logo
مؤتمر الإفتاء العالمي.. خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي

مؤتمر الإفتاء العالمي.. خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي

صدى البلدمنذ يوم واحد
انطلقت أعمال الجلسة العلمية الثانية في يومها الأول من المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وسط حضور دولي كبير يضم نخبة من كبار علماء الشريعة والخبراء في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، تحت عنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي".
وفي إطار الجلسة، قدَّم الدكتور فايد محمد سعيد، رئيس اللجنة الشرعية للمجلس الأوروبي للهيئات والمراكز والقيادات الإسلامية – لندن، ورقة علمية بعنوان: استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء: حكمه وضوابطه"، تناولت الورقة في بدايتها عرضًا موجزًا لمفهوم الذكاء الاصطناعي ومنصاته المختلفة، مع استعراض لأبرز أدواته وبرامجه المستخدمة في المجال الإفتائي.
رئيس المجلس الأوروبي للهيئات الإسلامية: دار الإفتاء المصرية والأزهر للفتوى يبقيان حجر الزاوية في توجيه الفتوى الرقمية
وقدَّم رئيس اللجنة الشرعية للمجلس الأوروبي للهيئات والمراكز والقيادات الإسلامية تحليلًا مقارنًا بين نماذج إجابات صادرة عن أدوات ذكاء اصطناعي في مجال الإفتاء عبر مواقِعِهِ الشَّهيرةِ "Islam and AI، chat GPT" وبين فتاوى صادرة عن مؤسسات إفتائية رسمية، كدار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى، موضحًا مدى انضباط تلك الإجابات، ومدى تحيُّزها أو توافقها مع مخرجات المؤسسات الإفتائية المعتبرة.
وانطلاقًا من نتائج البحث، أكد أن المرجعيات العلمية كدار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى تبقى حجر الزاوية في توجيه الفتوى الرقمية وضبطها، من خلال تطوير أدوات رقمية خاضعة للمعايير الشرعية، وتعزيز التكامل بين الفقه والتقنية بما يحفظ هيبة الفتوى ويصونها من التبسيط أو التشويه.
واختُتمت الورقة بجملة من التوصيات، أبرزها: عدم الاستغناء عن المفتي البشري، وإخضاع المنصات الذكية لإشراف علمي مباشر، وتكوين فِرق عمل مشتركة من الفقهاء والمتخصصين التقنيين لتطوير قواعد بيانات شرعية مرجعية تُستخدم في الخوارزميات الذكية، مع ضرورة بيان الضوابط الأخلاقيَّة والدينيَّة لاستخدام الذَّكاء الاصطِناعي في المجال الديني، ومنع أي تطبيقات تُحرِّف النصوص، أو تُخالف الإجماع، أو تُثير الشُّبهات والبلبلة بين المسلمين.
وفي إطار الأبحاث المتنوعة المقدمة خلال الجلسة، استعرض فضيلة الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، بحثًا علميًّا بعنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي".
ولفت الدكتور يوشار شريف إلى مشكلة مهمة تتمثل في الإجابة عن أسئلة جوهرية حول مفهوم الإفتاء وشروط المفتين، وكذلك طبيعة الذكاء الاصطناعي وأثره على صناعة الفتوى، وأنواعه، وأحكام استخدامه، بالإضافة إلى الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها في توظيفه.
وأكد الباحث أن الذكاء الاصطناعي أداة يمكن أن تسهم في تسهيل الوصول إلى الأحكام الشرعية، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن المفتي، نظرًا لتعقيد الفتوى وتعلقها بالسياق والنية والمصلحة، لذا فإن الإفتاء الذكي ينبغي أن يكون مساعدًا، لا مستقلًّا، وشدد البحث على أن الأصل في استخدام الذكاء الاصطناعي هو الإباحة، ما لم يتضمن شيئًا محرمًا صراحةً أو ضمنًا في الشريعة.
واختتم الدكتور شريف عرضه بتوصيات عملية، أبرزها: تأسيس لجان شرعية تقنية في هيئات الإفتاء العربية، وتدريب المفتين على استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وإصدار أدلة توجيهية لاستخدام التقنية في المجال الشرعي، وتوعية المجتمع بعدم الاعتماد الكلي على التطبيقات الذكية في الأمور الشرعية، وتطوير تطبيقات إفتائية عربية آمنة.
وتزامنًا مع الأبحاث التي تناقش دور الذكاء الاصطناعي في دعم عمل المفتين، قدَّم الدكتور عبد الله بن عمر التميمي، مدير إدارة الفتاوى والمراجعات والمكتبات بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بحثًا علميًّا بعنوان: "استعمال المفتي للذكاء الاصطناعي: أحكامه ومجالاته وضوابطه وتطبيقاته".
وناقش البحث أهمية إدماج تقنية الذكاء الاصطناعي في عمل المفتي وهيئات الإفتاء، مع التركيز على الضوابط الشرعية التي تحكم هذا الاستخدام لضمان الحفاظ على أصالة الفتوى ومصداقيتها، وأوضح البحث أن الذكاء الاصطناعي يمثِّل أداة حديثة ومتطورة تتيح للمفتين تسهيل دراسة القضايا الفقهية وصياغة الفتاوى بسرعة ودقة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الاجتهاد البشري أو يستقل بإصدار الأحكام الشرعية دون إشراف العلماء.
الدكتور التميمي: يجب التعاون بين الدول لإنشاء مركز عالمي للإفتاء التقني
واستعرض الدكتور التميمي أيضًا من خلال البحث، الضوابط الشرعية الأساسية لاستعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، مؤكدًا ضرورة التزام هذه التقنية بقواعد الشرع وأخلاقياته للحفاظ على صحة الفتاوى ومصداقيتها، كما حدد أهم مجالات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي، لا سيما في جمع المعلومات، وتحليل القضايا الفقهية، وصياغة الأحكام الشرعية.
وأوصى الباحث بضرورة التعاون بين الدول لإنشاء مركز عالمي للإفتاء التقني، ونشر آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، إضافة إلى تطوير قدرات المفتين على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، والتعاون الدولي لإنشاء منصات متخصصة تعزز عمل المؤسسات الإفتائية وتساهم في نشر الفتاوى الصحيحة بشكل أوسع وأسرع، وضرورة تثقيف المستخدمين حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء عبر الوسائط الإعلامية والبرامج.
خبير الذكاء الاصطناعي يحذر من تنامي ظاهرة إصدار الفتاوى الدينية العشوائية
وفي سياق متصل بالأبحاث التي تُبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، حذرت الدكتورة غادة محمد عامر، خبير الذكاء الاصطناعي بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، من تنامي ظاهرة إصدار الفتاوى الدينية العشوائية والمعلومات المضللة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، لما تحمله من مخاطر جسيمة على الأمن الفكري والمجتمعي.
جاء ذلك في بحثها العلمي الذي جاء بعنوان: "آليات مواجهة الفتاوى الدينية العشوائية والمعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي"، والذي عرض التحديات التقنية والشرعية المرتبطة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في المجال الديني.
واقترحت الدكتورة غادة حُزمة من الآليات العملية، أبرزها: تعزيز الوعي المجتمعي، وتطوير أنظمة مراقبة ذكية لرصد الفتاوى المشبوهة، وإصدار تفسيرات شرعية رسمية لتصحيح المعلومات المغلوطة، إلى جانب وضع تشريعات وتنظيمات صارمة تحكم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الديني، بما يضمن الالتزام بالمبادئ الشرعية والأخلاقية.
وأوصت الدكتورة غادة عامر بضرورة تعزيز دور المؤسسات الرسمية، مثل دور الإفتاء والمجامع الفقهية، عبر إطلاق منصات متخصصة لرصد وتعديل وتقديم المحتوى الديني المنشور آليًا، مع وضع سياسات 'حوكمة شرعية رقمية' تضمن ألا يتجاوز الذكاء الاصطناعي صلاحياته الفقهية، مؤكدة أن هذا ما تقوم به دار الإفتاء المصرية بالفعل بقيادة فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عياد، حيث تقوم المؤسسة بمشروعات تقنية تعد نموذجًا لمواكبة العصر في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الرسالة الدينية والمجتمعية.
واختتمت الباحثة بالتأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين الاستفادة من مزايا الانفتاح الرقْمي وبين حماية الأمن الفكري والديني، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة دعم للمؤسسات الدينية الموثوقة، لا كوسيلة لنشر الفتن أو التضليل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤتمر الإفتاء العالمي.. خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي
مؤتمر الإفتاء العالمي.. خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي

صدى البلد

timeمنذ يوم واحد

  • صدى البلد

مؤتمر الإفتاء العالمي.. خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي

انطلقت أعمال الجلسة العلمية الثانية في يومها الأول من المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وسط حضور دولي كبير يضم نخبة من كبار علماء الشريعة والخبراء في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، تحت عنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي". وفي إطار الجلسة، قدَّم الدكتور فايد محمد سعيد، رئيس اللجنة الشرعية للمجلس الأوروبي للهيئات والمراكز والقيادات الإسلامية – لندن، ورقة علمية بعنوان: استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء: حكمه وضوابطه"، تناولت الورقة في بدايتها عرضًا موجزًا لمفهوم الذكاء الاصطناعي ومنصاته المختلفة، مع استعراض لأبرز أدواته وبرامجه المستخدمة في المجال الإفتائي. رئيس المجلس الأوروبي للهيئات الإسلامية: دار الإفتاء المصرية والأزهر للفتوى يبقيان حجر الزاوية في توجيه الفتوى الرقمية وقدَّم رئيس اللجنة الشرعية للمجلس الأوروبي للهيئات والمراكز والقيادات الإسلامية تحليلًا مقارنًا بين نماذج إجابات صادرة عن أدوات ذكاء اصطناعي في مجال الإفتاء عبر مواقِعِهِ الشَّهيرةِ "Islam and AI، chat GPT" وبين فتاوى صادرة عن مؤسسات إفتائية رسمية، كدار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى، موضحًا مدى انضباط تلك الإجابات، ومدى تحيُّزها أو توافقها مع مخرجات المؤسسات الإفتائية المعتبرة. وانطلاقًا من نتائج البحث، أكد أن المرجعيات العلمية كدار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى تبقى حجر الزاوية في توجيه الفتوى الرقمية وضبطها، من خلال تطوير أدوات رقمية خاضعة للمعايير الشرعية، وتعزيز التكامل بين الفقه والتقنية بما يحفظ هيبة الفتوى ويصونها من التبسيط أو التشويه. واختُتمت الورقة بجملة من التوصيات، أبرزها: عدم الاستغناء عن المفتي البشري، وإخضاع المنصات الذكية لإشراف علمي مباشر، وتكوين فِرق عمل مشتركة من الفقهاء والمتخصصين التقنيين لتطوير قواعد بيانات شرعية مرجعية تُستخدم في الخوارزميات الذكية، مع ضرورة بيان الضوابط الأخلاقيَّة والدينيَّة لاستخدام الذَّكاء الاصطِناعي في المجال الديني، ومنع أي تطبيقات تُحرِّف النصوص، أو تُخالف الإجماع، أو تُثير الشُّبهات والبلبلة بين المسلمين. وفي إطار الأبحاث المتنوعة المقدمة خلال الجلسة، استعرض فضيلة الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، بحثًا علميًّا بعنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي". ولفت الدكتور يوشار شريف إلى مشكلة مهمة تتمثل في الإجابة عن أسئلة جوهرية حول مفهوم الإفتاء وشروط المفتين، وكذلك طبيعة الذكاء الاصطناعي وأثره على صناعة الفتوى، وأنواعه، وأحكام استخدامه، بالإضافة إلى الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها في توظيفه. وأكد الباحث أن الذكاء الاصطناعي أداة يمكن أن تسهم في تسهيل الوصول إلى الأحكام الشرعية، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن المفتي، نظرًا لتعقيد الفتوى وتعلقها بالسياق والنية والمصلحة، لذا فإن الإفتاء الذكي ينبغي أن يكون مساعدًا، لا مستقلًّا، وشدد البحث على أن الأصل في استخدام الذكاء الاصطناعي هو الإباحة، ما لم يتضمن شيئًا محرمًا صراحةً أو ضمنًا في الشريعة. واختتم الدكتور شريف عرضه بتوصيات عملية، أبرزها: تأسيس لجان شرعية تقنية في هيئات الإفتاء العربية، وتدريب المفتين على استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وإصدار أدلة توجيهية لاستخدام التقنية في المجال الشرعي، وتوعية المجتمع بعدم الاعتماد الكلي على التطبيقات الذكية في الأمور الشرعية، وتطوير تطبيقات إفتائية عربية آمنة. وتزامنًا مع الأبحاث التي تناقش دور الذكاء الاصطناعي في دعم عمل المفتين، قدَّم الدكتور عبد الله بن عمر التميمي، مدير إدارة الفتاوى والمراجعات والمكتبات بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بحثًا علميًّا بعنوان: "استعمال المفتي للذكاء الاصطناعي: أحكامه ومجالاته وضوابطه وتطبيقاته". وناقش البحث أهمية إدماج تقنية الذكاء الاصطناعي في عمل المفتي وهيئات الإفتاء، مع التركيز على الضوابط الشرعية التي تحكم هذا الاستخدام لضمان الحفاظ على أصالة الفتوى ومصداقيتها، وأوضح البحث أن الذكاء الاصطناعي يمثِّل أداة حديثة ومتطورة تتيح للمفتين تسهيل دراسة القضايا الفقهية وصياغة الفتاوى بسرعة ودقة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الاجتهاد البشري أو يستقل بإصدار الأحكام الشرعية دون إشراف العلماء. الدكتور التميمي: يجب التعاون بين الدول لإنشاء مركز عالمي للإفتاء التقني واستعرض الدكتور التميمي أيضًا من خلال البحث، الضوابط الشرعية الأساسية لاستعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، مؤكدًا ضرورة التزام هذه التقنية بقواعد الشرع وأخلاقياته للحفاظ على صحة الفتاوى ومصداقيتها، كما حدد أهم مجالات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي، لا سيما في جمع المعلومات، وتحليل القضايا الفقهية، وصياغة الأحكام الشرعية. وأوصى الباحث بضرورة التعاون بين الدول لإنشاء مركز عالمي للإفتاء التقني، ونشر آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، إضافة إلى تطوير قدرات المفتين على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، والتعاون الدولي لإنشاء منصات متخصصة تعزز عمل المؤسسات الإفتائية وتساهم في نشر الفتاوى الصحيحة بشكل أوسع وأسرع، وضرورة تثقيف المستخدمين حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء عبر الوسائط الإعلامية والبرامج. خبير الذكاء الاصطناعي يحذر من تنامي ظاهرة إصدار الفتاوى الدينية العشوائية وفي سياق متصل بالأبحاث التي تُبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، حذرت الدكتورة غادة محمد عامر، خبير الذكاء الاصطناعي بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، من تنامي ظاهرة إصدار الفتاوى الدينية العشوائية والمعلومات المضللة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، لما تحمله من مخاطر جسيمة على الأمن الفكري والمجتمعي. جاء ذلك في بحثها العلمي الذي جاء بعنوان: "آليات مواجهة الفتاوى الدينية العشوائية والمعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي"، والذي عرض التحديات التقنية والشرعية المرتبطة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في المجال الديني. واقترحت الدكتورة غادة حُزمة من الآليات العملية، أبرزها: تعزيز الوعي المجتمعي، وتطوير أنظمة مراقبة ذكية لرصد الفتاوى المشبوهة، وإصدار تفسيرات شرعية رسمية لتصحيح المعلومات المغلوطة، إلى جانب وضع تشريعات وتنظيمات صارمة تحكم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الديني، بما يضمن الالتزام بالمبادئ الشرعية والأخلاقية. وأوصت الدكتورة غادة عامر بضرورة تعزيز دور المؤسسات الرسمية، مثل دور الإفتاء والمجامع الفقهية، عبر إطلاق منصات متخصصة لرصد وتعديل وتقديم المحتوى الديني المنشور آليًا، مع وضع سياسات 'حوكمة شرعية رقمية' تضمن ألا يتجاوز الذكاء الاصطناعي صلاحياته الفقهية، مؤكدة أن هذا ما تقوم به دار الإفتاء المصرية بالفعل بقيادة فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عياد، حيث تقوم المؤسسة بمشروعات تقنية تعد نموذجًا لمواكبة العصر في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الرسالة الدينية والمجتمعية. واختتمت الباحثة بالتأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين الاستفادة من مزايا الانفتاح الرقْمي وبين حماية الأمن الفكري والديني، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة دعم للمؤسسات الدينية الموثوقة، لا كوسيلة لنشر الفتن أو التضليل.

كيف سيغيّر GPT-5 قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي؟
كيف سيغيّر GPT-5 قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي؟

تيار اورغ

timeمنذ 2 أيام

  • تيار اورغ

كيف سيغيّر GPT-5 قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي؟

بعد أكثر من عامين من العمل المكثّف الذي شابه العديد من التحديات والتأخيرات، كشفت شركة OpenAI أخيراً عن GPT-5، النموذج الأحدث والأكثر تقدماً في تاريخ روبوت ChatGPT، والذي يُمثّل نقطة تحوّل مفصلية في مسار الذكاء الاصطناعي. فبحسب OpenAI لا يُمكن اعتبار GPT-5 تحديثاً عابراً، بل هو قفزة نوعية في قدرات الروبوتات الذكية، إذ يجمع بين البراعة الحسابية والفهم متعدد الوسائط والسلوك التفاعلي السلس، ما يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة. وقد صُمم GPT-5 ليكون أكثر دقة في إجاباته وأقل ميلاً للهلوسة، مع استخدام لغة تتسم بقدر أكبر من الواقعية، حيث لن يكتفي هذا النموذج بالإجابة عن الاستفسارات، بل سيُحاور ويُخطط ويُبادر، كما لو أنه متعاون بشري مدرّب يتمتع ببُعد نظر. ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، فإن التفاعل مع GPT-5 يُشبه التحدث إلى خبير يحمل درجة دكتوراه في أي مجال يخطر على البال، إلى حدّ قد يجعل المستخدمين ينظرون إلى نموذج GPT-4 السابق، وكأنه نموذج بدائي. نظام موحّد يعتمد إصدار GPT-5 على نظام موحّد، حيث أن بنية النظام لم تعد مقسّمة إلى نماذج متعددة بقدرات متفاوتة كما كان الحال في الإصدارات السابقة. فالإصدار الجديد يستند إلى طبقة واحدة أساسية ذكية وسريعة، تُمكّنه من التمييز تلقائياً بين الأسئلة الروتينية والقضايا المعقّدة، ليختار مستوى التفكير الأنسب لكل حالة، وهذا التكيّف التلقائي يتيح لـ GPT-5 التعامل بمرونة مع تنوّع الطروحات، فهو يعلم متى يستجيب بسرعة ومتى يحتاج إلى التروّي والتفكير المتعمّق لتقديم إجابة بمستوى الخبراء احترافية البرمجة يُحقق GPT-5 أرقاماً قياسية جديدة في معايير برمجة وتطوير مواقع ويب وتطبيقات وألعاب سريعة، كما أنه يُقدّم أداء متطوّراً في مجالات الرياضيات والكتابة والصحة والإدراك البصري وغيرها، مما يُحوّل أفكار المستخدمين إلى واقع ملموس بلمسة. وبحسب سام ألتمان فإن الأشخاص الذين لم يتلقوا في حياتهم أي تدريب في علوم الحاسوب، سيتمكنون من خلال GPT-5 من إنشاء أي نوع من البرامج التي يحتاجونها بسرعة وسهولة لمساعدتهم في العمل أو في مهام أخرى. قفزة في سعة المعالجة ويتميز GPT-5 بقدرته على معالجة نصوص طويلة جداً دفعة واحدة، بحد أقصى يبلغ 400 ألف رمز وهو نطاق غير مسبوق، أي ما يُعادل مئات الصفحات من المحتوى، وهذا يعني أنه يستطيع قراءة وتحليل مستندات ضخمة، والاحتفاظ بتفاصيلها، ثم توليد ردود دقيقة بناءً على كامل السياق، دون الحاجة إلى تقسيم المعلومات أو فقدان الترابط بينها. هل GPT-5 هو الذكاء الفائق؟ من خلال GPT-5، نشهد تحول الذكاء الاصطناعي من أداة لتقديم إجابات دقيقة إلى شريك يُفكر بطريقة منطقية، فـ GPT-5 أكثر بكثير من مُجرد روبوت يوفّر الإجابات، بل هو بمثابة زميل ذكي نثق بعمق خياراته السريعة ونعتمد على حدسه. ولكن ورغم هذه القفزة النوعية في مستوى الذكاء ومعالجة المهام، لا يزال GPT-5 دون عتبة "الذكاء الفائق" أو "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، الذي يُعد الحلم النهائي لهذا المجال، فبحسب الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، يُعد GPT-5 خطوة مهمة إلى الأمام تُقربنا كثيراً من شيء يُشبه الذكاء الخارق. ما تكلفة الوصول إلى GPT-5؟ يُمكن لجميع مستخدمي ChatGPT تجربة GPT-5، بما في ذلك أولئك الذين يستخدمون النسخة المجانية، حيث سيكون GPT-5 هو الوضع الافتراضي في جميع إصدارات ChatGPT. ولكن فقط المشتركين في النسخة المدفوعة من ChatGPT سيحصلون على وصول قياسي وغير محدود لنموذج GPT-5 الجديد، في حين أن أولئك الذين يستخدمون النسخة المجانية سيتمكنون من طرح عدد محدود من الأسئلة قبل أن يعود النظام تلقائياً إلى استخدام نموذج mini. فعند استنفاد الحد المجاني من استخدام GPT‑5، سيتم تحويل المستخدمين إلى نموذج "GPT‑5 mini" وهي نسخة أخف وأسرع وأكثر كفاءة من GPT-4، ولكن بقدرات محدودة مقارنة بنموذج GPT‑5 الكامل. ردود فعل متباينة ولكن ورغم الترويج الكبير الذي حظي به إطلاق نموذج GPT-5، إلا أن تقرير نشرته "بلومبرغ" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، ذكر أن الساعات الـ 48 التي تلت إطلاق النموذج، شهدت مراجعات متباينة من قبل المستخدمين، حيث أعرب البعض عن إحباطهم من استمرار GPT-5 في اختلاق المعلومات، والتعثر في أسئلة الرياضيات والإملاء البسيطة، حيث قال نوح جيانسيراكوزا، الأستاذ المشارك في الرياضيات بجامعة بنتلي، إنه شعر أن الإطلاق كان مخيباً للآمال، مشيراً إلى أن التحسينات كانت هامشية. المعلمون في خطر.. خاصية جديدة في "تشات جي بي تي" تشرح الدروس من جهته أعجب إيثان موليك، الأستاذ في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، والذي يُجري تجارب متكررة على نماذج الذكاء الاصطناعي، بقدرة GPT-5 على إجراء الأبحاث، والتوصل إلى ردود ذكية، وتبسيط عمليات البرمجة، مؤكداً أن النموذج الجديد، يقوم بأشياء استثنائية وأحياناً غريبة، فهو في بعض الأوقات يتحرك بمفرده تماماً ، وهذا ما يجعله مثيراً للاهتمام للغاية. ويوم الجمعة، ردّ ألتمان على بعض التعليقات وقال إن GPT-5 كان يعاني من مشكلة في النظام، وتم إصلاحها، مؤكداً أن النموذج الجديد سيبدو أكثر ذكاءً من الآن وصاعداً، إلا أن GPT-5 عاد وتعطل مرة أخرى بعد تصريح ألتمان، وكانت النتيجة أن النموذج بدا أكثر غباءً بحسب "بلومبرغ". هل انتهى عصر الذكاء الاصطناعي كما نعرفه؟ ويقول رئيس شركة تكنولوجيا "مازن الدكاش"، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن العالم وبعد ظهور GPT-5 أصبح أمام فصل جديد بالكامل في تاريخ الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لا يعني أن عصر الذكاء الاصطناعي كما نعرفه انتهى، فصحيح أن GPT-5 يضعنا على عتبة الذكاء الاصطناعي الذي يتفاعل مع البشر بطريقة أكثر طبيعية وذكاءً، وهو قادر على فهم سياقات معقدة وسلوكه التفاعلي سلس، ولكن في الوقت نفسه، هذا النموذج لا يزال بعيداً عن الذكاء الاصطناعي الخارق "AGI" الذي سينهي مفهوم الذكاء الاصطناعي كما نعرفه. ويرى الدكاش أن GPT-5 يمثل بداية عصر يتطلب منا إعادة التفكير في كيفية التفاعل مع هذه التكنولوجيا، فالفارق الجوهري هنا هو أن GPT-5 يجعل الذكاء الاصطناعي أقرب إلى زميل موثوق، بكفاءة أعلى في مختلف المهام، وهذا التحول يعني أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً حقيقياً في اتخاذ القرارات، وبالتالي لا يجوز النظر إلى GPT-5 كأداة تقنية جديدة فقط، بل كنقطة انطلاق لمناقشة أوسع، حول مستقبل هذه التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وكيفية دمجها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع بأسره، مع الحفاظ على القيم الإنسانية. سبب التباين في الآراء وشدد الدكاش على أنه لا يمكن محاسبة أي نظام معقد مثل GPT-5 بعد ساعات قليلة فقط من إطلاقه الرسمي، فحين تطلق شركات التكنولوجيا الكبرى تحديثات ضخمة، أو نماذج جديدة من الذكاء الاصطناعي، تمر هذه الأنظمة في مرحلة حساسة للغاية، تُعرف باسم "الإطلاق الأولي"، وفي هذه المرحلة لا تكون كل الوظائف والميزات مستقرة بنسبة 100 في المئة، لأن النظام يتعامل مع ملايين المستخدمين حول العالم في وقت واحد، مع تنوع هائل في الاستخدامات والطلبات، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى ظهور مشاكل مثل أخطاء في الحسابات أو حتى تعثر في الإملاء، وهذا أمر شائع وطبيعي خلال أول 48 ساعة من الإطلاق، ولهذا السبب فإنه من الطبيعي جداً أن نسمع عن مراجعات متباينة للمستخدمين. عدم التسرع بالحكم ويشرح الدكاش أن تطوير الذكاء الاصطناعي في هذه المستويات المتقدمة، يشبه بناء محرك طائرة أو مركبة فضائية، حيث تستمر التحديات التقنية بالظهور بشكل دائم عند التشغيل الفعلي، ففي النهاية يحتاج المستخدمون والمحللون إلى منح هذه التكنولوجيا الجديدة، فرصة للتطور والاندماج في بيئات العمل الحقيقية، وعدم إصدار أحكام نهائية مبكرة، معتبراً أن المرحلة التي تلي الإطلاق هي الأهم، حيث يتم تثبيت الأساسيات وصقل الأداء بناءً على التجارب الحقيقية، وهذا ما سيحدد مدى نجاح GPT-5 ونجاح أي نظام ذكاء اصطناعي متقدم في المستقبل القريب. ورقة قوة لـ OpenAI واعتبر الدكاش أن إطلاق GPT-5 يعزز موقع OpenAI كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية، وسط سوق تشهد تحركات متسارعة من شركات عملاقة، لذا فإن GPT-5 ليس فقط إنجازاً تقنياً، بل هو عامل حاسم وورقة قوة لـ OpenAI في سباق الهيمنة الاقتصادية على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

GPT-5.. هكذا سيغيّر قواعد اللعبة في عالم الذكاء الإصطناعي
GPT-5.. هكذا سيغيّر قواعد اللعبة في عالم الذكاء الإصطناعي

ليبانون 24

timeمنذ 3 أيام

  • ليبانون 24

GPT-5.. هكذا سيغيّر قواعد اللعبة في عالم الذكاء الإصطناعي

بعد أكثر من عامين من التطوير والتحديات، كشفت شركة OpenAI عن GPT-5، أحدث وأقوى نموذج في سلسلة روبوتات ChatGPT، الذي يمثل قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي. هذا النموذج الجديد يجمع بين براعة حسابية وفهم متعدد الوسائط وسلوك تفاعلي سلس، ما يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة. ويُصنف GPT-5 كخطوة متقدمة جدًا مقارنة بالإصدارات السابقة، حيث يُجري حوارات معقدة، يخطط ويُبادر، كما وصفه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأنه أشبه بخبير حاصل على دكتوراه في أي مجال. ويعتمد GPT-5 نظامًا موحدًا قادرًا على التكيف تلقائيًا مع تعقيد الأسئلة، مما يسمح له بالتعامل بسرعة أو بتروٍّ حسب الحاجة. كما يحقق أرقامًا قياسية في البرمجة، والرياضيات، والكتابة، والإدراك البصري، مع القدرة على معالجة نصوص طويلة جدًا تصل إلى 400 ألف رمز. يمكن لمستخدمي ChatGPT تجربة GPT-5، مع إمكانية الوصول الكامل للمشتركين في النسخة المدفوعة، بينما يتمتع المستخدمون المجانيون بوصول محدود قبل التحويل إلى نسخة مخففة تسمى "GPT-5 mini". وعلى الرغم من الترويج الكبير، شهدت المراجعات في الساعات الأولى من الإطلاق تباينًا، حيث أشار بعض المستخدمين إلى استمرار بعض الأخطاء والمشكلات التقنية، فيما أشاد آخرون بقدرات النموذج المتطورة. وأكد سام ألتمان إصلاح مشكلات النظام التي أثرت على أداء النموذج. ويؤكد الخبراء أن GPT-5 ليس الذكاء الاصطناعي العام (AGI) أو الذكاء الخارق، لكنه يمثل خطوة مهمة نحو ذلك، مقدمًا شريكًا ذكيًا يمكن الاعتماد عليه في اتخاذ القرارات المعقدة. إلى ذلك، رأى مازن الدكاش، رئيس شركة تكنولوجيا، في في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن GPT-5 يفتح فصلًا جديدًا في تاريخ الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى إعادة التفكير في كيفية دمج هذه التكنولوجيا في حياتنا مع الحفاظ على القيم الإنسانية، مؤكدًا ضرورة منح النظام وقتًا لتثبيت وتحسين أدائه بعد الإطلاق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store