logo
مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

تم تحديثه الأحد 2025/5/25 02:34 م بتوقيت أبوظبي
رغم الهالة التي أحاطت بالأسلحة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، باعتبارها تجسيدًا للتفوق التكنولوجي النازي، إلا أن بعضها شكّل عبئًا على فاعلية العمليات العسكرية أكثر من كونه أداة حاسمة في ساحات القتال.
ويُعد مدفع «شفيرر غوستاف» أبرز الأمثلة على هذا التناقض بين العظمة الهندسية والجدوى العسكرية.
خلال الحرب العالمية الثانية، تميزت التكنولوجيا الألمانية بتفوق ملحوظ على ما استطاعت قوات الحلفاء تطويره في معظم فترات الحرب، مما عزز صورة النظام النازي كقوة شر متجسدة ومهيمنة، بحسب مجلة ناشيونال إنترست.
ويُعد مدفع السكة الحديدية الثقيل "شفيرر غوستاف" مثالًا بارزًا على هذا التفوق التكنولوجي، حيث كان ابتكارًا يعكس هوس الرايخ الثالث بالقوة النارية الهائلة والتفوق العسكري، لكنه في الوقت ذاته كان من أكثر الإنجازات الهندسية العسكرية طموحًا ورعبًا في التاريخ، إذ جمع بين الحجم الهائل والقوة التدميرية غير المسبوقة.
جرى تصميم مدفع غوستاف بواسطة شركة كروب الألمانية الشهيرة، التي كانت من أبرز شركات تصنيع الأسلحة في ألمانيا النازية.
وكان الهدف من ابتكاره هو تدمير الأهداف شديدة التحصين والتي كانت تقف عقبة أمام التوسع العسكري الألماني، مثل خط ماجينو الفرنسي، الذي كان يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الألماني بسبب تحصيناته القوية وسلسلة الدفاعات المعقدة التي بُنيت على الحدود الفرنسية الألمانية.
بدأ تطوير المدفع عام 1937، وسُمّي باسم "غوستاف" تكريمًا لغوستاف كروب، رئيس الشركة الذي كان رمزًا للصناعة العسكرية الألمانية.
وكان المدفع قادرًا على إطلاق قذائف ضخمة تزن حتى 7 أطنان لمسافات تصل إلى 47 كيلومترًا، مما يجعله سلاحًا ذا قدرة تدميرية غير مسبوقة، حيث كانت هذه القذائف مزودة برؤوس شديدة الانفجار قادرة على اختراق الخرسانة المسلحة والصلب، بالإضافة إلى قذائف خارقة للدروع مخصصة لتدمير المخابئ العميقة تحت الأرض.
لكن، وبالرغم من هذه القوة الهائلة، كان استخدام مدفع غوستاف محدودًا جدًا بسبب وزنه الضخم الذي بلغ حوالي 1350 طنًا، وحجمه الذي تجاوز 47 مترًا في الارتفاع، بالإضافة إلى تعقيداته اللوجستية التي تطلبت حوالي 2000 جندي لتشغيله وصيانته، مما جعله سلاحًا صعب الاستخدام في الميدان.
ونظرًا لحجمه ووزنه الكبيرين، كان مدفع غوستاف يُثبّت على عربة سكة حديد خاصة به، مما جعله غير قابل للنقل عبر الطرق التقليدية.
كان المدفع بحاجة إلى النقل عبر السكك الحديدية، وكانت عملية تجميعه وتفكيكه تستغرق أسابيع بمساعدة الرافعات والمعدات الخاصة، كما كان يُرافق دائمًا ببطاريات مضادة للطائرات وقطارات دعم لنقل الذخائر والموارد، ما جعله كابوسًا لوجستيًا بكل معنى الكلمة.
على الرغم من أن المدفع كان مخصصًا في الأصل لاختراق خط ماجينو، إلا أن اكتماله في عام 1941 جاء بعد أن كانت القوات الألمانية قد اجتاحت فرنسا عام 1940 متجاوزة الخط الدفاعي من خلال بلجيكا، مما جعل المدفع عديم الفائدة تقريبًا في ذلك الوقت.
ومع ذلك، أُعيد استخدامه لاحقًا خلال حصار مدينة سيفاستوبول السوفيتية في عام 1942، حيث تم نشره لقصف التحصينات الشديدة التي كانت تحمي المدينة، مما أظهر بعضًا من قدراته التدميرية على الأرض، رغم محدودية تأثيره الاستراتيجي.
على الرغم من الإنجاز الهندسي الكبير الذي مثله مدفع غوستاف، إلا أن المشروع كان إهدارًا ضخمًا للموارد، حيث استنزف موارد بشرية ومادية هائلة كان من الممكن توجيهها نحو أسلحة أكثر فاعلية وكفاءة في ميدان القتال.
ويعكس هذا السلاح الطموح المبالغ فيه وغير العملي في بعض الأحيان الذي ميز بعض جوانب التكنولوجيا العسكرية النازية، والتي كانت تركز على إبهار العدو وإظهار القوة بطرق دراماتيكية، حتى لو لم تكن هذه الأسلحة عملية أو فعالة على أرض الواقع.
ودفع المدفع حدود ما يمكن تحقيقه في تصميم المدفعية، لكنه في الوقت ذاته أظهر صعوبة تحويل التصاميم الطموحة إلى أدوات فعالة في ظروف الحرب الحقيقية، حيث كانت المرونة والسرعة في الحركة والتكتيكات العملية أكثر أهمية من الحجم والضخامة.
يبقى مدفع "شفيرر غوستاف" تحفة تكنولوجية وقصة تحذيرية في آنٍ واحد، تقدم دروسًا قيمة حول التوازن بين الابتكار والجدوى العملية، وتُخلّد إرثًا في كتب التاريخ العسكري كشهادة على السعي البشري لتخطي حدود الممكن حتى في أصعب الظروف.
aXA6IDEwMy4yMjUuNTMuMTIyIA==
جزيرة ام اند امز
AU

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع
مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

تم تحديثه الأحد 2025/5/25 02:34 م بتوقيت أبوظبي رغم الهالة التي أحاطت بالأسلحة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، باعتبارها تجسيدًا للتفوق التكنولوجي النازي، إلا أن بعضها شكّل عبئًا على فاعلية العمليات العسكرية أكثر من كونه أداة حاسمة في ساحات القتال. ويُعد مدفع «شفيرر غوستاف» أبرز الأمثلة على هذا التناقض بين العظمة الهندسية والجدوى العسكرية. خلال الحرب العالمية الثانية، تميزت التكنولوجيا الألمانية بتفوق ملحوظ على ما استطاعت قوات الحلفاء تطويره في معظم فترات الحرب، مما عزز صورة النظام النازي كقوة شر متجسدة ومهيمنة، بحسب مجلة ناشيونال إنترست. ويُعد مدفع السكة الحديدية الثقيل "شفيرر غوستاف" مثالًا بارزًا على هذا التفوق التكنولوجي، حيث كان ابتكارًا يعكس هوس الرايخ الثالث بالقوة النارية الهائلة والتفوق العسكري، لكنه في الوقت ذاته كان من أكثر الإنجازات الهندسية العسكرية طموحًا ورعبًا في التاريخ، إذ جمع بين الحجم الهائل والقوة التدميرية غير المسبوقة. جرى تصميم مدفع غوستاف بواسطة شركة كروب الألمانية الشهيرة، التي كانت من أبرز شركات تصنيع الأسلحة في ألمانيا النازية. وكان الهدف من ابتكاره هو تدمير الأهداف شديدة التحصين والتي كانت تقف عقبة أمام التوسع العسكري الألماني، مثل خط ماجينو الفرنسي، الذي كان يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الألماني بسبب تحصيناته القوية وسلسلة الدفاعات المعقدة التي بُنيت على الحدود الفرنسية الألمانية. بدأ تطوير المدفع عام 1937، وسُمّي باسم "غوستاف" تكريمًا لغوستاف كروب، رئيس الشركة الذي كان رمزًا للصناعة العسكرية الألمانية. وكان المدفع قادرًا على إطلاق قذائف ضخمة تزن حتى 7 أطنان لمسافات تصل إلى 47 كيلومترًا، مما يجعله سلاحًا ذا قدرة تدميرية غير مسبوقة، حيث كانت هذه القذائف مزودة برؤوس شديدة الانفجار قادرة على اختراق الخرسانة المسلحة والصلب، بالإضافة إلى قذائف خارقة للدروع مخصصة لتدمير المخابئ العميقة تحت الأرض. لكن، وبالرغم من هذه القوة الهائلة، كان استخدام مدفع غوستاف محدودًا جدًا بسبب وزنه الضخم الذي بلغ حوالي 1350 طنًا، وحجمه الذي تجاوز 47 مترًا في الارتفاع، بالإضافة إلى تعقيداته اللوجستية التي تطلبت حوالي 2000 جندي لتشغيله وصيانته، مما جعله سلاحًا صعب الاستخدام في الميدان. ونظرًا لحجمه ووزنه الكبيرين، كان مدفع غوستاف يُثبّت على عربة سكة حديد خاصة به، مما جعله غير قابل للنقل عبر الطرق التقليدية. كان المدفع بحاجة إلى النقل عبر السكك الحديدية، وكانت عملية تجميعه وتفكيكه تستغرق أسابيع بمساعدة الرافعات والمعدات الخاصة، كما كان يُرافق دائمًا ببطاريات مضادة للطائرات وقطارات دعم لنقل الذخائر والموارد، ما جعله كابوسًا لوجستيًا بكل معنى الكلمة. على الرغم من أن المدفع كان مخصصًا في الأصل لاختراق خط ماجينو، إلا أن اكتماله في عام 1941 جاء بعد أن كانت القوات الألمانية قد اجتاحت فرنسا عام 1940 متجاوزة الخط الدفاعي من خلال بلجيكا، مما جعل المدفع عديم الفائدة تقريبًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، أُعيد استخدامه لاحقًا خلال حصار مدينة سيفاستوبول السوفيتية في عام 1942، حيث تم نشره لقصف التحصينات الشديدة التي كانت تحمي المدينة، مما أظهر بعضًا من قدراته التدميرية على الأرض، رغم محدودية تأثيره الاستراتيجي. على الرغم من الإنجاز الهندسي الكبير الذي مثله مدفع غوستاف، إلا أن المشروع كان إهدارًا ضخمًا للموارد، حيث استنزف موارد بشرية ومادية هائلة كان من الممكن توجيهها نحو أسلحة أكثر فاعلية وكفاءة في ميدان القتال. ويعكس هذا السلاح الطموح المبالغ فيه وغير العملي في بعض الأحيان الذي ميز بعض جوانب التكنولوجيا العسكرية النازية، والتي كانت تركز على إبهار العدو وإظهار القوة بطرق دراماتيكية، حتى لو لم تكن هذه الأسلحة عملية أو فعالة على أرض الواقع. ودفع المدفع حدود ما يمكن تحقيقه في تصميم المدفعية، لكنه في الوقت ذاته أظهر صعوبة تحويل التصاميم الطموحة إلى أدوات فعالة في ظروف الحرب الحقيقية، حيث كانت المرونة والسرعة في الحركة والتكتيكات العملية أكثر أهمية من الحجم والضخامة. يبقى مدفع "شفيرر غوستاف" تحفة تكنولوجية وقصة تحذيرية في آنٍ واحد، تقدم دروسًا قيمة حول التوازن بين الابتكار والجدوى العملية، وتُخلّد إرثًا في كتب التاريخ العسكري كشهادة على السعي البشري لتخطي حدود الممكن حتى في أصعب الظروف. aXA6IDEwMy4yMjUuNTMuMTIyIA== جزيرة ام اند امز AU

«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا
«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا

العين الإخبارية

timeمنذ 6 أيام

  • العين الإخبارية

«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا

تمثل قنبلة دبليو إي-177 إرثًا هامًا في تاريخ الأسلحة النووية البريطانية، كآخر سلاح نووي تكتيكي لسلاح الجو الملكي، وتُذكر كجزء من قصة الحرب الباردة التي شكلت حقبة حرجة في العلاقات الدولية والتوازن العسكري العالمي. وبحسب مجلة «ناشيونال إنترست»، تمتلك المملكة المتحدة ما يُقدّر بـ225 سلاحًا نوويًا، منها 120 متاحًا للاستخدام العملياتي، ولا يتم نشر سوى أربعين منها في وقت واحد. وتخضع هذه الترسانة النووية بالكامل لسيطرة البحرية الملكية البريطانية، وبشكل خاص غواصاتها الأربع من فئة "فانغارد"، والتي من المقرر استبدالها في ثلاثينيات هذا القرن بغواصات من طراز "دريدنوت". أما غواصات "أستيوت" التي تعمل بالطاقة النووية، فهي لا تحمل حاليًا أي رؤوس حربية نووية. هذا يُشكل تباينًا واضحا مع عن الترسانة النووية الأمريكية، حيث يخضع جزء من "الثالوث النووي" الأمريكي – وهو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقنابل النووية المحمولة جواً – لسيطرة سلاح الجو الأمريكي. ومع ذلك، كان لسلاح الجو الملكي البريطاني في فترة ذروة الحرب الباردة نصيب من الأسلحة النووية التكتيكية، وكان آخر هذه الأسلحة هو القنبلة النووية دبليو إي-177 (WE-177). مواصفات دبليو إي-177 صُممت دبليو إي-177 لتحل محل أول قنبلة نووية تكتيكية بريطانية تُعرف باسم (الطائر الأحمر) Red Beard، والتي كانت تُحمل على قاذفات كانبيرا النفاثة إلى جانب عدد من طائرات البحرية الملكية الأخرى. وجرى تطوير السلاح ليخدم كلًا من سلاح الجو والبحرية، حيث كانت البحرية ترى فيه مكملًا لصواريخ بولاريس الباليستية التي تُطلق من الغواصات. بدأ البرنامج بنماذج خاملة لأغراض الاختبار، وهما WE-177A وWE-177B. ليتم بعدها بناء واختار 444 قنبلة من هذه النماذج وزعت في مواقع متفرقة داخل المملكة المتحدة. وكانت القنبلة الانشطارية WE-177B أول نسخة تدخل الخدمة، وكانت الأقوى، بقدرة تفجيرية تبلغ 450 كيلوطن. ودخلت هذه النسخة الخدمة في عام 1966، من جهته، حصل سلاح الجو الملكي البريطاني على نسخته المعززة من القنبلة، المعروفة باسم WE-177C. وفي المجمل، دخلت 272 قنبلة نووية من طراز WE 177 الخدمة بين سلاح الجو والبحرية الملكية. وأصبحت دبليو إي-177 في النهاية أغلى سلاح تم نشره من قبل سلاح الجو الملكي، حيث بلغت كلفة تطويره نحو 370 مليون جنيه إسترليني حسب قيمة عام 2021 أي ما يعادل حوالي 491 مليون دولار أمريكي بأسعار الصرف الحالية. لحسن الحظ، لم تُستخدم هذه الأسلحة بفضل انهيار الاتحاد السوفيتي. وهناك نسختان خاملتان من القنبلة WE-177A تم الاحتفاظ بهما لأغراض تاريخية aXA6IDgyLjI1LjIxNy44NCA= جزيرة ام اند امز GB

«عملاق هتلر».. هدف غامض وراء «سر الفوهرر» المدفون
«عملاق هتلر».. هدف غامض وراء «سر الفوهرر» المدفون

العين الإخبارية

timeمنذ 6 أيام

  • العين الإخبارية

«عملاق هتلر».. هدف غامض وراء «سر الفوهرر» المدفون

خلال الحرب العالمية الثانية، شرع نظام أدولف هتلر في بناء مجمع ضخم وغامض من الأنفاق تحت الأرض في منطقة نائية ببولندا. المشروع الذي حمل الاسم الرمزي "ريزه" (Riese)، والتي تعني "العملاق" بالألمانية، تم تنفيذه بين عامي 1943 و1945، ولا يزال قائمًا حتى اليوم، فيما أجزاء كبيرة منه لم تُستكشف بعد، بحسب صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية. وشمل المجمع الغامض شبكة واسعة من الأنفاق المحصنة تحت قلعة كسيونغ (Ksiaz) وجبال البومة (Owl Mountains) المحيطة بها، في بلدة فالبرجيخ (Walbrzych) البولندية. كان الهدف من هذا المشروع، الذي لم يُستكمل بسبب تقدم قوات الحلفاء واقتراب نهاية حكم هتلر في ألمانيا، بناء منشآت عسكرية سرية تحت الأرض تحمي القيادة النازية من القصف الجوي والهجمات المحتملة. وقد تم حفر حوالي 5.5 أميال من الأنفاق موزعة على سبعة مجمعات تحت الأرض، لكن الغرض الدقيق من هذه المنشآت لا يزال غير واضح بشكل كامل. وأشار زدزيسواف واجانوفسكي، وهو مرشد سياحي في موقع أوسوفكا (Osówka)، إلى أن المجمع كان من المفترض أن يكون مقر قيادة الجيش الألماني، وربما المقر الرئيسي لأدولف هتلر نفسه داخل الرايخ الثالث. ومع تقدم قوات الحلفاء في أوروبا، تحولت هذه الأنفاق إلى مصانع سرية لإنتاج الأسلحة، واستُخدمت في عمليات عسكرية مختلفة، لكن المشروع لم يكتمل أبدًا. واليوم، أصبحت هذه الأنفاق وجهة سياحية تجذب الزوار المهتمين بالتاريخ العسكري، رغم أن العديد من أجزائها لا تزال غير مكتشفة بسبب الحطام والدمار الذي يمنع الوصول إليها. ويُذكر أن بناء هذه المنشآت تم باستخدام عمالة قسرية من العبيد والجنود الأسرى، وراح آلاف العمال ضحايا ظروف العمل القاسية. وتحتوي الأنفاق على معدات وآثار مختلفة، منها ما لم تستولِ عليه القوات السوفيتية بعد دخولها المنطقة، بالإضافة إلى سكة حديدية داخلية كانت تستخدم لنقل المواد والمعدات. وقد أثارت هذه الأنفاق اهتمام صيادي الكنوز، الذين اعتقدوا في وقت سابق أنها قد تكون موقعًا لمخبأ "قطار الذهب" النازي الأسطوري، الذي يُعتقد أنه كان محملاً بكنوز ضخمة مسروقة من متاحف ونبلاء وبنوك خلال الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأسطورة، انطلق قطار محمّل بالكنوز من مدينة بريسلاو (التي تعرف اليوم بفروتسواف) في منطقة سيليزيا السفلى، متجهًا نحو قلب الرايخ الثالث في عام 1945، لكنه اختفى دون أثر. ورغم ادعاءات بعض المستكشفين الذين زعموا العثور على القطار في موقع "ريزه" بناءً على صور رادار، تبين لاحقًا أن ما رصدوه كان تكوينًا صخريًا طبيعيًا. وقد شكك العديد من المؤرخين في وجود القطار من الأصل، إذ لم يُعثر على أي دليل ملموس يثبت وجوده حتى الآن. يُعد مشروع "ريزه" واحدًا من أكبر وأعقد مشاريع الأنفاق العسكرية النازية، ويُظهر مدى عشق النظام النازي لبناء منشآت تحت الأرض تحمي قيادته وتدعم جهوده الحربية، رغم التكاليف البشرية الهائلة التي دفعها آلاف من العمال الذين استُغلوا في حفر هذه الأنفاق في ظروف قاسية للغاية. ولا تزال هذه الأنفاق، التي تقع في قلب بولندا، تثير اهتمام الباحثين والمؤرخين وعشاق التاريخ، الذين يحاولون كشف أسرارها الغامضة والتعرف على قصصها التي لم تُروَ بالكامل بعد. aXA6IDgyLjI3LjIyMi4xNDkg جزيرة ام اند امز CH

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store