logo
المؤتمر الوطني الفلسطيني يدين القرصنة الإسرائيلية ويشيد بالتحركات الشعبية والدولية دعماً لغزة

المؤتمر الوطني الفلسطيني يدين القرصنة الإسرائيلية ويشيد بالتحركات الشعبية والدولية دعماً لغزة

فلسطين اليوممنذ يوم واحد

تشهد الساحة الدولية والعربية تصاعداً ملحوظاً في الحراك الشعبي والحقوقي لمناهضة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، حيث تتواصل المظاهرات الحاشدة في مختلف العواصم العالمية، إلى جانب تحركات ميدانية مباشرة، من بينها المسيرات العابرة للحدود نحو معبر رفح، وأسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة، وعلى رأسه سفينة "مادلين"، التي تقلّ مجموعة من الناشطين والمتضامنين الدوليين، مصمّمين على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وفي بيانٍ صادر عن المؤتمر الوطني الفلسطيني، أشاد أعضاء المؤتمر بعزيمة المشاركين على متن السفينة وشجاعتهم في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشدّدين على أهمية هذه التحركات لكسر الحصار وإدانة الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد المؤتمر أنه يتابع بقلقٍ بالغ الأنباء الواردة عن اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي للسفينة "مادلين" ضمن المياه الدولية، وإجبارها على تغيير مسارها واعتقال المتضامنين على متنها، واصفاً ذلك بأنه عمل من أعمال القرصنة الدولية المخالفة للقوانين والأعراف العالمية.
وأمام هذا التصعيد الخطير، حمّل المؤتمر الوطني الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة ركاب السفينة، مطالباً بالإفراج الفوري عنهم، وداعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقفٍ حازم لردع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ووقف الحرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متاهة المفاوضات
متاهة المفاوضات

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

متاهة المفاوضات

تستخدم إسرائيل المفاوضات لكسب الوقت، وللتغطية على أهداف أبعد بكثير من موضوع التفاوض، وهي بارعة في هذا التخصص. فعلت ذلك في مفاوضاتها مع منظمة التحرير، واستغلت المفاوضات كغطاء لتمرير مخططاتها الاستيطانية والتوسعية وفرض الحقائق على الأرض في الضفة الغربية، وها هي تعيد اللعبة ذاتها في مفاوضاتها غير المباشرة مع «حماس»، تستغلها لإطالة أمد الحرب، وتحقيق المزيد من المنجزات، وتغيير خرائط المنطقة، بل إنها جعلت منها أداة من أدوات الحرب والقتل والتشريد، وجعلت جميع الأطراف الأخرى («حماس»، الشعب الفلسطيني، الأمة العربية، دول العالم...) جميعهم يقفون في وضعية المتفرج وفي انتظار نتائج جولات المفاوضات، لا يفعلون شيئاً سوى الترقب والرجاء أن تنتهي المفاوضات بهدنة وإعلان وقف إطلاق النار، بينما الاحتلال يواصل القتل والتدمير. مشكلة «حماس» أنها تعتقد أن الرهائن الإسرائيليين هم ورقة ضغط قوية ومؤثرة في مجرى التفاوض، وهذا نابع من اعتقادها أن إسرائيل في عدوانها تستهدف القضاء على «حماس»، وأن الستين ألف قتيل فلسطيني هم مجرد أضرار جانبية. في الحقيقة أن إسرائيل لم تشن الحرب بهدف القضاء على «حماس» (قبل الحرب وعلى مدى سنوات كانت تسمح بتمرير الأموال القطرية لدعم «حماس»)، ولم تشنها بهدف استرداد الأسرى. أما ما يقوله إعلامها الرسمي وما تسوقه «الجزيرة»، فهو مجرد تضليل ودعاية انطلت على الكثيرين، لقد بات واضحاً ما هي أهداف إسرائيل الحقيقية من العدوان: التخلص من عبء السكان في القطاع لتغيير الميزان الديموغرافي، من خلال قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتهجير من تبقى منهم قسرياً ولكن تحت مسمى الهجرة الطوعية، والإسراع في مخططها الاستيطاني التوسعي التهويدي في الضفة الغربية (تحت غطاء الحرب، وضجيجها الإعلامي، وبحجة 7 أكتوبر)، وتغيير خارطة الشرق الأوسط الجيوسياسية، والتخلص من كل المخاطر الأمنية المحتملة («حزب الله» مثلاً) لتضع نفسها في المكانة الجديدة ضمن الخارطة الأوسع، وفي سياق ترتيبات نظام دولي وإقليمي جديد، بحيث تتربع على قمته، وتكون لها اليد الطولى، والكلمة النهائية. وقد خسرت في سبيل تحقيق هذه الأهداف ما يربو على 420 قتيلاً (منذ 8 أكتوبر)، ومليارات الدولارات، وضحّت بسمعتها في العالم، وخسرت صورتها التي طالما سعت لتكريسها كضحية، وممثلة ليهود العالم، وجزء من الحضارة الغربية. لم تقدم تلك الخسائر من أجل عشرات الرهائن، وهي غير مستعدة لخسارة أثمن فرصة تاريخية تحصل عليها طوال تاريخها، وهي فرصة تهجير الفلسطينيين، والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، بل وعلى الكيانية الفلسطينية والهوية السياسية التي تجسدها منظمة التحرير، باختصار فرصتها الذهبية لتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها إلى مجرد عبء إنساني على العالم، ومشاريع إعمار للدول المانحة والشركات العابرة للقارات. لذلك، حتى لو أسفرت المفاوضات عن هدنة، فإنها لن توقف الحرب (ستكون بصور وأشكال أخرى)، ولن تتوقف إسرائيل عن المضي في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، ونحن كفلسطينيين سننشغل كثيراً في تداعيات الحرب، سنحتاج سنوات طويلة وثقيلة للتعافي من آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية. قد ننجر إلى حرب أهلية، أو إلى فوضى أمنية، ونرتد إلى زمن العشائر والميليشيات المسلحة (وإسرائيل تخطط لذلك، وتسعى إليه). لو كانت «حماس» تقاتل فعلياً، بمعنى أنها تمتلك أدوات حقيقية للردع، أو للدفاع عن النفس، أو لإجبار العدو على مسار معين، أو لدفعه للتراجع، أو إبطاء تقدمه، أو إحباط مساعيه، لقلنا لها وبكل قوة: واصلي الحرب، وكل الشعب معك. لكنها حقيقة لا تمتلك شيئاً من هذا كله، بل إن وجودها بحد ذاته (ووجود الرهائن) هو الذريعة الأساسية لإطالة أمد الحرب، ودون أن تدفع إسرائيل أي ثمن سياسي، فهي في الإعلام الغربي تقاتل «منظمة إرهابية». بالعودة إلى موضوع المفاوضات، في هذه الحرب، والأربع حروب السابقة، لم تخض «حماس» أي مفاوضات سياسية، كانت بعد كل حرب تفاوض على قضايا مطلبية وآنية (مطار، ميناء، مساحة الصيد البحري، عدد الشاحنات، ودخول مساعدات، فك الحصار، المعابر...)، وفي هذه الحرب العدوانية تفاوض فقط على إنهائها، وبالشكل الذي يضمن بقاءها (كحركة)، ويسمح لها بالعودة إلى الحكم بطرق خلفية بعد ذلك. وطالما أن إنهاء الحرب لمصلحة الشعب الفلسطيني (وهو بالتأكيد لمصلحته) فلماذا خاضت «حماس» الحرب من الأساس؟ ولماذا خاضتها كجيش، وعلى شكل حرب، مع دعاية إعلامية تصورها كقوة عملاقة وجبارة لديها كتائب مسلحة، وألوية، وصواريخ، وأنفاق!! في الواقع لم تخض «حماس» مفاوضات سياسية، ولا يمكنها ذلك، لأن الطرف الآخر (الإسرائيلي والأميركي) لا يراها جهة سياسية، بقدر ما يراها في أحسن الأحوال تهديداً أمنياً، ولأن دول العالم وهيئاته ومنظماته الرسمية لا تعترف بـ»حماس» كجهة سياسية، تمثل الفلسطينيين، وبالتالي سقف المفاوضات محدود، ولهذا بذلت «حماس» كل جهدها للدخول مع أميركا كطرف، على أمل أن تعترف بها، وأن تسمح لها ضمن صفقة غير معلنة بالعودة إلى حكم غزة، مدركة مصلحة إسرائيل وأميركا من وراء ذلك، أي بتثبيت الانقسام وتكريسه للأبد، لأن الانقسام أضمن طريقة لوأد حلم الدولة الفلسطينية. وبذلك تكون إسرائيل قد حولت «التهديد الأمني»، إلى فرصة وأداة لتحقيق أهدافها بعيدة الأمد. لكن نتنياهو لن يستطيع فعل ذلك، ببساطة، لأن اتهامات خصومه السياسيين ستطيح به وتنهي مستقبله، اتهامه بدعم «حماس» (قبل الحرب)، والسماح بتمويلها، والتغاضي عن أنشطتها، وعن تنامي قوتها.. وبالتالي هو معني الآن (ومن خلال الحرب) بإظهار أقصى مدى ممكن من البطش والقسوة والإجرام لتبرئة نفسه من تلك التهم، ولإثبات أنه هو من حارب «حماس»، وهو من قضى عليها. إذا تعاملنا بشجاعة وصدق ووعي وطني مع معطيات الحرب ونتائجها الكارثية، بمعنى أن يتحمل كل طرف مسؤولياته بعيداً عن الخطابات الشعبوية والشعارات والغيبيات، وأدركنا أن انسحاب «حماس» من المشهد لا يعني أبداً نهاية المقاومة، ولا يعني تصفية القضية، ولا يعني «صبرا وشاتيلا» جديدة، فالمذابح تحصل يومياً منذ 18 شهراً (بوجود «حماس» وأسلحتها)، يمكن حينها أن نجترح حلاً سياسياً للخروج من هذا المأزق بأقل قدر ممكن من الخسائر، أي بما يضمن بقاء الشعب فوق أرضه وإحباط مخطط التهجير. عدا ذلك، سندفع ثمناً غالياً، وحينها سنفقد كل الخيارات.

عن أمراء الحرب في غزة
عن أمراء الحرب في غزة

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

عن أمراء الحرب في غزة

ثار نقاش وطني حول ظهور مجموعات مسلحة في غزة في شرق رفح تدعي أنها تقوم بترتيب حياة الناس وتأمين المساعدات. وشكل ظهور هذه المجموعة تهديداً لـ»حماس» التي اتهمتها بالتعاون مع الاحتلال وظهرت تقارير متضاربة حول ذلك في الإعلام. ومصدر التهديد هو الصراع على المساعدات بالطبع. وبصرف النظر عن طبيعة هذه المجموعة فإن كل تاريخ الحروب يقول لنا، إن ظهور أمراء الحرب قد يكون نتيجة طبيعية للفوضى التي تخلقها الحرب المستمرة. وفي ظل سرقة المساعدات التي من الواضح أن أحداً لا يستطيع أن يعفي «حماس» منها أو من المسؤولية عنها فإن بحث الناس عن تأمين قوت يومهم يكون ملحاً. وظاهرة شرق رفح قد تمتد ونجد بجوار كل مركز مساعدات مجموعة مسلحة جديدة في شمال غزة وفي الوسط وفي خان يونس. أمراء الحرب ظاهرة ستنتشر في غزة وبالطبع فإن أمراء الحرب سيتقاتلون فيما بينهم، وحتى مع استمرار الحرب فإن الكثير من مقاتلي «حماس» سيتحولون بدورهم إلى هذه الفئة. ببساطة، لأن لا هدف للحرب إلا الحرب. وثمة مراجعات غائبة إذ ربما كان يجب وقف الحرب خلال الهدنة الأولى التي انتهت في أول كانون الأول 2023 بدل كل هذه الخسارات، لكن «حماس» لا ترى إلا ما تراه «حماس» ولا تسمع أحداً إلا عزفها المنفرد. لم تستمع «حماس» للمنطق وتوافق على تشكيل إطار وطني يتبع الحكومة الفلسطينية ويدير المساعدات بالتعاون مع المجتمع الدولي بل أصرت على «أنا وما دوني الطوفان»، إذ واصلت النظر إلى «الكعكة» التي تصنعها لها المساعدات وظلت تنظر تحت قدميها حتى تعثرت ووقعت وأوقعت معها كل البلد. ماذا كانت تتوقع «حماس»؟ أن تواصل احتكار المساعدات وسرقة قوت الناس ويقف الناس يصفقون لها بعد قرابة سنتين من الحرب تمت خلالها الإطاحة بكل شيء في غزة وتدمير القطاع بشكل شبه كامل. كانت تتوقع أن يواصل الناس التصفيق الوهمي لها كما يصفق مشاهدو القنوات العربية وهم جالسون في صالوناتهم الأنيقة يحتسون جرعة أدرنالين وطنية وفي مقاهيهم الفاخرة يستمعون لتحليل وأخبار وتقارير ومقاطع فيديو لا تقدم من الحقيقة - إذا كانت تقدم شيئاً - إلا الجزء غير الحقيقي منها. كانت تنتظر من الناس أن يموتوا وهم يضحكون لأن هناك مفاوضاً يعيش في فندق فاخر أو تحت الأرض، وكلاهما لا يعرف شيئاً عن حياة الناس، أو أن يصدقوا أن احتجاز خمسين جندياً ورفات خمسين آخرين أهم من حياة مليوني فلسطيني؛ ببساطة، لأن الاحتفاظ بهؤلاء الجنود والحفاظ عليهم يعني بقاء «حماس» في الحكم وتفاوضها على مستقبل غزة الذي إن لم تكن هي من تقوده فهي من تقرر نيابة عنه. هل ما زالت «حماس» لا ترى المياه الكثيرة التي جرت تحت الجسر؟ صحيح أن الاحتلال مجرم وهو يتحمل مسؤولية كل شيء لكن ألا ترى «حماس» أن مواقفها بحاجة لبعض المراجعة وأن الشعب ينتظر منها الكثير من الاعتذار عن سوء إدارتها للمعركة وعن طريقة تعاملها مع الشعب، وعن خطابات مسؤوليها المخجلة والمهينة بحق نضالات شعبنا. لا يعيب المرء أن يخطئ، ولكن ما يعيبه هو إصراره على أن خطأه هو عين الصواب. وبنفس القدر من القلق، لا أحد يعرف ماذا تريد «حماس» حقاً. لم يطلب احد من «حماس» أن تستسلم، ولكن أيضاً لا يقبل عاقل أن تعتبر «حماس» قنص جندي هنا أو تفجير دبابة هناك وقتل كل الجنود داخلها عملا بطوليا أكثر أهمية من استشهاد مائة فلسطيني، إلا إذا كان هناك من يعتبر أن حياة الجندي الإسرائيلي أعز وأغلى من حياة مائة فلسطيني. ثمة حكمة غائبة ومنطق اعوج، لم يعد الاستمرار بتقبله ممكناً بعد كل الخسارات الفادحة التي توجعنا. «حماس» لا تجرؤ أن تقول للناس ماذا تريد. سعيدة بحوار مع «رأس الشيطان» بلغتهم السابقة، وتتمنى مصافحة دافئة وإن بيد مرتعشة معه. حبذا لو كانت «حماس» تمنع تقدم القوات الإسرائيلية وتردعها وتمنعها من دخول غزة، وأن الجيش الإسرائيلي يقف عاجزاً عن اختراق تحصينات «حماس» (غير الموجودة طبعاً) حول غزة، ويفشل في اختراق مواقع وثكنات المقاتلين، وليت «حماس» قاتلت باستبسال من أجل منع الجيش من ارتكاب مجازر بحق المدنيين أو نجحت في ردعه عن فعل ذلك، بدلاً من ترك المواقع والاختباء، وترك غزة نهباً لدبابات ومشاة الجيش الإسرائيلي وطائراته. الصمود هو أن تمنع العدو من دخول مناطقك وتردعه عن اختراق تحصيناتك لا أن تختبئ وتقول، إنه لا يستطيع أن يجدني فتدوس دباباته شعبك. ألم تقف كل قوة إسرائيل عاجزة عن دخول بيروت رغم القصف من البر والبحر والجو، ألم تعجز القوات الألمانية عن اختراق تحصينات سان بطرسبورغ. لذلك استحق عرفات البطولة واستحقت بيروت البقاء وكذلك خلد التاريخ ستالين وظلت سان بطرسبورغ أسطورة مثل بيروت، ولكن شتان، ومع هذا تستحق غزة وشعبها التخليد لصمودهم وبقائهم رغم الإبادة ولا أحد غيرهم. ماذا كانت تتوقع «حماس»؟ أن يجوع الناس ويعرون وينامون في العراء فيما تتمتع هي وقيادتها بكل سبل الراحة الممكنة. في المحصلة، الناس يريدون أن يأكلوا ويشربوا، يريدون من يعطيهم الطعام والشراب ومن يوفر لهم الخيمة (تخيلوا لا احد يسأل عن البيت) يريدون من يمنحهم موتاً أخف وطأة حيث لا يموتون من الجوع والعطش، يريدون أن يروا أن حياتهم التي لا تهم أحدا يعيشونها بأقل قدر ممكن من الممكن. ماذا كانت تتوقع «حماس»؟ أن تواصل كذبها وخطاباتها الرنانة ويواصل الناس الصمت. تستطيع الفضائيات الكاذبة أن تكذب على كل العالم لكنها لم تنجح ولن تنجح بالكذب على شعب غزة. ولكن مهلاً، هناك من يهمس لي أن آخر هم «حماس» هو شعب غزة، بل همها العالم ومعجبوها والكورس الذي يواصل ثغاءه بفرح. الجائع لا يهمه الهوية السياسية للكابونة، الجائع لا ينظر للملصق المكتوب على ظهر كرتونة الطعام، حتى أنه لا ينظر إلى أي شيء، فقط يريد الطعام، وهو لا يهمه من يعطيه الكابونة وماذا يقول عنه، ولن يطلق أحكاماً أخلاقية ولا حتى وطنية للأسف على من يمد له الطعام، ببساطة سيأكله. أما من منع عنه الطعام وسرقه وباعه بأضعاف مضاعفة من أجل أن يجني المال فهو لن يختلف كثيراً بالنسبة للمواطن الجائع عن أي جهة أخرى تقدم له الطعام. مرة أخرى، لقد أوصلت «حماس» غزة بسياساتها وسوء إدارتها للمعركة وللشأن الوطني إلى حالات غير مسبوقة فيما كان يمكن إنقاذ الحالة الوطنية من الفوضى الجارفة التي بدأت تعم لو فقط أعملت «حماس» المنطق قليلاً وسحمت بتشكيل لجنة وطنية أو جهاز يتبع الحكومة الفلسطينية ينظم حياة الناس. هل فات الوقت؟ لا أعرف، لكنني أدرك هول ما هو قادم وأنا استمع لخطابات قادة «حماس» المنفصلة عن الواقع. قد لا يعجب هذا القول كثيرين، لكن من قال إن الحقيقة كانت يوماً قولاً مقبولاً لدى الجميع. حمى الله غزة.

أديبان إسرائيليان مختلفان!
أديبان إسرائيليان مختلفان!

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

أديبان إسرائيليان مختلفان!

طلب مني أحد المتابعين أن أكتب عن أدباء إسرائيل ممن ظلوا يُنصفون شعبنا الفلسطيني، ولم يخضعوا للمؤامرات حولهم، ويتحولوا إلى متطرفين! سأكتب عن أديبين، أحدهما ظل صامداً في وجه المؤامرة الإسرائيلية، والثاني خضع لهذه المؤامرة ليحظى بالجوائز والمال والحظوة! سأظل أتذكر كاتباً إسرائيلياً رفض كل الإغراءات وظل متمسكاً برأيه وهو، أن هناك تمييزاً وظلماً يتعرض له سكان فلسطين الأصليون في إسرائيل. ولد هذا الأديب في العراق، ثم هاجر إلى إسرائيل، ومات فيها، وعمره ثمانية وتسعون عاماً، وقد أسدل الإعلامُ الإسرائيلي الستارَ على هذا القاص والأديب، على الرغم من أنه كتب إحدى عشرة رواية، وترجم ثلاثية نجيب محفوظ إلى اللغة العبرية! هذا القاص والكاتب والأديب رفض أن يصبح جاسوساً لإسرائيل، واعترف بذلك في منشوراته، اعترف بأنه تعرض لمطاردة رجال المخابرات الإسرائيليين، الشين بيت والموساد في خمسينيات القرن الماضي، لكي يعمل جاسوساً لإسرائيل في العراق، لأنه يجيد اللغة العراقية، قال هذا الروائي وهو، سامي ميخائيل في القناة الثانية في إسرائيل يوم 1-7-2011: «طاردتني كل أجهزة المخابرات، ولكنني رفضتُ، عرضوا عليّ أن أعود للعراق، ثم أُسجن فيها لغرض الاتصال بالسجناء الأكراد!». هذا الكاتب الإسرائيلي هو الأخ الشقيق، لناديا كوهين زوجة الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين الذي أُعدم العام 1965 في ساحة المرجة بدمشق! قال عن الجاسوس، إيلي كوهين: «كانت عائلة إيلي كوهين تعرف أنه يعمل جاسوساً، ولكن كجاسوس تجاري ومالي فقط، كنتُ أحادث إيلي كوهين يومياً، قال لي إنه يعمل في بلد عربي، يسافر ثم يعود لسورية، عبر بلدان أوروبية، وأبلغني عن مكافأته وعن غيرة وحسد نظرائه الموظفين منه، وعندما ألقى السوريون عليه القبض تمسمرت عند المذياع، واستمعت إلى أقواله أمام القضاة، وكنتُ آنذاك شيوعياً منبوذا!». الروائي، سامي ميخائيل التحق بالحزب الشيوعي، ثم صار كاتباً في صحيفة الاتحاد الفلسطينية في حيفا، وكان صديقاً مقرباً من الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي! هو كاتب رواية (فكتوريا) وهي رواية ترصد حياة الجالية اليهودية في العراق في القرن الماضي، وترصد فسيفساء المجتمع العراقي عبر شخصية البطلة فيكتوريا!. انتقد، سامي ميخائيل غزو الجيش الأميركي للعراق، وقال: «كنتُ أُحس وأنا أرى النهب والتدمير في العراق، وكأنه يقتطع من لحمي، فأنا قد ولدتُ هناك»!. هاجر الروائي اليهودي، سامي ميخائيل لإسرائيل العام 1949 وترك بيته الجميل في الكرادة في بغداد ليسكن في خيمة في ضواحي تل أبيب!. قال: «طُردنا من العراق لأننا يهود، وعندما وصلنا إسرائيل صرنا مواطنين من الدرجة الثانية فيها، نسكن في (محاجر)، أما الإشكنازيم، فهم يذهبون للمدن مباشرة»!. بالمناسبة توفي الروائي، سامي ميخائيل دون إعلام في الأول من شهر نيسان العام 2024م!. هناك روائي ومسرحي آخر، وهو صديق سامي ميخائيل إلا أنه يختلف عنه، كان في الماضي من زملائه، هذا الأديب هو الروائي والمسرحي الإسرائيلي، أبراهام جبرائيل يهوشوع، الذي توفي وهو في سن الثمانين العام 2022، كان الاثنان في الماضي عضوين في الحزب الشيوعي، وكانا مناصرين للتعايش بين الشعبين!. أبراهام يهوشوع من أبرز رموز الأدب في إسرائيل، منحوه جائزة إسرائيل الأدبية، لأنه كتب عدة كتب، ومسرحيات وقصصاً للأطفال، كان رمزاً يسارياً بارزاً في إسرائيل، حتى أنه صار عضواً بارزاً في حركة ميرتس وحركة السلام الآن، وكان في بدايات مسيرته منادياً بزوال الاحتلال، وتأسيس دولة مشتركة تكفل الحقوق الكاملة لكل مواطنيها!. أعجب به يساريو العالم، ويساريو فلسطين، سمته صحيفة، نيويورك تايمز (فولكنر إسرائيل) لشبهه بالروائي الأميركي البارز، الحاصل على جائزة نوبل، وليم فولكنر المتوفى العام 1962م. أبراهام يهوشوع، أصبح بهذه اليسارية (المزيفة) محاضراً في جامعتي، إكسفورد وهارفارد. حضر توقيع اتفاقية جنيف، لأنه كان يرفع شعارات السلام والمساواة والعدل، غير أنه نكص عن مذهب التعايش بين الشعبين، لكي يحظى بالمنفعة، وغير رأيه عندما كان مؤيداً لحل الدولتين، وأصبح موالياً للتطرف الإسرائيلي، هو في آخر أيامه رفض حل الدولتين، وأصبح من دعاة التفرقة بين اليهود في الدياسبورا، واليهود في إسرائيل، وأصبح يؤكد نظريته المتطرفة، وهي أن كل يهود الدياسبورا لا تكتمل يهوديتهم إلا بالهجرة لإسرائيل! فهم نصف يهود، وليسوا يهوداً كاملين!.ً أما زميله، سامي ميخائيل المنبوذ إعلامياً في إسرائيل فكان يحمل رأياً مخالفا، كان ناقداً لأفكار زميله السابق، يهوشوع وهي الأفكار المتواترة عند حكومة إسرائيل، فقد رفض هذه النظرية لأنها نظرية عنصرية، فهو يعتبر يهود الدياسبورا أبطالاً، حتى إذا رفضوا الهجرة لإسرائيل!. كما أن، يهوشوع أصبح من أنصار الاستيطان، قال لصحيفة هآرتس يوم 10-12-2016: «لم أعد مؤمناً بحل الدولتين، لم يعد هذا الحل ممكناً، لا يمكن اقتلاع نصف مليون مستوطن من منطقة سي، إن حل الدولتين غدا مستحيلاً»!. لم يكتفِ، يهوشوع بهذا الانقلاب بل أصبح يطارد أدباء فلسطين، سأظل مسكوناً بتعليقة على رواية، أرابيسك للأديب الفلسطيني، أنطوان شماس التي كتبها باللغة العبرية الجزلة، علق عليه المسرحي، يهوشوع ناقداً له محتجاً على كتابتها باللغة العبرية: «هذه رواية عربية، كُتبت بالعبرية»!. هذا المسرحي لم ينكر على أنطوان شماس لغته العبرية فقط، بل سأل محمود درويش سؤالاً لئيماً قال له: «هل تحس يا محمود أنك هنا في إسرائيل تعيش في بيتك؟»! رد عليه محمود درويش: «أُحسُّ أنني هنا صاحبُ البيت»!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store