logo
جغرافيا الخوف والتطرف.. كيف تعيش صعدة في ظل سلطة الحوثيين؟

جغرافيا الخوف والتطرف.. كيف تعيش صعدة في ظل سلطة الحوثيين؟

اليمن الآن١٣-٠٢-٢٠٢٥

كريتر سكاي/خاص:
جغرافيا الخوف والتطرف.. كيف تعيش صعدة في ظل سلطة الحوثيين؟
بعد عشر سنوات من سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وفرض سلطتها على عشر محافظات يمنية في الشمال من بينها صعدة التي كانت منطلق الجماعة ومنبتها، الا أن المحافظة تعيش أسوأ فتراتها في ظل حكم الجماعة بشكل يفوق ما تعانيه المحافظات الأخرى والعاصمة صنعاء.
على الرغم من ادعاءاتهم بإقامة صعدة كنموذج للتنمية والخدمات والحكم الفعال، إلا أن الواقع يعكس صورة مختلفة تماما. إن رواية الحوثيين المدعومة بمفاهيم مثل "السيد" و "آل البيت" و "المسيرة القرآنية"، تفشل في التوافق مع تجارب سكان صعدة. شهاداتهم تكشف عن واقع قاتم، مما يظهر الخلفية القمعية للحوثيين، والتي تتناقض بشكل صارخ مع الصورة التي يرغبون في عرضها، حيث يركزون في المقام الأول على تعزيز قدراتهم العسكرية.
التطور والخدمات:
وتكشف محنة صعدة المزدوجة جوانب من الإرث الذي يصنعه الحوثيون، إذ أن كثير من اليمنيين يعتقدون أن صعدة استأثرت بالحكم والموارد واحتكرت الموارد ولكن عندما يزورها أي يمني سيجد أن صعدة لم يتغير فيها شيء باستثناء بعض الفنادق الفاخرة التي يتخذ منها قادة الجماعة سكنا مؤقتا عند عودتهم الى المدينة لعقد اجتماعاتهم لأن عائلاتهم أصبحت تتخذ من فلل وقصور صنعاء سكنا رغيدا، ضمن ما كانت الجماعة تطلق عليه "مساكن الذين ظلموا" ويقصد بها البيوت التي تعود ملكيتها الى مسؤولين ومعارضين للجماعة نزحوا الى مارب او عدن وتعز او الى الخارج هربا من انتقام الجماعة، وقام الحارس القضائي بتوزيعها سكنا لقيادات الجماعة ومسؤوليها.
وقال محمد عبدالملك وهو مواطن يسكن في ضواحي صعدة لكريتر سكاي إن صعدة تتراجع للخلف وما تزال شارع واحد وأن التنمية محصورة في عمارات وفنادق مزخرفة ومضاءة من الخارج تستخدم لعقد الاجتماعات المهمة "للمؤمنين" والتمويه بأنها أماكن مدنية.
وفي ريف ومديريات المحافظة لم تنفذ أي مشاريع باستثناء المرتبطة بالشؤون اللوجستية للجماعة، مثل شق بعض الطرق من اجل تسهيل التنقل عبر القرى لبعض الشعاب والجبال المستخدمة في التصنيع او المعسكرات المستحدثة، والحال نفسه في انشاء سدود صغير محدودة في بعض المناطق وبعضها مرتبط بأهداف عسكرية ستتكشف لاحقا.
"ثراء فردي ونهب شخصي للقيادات وللجماعة ما هو للناس" هكذا علق الشاب جبران عبدالله، على سؤال بأن الناس يعتقدون ان صعدة استحوذت على كل شيء.
القبضة الأمنية وصعوبة التنقل:
تعيش المحافظة حالة مستنفرة أمنيا على الدوام، ولا يمكن لأي يمني أن يدخل صعدة الا بعد تعريف وتحقيق عن مقصده والتأكد من وجهته وهو ما يسبب معاناة كبيرة للعمال الذي يقصدون صعدة منذ عشرات السنين للعمل في الحقول الزراعية، او الشباب الذين يتجهون بالمئات اسبوعيا نحو صعدة للعبور عبر الحدود الى السعودية للعمل وتحاوز كلفة فيزة العمل.
وكذلك لا يمكن لأي من أبناء صعدة نفسها التنقل بين المديريات او القرى الا لسبب واضح وبلاغ والا سيتعرض للتحقيق والحبس في بعض الاحوال.
وتتخذ الجماعة كل هذه الاجراءات لاتخاذها من صعدة عمقا للبنى التحتية الحساسة عسكريا، وتغلق مربعات وشعاب وتمنع فيها حتى الرعي وتصادر ملكية اي اراض زراعية تقع في محيط هذه المربعات.
ورغم كل هذا التشديد على المواطنين الا أن وحدات أمنية خاصة تابعة للجماعة تعمل على تسهيل وتنظيم عمليات التهريب للممنوعات والمخدرات والاسلحة عبر الحدود وهو مصدر دخل معتبر في تمويل الجماعة منذ نشأتها الى جانب رعاية مصالح تجار ومهربين نافذين يتعاونون مع الجماعة.
قيود على الانترنت:
بتوجيه من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وتعليمات مشرف المحافظة "الحمران" قامت الجماعة بحظر خدمة 4g من يمن موبايل او ادخال اجهزة الانترنت التي اتاحتها الجماعة مؤخرا في صنعاء عبر شركة الاتصالات "يمن فورجي"، والانترنت المسموح به في صعدة 1x و 2x فقط.
ويبرر قادة الجماعة بأن صعدة بيئة جهادية ايمانية والانترنت يسبب الانحراف ويشغل الناس والشباب عن الالتحاق بالمهام الجهادية والايمانية، ويشوش تصوراتهم التي تحاول الجماعة ترسيخها، كما يبرر آخرون بأن الاسباب أمنية أيضا، ولكن دون مزيد من الايضاحات، رغم ان الجماعة تسيطر على الاتصالات في عموم اليمن وليس مناطق سيطرتها فحسب.
قيود متطرفة
وتشمل القيود المتطرفة في صعدة منع محلات الاغاني والتسجيلات الصوتية باستثناء استديوهات الحوثيين الخاصة بالزوامل، وكذلك تمنع الاغاني في الاعراس او فتحها على السيارات وكذلك منع مظاهر الفرح في الاعراس وخاصة النسائية ومنع النقش والمكياج للنساء والزفاف، الا بالشكل الخالي من أي موسيقى او تجميل. بحجة الاعراف والغزو الفكري من امريكا واسرائيل.
وتحاول الجماعة تعميم نموذجها في صعدة على بقية المحافظات، اذ قام مشرف الحوثيين في عمران نايف ابوخرفشة بحبس عدد من الفنانيين الشعبيين الذي يحضرون في المناسبات والافراح الاجتماعية في منتصف العام الحالي، وبعضهم لا يزال في السجن منذ أشهر، وفي ضواحي العاصمة صنعاء بدأ مشرفو الجماعة باصدار لوائح تمنع الاغاني او التسجيلات الفنية في الاعراس، وهو ما يعني اتجاه الجماعة الى توسيع نموذجها في صعدة على باقي مناطق سيطرتها وفرض تصورها الخاص على كل مناحي حياة اليمنيين.
كساد في موطن الرمان!
تشتهر محافظة صعدة بأنها موطن الرمان وتعد المحافظة الاولى والاكثر جودة في زراعة هذه الفاكهة وتغطي مزارع الرمان مساحات واسعة من الجغرافيا الزراعية في المحافظة، ولذلك يعتمد قطاع كبير من السكان على عائدات الرمان في تحصيل أرزاقهم.
ولكن في السنوات الاخيرة تعرض مزارعوا الرمان الى خسائر لم تحصل لهم منذ عشرات السنين بسبب اجراءات مشرفي الحوثيين والقيود التي فرضوها على مزارعي ومصدري هذه الفاكهة، وأصدروا لائحة جديدة للوكلاء المحليين الذين ينشطون في تصدير الرمان محليا، مما أخرج غالبيتهم من السوق لصالح شركات حوثية جديدة أنشأتها الجماعة لاحتكار تصدير الرمان والتحكم بأسعاره.
وقال نايف أبو منصور ل.. إن هذه الاجراءات كبدت المزارعين خسائر قاسية ولأول مرة يخرج المزراعين في مظاهرات عفوية في اسواق ضواحي صعدة تهتف للتنديد ضد قيود الجماعة.
وأضاف أن الهدف من هذه الاجراءات هو احتكار الارباح، وايضا سياسية ممنهجة لافقاد المواطنين مداخيلهم ومنعهم من الاعتماد على الذات في تحصيل ارزاقهم مما يجعلهم اكثر احتياجا للجماعة وخدماتها وايضا يدفع الشباب الذين ينشغلون مع اهلهم في الزراعة الا الالتحاق بصفوف الحوثيين للحصول على مصدر للدخل.
حكم الحوثيين في صعدة لم ينجح فقط في الوفاء بوعوده بالتنمية والازدهار، بل أسهم أيضاً في تفاقم معاناة سكانها، مما أدى إلى شعور واسع بالخيبة والمشقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل صادمة بشان الانفجار الذي تسبب بضحايا في صنعاء
تفاصيل صادمة بشان الانفجار الذي تسبب بضحايا في صنعاء

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

تفاصيل صادمة بشان الانفجار الذي تسبب بضحايا في صنعاء

كريتر سكاي/خاص: كشف مركز حقوقي، تفاصيل مثيرة قال إنه تحصل عليها من عدة مصادر، عن طبيعة الانفجارات التي ضربت الخميس منطقة "خشم البكرة" شرق العاصمة صنعاء ونوع الأسلحة الحوثية المنفجرة. وقال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، نقلاً عن شهود عيان، إن الانفجارات كانت نتيجة انفجار مستودع أسلحة تابع لجماعة الحوثي، في منشأة تحت الأرض بين منطقتي "خشم البكرة" و"صرف". وأوضح أنه تلقى معلومات من شهادات ميدانية تفيد بأن المستودع الحوثي كان يحتوي "على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم (NaNO₃)، نترات البوتاسيوم (KNO₃)، ومادة C4 العسكرية". ونقل المركز عن مصادر طبية وميدانية، القول إن الانفجار أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، نُقل معظمهم إلى مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني والعسكري والشرطة، فيما لا يزال العشرات تحت الأنقاض، في حين تسبب الانفجار بتدمير ما لا يقل عن عشرة منازل بشكل كامل. وذكر المركز أنه رصد فرض طوق أمني مشدد من قبل جماعة الحوثي في محيط منطقة الانفجار، امتد من منطقة الملكة في بني حشيش وحتى مستشفى زايد، مع منع وسائل الإعلام وفرق الإغاثة من دخول المنطقة، وسط انتشار مكثف لمسلحي جهاز الأمن والمخابرات التابعة لجماعة الحوثي القادمين من معسكر صرف، إلى جانب تعزيزات من كلية الهندسة العسكرية، في محاولة واضحة للتكتم على حجم الكارثة وآثارها الكارثية على السكان المدنيين. وأشار المركز إلى أن المنطقة شهدت حادثة منفصلة متزامنة حيث أفادت مصادر ميدانية بانفجار صاروخ أثناء محاولة إطلاقه من قبل جماعة الحوثي في محيط مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى انفجار عربة عسكرية شمال صالة المطار وسقوط عدد من القتلى في صفوف الجماعة. وعلى ضوء هذه الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة العشرات وتسببت في معاناة كبيرة بين السكان، طالب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لتحديد ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه وفقًا للقانون الدولي. كما شدد المركز على ضرورة إخلاء المناطق السكنية من جميع مخازن الأسلحة والمتفجرات، وتوفير ضمانات حقيقية لحماية أرواح المدنيين من هذه الممارسات غير المسؤولة، التي تمثل انتهاكًا مباشرًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني. وأكد المركز على ضرورة محاسبة كافة القيادات الحوثية المتورطة في تخزين الأسلحة داخل الأحياء السكنية، ودعا إلى تمكين منظمات الإغاثة والحقوقيين من الوصول الفوري إلى موقع الانفجار، لتقديم المساعدة الإنسانية وتوثيق حجم الانتهاكات، ومتابعة مصير العائلات العالقة تحت الأنقاض.

عدن على موعد مع الثورة عصر اليوم
عدن على موعد مع الثورة عصر اليوم

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

عدن على موعد مع الثورة عصر اليوم

كريتر سكاي/خاص: بتلك العبارات الرنانة كتبت إحدى الناشطات العدنيات، انا نازلة بكرة السبت 24 مايو 2025م باذن الله، فلتكن صرختنا.... تحت هذا الشعار: ساحة العروض على موعد مع وقفة احتجاجية ثالثة لنساء عدن عصر غدا السبت 24 مايو 2025م، لإنتزاع حقوق والمطالبة بتوفير كهرباء لا تنقطع وماء وراتب وحياة كريمة لنا ولاولادنا. وتشهد مدينة عدن، انقطاعا كبيرا بالتيار الكهربائي وتدهورا بالمنظومة، وصل إلى 14 ساعة اطفاء مقابل ساعة إلى ساعة ونصف تشغيل، إضافة إلى معاناة مواطني المدينة الذين يعانون إنهيارا كبيرا بأسعار الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية وتسبب ذلك إرتفاعا مهولا بأسعار المواد الغذائية، وتدني المرتبات، والتي باتت تثقل كاهل المواطن في عدن. وسط موجة تفشٍ للحميات متسارعة تشهدها عدد من أحياء مدينة عدن في ظل ضعف الاستجابة الصحية، وعدم وجود إي تحرك حكومي أو الجهات الصحية والمسؤولة، لمواجهة تفشي المرض، الذي بات يحصد الأرواح يومًا بعد آخر. ووجهن نساء عدن مطالباتهن، في الوقفات الاحتجاجية النسوية، التي دعين لها وغدا السبت ستكون الثالثة، مجلس القيادة الرئاسي و الحكومة بسرعة إتخاذ خطوات تنفيذية ملموسة وعاجلة، تسهم فعليًا في انتشال الحياة المعيشية للناس، وكذا تعزيز الجوانب الخدمية المتردية، التي باتت عنوانا لمدينة عدن. ودعت حرائر وماجدات عدن، إلى وقفة احتجاجية ثالثة، تحت شعار:"موعدنا مع الكرامة"، عصر غدا السبت 24 مايو 2025م. في ساحة العروض بمديرية خورمكسر بالعاصمة عدن. ودعا البيان، نساء عدن إلى أن يكونوا صوتا للأمهات والموجوعات، وصرخات الارامل، ودموع الجائعات، مؤكدين بإن هذه الخطوة تعد في سياق الخطوات التصعيدية ضد الفساد وللمطالبة بالحقوق والعيش الكريم.

بعد عدن ولحج وأبين.. تعز على موعد مع هذا الامر يوم غدا السبت
بعد عدن ولحج وأبين.. تعز على موعد مع هذا الامر يوم غدا السبت

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

بعد عدن ولحج وأبين.. تعز على موعد مع هذا الامر يوم غدا السبت

كريتر سكاي/خاص مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم أزمات الخدمات الأساسية، تشهد مدينة تعز دعوات لخروج احتجاجات نسائية يوم السبت، للمطالبة بتوفير الماء والكهرباء، وتحسين الخدمات، وإدانة الفساد المستشري. وتأتي هذه الدعوات على غرار ما شهدته عدن من حراك نسائي سابق، في ظل صمت شعبي وصفه المنظمون بالمخيب للآمال. وتعاني تعز، كغيرها من المدن اليمنية، من أزمات خانقة في توفير أبسط مقومات الحياة. فقد وصل سعر رغيف الخبز (الحبة الروتي) إلى 100 ريال يمني، بينما يبلغ سعر وايت الماء الواحد 50 ألف ريال، في مؤشر صارخ على الانهيار الاقتصادي وغياب الرقابة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store