريقيا. وبصفتي مراقباً مهتماً بالشؤون السياسية والدينية والثقافية في البلاد، وبعد البحث معمق في شخصية السلطان ودوره في تعزيز السلام، أود أن أقدم التوضيحات التالية: السلطان أحمد علي دينار، حفيد القائد التاريخي وسلطان دارفور علي دينار (السودان)، ليس مرتبطاً بأي حزب سياسي. إنه يُعتبر رمزاً للسلام والعمل الإنساني، ومعروفاً بدوره الفعال في دعم عمليات المصالحة الاجتماعية. وقد تم تكريمه بعدة جوائز دولية، من بينها جائزة السلام العالمية في قمة البوسفور 2024. وتلعب موريتانيا، التي تحتضن القيادة العامة للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، منذ وقت طويل دوراً محورياً في نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. ولم تكن الطريقة القادرية، التي تمثلها عائلة الشيخ آياه في نِمجاط، يوماً منغلقة في إطار محلي ضيق، بل كانت ولا تزال تنشط في إطار روحي دولي واسع، كما هو الحال مع العائلة السنغالية للشيخ أحمدو بامبا أمبك في توُبا، التي تنشط في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لنشر دعوة التسامح والتعايش السلمي. اليوم، تُعكس الديناميكية المتجددة التي نراها في نِمجاط وعياً عميقاً لدى القيادة الجديدة للطريقة حول أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الزعامة الروحية خارج الحدود التقليدية. في عصر الحداثة، لم تعد الطرق الصوفية مجرد منابر محلية للوعظ، بل أصبحت جسوراً حضارية وأدوات دبلوماسية ناعمة، تساهم في بناء علاقات ثقة وسلام بين الشعوب، وتفتح آفاقاً واسعة لعلاقات ثقافية وإنسانية واقتصادية مفيدة، قد تكون أكثر تأثيراً من القنوات الدبلوماسية الرسمية. أتذكر أنه في عام 2011، كنت قد أدرجت في تحليل منشور آنذاك الأهمية الاستراتيجية التي يمكن أن تلعبها زعامات الطرق الصوفية في مكافحة التطرف، وفي تعزيز السلام والاستقرار في المناطق التي تمتد فيها تأثيراتها الروحية. اليوم، في ضوء الديناميكية المدهشة التي تبديها عائلة أهل الشيخ آياه، لا يسعني إلا أن أفرح لرؤية هذه الرؤية تتحقق عملياً. أود أن أوجه لهم أحر التهاني وأشجعهم على الاستمرار في هذا الطريق الفاضل، خدمةً للبلاد، ولشعبنا في الداخل والخارج، ولصورة الإسلام المعتدل التي تفتخر بها موريتانيا على الساحة الدولية. كما أوجه نداءً صادقاً وآملاً إلى بقية العائلات الدينية للانضمام إلى هذه الديناميكية الإيجابية، لأننا من خلال توحيد جهودنا يمكننا أن نحافظ على ديننا، ونقوي تلاحمنا الوطني، ونعزز الاستقرار الضروري لمستقبل بلادنا. وفي هذا السياق، لا تعكس الانتقادات الموجهة لهذه الديناميكيات سوى عدم فهمٍ لأهمية الدبلوماسية الدينية في عالم اليوم. المهام الروحية الحديثة تتطلب انفتاحاً وحضوراً نشطاً على الساحة الدولية، بهدف تعزيز مكانة بلدنا، والدفاع عن مصالح مواطنينا في الخارج، وتسليط الضوء على صورة الإسلام المعتدل التي تفتخر بها موريتانيا. ومن هذا المنطلق، يعكس احتفاء بلادنا بشخصيات تعمل من أجل السلام، في إطار روحي وثقافي، إرادة حقيقية لجعل موريتانيا منصة للحوار ومنارة للتسامح والانفتاح، كما كانت دائماً في تاريخها المجيد. نسأل الله أن يهدينا إلى طريق الحق والنجاح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store