
الإحترار العالمي يدخل مرحلة الخطر: الأرض على شفا تحوّل مناخي كارثي!
يشهد العالم اليوم مرحلة غير مسبوقة من الإحترار العالمي، حيث أصبحت أزمة المناخ واحدة من أخطر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. الأرقام تكشف حجم الكارثة: فقد تخطى استهلاك الوقود الأحفوري، وخاصة النفط، حاجز الـ 100 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى يفوق قدرة الكوكب على الاحتمال. تضاف إلى ذلك الطفرة الصناعية في أكثر من 77 دولة جديدة، ما ضاعف من معدلات الانبعاثات الكربونية، في ظل غياب ضوابط صارمة لاستخدام الوقود الأحفوري.
هذا الواقع الكارثي انعكس بشكل مباشر على مناخ الأرض، إذ ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة، خاصة في مناطق الشرق الأوسط التي شهدت موجات حر خانقة وغير مسبوقة. هذه الظواهر المناخية القاسية لم تعد مجرد أحداث موسمية، بل أصبحت مؤشرات على تغير مناخي شامل يهدد النظم البيئية والاقتصادات والبشر معًا.
الإحترار العالمي… كوكب الأرض على حافة الخطر
يدق العلماء ناقوس الخطر منذ سنوات، لكن ما نعيشه اليوم من موجات حرّ غير مسبوقة، وجفاف قاسٍ، وحرائق غابات متسارعة، يجعل الأزمة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فقد بات الإحترار العالمي في مرحلة حرجة وخطيرة جدًا، مع تجاوز الاستهلاك اليومي من الوقود الأحفوري، بترول وفحم وغاز، حدود المعقول. فقد تخطى العالم حاجز 100 مليون برميل نفط يوميًا، وهو رقم يعكس حجم الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة الملوِّثة، بالتزامن مع دخول 77 دولة صناعية جديدة إلى سباق الإنتاج والاستهلاك، ما يضاعف الضغط على كوكب الأرض.
الوقود الأحفوري: السبب الأكبر وراء الأزمة
يُعد حرق الوقود الأحفوري المصدر الأساسي لانبعاث الغازات الدفيئة، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون والميثان، اللذان يمتلكان قدرة عالية على حبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى رفع متوسط درجة حرارة الأرض بشكل متسارع. هذه العملية لا تحدث في فراغ، بل تتضاعف آثارها بفعل غياب الضوابط الصارمة لاستخراج هذه الموارد واستهلاكها، إلى جانب التوسع الصناعي غير المنضبط في العديد من الدول. ومع مرور الوقت، لم تعد التحذيرات البيئية مجرّد نظريات أو تنبؤات مستقبلية، بل تحوّلت إلى حقائق يومية نلمسها على أرض الواقع. فقد بدأت ملامح التحولات المناخية الحادة تظهر بوضوح في مناطق لم تكن يومًا عرضة لمثل هذه الظواهر، حيث نشهد موجات حرّ استثنائية، وجفافًا غير مسبوق، واضطرابات في النظم البيئية. هذه التغيرات لا تهدد فقط التنوع البيولوجي، بل تمسّ بشكل مباشر استقرار الاقتصادات والمجتمعات البشرية، مما يجعل أزمة الاحترار العالمي قضية وجودية تتطلب تحركًا عاجلًا وحاسمًا.
الشرق الأوسط في قلب العاصفة المناخية
خلال الأسبوعين الماضيين فقط، اجتاحت موجات حرّ خانقة أجزاء شاسعة من الشرق الأوسط، مسجّلة درجات حرارة قياسية غير مسبوقة، وصلت في بعض المناطق إلى مستويات خطرة على حياة الإنسان والحيوان، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع معدلات الوفيات والإصابات المرتبطة بالإجهاد الحراري. هذه الموجات لم تعد تُصنّف كأحداث استثنائية، بل باتت جزءًا من نمط مناخي جديد يفرض نفسه بقوة، حيث تحوّل الصيف من موسم طويل وحار إلى فصل بالغ القسوة، يطرق الأبواب مبكرًا ويستمر لفترات أطول. ومع هذا التصعيد، تواجه الزراعة تراجعًا في الإنتاجية بسبب جفاف التربة وندرة المياه، بينما تتعرض مصادر المياه الجوفية للاستنزاف السريع، ما يضع الأمن الغذائي والمائي على المحك. وفي ظل هذه التغيرات، تصبح الحياة اليومية أكثر صعوبة، إذ تتأثر أنماط العمل والدراسة، وتزداد الأعباء الاقتصادية على الأسر والحكومات التي تحاول مواجهة آثار أزمة مناخية تتفاقم عامًا بعد عام.
سيناريو 2040… الأرض تتحول إلى صحراء
إذا استمرت الانبعاثات بنفس الوتيرة الحالية، فإننا بحلول عام 2040 سنكون أمام سيناريو كارثي أشبه بفصل جديد من التاريخ الطبيعي للأرض، لكن هذه المرة من صنع الإنسان. ستتبدل المناخات المعتدلة، التي كانت تتميز باعتدال درجات الحرارة وتنوع الغطاء النباتي، إلى بيئات قاحلة وجافة أشبه بالصحارى. لن يكون الأمر مجرد ارتفاع في درجات الحرارة، بل تغيّر شامل في الدورة المناخية، مع تراجع الأمطار الموسمية وتبدّل أنماط الرياح، مما سيؤدي إلى جفاف التربة وانهيار النظم البيئية القائمة.
في هذا المشهد المظلم، ستختفي مساحات شاسعة من الغابات والمراعي، وتختفي معها أنواع نباتية وحيوانية كانت تشكّل توازناً بيئياً حيوياً. ومع انهيار الموارد، ستشهد مناطق عديدة نزوحاً سكانياً هائلاً نحو مناطق أكثر برودة أو غنية بالمياه، ما سيشعل صراعات جيوسياسية حول الأرض والمياه. وبالنسبة للغذاء، فإن الزراعة ستصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث تتراجع المحاصيل الأساسية ويزداد الاعتماد على تقنيات الزراعة الصناعية والمائية باهظة التكلفة.
أخيراً، إنّ الإحترار العالمي لم يعد تحذيرًا نظريًا من علماء المناخ، بل حقيقة نعيشها يوميًا. ما لم يتخذ العالم إجراءات عاجلة، فإننا سنكون أمام مستقبل أكثر قسوة، حيث يصبح الطقس المتطرف هو القاعدة، وتصبح الحياة في كثير من مناطق الأرض تحديًا للبقاء. لذا، إن حماية الكوكب اليوم ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 2 ساعات
- سيدر نيوز
كيف تؤثر لغتك على ما تراه على شبكة الإنترنت؟ #عاجل
رغم الاستخدام اليومي لشبكة الإنترنت إلا أن غالبية الإنترنت في العالم خفي ولا نستطيع الوصول إليه، ليس فقط بسبب الخوارزميات، بل بسبب اللغة، التي قد يحول اختلافها منصات الإنترنت إلى عوالم مختلفة وخفية لا نعرف عنها شيئاً. عندما تتصل بالإنترنت، يكون هناك شعور بإمكانية الوصول إلى جميع المعلومات في العالم، لكن في الواقع تتشكل العلاقات على وسائل التواصل الاجتماعي اعتماداً على وجود لغة مشتركة. وحتى البحث في غوغل يعتمد على اللغة التي نفكر بها. حتى الخوارزميات تكون مصممة لجذب الانتباه من خلال ما يمكننا فهمه. لذلك يكون هناك الكثير من الجوانب الخفية من الإنترنت التي لا نعرف عنها شيئاً، ويفوتنا الكثير من المحتوى بسبب استخدام فلتر اللغة (الذي يحدد البحث وفقاً للغة محددة فقط). في ورقة بحثية سوف تُنشر قريباً، كشف فريقنا في مبادرة البنية التحتية الرقمية العامة بجامعة ماساتشوستس أمهرست، عن اختلافات كبيرة في كيفية استخدام الثقافات المختلفة للإنترنت. ومع المزيد من البحث، قد نضطر لإعادة تشكيل نظرتنا للخدمات المهيمنة على الشبكة. وقد بدأنا مؤخراً في فهم تداعيات اختلاف الثقافات واللغة في استخدام الإنترنت. يُقدم تاريخ الإنترنت بعض الأمثلة (على كيفية الاختلاف في استخدام المنصات من لغة لأخرى). كانت منصة'لايف جورنال' الروسية للتواصل الاجتماعي والتدوين، قد حققت شعبية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، ففي وقت اعتبرها المستخدمون الناطقون باللغة الإنجليزية مساحة للشباب لمشاركة مشاعرهم أو التعبير عن الهوس بقصص هاري بوتر (كوسيلة للترفية)، كان الوضع مختلفاً بالنسبة للناطقين باللغة الروسية، حيث كانت 'لايف جورنال' بالنسبة لهم موقع مهم للفكر العام والخطاب السياسي، ويلعب دوراً نادراً في توفير مساحة لأصوات المعارضة. ويواجه العالم الآن فجوة ثقافية بسبب تمركز أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وهو ما أوجد افتراضاً حالياً بأن ما نراه على الإنترنت باللغة الإنجليزية يُمثل بقية العالم. وعزز هذا، الأبحاث التي أُجريت على موقع يوتيوب تحديداً، وكشفت تحيزاً كبيراً للناطقين باللغة الإنجليزية، فالكتابة تكون باللغة الإنجليزية، والنشر يتم في دول ناطقة بها، كما أن التركيز يكون على مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية. لكن دراسة منصات الإنترنت الهامة أصعب مما نعتقد، فعلى الرغم من قدرة أجهزة الكمبيوتر على تحليل النصوص بسرعة فائقة، إلا أن تحليل الفيديو يصورة موسعة يكون صعباً. فمنصة مثل يوتيوب، التي تمثل خدمة الفيديو الأكثر شعبية في العالم، لا توفر الأدوات اللازمة للحصول على عينات ممثلة للمحتوى الموجود تساعد في فهم المنصة ككل، أو حتى فهم أجزاء من المجتمعات اللغوية عليها. ونتيجة لذلك، غالباً ما تكون وسائل فهم اليوتيوب قليلة، لذلك نعتمد على الفيديوهات الأكثر رواجاً. وما بين التحيز للغة والتحيز للأكثر رواجاً وشعبية، فإن المستخدمين والمبدعين والأكاديميين والمدرسين وأولياء الأمور والمرشدين وحتى صانعي السياسات يتحدثون على منصات مثل يوتيوب، وتكون مشاركتهم بارزة وواضحة، لكنها تمثل جزءاً صغيراً من الصورة وليس كل المحتوى الموجود. إذن، كيف ندرس ما هو تحت السطح (الجزء الخفي)؟ قبل عامين، ابتكرنا طريقة لفعل ما عجزت عنه أدوات يوتيوب: قمنا بتخمين عناوين روابط URL عشوائياً للفيديوهات، بلغت أكثر من 18 تريليون مرة، حتى أصبح لدينا ما يكفي من الفيديوهات لرسم صورة واضحة لما يحدث بالفعل على يوتيوب. ما جمعناه كان مجرد نظرة أولى على آليات عمل أحد أكثر المواقع تأثيراً على مستوى العالم. ومع وجود عينة مُمَثلة كبيرة بما يكفي، كانت البداية لإجراء مقارنات أوسع. وكانت التساؤلات: كيف نُقارن الفيديوهات المُحمّلة عام 2019 بالفيديوهات المُحمّلة عام 2021؟ هل تحظى فيديوهات الحيوانات بتعليقات أكثر من فيديوهات الرياضة؟ ما هي الملاحظات والفروق التي نجدها عند مقارنة الفيديوهات الأكثر رواجاً بتلك التي لا تحقق عدد كبير من المشاهدات؟ الأهم من ذلك كله، أردنا استكشاف الاختلافات اللغوية: كيف تلعب اللغة والثقافة دوراً في المشاركة عبر الإنترنت على نطاق عالمي؟ لذلك، في عام 2024، فحصنا عينات خاصة بلغات محددة على منصة يوتيوب، الإنجليزية والهندية والروسية والإسبانية، واستعنا بمتحدثين أصليين لكل لغة للتحقق من صحة أدواتنا للكشف عن اللغات. كان هدفنا إجراء فحص شامل لكل لغة مستخدمة على اليوتيوب للوصول إلى الاتجاهات العامة للمستخدمين. كان لدينا افتراض أن يوتيوب قد يكون بسيطاً كما يعتقد الكثيرون، من حيث التشابه في الاستخدام بغض النظر عن اختلاف اللغة. لكن لم نجد هذا الافتراض صحيحاً. فكل لغة تختلف عن الأخرى في أبعاد متعددة. باختصار، يختلف يوتيوب الهندي اختلافاً جذرياً عن يوتيوب باللغات الأخرى. يبدو أن الناطقين باللغة الهندية يتواصلون مع بعضهم البعض على يوتيوب بإيقاعات وديناميكيات غير موجودة في أي لغة أخرى، ويتضح لنا من خلال الأرقام أن هناك قصة صراع جيوسياسي كبير. لنبدأ بدراسة النمو (نشر المحتوى) على المنصة، يوضح الرسم البياني السابق مقدار ما تم تحميله من كل لغة سنوياً، من عام 2014 إلى عام 2023. وحققت اللغات الأربع (الإنجليزية، الهندية، الروسية والإسبانية) نمواً سريعاً، ولكن تم تحميل أكثر من نصف مقاطع الفيديو الهندية على يوتيوب في عام 2023 وحده. أما فيما يتعلق بطول مدة الفيديوهات على المنصة. كانت مقاطع الفيديو الإسبانية أطول بقليل من غيرها، بمتوسط دقيقتين ونصف تقريباً. ولا تقل عنها الإنجليزية بفارق كبير، حيث يبلغ متوسطها دقيقتين تقريباً، والروسية دقيقة و38 ثانية. لكن متوسط طول مقاطع الفيديو الهندية على يوتيوب بلغ 29 ثانية فقط. قد تبدو هذه التفاصيل غريبة إلى حد ما، لكنها في الواقع تعكس تاريخ الإنترنت في الهند. فالهنود اعتمدوا كثيراً على تيك توك، قبل وقت طويل من انتشاره في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الأمر تغير تماماً بعد أن حظرت الهند التطبيق الصيني، على خلفية اشتباكات حدودية مع الصين عام 2020. مما حرم ملايين المستخدمين من تحميل مقاطع الفيديو والتعليقات والأعمال التجارية والتعبير عن أنفسهم. وبسرعة حاول يوتيوب ملء هذا الفراغ، وجعل الهند أول سوق لطرح خدمة الفيديوهات القصيرة، وهي ميزة طورتها الشركة لتسليط الضوء على صيغة الفيديو العمودي القصير التي اشتهر بها تيك توك، ويبدو أنها حققت النجاح المطلوب. الآن أكثر من نصف المحتوى باللغة الهندية على يوتيوب، حوالي 58 في المئة، عبارة عن فيديوهات قصيرة، مقارنة بحوالي 25 في المئة إلى 31 في المئة، من الفيديوهات باللغات الأخرى. ومازالت العديد من الدول تعتبر الفيديوهات القصيرة مجرد تقليد لتيك توك، لكن في الهند أصبح الأمر نظاماً متكاملاً كبيراً. يظهر تأثير تيك توك والفيديوهات القصيرة بطرق أخرى أيضاً. يُركز الرسم البياني السابق على مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية أو أقل، ويوضح الرسم الثانية الأكثر استخداماً كمعيار لطول الفيديو في كل لغة. فمثلا كانت الثانية 15 هي النقطة الرئيسية لقياس متوسط طول مقطع الفيديو، وكانت الفيديوهات باللغة الهندية هي الأكثر استخداماً للفيديوهات التي يبلغ طولها 15 ثانية، وهي نفس مدة الطول الافتراضي للفيديو على تيك توك، وتم اعتمادها كطول افتراضي للفيديوهات القصيرة على يوتيوب. ويمكن استخدام مصطلح مثل 'متوسط المدة (للفيديو) حسب اللغة'، لكنه سيكون غير مناسب، لأن هناك تغييراً جذرياً في طريقة استخدام الناس للفيديو على اليوتيوب في أنحاء كثيرة من العالم. ثم وجدنا فرقاً واضحاً في كيفية وصف الناس لمقاطع الفيديو الخاصة بهم، حيث يطلب يوتيوب تصنيف مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها. ولا يهتم معظم المستخدمين بتغيير الخيار الافتراضي الموجود وهو 'الأشخاص والمدونات'. وعندما استبعدنا هذه الميزة أثناء فحص العينات، ازدادت حدة الاختلافات الواضحة بين اللغات. يوضح الرسم البياني التالي الاختلافات. بالنسبة للغة الروسية، تُهيمن مقاطع فيديو الألعاب. وهي الفئة الأكثر رواجاً في اللغتين الإنجليزية والإسبانية أيضاً. ولكن في اللغة الهندية، يتصدر تصنيف الترفيه والتعليم القائمة. أما فيما يتعلق بالمحتوى السياسي، فإن محتوى يوتيوب باللغة الإنجليزية كان الأقل في فئة 'الأخبار والسياسة'، رغم كل الاهتمام الذي يحظى به المحتوى السياسي باللغة الإنجليزية في الخطاب العام العالمي. هذه التصنيفات أكثر من مجرد بيانات وصفية، إنها رؤية لكيفية استخدام الثقافات المختلفة لمنصة يوتيوب لأغراض مختلفة. ما نراه هنا هي شبكات إنترنت متوازية تُشكلها الاحتياجات والتوقعات والأعراف المحلية. لكن هذه البيانات تشير إلى أمر مختلف: تكشف أن الناس في مجتمعات لغوية مختلفة لا يكتفون فقط بإنتاج مقاطع فيديو متنوعة والتفاعل معها بطرق متعددة، بل قد يستخدمون يوتيوب لأسباب مختلفة تماماً. وأخيراً، نظرنا في مقاييس الشعبية والانتشار (عدد المشاهدات والإعجابات والتعليقات)، وكانت اللغة الهندية استثناءً أيضاً في هذا المقياس، وظهر تفاوت كبير في التعامل مع مقاطع الفيديو. فقد استحوذت 0.1 في المئة فقط من مقاطع الفيديو الهندية على 79 في المئة من المشاهدات، بينما تراوحت نسبة المشاهدات في اللغات الأخرى بين 54 في المئة و59 في المئة. لكن كان هناك ظاهرة مثيرة أيضاً وهي أن مقاطع الفيديو الأقل رواجاً والأقل تحقيقاً للمشاهدات، كانت فرصها أكبر في الحصول على الإعجابات. وهنا يُظهر أمر أعمق. فعلى يوتيوب باللغة الهندية، حتى مقاطع الفيديو التي لا تُشاهد كثيراً تحظى بالتقدير والاعتراف. وتشير أبحاثنا الجديدة إلى أن يوتيوب في الهند ربما يُستخدم كخدمة رسائل فيديو للتواصل والتحدث مع الأصدقاء والعائلة، وحتى مقاطع الفيديو العامة غالباً ما تكون موجهة لجمهور خاص. ويمكن تفسير بعض هذه الاختلافات من خلال كيفية التعامل مع الإنترنت في الهند، وإرث تيك توك في البلاد. وقد يكون هذا نوعاً مختلفاً من 'اقتصاد إثارة الانتباه'، الذي يركز على التفاعل الصغير والهادف أكثر من السعي للوصول لعدد أكبر من الجماهير، وهو ما قد يكون مؤشراً على شيء عاطفي بشكل أكبر، وربما أكثر إنسانية. لا يزال هناك الكثير من العمل، والكثير من مقاطع الفيديو لمشاهدتها، قبل أن نتمكن من إثبات هذه الافتراضات بشكل قاطع. ولكن المؤكد أن هناك تأثير كبير للغة، فرغم أن لها دوراً في تشكيل النظرة للحياة الرقمية، فهي أيضاً قد تُعيق الإطلاع على الطرق المختلفة والثقافات المحددة التي يتعامل بها الناس مع المنصات على الإنترنت. وتؤثر رؤيتنا المصطنعة والمحدودة للإنترنت، بسبب الاعتماد على اللغة الإنجليزية أو اللغة المحلية، في قدرتنا على بناء الأعمال والصحافة ووضع النظم والقواعد. لكن الوقت قد حان الآن لننظر للأمور بشكل أعمق.


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
تأجيل النموذج الجديد من "ديب سيك" بسبب هواوي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أجلت "ديب سيك" الصينية طرح نموذجها الجديد بعد فشلها في تدريب النموذج على شرائح "هواوي" للذكاء الاصطناعي في خطوة تعكس التزام بكين باستبدال التقنيات الأميركية، وذلك وفق تقرير نشره موقع "فايننشال تايمز". ومن جانبها، وجهت السلطات الصينية "ديب سيك" للاعتماد على شرائح "هواوي آسيند" (Huawei Ascend)، وذلك بعد إطلاق النموذج الأول "ديب سيك آر 1" (Deepseek R1) مطلع هذا العام والنجاح الباهر الذي حققه. وكانت الشركة تنوي طرح نموذج "آر 2" الجديد في أيار الماضي، ولكن أدت المتاعب التي واجهتها في تطوير النموذج إلى تأجيل هذا الطرح، إذ لم تستطع الشركة استخدام شرائح "هواوي" لتدريب النموذج على البيانات، واحتاجت لاستخدام شرائح "إنفيديا" في النهاية وتركت شرائح "هواوي" للواجهة الأمامية، وفق التقرير. ويعكس تأجيل "ديب سيك" الفارق التقني بين الشرائح الأميركية ومثيلتها الصينية، إذ ما زالت قاصرة في الوظائف الدقيقة والتي تحتاج إلى تقنيات رائدة ومتقدمة. ورغم أن "هواوي" أرسلت فريقا من مهندسيها لمعاونة "ديب سيك" على استخدام الشرائح، فإن النتيجة ظلت كما هي. ويذكر أن "هواوي" كانت كشفت عن منظومة شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها "آسيند" في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي أقيم بالأسابيع الماضية في شنغهاي. ويرى مؤسس الشركة ليانغ ون فنغ أن نتائج تطوير النموذج الجديد من "ديب سيك" غير مرضية حتى الآن ويرغب في أن يأخذ وقته في تطوير نموذج جديد أقوى من السابق للحفاظ على ريادة الشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي. ويؤكد ريتويك جوبتا باحث في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة كاليفورنيا أن شركة "هواوي" تواجه تحديات جمة في تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وتحديدا شرائح "آسيند"، ولكن في النهاية ستتمكن من التكيف مع متطلبات القطاع وتطوير شرائحها بما يتناسب معه. ويتزامن تأجيل النموذج الجديد من "ديب سيك" مع تنامي المخاوف من شرائح "إنفيديا" في الداخل الصيني، إذ اجتمعت السلطات الصينية مع كبرى الشركات التقنية وطالبتهم بتبرير مشترياتهم من شرائح "إنفيديا" المخصصة للصين في محاولة منها لدفع الشركات إلى استخدام شرائح "هواوي" بدلا منها.


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
إثيوبيا: اكتشاف نوع جديد في السلالة البشرية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن علماء وباحثون اكتشاف حفريات أسنان في إثيوبيا يرجع تاريخها إلى نحو 2.65 مليون سنة، تعود إلى نوع غير معروف سابقًا في السلالة البشرية، وكان يعيش في نفس الزمان والمكان مع أقدم الأنواع المعروفة من جنس هومو، الذي تنتمي إليه فصيلة البشر، بحسب ما تشير إليه النظريات الغربية. وفي منطقة مشروع الأبحاث "ليدي-غيرارو" بإقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا، عثر العلماء على عشر أسنان، واستنتجوا أنها تخص نوعًا جديدًا من جنس أوسترالوبيثيكوس (القردة الجنوبية) المكتشفة في شمال إثيوبيا. ولم يكن العلماء يعرفون سوى ستة أشكال من هذا الجنس الذي يجمع بين صفات شبيهة بالقردة وأخرى بالبشر، غير أن الأسنان المكتشفة حديثًا أضافت نوعًا جديدًا إلى القائمة. كما اكتشف الباحثون ثلاث أسنان أخرى يعود تاريخها إلى نحو 2.59 مليون سنة، تحمل سمات تجعلها الأقدم مما عُثر عليه من نوع هومو، وهو الصنف الذي اكتشف لأول مرة لفكٍّ سفلي عُثر عليه في المنطقة نفسها عام 2013. ولم يمنح العلماء، حتى الآن، أسماء رسمية لنوعي أوسترالوبيثيكوس وهومو الممثلين بهذه الأسنان الثلاث عشرة، بسبب الطبيعة غير المكتملة لبقايا الحفريات. ويُذكر أن فصيلة هومو سابينس، هي الأحدث في جنس هومو، وظهرت قبل نحو 300 ألف سنة في قارة أفريقيا، قبل أن تنتشر لاحقًا في أنحاء العالم. تُقدّم هذه الحفريات لمحة عن فترة غامضة في تاريخ الإنسان، حيث يرى بعض العلماء أن قصته ليست مجرد سلالة واحدة تتغير ببطء مع مرور الزمن، لكنها نمط تطوري متشعب يشبه ما نراه في الكائنات الأخرى.