
بدون دجاجة.. هل يمكن أن يحل البيض النباتي محل الحيواني؟
يعد البيض عنصرا أساسيا في مطابخ العالم وذلك لما يتمتع به من قيمة غذائية مرتفعة وتكلفة منخفضة، فطبقا لتقديرات منظمة الغذاء العالمي يبلغ متوسط استهلاك الفرد عالميا 161 بيضة سنويا وفي دول مثل الولايات المتحدة الأميركية تصل تلك النسبة إلى 300 بيضة سنويا للفرد الواحد.
ومع تزايد الوعي بالتغذية النباتية والمستدامة، ظهرت بدائل عديدة للمنتجات الحيوانية، ومن أبرزها البيض النباتي، وهو بديل خال من المكونات الحيوانية، ينتج من مكونات مثل البقوليات والنشويات، ويستخدم في الطهي والخبز. هذا البديل يجذب النباتيين والأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض أو مشاكل الكوليسترول، ويقدم حلا صحيا وبيئيا حديثا.
لكن هل حقا البيض النباتي قادر على أن يكون بديلا عن البيض التقليدي الذي نعرفه؟
ما البيض النباتي؟
البيض النباتي هو بديل غذائي مبتكر يصنع بالكامل من مكونات نباتية، ويستخدم بفعالية في الطهي وصناعة المخبوزات، حيث يهدف إلى تقليد القوام، والطعم، والوظائف الحيوية للبيض الحيواني.
ورغم أن فكرة بدائل البيض ليست جديدة، فإنها شهدت تطورا ملحوظا، إذ كانت النسخ القديمة تستخدم غالبا كمادة رابطة في الخَبز فقط، أما اليوم فقد أصبحت تنتج للاستهلاك المباشر أيضا، وتتوفر بأشكال متعددة مثل المساحيق أو المنتجات السائلة الجاهزة.
تتنوع المكونات المستخدمة في تصنيع البيض النباتي، وتشمل بروتينات نباتية كفول الصويا أو البازلاء لتوفير البنية البروتينية، إلى جانب نشا الذرة أو البطاطس التي تضيف التماسك والكثافة. كما يستخدم دقيق الحمص، خاصة في الأطباق المالحة، بفضل قوامه السميك وقدرته على الامتصاص. تضاف الزيوت النباتية والمستحلبات لتحسين الملمس والنكهة، بالإضافة إلى ألياف ومكونات أخرى تعزز القيمة الغذائية وتحافظ على تجانس المنتج. هذا التنوع في التركيبات يسمح بمرونة كبيرة في الاستخدام، ويمنح المستهلكين، خاصة النباتيين، خيارا و بديلا عمليا في مختلف الأطباق والوصفات.
ما القيمة الغذائية للبيض النباتي؟
عندما تفكر في استخدام البيض النباتي ربما لديك بعض المخاوف الغذائية تجاه هذا المنتج المصنع، لكن البيض النباتي خيار غذائي مثالي، خاصة لمن يسعون لتقليل تناول الدهون الحيوانية أو يعانون من أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول. يتميز بخلوه التام من الكوليسترول، لاحتوائه على نسب منخفضة من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، مما يجعله بديلا صحيا مقارنة بالبيض التقليدي. كذلك، تقدم بعض الأنواع نسبة جيدة من البروتين (قد تصل إلى 5 غرامات)، خاصة تلك المصنوعة من بروتين البازلاء أو فول الصويا، وتقترب بذلك من محتوى البيضة العادية التي تحتوي على نحو 6 غرامات.
البيض النباتي أيضا غني بالألياف، لا سيما الأنواع المصنوعة من الحمص أو البقوليات، وهي ميزة تغيب عن البيض الحيواني. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من الأنواع على فيتامينات ومعادن ضرورية مثل "بي 12" (B12)، الحديد، والكالسيوم، لتلبية احتياجات من يتبعون نظاما غذائيا نباتيا. مع ذلك، من المهم الانتباه إلى أن بعض المنتجات تحتوي على كميات مرتفعة من الصوديوم، أو قد تفتقر إلى البروتين الكامل الموجود بالبيض الطبيعي، لذلك ينصح دائما بقراءة المكونات على الملصقات بعناية لضمان اختيار منتج صحي ومتوازن يفي بالاحتياجات الغذائية اليومية دون التنازل عن الفوائد الصحية.
ما استخداماته؟
إحدى أبرز مزايا البيض النباتي هي قدرته على أداء نفس الوظائف التي يوفرها البيض التقليدي، مما يجعله مناسبًا لمجموعة واسعة من الأطباق، إذ يمكن إدخاله في الطهي لإعداد أطباق مثل الأومليت، الفطائر، والكريب، حيث يمنح تماسكا جيدا ونكهة مقاربة للبيض العادي عند خلطه بالخضراوات أو المكونات السائلة. كما يستخدم في الخبز كمادة رابطة في وصفات مثل الكيك، البسكويت، الكوكيز، وخبز الموز، رغم أن بعض الأنواع قد تتطلب تعديلًا في الكمية للحصول على القوام المطلوب. بالإضافة لذلك، تُستخدم بعض بدائله في تصنيع منتجات مثل المايونيز النباتي، مما يعزز تنوعه كمكون عملي وصحي.
بعض الوصفات تتطلب تعديلا بسيطا في الكميات أو درجة الحرارة لضمان نفس القوام والنتيجة النهائية، خاصة أن المكونات النباتية تختلف في تفاعلها مع الحرارة مقارنة بالبيض الحيواني.
هل البيض النباتي أفضل من بيض الدجاج؟!
رغم أن البيض النباتي يصنع من مكونات نباتية، فإن ذلك لا يجعله تلقائيا خيارا غذائيا أفضل من البيض التقليدي.
من أبرز أوجه القصور فيه هو انخفاض محتواه من البروتين، حيث تتراوح كمية البروتين في البيضة الواحدة من 3 إلى 5 غرامات فقط لكل حصة، مقارنة بـ6 غرامات في بيضة دجاج كبيرة. كما يحتوي على كمية صوديوم أعلى تتراوح بين 150 و170 مليغرامًا، مقابل 65 مليغراما في البيض العادي.
إضافة إلى ذلك، يعتبر البيض النباتي طعاما معالجا بدرجة أكبر، ويحتوي على مكونات صناعية أكثر تعقيدا، مما قد يثير مخاوف غذائية لدى بعض المستهلكين. حيث إن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة أخطار السمنة وأمراض مزمنة أخرى. ورغم أن بعض المكونات غير المألوفة قد تكون آمنة، فإن بساطة مكون البيض التقليدي –وهو مجرد "بيض"– تظل نقطة قوة صحية. لذلك، من المهم تقييم المنتجات بعناية وعدم الافتراض أن البدائل النباتية دائمًا أكثر فائدة من نظيراتها الحيوانية.
لم يعد البيض النباتي مجرد بديل مؤقت، بل أصبح خيارا غذائيا مستقلا يلائم أنماط الحياة المختلفة، خاصة النباتية والصحية. ومع تطور تقنيات التصنيع، بات يوفر تجربة مشابهة للبيض التقليدي من حيث الطهي والمذاق، دون التضحية بالقيمة الغذائية، ومع ذلك يواجه بعض التحديات مثل ارتفاع سعره في بعض الأسواق، واختلاف نسبي في النكهة أو القوام، خاصة في وصفات تعتمد على بياض البيض، إلى جانب احتوائه أحيانا على مكونات معالجة، مما يتطلب وعيًا استهلاكيا عند الاختيار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
خيار البحر قد يحمل مفتاحا لوقف انتشار السرطان
كشفت دراسة أميركية عن امكانية استخدام سكريات خيار البحر في علاج السرطان، حيث يمكن لمركب سكري موجود فيه أن يعيق بفعالية عمل إنزيم يلعب دورا رئيسيا في نمو السرطان. ويعدّ خيار البحر -وهو كائن لافقاري بحري- حارسا للمحيط، إذ ينظّف قاع البحر ويعيد تدوير العناصر الغذائية إلى الماء، كما وتعدّ بعض أنواعه من الأطعمة الشهية في منطقة حوض المحيط الهادئ. وأجرى الدراسة باحثون من قسم العلوم الجزيئية الحيوية في جامعة ميسيسيبي، وقسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية والخلوية، وجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، ونشرت في مجلة جلايكوبيولوجي (Glycobiology)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت. قالت مروة فراج، طالبة الدكتوراه في قسم العلوم الجزيئية الحيوية بجامعة ميسيسيبي: "تنتج الحياة البحرية مركبات ذات هياكل فريدة غالبا ما تكون نادرة أو غير موجودة في الفقاريات الأرضية، لذلك فإن مركبات السكر في خيار البحر فريدة. فهي لا ترى عادة في الكائنات الحية الأخرى، ولهذا السبب فهي تستحق الدراسة". تغطى الخلايا البشرية، وخلايا معظم الثدييات، بهياكل دقيقة تشبه الشعر تسمى الجليكانات، والتي تساعد في التواصل الخلوي، والاستجابات المناعية، والتعرف على التهديدات مثل مسببات الأمراض. تغير الخلايا السرطانية تعبير بعض الإنزيمات، بما في ذلك إنزيم السلف-2 (Sulf-2)، والذي بدوره يعدّل بنية الجليكانات، ويساعد هذا التعديل على انتشار السرطان. يقول فيتور بومين الأستاذ المشارك في علم العقاقير من قسم العلوم الجزيئية الحيوية في جامعة ميسيسيبي والباحث المشارك في الدراسة: "خلايا أجساما مغطاة أساسا بغابات من الجليكانات، وتغير الإنزيمات وظيفة هذه الغابة فهي تقوم أساسا بتقليمها، إذا استطعنا تثبيط هذا الإنزيم، نظريا، فنحن نكافح انتشار السرطان." المورد الأفضل باستخدام كل من النمذجة الحاسوبية والاختبارات المعملية، وجد فريق البحث أن السكر – كبريتات شوندرويتين الفوكوسيلات (fucosylated chondroitin sulfate) – من أحد أنواع خيار البحر يمكنه تثبيط إنزيم السلف-2 بفعالية. قال روبرت دوركسن، أستاذ الكيمياء الطبية من قسم العلوم الجزيئية الحيوية في جامعة ميسيسيبي والباحث المشارك في الدراسة: "تمكنا من مقارنة النتائج التي أنتجناها تجريبيا مع ما توقعته المحاكاة، وكانت النتائج متسقة، وهذا يمنحنا ثقة أكبر في النتائج". وعلى عكس الأدوية الأخرى المنظمة للسلف-2، لا يؤثر مركب خيار البحر على تخثر الدم، كما وضح جوشوا شارب، الأستاذ المشارك في علم الأدوية بجامعة ميشيغان المشارك في الدراسة. وقال: "كما يمكنك أن تتخيل إذا كنت تعالج مريضا بجزيء يثبط تخثر الدم فإن أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تكون مدمرة للغاية هو النزيف غير المنضبط، لذا من المبشر جدا أن هذا الجزيء الذي نعمل عليه تحديدا لا يحدث هذا التأثير". كعلاج للسرطان مستخلص من البحر، قد يكون مركب خيار البحر أسهل في التصنيع وأكثر أمانا في الاستخدام. وأضاف: "إنه مورد أكثر فائدة ونظافة، تتمتع البيئة البحرية بالعديد من المزايا مقارنة بالمصادر التقليدية". لكن خيار البحر ليس متوفرا بكثرة بحيث يستطيع العلماء جمع ما يكفي منه لإنتاج الأدوية، لذلك تتمثل الخطوة التالية في البحث في إيجاد طريقة لتصنيع مركب السكر لاختباره مستقبلا.


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
هل يظهر جيل جديد من أدوية إنقاص الوزن توازي فعاليته فعالية جراحة السمنة؟
قام باحثون بدمج 4 هرمونات تساهم في تقليل الوزن في دواء واحد، ويأمل الباحثون ألا يقتصر استخدام الدواء على علاج السمنة، بل أيضا علاج الحالات المرتبطة بها مثل داء السكري من النوع الثاني والسرطان و أمراض القلب والأوعية الدموية. وصمم الباحثون المركب الجديد على أمل أن يكون أكثر فعالية مع آثار جانبية أقل. وأجرى الدراسة باحثون من قسم الكيمياء، جامعة تافتس، في ماساتشوستس في الولايات المتحدة، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية (Journal of the American Chemical Society) في 3 يونيو/ حزيران الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت. تحفز أمعائنا ودماغنا مقياسا هرمونيا في أجسامنا ينظم مستويات الغلوكوز (سكر الدم) ويخبرنا متى تناولنا ما يكفي من الطعام. ويتم إطلاق هرمون الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (Glucagon-like peptide 1) للمساعدة في تحفيز إنتاج الأنسولين وامتصاص الغلوكوز في العضلات والأنسجة الأخرى. مع امتلاء الخلايا بالغلوكوز، يعود مستوى الغلوكوز في الدم إلى طبيعته. يستخدم دواء أوزمبيك (Ozempic) – الاسم التجاري لدواء سيماغلوتيد- الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 مع تعديلات طفيفة لزيادة توافره في مجرى الدم. وقد دفع نجاحه في التحكم في مستوى الغلوكوز في الدم الجمعية الأمريكية للسكري إلى التوصية به وبغيره من الأدوية القائمة على الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 كعلاجات من الدرجة الأولى لمرض السكري قبل الأنسولين. يؤثر الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 أيضا بشكل مباشر على الدماغ، مما يجعلنا نشعر بالشبع بعد تناول الطعام، ويبطئ معدل إفراغ محتويات المعدة في الأمعاء، مما يؤدي إلى إطلاق أكثر انتظاما للمغذيات والغلوكوز في مجرى الدم. ولهذا السبب أصبح شائعا جدا كعلاج لفقدان الوزن. مع ذلك يبقى هذا الدواء غير مثالي لفقدان الوزن. يقول كريشنا كومار الباحث المشارك في الدراسة من قسم الكيمياء في جامعة تافتس في ماساتشوستس في الولايات المتحدة: "تكمن المشكلة الأكبر في أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 في ضرورة حقنها مرة واحدة أسبوعيا، وقد تسبب شعورا قويا بالغثيان. ويتوقف ما يصل إلى 40% من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية عن استخدامها بعد الشهر الأول". أهداف أخرى يوجد هرمون ثان يفرز بعد تناول الطعام هو الببتيد الإنسوليني المعتمد على الغلوكوز (glucose-dependent insulinotropic peptide) ويشعرنا بالشبع. ويشبه الببتيد الإنسوليني المعتمد على الغلوكوز إلى حد كبير الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1، لذا بدلا من إعطاء دواءين، ابتكر الباحثون ببتيدا واحدا يجمع بين المركبين، ما يسمى في تطوير الأدوية بالكيميرا. يتميز هذا الدواء، المسمى مونجارو (Mounjaro) أو زبوند (Zepbound) وهما الاسمان التجاريان ل تيرزيباتيد ، بفائدة إضافية تتمثل في تقليل الغثيان بشكل ملحوظ، وقد يتفوق على أوزمبيك في سوق إنقاص الوزن. يقول كومار: "ثم هناك هرمون ثالث، وهو الجلوكاجون، ومن المفارقات أنه في الواقع يزيد من مستوى الغلوكوز في الدم، ولكنه في الوقت نفسه يزيد من استهلاك الطاقة في خلايا الجسم، ويرفع درجة حرارة الجسم، ويكبح الشهية". بإضافة الجلوكاجون إلى هذا المزيج، يعادل كل من الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 والببتيد الإنسوليني المعتمد على الغلوكوز تأثير الجلوكاجون المعزز للغلوكوز، تاركين الوظائف المتبقية للهرمونات الثلاثة تعمل معا لتعزيز فقدان الوزن. يتشابه الجلوكاجون أيضا في تركيبه مع الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 والببتيد الإنسوليني، لذا ابتكر مطورو الأدوية ببتيدا كيميريا واحدا يتضمن عناصر من الهرمونات الثلاثة، والتي يمكن التعرف عليها من خلال مستقبلاتها الثلاثة المنفصلة. يخضع هذا الدواء، المسمى ريتاتروديد (retatrudide)، حاليا لتجارب تشير إلى إمكانية تحقيق فقدان وزن أكبر. قال كومار: "الهدف الذي يسعى الناس إلى تحقيقه هو الوصول لمستوى جراحة السمنة". وهي عملية جراحية تقلل حجم المعدة بشكل كبير، ويمكن أن تحقق فقدانا طويل الأمد للوزن يصل إلى 30%". ويضيف: "بالنسبة للأفراد الذين يعانون من السمنة المزمنة والحالات المرتبطة بها والتي قد تكون مميتة، يصبح هذا العلاج ضروريا، ولكنه جراحي". الوصول إلى المعيار الذهبي لفقدان الوزن مع هدف رابع لا تزال أدوية إنقاص الوزن الحالية عن طريق الحقن أقل من هذا المعيار الذهبي، لذلك يركز كيميائيو جامعة تافتس على إعادة تصميم دواء يمكن أن يحقق نتيجة فقدان الوزن بنسبة 30%. قال تريستان دينسمور، وهو طالب دراسات عليا وباحث مشارك في الدراسة من قسم الكيمياء في جامعة تافتس: "هناك هرمون آخر أردنا إضافته لاستكمال الرباعية للتحكم في الوزن، يسمى هذا الببتيد واي-واي (PYY). تفرز الأمعاء هذا الجزيء أيضا بعد تناول الطعام، وتتمثل وظيفته في تقليل الشهية وإبطاء عملية إفراغ المعدة من الطعام، ولكن بآليات مختلفة عن الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 أو الببتيد الإنسوليني المعتمد على الغلوكوز. وقد يشارك أيضا في حرق الدهون بشكل مباشر". ينتمي الببتيد واي-واي إلى فئة هرمونات منفصلة وغير مرتبطة هيكليا بالفئات الثلاثة الأولى، لذا لم يكن من السهل دمج بنيته في ببتيد هجين يحاكي أيضا الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 والببتيد الإنسوليني المعتمد على الغلوكوز والجلوكاجون. وبدلا من ذلك، تمكن فريق جامعة تافتس من ربط جزأين من الببتيد معا، مما أدى إلى ابتكار دواء مرشح ليكون "رباعي الوظائف". قال مارتن بينبورن، الباحث المشارك في الدراسة من قسم الكيمياء في جامعة تافتس: "من عيوب الأدوية الحالية أن التباين الفردي، بما في ذلك كيفية استجابتهم للهرمونات المقابلة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج فقدان وزن أقل من المرغوب فيها لدى العديد من المرضى". وأضاف: "من خلال التأثير على 4 مستقبلات هرمونية مختلفة في الوقت نفسه، نأمل في تحسين فرص موازنة هذا التباين لتحقيق فعالية إجمالية أكبر وأكثر ثباتا". وأشار بينبورن إلى أن تغييرات نمط الحياة ينبغي أن تكون مكملة للعلاج الدوائي، وقال: "المشكلة الثانية هي أن المرضى يميلون إلى استعادة الوزن بعد التوقف عن تناول أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 المتوفرة حاليا". ولن يدعم هذا النهج المزدوج الوصول إلى الوزن المستهدف والحفاظ عليه فحسب، بل قد يساعد أيضا في الحفاظ على كتلة العظام والعضلات. وأضاف: "تشير الدراسات الحديثة إلى أن استعادة الوزن بعد التوقف عن تناول الدواء تتأخر مع محاكيات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 الأحدث والأكثر فعالية. وبناء على هذه الملاحظة، قد يتكهن المرء بأن الخلايا المتعددة الكيميرا على غرار تلك التي اكتشفناها قد تقربنا من معيار جراحة السمنة لفقدان الوزن الدائم."


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
الشامبو الجاف.. حل سريع أم خطر صامت على صحة شعرك؟
خلال السنوات الأخيرة، حاز الشامبو الجاف شعبية واسعة بوصفه حلا سريعا للحفاظ على نظافة الشعر وانتعاشه من دون الحاجة إلى غسله بالماء. فعند استخدامه لأول مرة، يبدو وكأن الشعر نال انتعاشا فوريا وازداد حجمه ولمعانه، خاصة لدى أصحاب الشعر الدهني. لكن رغم فوائده الظاهرة، تتزايد التساؤلات عن تأثيره طويل المدى على فروة الرأس وصحة الشعر. فهل هو حل عملي وآمن، أم خطر خفي يتسلل بصمت إلى صحة شعرك؟ كيف يعمل الشامبو الجاف؟ يأتي الشامبو الجاف عادة على هيئة رذاذ أو مسحوق يُرش مباشرة على جذور الشعر، ليقوم بامتصاص الزيوت والدهون التي تفرزها فروة الرأس. لا يحتاج إلى ماء، مما يجعله خيارا عمليا وسريعا لمن لا يملكون الوقت الكافي لغسل الشعر، أو للراغبين في إطالة الفترات بين الغسلات التقليدية. كما يُستخدم للحفاظ على تسريحات الشعر المعالجة كيميائيا مثل الكيراتين أو البروتين. توضح الدكتورة شاري مارشباين، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية بجامعة نيويورك، لموقع "توداي دوت كوم"، أن "الشامبو الجاف ليس وسيلة لتنظيف الشعر أو فروة الرأس، بل هو وسيلة لامتصاص الأوساخ والزيوت وبقايا منتجات العناية القديمة المتراكمة على فروة الرأس والشعر من الأيام السابقة". غالبا ما يتكون الشامبو الجاف من مواد مثل النشا لامتصاص الدهون، والكحول لتجفيف الفروة بسرعة، إلى جانب مكونات معطّرة وأحيانا أصباغ لتحسين رائحة الشعر ومظهره. هل الشامبو الجاف آمن؟ رغم الفوائد المؤقتة التي يوفرها، فإن خبراء الجلد يحذرون من استخدامه بإفراط، لما قد يسببه من مشكلات صحية تؤثر على فروة الرأس وصحة الشعر. وتقول الدكتورة ندى البولوك، الأستاذة المساعدة في الأمراض الجلدية السريرية بجامعة ساوث كاليفورنيا، إن "الشامبو الجاف يجب ألا يكون جزءا من الروتين اليومي، فالإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى أضرار واضحة في صحة الشعر والفروة". تراكم المنتج وانسداد بصيلات الشعر: الاستخدام المتكرر للشامبو الجاف دون غسيل بالماء يؤدي إلى تراكم مكوناته، مما يسبب انسداد بصيلات الشعر، ويعوق نموه الطبيعي، وقد يزيد من احتمال تساقطه. كما قد يؤدي هذا التراكم إلى تهيج الجلد، وحكة مستمرة، وفي حالات معينة إلى التهابات بكتيرية أو فطرية تُعرف بالتهاب بصيلات الشعر، والتي تظهر على هيئة بثور أو احمرار ملحوظ. خلل في توازن ميكروبيوم فروة الرأس: الميكروبيوم هو مجموعة الكائنات الدقيقة المفيدة التي تعيش على فروة الرأس، وتحافظ على صحتها. استخدام الشامبو الجاف بكثرة يُخلّ بهذا التوازن، مما يزيد خطر الإصابة بمشكلات جلدية مثل التهاب الجلد الدهني، خاصة لدى من يعانون الصدفية أو الإكزيما. وتوصي الدكتورة شاري ليبنر، أستاذة الأمراض الجلدية في مركز وايل كورنيل الطبي، بتجنب الشامبو الجاف في حالات الأمراض الجلدية لتفادي تفاقم التهيّج. جفاف الشعر وزيادة التقصف: عديد من أنواع الشامبو الجاف تحتوي على الكحول ومواد عضوية متطايرة تسبب جفاف الفروة والشعر، مما يجعله أكثر هشاشة وقابلية للتكسر، خاصة في الأطراف. كما يُفقد الشعر مرونته ولمعانه الطبيعي، ويصبح أكثر عرضة للتشابك عند التصفيف، وهو ما يزيد من فرص تلفه. هل الشامبو الجاف يغني عن غسل الشعر؟ رغم فعاليته المؤقتة، فلا يمكن اعتبار الشامبو الجاف بديلا حقيقيا لغسل الشعر بالماء والشامبو. فهو لا يزيل الشوائب ولا ينظف الفروة، بل يعمل على امتصاص الزيوت مؤقتا، مما يؤدي إلى تراكمات ضارة على المدى الطويل. ينصح الخبراء بالاكتفاء باستخدامه مرة أو مرتين أسبوعيا، وعدم تركه على الشعر لفترات طويلة. فغسل الشعر بالماء والشامبو التقليدي يبقى ضروريا، خاصة لمن يعانون القشرة أو الالتهابات الجلدية، أو أولئك الذين يستخدمون منتجات تصفيف بشكل منتظم. كيف تستخدمين الشامبو الجاف بطريقة آمنة؟ للاستخدام الآمن، يوصي المختصون بما يلي: الاعتدال: لا تستخدميه أكثر من مرتين أسبوعيا. طريقة الاستخدام: رشّي المنتج من مسافة 15 سم على الجذور فقط، وتجنّبي تغطية فروة الرأس كاملة. تدليك وتمشيط: بعد الرش، قومي بتدليك الفروة بلطف وتمشيط الشعر لتوزيع المنتج وإزالة الفائض. الاختيار الذكي: اختاري الأنواع الخالية من الكحول والعطور الصناعية، خاصة إذا كانت فروة رأسك حساسة. الالتزام بالغسل الدوري: اغسلي شعرك بالشامبو التقليدي بانتظام لتفادي التراكمات. كيف تختارين الشامبو الجاف المناسب؟ للشعر الدهني: اختاري منتجا غنيا بالنشا وخاليا من الزيوت. للشعر الجاف: اختاري نوعا يحتوي على مكونات مرطبة وخاليا من الكحول. تجنبي المنتجات مجهولة المصدر: ابحثي عن علامات تجارية موثوقة، واقرئي تقييمات المستخدمين والمكونات. الحساسية: إذا كانت فروة رأسك حساسة، تجنبي المنتجات التي تحتوي على البارابين أو العطور الصناعية. وأخيرا، تذكّري أن الشامبو الجاف حل مؤقت لتحسين مظهر الشعر، وليس بديلا دائما للنظافة الفعلية. الاعتدال في استخدامه، ودمجه ضمن روتين صحي للعناية بالشعر هو السبيل للحفاظ على مظهر جميل وفروة رأس صحية.