3 أيام في الظلام .. ماذا يحدث لعقلك عندما تُطفأ الأنوار؟
سرايا - تخيل أن تقضي ثلاثة أيام متتالية داخل غرفة مغلقة تماما، بلا نوافذ، بلا أضواء، لا ترى شيئا سوى الظلام الدامس، ولا تسمع سوى صوت أنفاسك.
سقوط ناعم في أحضان النوم.. هل تعالج وضعية الجنين مشكلة الأرق؟
قد يبدو الأمر غلايبا أو حتى مخبفا للبعض، لكنه أصبح تجربة يخوضها البعض طواعية بهدف "إعادة ضبط" العقل والجسد، والتعرف على تأثير العزلة والظلام التام على جودة النوم والصحة النفسية.
للظلام طاقة مزدوجة
علميا، يُعرف أن النوم في بيئة خالية من الضوء يعزز إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أن النوم في بيئة مظلمة تماما يقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري، لا سيما لدى كبار السن. لذا فإن النوم في الظلام قد يحمل فوائد صحية ملموسة. لكن ماذا يحدث عندما تمتد هذه العزلة لعدة أيام دون انقطاع.
تجربة الستينيات
في ستينيات القرن الماضي، أجرى علماء من معهد ماكس بلانك في ألمانيا تجربة شهيرة تُعرف باسم "تجربة البانكر"، تم فيها عزل متطوعين تماما عن الضوء والمؤثرات الزمنية.
وأظهرت النتائج أن الإيقاع البيولوجي للإنسان بدأ يتغير تدريجيا، ليمتد اليوم البيولوجي إلى أكثر من 24 ساعة، ما يدل على أن الجسم يتأقلم مع غياب الضوء لكنه يعيد تنظيم ساعته الداخلية بطريقة مختلفة.
لكن العزلة التامة والحرمان الحسي المطول لا يخلو من المخاطر. فقد أشارت أبحاث نُشرت في مجلة "فورنتيرز إن سيكولوجي"، إلى أن البقاء لفترات طويلة في بيئة خالية من المحفزات قد يؤدي إلى اضطرابات إدراكية وهلوسات سمعية وبصرية، حتى لدى الأفراد الأصحاء.
وفي دراسات أخرى على العزلة الحسية، تبين أن بعض المشاركين بدأوا يعانون من القلق وفقدان الإحساس بالزمن، وشعروا وكأنهم "ينفصلون عن الواقع" مع مرور الوقت.
للظلام طاقة مزدوجة
جلسات الحرمان الحسي
والتجربة في حد ذاتها ليست جديدة، فقد ارتبطت في بعض الثقافات القديمة بممارسات التأمل والاعتزال الروحي. اليوم، بدأت مراكز متخصصة في تقديم ما يُعرف بجلسات "الحرمان الحسي"، حيث يُوضع الشخص في خزانات مغلقة مملوءة بماء دافئ وغني بالملح ليطفو الجسم بلا مجهود، وسط ظلام وسكون تام. وتُستخدم هذه التقنية لتخفيف التوتر وتحسين التركيز وحتى تعزيز الإبداع.
لكن هل النوم في غرفة مظلمة تماما لثلاثة أيام يمنح النتيجة نفسها؟ تختلف الإجابة باختلاف الأفراد. فبينما قد يجد البعض في الظلام ملاذًا للراحة الذهنية، قد يجد آخرون أنفسهم يصارعون أفكارهم في عزلة خانقة. وفي غياب إشراف طبي أو نفسي، قد تكون التجربة محفوفة بالمخاطر النفسية، خاصة لمن يعانون من القلق أو الاكتئاب.
في النهاية، يظهر أن للظلام طاقة مزدوجة، فقد يكون مهدئا للعقل والجسم، وقد يتحول إلى مرآة تضخم كل ما نحمله بداخلنا من مشاعر وأفكار، ولذلك، ينصح الخبراء بأن تكون مثل هذه التجارب مؤقتة، وتتم في بيئات آمنة وتحت إشراف متخصصين، حتى تتحول من تجربة عشوائية إلى فرصة مدروسة لفهم الذات وإعادة التوازن العقلي والجسدي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 36 دقائق
- الوكيل
الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة
الوكيل الإخباري- تعاملت مديرية الدفاع المدني خلال الـ24 ساعة الماضية مع 1485 حادثاً متنوعاً شملت حالات إسعاف وإنقاذ وإطفاء. اضافة اعلان


الوكيل
منذ 36 دقائق
- الوكيل
العنب: فاكهة صيفية لذيذة وفوائد صحية لا تُعدّ
الوكيل الإخباري- يُعد العنب من الفواكه الصيفية المفضلة لدى الصغار والكبار، ويتمتع بطعم حلو وألوان متنوعة بين الأخضر، الأحمر، والأسود. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن العنب ليس فقط فاكهة لذيذة، بل كنز غذائي غني بالفوائد الصحية. اضافة اعلان أبرز فوائده: مضاد قوي للأكسدة: يحتوي العنب، خاصة الأحمر، على مركب الريسفيراترول الذي يساعد في محاربة الالتهابات وتقليل خطر الأمراض المزمنة. صديق للقلب: يساهم في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم وتقليل الكوليسترول الضار (LDL). يعزز المناعة: غني بفيتامين C والمعادن التي تدعم مقاومة الجسم للأمراض. يساعد على الهضم: بفضل محتواه من الألياف، يقي من الإمساك ويحسّن حركة الأمعاء. يحمي البصر: يحتوي على مركبات تحمي شبكية العين وتقلل خطر الإصابة بـالتنكس البقعي. مقاوم للسرطان: أظهرت دراسات أن مكوناته قد تساهم في إبطاء نمو بعض الخلايا السرطانية. يعزز وظائف الدماغ: يرتبط تناوله بتحسين الذاكرة والوظائف العقلية مع التقدم في العمر. يرطّب الجسم: بفضل احتوائه على نسبة عالية من الماء، فهو مثالي للترطيب في فصل الصيف. العنب ليس مجرد فاكهة موسمية، بل غذاء متكامل يدعم الصحة العامة، ويستحق أن يكون جزءًا من النظام الغذائي اليومي.


الوكيل
منذ 36 دقائق
- الوكيل
الملك يستقبل وفد منظمة (الفاو) ويتسلم ميدالية أجريكولا
الوكيل الإخباري- استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، اليوم الأربعاء، وفد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) برئاسة مديرها العام شو دونيو، في لقاء تناول سبل تعزيز التعاون بين الأردن والمنظمة. اضافة اعلان وقدمت منظمة الفاو لجلالة الملك، خلال اللقاء، ميدالية أجريكولا، تقديرا لجهود جلالته ومساهمته في سبيل تحقيق الازدهار للشعوب، ودعم تعزيز التغذية وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة والعالم، وخاصة من خلال الجهود الأردنية الإنسانية في غزة. وتمنح الفاو ميدالية أجريكولا تكريما للشخصيات العالمية البارزة والمؤسسات التي تقوم بدور استثنائي في مجال تعزيز الأمن الغذائي والتغذية، والحد من الفقر، وتحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة. وأعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم المستمر الذي تقدمه المنظمة للأردن، خاصة في إطار إطلاق النظام الوطني لإدارة معلومات الأمن الغذائي. وأكد جلالته حرص الأردن على إدامة التعاون مع الفاو لتحقيق الأهداف المتعلقة بالأمن الغذائي والزراعة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي.