
الرهوي يناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم
26 سبتمبرنت:-
ناقش رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، اليوم مع رئيس المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم الدكتور القاسم عباس وأعضاء اللجنة الاشرافية للمؤتمر، جوانب التحضير للمؤتمر الثالث المزمع انعقاده خلال الفترة 21 - 23 ربيع الأول 1447هـ.
واستمع رئيس مجلس الوزراء من أعضاء اللجنة الإشرافية ورئيس المؤتمر، إلى شرح عن المؤتمر في موسمه الثالث وما يتضمنه من محاور أهداف عامة.
وأوضحوا سير خطوات الإعداد والتحضير من قبل اللجنة التحضيرية وبقية اللجان الفرعية المعنية، مشيرين إلى أهمية دعم حكومة التغيير والبناء لانعقاد المؤتمر وإنجاح غاياته الدينية والإنسانية، خاصة وأنه ينعقد بالتزامن ذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ.
وأشاروا إلى أن المؤتمر الدولي في نسخته الثالثة، سيتناول من خلال ثمانية محاور القضايا المتصلة بالجانب "الثقافي والاجتماعي، السياسي والإداري، الاقتصادي، التربوي والعلمي، المهني والحرفي والصناعي، الإعلامي، الأمني والعسكري".
وقد بارك رئيس مجلس الوزراء الجهود التحضيرية المبذولة من قبل اللجنتين الإشرافية والتحضيرية للمؤتمر الذي أضحى تظاهرة علمية دينية سنوية لتسليط الضوء على حياة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرته العطرة ونهجه الجهادي ضد الكفرة والظالمين وتأسيسه لأركان الدولة الإسلامية.
وأكد إسناد حكومة التغيير والبناء للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم وتهيئة كافة مقومات انعقاده وإنجاح أعماله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
إلى متى سيبقى قرار الحرب والسلام في اليمن مرتهنًا لعواصم خارج حدوده؟
منذ اندلاع الحرب في اليمن، لم يكن القرار اليمني يومًا قرارًا حرًّا، على الرغم من شرعية دولية معترف بها، ومساندة تحالف إقليمي واسع، إلا أن زمام المبادرة ظل بعيدًا عن اليمنيين. كل خطوة نحو الحرب أو السلام، نحو التهدئة أو التصعيد، كانت تُصاغ خارج الإرادة اليمنية، محصورة في قبضة الرياض وأبوظبي، ولم تكن الشرعية اليمنية سوى ظل يتحرك داخل الفلك السعودي - الإماراتي، وما بدا كتحالف لاستعادة الدولة تحوّل تدريجيًّا إلى وصاية تعيد تشكيل الخارطة اليمنية سياسيًّا وعسكريًّا، وفقًا لمصالحها، والنتيجة: بلد على الهامش، وقضية منسية. الحكومة تحاصر نفسها يقول الصحفي والناشط السياسي وديع عطا: "واقع الحال يقول إن الحكومة الشرعية هي التي تحاصر نفسها، لأنها تستطيع أن تحرر القرار، وأن تتحرر كل الموارد التي يمكن أن تصل إليها أو تستطيع أن تسيطر عليها". وأضاف: "الشرعية اليوم تتواجد في محافظات منتجة، وفي محافظات تقريبًا تمثل عصب الحياة بالنسبة للجمهورية اليمنية كلها، كمأرب وحضرموت وشبوة كمصادر رئيسية للطاقة في عموم اليمن". وتابع: "صحيح أن مليشيا الحوثي تسيطر على القسم الديموغرافي الأكبر من حيث عدد السكان، ومن حيث ميناء الحديدة بأهميته، وكذلك مينائي رأس عيسى والصليف، لكن في الأخير، الشريان الرئيسي الذي يغذي هذه الموانئ الرئيسية، سواء رأس عيسى كميناء نفطي، أو غيره من الموانئ، هو يوجد في هذه المحافظات التي تتواجد فيها الشرعية". وأردف: "الشرعية بحاجة إلى أن تحرر قرارها، أن تحرر الروح القيادية الحقيقية، التي يُفترض أن يتحلى بها القائمون على أمر الشرعية، الذين أُسند إليهم هذا الأمر، بغض النظر الآن عن نقاش مسألة دستوريتهم أو شرعيتهم، لكن في الأخير، شاءت اللحظة التاريخية، وشاء الله أن يكونوا في هذه اللحظة هم المسؤولين عن هذا البلد، لذا عليهم مسؤولية أخلاقية ودستورية وقانونية". وزاد: "ما تحتمه اللحظة، والحاجة الإنسانية، والحاجة الإدارية للبلد، أن يكونوا عند مستوى المسؤولية تجاه الشعب في عموم اليمن كاملًا، حتى هم غير متحررين من مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الناس في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي". وقال: "لذلك، هناك مسؤولية قائمة ومستمرة، وهناك كذلك أسئلة متكررة، وأسئلة مفتوحة، يُفترض أن إجابتها تتوفر لدى رشاد العليمي ومجلس الثمانية، ولدى مجلس الوزراء ورئيسه الجديد". وأضاف: "هناك كثير من الأسئلة المتعلقة بالوضع المعيشي، والوضع الاقتصادي، والوضع السياسي والعسكري، التي لا تزال تتجدد، أيضًا فيما يخص اللحظة التاريخية الراهنة، التي يُنادي بها الشارع اليمني بأن تلتقط القيادة اليمنية لحظة الضعف التي يُفترض أن تكون فيها مليشيا الحوثي، وأن تقوم بمعركة حاسمة تُعيد الأمور إلى نصابها سياسيًّا وعسكريًّا". ما وظيفة الحكومة؟ يقول الصحفي سلمان المقرمي: "الحكومة اليمنية ابتداء من 2013، وليس هذه الحكومة فقط، هي حكومة سلّمت كل شيء مجانًا بدون أي ثمن، وتنازلت عن الصلاحيات وعن المؤسسات، ودمّرت مستقبل الشعب اليمني، ومزّقت الدولة اليمنية، وفعلت كل ما لا يمكن أن يفعله عاقل، لأنها عبارة عن شخصيات غير سوية، ولم تجد أي مقاومة من الشعب اليمني، والقوى والنخب اليمنية". وأضاف: "الحكومة الشرعية اعتمدت على سياسة الإنهاك وإفقار الشعب اليمني، والتنصل، هناك من يرى أن في كلامي هذا قسوة على الشرعية، وخاصة أن هناك من يرى أنها لا تملك بيدها أي أوراق، لكن إلى متى سيظل هذا العذر أمام اليمنيين؟". وتابع: "الحكومة الشرعية ضعيفة، وأي حكومة في الدنيا ضعيفة، لكن وظيفة الحكومة هي أن توجد القوة وبناء القوة، وتوجد الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهها، فلا توجد حكومة في الدنيا، منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، لا توجد أمامها تحديات، أو لا توجد أمامها مشاكل". وأردف: "على الحكومة أن تعمل ليل نهار، عليها أن تواجه التحديات والتهديدات، وتعمل على بناء القوة؛ الحكومة اليمنية، خاصة مثل رشاد العليمي، هذه حكومة العائلات، لا تستطيع، وليس لديها طموح". وزاد: "هناك حكومات لا تستطيع أن تفعل، ولكنها تحاول، لكن هذه الحكومة، حتى ليس لديها طموح، وليس لديها أي حلم حتى في البقاء في اليمن، وليس لديها أي مسؤولية". وتساءل: "إلى متى سنظل نختلق الأعذار للحكومة اليمنية، ونتعذر بالتحالف والشرعية، والعوامل الخارجية؟". وقال: "الفلسطينيون في غزة لو تعذروا بهذه الأشياء لما نشأت مقاومة على الإطلاق، ولو أن السوريين تعذروا بما نتعذر به لما أنشأوا مقاومة، وكل الدول، وكل المجتمعات، وكل القوى، لو أن لديها أعذار، واستجابت لهذه الأعذار، وجعلت منها محددات لتحركاتها، لما كان هناك تدافع للحياة على الأرض أصلًا". وأضاف: "العبرة في الحكومة هي كيف تعمل على تجاوز التحديات الموجودة، بأقل الإمكانيات، عبر إطار أخلاقي ونظري ودستوري وقانوني، يُلبي متطلبات المجتمع الذي هي مسؤولة عنه". تحول كبير يقول الصحفي نشوان العثماني: "يبدو أن الإقليم والعالم اتجه، بدلًا من المواجهة مع الأذرع الإيرانية في المنطقة، إلى المواجهة مع المركز مباشرة". وأضاف: "نحن أمام تحول كبير في الشرق الأوسط، ولا نتحدث عن فرص كالتي سبقت، فالتحول واضح أنه يجري على قدم وساق، وربما نحن على مرحلة من تغيير المركز الذي غذى كل هذه الأذرع والجماعات". وتابع: "ربما هناك تدخل وشيك من قبل الولايات المتحدة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني، والقدرات الإيرانية التي لطالما عبثت في الشرق الأوسط وفي العديد من الدول، منها بلدنا، وهذا سيتيح متنفسًا كبيرًا جدًّا، وستكون الأطراف اليمنية في اللحظة المناسبة متحدة، وسنتجه إلى تحرير صنعاء". وأردف: "أنا متفائل جدًّا بكل هذه التغييرات التي تحدث، ومع الأسف الشديد فيما يخص انهيار العملة، التي وصلت اليوم مستوى قياسيًّا جديدًا، ولا شك أنه ينعكس سلبًا على الداخل، وعلى المواطن، وكل القطاعات". وزاد: "اليمن هي ضمن هذا الفلك الإقليمي الذي تضرر؛ لأن الدولة اليمنية كانت مترهلة، وتمت كل هذه الاختراقات، وسمح الفرقاء اليمنيون بما حدث، ولكن الآن، الذي أراه تحركًا أساسيًّا باتجاه تحرير صنعاء وصعدة".


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
بحفل خطابي ودوري رياضي ..الشعيب تُحيي أربعينية الشهيد العقيد سعيد الحكم بلنجود
أحيت قرية لنجود بمديرية الشعيب في محافظة الضالع، اليوم، أربعينية الشهيد العقيد سعيد قاسم الحكم، ركن القوى البشرية باللواء السابع مشاة، وذلك بحفل خطابي ودوري رياضي أقيم على ملعب الفقيد الحكم. يأتي هذا الإحياء وفاءً وعرفانًا بدور الشهيد ومآثره الوطنية، وتخليدًا لسيرته في عقول ووجدان الشباب. وشهد الحفل حضورًا جماهيريًا كبيرًا من مختلف مناطق مديرية الشعيب، امتلأت بهم مجالس وساحات منزل أولاد القاضي، مما يؤكد مدى محبة واعتزاز وتقدير الأهالي بالمسيرة الخالدة والسمعة الطيبة والجهود العظيمة التي كان يبذلها الشهيد. كما حضر الفعالية عدد من القيادات المدنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية ورفاق وأصدقاء الشهيد من جميع أنحاء الشعيب. * كلمات مؤثرة وقصائد شعرية تخلل الحفل عدد من الكلمات الثورية والوطنية والقصائد الشعرية الحماسية التي عبرت في مجملها عن مآثر وتضحيات الشهيد، وجهوده الوطنية والاجتماعية ومواقفه البطولية، والخسارة الكبيرة التي مني بها الوطن برحيله. * مسيرة بطولية حافلة بالعطاء قدم قائد اللواء السابع مشاة، العميد أبو ماجد الحكم، كلمة سرد من خلالها المسيرة البطولية والثورية للشهيد سعيد قاسم الحكم. أشار إلى أن الشهيد كان من أوائل أبطال حركة حتم، وشارك فيها منذ تأسيسها عام 1996م، ثم شارك في ثورة الحراك الجنوبي السلمي، ولم يتوقف فحين تم إعلان تأسيس المقاومة الجنوبية كان احد رموزها وشغل فيها عدد من المناصب القيادية. وأضاف العميد أبو ماجد أن الشهيد شارك بجانب رفاقه في طرد مليشيات الحوثي من البلاد عام 2015م، وشغل عددًا من المناصب العسكرية بعد التحرير في العاصمة عدن ثم في الضالع، وكان آخرها ركن القوى البشرية باللواء السابع مشاة. وأكد أن الشهيد كان مخلصًا وأمينًا مع الوطن حتى يومه الأخير، وأن رحيله شكّل صدمة كبيرة للوطن، مشددًا على أن الجميع سائرون على دربه ودرب كافة الشهداء حتى تحرير الوطن بإذن الله. من جانبه، قدم نجل الشهيد قاسم سعيد، كلمة أسرة الشهيد، عبر فيها عن هول الفاجعة وقسوة الألم الذي أصابهم برحيل والده، مشيرًا إلى أن والده كان أبًا حنونًا وصديقًا وفيًا وقدوته ومثله الأعلى في كل تفاصيل حياته. وأكد عزمهم على المضي على درب الشهيد وكل شهداء الجنوب، حتى تحرير واستقلال الوطن. كما أكد أمين عام المجلس المحلي، الأستاذ صالح المشرقي، أن الشهيد سعيد الحكم رحل في مرحلة صعبة كان الوطن في أمس الحاجة إليه وإلى كافة المخلصين أمثاله، لما كان يتحلى به من حكمة وشجاعة وفداء وتضحية في سبيل الوطن. وأشار إلى أن لنجود ولادة بالمخلصين، ف "حكيم الشعيب" الفقيد أحمد يحى الحكم لم يكن الأول وسعيد الحكم لن يكون الأخير. * دوري رياضي لتخليد الذكرى وضمن فعاليات الأربعينية، أُقيم دوري رياضي شارك فيه شباب سهم النجدي على ملعب الفقيد الحكم. وفي ختام الحفل، تم تتويج فريق التلال بقيادة الكابتن محمد قاسم بكأس بطولة الشهيد سعيد الحكم، فيما تم تكريم فريق الهلال بقيادة محمد مدين بكأس الوصيف. كما تم تكريم عدد من نجوم البطولة. وقام نادي لنجود بتكريم أسرة الشهيد والقائد أبو ماجد الحكم وعدد من الضيوف الحاضرين في هذه البطولة.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
أعين العالم على 'طهران' وأعينهم على الحديدة وإب.. كيف يحوّل الحوثيون الأحداث الإقليمية إلى معركة داخلية؟
الحوثيون ومعركة الانتقام الداخلية - بران برس أعد التقرير لـ"بران برس" - محمد اليوسفي: بينما كانت أعين العالم متجهة صوب العاصمة الإيرانية طهران عقب تعرضها للضربة الإسرائيلية المباغتة فجر الجمعة الماضية، كانت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا في قوائم الإرهاب، تجهّز ضربة مختلفة تمامًا موجهة إلى الداخل اليمني، وتحديدًا في محافظتي إب والحديدة. مصادر محلية ونشطاء وضحايا تحدثوا لـ'بران برس'، على مدار الأربعة الأيام الماضية عن حملة قمع غير معلنة شنّتها الجماعة الحوثية مستغلّة 'الضربة الإسرائيلية على طهران' كذريعة لابتزاز المواطنين، وتعزيز سطوتها عليهم. حملة مداهمات وقمع في مدينة إب، وسط اليمن، قالت مصادر محلية لـ'بران برس'، عن الجماعة نفّذت حملة مداهمات استهدفت عشرات المواطنين، ومن لم يُعتقل تم استدعاؤه، أو خضع للتفتيش، أو نُقلت عنه أقوال 'مشبوهة' في مجالس مغلقة. 'داهموا بيتي منتصف الليل، وأخذوني وأنا نائم بجانب أطفالي. سألوني: هل تشكّ في قدرة إيران؟ قلت لهم: أنا موظف بالكهرباء لا أفهم في السياسة!'، يقول أحمد عامر (اسم مستعار)، من سكان القاعدة بمحافظة إب، لـ'بران برس'. في الحديدة الساحلية، جنوبي غرب البلاد، أكّدت مصادر محلية، أن الجماعة نفّذت نفس الحملة عبر لجان الحارات، وما يسمّى بجهاز الأمن الوقائي، وطالت العديد من المواطنين. مصدر أمني مطلع تحدث لـ'بران برس'، مفضلًا عدم كشف هويّته، أن الحملة الأمنية التي سُميت داخليًا بـ'ردع المرجفين'، استهدفت ما لا يقل عن 112 شخصًا في محافظتي إب والحديدة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتم التحقيق معهم في تهم 'بث الشائعات، والارتباط المعنوي بالعدوان'. الرأي جريمة تظهر شهادات مباشرة من مواطنين اعتقلتهم جماعة الحوثي أنهم خضعوا للاعتقال والتحقيق بتهم فضفاضة تشمل 'التهوين من الرد الإيراني'، و'إضعاف الروح الجهادية'، و'الطعن في محور المقاومة'. الطالب في جامعة إب (م.د)، أحد الذين استدعتهم جماعة الحوثي واحتجزتهم لأيام بسبب تعليق عادي على الأحداث تحدث به مع زملائه. قال لـ'بران برس': 'كنت في نقاش مع زملائي وقلت إن إيران لن ترد فقط تهدد. كنت أظنه رأيًا شخصيًا عاديًا، إلا أنه بعد يومين طُلب حضوري إلى جهاز الأمن الوقائي، واحتجازي هناك لثلاثة أيام'. أثناء الاحتجاز، قال: تعرضت للجلد، وتم تسجيلي وأنا أعتذر في فيديو قصير، ثم أُجبرت على توقيع تعهد، ولا زلت ممنوعًا من مغادرة المدينة'. ناصر صادق (اسم مستعار)، تاجر من محافظة الحديدة، قال لـ'بران برس'، إن أحد مشرفي الحوثي داهم محله التجاري فجأة وطلب منه دعًا ماليًا للمجهود الحربي للجماعة، ليرفضه قائلًا: 'تجارتنا بالكاد تُطعم عائلاتنا'. وبعدها بيوم، وتحديدًا صباح السبت الماضي، قال ناصر، إن مسلحي الجماعة قاموا بإغلاق محله التجاري ليومين بتهم إدارية 'كاذبة'، مضيفًا أن الجماعة تتعامل معه وفق قاعدة 'إما أن تدفع وتصمت أو تُدان'. الناشط المجتمعي أ.س، وهو من أبناء محافظة إب، قال لـ'بران برس': 'اقتادوني من الشارع بناء على وشاية نقلها أحدهم زعم أنني سخرْتُ فيها من بيان متلفز للحوثيين مساء الجمعة. مضيفًا أنهم اعتبروا هذه المزاعم طعنًا في طهران، وطعنًا في الله. شبكة رقابة وفق المصادر، فإن جماعة الحوثي أسست، خلال السنوات الماضية، شبكة هرمية من 'العسس والجواسيس'، تتكون من مشرفي الأحياء، وعقال الحارات، وأئمة المساجد، ووكلاء التجنيد، وحتى طلاب الجامعات التابعين لها. ويقوم هؤلاء بالرصد والتبليغ، بل يشاركون أحيانًا في إنتاج رواية "الردح التعبوي" التي تحول كل منتقد إلى خائن، وكل محايد إلى متخاذل. تعليقًا على هذه الشبكة الرقابية، قال الصحفي عميد المهيوبي، إن 'الخطير في تجربة الحوثي أنها لا تكتفي بإنتاج آلة أمنية، بل تبني نظامًا اجتماعيًا قائمًا على الرقابة الذاتية'. مضيفًا في حديثه لـ'بران برس'، أن 'الفرد في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة يعيش مع صوت داخلي يقول له لا تضحك، لا تعلّق، لا تسأل'. لماذا إب والحديدة؟ عن سبب تركّز حملات الجماعة في إب والحديدة، أوضح المهيوبي، أن هذا الأمر 'ليس اعتباطيًا، فالمدينتان تمثلان ثقلًا ديموغرافيًا، ومزاجًا شعبيًا غير قابل للتجنيد المطلق. متابعًا: في إب، تتداخل القبيلة بالمدنية، فيما الحديدة تعيش على شفا الاقتصاد المنهار، وتحت طبقات متراكمة من الإهمال والخذلان'. وأشار إلى أن الجماعة 'تحتاج إلى السيطرة عليهما، لكن ليس بالعنف المفرط، بل بالقمع المنظّم، والتخويف المدروس، لذلك فإن كل حدث خارجي يتحول إلى مبرر لضبط الداخل'. وكان المصدر المطلع، قد أوضح لـ'بران برس'، أن التوجيهات المركزية التي أصدرتها الجماعة الحوثية 'كانت واضحة: استثمار التصعيد الإيراني ضد إسرائيل، لتعزيز الجبهة الداخلية، وردع أي مظاهر ضعف أو تشكيك'. حرب موازية وأدوات ناعمة إلى جانب حملات الاعتقالات والقمع، وسّعت الجماعة الحوثية نشاطها لإعادة تشكيل الوعي الجمعي عبر الأدوات الناعمة كالمساجد، والاحتفالات، والمناهج، والخطاب الإعلامي. قالت مصادر محلية بمحافظة إب، إن الجماعة خصصت خطبة الجمعة الماضية في مساجد المحافظة، حول ما أسمته 'خيانة الصامتين'، فيما أدرجت أسماء المعتقلين في الحملات على أنهم 'خلايا نائمة' ضمن مسمى 'العدوان الإعلامي'. موضحين أن الهدف هو تحويل الشك إلى خيانة، والخوف إلى طاعة، والسخرية إلى جرم سياسي. أجمعت المصادر على أن الجماعة باتت تتبنى معادلة واضحة: كل حدث يمكن تحويله إلى مناسبة لقمع داخلي، وليس فقط أداة للبروباغندا، ولهذا فإن المواطن في إب أو الحديدة يدفع ثمنًا لحرب بعيدة عنه، ولا رأي له فيها. قال معتقل مفرج عنه ضمن الحملة الأخيرة، فضل عدم ذكر اسمه: 'نُسجن لأننا لم نُصفق، لأننا لم نردد الهتاف، لأننا سألنا: ماذا فعلت إيران؟'. في المواجهة الجارية بين إيران وإسرائيل، قد لا يُطلق الرصاص، لكن في إب والحديدة، تخوض جماعة الحوثي معركة من نوع مختلف، معركة على ما يجب أن تفكر فيه، وما لا يجب أن تقوله، ومتى يلزمك أن تصمت. في هذه الزاوية المنسية من الحرب، تعيد جماعة الحوثي هندسة المجتمع اليمني تحت غبار المعركة بصمت، تنتج نوع جديد من السلطة، يُغلف بالدين، ويُسوّق على أنه مقاومة، وتحضر ذريعة 'العدو الخارجي' كأداة فعّالة لإنتاج الطاعة والتخويف والتبعيّة. انتهاكات الحوثيين حملات الاعتقالات الحوثيون ايران الحديدة إب