
الصيام العلاجي... هل هو حقًاً حلّ صحّي أم تهديد للجسم؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
أصبح "الصيام العلاجي" في الآونة الأخيرة من أبرز المواضيع التي تثير الجدل في مجال الصحة والطب البديل. يُعرف الصيام العلاجي بأنه الامتناع عن الطعام والشراب لفترات معينة من اليوم أو الأسبوع، ويُروج له كعلاج للعديد من الأمراض، من فقدان الوزن إلى تحسين صحة القلب وتعزيز وظائف الجهاز الهضمي. ومع ذلك، ورغم الفوائد المحتملة التي يُدّعى أنها تحققت من وراء هذا النوع من الصيام، فإن له أيضًا مخاطر كبيرة قد تؤثر سلبًا على صحة الأفراد في حال لم يتم تطبيقه بشكل صحيح.
من أولى المخاطر التي قد يسببها الصيام العلاجي، هو التأثير السلبي على التوازن الغذائي في الجسم. إن امتناع الشخص عن تناول الطعام لفترات طويلة قد يؤدي إلى نقص حاد في بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات، المعادن، البروتينات، والكربوهيدرات. هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى ضعف في الجهاز المناعي، فقدان الكتلة العضلية، وتدهور في الأداء العقلي والجسدي. علاوة على ذلك، فإن الصيام لفترات طويلة دون استشارة طبية قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة على المدى الطويل مثل هشاشة العظام أو ضعف العضلات.
إنّ أحد أهم المخاطر الصحية المرتبطة بالصيام العلاجي هو تأثيره على مستويات السكر في الدم، خاصة لأولئك الذين يعانون من داء السكري أو مشاكل في تنظيم السكر في الجسم. قد يؤدي الصيام إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بهبوط حاد في مستويات الجلوكوز، وهو ما يُعرف بحالة "انخفاض السكر" أو "الإغماء السكري". وفي حالات أخرى، قد يؤدي الصيام إلى زيادة مفاجئة في مستويات السكر بعد الإفطار، مما يسبب ارتفاعًا في مستويات الجلوكوز قد يؤثر على وظائف الأعضاء ويزيد من مخاطر تطور الأمراض المزمنة.
رغم أن العديد من الناس يعتبرون الصيام العلاجي طريقة لتحسين الصحة النفسية والعاطفية من خلال "تنقية الذهن"، إلا أن الصيام الطويل أو القاسي يمكن أن يؤدي إلى آثار عكسية. من الممكن أن يؤدي الحرمان المستمر من الطعام إلى الشعور بالقلق، والاكتئاب، والعصبية، وفقدان القدرة على التركيز. كما أن نقص التغذية السليمة قد يؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ، مما يزيد من احتمال الإصابة بأعراض نفسية مثل الاكتئاب الحاد أو اضطرابات النوم. في حالات أخرى، قد يتسبب الصيام في اضطرابات في تناول الطعام قد تؤدي إلى تطور حالات مثل الشره العصبي أو فقدان الشهية.
من الأضرار الرئيسية الأخرى التي قد يسببها الصيام العلاجي هو انخفاض مستويات الطاقة والقدرة على أداء الأنشطة البدنية بشكل طبيعي. في فترات الصيام، يُحرم الجسم من مصادر الطاقة الأساسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات، مما يضعف من القدرة على ممارسة الرياضة أو حتى القيام بالأعمال اليومية. في بعض الحالات، قد يتسبب الصيام في تدهور في الأداء الرياضي، خاصة للأشخاص الذين يمارسون تمارين شاقة أو يشاركون في مسابقات رياضية. تكرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى ضعف عام في الجسم وزيادة في الشعور بالإرهاق المزمن.
على الرغم من أن البعض قد ينجح في الصيام العلاجي دون مشاكل، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند التفكير في هذه الممارسة. على سبيل المثال، الأشخاص المصابون بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل الكلى، أو الأمراض المزمنة الأخرى قد يتعرضون لمضاعفات صحية خطيرة نتيجة للصيام الطويل أو القاسي. الصيام قد يؤثر على توازن السوائل والأملاح في الجسم، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للجفاف أو الاختلالات في معدلات الأيونات في الدم، وهو ما قد يعرضهم لمشاكل صحية حادة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
السيلينيوم: المعدن الخفي الذي يحمي خلاياك ويقوّي مناعتك!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد السيلينيوم من العناصر النزرة التي يحتاج اليها الجسم بكميات صغيرة، لكنه يؤدي دورًا حيويًا لا يمكن تجاهله في دعم العديد من الوظائف الحيوية. ورغم أن هذا المعدن لا يُحدث ضجة إعلامية كالكالسيوم أو الحديد، إلا أن تأثيره يمتد إلى عمق الخلايا، مؤثرًا بشكل مباشر في المناعة، وصحة القلب، وحتى الوقاية من بعض أنواع السرطان. واحدة من أبرز وظائف السيلينيوم هي عمله كمضاد أكسدة قوي. فهو يدخل في تكوين مجموعة من الإنزيمات تُعرف بـ "الغلوتاثيون بيروكسيداز"، والتي تعمل على مكافحة الجذور الحرة داخل الجسم. هذه الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب تلفًا في الخلايا، وقد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. من خلال دوره المضاد للأكسدة، يساهم السيلينيوم في حماية الحمض النووي (DNA) والبروتينات داخل الخلية من الأضرار، مما يساعد على الحفاظ على صحة الخلايا وسلامتها. إلى جانب دوره في الحماية الخلوية، يُعد السيلينيوم عنصرًا أساسيًا في دعم الجهاز المناعي. تشير الدراسات إلى أن نقص السيلينيوم يمكن أن يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية، مما يزيد من احتمالية التعرض للعدوى. كما يؤدي دورًا مهمًا في تنظيم نشاط الغدة الدرقية، حيث يدخل في تحويل هرمون "الثيروكسين" (T4) إلى شكله النشط "ثلاثي يودوثيرونين" (T3)، وهو أمر ضروري لعمليات الأيض وتوازن الطاقة في الجسم. رغم أن نقص السيلينيوم نادر في العديد من الدول التي يتوافر فيها غذاء متوازن، إلا أن هذا النقص يمكن أن يحدث في حالات معينة، مثل اتباع نظام غذائي نباتي صارم، أو العيش في مناطق تعاني من فقر التربة بعنصر السيلينيوم، أو الإصابة ببعض الأمراض الهضمية التي تؤثر في امتصاص المعادن. عند حدوث نقص في السيلينيوم، قد يعاني الشخص من ضعف في جهاز المناعة، وتدهور في وظائف الغدة الدرقية، واضطرابات في المزاج والتركيز. وفي حالات أكثر حدة، قد يؤدي النقص إلى مشاكل في عضلة القلب، كما هو الحال في مرض "كاشان" الذي تم توثيقه في بعض المناطق الصينية الفقيرة بالسيلينيوم. كذلك، يُعتقد أن نقصه قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعقم لدى الرجال بسبب تأثيره في جودة الحيوانات المنوية. لحسن الحظ، يمكن الحصول على السيلينيوم بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن. تُعد المكسرات البرازيلية من أغنى المصادر الغذائية به، حيث تحتوي حبة واحدة منها على ما يفوق الحصة اليومية الموصى بها. كما يوجد السيلينيوم في الأسماك، اللحوم، البيض، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب مكملات غذائية تحتوي على السيلينيوم، خصوصًا في حالات سوء الامتصاص أو الأنظمة الغذائية المقيدة. السيلينيوم، رغم أنه يُستهلك بكميات صغيرة، له تأثير كبير في الصحة العامة. من تعزيز المناعة إلى دعم الغدة الدرقية وحماية الخلايا من الأكسدة، يعد هذا العنصر من الدعائم الأساسية للصحة. ولهذا، فإن الحفاظ على مستوياته في الجسم من خلال التغذية المتوازنة يُعد خطوة ذكية نحو الوقاية من العديد من المشكلات الصحية.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
من التربة الى الأمعاء: كيف تحدث عدوى داء الصفر؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب داء الصَّفَر هو أحد الأمراض الطفيلية الشائعة الناتجة من إصابة الإنسان بدودة الأسكاريس، وهي من أكبر الديدان المستديرة التي تصيب الأمعاء البشرية. يُعد هذا المرض من المشكلات الصحية المنتشرة بشكل خاص في المناطق التي تفتقر إلى شروط النظافة والصرف الصحي الجيد، ويصيب غالبًا الأطفال أكثر من البالغين نتيجة تعرضهم الدائم للتربة الملوثة أو تناولهم أطعمة غير مغسولة جيدًا. تبدأ دورة العدوى بدخول بيوض دودة الأسكاريس إلى الجسم عن طريق الفم، غالبًا من خلال تناول خضراوات أو فواكه ملوثة أو عبر الأيدي غير النظيفة. بعد ابتلاع البيوض، تفقس في الأمعاء الدقيقة وتطلق يرقات صغيرة تخترق جدار الأمعاء وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين، حيث تستقر لفترة قصيرة وتسبب أعراضًا تنفسية مثل السعال الجاف وضيق التنفس. وبعد ذلك، تنتقل اليرقات من الرئتين إلى الحلق وتُبتلع مجددًا، لتستقر في الأمعاء وتنمو هناك إلى ديدان بالغة قد يصل طول الواحدة منها إلى 30 سنتيمترًا. أعراض داء الصفر تختلف بحسب عدد الديدان في الجسم ومرحلة الإصابة. في المراحل الأولى، قد لا تظهر أية أعراض واضحة، خاصةً إن كان عدد الديدان قليلًا. لكن مع تفاقم الحالة، قد يعاني المصاب من آلام في البطن، غثيان، فقدان شهية، فقدان وزن، واضطرابات في الهضم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تتجمع الديدان وتشكل كتلة تسد الأمعاء، مسببة انسدادًا معويًا قد يتطلب تدخلاً جراحيًا. كما قد تؤدي هذه الديدان إلى التهابات في الزائدة الدودية أو انسداد القنوات الصفراوية والكبدية، وهو ما يُعتبر من أخطر مضاعفات المرض. أما من الناحية المناعية، فإن داء الصفر يُضعف الجهاز المناعي للمصابين، ويؤثر في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية المهمة، مما قد يؤدي إلى فقر الدم وسوء التغذية، خاصة عند الأطفال. وفي البيئات الفقيرة، قد يسهم هذا المرض في تفاقم معدلات التأخر في النمو البدني والعقلي لدى الصغار، مما يجعل مكافحته جزءًا أساسيًا من الخطط الصحية الوقائية في المجتمعات. الوقاية من داء الصفر تبدأ بتحسين شروط النظافة الشخصية والعامة، مثل غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض، وغسل الخضراوات والفواكه جيدًا، وتوفير مياه شرب نظيفة ومعالجة مياه الصرف الصحي بشكل فعال. كما تُعد حملات التوعية الصحية، خصوصًا في المناطق الريفية، عنصرًا حاسمًا في تقليل انتشار العدوى. هذا ويتم تشخيص داء الصفر غالبًا من خلال تحليل براز المريض للكشف عن بيوض الديدان، وقد تُستخدم صور الأشعة أو فحوصات أخرى عند الاشتباه في مضاعفات في الجهاز الهضمي. أما العلاج، فيشمل إعطاء أدوية مضادة للطفيليات مثل "ألبيندازول" أو "ميبيندازول"، وهي فعالة جدًا في القضاء على الديدان البالغة. وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تكرار الجرعة أو الخضوع لجراحة في حال وجود انسداد شديد. في الختام، داء الصفر هو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بفعالية إذا توافرت الظروف الصحية المناسبة. إلا أنه يظل تهديدًا حقيقيًا في كثير من المناطق حول العالم، خاصة في الدول النامية، حيث يلعب الفقر وسوء البنية التحتية الصحية دورًا كبيرًا في استمرارية انتشاره. الاستثمار في التثقيف الصحي، وتطوير البنية التحتية، وتنظيم حملات دورية للعلاج الوقائي هي خطوات ضرورية للحد من هذا المرض وتحسين صحة المجتمعات.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
بين الجراحة والجمال: متى يتحوّل شفط الدهون الى خطر حقيقي؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في السنوات الأخيرة، أصبحت عمليات شفط الدهون من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعًا، حيث يلجأ إليها العديد من الأشخاص بهدف تحسين مظهرهم الجسدي والوصول إلى قوام أكثر تناسقًا. ورغم أن هذه العمليات قد تبدو حلًا سريعًا للتخلّص من الدهون الزائدة، إلا أن الإقدام على شفط كميات كبيرة من الدهون دفعة واحدة يُعد إجراءً محفوفًا بالمخاطر وله تداعيات صحية جسيمة على المدى القصير والطويل. بداية، يجب الإشارة إلى أن الجسم البشري يحتوي على نسبة معينة من الدهون الضرورية للحفاظ على وظائفه الحيوية، مثل تنظيم درجة الحرارة، حماية الأعضاء الداخلية، وتخزين الفيتامينات الذائبة في الدهون. وعند اللجوء إلى شفط كميات مفرطة من الدهون، خاصةً ما يزيد على 5 لترات في الجلسة الواحدة، فإن هذا التوازن الفزيولوجي الدقيق قد يتعرض للاضطراب. ففقدان الدهون بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، اختلال مستويات الإلكتروليتات في الجسم، وفقدان كميات كبيرة من السوائل، مما يُعرّض المريض لخطر الإصابة بالصدمة أو الفشل الكلوي الحاد. من جهة أخرى، يُعد النزيف أحد أكثر المضاعفات شيوعًا في عمليات شفط الدهون المكثفة، حيث إن الأوعية الدموية الصغيرة التي تمر عبر الأنسجة الدهنية قد تتعرض للتلف أثناء العملية، مما يؤدي إلى فقدان الدم بكميات غير متوقعة. كما أن التورّم الشديد وظهور الكدمات المؤلمة شائعان بعد هذه العمليات، وقد تستغرق فترة طويلة للتعافي، مما يؤثر على نوعية حياة المريض ونشاطاته اليومية. ولا يمكن إغفال التأثيرات الجانبية في القلب والجهاز التنفسي. ففي بعض الحالات، قد تدخل جلطات دهنية إلى مجرى الدم، وتنتقل إلى الرئتين أو القلب، محدثة انسدادًا خطرًا يُعرف بـ "الانسداد الدهني"، والذي قد يهدد الحياة إذا لم يُكتشف ويُعالج فورًا. هذا بالإضافة إلى أن التخدير العام المستخدم في مثل هذه العمليات الكبرى يحمل بحد ذاته مخاطر على من يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في وظائف الكبد أو الكلى. علاوة على ذلك، قد يعاني المرضى من تشوّهات دائمة في مظهر الجلد بعد الشفط المكثف، مثل الترهلات، عدم تجانس السطح، أو تكون ندوب عميقة. كما أن التوقعات غير الواقعية بشأن النتائج قد تؤدي إلى خيبة أمل نفسية وشعور بالإحباط أو انخفاض احترام الذات، مما يزيد من احتمالية اللجوء إلى إجراءات تجميلية إضافية، قد تُفاقم من الخطر الصحي والنفسي مع مرور الوقت. في هذا السياق، تُوصي الجمعيات الطبية العالمية بعدم تجاوز حد معين من الدهون التي يتم شفطها في جلسة واحدة، كما تشدد على ضرورة أن يكون المريض في صحة جيدة وخالٍ من أي أمراض مزمنة قبل الخضوع للعملية. كما يُنصح باختيار جرّاح تجميل معتمد وذو خبرة واسعة، ومناقشة كل تفاصيل العملية والمخاطر المحتملة قبل اتخاذ القرار النهائي. وفي الختام، يجب التأكيد على أن الجمال الحقيقي يبدأ من التوازن بين الصحة النفسية والجسدية، وأن الحلول السريعة مثل شفط الدهون المكثف قد تبدو مغرية لكنها لا تُغني عن اعتماد أسلوب حياة صحي يقوم على التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم. فالصحة ليست أمرًا يغامَر به في سبيل مظهر خارجي مؤقت، بل هي الثروة الحقيقية التي يجب الحفاظ عليها بكل وعي ومسؤولية.