
نظرات ذاهلة تجأر بالصراخ... نازحو السودان الصامتون
ونزح أكثر من 12 مليون شخص، بينهم 7.7 مليون داخل البلاد، في أكبر أزمة نزوح داخلي عالمياً، ففي مخيمات مثل "زمزم" في دارفور يتضاعف الاكتظاظ وتغيب الخصوصية مع ندرة الخدمات النفسية، مما يترك النازحين في حال تجمد منذ اللحظة الأولى، إذ يتحول الصمت إلى وسيلة وحيدة لتحمل اليأس.
صمت وإنكار
تقول المعالجة النفسية مع فرق الإغاثة في مناطق النزوح بدارفور سحر بدوي "عندما يواجه الإنسان خطراً مباشراً يدخل العقل في حال طوارئ قصوى، إذ تختزل الأولويات إلى النجاة فقط. وفي تلك اللحظة لا يعود الحزن أو الخوف شعوراً منفصلاً، بل يصبح جزءاً من رد فعل جسدي كامل، لذا تتسارع ضربات القلب، ويكون التنفس سطحياً، فضلاً عن توقف القدرة على التفكير المنطقي، وهذا ما نسميه في علم النفس حال التجمد".
وزادت بدوي "يظل اليوم الأول للنازح في مركز الإيواء هو الأصعب، إذ يجلس الناس صامتين وكأنهم يراقبون حياتهم من الخارج، حتى الأطفال الذين يفترض أنهم أقل وعياً بالكارثة تجدهم ينظرون بشرود، فالصدمة في هذه المرحلة ليست واضحة عبر الصراخ أو البكاء، بل تكمن في الصمت العميق الذي يلف المكان".
وعن أثر فقدان البيت والأحبة على النازح توضح "الفقد في ظل هذه الظروف مركب، فبعضهم يخسر البيت والممتلكات وربما الجيران أو الأقارب في وقت واحد، بالتالي فإن الدماغ لا يستطيع معالجة هذا الكم من الخسارات فجأة، فيبدأ بعملية إنكار موقتة أشبه بآلية تأجيل الألم، لكن هذه المشاعر لا تختفي، بل تتراكم وتظهر لاحقاً على شكل كوابيس ونوبات هلع، أو انسحاب من الحياة الاجتماعية".
قلق مزمن
تشير الباحثة الاجتماعية ليلى عبدالرحمن، التي عملت في ولايتي الجزيرة ودارفور، إلى أن "القلق المزمن هنا ليس مجرد إحساس عابر، بل حال مستمرة، فالنازح يعيش في مكان لا يعرف مدته، ويستيقظ كل صباح من دون خطة واضحة، إذ يعتمد بالكامل على المساعدات، لذا فإن مثل هذا الشعور بالعجز عن السيطرة على مصيره يخلق ضغطاً نفسياً مضاعفاً". وتابعت "النساء أكثر عرضة للقلق بسبب المسؤولية المزدوجة المتمثلة في حماية الأطفال وتدبير الحياة اليومية في ظروف شبه مستحيلة. أما الأطفال فيظهر القلق لديهم في صورة انعزال واضطرابات نوم أو سلوكيات عدوانية، حتى اللعب الذي يفترض أن يكون مساحة للتفريغ يتحول أحياناً إلى وسيلة للتنفيس عن التوتر".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وواصلت الباحثة الاجتماعية "داخل الغرفة التي يسكنها أكثر من 20 شخصاً، يكفي أن يبكي طفل في منتصف الليل حتى يستيقظ الجميع. لا يوجد وقت شخصي ولا مساحة شخصية، فالنساء يتبادلن نصائح حول كيفية حفظ بعض الطعام بعيداً من الرطوبة، أو كيفية إيجاد ركن صغير للجلوس في صمت، أما الرجال فيخرجون غالب الوقت بحثاً عن عمل موقت، لكنهم يعودون غالباً بلا نتيجة، مما يزيد من إحساسهم بالعجز".
عزلة مكثفة
في السياق ذاته قالت سعاد القاضي، وهي متخصصة اجتماعية عملت في شمال دارفور على ملفات الصحة النفسية للنازحين "في بيئة النزوح تزداد حالات الانتحار أو التفكير فيه بصورة ملحوظة من دون أن توثق، وبحسب دراسات عالمية في بيئات تضم لاجئين فإن نسبة الأفكار الانتحارية تصل إلى نحو 20.5 في المئة مع شعور بالعبء النفسي، في حين تبلغ نسبة محاولات الانتحار نحو 0.6 في المئة فحسب، لكنها ذات دلالة عالية". وأردفت "في واقع السودان، ليس لدينا دراسات ميدانية منشورة، لكن من خلال مراقبتي الميدانية فإن المعدل مماثل أو أعلى في المخيمات المكتظة، بخاصة في ظل غياب الرصد الرسمي، فمثلاً نجد أن نحو 15 في المئة من مراجعي العيادات النفسية أبلغوا عن أفكار انتحارية، وثلاثة إلى أربعة في المئة مروا بمحاولة انتحار فعلية سواء مكتملة أو فاشلة قبل الوصول إلى المستشفى. أما الجانب الأصعب فهو أن معظم هذه المحاولات لا تبلغ للسلطات، وغالباً ينقل الشخص في السر إلى مستشفى خارجي، أو تتكتم الأسرة منعاً للوصمة الاجتماعية، وغالباً لا تظهر هذه العمليات في سجلات المراكز، ولا يدرجها أي تقرير رسمي". ومضت في القول "في مراكز الإيواء لا توجد فرق نفسية متخصصة، والأولويات تتجه لتوفير الطعام والمأوى والرعاية الصحية الجسدية، لذا يحدث سقوط الحال النفسية تحت الرادار، فالمؤشرات التحذيرية غالباً واضحة، ومن أهمها العزلة المكثفة وفقدان الشهية والنوم المفرط أو اختفاء النوم تماماً، مع الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، لكن في غياب من يتابع بوعي تصنف هذه المؤشرات كآثار طبيعية للنزوح، ولا يتم التدخل إلا إذا تفاقم الوضع".
جراح مدفونة
في معظم مراكز الإيواء بالسودان يظل الدعم النفسي ترفاً بعيد المنال، إذ تكون الأولوية منصبة لجهود الإغاثة المتمثلة في توفير الغذاء والماء والمأوى، بينما يبقى الجانب النفسي في الهامش.
عبدالله خالد مسؤول ميداني في منظمة إنسانية محلية، يوضح الصورة قائلاً "هناك محاولات لتقديم دعم نفسي لمراكز الإيواء، لكنها متقطعة وغير منظمة، فبعض الفرق التابعة للمنظمات الدولية، مثل الـUNHCR أو (أطباء بلا حدود) تنظم جلسات فردية أو جماعية، لكنها لا تغطي كل المراكز، وفي بعض الولايات لم يصل أي فريق متخصص منذ بداية النزاع".
وأضاف خالد "المراكز التي تحظى بوجود دعم نفسي، ولو محدود، تظهر فرقاً واضحاً في الجو العام، إذ نجد الأطفال يشاركون في أنشطة ترفيهية، والنساء لديهن مساحات للبوح، والرجال يجدون من يوجههم إلى كيفية التعامل مع الضغط النفسي. في المقابل، تعاني المراكز التي تفتقر إلى هذا الدعم توتراً دائماً ومشكلات متفاقمة بين النازحين".
واستطرد المسؤول الميداني "في مركز (أ) بولاية الجزيرة، زارت فرق دعم نفسي المخيم ثلاث مرات خلال العام، وأقامت ورشاً فنية للأطفال، وجلسات استماع للنساء. أما مركز (ب) في شمال دارفور فلم يستقبل أي فريق متخصص منذ افتتاحه، مما جعل التعامل مع الحالات النفسية يتم بشكل فردي وغير احترافي، وغالباً عبر نصائح من متطوعين غير مدربين، ومع غياب إستراتيجية وطنية أو تنسيق شامل يظل الصمت هو العلاج الوحيد المتاح لآلاف النازحين، إذ تدفن الجروح النفسية تحت ثقل البقاء اليومي بلا أفق للتعافي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
انخفاض تاريخي بين الأميركيين في تناول الكحول
يتناقص استهلاك الأميركيين الكحول باستمرار فيما باتت غالبيتهم تعتقد أن تناوله مضر بالصحة، في نتيجة تسجل للمرة الأولى، بحسب ما بين استطلاع. تعكس هذه الأرقام التي نشرتها هذا الأسبوع مؤسسة "غالوب" لاستطلاع الرأي، تحولاً في مواقف الأميركيين تجاه المشروبات الكحولية، إذ يتوقع أن يكون عدد المستهلكين عند مستوى منخفض تاريخياً بنهاية عام 2025. وتجري "غالوب" هذا الاستطلاع منذ عام 1939 بعد سنوات قليلة من انتهاء فترة من حظره منعت فيها الولايات المتحدة إنتاج الكحول وبيعه. وخلال العام الحالي قال 54 في المئة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يشربون الكحول، إما من حين لآخر أو بانتظام. وكانت هذه النسبة 58 في المئة عام 1939 و60 في المئة في الأقل بين عامي 1997 و2023، بحسب "غالوب". أما الأشخاص الذين قالوا إنهم يشربون كميات أقل، فكان متوسط عدد الأكواب المستهلكة في الأيام السبعة التي سبقت الاستطلاع 2,8، وهو "أقل رقم سجلته غالوب منذ عام 1996". والجانب الذي بدأ المعهد تتبعه بدءاً من عام 2001 هو إدراك الآثار الصحية للكحول الذي كان الأكثر تغيراً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وارتفع عدد الأشخاص الذين يعدون أن الشرب بالمعتدل، أي كوب أو كوبين يومياً، غير صحي من 27 في المئة مطلع العقد الأول من القرن الـ21 إلى 53 في المئة العام الحالي. يأتي هذا التحول في النظرة مع تزايد الوعي بالأخطار المرتبطة باستهلاك الكحول، حتى بجرعات منخفضة، بحسب المعهد. وعلى رغم تحسن الوعي، ما زال غير كافٍ في رأي السلطات الصحية الأميركية. ففي يناير (كانون الثاني)، دعا كبير الجراحين الأميركيين إلى تطبيق تدابير جديدة للوقاية والتوعية في شأن أخطار الكحول المسببة للسرطان، حتى بجرعات منخفضة. وقال إن "غالبية الأميركيين يجهلون هذا الخطر" المتعلق بالسرطان.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
7 فيتامينات تقي من أعراض الشيخوخة
كثيراً ما بحث الإنسان عن طوق نجاة يقيه شيئاً من وعثاء تقدمه بالعمر، وهو تحد ظل ملازماً لكثير من الباحثين وأرباب المختبرات الطبية والدراسات، في سبيل اكتشاف وصفة سحرية تبطئ من الاكتواء من عالم الشيخوخة. وبذلك ظلت الدراسات تواصل سعيها إلى اكتشاف كثير من المكملات الغذائية التي تعمل على إبطاء أعراض ما بعد الكهولة، ويظل السؤال الأكثر شيوعاً هل يمكننا ذلك؟ هل يمكننا العيش في سن الـ60 بحيوية وعنفوان الـ20؟ تقول دراسة جديدة، نشرتها صحيفة "الديلي ميل" في مايو (أيار) الماضي، هي الأولى من نوعها، أن مكملاً غذائياً مهماً لصحة الإنسان قد يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية، عبر حماية الحمض النووي من التلف المرتبط بالتقدم في السن. وشارك في الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة هارفارد واستمرت أربع سنوات، 1031 شخصاً تناول نصفهم 2000 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً، بينما تناول النصف الآخر دواء وهمياً. واكتشف الباحثون بعد انتهاء الدراسة، أن التيلوميرات، وهي نهايات الحمض النووي التي تعد مؤشراً بيولوجياً على العمر، تآكلت بوتيرة أبطأ بكثير لدى من تناولوا مكملات فيتامين D. ووفقا لنتائج الدراسة، فإن من تناولوا المكمل احتفظوا بطول التيلوميرات لسنوات أطول، إذ انخفضت بنسبة خمسة في المئة فقط خلال أول عامين، مقارنة بانخفاض بلغ 12 في المئة في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. وبعد أربع سنوات، بلغ الانخفاض في مجموعة فيتامين D نحو سبعة في المئة فقط، بينما وصل في المجموعة الأخرى إلى 28 في المئة. ويقدر أن هذا الفارق يعادل نحو ثلاث سنوات من الشيخوخة البيولوجية تم "منعها" فعلياً، وهذه نتائج مطمئنة لكثير من البشر، جاءت بها الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية. هذه أبرز الفيتامينات التي تبطئ من أعراض الشيخوخة وثمة مكملات تضاف إلى ما جاءت به هارفارد وكبار باحثيها، إذ يؤكد لـ"اندبدنت عربية" الدكتور صالح بن سيف الهنائي أنها "يمكن أن تلعب دوراً مهماً في إبطاء بعض مظاهر الشيخوخة وتعزيز طول العمر الصحي، لكنها لا توقف التقدم الطبيعي في العمر". وتتحقق الفائدة الكبرى عند استخدامها، وفقاً للهنائي، من أجل "تعويض نقص العناصر الغذائية أو ضمن أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يقول الهنائي، وهو طبيب استشاري أول في طب الأسرة، أن "من أبرز هذه المكملات الفيتامينات (A، وC، وD، وE، ومجموعة B) وهي التي تعمل كمضادات أكسدة قوية، وتدعم جهاز المناعة، وتحافظ على صحة الخلايا وإصلاحها". ويشير إلى أن فيتامين D يسهم في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ويحافظ على قوة العضلات والمناعة، بينما فيتامين K يحمي العظام والشرايين من التكلس ويقلل خطر هشاشة العظام. أما بالنسبة إلى فيتامين E، فهو يحارب الجذور الحرة ويدعم صحة الأمعاء، في حين تعمل فيتامينات B على تحسين إنتاج الطاقة، ودعم وظائف الدماغ، إضافة إلى إصلاح الـDNA، وخفض مستويات الهوموسيستين المرتبطة بأمراض القلب والمخ"، وفق الطبيب العماني. ويعد فيتامين A من بين الفتيامينات أو المكملات التي من شأنها الإبطاء من مظاهر الشيخوخة، إذ يسهم في دعم صحة الميتوكوندريا، ويحافظ على خلايا العضلات، ويعزز المناعة. ويلعب الحديد دوراً في دعم إنتاج الطاقة وصحة الميتوكوندريا، بينما يسهم البروتين مع الأحماض الأمينية وفيتامين D في الحفاظ على الكتلة العضلية، خصوصاً مع ممارسة التمارين. ووفقاً للاستشاري الهنائي فإن "الاستجابة لهذه المكملات تختلف من شخص لآخر تبعاً للجينات والحالة الصحية والنظام الغذائي، مما يجعل التقييم الشخصي مهماً". وبصورة عامة، فإن التعويض المدروس لنقص العناصر الأساسية – خصوصاً D وK وE وB وA – يعد خطوة فعالة لإبطاء الشيخوخة، والحفاظ على القوة الجسدية والذهنية مع التقدم في العمر.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
فيتامينات تقيك أعراض الشيخوخة
كثيراً ما بحث الإنسان عن طوق نجاة يقيه شيئاً من وعثاء تقدمه بالعمر، وهو تحد ظل ملازماً لكثير من الباحثين وأرباب المختبرات الطبية والدراسات، في سبيل اكتشاف وصفة سحرية تبطئ من الاكتواء من عالم الشيخوخة. وبذلك ظلت الدراسات تواصل سعيها إلى اكتشاف كثير من المكملات الغذائية التي تعمل على إبطاء أعراض ما بعد الكهولة، ويظل السؤال الأكثر شيوعاً هل يمكننا ذلك؟ هل يمكننا العيش في سن الـ60 بحيوية وعنفوان الـ20؟ تقول دراسة جديدة، نشرتها صحيفة "الديلي ميل" في مايو (أيار) الماضي، هي الأولى من نوعها، أن مكملاً غذائياً مهماً لصحة الإنسان قد يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية، عبر حماية الحمض النووي من التلف المرتبط بالتقدم في السن. وشارك في الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة هارفارد واستمرت أربع سنوات، 1031 شخصاً تناول نصفهم 2000 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً، بينما تناول النصف الآخر دواء وهمياً. واكتشف الباحثون بعد انتهاء الدراسة، أن التيلوميرات، وهي نهايات الحمض النووي التي تعد مؤشراً بيولوجياً على العمر، تآكلت بوتيرة أبطأ بكثير لدى من تناولوا مكملات فيتامين D. ووفقا لنتائج الدراسة، فإن من تناولوا المكمل احتفظوا بطول التيلوميرات لسنوات أطول، إذ انخفضت بنسبة خمسة في المئة فقط خلال أول عامين، مقارنة بانخفاض بلغ 12 في المئة في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. وبعد أربع سنوات، بلغ الانخفاض في مجموعة فيتامين D نحو سبعة في المئة فقط، بينما وصل في المجموعة الأخرى إلى 28 في المئة. ويقدر أن هذا الفارق يعادل نحو ثلاث سنوات من الشيخوخة البيولوجية تم "منعها" فعلياً، وهذه نتائج مطمئنة لكثير من البشر، جاءت بها الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية. هذه أبرز الفيتامينات التي تبطئ من أعراض الشيخوخة وثمة مكملات تضاف إلى ما جاءت به هارفارد وكبار باحثيها، إذ يؤكد لـ"اندبدنت عربية" الدكتور صالح بن سيف الهنائي أنها "يمكن أن تلعب دوراً مهماً في إبطاء بعض مظاهر الشيخوخة وتعزيز طول العمر الصحي، لكنها لا توقف التقدم الطبيعي في العمر". وتتحقق الفائدة الكبرى عند استخدامها، وفقاً للهنائي، من أجل "تعويض نقص العناصر الغذائية أو ضمن أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يقول الهنائي، وهو طبيب استشاري أول في طب الأسرة، أن "من أبرز هذه المكملات الفيتامينات (A، وC، وD، وE، ومجموعة B) وهي التي تعمل كمضادات أكسدة قوية، وتدعم جهاز المناعة، وتحافظ على صحة الخلايا وإصلاحها". ويشير إلى أن فيتامين D يسهم في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، ويحافظ على قوة العضلات والمناعة، بينما فيتامين K يحمي العظام والشرايين من التكلس ويقلل خطر هشاشة العظام. أما بالنسبة إلى فيتامين E، فهو يحارب الجذور الحرة ويدعم صحة الأمعاء، في حين تعمل فيتامينات B على تحسين إنتاج الطاقة، ودعم وظائف الدماغ، إضافة إلى إصلاح الـDNA، وخفض مستويات الهوموسيستين المرتبطة بأمراض القلب والمخ"، وفق الطبيب العماني. ويعد فيتامين A من بين الفتيامينات أو المكملات التي من شأنها الإبطاء من مظاهر الشيخوخة، إذ يسهم في دعم صحة الميتوكوندريا، ويحافظ على خلايا العضلات، ويعزز المناعة. ويلعب الحديد دوراً في دعم إنتاج الطاقة وصحة الميتوكوندريا، بينما يسهم البروتين مع الأحماض الأمينية وفيتامين D في الحفاظ على الكتلة العضلية، خصوصاً مع ممارسة التمارين. ووفقاً للاستشاري الهنائي فإن "الاستجابة لهذه المكملات تختلف من شخص لآخر تبعاً للجينات والحالة الصحية والنظام الغذائي، مما يجعل التقييم الشخصي مهماً". وبصورة عامة، فإن التعويض المدروس لنقص العناصر الأساسية – خصوصاً D وK وE وB وA – يعد خطوة فعالة لإبطاء الشيخوخة، والحفاظ على القوة الجسدية والذهنية مع التقدم في العمر.