logo
في وجه الحرب.. علاج بالألوان في لبنان!

في وجه الحرب.. علاج بالألوان في لبنان!

الميادين٠٩-٠٢-٢٠٢٥

قد يرنو المرء إلى أنواعِ علاجٍ غير تقليدية يسميها المختصون حديثة، ولكن ماذا إذا عنّ على باله مثلاً التداوي بالفن أو بالألوان! فهل هذا ممكن؟ وهل يمكن لدنياه ورونق ألوانه بلسمة الآلام والأمراض النفسية والعصبية وغيرها؟
عرضنا في تقريرٍ سابق لدور الموسيقى في علاج الأمراض والأزمات مع رئيسة ومؤسّسة الجمعية اللبنانية للعلاج بالموسيقى كوسيط د. حمدة فرحات، وكان لافتاً تفاعل القرّاء مع هذا الموضوع الشيّق في "الطب الحديث"!
وشرحت فرحات للميادين نت يومها، أن "العلاج بالموسيقى كوسيط هو نوع من العلاج النفسي والجسدي الذي يتوسّط الموسيقى بجميع مكوّناتها، أي اللحن والإيقاع والهارموني والبوليفوني والصوت البشري والآلات بأنواعها والأوركسترا والأصوات الطبيعية والمبتكرة" .وفي الإطار أوضحت أن "الشخص الخاضع للعلاج ينفعل ويتفاعل مع كل هذه العناصر في التركيبة الموسيقية ، سواء أكانت الجلسات العلاجية إدراكية أم ناشطة فردية أم جماعية".
كان الفن أحد المصادر الرئيسية للتواصل خلال تاريخ البشرية. ولنتذكر فقط لوحات الكهوف من العصر الحجري القديم، الممتدة من 40 ألف عام إلى 14000 سنة مضت. ومع ذلك ، لم يبدأ استخدام الفن لخصائصه العلاجية إلا مؤخراً.
واليوم تشرح هديل الرز المعالجة بالفن ، ومدربة حياة و فنانة تشكيلية لـ الميادين نت أن "العلاج بفن الرسم الذي ابتكره البريطاني أدريان هيل وهو أول من اعتمد فن الرسم كعلاج نفسي، كان أول من استخدم مصطلح العلاج بالفن في عام 1942.
8 كانون الأول 2024 08:06
1 كانون الأول 2024 20:48
في تلك الفترة، تم استخدام الفن أثناء علاج مرضى السل. وبما أن المرضى كان لا بد من حبسهم في المصحات، فقد تم استخدام الفن لمساعدتهم على الانخراط في الأنشطة الفنية والتعبير عن أنفسهم ومكافحة العزلة والوحدة. وسرعان ما تم فهم أن الفن قد ساعدهم على التأقلم بشكل أفضل مع حالتهم.
إذا كما تقول الرز فـ "هو من أحدث أنواع العلاجات النفسية التي تستخدم الفنون كوسيلة لتغيير مخزون العقل الباطن أو تغيير مشاعر سلبية، فبالتالي فإن أي فرد من أفراد المجتمع يعاني من مشكلة نفسيه ما تستطيع الفنون كالمسرح، الرسم، التعبير الجسدي، النحت، الموسيقى.. أن تساعده ليحقق التغيير الذي يريده من الداخل أولا لينعكس سلوك إيجابي في ما بعد".
وإذّ تقول أن هذا العلاج المعتمد دولياً للكبار والصغار، وبالتالي "كوني متخصصة بالعلاج بفن الرسم فأنا استخدم علم الألوان و الأشكال كوسيلة في العلاج ، ويوجد الكثير من التمارين و التقنيات التي نستخدمها بالتشخيص و العلاج .
العقل الباطن يخزّن صوراً فنحن كمعالجين بالفن نعمل على استبدال الصور القديمة المخزنة، فبالتالي المعتقد القديم الذي يكون هو سبب رئيسي في ظهور هذه المشكلة، بحسب كل فرد تختلف الحاله من فرد إلى آخر، إلى صورة جديده تخدم مصلحة الفرد لتغيير منظوره إلى الأمور، فبالتالي تتغير الأفكار و نعمل بعدها على وصل هذه الأفكار بمشاعر إيجابية تخدم الفرد و نثبت العمل بخلق عاده جديده ليتغيّر بعدها السلوك"، كما تشرح.الرز الناشطة والمتابعة لحالات يومية وخريجة جامعة "فيكتوريا" المرخصة من قبل ICF أي (التصنيف الدولي للأداء الوظيفي والإعاقة والصحة) تؤكد، وفق التجربة أنه "فعّال جداً لدى الكبار و الصغار أيضاً "، وتوضح أن مدة العلاج "تختلف بحسب المرونة النفسية و إرادة الفرد و لكن تتراوح فترة العلاج بين شهر و سنة .وهناك مشاكل يجب على الفرد متابعة حالته مع طبيب نفسي و بعض الحالات يكفيها المعالج بالفن" .
ولأن بلدها لبنان وغزة وفلسطين وغيرها عرضة لاعتداءات وحروب يشنها جيش الاحتلال بهمجية ووحشية فاقت التصوّر البشري "ما يؤثر بشكلٍ مباشر على المتضررين مباشرة، وأيضاً بشكلٍ غير مباشر على البلد ككل، فالجميع تعرض لأزمة و الجميع يشعر بالتوتر و القلق و الخوف و الفقد..
لذا، فالألوان هنا تلعب دوراً مهماً في تغيير الطاقة العامة لذلك الآن علينا باعتماد الألوان الفاتحة أو البارده لتخفيف حدة و لهيب هذه المشاعر و الألوان الدافئة كلون التراب للشعور بالأمان، والتمرين الأكثر إفادة هو الرسم الحر من دون قيود لتفريغ المشاعر السلبية المخزنة أو رسم الطبيعه بطريقه عشوائية غير منظّمة".
وهنا تلفت المدربة والفنانة الرز هديل الرز إلى أننا "لا ننصح برسم الدمار و لا رسم ارواح الأموات لان هذا النوع من الرسم يرسخ الألم و يعزز المشاهد الموجعة، موضحةً أنه يجب على أغلب الحالات لكن من يعانون من مشكل نفسي عصابي مراجعة طبيب نفسي أولاً".
ولا يشترط العلاج بالفن إطلاقاً أن تكون موهوباً في الرسم أو غيره من الفنون، حتى ينجح العلاج، لأن الهدف في الأساس ليس القطعة الفنية في حد ذاتها، ولكن ما يعبر من خلالها المريض عن أفكاره ومشاعره الداخلية، والذكريات والقصص والرسائل التي تخرج في القطعة الفنية، والتي تساعد كل من المريض في الشعور بالتحسن والطبيب النفسي كذلك في تحليل سلوك المريض".
وتختم الرز "نتوخى خصوصية الناس الخاضعين لدورات علاج بالفن أو بالألوان طبعاً، خاصة وأن ذلك يكون وفق رغبة الأشخاص، ولا نلجأ للتصوير خلال العالج".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يتناول "حبة دواء".. أول تعليق من بايدن بعد تشخيص إصابته بالسرطان
يتناول "حبة دواء".. أول تعليق من بايدن بعد تشخيص إصابته بالسرطان

ليبانون 24

timeمنذ 32 دقائق

  • ليبانون 24

يتناول "حبة دواء".. أول تعليق من بايدن بعد تشخيص إصابته بالسرطان

أكد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أمس الجمعة انه متفائل بشأن شفائه، وذلك بعد أسبوعين تقريبا من الكشف عن إصابته بسرطان البروستاتا. وقال بايدن للصحافيين على هامش ظهور علني في ولايته ديلاوير"الجميع متفائل للغاية". ولفت إلى أنه بدأ العلاج. وقال الرئيس السابق (82 عاما) عن مرضه "توقعاتي هي أننا سنكون قادرين على التغلب على هذا". وذكر بايدن أنه يتناول حاليا "حبة دواء" لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول علاجه. وقال بايدن إثر مناسبة في دلاوير لتكريم الجنود الأميركيين الذين قتلوا في ساحات المعارك "حسنا، المآل جيد. كما تعلمون، نحن نعمل على كل شيء. الأمور تسير على ما يرام. لذلك، أشعر أنني بخير". وفي وقت سابق من الشهر الحالي أعلن مكتب بايدن تشخيص إصابة الرئيس السابق بسرطان البروستاتا من النوع العدواني. وتابع "ليس (السرطان) في أي عضو، عظامي قوية، لم ينتشر. لذا أشعر أنني بخير". وطغت الصحة الذهنية والبدنية لبايدن، الرئيس الأكبر سنا في المنصب على الإطلاق، على انتخابات 2024. فبعد أداء وصف بـ "الكارثي" في المناظرة مع دونالد ترامب ، وضع بايدن حدا لحملته لولاية ثانية. عندما أعلن مكتب بايدن تشخيص إصابته بالسرطان، أشير إلى أن المرض تمدّد إلى العظام. لكن بايدن قال للصحافيين "نحن جميعا متفائلون بشأن التشخيص. في الواقع، أحد كبار الجراحين في العالم يعمل معي". وتحوّلت الخلافات السياسية حول إنهاء بايدن حملته إلى فضيحة كبرى منذ صدور كتاب "الخطيئة الأصلية" الذي يزعم أن إدارة البيت الأبيض في عهد بايدن تستّرت على تدهور قدراته الذهنية خلال ولايته.(العربية)

اخترع "حبة الإجهاض".. وفاة الفرنسي إيتيان إميل بولييه عن 98 عاما
اخترع "حبة الإجهاض".. وفاة الفرنسي إيتيان إميل بولييه عن 98 عاما

ليبانون 24

timeمنذ 32 دقائق

  • ليبانون 24

اخترع "حبة الإجهاض".. وفاة الفرنسي إيتيان إميل بولييه عن 98 عاما

عن عمر يناهز 98 عاما، توفي مخترع الإجهاض الطبي، إيتيان إميل بولييه، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ، أمس الجمعة، نقلا عن زوجة الطبيب والباحث. وولد بولييه في ستراسبورغ عام 1926، وعندما كان مراهقا، شارك في المقاومة ضد النازيين. وفي وقت لاحق، تحول إلى الطب. وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببولييه ووصفه بأنه "روح تقدم مكنت النساء من اكتساب حريتهن". وقال إنه بوفاة بولييه، فقدت فرنسا أيضا رائدا شجاعا. وقام بولييه بالبحث في هرمونات الستيرويد ومستقبلاتها. وقد أدى هذا إلى تطوير "حبة الإجهاض" "آر يو 486". وتمنع هذه الحبة هرمون البروجسترون الذي هو ضروري للحمل، مما يساعد على زرع البويضة المخصبة في الرحم. وهذا يسبب انهيار بطانة الرحم وخروج الجنين معها. وفي عام 1989، تمت الموافقة على الدواء في فرنسا على الرغم من انتقادات السياسيين والكنيسة. (سكاي نيوز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store