logo
دراسة حديثة: القرطاجيون القدماء لم يكونوا في الغالب من أصل فينيقي

دراسة حديثة: القرطاجيون القدماء لم يكونوا في الغالب من أصل فينيقي

اليوم٢٨-٠٤-٢٠٢٥

لسنوات أعتقد المؤرخون أن القرطاجيين القدماء ينحدرون في معظمهم من أصول فينيقية ، منحدرين من مستوطنين هاجروا من بلاد الشام، إلا أن أبحاثًا جينية جديدة تشكك في هذا الرأي، كاشفةً أن قرطاج القديمة، الواقعة في تونس الحالية، كان سكانها أكثر تنوعًا بكثير، ولم تكن متجذرة في المقام الأول في أصول فينيقية.
وأجرى فريق دولي من العلماء دراسة شملت تحليل بقايا بشرية قديمة من 14 موقعًا أثريًا تمتد هذه المواقع إلى بلاد الشام، وشمال أفريقيا، وشبه الجزيرة الأيبيرية، وجزر صقلية، وسردينيا، وإيبيزا في البحر الأبيض المتوسط .
باستخدام الحمض النووي المستخلص من هذه البقايا، وجد الباحثون أن السكان الذين ينتمون إلى الثقافة الفينيقية أو البونية كانوا متنوعين وراثيًا، ورغم اشتراكهم في اللغة والعادات، إلا أن أصولهم أظهرت ارتباطًا محدودًا بالوطن الفينيقي الأصلي في بلاد الشام، وفقا لما ذكره موقع orgnins ancient
وأوضح هارالد رينجباور، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس المجموعة في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري، أن الباحثين اكتشفوا مساهمة جينية طفيفة بشكل مدهش من الفينيقيين الشاميين في سكان البونيقية في غرب ووسط البحر الأبيض المتوسط، وبدلاً من الانتشار عبر الهجرة واسعة النطاق ، يبدو أن الثقافة الفينيقية توسّعت عبر شبكات التجارة والتفاعل الثقافي وتبنت المجتمعات المحلية التقاليد الفينيقية مع سفر التجار والمستوطنين عبر البحر.
يُحدث هذا الاكتشاف نقلة نوعية في نظرة المؤرخين إلى نمو إحدى أكثر حضارات العالم القديم تأثيرًا، ينسب إلى الفينيقيين، المنحدرين من ساحل بلاد الشام، ابتكار أول أبجدية وإنشاء طرق تجارية بحرية واسعة النطاق خلال أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد.
امتد نفوذهم غربًا حتى شبه جزيرة أيبيريا، وبحلول القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت مستعمرة قرطاج في تونس الحالية قوةً مهيمنة وفي ظل التصنيف الروماني، عُرفت المجتمعات المرتبطة بقرطاج باسم البونيقية، وبناءً على الدراسة، فإن السكان البونيين يحملون أصولاً من مناطق مختلفة، وخاصة شمال أفريقيا، وصقلية، وبحر إيجة .
وأوضح ديفيد رايش، أستاذ علم الوراثة بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك في الدراسة، أن الباحثين لاحظوا تنوعًا وراثيًا غير عادي في العالم البونيقي.
من بين الاكتشافات البارزة شخصان دُفِنا في منطقتين بعيدتين - أحدهما في شمال أفريقيا والآخر في صقلية - ويبدو أنهما كانا قريبين، وهذا يشير إلى روابط شخصية وعائلية قوية عبر البحر الأبيض المتوسط .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : ظاهرة مفاجئة في بنما.. كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" في جزيرة نائية
أخبار العالم : ظاهرة مفاجئة في بنما.. كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" في جزيرة نائية

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ظاهرة مفاجئة في بنما.. كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" في جزيرة نائية

الأربعاء 21 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بداية، ظنّت عالمة سلوك الحيوانات زوي غولدسبورو أنّ الكائن الصغير الذي ظهرت صورته على ظهر قرد كابوشين في لقطات كاميرا الفخ الخاصة بها، كان صغير قرد كابوشين. لكن شيئًا ما، بدا غريبًا. عندما تمعّنت غولدسبورو بمراقبة الفيديو ومراجعة اللقطات مع زملائها، تبيّن لها أن الكائن الصغير في الواقع هو قرد من نوع آخر، أي قرد عواء صغير. قالت غولدسبورو: "لقد شعرت بالصدمة". وبينما كانت تتفحص اللقطات الأخرى لاحظت القرد البالغ عينه، من نوع كابوشين ذات الوجه الأبيض المعروف بـ"جوكر" نتيجة الندبة على فمه، وهو يحمل قرد عواء صغير في لقطات أخرى أيضًا. ثم لاحظت أن ذكورًا آخرين من قردة كابوشين، المعروفة علميًا باسم Cebus capucinus imitator، كانوا يفعلون الأمر ذاته. لكن، لماذا؟ راجع زملاء غولدسبورو من معهد ماكس بلانك وجامعة كونستانز ومعهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية، بيانات تعود لـ15 شهرًا من لقطات كاميرا الفخ بموقعهم البحثي في جزيرة جيكارون الصغيرة التي تبعد 55 كيلومترًا عن ساحل بنما، وتُعد جزءًا من منتزه كويبا الوطني، ودرسوا سلوك الحيوان الغريب بحثًا عن إجابة. قد يهمك أيضاً اكتشف الباحثون أن "جوكر" اختطف أربعة قردة كابوشين من الذكور المراهقين والصغار، وما لا يقل عن 11 من قردة العواء الصغيرة بين يناير/ كانون الثاني 2022 ومارس/ آذار 2023. ومن دون أي دليل على أن قرود كابوشين قد تناولت، أو اعتنت، أو لعبت مع هذه الصغار، يشتبه مؤلفو الدراسة بأنّ سلوك الخطف هذا قد يكون نوعًا من "الظاهرة الثقافية"، وربما عرضًا لظروف القردة الفريدة في نظام بيئي مثل جزيرة جيكارون. وقد أُعلنت نتائجهم الأولية في مجلة Current Biology، الإثنين. لكن لم يعثر العلماء على إجابات للعديد من الأسئلة. وقد يُعتبر فكّ لغز هذه الظاهرة أمرًا بالغ الأهمية، بحسب الباحثين، إذ تُعتبر مجموعة قردة العواء الصغيرة في جيكارون من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وهي تقييم عالمي لتهديدات الانقراض التي تواجه الأنواع. بالإضافة إلى ذلك، فإن أمهات قردة العواء الصغيرة تلد مرة واحدة فقط كل عامين كمعدل وسطي. في البداية، افترض الباحثون أن الرضيع كان أحد صغار قردة كابوشين. لكن عند التدقيق في لونه، اكتشفوا أن ثمة أمرًا غير عادي يحدث. Credit: Brendan Barrett / Max Planck Institute of Animal Behavior الافتراضات المتطورة قالت غولدسبورو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وطالبة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان وجامعة كونستانز: "كان فحص حالة اختطاف قردة كابوشين يشبه ركوب الأفعوانية، حيث كنا نواجه تفسيرات مختلفة باستمرار، ثم نكتشف شيئًا يثبت أنّ هذه التفسيرات غير صحيحة". تُعد جزيرة جيكارون غير مأهولة بالبشر. ومع غياب الكهرباء والتضاريس الصخرية، يضطر العلماء إلى نقل معداتهم والمواد الأخرى إلى الجزيرة بواسطة القوارب عند انحسار حركة المد والجزر، مما يجعل مراقبة قردة كابوشين التي تتسم بالحذر أمرًا صعبًا. لهذا السبب، يستخدم العلماء كاميرات الفخ، وهي كاميرات مخفية تعمل بالحركة لالتقاط الصور والفيديوهات للقردة التي تعيش على الأرض. لكن هناك قيدًا كبيرًا في عملهم، إذ لا يمكن معرفة ما لا يمكن رؤيته، وهذه الكاميرات لا تلتقط ما يحدث على قمم الأشجار، حيث تعيش قردة العواء الصغيرة. في البداية، ظن الباحثون أن حالة الاختطاف نادرة سببها التبني، إذ سبق أن تم تسجيل حالات "تبني" قردة لرضع من النوع ذاته أو أنواع أخرى. لكن "جوكر" لم يكن يعتني بقردة العواء الصغيرة، كان فقط يحملها على ظهره، من دون أن يكون هناك أي فائدة واضحة له. قد يهمك أيضاً رأى عالِم الرئيسيات في جامعة فيراكروزانا بالمكسيك، بيدرو دياس، أنه سلوك غريب بالنسبة لذكور الرئيسيات. وأوضح أنه في علم الرئيسيات، من الشائع العثور على إناث يتبنّين أو يخطفن القردة الرضع ثم يعتنين بها كغريزة أمومية، لكن في جزيرة جيكارون، لا يقدم الذكور رعاية ترتبط بالأمومة. عندما قرأت عالمة سلوك الحيوان والأستاذة المساعدة في جامعة ولاية أيوا الأمريكية التي تدرّس قردة البابو، كورينا موست، عن حالات اختطاف القردة في جيكارون لأول مرة، اشتبهت بأن ثمة أمر آخر حدث: "ربما كانت تأكل هذه الصغار". وأضافت موست، غير المشاركة في البحث، أن الاختطاف من أجل الافتراس ليس أمرًا نادرًا في عالم الحيوانات. لكن عندما تعرفت أكثر على ملاحظات الفريق البحثي، فوجئت بأن ذلك لم يحدث في هذه الحالة. عوض ذلك، كانت قردة كابوشين تحمل صغار قردة العواء لأيام عدة مع قليل من التفاعلات، من دون لعب، أو عدوانية ملحوظة، أو اهتمام يذكر. وقال بريندان باريت، عالم سلوك الحيوان والمشرف على غولدسبورو، إن السبب وراء بذلها للطاقة في سرقة الصغار لا يزال غير واضح إلى حد كبير. تأثير الملل اتضح أن الشعور بالملل قد يكون محركًا رئيسيًا للابتكار، خصوصًا في الجزر، ولا سيّما بين الأنواع الأصغر سناً. هذه الفكرة هي محور بحث غولدسبورو في أطروحتها حول قردة كابوشين بجيكارون وكويبا، وهما المجموعتان الوحيدتان من القردة في هذه المناطق التي لوحظت وهي تستخدم الحجارة كأدوات لكسر المكسرات. وأوضح دياس: "نحن نعلم أن الابتكار الثقافي، في حالات عدة، مرتبط بالأصغر سنًا وليس الأكبر". رأى الباحثون أنّ سلوك اختطاف قردة كابوشين قد يكون تصرفًا تعسفيًا ناتجًا عن الملل. Credit: Brendan Barrett/Max Planck Institute of Animal Behavior وأشارت موست إلى أنها كانت دومًا تعتقد أن الحاجة، وليس وقت الفراغ، أم الاختراع في الطبيعة. لكن "هذه الورقة العلمية تقدم حجة جيدة للأفكار القائلة إنه ربما في بعض الأحيان، فإن الحيوانات الذكية حقًا، مثل قردة كابوشين، تشعر بالملل فقط".

تطوير تقنية طباعة نانوية ثلاثية الأبعاد لإنشاء بنى نانوية فائقة التوصيل
تطوير تقنية طباعة نانوية ثلاثية الأبعاد لإنشاء بنى نانوية فائقة التوصيل

بوابة ماسبيرو

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة ماسبيرو

تطوير تقنية طباعة نانوية ثلاثية الأبعاد لإنشاء بنى نانوية فائقة التوصيل

نجح فريق دولي من الباحثين بمعهد ماكس بلانك للفيزياء الكيميائية للمواد الصلبة في تطوير تقنية طباعة نانوية ثلاثية الأبعاد لإنشاء بنى نانوية فائقة التوصيل، مما يتيح تقدم تكنولوجي رائد. تُظهر الدراسة الجديدة إنشاء بنى نانوية فائقة التوصيل ثلاثية الأبعاد تشبه طابعة نانوية ثلاثية الأبعاد مما يتيح التحكم المحلي في الحالة فائقة التوصيل. يمكن تشغيل وإيقاف هذه البنى النانوية فائقة التوصيل عن طريق تدويرها في مجال مغناطيسي. الانتقال من بعدين إلى ثلاثة أبعاد يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك النظام، سواء كان ذلك في طي ورقة إلى طائرة ورقية أو لف سلك إلى زنبرك حلزوني. على المستوى النانوي، الذي يقل بألف مرة عن سمك شعرة الإنسان تقترب من الأطوال الأساسية لمواد الكم على سبيل المثال حيث يمكن أن يؤدي تشكيل الهندسة النانوية عند هذه الأطوال إلى تغييرات في خصائص المادة نفسها وكذلك عند الانتقال إلى الأبعاد الثلاثية. وقتها نحتاج طرقًا جديدة لتخصيص الوظائف سواء من خلال كسر التماثلات وإدخال الانحناء وإنشاء قنوات مترابطة. وعلى الرغم من هذه الآفاق المثيرة، لا يزال أحد التحديات الرئيسية قائماً: كيفية تحقيق مثل هذه الهندسات الثلاثية الأبعاد المعقدة على المستوى النانوي في مواد الكم؟ في هذه الدراسة الجديدة أنشأ فريق دولي بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك للفيزياء الكيميائية للمواد الصلبة بنى نانوية فائقة التوصيل ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية تشبه طابعة نانوية ثلاثية الأبعاد، حققوا من خلالها تحكمًا محليًا في الحالة فائقة التوصيل داخل موصل فائق يشبه الجسر ثلاثي الأبعاد، وتمكنوا من إظهار حركة الدوامات فائقة التوصيل في ثلاثة أبعاد، ويذكر أن تلك الدوامات تعد من عيوب نانوية في الحالة فائقة التوصيل. الموصلات الفائقة هي مواد معروفة بقدرتها على إظهار مقاومة كهربائية صفرية وطرد المجالات المغناطيسية. ينشأ هذا السلوك اللافت للنظر من تكوين ما يسمى بأزواج كوبر: أزواج من الإلكترونات المرتبطة التي تتحرك بشكل متماسك عبر المادة دون تشتت. تكمن أهمية هذا البحث في التطبيقات المستقبلية التي يُمكن أن تُحدث ثورة في التكنولوجيا فهي لا تتعلق فقط بسبق علمي في فيزياء المواد، بل تمتد إلى العديد من المجالات العملية في حياتنا العامة، كما يلي: 1- الإلكترونيات الفائقة السرعة والكفاءة الموصلات الفائقة لا تستهلك طاقة أثناء مرور التيار الكهربائي، مما يجعلها مثالية لتطوير إلكترونيات لا تولد حرارة تقريبًا. حين تصبح البنى النانوية فائقة التوصيل قابلة للتحكم وإعادة التكوين مغناطيسيًا كما أظهر هذا البحث، يمكن تصميم معالجات كمومية أو إلكترونية قابلة للتكيف بحسب الاستخدام – مثل شريحة إلكترونية تغير بنيتها لأداء مهام مختلفة. 2- تطوير الحوسبة الكمومية التحكم بالدوامات (vortices) في الحالة فائقة التوصيل هو عنصر أساسي في الكيوبتات فائقة التوصيل وهي تعد لبنات الحوسبة الكمومية. البنى الثلاثية الأبعاد تتيح مزيدًا من الاستقرار والتعقيد في تصميم الكيوبتات، مما يعني أن هذه التقنية قد تساهم في تسريع الوصول إلى حواسيب كمومية قابلة للتطبيق التجاري. 3- أجهزة استشعار طبية وبيئية شديدة الحساسية ما يسمى بـ "الروابط الضعيفة" (Josephson junctions) تُستخدم حاليًا في أجهزة استشعار مغناطيسية دقيقة جدًا (مثل أجهزة SQUID) المستخدمة في: - تصوير الدماغ والمجال العصبي بدقة (MEG) - اكتشاف إشارات مغناطيسية من القلب - الاستشعار البيئي للمواد المشعة أو التغيرات في المجال المغناطيسي الأرضي 4- التحكم الذكي في الطاقة إمكانية تشغيل وإيقاف مناطق التوصيل الفائق تعني إمكانية توزيع ذكي للطاقة الكهربائية بدون فاقد، وهو أمر ثوري في شبكات الطاقة الذكية.

دراسة حديثة: القرطاجيون القدماء لم يكونوا في الغالب من أصل فينيقي
دراسة حديثة: القرطاجيون القدماء لم يكونوا في الغالب من أصل فينيقي

اليوم السابع

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • اليوم السابع

دراسة حديثة: القرطاجيون القدماء لم يكونوا في الغالب من أصل فينيقي

لسنوات أعتقد المؤرخون أن القرطاجيين القدماء ينحدرون في معظمهم من أصول فينيقية ، منحدرين من مستوطنين هاجروا من بلاد الشام، إلا أن أبحاثًا جينية جديدة تشكك في هذا الرأي، كاشفةً أن قرطاج القديمة، الواقعة في تونس الحالية، كان سكانها أكثر تنوعًا بكثير، ولم تكن متجذرة في المقام الأول في أصول فينيقية. وأجرى فريق دولي من العلماء دراسة شملت تحليل بقايا بشرية قديمة من 14 موقعًا أثريًا تمتد هذه المواقع إلى بلاد الشام، وشمال أفريقيا، وشبه الجزيرة الأيبيرية، وجزر صقلية، وسردينيا، وإيبيزا في البحر الأبيض المتوسط . باستخدام الحمض النووي المستخلص من هذه البقايا، وجد الباحثون أن السكان الذين ينتمون إلى الثقافة الفينيقية أو البونية كانوا متنوعين وراثيًا، ورغم اشتراكهم في اللغة والعادات، إلا أن أصولهم أظهرت ارتباطًا محدودًا بالوطن الفينيقي الأصلي في بلاد الشام، وفقا لما ذكره موقع orgnins ancient وأوضح هارالد رينجباور، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس المجموعة في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري، أن الباحثين اكتشفوا مساهمة جينية طفيفة بشكل مدهش من الفينيقيين الشاميين في سكان البونيقية في غرب ووسط البحر الأبيض المتوسط، وبدلاً من الانتشار عبر الهجرة واسعة النطاق ، يبدو أن الثقافة الفينيقية توسّعت عبر شبكات التجارة والتفاعل الثقافي وتبنت المجتمعات المحلية التقاليد الفينيقية مع سفر التجار والمستوطنين عبر البحر. يُحدث هذا الاكتشاف نقلة نوعية في نظرة المؤرخين إلى نمو إحدى أكثر حضارات العالم القديم تأثيرًا، ينسب إلى الفينيقيين، المنحدرين من ساحل بلاد الشام، ابتكار أول أبجدية وإنشاء طرق تجارية بحرية واسعة النطاق خلال أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد. امتد نفوذهم غربًا حتى شبه جزيرة أيبيريا، وبحلول القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت مستعمرة قرطاج في تونس الحالية قوةً مهيمنة وفي ظل التصنيف الروماني، عُرفت المجتمعات المرتبطة بقرطاج باسم البونيقية، وبناءً على الدراسة، فإن السكان البونيين يحملون أصولاً من مناطق مختلفة، وخاصة شمال أفريقيا، وصقلية، وبحر إيجة . وأوضح ديفيد رايش، أستاذ علم الوراثة بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك في الدراسة، أن الباحثين لاحظوا تنوعًا وراثيًا غير عادي في العالم البونيقي. من بين الاكتشافات البارزة شخصان دُفِنا في منطقتين بعيدتين - أحدهما في شمال أفريقيا والآخر في صقلية - ويبدو أنهما كانا قريبين، وهذا يشير إلى روابط شخصية وعائلية قوية عبر البحر الأبيض المتوسط .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store