logo
السيدة سكينة بنت الحسين.. شــاهدة على مذبحة آل البيت فى كربلاء

السيدة سكينة بنت الحسين.. شــاهدة على مذبحة آل البيت فى كربلاء

بوابة ماسبيرو١٧-٠٣-٢٠٢٥

سيدات البيت النبوى فى مصر«2» شهدت سكينة على مقتل والدها الحسين ومعه سبعون من آل البيت يقول المؤرخون أن السيدة سكينة سافرت مع السيدة زينب إلى مصر وعادت مرة أخرى للحجاز سكينة كانت سيدة مساء عصرها ملاحة وظرفاً وأناقة قلوب أهل التصوف تعرف أن سكينة مدفونة فى شارع الخليفة
لم يكتف بنو أمية بقتل آل البيت فى مذبحة كربلاء التى راح ضحيتها الإمام الحسين بن على وسبعون من آل البيت الأطهار، بل قرروا إعلان الحرب المعنوية على "بنى هاشم" وتزوير التاريخ، وتصوير "الإمام الحسين" فى صورة المتمرد على الحاكم أو الخليفة، وكأن "يزيد بن معاوية" منحرف الأخلاق كان جديرا بالجلوس على كرسى الحاكم أو الخليفة، ومازال الصراع يدور بين الحق والباطل، حتى أظهر الله الحق، وظهرت كرامات آل البيت، فعاشوا فى قلوب المؤمنين، وبقيت ذكراهم حية، ومن هؤلاء السيدة سُكينة بنت الإمام الحسين التى شهدت مذبحة كربلاء وأصبحت شاهدة على ظلم بنى أمية لآل البيت النبوى، وفى مصر كان مستقرها مع عمتها "السيدة زينب" ومسجدها مازال قائما فى القاهرة، ومازال المصريون يزورون ضريحها ويقرؤون الفاتحة على روحها ويترحمون على أبيها سيد الشهداء ..
يعرف الناس أن "سُكينة" هى ابنة "الإمام الحسين" ولكن هناك من لايعرف أن جدّها لأمها هو "امرؤ القيس بن عُدىّ بن أوس" وأن أمها هى "الرباب" ابنة "امرؤ القيس" الذى كان نصرانيا وأسلم بين يدى الخليفة "عمر بن الخطاب" وتصف لنا ـ دكتورة بنت الشاطئ ـ بقية المشهد فى كتابها الذى حمل عنوان "سكينة بنت الحسين" فتقول:
ـ وحينذاك عرف القوم فيه سيد "بنى كلب" وكان لايزال على نصرانيته، فقال قائل منهم:
ـ يا أمير المؤمنين: هذا صاحب "بكر بن وائل" الذى أغار عليهم فى الجاهلية "يوم فلج"..
وتحدث "عمر" إلى ضيفه مليا وملأ خاطره سؤال واحد: أيكرمه الله بأن يدخل "امرؤ القيس بن عُدى" الإسلام على يديه؟.. وأسلم "امرؤ القيس" سيد "بنى كلب" وإذ ذاك لم يتردد أمير المؤمنين فى أن يعقد له اللواء على من أسلم من "قُضاعة" بالشام، ودعا "عمر" برُمح وقلَّده إياه، وقال "عوف بن خارجة المرى" وكان يومئذ بالمجلس:
ـ والله مارأيت رجلاً لم يصلِّ ركعة لله قط، أُمِّر على جماعة من المسلمين قبل امرئ القيس..
وتنقل، بنت الشاطئ ـ قصة اللقاء بين "امرئ القيس" والإمام "على بن أبى طالب" كرم الله وجهه:
ـ وحثّ على بن أبى طالب خطاه حتى أدرك امرأ القيس، فاستوقفه محييا، ثم تقدم إليه يقول:
ـ أنا على بن أبى طالب، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وصهره، وهذان "الحسن والحسين" ابناى من بنته فاطمة الزهراء..
فأقبل امرؤ القيس عليهم بكل وجهه وراح يملأ عينيه من آل النبى الذى لم يُكتب له شرف صحبته ونعمة رؤيته، واستطرد "على" قائلا:
ـ وقد رغبنا فى صهرك..
وتمت خطبة ثلاث من بنات امرئ القيس، ابنته "المحياة" خطبها الإمام على، وابنته "سلمى" خطبها "الحسن بن على" وابنته "الرباب" خطبها "الحسين بن على"..
وتقول بنت الشاطئ عن هذا اللقاء:
ـ كان "الحسين" يوم خُطِبت له "الرباب"، يستقبل ربيعه الثامن عشر، ملء العيون فتوة ومهابة وجلالا، يرى فيه المسلمون صورة نبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام، ويجدون فيه نفحة عطرةً من أثره، وشعاعا بهيا من سناه، حتى لقد بلغ من إعجابهم به أن ذاعت فيهم ذائعة تقول إنه مُعوّذ بتعويذتين حشوهما زغب جناح جبريل، أما "الرباب" فكانت صبية غضّة الصبا طريّة العود، مليحةً وضيئة، ذكية الملامح، مرهفة الحس، بادية الاعتزاز بشخصيتها وأبيها، وقد أرضاها بلا ريب، أن يتصل نسبها بنبى العرب، وأن تدخل أشرف بيت فى قريش، زوجة للحسين، لكن صغر سنّها حال دون التعجيل بالزواج، فبقيت فى بيت أبيها تتهيأ لدخول دنياها الجديدة، وتستعد لتملأ ذلك المكان الرفيع الذى حباها به القدر..
مذبحة كربلاء
كتب التاريخ أفاضت فى وصف ذلك المشهد الذى كان فيه "الحسين بن على" وأهل بيته يخرجون من مكة قاصدين "الكوفة" فى العراق، وكان "الإمام الحسين" رفض مبايعة "يزيد بن معاوية" وخرج من "المدينة" إلى "مكة"، وتلقى من أربعين ألف رجل من أهل الكوفة وما حولها من بلاد العراق بيعة ودعوة، ليأتى إليهم ويحررهم من قبضة رجال "يزيد بن معاوية"، وقال المؤرخون إن "الحسين" خرج من مكة فى ذى الحجة "سنة 60هجرية" يريد "الكوفة" وإن نفرا من خاصة قرابته أن يثنوه عن رحلته ومنهم أخوه محمد بن الحنفية، وابن عم أبيه عبدالله بن عباس، وغيرهما، وقالوا له إن أهل العراق هم الذين قتلوا أباه الإمام على كرم الله وجهه، وقال الإمام الحسين لمن حاولوا منعه من السفر إلى العراق:
ـ إنى لم أخرج أشِرا ولا بطِرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح فى أمة جدّى، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلنى بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علىَّ هذا، أصبر حتى يقضى الله بينى وبين القوم وهو خير الحاكمين .
وكانت رحلة الموت فى سبيل الله قد بدأها "الحسين" فى المدينة المنورة، عندما خاطبه "الوليد بن عتبة" طالبا من مبايعة "يزيد بن معاوية" وكان جواب الحسين:
ـ يا أمير.. نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، بنا فتح الله وبنا ختم، و"يزيد" فاسق فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، مُعلن بالفسق، مجاهر بالفجور، ومثلى لايبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون، أيّنا أحق بالبيعة والخلافة..
وفى أرض المعركة كان "الحسين" شجاعا، وقال له "الحر بن يزيد" قائد جيش بنى أمية:
ـ إنى لأشهد لئن قاتلت لتُقتلن، ولئن قوتلت لتهلكنّ.
وأجابه الإمام الحسين:
ـ أفبالموت تخوّفنى؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلونى؟ ما أدرى ما أقول لك، لكن أقول كما قال أخو "الأوس" لابن عمه وقد لقيه وهو يريد نُصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله: أين تذهب فإنك مقتول..
ـ سأمضى وما بالموت عار على الفتى.. إذا ما نوىَ حقا وجاهد مسلما.
وقُتِل الحسين ومعه سبعون من آل البيت الأطهار، وكانت "سُكينة" ابنته شاهدة على المذبحة هى وعمَّتها "السيدة زينب" وأختها "فاطمة" وعانت مذلّة الأسر، وتمزق قلبها برؤية جثث أهلها مقطّعة، ولكنها عاشت حتى بلغت سن السبعين.
سُكينة الجميلة
يروى المؤرخون عن "آمنة بنت الحسين" التى هى نفسها "سُكينة" أنها نالت اسم "سُكينة" من أمها "الرباب ابنة امرؤ القيس"، وهذا الاسم كان ترجمة لجمال "آمنة"، وكان جمالها من النوع الذى تزينه الملاحة، ويزيد من توهجه الذكاء الفطرى والفصاحة التى هى سمة من سمات جدها "الإمام على" كرّم الله وجهه، وعلى قدر جمالها وروعة حضورها كانت الشائعات والأخبار التى أطلقها ضدها بنو أمية وأتباعهم المأجورين من الرواة على حد قول الكاتب ـ أحمد أبوكف ـ فى كتابه " آل بيت النبى فى مصر":
ـ فى ظروف الفتنة الكبرى، التى اشتد لهيبها منذ استشهاد "عثمان بن عفان" نشأت "سكينة بنت الحسين" وكانت تمتلك حساسية مفرطة، وأدركت منذ سنواتها الأولى ذلك الحقد المدفون فى قلب بنى أمية، وذلك الثأر الذى يتوارثونه أبا عن جد، من أن انقادت زعامة قريش فى الجاهلية إلى "بنى هاشم" دون "بنى عبد شمس"، وتأيدت بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا عاش أبوسفيان حربا على النبى الهاشمى، فهو لم يدخل الإسلام إلا مُكرها يوم فتح مكة، بعد معارك طاحنة امتدت ثمانى سنوات، وحتى بعد دخوله الإسلام، بقى أبوسفيان يرنو إلى الأمر من بعيد، بعد أن رأى انصراف الخلافة عن بيت النبى إلى أبى بكر، ثم عمر بن الخطاب، حتى أنه وقف يوما على قبر "حمزة بن عبد المطلب" عم النبى وشهيد أُحُد وقال :
ـ رحمك الله يا أبا عمارة، لقد قاتلتنا على أمر صار إلينا ..
ومات أبوسفيان وترك لولده معاوية الثأر الدفين، وكان لمعاوية مع الإمام على وولده الحسين ما كان..
وما روى عن ـ سُكينة بنت الحسين ـ إن والدها الإمام الحسين أسرف فى الاهتمام بها وأمها "الرّباب" إلى حد جعل "الحسن بن على" يعاتب أخاه، الأمر الذى جعل "الإمام الحسين" يرتجل شعرا مجيبا به على لوم شقيقه:
ـ لعمرى إننى لأحب دارا
أحبهما وأبذل بعد مالى
وليس للائمى فيها عتاب
وورد ذكر هذين البيتين فى مصادر كثيرة منها: كتاب "مقاتل الطالبيين" وكتاب "الأغانى" لأبى الفرج الأصفهانى، ومن المؤرخين من يعتبر هذه الواقعة مختلقة ومدسوسة، فالحسن لم يعاتب الحسين، والحسين لم يقل شعرا فى سُكينة والرباب .
وحدث أن تفتح جمال "سُكينة بنت الحسين" ورآها الناس، وأعجبوا بها وهى فى سن الشباب، وفى أحد مواسم الحج ـ وكان أبوها الإمام حياً يُرزق ـ أقبلت فتيات "مكة" عليها معجبات، بالنمط المبتكر الذى نسقت به شعرها، وحاولن فيما بعد تقليدها، ورآها ابن عمها "الحسن المُثنى" ـ ولد الحسن بن على ـ وخطبها من عمه الحسين فأجابه:
ـ اخترت لك ابنتى فاطمة، فهى أكثر بناتى شبها بأمى فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وإنها لذات دين وجمال، تقوم الليل وتصوم النهار، أما "سُكينة" فغالب عليها الاستغراق مع الله فلاتصلح لرجل.
ويعلق ـ أحمد أبوكف ـ الذى أورد هذه القصة فى كتابه "آل بيت النبى فى مصر" مستندا إلى ما روته "بنت الشاطئ" فى كتابها "سُكينة بنت الحسين" بقوله إن وصف ـ الإمام الحسين ـ لابنته "سُكينة" يوكد أن مرحها وأناقتها وميلها للشعر والنقد، لم يكن سُبّة فى "آل البيت" كما يروج المغرضون، وإنما كان من أجل تبديد بعض الغيوم التى كانت تخيم على البيت العلوى، بمعنى أنها كان تصطنع المرح لترفّه عن أبيها، ومع ذلك فقد كانت تقيّة، متعبّدةً زاهدة، ولم تكن غافلة عن هموم أبيها.
اليوم الأسود
كان "الإمام الحسين" رافضا بيعة "يزيد بن معاوية" ورفض أن يمنح هذا "الخليفة الفاسق" الشرعية التى نصح بها كبار بنى أمية، فهم نصحوا بأن يبايع ـ الحسين ـ راضيا أو مرغما، وفى اليوم الأسود، يوم قُتل الحسين، كانت "سُكينة" حاضرة وعاشت المأساة بكافة تفاصيلها، فهى كانت فى مخيم النساء ـ من آل البيت ـ ومعها والدتها "الرباب" وأختها "فاطمة بنت الحسين" وعمتها "السيدة زينب"، وحدث أن ذهبت السيدة زينب لتطمئن على الإمام الحسين، فوجدته يعد سيفه ويقول شعرا فهمت منه أن يرثى نفسه وصاحت رضى الله عنها:
ـ وا ثكلاه.. ينعى الحسين نفسه، ليت الموت أعدمنى الحياة، ماتت أمى فاطمة وأبى علىّ وأخى الحسن، ولم يترك غيرك يا خليفة الماضين وثمالة الباقين..
وهرعت سيدات البيت النبوى إلى معسكر الإمام الحسين، فرأينه والكرب يعصف بقلوبهن، وخاطبهن الإمام:
ـ يا أختاه، يا أم كلثوم وأنت يازينب، وأنت ياسكينة، وأنت يافاطمة، وأنت يارباب، إذا أنا قتِلت، فلا تشق إحداكن علىَّ جيبا، ولا تخمشن وجها، ولاتقلن هجرا.
وأطرقن واجمات، وخيم على المكان حزن ثقيل، ما لبث أن مزقه نشيج مؤلم، كانت "سُكينة" تبكى، وهى التى كانت تؤنس أباها كلما داهمه الحزن والهمّ، وأقبل ـ الإمام الحسين ـ نحوها وقال :
ـ لقد هان على "سُكينة" أن توجع قلب أبيها ببكائها ..
وسألها:
ـ أفلا يهوّن عليك الأمر أننى أدفع حياتى ثمنا للدفاع عن حق ودفعا لباطل، وإننى ملاق غدا جدى الرسول وأمى الزهراء وأبى الإمام على وأخى الحسن وابن عمى مسلم بن عقيل وحمزة بن عبدالمطلب، وأنت لابد لاحقة بنا فى غد قريب أو بعيد..
ولم تكف "سُكينة" عن البكاء، والإمام الحسين يرنو إليها، ويقول لها بصوت المؤمن الراضى بقضاء الله عز وجل:
ـ سيطول بُعدى عنك يا "سُكينة"، فهلّا ادخرت البكاء لغد وما غد ببعيد..
وكان الغد، هو اليوم الأسود الكئيب، هو يوم التاسع من المحرم سنة 61 هجرية، لما اقتحم عسكر بنى أمية خيمة "سُكينة"، وأخرجوها عنوةً لترى أشلاء أبيها وأعمامها وشقيقها "عبدالله بن الحسين" وأخويها لأبيها "على الأكبر" و"جعفر"، ووقفت مذهولة، وساقوها مع نساء آل البيت إلى "الكوفة"، وكانت حاسرة الرأس وهى تخاطب الذين خذلوا أباها الشهيد:
ـ إن الحسين غداة الطف يرشقه
بكف شر عباد الله كلهم
نسل البغايا وجيش المُرق والفسَقة.
ومضت "سُكينة" ضمن ركب السبايا، إلى "دمشق"، ومنها إلى "المدينة المنورة" ثم سافرت مع "السيدة زينب" إلى مصر، وقال مؤرخون إنها عادت مرة ثانية إلى الحجاز، وتؤكد ـ بنت الشاطئ ـ فى الكتاب الذى خصصته لها أنها تزوجت ثلاث زيجات: مصعب بن الزبير، وعبدالله الخزامى، وزيد الخزامى، وسعت الباحثة الكبيرة إلى تفنيد مزاعم المستشرقين حولها، مثل قوله إن الشاعر "عمر بن أبى ربيعة" قال فيها قصيدة غزل:
ـ وقد أنكر "السيد الفكيكى" أن تكون قيلت "أى القصيدة" فى سُكينة بنت الحسين، وظنها من مفتريات الدكتور "زكى مبارك" الذى قال إنه اعتمد فى هذه الأخبار على "الأغانى" و"الأمالى" و"زهر الآداب" وقال "الفكيكى":
ـ ونحن أيضا رجعنا إلى هذه الموضوعات الأدبية وغيرها من المصادر المعتبرة وأمهات الكتب فى لغة العرب ومختلف تواريخها، فلم نعثر على ما عثر عليه "الدكتور مبارك" من أن هذه "القصيدة" قالها ابن أبى ربيعة فى "سُكينة" ولم يذكر "الأغانى" سوى بيتين هما:
ـ أحب لحبك من لم يكن
صفيا لنفسى ولا صاحبا
وأبذل مالى لمرضاتكم
وأعتب من جاءكم عاتبا.
ـ والحق أيضا أن القصيدة لم ترد فى كل النسخ الخطية للأغانى وإنما نقلت فى طبعة دار الكتب عن المخطوطة التيمورية، ولعل سقوطها من بعض النسخ هو الذى جعل "السيد الفكيكى" يؤكد أن صاحب "الأغانى" لم يأت منها بغير بيتين اثنين، ودون أن يشير إلى إنها قيلت فى "سُكينة"، وهذه الصورة تلتئم مع عصر يمثله شعر "عمر بن أبى ربيعة"، فليس شىء من هذا الذى قيل فى "بنت الحسين" بمستبعد، إذا صح ما ذكروا من أن المجتمع الحجازى قد أباح لعمر أن يطلق لسانه فى شريفات قريش، غير متحرج ولا هيّاب، ووصدق ما ذهبوا إليه من تغزُّل "عمر" بإحدى هؤلاء، كان شهادة معترفا بها لصاحبتها بالحسن والجمال، تحرص كل حسناء على الظفر به وتتكلف فى سبيلها ما يباح وما لايباح، و"سُكينة" كانت سيدة نساء عصرها ملاحةً وظُرفاً وأناقةً، فربما يؤذى جمالها ـ عند هؤلاء ـ أن يسكت "عمر" فلايمنحها الشهادة الرسمية المعترف بها وحدها فى سوق الجَمال، بعد أن أقر له الشعراء بأنه أقدرهم على وصف ربّات الحجال، وشعره فى "سُكينة" ليس فيه من الفُحش ما يقاس بشعره فى أُخريات من حسناوات ذلك العصر.
صاحبة المقام
وهنا يثور سؤال حول المقام الموجود فى شارع الخليفة بالقاهرة، والحقيقة التى تعرفها قلوب أهل التصوف هى أن "سُكينة" مدفونة فى هذا الضريح الموجود داخل المقام المعروف، والشعرانى ـ وهو من أئمة التصوف ـ يقول:
ـ لما دخلت السيدة نفيسة مصر، كانت عمتها السيدة سكينة ـ المدفونة قريبا من دار الخلافة، مقيمةً بمصر ولها الشهرة العظيمة.
وهناك رأى يقول إن "السيدة سُكينة" جاءت إلى مصر مرتين، مرة مع عمتها "السيدة زينب"، والمرة الأخرى حين خطبها "الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان" الذى خطبها من أخيها "على زين العابدين" وبعث مهرها إلى المدينة المنورة، فحملها أخوها "على زين العابدين" إلى مصر، فلما وصلت، مات "الأصبغ" وكان واليا على مصر، فأقامت بمصر حتى فاضت روحها إلى بارئها، ويدلل البعض على وجود جسد السيدة "سُكينة" الطاهر فى مصر، أنه حين أنشأ "عبد الرحمن كتخدا" المسجد الحالى الذى يحمل اسمها فى العام 1173 هجرى كتب عليه:
ـ حرم يا بنت الحسين مؤرَّخ
لسكينة تصبو المواهب كلها
ذا مسجد يا آل طه مؤرّخ
شمس هدى بنت الحسين سُكينة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خالد الجندي: الطلاق لا يعني إسقاط الحقوق أوالتحايل على الشرع
خالد الجندي: الطلاق لا يعني إسقاط الحقوق أوالتحايل على الشرع

الدستور

timeمنذ 16 دقائق

  • الدستور

خالد الجندي: الطلاق لا يعني إسقاط الحقوق أوالتحايل على الشرع

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الطلاق لا يعني إسقاط الحقوق أو التحايل على الشرع، مؤكدًا أن هناك فرقًا واضحًا بين الحق والعدل، وبين العدل والفضل، كما فرّق بينهم القرآن الكريم. ووجه الشيخ الجندي، في برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، رسالة شديدة اللهجة لمن يضيّق النفقة بعد الطلاق أو يكتفي بدفع مؤخر صداق رمزي لا يتماشى مع الزمن، قائلًا:"كتب لها 5000 جنيه من 20 سنة، هل ده النهارده يكفي؟ نعم القانون معك، لكن الله ليس مع الظالم". وأضاف، قد يعطي الرجل النفقة، لكنه يعطي أقل القليل، فيصبح في حكم من جحد النفقة وأكل أموال أولاده وزوجته، وسيُحاسب حسابًا عسيرًا يوم القيامة، متابعًا:" أن الشريعة الإسلامية أمرت بالتسريح بإحسان، وليس بمجرد تنفيذ قانوني جاف". وضرب مثالًا:"عندك ابن في الجامعة وابن في ابتدائي، هل تساوي بينهما في المصروف؟ العدل هنا يؤذي أحدهما. الحكمة هي الفضل، وهي ما أمرنا به القرآن"، قائلًا:" ربنا قال: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.. مش بمعروف تاني، بإحسان.. يعني زيادة على الحق.. فضل".

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب

بوابة الفجر

timeمنذ 19 دقائق

  • بوابة الفجر

ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسميه على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' عن ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء تشتمل أحيانًا على لفظ الجلالة؟ قائلة: تعظيم ما عَظَّمَه اللهُ تعالى وشَرَّفَه مِن الكلمات القرآنيَّة والأسماء الربانيَّة وما يتبع ذلك في الشرف والقدسيَّة الدِّينيَّة أمرٌ محتَّمُ الوجوب في الشريعة الإسلاميَّة، واشتمالُ ما يُفرش على الأرض -كالسجاد وغيره- على شيءٍ مِمّا عظَّمه الله وشرفه متنافٍ مع هذا التعظيم الواجب، والتوقير اللازم، ومن هذا المنطلق فإن بيع التاجر للسَّجاد المشتمل على كلماتٍ جليلةٍ مُعظَّمة في الشرع الشريف من نحو أسماء الله تعالى وآيات القرآن الكريم، لمَن يعلم أنه يستعمله بالبسط على الأرض ووطئه بالقدم في الصلاة أو غيرها -محرَّمٌ شرعًا باعتباره مُعِينًا له حينئذٍ على ارتكاب ما نهى عنه الشرعُ وحَرَّمه.

حكومة التغيير تقيم حفلا خطابيا بمناسبة عيد الوحدة 35
حكومة التغيير تقيم حفلا خطابيا بمناسبة عيد الوحدة 35

يمرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمرس

حكومة التغيير تقيم حفلا خطابيا بمناسبة عيد الوحدة 35

وفي الحفل أكد عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي أن الوحدة وجدت لتبقى، والشعب اليمني وحدوي ويجمعه اليمن الواحد.. لافتا إلى أن الوحدة هي نتاج تضحيات الشعب اليمني في الشمال والجنوب وثبات إرادته في تحقيق الوحدة والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية. وذكر السامعي أن الذين خرجوا يوم أمس في عدن في مظاهرات هم مع الوحدة، واليمن سيبقى موحداً رغم أنف كل انفصالي. بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أن الوحدة اليمنية ناضل من أجلها الآباء والأجداد ثم الحركة الوطنية اليمنية التي قدمت قوافل من الشهداء وصولا إلى الثاني والعشرين من مايو الذي استعاد فيه الشعب اليمني وحدته رسميا. وأفاد بأن الوحدة إرادة شعب وليست إرادة أحزاب أو جماعات أو أفراد.. موضحا أن الشعب اليمني أعلن الوحدة قبل أن تعلنها القيادة السياسية، وذلك بإزالة براميل الشريجة وفرض التنقل بين الشطرين آنذاك بالبطاقة الشخصية. وأشار إلى أنه لم يكن أمام التيار السياسي في الشطرين من خيار سوى اللحاق بإرادة الشعب اليمني الذي أعلن الوحدة مبكرا.. مبينا أن العالم اليوم هو عالم التكتلات الكبيرة وليس التفتت والتمزق. وقال" علينا أن نحافظ على هذه الوحدة وألا نلتفت لمن يتحدث باسم الفيدرالية أو الكونفدرالية، فامر الوحدة وصيغتها قد حسمها الدستور النافذ وأكد عليها دستورنا الأعظم القرآن الكريم في قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)". ولفت الرهوي إلى أن مشروع الدستور الذي حاول البعض تمريره في مؤتمر الحوار الوطني دون عقد اجتماع لكل أعضاء المؤتمر ولجانه، أجهض في وقته وأصبح في خبر كان. وأضاف" نعم هناك أخطاء وممارسات خاطئة ولكن يمكن حلها، وكما قال السيد القائد ستحل القضية الجنوبية بالعدل، فعلينا أن نجتمع حول وحدتنا وأن تتضافر جهودنا من أجل الحفاظ عليها لأن فيها خيرنا وقوتنا وعزتنا وفلاحنا". وتابع " علينا التمسك بوحدتنا وأن ننظر إليها نظرة استراتيجية وأن نعزز ثقافتها ونرفع من شأنها وأن نبتعد عن الأخطاء وأن نخطو خطوات وحدوية حقيقية".. معتبرا الدفاع عن الوحدة واجبا وطنيا ودينيا فهي الأصل وما دونها هو الطارئ الذي سيزول. وتطرق رئيس مجلس الوزراء إلى الأوضاع الكارثية والمأساوية المؤلمة والموجعة التي تمر بها المحافظات والمناطق المحتلة من قبل السعودي والإماراتي.. مشيدا بخروج المرأة اليمنية المشرف في عدن للمطالبة برحيل المحتل وأعوانه من المحافظات والمناطق المحتلة. وجدد مباركته للموقف المشرف الذي يجسده الشعب اليمني بخروجه الأسبوعي نصرة ودعما لأهلنا وإخواننا المظلومين في غزة وتقديمه الانموذج الأبرز والأقوى عربيا ودوليا.. لافتا إلى هذا الموقف الشعبي والعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية يجسد صدق الموقف وروح المسئولية الدينية والأخلاقية والإنسانية لشعبنا العزيز في إسناد إخوانه، والذي يعد شرفا كبيرا لا يضاهيه شرف. وفي الفعالية التي حضرها نواب رئيسي مجلسي النواب والشورى، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء، والنواب، والشورى، تقدم ناطق حكومة التغيير والبناء- وزير الإعلام هاشم شرف الدين، بالتهاني والتبريكات لأبناء الشعب اليمني ورثة الحضارة وأهل الإيمان والحكمة، حماة الدين والعروبة المدافعين عن القيم والإنسانية، وإلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بالعيد الوطني ال35 لإعادة تحقيق الوحدة المباركة. وقال" إننا نحتفي اليوم بهذه المناسبة المباركة للتأكيد على أن وحدة اليمن باقية شامخة كجبالنا وخالدة كعراقة تاريخنا، فهي ليست مجرد اتفاق سياسي، أو لحظة تاريخية عابرة، بل قضية راسخة ثابتة بكل الاعتبارات، وهي قدرنا وهويتنا ومستقبلنا ولا تراجع عنها ولا مساومة عليها". وأشار إلى أن الأخطاء التي رافقت مسيرة الجمهورية اليمنية لم تكن بسبب الوحدة بل بسبب الأنظمة السابقة والقوى التقليدية التي كانت وظلت مرتهنة للخارج قبل وأثناء وبعد إعلان الجمهورية اليمنية وحتى الآن، أولئك الذين لم يفهموا معنى الوحدة ولم يقدروا قيمتها ولم يعملوا على ترسيخها. وذكر شرف الدين أن البلد عانا من معالجات خاطئة أعاقت مسيرة الوحدة منذ نشأتها مثل الإقصاء والقضاء على الشراكة، وتكريس الهيمنة المركزية ثم استغلال مطالب حقوقية للدعوة إلى الانفصال، وصولا إلى المطالبة بالفيدرالية وبتلك الطريقة الغريبة المريبة في فرض الأقلمة. وأكد أنه لولا ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لكان أمكن فرض مؤامرة التقسيم، لكن الثورة العظيمة أنقذت اليمن من براثن الفتنة وحافظت على وحدته، ثم حاولت دول تحالف العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي على اليمن استهداف الوحدة من خلال محاولة فرض تقسيم البلد بالقوة لكنها فشلت بفضل الله وحكمة قائد الثورة وصمود أحرار الوطن. وأفاد وزير الإعلام بأن اليمنيين أثبتوا للعالم أجمع، أننا شعب لا يلين ولا يستسلم، شعب يتصدى للغزاة ويقاوم الاحتلال ولا يرضخ للظلم.. مؤكداً أنه يعز علينا أن يبقى جزء من وطننا يعاني تحت نير الاحتلال وتتعاظم فيه باستمرار معاناة شعبنا في كافة المجالات الاقتصادية والمعيشية والخدمية والأمنية والاجتماعية وغيرها. وتطرق إلى الأوضاع في المحافظات المحتلة وما يعانيه المواطنين فيها مقارنة بالمناطق الحرة.. لافتا إلى أن أبناء المحافظات المحتلة يدركون حقيقة أن العدو المحتل لا يملك سوى مشاريع النهب والظلم بأشكالها المتنوعة، وأن من يساعده في الداخل هم مجرد خونة باعوا وطنهم وشعبهم وباعوا ضميرهم وشرفهم من أجل حفنة من الدولارات يختلفون ويتصارعون عليها تاركين الشعب يئن تحت الغلاء وتوقف الخدمات كالكهرباء وغيرها. ولفت وزير الإعلام إلى أن جميع أبناء الشعب في كافة المحافظات يدركون اليوم أن القرار الوطني المستقل هو هنا في صنعاء ، قلب اليمن النابض ورمز وحدته ومنارة عزته، ويدركون أن الدولة هي هنا في صنعاء محفوظة برعاية الله وعونه وتوفيقه ومسندة بالقيادة الحكيمة وحكومة التغيير والبناء التي رغم التحديات والظروف الصعبة حققت عددا من الإنجازات الواضحة التي لمسها المواطنون. وأضاف:" ها هو التاريخ اليوم يسجل لبلدنا وشعبنا العزيز كل يوم ودوناً عن بلدان وشعوب العالم أجمع أعظم صور الشرف والبطولة وأجل أعمال الشهامة والمروءة وأقدس أفعال التضحية والفداء في مواقف ثابت ومبدئي في إسناد الأشقاء من أبناء الشعب الفلسطيني من منطلق إيماننا وتمسكنا بالقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية". وأكد أنه وبرغم حجم العدوان الأمريكي وما رافقه من اعتداءات بريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب ورغم نوعية الجرائم التي طالت المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية إلا أن حكومة التغيير والبناء تمكنت بفضل الله وعونه من مواجهتها والتغلب عليها وإعادة تشغيل أهم تلك المنشآت وبصورة قياسية. وقال شرف الدين " استطعنا بفضل الله أن نؤثر تأثيراً غير مسبوقاً على العدو الإسرائيلي، وأن القادم أعظم، والوزن الإقليمي الدولي لليمن يتعاظم يوماً تلو آخر، وأن اسم اليمن الذي ارتفع عالياً لدى معظم البلدان والشعوب سيبقى مرتفعاً على الدوام". وتطرق إلى مواقف الشعوب العربية والإسلامية المخزية والمتخاذلة والمتواطئة تجاه مظلومية الأشقاء في غزة ، مقارنة بموقف بلدنا الشجاع، وكذا بين الموقف العروبي والإسلامي للأحرار في صنعاء والمناطق الحرة وبين موقف الخونة والعملاء في المناطق المحتلة الذين يقفون في صف العدو الأمريكي والصهيوني ويساعدونهما في تنفيذ مخططهما الخبيث. وأكد الثقة الكبيرة في أن شعبنا العزيز في المحافظات الحرة والمحتلة سيحمي الوحدة وسيواصل النضال وسيقدم التضحيات حتى تحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية.. داعياً الجميع إلى اليقظة والوعي الكامل، والتضامن الشعبي والحرص على تماسك النسيج المجتمعي والعمل الوطني الوحدوي تحت راية القيادة القرآنية. وذكر وزير الإعلام أن التوحد هو أمر إلهي وحصن يحمينا، تنفيذاً لقوله سبحانه وتعالى " واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا".. مؤكدا على أهمية عدم السماح للأعداء المتربصين وللجيران الحاقدين وللخونة المنافقين أن يمزقوا وطننا وأن يفرقوا شعبنا، فالوحدة أمانة في أعناق الجميع للحفاظ عليها وصونها وتوريثها للأجيال. كما ألقيت كلمة عن قبائل اليمن من قبل الشيخ ضيف الله رسام، أكد فيها على أهمية الحفاظ على الوحدة وحمايتها من العملاء ومن يسعون إلى تمزيق وحدة اليمن. كما أكد أن القبائل اليمنية على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوحدة، وأنها في أعلى درجات الجهوزية لتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأي قرار يتخذه للحفاظ على الوحدة اليمنية وحمايتها والتصدي لأي تهديد داخلي أو خارجي. تخللت الحفل الذي حضره محافظو المحافظات ، ووكلاء الوزارات والمؤسسات والقيادات الأمنية والعسكرية، قصيدة للشاعر بديع الزمان السلطان، وأوبريت ولوحة فنية تغنت بحب الوطن ووحدته ومنجزه العظيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store