
استفهامات حول بعض مواقف الشيخ الشبيبي
اول عشرين سنة من القرن العشرين حملت فيها احداث ومواقف كثيرة وكبيرة في تاريخ العراق ، وكتب من عاش هذه الفترة مذكراتهم ونقلوا الاحداث وفق رؤيتهم لها .
وانا اقرا ما كتب الشيخ محمد رضا الشبيبي( 1889 ـ 1965) وما كُتب عنه لاقف في حيرة من امري حول كيفية توافق هذه المواقف برغم قوة تناقضها ، ولا بد لي من الاشارة ان للشيخ الشبيبي موقف متازم من السيد محمد كاظم اليزدي الذي كان يرى تحركاتهم ضد الانكليز بلا جدوى .
لنبدا مع كتاب (قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الاشرف ) تاليف الدكتور محمد حسين الصغير ، ما كتب الشيخ الشبيبي عن تلك الحقبة ففي سنة 1909 افتتح فرع لجمعية الاتحاد والترقي العثمانية في النجف وهذا النص في (ص262 ) 'انتمى الشبيبي الى جمعية الاتحاد والترقي التركية ومعه مجموعة من المشايخ منهم الشيخ على ال مانع والسيد محمد رضا الصافي ورؤوساء عشائر وكثير من الشبان ، ثم اكتشف الشبيبي امر الاتراك في سياستهم القاضية بتتريك اللغة العربية الفصحى والتبشير بالامبراطورية العثمانية فانسحبوا واغلقوا الفرع' .
من هذا الحدث تاكد للشيخ الشبيبي نوايا العثمانيين السيئة ، ولنتابع ما ذكر من مذكراته حيث يقول الشيخ الشبيبي عندما كان ضابطا ضمن الجيش العثماني الذي يقاتل الانكليز في الجنوب يقول : كنت شاهدا على انتحار القائد العثماني سليمان العسكري بعد ما ابلغ بخسارة جيشه وضع وزرة على راسه وسحب مسدسه ليطلق النار على راسه .
وبعد انتحاره يقول الشبيبي التحقت فورا بالسيد محمد سعيد الحبوبي وبقيت معه في موقع واحد بالمعركة ضد الانكليز حتى وفاة السيد الحبوبي .
بداية الاحتلال استنهض السيد الحبوبي همة العشائر للقتال مع العثمانيين ضد الاحتلال الانكليزي وقد التحق معه الاف العراقيين تجاوزوا العشرة الاف لمقاتلة الانكليز (ص255)
بعد الهزيمة القاسية للمجاهدين والخسائر الفادحة فقد ذكر الدكتور الصغير في نفس الكتاب وفي (ص260) ، وقد عبر الشبيبي بقصيدته السابقة عن طبيعة الحكم العثماني في ممارساته اللاانسانية في الاحكام والضرائب والجباية وسوق الالاف الى الموت في حروب لا ناقة للاسلام فيها ولا جمل وحمل على تلك الممارسات اللااخلاقية مما لم ينزل به سلطان .
هنا اكد الشيخ الشبيبي ظلم ونوايا العثمانيين السيئة وما لحق بهم من استبداد وهو تاكيد لما عايشه معهم في سنة 1909 في جمعية الاتحاد والترقي ، وحدث لهم ما توقعه السيد محمد كاظم اليزدي .
بل اضيف لكم لذلك وفي حمى الجهاد ضد الانكليز ولنصرة الاسلام في مصلحة الدولة العثمانية وبعد الاحتلال الانكليزي للعراق يذهب الشيخ الشبيبي مندوبا عن المجاهدين والعشائر الى الحجاز للالتقاء بالشريف حسين باعتباره ملك العرب لتنصيب الامير فيصل ملكا على العراق .
هنا الشريف حسين كان مع الانكليز ضد العثمانية بدليل مراسلات حسين مكماهون ، وابنه فيصل الذي طالبوا بان يكون ملكا على العراق كان قائدا لجيش عربي مجهز باسلحة بريطانية لطرد العثمانيين من بلاد الشام وتمكنوا من ذلك ، فكيف يكون من يقاتل الانكليز يطالب بملك متواطئ مع الانكليز يقاتل العثمانيين ؟
هذه الفترة دفع العراقيون ثمنا باهضا سواء على مستوى الضحايا او المواقف السياسية المتضاربة ، وهنا لا اشكال بغايات المجاهدين او الثوار لكن ما قاموا به كلف العراق غاليا وهو ما تنبا به السيد محمد كاظم اليزدي بل انه رفض حتى حركة نجم البقال بقتل الكابتن مارشال الانكليزي وعانى ما عانى اهل النجف خلال اربعين يوما من الحصار الانكليزي واعدام من قام بعملية القتل شنقا حتى الموت امام انظار اهالي النجف .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الطائفية بذور وجذور
اخطر مرض يصيب الشعوب هي الطائفية والطائفية هي لاصحاب الديانات وسفكت الدماء بسببها وهنالك من ابتدعها وسلاطين غذوها . بالنسبة للطائفية في الاسلام فمن خلال متابعة الدين الاسلامي منذ البعثة والى يومنا هذا وماجرت من احداث بين المسلمين انفسهم وحتى سواء كانوا صحابة او فقهاء تبين لي ان : اول من بذر بذرة الطائفية هي الدولة الاموية على يد معاوية بن ابي سفيان ، نعم كان هنالك خلافات بين الصحابة والامام علي عليه السلام خلال الخلافة الراشدة لكنها لم تصل الى الطائفية، بل في بعض المواقف يلتزم الصحابي براي الامام علي عليه السلام وحتى معركة الجمل التي سفكت فيها الدماء لم تكن هنالك طائفية لدرجة المفاضلة والقتل . اما معاوية فكان يثير هكذا مسائل بل اصدر امرا بان يلاحقوا كل من يتبع الامام علي عليه السلام للقصاص منه اي قتله لذا كان يثير الاسئلة الطائفية هو والمتملقين عنده ايهما افضل الصحابة ام الائمة او من هي افضل زوجات النبي وهكذا ، وهذا الاسلوب الطائفي السيء اصبح سنة سار عليه كل خلفاء بني امية باستثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز . وجاءت الدولة العباسية لتتوغل في دماء اتباع اهل البيت عليهم السلام واثارة النقاشات مع من يشكون فيه بانه يتبع الائمة عليهم السلام حتى انتشرت ظاهرة التقية والتورية عند اتباع اهل البيت عليهم السلام لحفظ دمائهم ، وكثيرا ما يعقد الخلفاء العباسيون جلسات مناظرة عن من هو الافضل الصحابة ام الائمة عليهم السلام وعلى ضوء ذلك تثار فتنة الطائفية . وهنا من وجهة نظري ان الفقهاء الاربعة ( ابو حنيفة ومالك بن انس والشافعي وابن حنبل ) كانوا اصحاب مذاهب واراء فقهية وان كانوا على سنة الصحابة الا انهم لم يعملوا ولم يثيروا ولم يؤيدوا الطائفية بل لهم اراء ومواقف تؤيد تراث اهل البيت عليهم السلام . اكمل مسيرة الطائفية الدولة العثمانية من جهة السنة والصفوية من جهة الشيعة فان سلاطينهم مارسوا الطائفية بحق الطائفة الاخرى ، وحقيقة المغول ـ جنكيزخان وملوكه ـ لم يعملوا بالطائفية بالرغم من اعمال القتل التي قاموا بها بل ان بعضهم جعل العلماء محل تقدير لديهم كما حصل لشيخ نصير الدين الطوسي ، هناك من يتهم الشيعة بالتواطوء مع المغول وهذه تهمة باطلة اثبتها كتّابهم وليس كتّاب الشيعة ، ولكن هل استغل الطوسي والعلقمي فترة سقوط الدولة العباسية لنصرة الشيعة الذين ظلموا طوال قرون على يد الامويين والعباسيين ؟ ، نعم استغلوا الوضع لنصرة الشيعة وليس للطعن بالسنة بل حافظوا عليهم في كثير من المواقف التي تعرضوا لها من قبل المغول . هذه التجربة التاريخية اتقنها بعض سلاطين العرب التزاما بسياسة الانكليز الذين اجادوا كثيرا في اثارة النعرة الطائفية حتى تبقى متسلطة على الدول الاسلامية ، بل اصبحت الطائفية منهج للظلمة في تثبيت عروشهم ، وها هي امريكا اليوم ترقص على وتر الطائفية لاثارتها بين ايران ودول الخليج ، بل في العراق كثيرا ما تثار هذه المسالة تحت غطاء الاحتلال الايراني والتدخل الايراني بل واقعا غير ذلك ، وهم يرون باعينهم تدخل كل دول المنطقة بالشان العراقي ارهابيا وقرصنة وتسقيطا فاين هي دموع السيادة ؟


موقع كتابات
منذ 4 أيام
- موقع كتابات
ثقافة الاستفتاء تحدد ثقافة المجتمع
علم الاجتماع هو علم متخصص بثقافة المجتمع ( عادات وتقاليد ) واليوم بحكم ما استحدث من وسائل الاتصال الحديثة اصبحت مستلزمات دراسة علم الاجتماع لاي مجتمع امر ميسور ، ومن بين ما يحدد لنا تفكير المجتمع هي الاستفتاءات التي تصدر عن مكاتب المراجع عن الاسئلة التي تردهم من المواطنين . هنا لابد لنا من الاشارة الى ما كان يامله السيد محمد باقر الصدر وهو المجتمع المجتهد ، طبعا لا يقصد معرفة احكام استنباط الحكم الشرعي ، بل هنالك مواقف وتصرفات تخضع لاخلاق المسلم قبل ان تخضع للحكم الشرعي ، ومن هذا المنطلق وخلال مراجعة عينة عشوائية من الاسئلة التي وردت الى مكتب السيد السيستاني واجابة المكتب حقيقة اقف بتامل والم لان هذا هو حقيقة تفكير مجتمع . الاسئلة التي ترد ليست اسئلة استثنائية او لا تعبر عن واقع ، نعم بعضها قد تكون افتراضية ولكن حتى هذه الافتراضية لا تات الا من واقع يمكن ان تحدث فيه . نماذج من هذه الاسئلة مثلا ' هل يجوز التدخين في مكان مغلق ؟' هل هذا السؤال اخلاقيا يستحق ان يوجه للمرجعية ؟ نعم لربما ان السائل يعرف الاجابة لكنه يريد ان تكون مدعمة براي المرجعية حتى يلوح بها امام الغير ، طيب اين هي ثقافة الاخلاق والاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة وما الى ذلك ؟ سؤال اخر 'هل يجوز أخذ الرواتب بطرق غير مشروعة؟' ، عجبا هو يقول غير مشروعة فهل يامل بالجواز ؟ واما الاسئلة الكثيرة التي تخص الاحتيال على غير المسلم فانها ثقافة للاسف الشديد موجودة يعني الاحتيال في اوربا باعتبار تلك البلدان غير اسلامية ، فهل هذه الاخلاق يقبلها الاسلام ؟ فهل هذه ثقافة تعبر عن سمو اخلاق المسلمين ؟ طبعا هذه الاساليب يحرمها الاسلام ، مسلم مع الامام علي عليه السلام اساء لكنيسة بالكلام فنهاه الامام علي عليه السلام عن ذلك لانها من وجهة نظر المسيحي انه يعبد الله فيها . هنالك تصرفات في الشارع اغلبها لم يجوزها المراجع لكن الاغلب من المواطنين يقدمون عليها وبكل وقاحة ، هل ان ضعف القانون حجة لنا لان نتصرف بما يحلو لنا ؟ هنالك اسئلة لظاهرة متفشية سلبية يعلمون بسلبيتها يريدون جعل المرجعية في الواجهة ولا يفكرون باصلاح انفسهم ، على سبيل المثال ان راتب الرعاية الاجتماعية مهما قل فان شروطه هو للعاطلين عن العمل يعني عندما تقوم بكتابة المعلومات ضمن استمارة الحصول على الراتب انك تكتب نعم انا عاطل عن العمل ، بينما واقعا انت تعمل ولربما اكثر من مهنة فهذا بخلاف ما ادعيت يعني انك كذبت ، وقد تطرق لهذا الموضوع السيد رشيد الحسيني فتعالت اصوات نشاز تنتقد وتتهجم عليه ، بحجة ان راتب العاطلين لا يكفي ، انت تعلم بمقداره وشروطه فمخالفة الشروط لاي عقد كان هو مخالفة للشرعية . في بعض الاحيان تكون اجابة المرجعية على سؤال وتكتب بحد ذاته يعني على اصل منطوق السؤال دون وجود تبعيات ومعلومات اخرى تخص مفردات السؤال فتكون الاجابة مختلفة مشكلة اخرى نعاني منها ان هنالك من يفسر الاحكام الشرعية وفق ثقافته فيصدر حكمه حلال او حرام ، وهذه هي من المؤشرات والمؤثرات على ثقافة المجتمع . سالت احد الاخوة المشايخ عن الاستفتاءات الشرعية هل عرضت عليك اسئلة غريبة ؟ قال الغريبة التي اتعجب لها هي التي تعبر عن مدى ثقافة السائل مثلا يسالني شاب اثناء الوضوء دخلت قطرات ماء في عيني فهل يبطل الوضوء ؟


اذاعة طهران العربية
منذ 5 أيام
- اذاعة طهران العربية
إيران تحتضن الجولة القادمة من الحوار بين الاسلام والمسيحية
والتقى حجة الاسلام والمسلمين ايماني بور خلال زيارته مدينة كازان، الاسقف كريل متروبوليت في جمهورية تاتارستان واعلن خلال اللقاء ان الجولة القادمة من الحوار بين الاسلام و المسيحية الارثوذوكسية ستعقد في ايران في مستقبل قريب. وحضر اللقاء سفير ايران لدى روسيا كاظم جلالي ومساعد رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامي في الشؤون العلاقات الثقافية والدولية عبدالرضا راشد والملحق الثقافي الايراني لدى روسيا مسعود احمدوند والكاهن ايليا كاشيتسين مسؤول العلاقات الخارجية في الكنيسة الارثوذوكسية في روسيا والاسقف نيكيتا كوزنتسف رئيس الحوزة العليمة في مدينة كازان. وتحدث ايماني بور خلال اللقاء عن عقد 12 جولة من الحوار الناجح بين الاسلام و المسيحية الارثوذوكسية واضاف ان الجولة الـ 13 من هذ الحوار ستعقد قريبا في ايران برعاية متروبوليت كريل كرئيس الوفد الروسي وسيتم خلالها مناقشة القضايا التي يواجهها المجتمع على ان تقدم حلا فاعلا لمشاركة الدين لمعالجة قضايا العالم متعدد الاقطاب الذي نعيش فيه. وحول مكانة الدين في حياة الانسان اوضح: ان العالم اليوم بحاجة الى اعادة النظر في بعض القضايا وان الزعماء الدينيين يلعبون دورا كبيرا في هذا المجال. وكان الذكاء الاصطناعي ضمن القضايا التي تطرق اليه حجة الاسلام ايماني بور خلال هذا اللقاء وقال علينا ان نقدم اجابات منطقية للجيل القادم والاستقادة من الابعاد الايجابية من الذكاء الاصطناعي وكذلك التعرف على سلبياته من خلال التناغم الفكري مع بعضنا البعض. واشار الى القضية الفلسطينية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واضاف: علينا مواجهة هذه الجرائم والابادة الجماعية في فلسطين المحتلة والتصدي لتهجير الفلسطينيين من ارضهم والتركيز على مثل هذه القضايا في حواراتنا. من جانبه اعرب متروبوليت خلال هذا اللقاء عن ارتياحه للقائه الوفد الايراني وقدم شرحا حول تاريخ العلاقات بين مختلف الاديان في تاتارستان واعتبر كازان نموذجا للتعايش السلمي بين الاديان في العالم. كما عبر عن اسفه لما يشهد العالم من التحديات العميقة في مجال الاخلاق والهوية واكد على ضرورة نقل القيم الاخلاقية والدينية الى الجيل القادم والحفاظ على هذه القيم امام التحديات التي يواجهها العالم.